رواية اقدار لا ترحم الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم سيليا البحيري

 رواية اقدار لا ترحم الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم سيليا البحيري

فصل 31
قدّام مبنى شركة آسر – في الخارج | الوقت: الضهر، والدنيا هادية
رهف خرجت من الشركة وهي بتجري، ودموعها مغرقه وشّها البريء…
قلبها بيدق من شدة الخذلان، نفسها متقطع، مش شايفة الطريق، بس بتجري…
بتهرب من الحقيقة اللي سمعتها بوضوح من ورا الباب.
صوت ناعم وحازم بيوقفها:
سيلين (بقلق):
ــ رهف؟ رهف! استني يا حبيبتي… في إيه؟ ليه بتعيطي كده؟!
رهف وقفت شوية بشويش، ولفّت… عنيها كلها دموع، وصدرها بيتهز من العياط.
رهف (بصوت مكسور):
ــ سيلين… (بترمي نفسها في حضنها) أنا… كنت غبية… صدّقته… وكنت… كنت بحبه.
سيلين (بتحضنها بشدة):
ــ يا قلبي، اهدي… أنا معاكي اهو… قوليلي، مين اللي وجعك؟ مين عمل فيك كده؟!
رهف (وهي بتبكي أكتر):
ــ آسر… آسر ضحك عليا! سمعته… كان بيتكلم مع السكرتيرة… بيقول إنه بيستغلني عشان ينتقم من حسام… من أخويا…
أنا بالنسباله وسيلة! مجرد أداة فـ لعبته الحقيرة!
سيلين (شهقت في سرّها، بس حاولت تخبي الصدمة):
ــ إيه؟ آسر؟!
(بس ملامحها فضلت ثابتة)
ــ اهدي يا روحي… ما تعيطيش، إنتي ما عملتيش حاجة غلط… الحب مش ذنب يا رهف…
بس في ناس ما يستحقوش قلوبنا الطيبة.
رهف (بالدموع):
ــ كنت حاسة إن في حاجة مش مظبوطة، بس كذّبت إحساسي…
كنت فاكرة إني مميزة… حتى لو لحظة واحدة!
سيلين (بتمسح دموعها بلُطف وبتبتسم):
ــ إنتي مميزة جدًا يا رهف…
وهو؟ هو الغبي اللي خسر واحدة زيك.
تعالي، تعالي معايا… إنتي محتاجة ترتاحي شوية، ونتكلم بهدوء…
أنا مش هسيبك لوحدك دلوقتي.
سيلين تمسك إيد رهف، وتبعد بيها عن المبنى، لكن عينيها كانت فيها نار… مش هدوء
(صوت سيلين في نفسها – ببرود وحسم):
آسر… ليل…
ماكنتش متخيّلة إن الطعنة الجاية تبقى منكم…
بس خلاص… دلوقتي عندي سبب كفاية يخليني أخلص اللعبة دي للنهاية…
ورحمة؟ الرحمة خلّصت من قلبي خلاص
*******************
كافيه هادي – مساء دافي
سيلين ورهف قاعدين على ترابيزة في الركن، جنب الشباك…
السماء بتغروب بشويش…
رهف ماسكة كوب شوكولاتة سخنة بإيدين بيرتعشوا، وساكتة، والجو كله كأنّه واقف.
رهف (بصوت واطي ومكسور):
ــ كنت فاكرة إنه مختلف…
ــ كان بيقولي إني شبه النسمة… وإن عينيّا فيها سلام…
ــ سيلين، تصدقي؟ كنت حتى بكسف أبصله… وهو خلاني أحس إني… إني ست مميزة.
سيلين (ببُصة فيها حنية، وبتمسك إيدها):
ــ وإنتي فعلًا مميزة… مش علشانه قال كده، علشانك إنتي رهف… رهف الطيبة، اللي قلبها أبيض.
رهف (بتهز راسها):
ــ بس هو اتريق عليا… قالي إني وسيلة، وقالي "غبية"…
ــ وكان بيضحكلي طول الوقت!
ــ أنا ما عملتلوش حاجة… ليه اختارني أنا؟
سيلين (بتسكت شوية، وبعدين ترد بهدوء):
ــ علشان هو موجوع…
ــ علشانك أخت حسام… اللي دمّر ناس كتير، وكسّر قلوب ما تتعدش.
ــ آسر فقد أبوه بسببه، وأخته "ليل"… (بتتوقف شوية) … اتغيّرت، وبقت نار على شكل إنسانة.
رهف (بذهول):
ــ إنتي… إنتي تعرفيهم؟
سيلين (بتبتسم بمرارة):
ــ أكتر ما تتخيّلي.
ــ إحنا كلنا ضحايا نفس الشخص… بس كل واحد بطريقته…
ــ وكل واحد بيحاول يرجّع الجزء اللي اتسرق منه.
رهف (تعيط تاني):
ــ بس هو استخدمني يا سيلين…
ــ كنت مصدقة كل كلمة، بخطط للمستقبل، بكتب اسمه في كراساتي…
ــ ودلوقتي؟ حاسة إني قذرة… إني كنت عايشة في وهم.
سيلين (بتضغط على إيدها):
ــ لأ، بلاش الكلام ده.
ــ آسر هو اللي غلط… وأنا هحاسبه بطريقتي.
ــ الانتقام عمره ما يبرر الأذى… خصوصًا لما يكون لحد بريء زيك.
رهف (بهمس):
ــ يعني… هتعقبيه؟
سيلين (بصوت هادي لكن مليان قوة):
ــ هخليه يبصلك في عينك… ويحس بالعار.
ــ هيفهم إن الطيبة مش غباء… وإنك أقوى من خيانته.
رهف (بتمسح دموعها):
ــ أنا… مش عايزة أنتقم منه…
ــ بس مش عايزة أشوفه تاني.
ــ ومش عايزة حد يفتكرني ضعيفة.
سيلين (بابتسامة دافية):
ــ إنتي هتبقي تمام يا رهف…
ــ وأنا جمبك… على طول.
سيلين  ماسكة بإيد رهف، وبصا للشباك… عنيها فيها وعيد، بس وشّها هادي… هادي زي العاصفة اللي جاية
*******************
فيلا عيلة حسام – الرسيبشن الكبير – قرب نص الليل
الفيلا ساكتة سكوت مرعب…
رهف بتدخل بخطوات بطيئة، عنيها منفخة من كتر البُكا، بتحاول تداري تعبها…
ترفع راسها تلاقيه واقف تحت السلم، سرحان وبيبص في الهوا…
هو حسام.
يلفّ فجأة ناحيتها، عينه فيها قلق مش معتاد منه.
حسام (بصوت واطي):
ــ رهف… كنتي فين؟ اتأخرتي، وكلمتك أكتر من عشر مرات.
رهف (بتوقف وبترد ببرود):
ــ كنت في مكان بعيد… بعيد عن الضلمة اللي انت صنعتها حوالينا.
حسام (بيقرب منها بقلق حقيقي):
ــ إنتي مش طبيعية… وشك، عنيكي… في حاجة حصلت؟ حد ضايقك؟
رهف (تضحك بسخرية موجوعة):
ــ بتسأل لو "حد" ضايقني؟
ــ نسيت إنك إنت أكتر واحد آذاني في حياتي؟
ــ شيطان متخفي في شكل بني آدم يا حسام.
حسام (بصوت مصدوم):
ــ رهف؟ إنتي بتقولي إيه؟!
رهف (بتصرخ فيه):
ــ زهقت!
ــ تعبت من كونك سبب في كل الخراب اللي حوالينا!
ــ من كدبك، من دم الناس اللي نزلت بسببك، من قلوب اتحطمت عشان غلك وإنانيتك!
ــ الناس بتدفع تمن جرايمك، وأنا… أنا واحدة منهم.
حسام (مصدوم واقف مش عارف يرد):
ــ مش فاهم… سيلين؟ هي اللي قالتلك حاجة؟ غسلت دماغك؟
رهف (بعصبية):
ــ بلاش تجيب سيرتها!
ــ سيلين؟ دي ملاك… وإنت؟ حتى مش شيطان…
ــ إنت مصيبة ماشية على رجلين.
حسام (وشّه يتغير، بيغلي):
ــ أنا هروح لها دلوقتي… مش هسيبها تخربلي حياتي وتفرقني عنك كمان!
رهف (بتصرخ وبتقفله في وشّه):
ــ جرّب تقرب منها وشوف إيه هيحصلك!
ــ لو لمست شعرة منها… أنا اللي هكون خصمك، مش هي.
ــ خلّي كل اللي أذيتهم ياخدوا حقهم، بس سيلين؟ ما تقربش منها حتى بنظرة.
حسام (بيبلع ريقه ومذهول):
ــ رهف… أنا أخوكي!
رهف (بجراح تقطع القلب):
ــ وكنت أنا أختك…
ــ بس خلاص، ما بقاش في بينا غير اسم العيلة.
تلفّ وتمشي بخطوات سريعة، مليانة غضب ووجع… تسيبه واقف في الضلمة، تايه… مش عارف إذا كانت دي بداية النهاية… ولا نهايته هو بس
*******************
في فيلا آسر و ليل – أوضة المعيشة الكبيرة – بالليل
الجو كان مشحون في الفيلا…
آسر قاعد على الكنبة، بيقلّب في كوباية قهوة بايته في إيده،
وليل واقفة عند الشباك، عنيها مولعة من كتر الغضب المكبوت.
آسر (بغضب محبوس):
ــ كفاية تمثيل بقى… زهقت من اللعبة دي.
ــ رهف صدقت كل كلمة قلتها، وجِه الوقت نقفل السِتارة.
ــ كفاية إنها أخت حسام… ده لوحده يخلي كرامتها تتهز تحت رجليّا.
ليل (بحنق):
ــ ولسّه بيتنفس؟ بعد ما سرق حياتنا وبهدل عيلتنا؟
ــ خلّيها تدوق نقطة صغيرة من العذاب اللي إحنا عشناه.
آسر (يبصلها ببرود وقسوة):
ــ هكسرها… وبعدها هارميها زي لعبة قديمة مالهاش تمن.
**[فجأة... جرس الفيلا بيرن.]
يتبادلوا نظرة سريعة، فيها توتر…
ليل تروح تفتح الباب…
بتفتح…
تلاقي سيلين واقفة.
وشّها هادي… لكن عنيها نار طالعة.
بتدخل بخطوات باردة، ونظرتها حادة، وسكوتها يخوّف.
سيلين (ببرود مرعب):
ــ آسر… ليل… مافيش أحلى من الخيانة لما تيجي من اللي كنت معتبرهم ضهرك.
آسر (يتلخبط):
ــ سيلين؟ إيه اللي جابك فجأة كده؟
ليل (تحاول تبتسم):
ــ في حاجة؟ إحنا كنا هنتّصل بيكي والله.
سيلين (بصوت واطي وحاد):
ــ ماتتعبيش نفسك بالكلام…
ــ أنا سمعت كل حاجة.
بتقرب من آسر… وفجأة بتلطشه بالقلم! صوت الصفعة يرنّ في الأوضة
سيلين (بانفجار غضب ما شافته ليل قبل كده):
ــ رهف؟ رهف يا عديم القلب؟
ــ بنت غلبانة… مالهاش ذنب في اللي عمله أخوها!
ــ تكسر قلبها علشان بس شايلة اسمه؟!
آسر (بغضب):
ــ ومين قال إنها بريئة؟ دي لحم من لحم حسام! ما تفرقش عنه!
سيلين (بعنيها النار):
ــ ما تخلطش الحابل بالنابل يا آسر…
ــ في فرق بين الانتقام… وإنك تكون فقدت إنسانيتك.
ــ رهف ما كدبتش عليك، ما أذتكش…
ــ رهف كانت بتحبك!
ليل (بصوت واطي):
ــ سيلين… إحنا آسفين والله، بس…
سيلين (بتقطع كلامها بحدة):
ــ آسفين؟!
ــ فيه حاجات ما ينفعش يتقال فيها "آسف"…
ــ وخاصة لما يكون اللي انكسر… قلب نضيف!
آسر (بيتمرد):
ــ حتى لو… مش هبطل. حسام لازم يدفع.
سيلين (بصوت يخوف):
ــ لو إنت مش ناوي توقف… أنا اللي هوقّفك.
ــ وبطريقتي أنا.
*لحظة سكون خانق تملى المكان
سيلين (وهي خارجة):
ــ خلّيكوا أذكى من كده…
ــ متبقوش نسخه منه.
بتخرج سيلين بخطوات ثابتة، سايبة وراها سكون مرعب، وقلبين بيترعشوا من اللي جاي
********************
فيلا البحيري – ساعة متأخرة من الليل
النور خافت في الصالة الكبيرة…
هدوء تام… مفيش غير صوت عقارب الساعة بيكسر الصمت.
سيلين تفتح الباب الرئيسي بهدوء، وتقفله براحة وهي داخلة
تفاجئت إن سيف قاعد على الكنبة، ماسك كوباية قهوة في إيده، واضح إنه ما نامش ولسّه صاحي.
عنيه كانت معلقة على الباب من ساعة ما خرجت.
سيف (بنعومة):
ــ اتأخرتِ…
سيلين (وهي بتقلع البالطو وتقرب منه):
ــ آسفة… ماكنتش ناوية أتأخر كده.
ــ حصلت حاجات خارجة عن إرادتي.
سيف (يبصلها باهتمام):
ــ إيه اللي حصل؟
ــ كنتي عند آسر وليل، مش كده؟
سيلين (بتتنهد وبتقعد جنبه):
ــ آه…
ــ رهف كانت منهارة، شفتها صدفة وهي ماشية في الشارع بتعيط.
ــ فهمت الموضوع، ورُحتلهم… وسمعت بعنيا منهم. ما قدرتش أعديها.
سيف (بنبرة فيها شوية حدة):
ــ وتصرفتي لوحدك من غير ما تقوليلي؟!
ــ يا سيلين، الدنيا بقت أخطر بكتير، خصوصًا بعد اللي عملوه في رهف.
سيلين (بهدوء):
ــ ماقدرتش أسيبها… رهف بالنسبالي زي أختي.
ــ لو كنت شفت عنيها، كنت عملت اللي عملته أنا.
سيف (بيبصلها وبيتلين صوته):
ــ والله مش عارف أقولك إيه…
ــ نار هادية؟ ولا زلزال ساكت؟
ــ كل مرة بتفاجئيني بقوتك… وبحنانك.
سيلين (بابتسامة هادية):
ــ شكرًا يا سيف…
ــ بس دلوقتي، عايزة أطمن على تاليا ووليد.
**[بتقوم وبتطلع السلم، وسيف بيبصلها بصمت.]
---
[المكان: أوضة الأطفال – فوق]
النور خفيف…
تاليا نايمة، حضنة دبدوبها الأبيض، ووشّها فيه ابتسامة كأنها بتحلم حلم حلو.
وليد نايم في السرير اللي جنبها، متغطّي كويس، وشّه هادي، بس في تعبير قلق بسيط على جبينه.
[سيلين تدخل الأوضة بهدوء، تقرب من وليد، تركع جنبه وتبوس جبينه.]
سيلين (بهمس):
ــ وليد… ماما هنا، ومش هتسيبك أبدًا.
[تقوم وتروح عند تاليا، تعدل الغطا عليها وتهمس لها:]
سيلين:
ــ نامي يا حبيبتي… أنا وسيف هنفضل نحميكي لحد آخر نفس في عمرنا.
[عنّيها تدمع لحظة، وبعدها تطلع من الأوضة وتقفل الباب برقة.]
[برا، سيف كان مستنيها عند الباب… عنيه كلها حب وفخر.]
سيف (بهمس):
ــ لو كنت طفل صغير… كنت تمنيتك تبقي أمي.
سيلين (بتبتسم وهي تعبانة):
ــ وأنا… لو الزمن رجع بيا، كنت اخترتك تبقى أبو بنتي من الأول.
لحظة سكون حلوة… وبعدها يمشوا سوا بهدوء في الممر ناحية أوضتهم
******************
فيلا حسام – أوضة مكتبه الخاصة – نص الليل
الهدوء سايد، والنور خافت في الأوضة…
حسام قاعد على كرسيه الجلد الفاخر، مايل ضهره، ماسك كاس في إيده، والموبايل عَ ودنه.
