Ads by Google X

الروايات كاملة عبر التلجرام

رواية تقاطع طرق الفصل الثلاثون 30 - بقلم اميرة احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية تقاطع طرق الفصل الثلاثون 30 - بقلم اميرة احمد

الفصل الثلاثون
وبعد عدة أيام... كان علي وسارة في طريقهم إلى العين السخنة... كانت سارة نائمة طوال الطريق حيث انها لازالت تشعر ببعض الإرهاق، حتى وصلا إلي مرسي اليخوت.. صف علي سيارته وأيقظ سارة بقبلة مباغتة على خدها، دلفا حتي وصلا إلي ذلك اليخت و هتف العامل حين رأي علي مهللا: حمدالله على السلامة يا بشمهندس علي.
علي: الله يسلمك يا أبو وليد.
أبو وليد: بقالنا كتير مشفناش حضرتك و لاجيتش من أخر مرة.
علي: معلش مشاغل بقي... ثم أشار بيده إلي سارة: مدام سارة تبقي مراتي يا أبو وليد.
هلل أبو وليد: يا ألف مبروك.. يا ألف نهار أبيض اتفضلي يا ست الناس.
وقفت سارة في منتصف اليخت وهي تضع يديها في خصرها وتنظر ل علي بحدة و تقول: اليخت بتاعك؟
ضحك علي على وقفتها وهز رأسه الايجاب.
سارة: ومقولتش قبل كده ليه لما جينا هنا اول مرة؟
اقترب علي منها اكثر وهمس بإغواء بالقرب نت اذنها: لو عرفتي انه بتاعي كنتي هتخافي تيجي معايا لوحدك...
صاحت سارة وهي توكزه في صدره: انت مجنون؟؟ ازاي تجيبني معاك قبل الجواز اليخت بتاعك لوحدنا و متقوليش.
ضحك علي: ده انا خليت أبو وليد يجيب عيلته كلها معانا علشان متبقيش قلقانة.
سارة: انا لو عرفت مكنتش هاجي فعلا معاك لوحدنا.
ابتسم علي: انا حبيت نيجي هنا علشان المكان ده فيه ذكري حاجة مميزة بينا.
سارة: بس لما جبتني هنا كان عيد ميلادي.
ابتسم علي وغمز لها: لأ كان عيد حبنا... اول مرة قولنا لبعض بحبك كان هنا.
تعلقت سارة في عنقه وضمته وهي تهمس: بحبك.
تنحنح علي بحرج وابعدها عن صدره وهو يهمس لها: أبو وليد هنا ..... ثم أردف موجها كلامه لأبو وليد: تعالي يا أبو وليد في حاجة؟
أبو وليد: هنروح نفس المكان يا بشمهندس؟
اومأ علي رأسه: نفس المكان يا أبو وليد.
أبو وليد: الحاجة جاهزة زي ما أمرت يا بشمهندس.
علي: شكرا.
خرج أبو وليد مسرعا ثم همس علي وهو يضم سارة: محتاج ألفت نظر أبو وليد إنه يتنحنح قبل ما يدخل علشان انا مبقيتش لوحدي خلاص.
سألت سارة بدلال: هو ايه اللي جاهز يا علي؟
تأفف علي : منك لله يا أبو وليد.
سارة: ليه بس؟
علي: علشان لسانه الفالت ده.....وبييجي في أوقات رخمه.
سارة: يلا قول بقي.
امسك علي وجنتها بابهامه وسبابته وقال: ياربي على اللماضة ، بس اعمل ايه بحبها.
صعد علي إلى سطح اليخت بصحبة سارة، التي هتفت بإسمه في سعادة ودلال ما ان رأت السطح قد تزين بالبالونات باللون الأحمر والورود الحمراء متناثرة في كل مكان.
همس علي لها: ارجوكي بلاش تقولي اسمي بالطريقة دي هنا... أبو وليد واقف و مركز معانا.
