رواية صراع القاسم الفصل الثلاثون 30 - بقلم سلوى عوض

 رواية صراع القاسم الفصل الثلاثون 30 - بقلم سلوى عوض 

(ليتصل قاسم علي اشرف اخيه).
اشرف: جاسم، انته طلعت ميته؟ والله براوه عليه عبدالسميع نفذ كلامه وخرجك.
قاسم: عبدالسميع هو سبب كل البلاوي، المهم امك ماتت، هات خواتك وتعالو عشان ندفنوها.
اشرف: ماتت كيف؟
قاسم: ماتت مجتوله، هات خواتك وتعالي علي البيت.
اشرف: حاضر، جايين اهه.

(ليغلق اشرف الهاتف مع قاسم ليبلغ إخوته بما حدث لوالدتهم ليذهبو الي منزلهم).
اشرف: جاسم اخوي حمدالله على السلامه، بس ايه الحفر ديتي ومين الناس دول؟
قاسم: ندفنو امك الاول وبعدين اجولكم علي كل حاجه.

(اما صابرين فكانت جالسه وأمامها علي السفره طعام مما لذ وطاب، وكانت تاءكل بشراهه وتغني "افرحي يا عروسه انا العريس انا العريس").
(ليدخل عليها الغفير).
الغفير: الحجي يا ست صابرين، حضره العمده اتجبض عليه هو وعباس وولده مهران وعبدالسميع تاجر الفاكهه ومعاهم واحد خواجه، والدنيا مجلوبه.
(لتخرج صابرين الطعام من فمها وهيا تكح كحه شديده).
صابرين: انته بتجول؟ الله يخربيتك.
الغفير: والله زي مبجول لحضرتك.
صابرين: ف تعالي معايا نروحو نزوروهم ف الجسم، جومتني جعانه الله يحرجك.
(لتخرج صابرين في طريقها الي القسم).

(اما حمزه فكان قد بدء التحقيق مع العمده).
حمزه: ايه يا عمده، من أمته وانته بتتاجر ف الآثار؟
العمده: انا مظلوم، انا كت رايح اساءل علي عيال بتي عشان مكناش لا جينهم، وحضرتك تجدر تساءل عشان نواره عمتهم خدتهم ومحدش عارف طريجها، وبتي كانت بتبكي علي عيالها فجولت اروح اشوفهم واطمنها عليهم.
حمزه: اه ما انا عارف، وايه تاني؟
العمده: بس يا باشا، وبعدين انا راجلكم.
حمزه: راجلنا؟ طيب يا راجلنا، ثواني ارد علي التليفون.
حمزه (في الهاتف): ايوه، تمام.. تمام.. يا خبر، لقيتو كل الحاجات ديه؟ طيب يا باشا كمل شغلك، سلام.

(ليتحدث حمزه الي العمده).
حمزه: قولتلي بقا انك راجلنا؟ طاب بالنسبه لمخزن المخدرات اللي عندك، ولقيو معاه كمان قطعتين اثريين. يعني حاميها حراميها، لاء، وايه.. حرامي ذكي كمان، مخبي الحاجه بعيد عن بيتك بس ف ارضك.
العمده: مش حاجتي، معرفش عنها حاجه.
حمزه: يا حبيبي، اذا كان الراجل بتاعك هو اللي قال علي كل حاجه، وقال كمان انك انته اللي بلغت عبدالسميع أن بيت قاسم فيه كنز، بعد مابنتك قالتلك لما جابت الشيخ عشان يعمل عمل لقاسم عشان يحبها، قام الشيخ قالها البيت ده فيه كنز، قومت انته خططت كل حاجه ولفقتو لقاسم جريمه وطلقت بنتك منه كمان. عشان لو حصل اي حاجه تبقا انته وبنتك بعيد. يعني لعبت علي الكل واستخدمت الكل عشان تنجح خطتك. حتي البيت اللي اخوات قاسم قاعدين فيه مش بيت عبدالسميع، ده بيت اجرتوه عشان تسبكو الحكايه، وانته اللي جيبت السم للست حليمه عشان تخلص علي جوزها.
(لينهار العمده ويجلس علي الكرسي).
العمده: وانته عرفت ده كله ميته؟
حمزه: من وقت ما جيبت المأذون عشان قاسم يطلق بنتك، اصلك وانته داخل القسم كنت بتكلم عبدالسميع وبتقوله كله تمام، وقاسم لبس القضيه. عشان ناقص بقا نخلص من وأخواته عشان نطلع الكنز. ولاءنك مجرم، والمجرم دائما بيسيب دليل وراه. الشاويش منصور سمعك وجيه بلغني.
العمده: بس كلامك مافيش عليه دليل.
حمزه: عيب عليك يا راجل، وديه تفوتني برده؟ احنا مراقبين تليفونك من بدري. فاكر هلال الغفير اللي انته طردته عشان مرضيش يجوزك أخته وشردته هو وولاده؟ اهو، هو بقا اللي جيه وقالنا كل حاجه، ومن وقتها واحنا مراقبين تليفونك، يعني كله متسجل.

(وهنا يدخل الشاويش منصور).
منصور: سعاده الباشا، الست صابرين بت العمده برا وبتجول عايزه تشوف ابوها.
حمزه: دخلها.

حمزه: قوللي بقا، بنتك شريكه معاك ولا ايه؟
العمده: له بتي، له، هيا بس جالتلي اللي جاله الشيخ، وانا خططت ودبرت الباجي.
(لتدخل عليهم صابرين).
صابرين: ايه يا أبا، فيه ايه؟
(لتتحدث الي حمزه).
صابرين: انتو ختو ابويا ليه؟ ابويا كان رايح يتفرج علي الاثارات.
حمزه: يعني انتي عارفه كل حاجه؟ وتلاقيكي شريكه معاه.
صابرين (بخوف): له له، انا ماليش صالح.
حمزه: انا هطلعك من القضيه ديه، بس مش عشانك، عشان ولادك ملهمش ذنب يتعايرو بأمهم.
صابرين: كتر خيرك، انا همشي ومش هنشوف وشي تاني، معلش بجا يا أبا مع نفسك، العمر مش بعزجه.

العمده: اه يا بت الكلب، وانا اللي عملت كل ديتي عشانك.
حمزه: تعالي يا عسكري وديه الزنزانه.
العمده: انا خلاص وجعت، واللي كان كان.
حمزه: استني يا عسكري، امضي هنا.
العمده: خلاص خلصت.
حمزه: الشر آخره كده.

(اما اخوات قاسم ها هم قد حضروا).
اشرف: امي فين؟
قاسم: امك اللي خليت مرتك وحريم خواتك يضربوها هيا واختك ويشغلوهم خدامين حداهم. انا كلمتكم بس عشان عضم التربه. يعني بعد مندفنو امكم، كل واحد يروح لحاله، اه، وهجسم الأملاك علي الكل حسب الشرع.
اشرف: يعني هتدينا حجنا؟
قاسم: بس لازم تعرفوا أننا لينا اخت غير نواره.
شريف: شوف الطمع اهو، حالا رجع ف كلامه.
قاسم: له مرجعتش، اختنا تبجا فاتن.
شرف: ايه؟ الخدامه تبجا اختنا؟ عجوبه ديه يا اولاد؟
قاسم: له مش عجوبه، ابوكم كان متجوز امها، امال ليه صمم يعلمها؟
اشرف: خلاص زي بعضه، ميته هتدينا حجنا.
قاسم: بعد مندفنو امكم.
اشرف: معلش بجا، ادفنها وحديك، وبكره هناجوك ناخدو حجنا.
قاسم: تاجوني فين؟ الحكومه خدت البيت عشان فيه اثار، بس جالو هيعوصونا عنه وهناخدو تمنه.
اشرف: اهم حاجه الفلوس، ما احنا جاعدين ف بيت عبدالسميع.
قاسم: يعني هتدفنو امكم معايا؟
اشرف: له، البركه فيك.

(ما انته الكبير، ياله بينا نروحو نفرحو حريمنا).
(ليذهبو ويتركو قاسم يضرب كفا بكف).

(اما حمزه فكان ذاهب في طريقه الي منزله، اما صابرين فها هيا تتحدث مع نفسها).
صابرين: انا احسن حاجه اروح لجاسم واجوله أن ابوي طلجني منه من غير معرف واخليه يرجعني. امال يعني هعيش منين؟ الحكومة هتاخد كل حاجه، وانا مجدرش علي الجوع.

(لتذهب صابرين الي قاسم).
صابرين: جاسم حبيبي، حمدالله علي سلامتك. شفت ابوي طلجني منيك غصب عني، وانا مجدرش اعيش من غيرك.
قاسم: اه ما انا خابر.
صابرين: طاب هترجعني ميته؟
قاسم: مش هرجعك ابدا.
صابرين: ليه طيب؟ مبجولك الطلاج كان غصب عني.
قاسم: خدي بعضك وامشي، ووجت ما تحبي تشوفي عيالك هتشوفيهم.
صابرين: ده انا حتي بحبك.
قاسم: متخلينيش اغلط فيكي، انا عارف كل حاجه وسمعت بودني كل كلامك عني، يعني مافيش داعي لعمايلك ديه.
صابرين: خلاص غور ف داهيه، راجل بخيل، ياك فاكرني دايبه ف هواك.
صابرين: ده أنا يتمنّاني الباشا، وانت حتّى كنت مجوّعني.
قاسم: طيّب غوري، كأنك غايرة. اللي هيتجوزك أمّه داعية عليه، عايزاك بجرّة وعيالها تاكليهم وتجوّلي جعانة!
صابرين: رجّعني ومش هاكل كتير.
قاسم: مش جولتِ إنّي بخيل؟ وإنّ الباشا يتمنّاكِ؟
صابرين: وا هون عليك يا أبو عيالي.
قاسم: وانتي تعرفي حتّى فين عيالك؟
صابرين: آه صح، هما فين؟ البت نواره خدتهم وشكلها طفشت بيهم.
قاسم: ما هو عشان جسمك جسم فيل ومخك مخ عصفور، ما خدتيش بالك. وأنا بجولك: وجت ما تحبي تشوفي عيالك مش هاحوشهم عنك.
صابرين: يعني هما معاك؟
قاسم: امشي من جدامي.
صابرين: يعني مش هترجعني؟
قاسم: والله لو انتي آخر وحده في الدنيا ما هرجعك.
صابرين: عنك مرجّعتني طيّب، أجولك على حاجه أخيرة… أنا جعانة. أصل الغفير أبو وش فجري دخل عليّا وأنا باكل، وملحجتش أكمل. أكل، وعلي ما أروح أكون موت من الجوع.
قاسم: وأنا أعملك إيه يعني؟! أمي ماتت ورايح أدفنها.
صابرين: ياعيني… ماتت؟
قاسم: آه، اتجتلت.
لتصرخ صابرين: يامّري!! أنا هروح أحسن، عفريتها يطلعلي. الله يقطعك يا حليمه… حيّة ولا ميّتة مطلّعة عيني!

 •تابع الفصل التالي "رواية صراع القاسم" اضغط على اسم الرواية

تعليقات