على الشاشة: "جوليانا ❤️" بيبرق.
حسام (بصوت واطي وكسلان، كله غزل):
ــ صوتك لوحده بينسيني وجع الدنيا كله، عارفة؟
ــ كنت هاعمل إيه من غيرك يا جولي؟
جوليانا (من على التليفون، بصوت ناعم بس وقح):
ــ وأنا بقى؟ كنت هاعمل إيه من غير حضرة البيه اللي قلب الدنيا عشان عيل!
ــ طمني… إيه الأخبار؟ أختك الصغيرة عاملة إيه؟
حسام (بيبص للسقف):
ــ رجعت من شوية… شكلها مكسورة، عنيها حمرا، كأنها شافت حاجة كسّرتها.
ــ سألتها، بس ما نطقتش… بس أكيد وراها سيلين.
ــ الست دي بقت بتتنفس علشان تحرقلي دمي.
جوليانا (بسخرية):
ــ سيلين؟
ــ دي عندها طاقة شيطانية ما بتخلصش!
ــ بس متقلقش… قريب قوي هنخليها تدفع التمن، طفل بطفل.
حسام (يضحك ضحكة مستفزة):
ــ وليد هيرجعلي… سواء بالقانون أو بالقوة لو احتاج الأمر.
ــ سيلين عاملة نفسها الأم المثالية، بس إحنا عارفين هي مين.
جوليانا (بغنج):
ــ وأنا؟ دوري إيه بقى في المسرحية دي يا حسام؟
حسام (بصوت خبيث وناعم):
ــ إنتِ المسرحية كلها.
ــ اسمعي… مفيش حاجة في الدنيا بطراوة صوتك، ولا دفى حضنك، ولا خبثك اللي مخليني صاحي.
ــ حياتي معاكي هي الهدنة الوحيدة من النكد اللي بعيشه مع نوال.
ــ الغبية دي… فاكرة نفسها مراتي بجد!
جوليانا (تضحك باستهزاء):
ــ نوال؟
ــ دي جثة بتتحرك!
ــ تستاهل العيشة دي… على الأقل، إنتَ عايش معايا متعة حقيقية.
حسام (يهمس):
ــ متعة… وراحة… وخطة انتقام!
ــ ومتنسيش، أول ما وليد يرجع… نوال هيبقى مصيرها زي سيلين.
ــ يا تحت التراب… يا ورا القضبان.
جوليانا (ببرود):
ــ بس بلاش تتهور… خليك ذكي.
ــ خلّيها تخسر كل حاجة الأول… بعدين نقرر هنعمل فيها إيه.
ــ بس وعدتك… مش هتندم إنك اخترتني.
حسام (بغزل ساخر):
ــ ندم؟
ــ لو ندمان على حاجة، فهي إني ما عرفتكش من زمان!
يضحكوا مع بعض ضحكة خبيثة وسوداوية… والكاميرا تقفل على عيون حسام المليانة حقد وانتصار زائف
********************
بعد كام يوم فيلا عيلة البحيري – الصبح – على سفرة الفطار
المشهد يبدأ بأجواء صباح هادية، الشمس داخلة بنورها الدافي من الشباك، وريحت القهوة والعيش الطازة مالية المكان. الكل قاعد حوالين السفرة
سليم (وهو بيسكّب فنجان قهوة):
ــ صباح الخير يا ولادي… الجو العائلي ده رجّعلي الروح.
هدى (ببُسطة وهي بتبص على أحفادها):
ــ تاليا، وليد… خلّصوا فطاركم يا حبايبي.
تاليا الصغيرة (بتضحك بدلع):
ــ بابا سيف، شوف وليد خبّى العيشة مني!
سيف (بيضحك وبيقربها منه):
ــ وليد! رجّع العيشة لأختك يا مشاكس.
سيلين (بتضحك وبتطبطب على شعر وليد):
ــ على فكرة، هو اللي أدّاها قطعة من شوية… بس بيهزر.
إيهاب (وهو باصص لياسمين):
ــ والله لازم نخلّي الفطار العائلي ده عادة كل أسبوع.
تيا (بصوت هادي وهي بتاكل):
ــ نسيتوا إن أنا العيانة؟ المفروض تدلعوني أكتر من كده.
ياسمين (بتمسك إيدها برقة):
ــ كلنا بندلّعك يا أميرة… أهم حاجة إنك بخير.
مازن (ساكت، بيحرّك المعلقة في الكوباية، عنيه تايهة في الطبق، شكله شاحب والتعب باين عليه)
أمينة (بتطبطب على كتفه):
ــ مازن يا حبيبي… كُل شوية، لازم جسمك يقوى.
[فجأة باب الفيلا بيتفتح بعنف، ويدخل زاهر ومعاه قسمت وساندي، ووراهم هايدي بكامل مكياجها ووقاحتها المعتادة.]
زاهر (بصوت عالي):
ــ صباح الخير يا عيلة البحيري!
جينا نرجّع بنتنا لبيتها وجوزها.
قسمت (بتبص لهم من فوق لتحت):
ــ بنتنا ما تستاهلش الذل اللي شافته… مكانها الطبيعي هنا.
ساندي (بعيون كلها غل وهي باصة لسيلين):
ــ أول مرة أشوفك… بس سامعة عنك كتير. باين قوي ليه أختي اتغيّر حالها.
هايدي (مباشرة نحية سليم):
ــ يا عمي… أنا غلطت، بس تطردوني؟ من المستشفى وكمان من الفيلا؟
أنا مرات ابنك برضو!
سليم (ببرود وهو باصص لمازن):
ــ القرار مش قراري… اسألي جوزك.
[الكل بيبص لمازن… اللي بيقوم ببطء من مكانه، ودموع الحزن بتلمع في عنيه.]
مازن (بصوت مكسور لكنه حاسم):
ــ كنت أعمى… كنت بقول يمكن تتغيري، يمكن تشوفيني راجل حتى لو أنا مريض.
بس كل يوم كنتي بتهديني بكلمة، كنتي بتحقريني، تقارني بيني وبين سيف وإيهاب،
حتى أختي الصغيرة ما سلمتش من شرّك.
[الكل ساكت، وهايدي مش مصدقة.]
مازن (يطلع ورقة من جيبه):
ــ دي ورقة الطلاق.
من النهاردة ما بقاش بينا حاجة…
روحي للناس اللي على مزاجك… بس ما ترجعيش لي تاني ...انتي طالق طالق طالق 
هايدي (بانهيار):
ــ لااااا! مازن! إنت مش هتقدر تعمل كده!
أنا مراتك! أنا اللي كنت جنبك!
مازن (بانفجار بعد كبت سنين):
ــ كنتي جسد من غير قلب… كنتي معايا عشان اسمي مش عشاني.
روحي! يمكن لما تبعدي أبدأ أتعالج من وجعك!
[هايدي بتصرخ، بتفقد أعصابها وبتجري على سيلين تحاول تمسكها من شعرها]
هايدي (بجنون):
ــ إنتِ! إنتِ السبب! إنتي خرّبتيني! دمّرتي حياتي!
تاليا ووليد بيستخبوا ورا سيف بخوف، وسيف بيمسك هايدي وبيبعدها بعنف
سيف (بصوت بارد وغاضب):
ــ لو قربتي من مراتي تاني… والله ما هرحمك.
تاليا بتعيط وسيلين بتاخدها هي ووليد في حضنها
هدى (بصوت عالي):
ــ برا بيتي يا مجنونة!
قسمت (بتحاول تدخل):
ــ بنتي كانت تحت ضغط…
سليم (باحتقار وهو باصص لها):
ــ بنتك شيطان… وربّيتي شيطانة تانية واقفة جمبك.
ساندي (بتسقف وهي باصة لسيلين بضحكة صفرا):
ــ حلو… حلو المشهد.
بس يا سيلين… أنا مش هايدي. أنا اللعبة الأذكى.
سيلين (ببرود ونظرة قاتلة):
ــ وأنا مش هايدي… أنا النهاية.
المشهد بيقفل على وجوه آل البحيري الجادة، وهايدي بتنهار وتصرخ، وساندي بترمش بعنيها في خبث
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*

•تابع الفصل التالي "رواية اقدار لا ترحم " اضغط على اسم الرواية

تعليقات