ضحكت سارة بدلال: بس انا زعلانة يا علي انت مجبتليش ورد زي كل سنة.
علي: مين قال أنى مجبتش ورد.
قالت سارة بدلال وهي تقطب جبينها: جبته لحد غيري ولا ايه؟
قبل علي وجنتها وهمس: هو انا عندي غيرك... اختفي علي قليلا ثم عاد وهو يحمل باقة كبيرة من الورود الحمراء.
هتفت سارة في سعادة: كنت هازعل بجد لو مجبتليش ورد.
علي: انا مقدرش على زعلك.
وضعت سارة على خد علي قبلة حانية، هم علي ان يقبلها لكن عيناه وقعت علي أبو وليد الذي يشاهدهما من خلف زجاج قمرة القيادة بابتسامة.
هتف علي: منور يا أبو وليد
أبو وليد بنفس الابتسامة العريضة على وجهه: ده نورك يا بيه ........ربنا يخليكوا لبعض.
هتف علي بضيق: شكرا......
نظر إلي سارة ثم أردف: اظن بقي ننزل الماية، المرة اللي فاتت انا مرضيتش اعرض حتى علشان متفهمش غلط.
توترت سارة وقالت بارتباك: لأ بلاش ننزل الماية.
علي: ليه بلاش؟ متبقيش رخمة.
قالت سارة متحججة: مش معايا حاجة انزل بيها الماية.
علي: تفتكري دي حاجة تفوت عليا، في الاوضة تحت هتلاقي شنطة سفر صغيرة فيها المايوه بتاعك و هدوم لينا.
هتفت سارة في تردد: لأ برضه
ضحك علي: مبتعرفيش تعومي؟
سارة: لأ باعرف بس بخاف... مش باعرف اعوم في بحر مفتوح، لو حمام سباحة اوك، لكن بحر وممكن نلاقي سمك.لألألألألألألأ.
ضحك علي: دي حاجة حلوة اننا نلاقي سمك.
سارة: لأ بجد بخاف.
اقترب علي منها اكثر وهمس: تخافي و انتي معايا؟
صاحت سارة بسخرية: لو جه قرش يعضني هاقوله استني انا مع علي؟
علي: هنا مفيش قروش أولا، ثانيا لو القرش جه هياكلني انا وانتي... يلا بقي امسكي فيا و انا مش هاسيبك ابدا.
سارة: بس....
قاطعها علي: لو منزلتيش دلوقتي تلبسي وتجهزي انا هاشيلك وانط انا و انتي من هنا بهدومنا كده.
التفت علي لأبو وليد وهتف باسمه: هو ايه اللي هناك ده يا أبو وليد... اشاح أبو وليد نظره الي حيث يشير علي... فانتهز علي الفرصة و حمل سارة في خفة و هو يقترب من سور اليخت
سارة: خلاص خلاص هانزل معاك بس تمسكني كويس.
علي: متخافيش مش هابعدك عن حضني.
قالها علي وهو يضع قبلة علي شفتيها خلسة قبل ان يعاود أبو وليد النظر لهما مرة أخري.
-----------------------------------------------
مرت الشهور سريعة، وتخرجت ندي من الجامعة، ولم يتبق على حفل الزفاف سوى أسابيع قليلة..... كان أدم وندي منشغلان بتجهيزات الشقة والفرح، لكنهما كانا يحرصان على قضاء بعض الوقت سويا كلما سنحت لهما الفرصة.
استقرت ندي على المقعد المجاور لأدم في سيارته.... كان يظهر عليها التوتر والقلق فسألها أدم.
أدم: مالك يا ندي في ايه؟
ندي: أدم انا في واحدة صاحبتي اشتغلت في شركة كبيرة وطالبين محاسبين هناك وانا عاوزة اروح أقدم على الشغل ده.
قاطعها أدم: انتي عارفة إني مش موافق على موضوع الشغل ده.
همست ندي بدلال تترجاه: علشان خاطري يا دومي... انا هازهق من القاعدة في البيت لوحدي.
أدم: انا مش عاوز مراتى تشتغلي... بعدين مش هتلحقي تزهقي، كلها حاجة بسيطة و هنتجوز و بعد الجواز هنسافر ان شاء الله، و لما نرجع انا هابقي قاعد معاكي معظم الوقت في البيت... انا محبش إنك تنزلي و تشتغلي و يبقي في شباب زمايلك و ده يهزر و ده يضحك.
زمت ندي شفتيها: انت مش واثق فيا؟
أدم: انا واثق فيكي، بس مش واثق في الناس.
ندي: خلاص اشتغل في الشركة مع أحمد.
قال أدم بحدة: دي بالذات لأ.
ندي: ليه بقي... هابقي مع أخويا و محدش هيقدر يكلمني.
أدم: انتي عارفة أحمد أصلا مبيحبش يشغل بنات معاه ومعظم اللي في الشركة رجالة، والبنات اللي في الشركة سارة كل يوم و التاني تتلكك لعلي و تخليه يمشي واحدة فيهم... اوديكي انا بإيدي وسط كل الرجالة دي لأ طبعا.
ندي: يا حبيبي ما كل اصحابنا بيشتغلوا.
أدم: أولا انا محبش إنك تقارني نفسك او تقارنيني بحد، ثانيا ما هدي مرات اخوكي مقدرتش تكمل شغل بعد ما اتجوزت ويارا كمان وقفلوا المشروع بتاعهم.... بعدين انتي بعد الجواز هيبقي عندك شغلة واحدة مهمة جدااا لازم تركزي فيها.
ندي: ايه بقي؟
ابتسم أدم: انا يا نوني.... بعد الجواز شغلتك الأولي والأخيرة هتكون أنا.
ندي: بس بقي يا أدم متقولش الكلام ده.
أدم: انا مش هاسيبلك فرصة تركزي أصلا غير معايا انا وبس.
قالت ندي بضيق: خلاص يا أدم اللي تشوفوا.
أدم: اللي اشوفوا و انتي مبسوطة و عارفة ان ده حب و خوف عليكي، مش اللي اشوفوا و انتي مدياني البوز ده.
ندي: خلاص مش هاديلك البوز... بس يلا بقي هنتأخر عاوزة ألحق اقيس فستان الفرح.
أدم: لسة مش عاوزة توريني فستان الفرح؟
ضحكت ندي: خليها مفاجأة
أدم: ربنا يستر... طيب مش عاوزة نروح نشرب قهوة قبل ما تروحي.
ندي: ماشي قهوة بس بسررررعة.... و الا هيبقي فرح من غير فستان العروسة.
ضحك أدم: فستان العروسة أهم مني انا شخصيا.
---------------------------------------------
كانت قاعة الفرح تفيض بالاضواء و الضحكات، الموسيقي تعلو و الأجواء مليئة بالسعادة، جلس أدم بجوار ندي، بدت ندي كالأميرة بفستان زفافها، بينما ابتسم أدم بنظرة لا تخطئها عين، وكأنه يعترف للجميع ان هذه المرأة أصبحت ملكه الأن.
وضع أحمد يده في يد أدم والمأذون يتوسطهما، استعدادا لإتمام عقد القران الأبدي..
هلل الجميع خلف المأذون داعين الله: " بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير"
ازاح المأذون المنديل الذي يغطي يد أحمد وأدم... لكن أحمد أحكم قبضته على يد أدم.. حاول الأخير ان يخلص يديه منه وهو يقول: خلاص بقي اوعي... كتبنا الكتاب خلاص سيب ايدي.
هتف أحمد و لايزال يحكم قبضته على أدم: عاوزني اسيبك وتروح تحضنها قدام الناس... اعقل يا أدم.
ضحك أدم مستفزا أحمد: ده انا مستني اللحظة دي بس علشان احضنها قدامك.
لايزال أحمد يحكم قبضته على يد أدم..
ربت أدم على ظهره وقال بهدوء: ممكن تسيب أيدي بقي.
خلص أدم يده من يد أحمد في حركة سريعة وانقض على ندى التي كانت تقف بجواره وضمها إلى صدره، نظر إلى أحمد وهو يخرج لسانه مستفزا أياه.
همس أدم لندي: مبروك يا حبيبتي ووضع قبلة رقيقة على جبينها، و تركها تتلقي التهاني و المباركات من صديقاتها.
بينما أحمد كان يحاول ان يكظم غيظه وهو يهمس ل علي الواقف بجواره: شايف بيغيظني ازاي... احلف عليه يطلقها دلوقتي وارتاح.
ضحك علي: هو انت كنت مفكر انه هيتجوزها ازاي، على الورق مثلا؟
ضحك أدم: فاكرني هاتجوزها عبر الستالايت يا بشمهندس.
ضحك خالد: امال لو مكنش متجوز مرتين وعارف كان عمل في الواد الغلبان ايه؟
صاح أحمد: انتوا اجتمعتوا عليا خلاص.
اقتربت ندي من أدم فهتف أدم بأسلوب مستفز ليستفز أحمد وهو يلف يده حول خصرها: ندي يا حبيبتي.. اول فرمان ليا كزوجك... متكلميش اللي اسمه أحمد ده غير وانا موجود، و ميجيش البيت في غيابي.... ثم نظر لأحمد وأردف بوله مفتعل: أصلي بغير عليها موووت.
ضحكت ندي وقالت بدلال: أوامر يا حبيبي.
عض أحمد على شفتيه من الغيظ، فأردف أدم: ده انا هاطلع عليك كل اللي عملته فيا السنتين اللي فاتوا... بس انا بقي هاخد حقي لبقيت العمر.
ضحك علي وخالد على تصرفات أدم ورد فعل أحمد.
نظر أدم لندي : يلا يا حبيبتي.... ثم وجه كلامه لأحمد: معلش بقي أصل ده فرحنا ودي رقصة العروسة والعريس.... متهيألي يا أحمد بينادوا عليك هنا.
ضرب أحمد قبضته بكفه، لكن أدم لم ينتظر منه رد فانطلق في صدر القاعة ليراقص ندي.
اقتربت هدي من أحمد الذي كان الضيق يظهر على محياه وهمست: مالك يا أحمد؟
رد أحمد باقتضاب: مفيش.
هدي: طيب مش عاوز نرقص.
أحمد: نرقص وماله.
ضم أحمد هدي إلى صدره وبدأ يرقص معها، لكنه توقف حين همست هدي في أذنه: انا حامل.
توقف أحمد فجأة عن الرقص في وسط القاعة، وهتف إلى هدي باستغراب: مش وقت هزار يا حبيبتي.
هدي: هو مين قال أنى بهزر؟ انا حامل.
صاح أحمد: حامل ازاي؟
رفعت هدي كتفيها ببراءة: يعني ايه ازاي؟
أحمد: هدي..... الولد مكملش 6 شهور.
ابتسمت هدي: وايه المشكلة.... بعدين انا مكنتش قاصدة يعني، اللي حصل حصل.
زفر أحمد بضيق: هو فرح أدم لازم يبقي كده... هو يتجوز وانا ألبس في عيل تاني.
ضحكت هدي: تالت يا حبيبي... انت نسيت ورد.
وضع أحمد يده على رأسه وصاح: ااااااه ياني.
هتفت هدي بحرج: ايه يا أحمد الناس بتتفرج علينا.
أحمد: انتي خليتي فيها ناس... متجوز ارنبة يا حبيبتي.
اشهرت هدي كفها في وجهه: قول ماشاء الله.
بعد منتصف الليل.. كانت أجواء الفرح بدأت تهدأ و هم معظم الضيوف بمغادرة القاعة.. جلس أدم بجوار ندي على الكوشة يحاولان ان يحظيا بلحظة هدوء وسط ذلك الصخب، لكن سرعان ما اقترب أحمد منهما عاقدا ذراعيه و يعلو وجهه نظرة جدية و قال ل أدم بنبرة جادة: أدم.. تعالي عاوزك دقيقة.
ضحك أدم: في ايه يا عم.. مش كتبنا الكتاب وخلاص عاوز مني ايه؟
نظر أحمد لندي: طيب ممكن تسيبينا انتي يا ندي لوحدنا شوية، هاتكلم مع أدم دقيقة كلام رجالة.
ضحكت ندي: ايه يا أحمد كفاية بقي... أدم بقي جوزي خلاص.
قال أحمد بحدة: وانا أخوكي الكبير وهتسمعي كلامي.
نهض أدم ضاحكا: خلاص يا عم انا هاجي معاك..
أخذ أحمد أدم إلي احد الزوايا الهادئة نسبيا بالقاعة، ضحك أدم و هو يقول: ايه يا أحمد.. هتقولي اروحها البيت قبل الساعة 9؟
تجهم وجه أحمد وزفر بضيق مصطنع: انا مش عارف انا ازاي وافقت علي
إنك تتجوز أختي الصغيرة يا أدم...مش مصدق ازاي سيبتك تكلمها أصلا.. مش تتجوزها.
ضحك أدم بخفة: والله انا اللي مش مصدق انا استحملتك ازاي طول فترة الخطوبة.
حاول أحمد ان يكتم ضحكته: خلاص يا عم.. بس لو زعلتها انت عارف انا هاعمل فيك ايه...
ضحك أدم: أحمد.... انا خايف اروح تطلعلي من تحت السرير زي الأفلام.
لمعت عيني أحمد وقال: والله انت اللي بتديني أفكار اكدرك بيها اهو.
توتر أدم وهتف : لأ ارجوك انسي أي حاجة انا قولتها.
هتف أحمد بجدية مضحكة: هو انا لازم اعمل دوري كأخ كبير و اقولك خلي بالك من ندي و الكلام ده.. طبعا مش محتاج احذرك و اقولك انا هاعمل فيك ايه علشان انت عارف انا هاعمل فيك ايه كويس.
أدم: انت شايف إنك محتاج توصيني علي ندي؟
أحمد: انا مطمئن على أختي وهي معاك يا أدم زي ما انا مطمئن عليها وهي معايا بالظبط.
أدم: يا ليلة سودا.... اوعي تكون فاكر ان بعد الصبر ده كله انا هاتعامل مع ندي زي اختي.
ضحك أحمد: انت كنت عايز تعاملها غير كده؟ اختك طبعااااا
انفجر الاثنين ضاحكين، بينما أدركوا ان هذه العلاقة المرحة ستظل بينهم دائما كجزء من حياتهم مهما تغيرت الأوضاع.
----------------------------------------------
بعد حقل الزفاف دخل أدم مع عروسه الي شقتهما... التي قضيا السنوات المنقضية في ترتيبها واختيار كل ما فيها بعناية فأصبحت تشبه القصور في فخامتها ولو كانت على تواضعها... لكن لمسات الحب والتفاهم كانت تتضح في كل ركن من أركانها.
اول ما اغلق أدم الباب خلفه وصارت ندي وحيده معه في الشقة واقترب منها هتفت ندي بقلق: أدم انا عايزة انام تصبح علي خير.
توجهت ندي مسرعة إلي غرفة الأطفال... توجه أدم خلفها وهو يجذبها نحو غرفة نومهما.
قال أدم بهدوء: ندي انا مش عايزك تقلقي.... انا مش هأجبرك على حاجة... مفيش حاجة هتحصل لا النهاردة ولا أي يوم تاني غير بإرادتك ... انا عارف انك مكسوفة ... مش معترض كمان انك تنامي بس النهاردة هتنامي في حضني... و تبقي فرصة اننا ناخد على بعض.
اومأت ندي راسها بايجاب وقد احمرت وجنتيها، فاستطرد أدم قائلا: انا هستناكي بره لحد ما تغيري هدومك و لو احتاجتي حاجة نادي عليا.
استدار أدم وهم ان يخرج من باب الغرفة لكن استوقفه صوت ندي الحاني اتاه في تردد هاتفه باسمه.. التفت هو مجيبا عليها فأردفت: ممكن تساعدني افك الدبابيس اللي في الطرحة.
عاد ادم بصمت... خلع جاكيت بدلته وألقاه علي السرير و بدأ في المهمة المستحيلة... اكثر من ٢٠٠ دبوس و تلك المسماة ب بنس الشعر مغروسان بين تلك الرأس الصغيرة و قطعة التل الكبيرة المسماة بطرحة العروس التي تجاوز طولها المترين.... قضي أدم ما يقرب من الساعة محاولا فك هذه الطلاسم التي كانت المرة الاولي التي يقابلها في حياته... و ما ان انتهي كانت مكافأته أجمل مما توقع... فوجد شعر ندي الأسود الفاحم ينسدل على ظهرها في خفة.... كانت المرة الاولي التي يراه فيها... لم يستطع ان يتمالك نفسه فمرر يده بين خصلات شعرها في حنان ووضع قبلة على رأسها وانصرف وقبل ان يخرج من الغرفة استوقفته ندي مرة أخرى هاتفة باسمه، استدار لها فهمست في خجل: ممكن تساعدني و تفتحلي سوستة الفستان....
لم يعقب أدم بل فتح لها السوستة و خرج مسرعا من الغرفة، توقف على الباب و التفت لها قائلا: ممكن لما تخصلي تنادي عليا علشان اغير هدومي؟
اومأت له بايجاب وبعد ما يقرب من ال ١٥ دقيقة فتحت ندي باب الغرفة وهرولت مسرعة الي السرير تتحامي بغطائه فغطت من رأسها الي أخمص قدميها... ضحك أدم حين رأها على هذه الهيئة لا يري منها سوي عينين تنظران له... تجاهلها أدم متعمدا و بدأ في خلع قميصه فشهقت هي و وضعت الغطاء فوق رأسها تخفي عيونها فيه بحياء.
لحظات وانتهي أدم من تبديل ملابسه وكان يسحب الغطاء من على وجهها و ينضم اليها في السرير.
فتح أدم ذراعيه وقال في هدوء وشجن: موحشكيش حضني؟
دون ان تنطق ندي بكلمة واحدة تكورت على نفسها واندفعت بين ذراعيه كطفلة ضاله وجدت ابيها الذي بدوره طوقها واحكم قبضته عليها في حنان استنشق رحيق عطرها حتي ملأ صدره و أردف هامسا: زي اول مرة حضنتك فيها.. نفس الإحساس.. حسيت ان روحي كانت بعيدة عني ورجعتلي. انتي بتعملي فيا ايه؟
همست ندي بصوت بالكاد مسموع: نفس إحساس الأمان و الدفا اللي محستهمش قبل كده غير يوم ما حضنتني و انا بعيط.
ضحك ادم مازحا: على فكرة انتي اللي رميتي نفسك في حضني زي دلوقتي كده.
احمرت وجنتي ندي وهمست: يومها انا حسيت ان اماني في الدنيا خلاص راح بس لما بصيت في عينيك لقيت فيها امان الدنيا كله.... انت دعوة أمي ليا اللي ربنا استجابها، كانت دايما بتقولي ربنا يريح قلبك.
صمت أدم وضمها لحضنه أكثر ووضع قبلة دافئة مليئة بالمشاعر بين شفتيها. لم تعترض هي عليها ولم تهرب من بين ذراعيه.. بل غاصت بين ضلوعه أكثر.
بقلم: أميرة أحمد

•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent