Ads by Google X

الروايات كاملة عبر التلجرام

رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الثاني والثلاثون 32 - بقلم اميرة احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الثاني والثلاثون 32 - بقلم اميرة احمد

نبضات لاتعرف المستحيل

الفصل الثاني والثلاثون:

بينما كانت حياة تسير في الشارع، لمحت من خلال زجاج أحد المقاهي فارس يجلس مع فتاة لم تراها من قبل... بيضاء، صهباء... على يدها وشم بطول معصمها، كان يضحك معها وعيناه تتلألآن بنفس البريق الذي تعرفه جيدا عندما يكون مستمتعا.

شعرت بوخزة غيرة في صدرها، صدمها الموقف فوقفت مكانها تراقب بصمت...

فجأة، التفت فارس وكأن إحساسه أخبره بوجودها، ابتسم فور رؤيتها ونهض سريعا متجها نحوها. خرج من المقهى واقترب منها قائلا بحماس: حياة...... تعالي، عايز أعرفك على نادين.

لم تجد حياة فرصة للرفض، فسارت معه بخطوات مترددة. عندما وصلا إلى الطاولة، ابتسمت نادين ابتسامة ودودة وقالت وهي تمد يدها لمصافحتها: هاي حياة.... أخيرا اتقابلنا، فارس بيتكلم عنك كتير..

رغم لطف كلماتها الا أن حياة شعرت بعدم ارتياح، لكنها أخفت ذلك بلباقة وردت بابتسامة خفيفة: أهلا.

  جلسوا جميعا، وبدأت المحادثة تأخذ منحى طبيعيا. كانت نادين مرحة، تتحدث بثقة وكأنها تعرف فارس منذ الأزل، بل كانت تصحح له بعض الذكريات وتضيف تفاصيل لم يكن حتى يتذكرها. وكلما ضحك فارس على إحدى تعليقاتها، كانت غصة الغيرة تكبر في قلب حياة..... ثم جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير، حين قالت نادين بعفوية: على فكرة، أنا اللي اقترحت على فارس إنه ينزل مصر ويتجوزك من غير ما يقولك، قلتله إنك هتحبي المفاجأة دي.

اتسعت عينا حياة، نظرت إلى فارس سريعا، لكنه بدا غير منتبه لوقع الكلمات عليها، فقط ابتسم قائلا: فعلا، كنت محتار، وهي شجعتني.

ازدادت نبضات قلبها، شعرت وكأنها تتلقى صفعة غير متوقعة. كيف لم يخبرها فارس بهذا؟ وكيف لشخص غريب عنه أن يكون له هذا التأثير عليه؟

حاولت السيطرة على مشاعرها، لكن عقلها بدأ في ربط النقاط، فتذكرت كيف كان فارس دائما يخبرها أن قراره بالسفر إلى لندن كان الأصعب في حياته.

 فجأة، سألت حياة بنبرة هادئة لكنها حادة: طيب، مين اللي شجعك تسافر لندن؟

نظر لها فارس باستغراب قبل أن يقول: نادين ... كانت شايفة إن دي فرصة كويسة... خصوصا انها هنا من زمان... حتى هي اللي ساعدتني الاقي شغل وانا في مصر قبل ما أجي.

وكأن شيئا انفجر داخل حياة، لكنها تمالكت نفسها، وضغطت على كفيها تحت الطاولة حتى لا يظهر ارتجافها. ابتسمت ببرود وقالت: واضح إن نادين ليها تأثير كبير على قراراتك.

أدرك فارس النبرة الخفية في كلامها، لكنه لم يعلق، أما نادين فابتسمت وقالت بمرح: إحنا أصدقاء من زمان، طبيعي نتكلم في الحاجات المهمة.

لكن بالنسبة لحياة، لم يكن الأمر طبيعيا أبدا .....الغيرة لم تعد مجرد إحساس عابر، بل أصبحت نارا تشتعل داخلها.... كانت حياة تحاول أن تبقي على هدوئها رغم الاضطراب الذي يتزايد بداخلها، تنظر إلى نادين التي استمرت في الحديث بحيوية، وكأنها لم تلاحظ التوتر الذي بدأ يظهر على حياة. فارس، من جانبه، كان مستمتعا باللحظة، يضحك على نكات نادين...... وكأن الحياة تدور في فلك آخر بعيد عن حياة.

لم تستطع حياة إخفاء شعورها أكثر من ذلك، فأخذت نفسا عميقا، ثم نظرت إلى فارس، عينيها تحملان الكثير من الأسئلة، وقلبها ينبض بسرعة..... نظرت إليه مباشرة وقالت وهي تحاول السيطرة على غضبها الذي بدأ يظهر في نبرتها: بس مش غريب يا فارس أنك عمرك ما قولتلي حاجة عن نادين. 

شعر فارس بالتوتر الذي بدي واضحا على حياة، والغيرة بدأت تسيطر عليها... مد يده من تحت الطاولة يمسك يدها بقوة التي بدأت ترتجف من شدة الغضب، نظر إلى عينيها وقال بنبرة هادئة: مجتش فرصة مش أكتر.

اومأت حياة رأسها ولم تعقب، صمتت وكأنها لم تقتنع بكلماته، بل قامت من مكانها فجأة وهتفت: انا هامشي علشان أسيبكوا تقعدوا براحتكوا.

قام فارس معها وهتف: انا هاجي معاكي أستني.

خرجت حياة مسرعة ولم تنتظره، لحق بها فارس وأمسك يدها بقوة دون ان ينظر لها ومشي إلي جوارها.... بدأت الدموع ترقرق في عيني حياة لكنها لم تمنحها أذن النزول بعد...

ضغط فارس على يدها بين كفه وقال بنبرة دافئة: زعلانة ليه؟

قالت حياة بحدة: أنت شايف أنه عادي؟ اتفاجأ ان في واحدة في حياتك وبتتحكم في حياتنا بالدرجة دي وكمان مخبي وجودها عني.

فارس: محدش بيتحكم في حياتنا... الموضوع ببساطة نادين صديقتي من أيام المدرسة، وكانت معايا في الجامعة... طبيبة نسا شاطرة جدا، أول ما اتخرجت سافرت لندن عاشت هناك وكانت بتدرس في أكسفورد، ولما كان في قدامها فرصة كويسة قالتلي عليها وشجعتني... بس السفر كان قراري انا، هي بس ساعدتني الاقي بيت وشغل هنا.

سقطت دمعة من عيني حياة رغما عنها وقالت بصوت مختنق: ساعدتك تسيب أهلك وحياتك وتسيبني وتيجي تقعد هنا جنبها؟

فارس: على فكرة هي مش عايشة هنا في أكسفورد... هي عايشة في لندن و بتشتغل هناك، بتيجي هنا بس أيام اللي بيكون عندها محاضرات... انا كانت الفكرة في دماغي هي بس شجعتني علبها

وقفت حياة فجأة وقالت بعينين دامعتين: وهي نادين بتشجعك على كل حاجة، حتي أنا! كنت متردد في الجواز وهي اللي شجعتك؟

التف فارس ليواجها، أمسك وجهها بين كفيه ونظر إلي عينيها وقال: انا عمري ما كنت متردد فيكي يا حياة، انا لما جيت هنا لوحدي من غيرك مكنتش عارف أعيش.... كنت متكئب... فكرت أني أسيب كل حاجة هنا وأرجع مصر علشان أكون جنبك، بس هي لما عرفت أني عاوز أسيب مستقبلي هنا اقترحت عليا فكرة أني أنزل اتجوزك واجيبك معايا، كلمت اونكل زياد وعرضت عليه الموضوع ولقيته مرحب بالفكرة وقالي أنك موافقة تسافري معايا.

سقطت دمعة من عينيها ولم تعقب، مال فارس ليضع قبلة رقيقة على وجنتها وهمس: انا عمري ما كنت متردد فيكي يا حياة.

ازاحت حياة كفه ببطء من فوق وجنتها، والتفت تمضي في طريقها بخطوات بطيئة مثقلة بالهموم، أمسك فارس بيدها بقوة مرة أخري وقال: انا اسف لو ضايقتك.

قالت حياة بنبرة مكسورة من الحزن: طالما خبيتها عني يبقي في بينكوا حاجة يا فارس.

همس فارس: هي بالنسبالي صديقة، مش باشوفها انها ست.... اعتبريها محمود صاحبي.

نظرت له حياة بطرف عينها وقالت: وهي بتعبرك ايه؟

ابتسم فارس نصف ابتسامة وقال: متحاسبينيش غير على مشاعري انا بس.

قالت حياة بحدة: بتحبك؟

فارس: احنا Best friends

حياة وهي تضغط على اسنانها: بتحبك؟

قال فارس بثقة: لأ.

كان الألم في قلبها أكبر من أن تخفيه. خرجت الكلمات من فمها بصوت ضعيف: خبيتها ليه يا فارس؟ عارف انا حاسة بايه دلوقتي ان حبيبي في واحدة في حياته غيري بياخد رأيها في كل حاجة مهمة في حياته حتي جوازه مني ومخبيها عليا؟ فاهم انا شعوري ايه ؟

اخفض فارس رأسه وهمس: انا أسف... مقصدتش اضايقك.... ولا قصدت أخبيها... بس فعلا مجتش فرصة أحكيلك عنها... لو تحبي هاقلل مكالماتي معاها، مش هاشوفها غير وانتي معايا، هاعمل كل اللي انتي عايزاه علشان اثبتلك أن مفيش حد اهم منك في حياتي.

صمت فارس فقد شعر بالذنب، وفجأة أدرك أنه أخطأ في حق حياة، لكن كان الأمر قد فاته الآن. قلبه كان يشعر بتأنيب الضمير فأردف: حياة، أنا آسف... بجد مكنش أقصد أخليكى تحسي كده.......يمكن كنت غبي او مش شايف... بس اللي يهمني هو إنك تكوني مرتاحة معايا، وإننا نكون مع بعض.

نظرت له حياة للحظة، ثم قالت: فارس أنا مش متأكده من أي حاجة... بس اللي حسيته النهاردة وانا شيفاك قاعد مع واحدة تانية كان أكبر من أني اتقبله، يمكن لو كنت قولتلي وعرفتني بوجودها مكنتش حسيت بكده، يمكن حتي وانت نازل الصبح لو قولتلي انك هتقابلها معرفتش صدفة كنت تقبلت الموضوع عن كده.

ابتسم فارس ابتسامة حزينة وقال: اوعدك أن الأمور كلها هتكون واضحة بعد كده.

بينما كانت حياة تحاول جمع شتات نفسها، كان قلبها لا يزال في فوضى..... ومع أن الكلمات قد تبدو هادئة، إلا أن مشاعر الغيرة والشك كانت تدور في عقلها.... صمتت حياة وكان صمتها يقتله... سارت إلى جواره ممسكة بكفه لكنها لم تتفوه بكلمة... بعد فترة وكزها بكتفه مداعبا وقال: ما خلاص بقي يا حيوته، اعتذرت وقولت حقك عليا هتفضلي مبوزه كده؟

حاولت ان تخفي ابتسامتها وقالت بحدة مصطنعة: انا زعلانة منك.

لف ذراعه حول خصرها وقال بغمزة: طيب هاصالحك اما نرجع البيت.

أبعدت يده وقالت: زعلانة بجد منك.

نظر فارس حوله، ثم قال لها: انا عرفت هاصالحك ازاي... استنيني هنا ثواني.

تركها فارس تقف وعبر الشارع، كانت نظرات حياة تتبعه بابتسامة، اختفي من امامها دقائق، ثم عاد يحمل باقة كبيرة من الورود، وكوب من الشكولاتة الساخنة.

ضحكت حياة على الفور حين رأته مقبلا عليها.... ناولها الكوب في يدها وهتف: الهوت شوكلت اللي بتحبيه وبيعدل مزاجك.

ضحكت حياة وهي تتناول الكوب منه، همس لها: مش زعلانة خلاص؟

ارتشفت رشفة من الكوب ف يدها ولم تعقب، ثم اشارت إلي باقة الورد في يده وقالت مازحة: والورد؟ 

نظر إليها فارس بمكر وقال وهو يضحك: لأ الورد ده علشان نادين... أكيد زعلت علشان سيبتها ومشيت كده.

وكزته حياة في كتفه وصاحت بطفولة: والله معندكش دم.

ضحك فارس وقال بمداعبة: بتغيري يا قمر؟

ابتسمت واومأت رأسها بإيجاب، نظر إليها فارس وقال: متغيريش علشان قلبي مفيهوش الا حياة وبس.

ابتسمت حياة بحب وأمسكت بكفه، سارا جنبا إلى جنب وكأن المدينة من حولهما خاليه لا يوجد بها غيرهما.

------------------------------------------

في مساء ليلة باردة، خلت من المشاعر..... دخلت لارا على يوسف الذي كان يستعد للنوم، وقفت بجوار سريره وقالت بحزن: هتفضل متكلمنيش كده لحد أمتي؟

أعطاها ظهره ولم يجب، عادت تقف أمامه من جديد وقالت: يوسف انت بقالك أسبوعين مش بتكلمني، بترجع البيت على النوم، بتنام في اوضة لوحدك... حتى صورتنا اللي كنت حاطتها على موبايلك طول الوقت شيلتها... أنا مش قادرة استحمل المعاملة دي يا يوسف... أنا غلطت وعارفة أني غلطت واعتذرت كتير عن غلطي ده، باعتذرلك كل يوم وحتي مش بترد عليا... يوسف رد عليا من فضلك.

أغمض يوسف عينيه بقوة ولم يجب عليها... كان صمته يقتلها، لكنها كانت تأمل ان يجد في قلبه سبيلا للغفران.

في الصباح، استيقظت لارا على صوت طرقات في خزانة الملابس، فتحت عينيها لتري يوسف يقف أمام خزانة الملابس ممسكا بحقيبة سفر كبيرة يضع بها ملابسه، اعتدلت في جلستها فورا، وصاحت: يوسف انت مسافر؟

لم يجبها، لكنها قامت ووقفت امامه، تحاوط عنقه بيديها والقت بنفسها بين ذراعيه وقالت: متسيبنيش يا يوسف أرجوك.

ببرود فك قيود ذراعيها من حول عنقه، ولأول مرة منذ تلك الليلة يتحدث معها يوسف وقال بكسرة: انا أسف... أنا حاولت أنسي.... حاولت أعدي... بس مش قادر.

همست من بين دموعها: سامحني أرجوك.

حرك رأسه وقال: المغفرة صفة إلهية مش عندي للأسف.... انا كنت مستعد احارب الدنيا كلها علشان أكون معاكي يا لارا، بس أنتي كسرتيني وخنتي ثقتي..... أنا أسف... أنتي طالق.

تجمدت مكانها من كلمته، وقعت عليها كدلو ماء بارد..... أما يوسف فبرغم ألم قلبه كانت ملامحه جامدة، ارتجف صوته حين قالها..... أغلق حقيبته وحملها واتجه ناحية الباب، أسرعت لارا خلفه ودموعها تنهمر فوق خديها وقالت: يوسف أرجوك متعملش فيا كده.... افتكر الحب اللي بينا.

نظر لها يوسف بعينين متألمتين وقال: علشان الحب اللي كان بينا... انا مش هاقول لحد أحنا اتطلقنا ليه... أنتي حرة قولي لمامتك اللي أنتي عايزاه.... بس أنا هاحاول اسيب صورتك كويسة في عيون أهلي.

خرج يوسف وأغلق الباب خلفه، سقطت لارا على الأرض تبكي بحرقة والندم يعتصر قلبها.

فتح يوسف الباب بمفتاحه، دلف وهو يحمل حقيبته الكبيرة ...في طريقه لغرفته استوقفته والدته، صاحت ما ان رأته يقف امامها يحمل حقيبته: يوسف؟! انت بتعمل ايه بشنطة السفر دي هنا.

أخفض يوسف رأسه وقال: مفيش يا ماما..... أنا سبت لارا.

ضربت نور صدرها بكفها وصاحت: يالهوي.... ليه يا يوسف عملت كده؟ ايه اللي حصل يا ابني.

قال يوسف بصوت ضعيف ونبرة منكسرة: مفيش يا ماما....انا ولارا اكتشفنا اننا مش متفاهمين.

دفعته نور في كتفه ناحية الباب وهي تصيح: يلا امشي روح لمراتك مفيش الكلام ده.... اقعد معاها وحلوا مشاكلكوا.

اخفض يوسف عينه بألم وهمس: انا طلقتها.

شهقت نور، واتسعت عيناها في صدمة، حاولت ان تتمالك أعصابها وقالت: يعني ايه طلقتها؟! انت اتجننت يا يوسف؟ لو كل واحد طلق مراته مع اول مشكلة بينهم مكنش هيفضل في الدنيا أي اتنين متجوزين.... اقعد مع مراتك وحل مشاكلك مش تطلقها.

قال يوسف بضعف: ماما من فضلك.... اللي بينا ملوش حل، وانا اخدت قراري خلاص.

جلست نور على اقرب مقعد وصاحت بيوسف: يعني ايه ملوش حل... انتوا متجوزين بقالكوا كام شهر بس، عادي تحصل مشاكل... قولي ايه اللي حصل واكيد ليه حل، بعدين يعني ايه تطلقها من نفسك كده، ملكش أهل ترجعلهم.... ده حتى الدين بيقول حكم من أهله وحكم من أهلها.... خلاص تستسهل الطلاق اللي هو أبغض الحلال.

هم أن يفتح فمه ليتحدث لكن قاطعته نور وهي تضرب مقدمة رأسها بيدها وقالت: هنقول لبابا ازاي دلوقتي.... أنت مش عارف الانفعال غلط عليه.

قال يوسف بعدم اكتراث: عادي يا ماما مش هينفعل.... عادي انا هاقوله... مش أول واحد ولا أخر واحد يطلق مراته... انتوا عاملين حوار ليه؟

في المساء... عندما عاد زياد من عمله، دخل عليه يوسف بغرفة المكتب... جلس امامه برأس مطأطأ وقال بنبرة منكسرة: بابا .... في حاجة حصلت وكنت عايزك تعرفها مني انا مش من حد تاني.

وضع زياد فنجان القهوة أمامه ورفع رأسه إلي يوسف وقال بفتور: خير؟

بنبرة ضعيفة منكسرة قال يوسف: انا طلقت لارا.

صمت زياد للحظة يستوعب كلمة يوسف، ثم قال بحدة ونبرة جادة: أنت عملت ايه؟

اخفض يوسف رأسه بخزي وقال: مش قادر أكمل معاها يا بابا... جرحتني... وانا حسيت ان مبقيتش عندي ثقة فيها.... بس...

قاطعه زياد بحدة: بس ايه؟ هو انت فاكر الجواز لعبة؟ ... الحب لعبة؟ مش دي لارا اللي حاربت الدنيا كلها علشان تتجوزها... اللي كنت بتموت في المستشفى وهي تعبانة...بسهولة كده اتخليت عنها مع أول مشكلة بينكوا.

يوسف: انا موجوع يا بابا وتوقعت أنك هتفهمني.

زياد:لسة بتحبها يا يوسف؟

قال يوسف بصوت متحشرج: مش عارف هاكمل ازاي وهي مش جنبي.

زياد: انت خذلتها يا يوسف وخذلتني انا كمان.... انا كنت فاهم أنك اهدي من كده... عندك حكمة تعرف تتحمل المسؤولية... بس انت اتسرعت... ايه حصل بينكوا وصلك أنك تطلقها؟

اخفض يوسف رأسه ودمعة ترقرقت في عينيه وقال بصوت متحشرج: مش حابب أقول يا بابا... هي جرحتني جرح كبير انا مقدرش اتخطاه.

انفعل زياد وقال بحدة: مش عايز تقولي طيب قول لأمك، قول لسارة... مش أنك تاخد قرار زي ده من غير ما ترجع لحد... مش يمكن انت اللي شايفه حاجة كبيرة ده حاجة متستاهلش... مش يمكن انت فاهم غلط، او أنك مش فاهم أصلا.

هم يوسف واقفا وقال: بابا انا أسف بس انا مش هارجع في قراري.

انصرف يوسف وقلبه ممزق، عيناه تائهتان، هل اتخذ القرار الصحيح وأنقذ ما تبقي من كرامته، أم انه تسرع في قراره بالانفصال.

•تابع الفصل التالي "رواية نبضات لا تعرف المستحيل" اضغط على اسم الرواية

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent