رواية تقاطع طرق الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم اميرة احمد

 رواية تقاطع طرق الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم اميرة احمد

تقاطع طرق
الفصل الواحد و الثلاثون
جلس أدم على طاولة المطبخ يحتسي قهوته في خمول.... سمع صوت خطوات خفيفة تأتيه من الخلف، ابتسم دون ان يلتفت لها ....لم تكن سوي ندي بمأزرها الوردي وشعرها الأسود الطويل منسدل على كتفيها... اقتربت منه وضمته من ظهره وهي تهمس: مصحتنيش ليه؟
أدم: مرضيتش اقلقك يا نوني.
أمسكت ندي بكوب القهوة من يديه، وارتشفت منها رشفة وهي تقول: كده تشرب قهوتك من غيري.
ابتسم أدم بحنان: القهوة ملهاش طعم من غيرك... حياتي كلها ملهاش طعم من غيرك.
ندي: هنفضل في المطبخ كده و هنتأخر... انا هاروح اجهز علشان نلحق ننزل.
وقفت ندي أمام المرآة في غرفة نومها تحاول جاهدة ان تظهر باحسن مظهر لها.. كانت ملامحها الطفولية تحمل مزيج من التركيز و الإحباط... وقف أدم عند باب الغرفة يراقبها بصمت ثم همس لها بصوت دافئ: ندي.
ألتفت إليه بكل حيوية: شكلي حلو؟ حاسة شكلي يضحك.
ضحك أدم وهو يقترب منها ويمسك يديها: انتي حلوة يا حبيبتي دايما، حتي لو نزلتي بفوطة الحمام علي راسك.
ضحكت ندي: انت بتقولي كده علشان أخلص وننزل.
ابتسم أدم و هو يهز رأسه: لأ... انا أصلا بحبك زي ما انتي كده، طفلة، عفوية، و أحيانا مجنونة.
رفعت ندي حاجبها في استنكار: مجنونة؟ انت شايفني مجنونة يا أدم؟ لما قررت أنك تتجوزني اتجوزتني علشان مجنونة؟
ضمها أدم بين ذراعيه في خفة: انا بحب جنانك ده... ده الجنون اللي انا اخترت أعيش فيه كل يوم، انا بموت في كل تفصيلة فيكي يا ندي.
صمتت ندي مستمتعة بحضنه، ثم رفعت وجهها وقالت بابتسامة صغيرة: أدم.. هو انت عمرك حسيت ان فرق السن بينا ممكن يعمل مشكلة؟ انا ساعات بحس أنى مش كفاية ليك... بحس أنك تستاهل واحدة اعقل و أكبر.
جلس أدم على حافة السرير وهو لايزال ممسك بيديها وأجلسها على رجله و هو يهمس: ندي انتي عارفة انا ليه حبيتك؟ انتي خليتي حياتي كلها بسيطة وجميلة زيك.... فرق السن اللي ما بينا هو اللي مخليني شايفك الحاجة اللي كنت بادور عليها عمري كله.... انتي مش بس كفاية يا ندي... انتي اكتر بكتير من اللي كنت بتمناه.
لمعة دمعة في عيني ندي: انا محظوظة بيك يا أدم.
وضع أدم راحتيه على خديها و طبع قبلة على شفاهها و همس: انا اللي محظوظ بوجودك في حياتي... انتي مش بس مراتي يا ندي.. انتي الحلم اللي عمري ما تخيلت أنى احققه.
ابتسمت له ندي بحنان.
أدم: بقولك ايه .... بلاش نخرج خلينا هنا مع بعض.
هتفت ندي بزمجرة طفولية: بس انت وعدتني هنفطر بره النهاردة.
غمز لها أدم: هاعملك انا الفطار النهاردة.
ضحكت ندي بسخرية: طيب معاك دوا للمغص بقي.
ضحك أدم بصوت عالي، ثم طبع قبلة على خدها... ضحكا معا وكأن العالم بأكمله غرفة صغيرة مليئة بالحب لا تتسع سوي لهما وحدهما.
----------------------------------------------
انقضت الأيام سريعا... وسافر أدم وندي إلى أمريكا لقضاء شهر العسل... كان كل يوم يمضي يقربهم أكثر وتتوطد اوصال الحب بينهم أكثر فاكثر.... شعر أدم وكأن روحه اكتملت حين تزوج من ندي... كان يفعل كل ما بوسعه ليدللها ويسعدها.
وفي الطائرة قبل ان يصلا إلى مطار القاهرة.. همس أدم لندي التي مالت برأسها على كتفه في دلال: مبسوطة يا نوني؟
ندي: مبسوطة طول ما انا معاك.... بس انا وحشني بيتنا اوي.. وحشني أحمد وهدي والولاد.
هتف أدم بخبث: تحبي نبقي نكرر الرحلة دي تاني السنة الجاية؟
ندي: ممكن بس مش وقت طويل كده.
أدم: بصراحة انا في حاجة عاوز اقولك عليها.
ندي: ايه يا حبيبي؟
تردد أدم قبل أن يقول: انا مضيت مع الشركة عقد مفتوح.... كان شرطهم أنى اشتغل من المكتب في أمريكا شهرين كل سنة وانا وافقت... مرضيتش اقولك او أخد رأيك علشان عارف انك مش هتوافق... انتي ليكي كل الحرية لو مش عايزة تيجي معايا كل سنة، بس انا مش هابقي عاوز اسافر من غيرك.
همست ندي بضيق: انا مش هاسيبك تسافر لوحدك ... بس كنت على الأقل حسستني ان رأيي فارق معاكي.
وضع أدم قبلة على جبهتها: طبعا رأيك فارق معايا.... بس انا عارف أنك مش هتقفي في طريق طموحي.... انتي اكيد تحبي تشوفي جوزك بيشتغل مع هوليوود.
ندي: طبعا يا أدم وانا فخورة بيك جدا... بس شهرين كل سنة ده هيبقي صعب ومش حاجة سهل اننا نعملها... مش عارفين ظروفنا هتكون ايه؟
أدم: طول ما احنا مع بعض يا كتكوتي هنقدر نعمل كل حاجة و احنا مبسوطين.
ندي: اللي تشوفوا يا حبيبي.
أدم: تعرفي وحشتني غلاسة الزفت اللي اسمه أحمد.
ضحكت ندي: اهو ربنا عاقبه وهدي حامل تاني... بصراحة هي غلطانة مينفعش الأطفال يبقي ورا بعض كده.
أدم: اعملي حسابك انا عاوز دستة أطفال.
ندي: ايه يا دومي ده انا مش هاقدر أربى دستة.
أدم: انا كنت طفل وحيد... مش عايز اعمل كده في ولادي.
ندي: خلاص 2 حلوين.
ضحك أدم: طيب 5.
ندي: ايه ده لأ طبعا. خلاص علشان خاطرك واخري اوووي يعني 3.
أدم: امري لله موافق...اول ما نروح البيت نشوف الموضوع ده.
ضحكت ندي، فهمس أدم: اااااااااه نفسي نروح واستفرد بيكي ...
ندي: انا نفسي اروح البيت انام يا أدم... 15 ساعة طيران وبقالنا اكتر من يوم بنتنقل في المطارات.
زفر أدم بضيق: انتي أحمد اخوكي مسلطك عليا؟
ضحكت ندي: ده موصيني عليك.
أدم: اخس عليكي وتسمعي كلامه وانا لأ.
ندي: موصيني اسمع كلامك، وأخلى بالي منك، ومرفضش ليك طلب ابدا.
غمز أدم لها: اهو مرفضش ليك طلب دي تاني أحسن حاجة عملها بعد انه وافق اننا نتجوز.
ندي: كلها ساعة ونكون في بيتنا خلاص بقي.
أدم: اول ما نروح البيت عاوزين نركز في موضوع اول طفل ده.
ضحكت ندي: حاضر يا دومي.
------------------------------------
أما أحمد فبدأت حيات تستقر بعد زواج ندي وأدم... كانت هدي تعاني من ارهاق الحمل، فكان لابد من وجود مربية لزين الصغير.. تقضي معه ورد أيام الاجازات والعطلات و نهاية الأسبوع، لكن لم يدم استقرار حياته كثيرا... فبعد عودة ندي و أدم من أمريكا، فاجأته مريم بقرار قلب حياته رأسا على عقب.
كان أحمد عائدا من عمله مرهق حين سمع طرقات على الباب... سمع من خلف الباب صوت ورد تهتف باسمه... فتح في سعادة.. فارتمت الصغيرة بين احضانه بحب .... كانت مريم تقف امام الباب في انتظار ان يدعوها أحمد للدخول.. لكنه لم يفعل بل فاجأها وقال ببرود: مش المفروض تتصلي قبل ما تجيبي ورد... افرضي انا مش في البيت..... او ان هدي مش موجودة.
مريم: أعتقد ان ده كان بيتي في يوم من الأيام... متهيألي بيتك برضه يبقي بيت بنتك و لا ايه؟
أحمد: انا معرفش انتي جايبة البجاحة دي منين.
مريم: من غير غلط و كلام كتير انا عاوزة أتكلم معاك كلمتين على انفراد.
أحمد: امري لله اتفضلي.
هتف أحمد مناديا على هدي: تعالي يا هدي ورد ومامتها هنا.
وقفت هدي تنظر لمريم باستغراب.
هتفت مريم ببرود: ادخلي يا ورد اقعدي مع طنط و اخوكي جوه.
أحمد: انا مبخبيش حاجة علي مراتي يا مريم، قولي اللي عندك قدامها.
قالت مريم ساخرة: اه فعلا... زي ما خبيت ورد عنها كده.
صاح أحمد بعصبية: اخلصي قولي عايزة ايه.
مريم: مش هينفع أتكلم قدام ورد... هي بقت تفهم الكلام دلوقتي.
وجه أحمد كلامه لهدي: معلش يا هدي ممكن تدخلي ورد في اوضة زين و تعالي نشوف مريم عاوزة تقولنا ايه.
هدي: تعالي يا ورد يا حبيبتي اقعدي مع زين أخوكي جوه.
بالفعل دقائق و عادت هدي و جلست بجوار أحمد.
مريم: انا هاتجوز يا أحمد... وخطيبي بيشتغل في دبي... هاسافر أعيش معاه هناك...
قاطعها أحمد بحدة: و مين قالك اني هوافق ان بنتي تسافر و تبعد عني او حتي انها تعيش مع جوز أم!
ابتسمت مريم بهدوء: اهدي بس مش كده العصبية وحشة عليك... مين قالك أصلا أنى هاخد ورد معايا... خطيبي مش موافق ان ورد تعيش معانا هناك... هو عند أولاد كبار هناك و مش عاوز يربي بنت مش بنته و انت عارف ماما و بابا مش هيقدروا ياخدوا بالهم منها هما كبروا برضه.... ورد هتيجي تعيش معاك... انا فرحي كمان أسبوعين و هسافر بعدها... معلش مش هينفع اعزمك على فرحي انت عارف مفيش واحدة تعزم طليقها على فرحها.
هتفت هدي بذهول: انتي عايزة ترمي بنتك علشان تتجوزي وتربي ولاد راجل تاني؟ انتي ازاي حاسبة نفسك أم؟
أحمد: استني يا هدي.... تصدقي يا مريم دي أحسن حاجة انتي هتعمليها لمصلحة ورد.... انتي أصلا مكنتيش هتعرفي تربيها وانا كنت بافكر اول ما البنت تكبر وتوعي شوية اخدها منك... بس كده أحسن... هدي هتربيها أحسن منك أكيد.
مريم: انا من حقي اشوف حياتي زي ما انت شوفت حياتك و اتجوزت و خلفت كمان... انا صغيرة و مش هاضيع شبابي.
ضحك أحمد بسخرية: كنت متأكد من كده.
ابتسمت هدي بثقة: اوعي تفتكري ان دي حاجة تضايقني بالعكس... اللي يريح أحمد يريحني... و انتي مش عارفة انا بحب ورد قد ايه.... وانا أحب طبعا ان ولاد احمد يتربوا كلهم في بيت واحد و يبقوا اخوات بجد.
نظر أحمد لهدي نظرة مليئة بالحب... ربت على ظهرها وهو يضع قبلة على خدها و يهمس: ربنا يخليكي ليا.
اشتعلت نيران الغيرة بداخل مريم فقالت: عمتا خلي ورد تبات معاك النهاردة .... انا نازلة اشتري الشبكة مع خطيبي.... وقدامك أسبوعين جهز نفسك فيهم وتعالي خدها.
استوقفتها هدي وقالت بهدوء لاستفزازها: وليه نستني أسبوعين و انتي عروسة و اكيد مشغولة وراكي ترتيبات و سفر... سيبي ورد عندنا من النهاردة.
ابتسم أحمد: صح احنا مش عايزين نتعبك برضه يا عروسة... ورد في بيتها، ولما تحبي تشوفيها ياريت تبقي تستأذني قبل ما تيجي... بس مش مني، من هدي صاحبة البيت.
ابتسمت له هدي بامتنان... بينما مريم انطلقت والنيران تكاد تخرج من اذنيها من الغيظ.
ضم أحمد هدي إلي صدره... وهمس: انا اسف على اللخبطة دي بس دي....
قاطعته هدي: من غير أسف ده بيتك ودي بنتك... اكيد مش هترمي بنتك... انت كان عندك حق دي مش امينه انها تربي بنتك....
أحمد: رغم حبي لورد بس باتمني كتير ان مكنش يبقي في حاجة بتربطني بالانسانة دي.... يمكن لو كانت قالت لي اول ما عرفت انها حامل كنت هاجبرها انها تنزل الحمل.... و يمكن علشان كده مقالتش.
هدي: كله نصيب يا حبيبي.
تنهد أحمد: بس انتي هتقدري على تربية 3؟
ضحكت هدي: ربنا بيقدر.... وانت معايا ولا هتسيبني لوحدي؟
أحمد: لأ يا حبيبتي انا معاكي وجنبك..... تربيتك لورد دي حاجة كبيرة اوي عندي.... انتي يا هدي كبيرة في نظري من يوم ما شفتك وعرفتك.... انسانيتك بتطغي على أي حاجة تانية... و دي اكتر حاجة بحبها فيكي.
نظرت له هدي بغضب: بتحب انسانيتي بس؟
ضحك أحمد: مش ملاحظة أنى من يوم ما اتجوزتك وهرمونات الحمل مجنناكي... ملحقتش أعيش معاكي من غير جنان هرموناتك.
ضحكت هدي: اعملك ايه يعني... ما انت اللي بتقول كلام يعصب.
قبل أحمد رأسها: انا اسف يا ستي.
أبعدته هدي عنها وهي تهتف: ابعد عني يا حبيبي مش طايقة ريحتك.... هارجع.
لوي أحمد شفتيه: شكرا... وايه لازمة حبيبي بقي.
هدي: انت عارف غصب عني.
قال أحمد بنزق: يارب تولدي وأخلص، علشان انا مبقيتش قادر استحمل الترجيع ده... الستات بترجع اول 3 شهور... لكن الحمل كله دي اول مرة اسمع عنها.
هدي: عادي على فكرة.... البرفيوم بتاعتك ريحته وحشة.
هتف أحمد بحدة: هدي مستفزنيش .... انا غيرت 10 أنواع بيرفيوم و برضه بتقولي ريحتهم وحشة، اخدتك معايا تختاري الريحة اللي عاجباكي و متقبلاها، رجعتي في المحل و فضحتني.
همست هدي بدلال: خلاص هانت يا حبيبي كلها كام شهر.
أحمد: الله المستعان
التف أحمد يستعد للخروج، لكن استوقفته هدي
هدي: انت رايح فين؟
أحمد: هانزل اقابل الشباب... انتي عارفة النهاردة الخميس.
اشارت هدي بسبابتها بالنفي: مش هاتنزل غير لما الناني تيجي... هتسيبني مع اتنين ازاي وانا حامل كده.
أحمد: حبيبتي هي على وصول خلاص.
هدي: قدامها نص ساعة... استني معايا النص ساعة دي
هتف أحمد برضوخ: حاضر.
أجتمع الأصدقاء كعادتهم... لكن ما ان رأي أحمد أدم مقبل عليه يجلس بجانبه، أشار له بيده ان يبتعد
صاح أحمد بحدة: متقعدش جنبي يا أدم انا مش طايقة، روح اقعد بعيد هناك جنب خالد
ضحك خالد بخفة: ليه بس هو عملك ايه؟
أحمد: انا غلطان والله العظيم أنى جوزته أختي.. كنت مرتاح، منك لله يا علي.
ابتسم علي : وانا مالي.
أحمد: انت اللي قولتلي جوزهاله.
هتف علي ضاحكا: وهو عمل فيك ايه بس؟
أحمد: يرضيك أكلمه امبارح ميردش عليا و لما اسأله مرديتش ليه يقولي "اصل اختك كانت نايمة في حضني معرفتش ارد" ..... قال أحمد كلماته بعينين يملؤها الغضب.
خبط علي بيده على ناصيته و قال: يا ابني مبنقولش كده......انت عبيط يا أدم.
هتف أدم مدعيا البراءة: طيب ما هي فعلا كانت نايمة في حضني و مكنتش عايز اصحيها علشان كانت سهرانة طول الليل.
صاح أحمد بعضب: شايف يا علي بيقول ايه ولما أقوم اضربه دلوقتي يبقي كويس؟؟.
هتف علي محاولا إخفاء ضحكته: والله يبقي حقك... انا حاولت معاه بس مفيش فايده.
وكز خالد ادم في كتفه: يعني انت يوم ما تحب تتكلم مع حد في الحاجات دي تتكلم مع اخوها.
أدم: بالراحة بس انتوا فهمتوا ايه؟ هي كانت سهرانة طول الليل علشان تعبانة... أصلها حامل.
صاح أحمد بدهشة: ايه ده ندي حامل.... مقالتليش ليه؟
هتف أدم بهدوء مستفزا احمد: انا اللي قولتلها متقولش.
صاح أحمد بعصبية مفتعلة: ليييييييييه؟
أدم: علشان اقولك أنا... ثم أردف يقول وهو يلعب حواجبه: أختك حامل مني.
هم أحمد أن يضرب أدم على كلماته الأخيرة.. لكن حال ما بينهم علي و غرق في نوبة ضحك.
هتف علي ضاحكا: اهدي بس يا أحمد... انت عندك عيال عايز تربيهم.... صحتك مش كده
أحمد: مش سامع بيقول ايه.
ضحك أدم: يعني بذمتك اضيع عليا فرصة أنى اشوف وشك و انت متعصب كده.
صاح أحمد: انا غلطااان
حاول خالد ان يتدخل لحل الخلاف الكوميدي وقال: اهدي بس يا أحمد... كده هدي و ندي هيولدوا ورا بعض؟
أحمد: هدي مش قبل 3 شهور.... ندي بقي انا مكنتش اعرف انها حامل غير من دقيقتين.. أختي هتولد امتي يا أستاذ أدم؟ ولا مخبي عليا دي كمان؟
اشاح أدم بيده: احنا عرفنا انها حامل من يومين بس... متعيش في الدور.
خالد متثائب: يقوموا بالسلامة ان شاء الله.
علي: ان شاء الله... مالك يا خالد انت منمتش و لا ايه؟
هتف خالد بنعاس: هو اللي عنده تؤام بينام؟ طول الليل انيم يحيي تصحي ياسمينا وارجع انيم ياسمينا يصحي يحيي وكده طول الليل عاملين شيفتات عليهم انا ويارا... الناس كلها قالت بعد السنة نومهم بيتظبط بس بجد بحسهم بيعندوا معانا... انا بقيت اروح الشغل انام.
ضحك أحمد: اللي جابلك يخليلك... انا برضه ورد في الأول كان متعبة كده وزين كمان، وهدي مع الحمل كمان مبقيتش قادرة عليهم.
ضحك علي: لأ ومع دلع الحمل بقي ربنا يكون في عونك.
أحمد: اه والله بتصحيني الساعه 3 الفجر تقولي نفسي في اومليت بالبسطرمة وانا زي الباشا أقوم اعمل.
ضحك أدم: وبتتشطر عليا انا؟
أحمد: انت بتدلعها دلع اوفر يا أدم... هي أختي اه بس انت اوفر.
ضحك خالد: سيبه يا عم كلها كام يوم، والهرمونات تشد عليها... واتفرج على أدم و اللي هيحصل فيه.
قال أحمد بشماته: عندك حق... بكرة ترجع عليه.
خالد: اوف متفكرنيش.
قال أدم مستفزا أحمد من جديد: حبيبتي تعمل اللي هي عايزاه.
تحولت نبرة علي إلي الجد وقال: اسألكم سؤال؟ هو انتوا مبسوطين بحياتكوا بعد ما بقي في أولاد؟
خالد: بص انا الموضوع بالنسبالي مختلف شوية، انا أحيان كتير بحس أنى تعبان... بيوحشني أيام ما كنت عايش في البيت انا و يارا لوحدنا... لو حبينا نتجنن الساعه 3 الفجر و نسافر او نخرج عادي مفيش حاجة تمنعنا... بس شقاوة الولاد حاجة تانية، بحس ان قبل ما ييجوا البيت كان ميت و هما اللي ادوله الروح.
أحمد: عندك حق... هما فعلا بيدوا روح لحياتك... البصة في عنيهم بالدنيا... وحضنهم مفيش حاجة تتقارن بيه.
نظر علي لأدم منتظرا منه إجابة على سؤاله فابتسم له أدم: متبصليش ... انا أصلا الفرحة مكنتش سايعاني لما عرفت ان ندي حامل... هاتجنن و يبقي في حتة مني و منها بتجري قدامي كده و تقولي بابي.
سرح علي مع كلماتهم، و لم يخرجه من شردوه سوي صوت خالد
خالد: انت بتفكر ولا ايه يا علي؟
ابتسم علي: بصراحة اه... سارة عاوزة أطفال من قبل ما نتجوز... بس انا مقلق... بعدين اللي بتقولوه ده يخوف هرمونات وترجيع و جنان... هي مجنونة لوحدها مش ناقصة.
نظر أحمد بعيدا و كانه يسرح بخياله و قال: انت لو بتحبها مرة.... هتحبها 100 مرة وهي حامل.. و هتستحمل كل ده و هيبقي على قلبك زي العسل.
أدم: كفاية أنك هتحس ان تعبها ده كله بسببك و علشانك و هي مبسوطة و مبتشتكيش.
خالد: ولما تمشي جنبها وبطنها منفوخة كده و قدامها مترين، هتحس بفخر.
أدم: بعدين ما انت كنت خايف من خطوة الجواز... وبقالك اكتر من سنة متجوز و مبسوط اهو و الدنيا كويسة الحمدلله... لما تبقي جوه الحاجة مش زي ما تبصلها من بره.
أحمد: اتكل على الله عاوزين نفرح فيك بقي.
سرح علي في كلماتهم ثم همس: ان شاء الله.
أدم: بقولكوا ايه الجمعة الجاية ان شاء الله عندي في البيت. نتغدي سوا ونقعد كلنا مع بعض.
أحمد: ما تخليها بره علشان الولاد.
أدم: ده انا بقول مخصوص في البيت علشان الولاد.... ندي بتاكل دماغي كل مرة بانزل واسيبها في البيت لوحدها.... وفرصة الولاد يبقوا براحتهم.
خالد: خلاص اتفقنا.
بقلم: أميرة أحمد

•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية
تعليقات