رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم اميرة احمد
نبضات لاتعرف المستحيل
الفصل الراحد والثلاثون:
جلس يوسف على الأريكة يتصفح هاتفه بلا اهتمام بعد يوم عمل طويل، بينما لارا كانت تعد الطعام.... كان كل شيء طبيعيا، روتينيا.... حتي لمح يوسف هاتف لارا يهتز فوق الطاولة والشاشة تضىء باسم سامر.
تجمد في مكانه للحظة، لحظة كانت كفيلة ان تشعل بداخله نار لا تنطفئ ، التقط الهاتف سريعا، ثم اتجه بعينيه ناحية المطبخ ليري لارا منشغلة في تحضير الطعام.... أمسك الهاتف و ضغط على الشاشة، فتح المحادثة وعندها شعر بأن قلبه قد سقط في قدميه.
" أنا مش قادر أنساكي"
" أنتي ازاي قادرة تعيشي من غيري"
" قابليني بعد الشغل واعتبريها أخر مرة"
" كلميني لما يوسف ينزل"
شعر يوسف أن العالم يدور من حوله، ضغط على الهاتف بقوة.... لم تكن هذه رسائل عادية بين أصدقاء.... لحظة واحدة كانت كافية لتدمير ثقته.
خرجت لارا من المطبخ، نظرت إليه بابتسامة، ثم تجمدت مكانها حين رأت تعابير وجهه.
اقتربت منه بحذر وهتفت: يوسف.... في ايه؟
لم يرد، بل رفع الهاتف امام وجهها، فهمت على الفور، لم يكن يوسف بحاجة للكلمات فكانت نظراته وحدها تقتلها من الداخل، تمزقها إلي أشلاء لا تستطيع ترميمها.
وقف يوسف أمامها ممسكا بالهاتف في يديه، وصاح بحدة: بتكلمي سامر من أمتي؟
صمتت لارا، تحاول ان تستجمع قواها لتجد كلمات ترد بها على يوسف لكنها لم تجد... اخفضت عينيها بخزي وبدأت الدموع تنساب فوق وجنتيها.
صاح يوسف مرة أخري: ليه سامر بيبعتلك الكلام ده؟
ابتلعت ريقها ولم تجب، قال يوسف ببطء ونبرة ضعيفة لكنها تحمل شيء من الحدة: أنتي قابلتيه؟؟
لم ترد... صمتها وحده كان كالرصاصة في مقتل بالنسبة له.
القي يوسف الهاتف بحدة من يديه فسقط على الأرض مهشم، تماما كما سقطت روحه من صمت لارا، وصاح مرة أخري: ردى عليا متسكتيش كده.... قابلتيه؟؟
شعرت لارا بالدموع المنسابة على وجنتيها وكأنها تحرقها، همست بصوت بالكاد مسموع: يوسف أسمعني.... أنا..
قاطعها يوسف بغضب: قابلتيه؟
اخفضت عينيها بخزي واومأت رأسها بالإيجاب وجسدها بالكامل يرتعش.
اتسعت حدقتي يوسف وذهل من كلماتها، قال بنبرة ضعيفة: انتي فعلا قابلتيه؟!
رفعت لارا عينيها، وهي تتحاشي ان تتلاقي بعين يوسف وهتفت: والله كنت ناوية أحكيلك... كنت هاقولك على كل حاجة.
قال يوسف بنبرة باردة تحمل كثير من اللوم: ملقيتيش غير سامر
اتسعت حدقة لارا وصاحت: انت تعرفه؟
امسك يوسف ذراعها وأخذ يهز جسدها بعنف وصاح بحدة: انتي هتستهبلي....أحكيلي كل حاجة دلوقتي... قابلتيه ليه؟!
ارخت لارا جفنيها ودموعها تجري كالنهر وهمست بصوت ضعيف ملئ بالخزي: لأنه كان بيهددني بيك.
صمت يوسف.... كان يتوقع أي رد.. أي مبرر طفولي.... أي كذبة منها... لكنه لم يكن يتوقع جوابها هذا.
نظر لها يوسف بعينين حائرتين وهمس: ايه؟؟
حاولت لارا ان تسيطر على رعشة جسدها، تنفست بعمق وقال من بين دموعها: سامر كان بيوهمني أني كنت على علاقة بيه، انا مش فاكراه ولا فاكرة حاجة من اللي بيقول عليها، كان بيهددني أنه هيقولك.... كان عارف أن في مشاكل بيني و بين أهلك وكان بيهددني أنه هيقولهم... كل مرة كان بيقولي أقابله علشان ميقولكش...
شعر يوسف بالدماء تغلي في عروقه، كان وجهه أحمر من شدة الغضب، صاح بحدة: وانتي خفتي منه؟
همست لارا بضعف: انت متعرفش هو كان ممكن يعمل ايه.... يوسف كان بيقولي أني عملت حاجات انا مصدقش أني ممكن أعملها في يوم.... يوسف كان بيهددني أنه هيخليك تسيبني.
ضغط يوسف على اسنانه وقال: فروحتيله!
لارا: كنت عاوزاه يبعد عننا..... كنت عايزاه يفهم ان حتي لو كان في بيني وبينه حاجة، فانا بحبك أنت.
قاطعها يوسف وقال بنبرة ضعيفة: لمسك؟
حركت لارا رأسها بتوتر ولم تجد كلمات في حلقها فصاح مرة أخري: لمسك؟!
اندفعت لارا تدافع عن نفسها وقالت: والله العظيم ابدا.... كان بيقابلني في أماكن عامة... عمره ما لمسني ولا حتي كنت باسلم عليه.
جلس يوسف على المقعد، دفن راسه بين راحتيه وهتف بصوت مكسور: ليه يا لارا؟ ليه تعملي فيا كده... ليه لما تخافي تقرري ترمي نفسك في حضن راجل تاني... وملقيتيش غير سامر! أكتر واحد بيكرهني في الدنيا.... مقولتليش ليه؟
جثت لارا على ركبتيها في الأرض أمامه وقالت من بين دموعها: أنا خفت... خفت منك وخفت عليك.... خفت تحكم عليا بحاجة مش فيا... خفت تشوفني.....
قاطعها يوسف وهو يرفع رأسه لينظر في عينيها وقال بحدة: خاينة!
فرغت لارا فاها من الصدمة... وقع الكلمة على أذنها كان اقسي من أن تستوعبها، حاولت ان ترد التهمة عن نفسها لكنها لم تجد كلمات مناسبة ، شهقت من بين دموعها وقال بصوت بالكاد مسموع: يوسف متقولش عليا كده...
قاطعها بحدة وهو يقف مبتعدا عنها: هو الست اللي بتكلم وتقابل راجل تاني من ورا جوزها بيبقي أسمها أيه؟؟
اتجه يوسف ناحية غرفة النوم، وبقيت لارا تقف مشدوهة من كلمته، تبكي بلا توقف، لحظات ووجدت يوسف قد ارتدي ملابسه واتجه ناحية باب الشقة، اسرعت خلفه وهتفت: يوسف أستني... أنت رايح فين؟.
نظر لها بحدة من رأسها حتي أخمص قدميها وصاح: مش قادر أكون معاكي في مكان واحد.
لارا: ارجوك يا يوسف... اسمعني و متحكمش عليا.
نظرة لها نظرة نارية وصاح: انا سمعت كفاية.
خرج يوسف وتركها خلفه تبكي بندم، تشعر وكأنها فقدت يوسف للأبد...
---------------------------------------------
جميلة تجلس شاردة الذهن... حزينة... منذ عدة أسابيع تخيم عليها هذه الحالة، وقف مالك عند الباب يرقبها بحزن... جلس إلى جوارها وجذبها إلى صدره.. تنهدت بألم وهي تلقي برأسها عليه... حرك كفه على ذراعها بحنان وهمس: مالك يا حبيبتي؟
لم تعقب، بل حركت رأسها وصمتت.
بقيت عدة دقائق في حضنه قبل أن ترفع رأسها وتهمس بألم: مش حاسس أن في حاجة نقصانا يا مالك؟
لف خصلة من شعرها على سبابته وهمس بثقة: لأ.
قالت بنبرة مترددة: يعني مش لو كان في حياتنا بيبي كانت بقت أحلي.
رد بكل ثقة: انا مبسوط معاكي كده... مش محتاج من الدنيا غيرك.
همست بألم: بس يعني....
قاطعها بهدوء: جميلة.... ممكن تشيلي الموضوع ده من دماغك.... مفيش حاجة تانية نعملها... روحنا لأكتر من 3 دكاترة وكلهم قالوا مفيش مشكلة... يبقي محتاجة تهدي وتبطلي تفكري في الموضوع ده... صمت لدقائق، ثم أردف: انا عارف انك مضايقة علشان ليلي حامل.... بس يا حبيبتي كله في وقته.
هتفت جميلة: لأ والله بالعكس... انا فرحانة علشانهم جدا... بس نفسي أحنا كمان يبقي عندنا عيلة.
قبل رأسها وهمس: أنتي عيلتي.
ابتسمت بحزن ولم تعقب، فأردف بنبرة دافئة: هو انا مش كفاية يا جميلة؟
رفعت عيناها إليه تتأمله في صمت، ثم قالت بحنان: أنت كل حاجة ليا في الدنيا يا مالك..... بس انا محتاجة أحس بالأحاسيس دي.
هم أن يرد عليها، يخبرها انها مخطئة، او ربما على صواب لكن يلزمها صبر.... لكن قبل ان يفتح فمه، وجد هاتفه يهتز، والهاتف يضئ باسم يوسف.
أمسك الهاتف وسرعان ما اتاه صوت يوسف مختنق بالألم من الناحية الأخرى وهتف: أنت في البيت؟
- مالك: أه.
- يوسف: طيب أنزل انا تحت بيتك.
- مالك: طيب اطلع نقعد شوية.
- يوسف: لأ مخنوق مش عايز أقعد في البيت.
- مالك: طيب نازلك.
بعد دقائق كان يوسف يجلس مع مالك في أحد المقاهي القريبة... كان الضيق والألم يبدو واضحا على وجهه، نظر مالك إلي النادل وهتف: 2 شاي لو سمحت.
كان يوسف صامتا طوال الطريق مما اثار قلق مالك عليه، فهتف: في ايه يا يوسف؟ شكلك متضايق أوي.
قال يوسف بنبرة مكسورة: حاسس أني مخنوق.... مش قادر اتنفس.
مالك: والدتك بخير؟
يوسف: الحمدلله... اتحسنت كتير بعد العملية والورم طلع حميد.
تنهد مالك: طيب وحل اللغز ده ايه؟ ايه اللي مضايقك يا صحابي.
زفر يوسف زفرة حارة: مش قادر أتكلم.
ابتسم مالك نصف ابتسامة وقال: طيب ومنزلني من البيت علشان مش عايز تتكلم.
وضع يوسف كفه على صدره وقال بضيق: حاسس أن هيجرالي حاجة من الخنقة.... مكنتش عايز أقعد لوحدي.
جاء النادل ووضع كوبان من الشاي وكوب من الماء امامهم وانصرف... ناول مالك كوب الماء ليوسف: طيب أشرب وأهدي كده وقولي في ايه.
أخذ يوسف كوب الماء منه ووضعه بجواره، فأردف مالك: متخانق مع لارا؟
اومأ يوسف رأسه بالإيجاب، فقال مالك بمرح: كل ده علشان خناقة، عادي انت بس علشان لسة في الأول، بكرة تتعود... أنا كمان قافش مع جميلة ولولا مكالمتك كانت هتقلب خناقة.
رفع يوسف عينيه ليواجه مالك وقال: مهما كان اللي انت وجميلة متخانقين علشانه ، أكيد مش زي اللي أنا فيه.
وضع مالك كفه على ذراع يوسف واقترب منه وقال بقلق: في ايه يا يوسف متقلقنيش عليك.
أخفض يوسف رأسه وقال بخزي: هاقولك بس مش عايز حد يعرف عن الموضوع ده ابدا، ولا حتى جميلة....... انا اكتشفت ان لارا بتكلم سامر.
عقد مالك حاجبية وقال باستنكار: سامر!! ده احنا مشفناهوش من أيام الجامعة... انت متأكد.
بصوت بالكاد مسموع وانفاس متقطعة قال: مش بس بتكلمه يا مالك... بتقابله ومن فترة.
صاح مالك: أكيد في حاجة غلط.... لارا استحالة تعمل كده.... مينفعش تظلمها وتقول عليها كده.
همس يوسف بانكسار: انا شفت الموبايل بتاعها.... شفت الشات اللي بينهم، والمكالمات... واجهتها ومأنكرتش.
صاح مالك: ازاي لارا تعمل كده وهي عارفة ان في مشاكل بينك وبينه.... سامر طول عمره بيحاول يأذيك من غير سبب.... صمت مالك للحظة ثم أردف: طب يعني هما بيتكلموا أصحاب يعني؟
همس يوسف بخزي والدموع ترقرق في عينيه: رسايل حب يا مالك.... كان بيقولها وحشتيني، ومش عارف أعيش من غيرك... ثم صاح بحدة: متخيل الحيوان ده بيقول لمراتي كده.
ابتلع مالك ريقه وقال: ما يمكن بيرمي جتته عليها.
صاح يوسف: ازاي تسمح له أصلا يقولها كده وهي ست متجوزة ازااي..... ثم أنكسر صوته وقال: بيبعتلها يقولها كلميني لما يوسف ينزل وكانت بتكلمه يا مالك.
أمسك يوسف برأسه وصاح: حاسس ان دماغي هتنفجر من كتر التفكير.
ربت مالك على كتفه: اهدا بس يا يوسف... انا متأكد ان في حاجة انت مش فاهمها.... اصل استحالة لارا تعمل كده... احنا نعرفها بقالنا سنين.
ابتسم يوسف بألم وقال: لارا اتغيرت بعد الحادثة.
صمت مالك، لم يكن يجد كلمات يواسي بها صديقه.... ساد الصمت بينهم لدقائق حتى هتف مالك: طيب وهتعمل ايه دلوقتي؟
تنهد يوسف بألم وقال: انا مش عارف أفكر.
مالك: طيب أهدي علشان تعرف تفكر، ومتاخدش أي قرار غير لما تدرسه كويس.
صمت كلاهما ثانية، حتى هتف يوسف بعد دقائق: وانت ايه مضايقك؟
مالك: حاجة تافهة.
ابتسم يوسف نصف ابتسامة وقال: قول يا عم يمكن يطلع هم يضحك.
تنهد مالك وقال: جميلة زعلانة علشان محصلش حمل كل ده.... وانا مش عايزها تبقي زعلانة ومش عارف أعمل ايه؟
يوسف: طيب يعني هو الموضوع فيه مشكلة؟
اومأ مالك رأسه بالنفي وقال: مفيش... هي حاسة ان في حاجة ناقصاها علشان ليلي حامل.... مش حابب أشوفها كده بس مفيش في ايدي حاجة اعملها.
يوسف: ربنا يرزقكوا ان شاء الله.
تنفس مالك بعمق وقال: ان شاء الله.
صمت كلا منهما، وبرغم أن لم يحل أحد منهما مشكلة الأخر، الا ان كان كافيا لهما ان كلا منهما يشعر بوجع الأخر.
---------------------------------------
مع الخيوط الأولي للفجر، عاد يوسف إلي المنزل، كانت لارا تنتظره ...وجدها تجلس على الأرض تسند رأسها فوق ركبتيها... رفعت رأسها مجرد ان شعرت بمفتاح يوسف يدور في الباب، صرخت بلهفة وهي تتجه نحوه: يوسف أنت رجعت... اتأخرت كل ده ليه؟
نظر إليها يوسف بحدة ولم يعقب.... تركها تقف خلفه واتجه ناحية غرفة النوم.... تبعته وهي تصيح: يوسف من فضلك أسمعني.... خلينا نقعد ونتكلم.
جلس يوسف على طرف السرير ونظر إليها بحدة، لكنه قال بنبرة هادئة: عاوزة تقولي ايه؟؟
سالت دموع لارا على خديها وقالت: الموضوع ابتدي بعد الحادثة.... بعد ما رجعت البيت لقيت رقم بيكلمني...قالي أني كنت أعرفه، ان كان في بينا علاقة ومرتبطين.... قالي أني كنت هاسيبك علشانه..... انا مكنتش فكراه.... مكنتش عارفة هو مين...
صمتت لارا للحظة ثم أردفت: انا برضه مكنتش فاكراك.... عقلي كان مشوش... كان بيوريني محادثات بينا ومكالمات وصور غريبة مكنتش عارفة انا عملت كده فعلا ولا لأ.... خفت منه وبعدت... بس هو كان دايما بيلاقي طريقة يرجع يتكلم معايا بيها.... كان بيهددني أنه هيخليك تبعد عني وتفضحني..... والحقيقة... انا مكنتش عارفة انا عملت اللي بيقول عليه ده فعلا ولا لأ..... خفت... كان طبيعي أني أخاف .... بس خفت أكتر انك تبعد عني... أنك تسيبني...
زادت دموع لارا انهمارا وقالت من بين شهقاتها: بس أنا حبيتك أنت واتجوزتك أنت.... والله ما كان في بينا غير كلام... انا حاولت كتير أقوله ميكلمنيش أو مردش عليه، كان بيهددني أكتر.... انا عارفة أني غلطت يا يوسف سامحني.
كان يوسف يستمع إليها وينظر لها بنظرات جامدة بينما قلبه كان يتحطم من كل كلمة تخرج من فمها... حين انتهت قام يوسف من مكانه فتح خزانة الملابس واخرج ملابسه... اقتربت لارا وامسكت يده وقبلتها وهمست: انا اسفة.
سحب يده من يديها بعنف وابتعد عنها يرتدي ملابسه.... هتفت: طيب هتروح فين؟
لم ينظر إليها لكنها قال: عندي شغل.
هتفت من بين دموعها: لسة بدري على ميعاد شغلك... انت كمان منمتش من امبارح...
لم يرد عليها وكأنها لم تكن تتحدث إليه، وقفت امامه وهمست: يوسف.... سامحني.
نظر إليها مطولا قبل ان يقول: انتي طلبتي أني أسمعك وسمعتك... متطلبيش مني حاجة تانية.
ثم تركها خلفه وانصرف... تركها تتمني لو لم تقابل سامر في حياتها قط... لو كانت لم تجب على مكالمته الأولي ولم تصادفه في حياتها قط.
-------------------------
دخل أنس إلي المنزل.... كانت ليلي مستلقية على الأريكة وبطنها بارز أمامها، وبجوارها طبق ممتلئ بالفاكهة المقطعة تأكل منه، اقترب منها أنس وهو يخلع جاكيت بدلته ، وضع قبلة سريعة فوق جبينها وقال: عاملة ايه النهاردة يا حبيبتي؟
ابتسمت ليلي وقالت بدلال: تعبانة يا أنوس ... شايف رجلي وارمة ازاي.... محتاجة أدلع انا والبيبي.
جلس على طرف الأريكة وهو يهتف: يا خبر أبيض.... انا هنا علشان أدلعك أنتي والبيبي.
رفع قدميها ليضعها فوق ساقه وبدأ يدلكها برفق، نظرة له ليلي بحب وهمست: ابنك شكله هيطلع شقي أوي.... مبطلش تخبيط فيا طول اليوم.
ضحك أنس بخفة: طيب هيطلع شقي ليا ولا ليكي؟
دارت ليلي بعينيها بشقاوة وقالت: اكيد ليك... علشان انا خلاص بطلت شقاوة من يوم ما اتجوزتك.
نظر لها أنس بابتسامة ماكرة وقال: شقاوتك ابتدت يا حبيبتي من يوم ما اتجوزتك.
قبل قدمها بحب، وقام من مكانه، دقاق وعاد من المطبخ يشمر عن أكمامه وفي يده كوب من اللبن الدافئ، ناولها كوب اللبن وهتف: يلا يا حبيبتي اشربي دي على ما اجهز الغدا.
صاحت ليلي بدلال وهي تعتدل بصعوبة لتجلس: مبحبش اللبن يا أنس بجد مش عايزة.
جلس أنس إلي جوارها، مرر يده بحنان على بطنها المنتفخة وقال: حبيبتي اشربيه علشان خاطري.
ابتسمت ليلي بضيق وتناولت الكوب منه، ارتشفت رشفة وقالت: طيب وهتغدينا أيه النهاردة؟
رفع أنس حاجبة وقال بتهكم: انا راجل كلمتي بتهز شنبات، وواقف احمرلك البانيه اللي كان نفسك فيه... اه يا زمن.
قالت ليلي وهي تحرك يدها فوق بطنها: انا كفاية عليا أنى شايلة أبنك.
وضع قبلة رقيقة على وجنتها وهمس: وده كفاية عليا.
ابتسمت له بامتنان وهمست: انا بحبك أوي.
همس لها: وانا كمان بحبك.
رفعت ليلي حاجبها وقالت بحدة: بس انا بحس أنك بتحب البيبي أكتر مني.
مال عليها ليضع قبلة رقيقة فوق شفتيها وهمس: بحب البيبي علشان حتة منك.
ابتسمت ليلي وقالت: أنس، انا جعانة....
قام أنس من جوارها، وقال بحدة: انا هاخاف انام جنبك بعد كده.... انتي ممكن تاكليني.
ليلي: الله.... مش كله علشان ابنك.
ضحك أنس وقال بخفة: بس مش للدرجة دي... الكرش ده دهون مش بس البيبي.
رفعت حاجبها وقالت بحدة: روح يا أنس هاتلي أكل حالا.
بعد دقائق عاد أنس يحمل اطباق الطعام، وضعها أمام ليلي فبدأت تأكل بنهم.. جلس أمامها ينظر إليها بابتسامة، وضع قطعة من اللحم في فمها، اكلتها منه بنهم فابتسم وهمس: اتجوزت وحش صغنن.
قالت وهي تلوك الطعام في فمها: بكرة أولد وأرجع لطبيعتي.
ضحك أنس بخفة: انا خايف الولد ياخد منك الجينات دي، هاصرف مرتبي كله على الأكل بعد كده.
•تابع الفصل التالي "رواية نبضات لا تعرف المستحيل" اضغط على اسم الرواية