رواية اسياد الحب والحرب الفصل الثاني 2 - بقلم ياسمينا احمد
تجمعت الاسرة الصغيرة
- فتح الله : فرجت الحمد لله
- زينات :خير يا بو فرحه فتح الله ...
يا حنين ..جايلك عريس بت
- اجابته حنين بتوتر
مين ؟
- فتح الله .:هو انتى مش قولتى النوبه اللى فاتت هترضى بأى حد تانى غير سعيد
- حنين :ايوة يا جوز خالتى . مش معترضه .بس عايزة اعرف مين ،،.قالتها ودموعها على خدها
- زينات :مبروك يا بنتى
- فرحه :مبروك يا حنين
- فتح الله: وانتى كمان يا بت يا فرحه
- فرحه :لولوىلوى لوى لوى ..يا مانت كريم يارب ..اهى جات من عندك يارب وهطلع من البيت دا على رجلى احمدك يارب
- فتح الله :والبسمه على وشه يلا خلينا نتفض
- زينات .،مين دول يا حج
- اعتدل فى جلسته وهتف بسعادة :
البت .حنين جايلها واحد مصرواى سألت عليه مش بطال اشاح بيدة بلا مبلاه واسترسل ..ولا بطال انا عايز اشيل رأسى بقا وافوق لنفسى
انهمرت حنين فى البكاء وركضت باتجاه غرفتها
فتح الله عاليا :عيطتى ما تعيطيش ..اعملى حسابك جاى الجمعه هنتفق ونخلص ليصيح
- زينات ..ما خلاص بقا يا فتح الله ما ضيقش البت
- فرحه :حرام عليك يا بابا والله
- فتح الله :حرمت عليكى عشتك ..وانتى كمان ..عزام ابن عمك جايين من البلد دول بقا هيكتبوا الكتاب ويا خدوكى على طول هما هيشترو جهازك وطلباتك وكافة شئ ..واحلى حاجه مش هغرملك حاجه ..اما البت حنين ..فربنا يقدرنا عريسها كحيان ..وبيشتغل زى حلاتى
- سكتت زينات وهى تحبس دموعها بمقلاتيها تعلم ان بخروج حنين وفرحة عن حايتها هو رحيل بهجتها
تعرف نوايا زوجها بارادته الشديدة من الزواج من الاخرى بحجة انجاب ذكر ليحتفظ باسمه بعدما خسرت زينات رحمها اثر نزيف شديد عقب ولادة فرحه
فرحه :بس انا مش عايزة
- فتح الله : نعععم ..انتى اتجننتى ولا ايه ..حوشى يا بت سطر العرسان اللى بيخبط كل يوم حوشى..ست الحسن والدلال اللى بتغير العرسان ..خلصونى من قرفكم بقا ضهرى انقطم عليكوا –
فرحه : بطل بقا احنا بنشتغل ونصرف على نفسنا من يوم ما وعينا ع الدنيا اللى فيها انت عايز تخلص مننا عشان تتجوز عارفين
- فتح الله : يلا ينحش لسانك بتردى عليا ..طيب والله لاوديكى مكسره
نهض وهو يضمر اليها شرا لتفاديها امها بيدها وتدافع عنها وتركتهم فرحة الى غرفتها تبكى
وانهال فتح الله ضربا على زينات يفرغ غضبة المتصاعد بداخلة
-
- دخلت فرحة غرفتها
- لتجد حنين تتكوم على فراشها وتنحب بشكلا هستيرى
لتهدر فرحة ببكاء شديد
- بت يا حنين :انتى زعلانه لىه اديكى هتخلصى من الهم دا والعيشه دى
- اجابتها حنين من وسط بكاؤها :قوالى لنفسك
- فرحه : انا مش هخلص من العيشه ..انا هندفن بالحيا ..وانفجرت فى البكاء
- مسحت حنين دموعها ..واقتربت منها لتواسيها
..يابت دا غنى .،ودا كان نفسك فيه
- فرحه ..انا عمرى ما كنت عايزه حد غنى عشان فلوسه،انا كنت عايزة حد يورينى الدنيا مش يدفنى تحتها .،هما فى البلد ما بيشفوش ضى الشمس وانتى عارفه سلوهم يعنى كنت هنا بشوف الدنيا ومش طايلاها وهناك هبقا طيلاها ومش شيفاها وبكت
- حنين :معلش نصيبنا كدا ..يا بت خالتى
- فرحه :وهنفترق يا بت خالتى
وبكت معها
..............................._
جاء يوم الجمعه
وهما بانتظار ذلك المجهول القادم الى منزلهم
اغلق الفتاتان غرفتهم عليهم ليسترقوا الحظات السعيدة التى اوشكت على النفاذ ارتدت حنين ذلك الفستان البسيط بلون المشمشى الهادى وطرحته التى اتخذت احدى درجاته
لتشبة القمر فى ليلته
- فرحه ..بت يا حنين ..خلى بالك من الفستان
- حنين ...اتهدى بقا دى عاشر مرة تقواليلى كدا اومال لو كنا مش مقسمين تمنه سوا
- فرحه ما احنا اول حاجه نشتريها وتبقى بالابهه دى
- حنين ..هسبهولك يا اختى ابقى خديه معاكى فى جهازك
- فرحه ..اااايه ..خديه انتى ياختى دا عندنا هيفكروه قميص نوم ..هناك ما بيلبسوش الا السواد
- حنين ..مش عارفه عيلة ابوكى محبكاها كدا لىه
- فرحه..هما كدا طبعهم غير كل الصعايدة زى عيله ابوكى بالظبط
- لتظهر علامات الحزن على وجه حنين
- فرحه..معلش يا حنين انا اسفه ..والله ما اقصد
- حنين ..خلاص يافرحه
- فرحه لا يا بت ما تزعليش كدا ..احنا عايزين الجمال دا يبقي بيضحك انا مش عارفه لسانى دا ما بيسكتش لى
- حنين ما تزعليش نفسك خلاص بقولك ايه روحى شوفى خالتى بتعمل ايه
فرحه ..ماشى يا حنين هسيبك لوحدك
فى منزل فتح الله كانت حنين وفرحه وزينات فى حالة تأهب قصوى لانجاز الاعمال المنزلية ،استعدادا لرحيل حنين غدا ،وتولى كل منهم مهمة خاصة حنين تغسل الملابس ،وزينات تنفض السجاد وفرحة تمسح الارض كل منهما فى عالمه
فرحة حزينة لزواجها من أبن عمها الذى لم تعرفه قط ،وتعرف مصيرها بانها ستدفن هناك ولا احد سيشعر بها
اما حنين كانت شاردة الذهن فى تلك الوسيم الذى ظهر اليها فجأة وقلب عالمها راسا على عقب تشعر حياله بالغرابة تارة تبغضه كسائر الرجال وتارة تنجذب نحوه ،كانت تطمئن نفسها بأنه ليس لديه ما يكفي ليفعل مثلما فعل معها أبيها
أعتصر الحزن زينات وراحت تضرب بكل قوة السجادة بالنفضة ، هى تعلم ان زوجها لن يحيد عن فكرته فى الزواج يريد انجاب الولد الذى طالما لامها عليه ،وأتهمها بالنقص ولم يرضى ابدا بإبنته او يعاملها معاملة حسنه بسبب عدم رضاه بالنصيب فقد عمى قلبه وصار يركض فى الدنيا سعيا ولا يرى كم فى النعم هو غارق فيها
زفرت بهدوء لتمحى أثار الحزن التى اعتلت وجهها وغمغمت بخفوت : _النصيب
ولجت للداخل ،لتنجز مع فرحة وحنين باقي الاعمال ،كآلة بشريه متحركة لا شعور لا قلب ولا احد يهتم فدائما هى صلبة من الخارج للجميع ،تخفى اوجاعها بأعجوبة ،قوية لتتحمل ذلك القاسي الذى لا يهتم لها
***************************************************************
فرحه كانت تخشى الموت هناك وان تكون تلك الزيجه مقبرتها الأخيرة فهى لا تعرف من يكون ذلك الذى اشترها
وايضا مصير امها هل ستظل مع ابيها ام ستستقر معها بالصعيد
هى ايضا لم تنعم بأحلام ورديه أبدا كان نصيبها كوابيس ايضا مفزعه نحو عرسها المفاجئ وضرورة الحضور إلى الصعيد
نادت زينات ابنتها بعطف بالغ لتوقظه من النوم
- قومي يا بنتى عريسك وعيال عمك زمانهم جايين
نهضت فرحة بضيق :
- عرسه اما تاكلة
اغتصبت زينات ابتسامه على وجهها وهتفت لتواسيها :
- معلش يا فرحه بكرة تحبيه
لوحت فرحه بيدها بحركة غير مباليه :
- كنتى انتى حبيتى ابويا
جلست زينات على طرف السرير متألمه :
- ومين قالك انى ما حبتهوش
إعتدلت فرحة بإهتمام :
- لا قوليلى ابويا دا يتحب من اى ناحيه ،أنا عمرى ما شوفته زوج حنين ولا أب عطوف على طول مش بيفكر فينا ومش بيفكر غير فى نفسه
وكزتها زينات فى كتفها بخفة :
- ابوكي يا بت اوعك تقولى عنه كلمه وحشة
حركت راسها بالايجاب :
- ماشى يا امه مش هتكلم عنه انا هتكلم عنك إنتى أنا عايزة اعرف حكايتك انتى
ليه رضيتي بابويا واتغربتى معاه وصبرتى ع الهم دا كل السنين دى نهضت من جوارها ولم تعيرها أى اهتمام
أمسكت فرحة بيدها ونظرت إليها برجاء :
- ارجوكى يا امه انا ما بقتش صغيرة عايزة اعرف كل حاجه جلست زينات فى شرود وحركت رأسها بالإيجاب :
- دلوقتى لازم تعرفى ، انتى كبرتى ،وغمغمت بصوت غير واضح (يمكن ما تضعيش زيي)
عادت زينات بذاكرتها للماضى الأليم وتذكرت عندما كانت هى وأختها أمينه يعملان معا فى بيتهم الريفي الصغير البالي كان هشا للغايه مجرد جدران طينيه أسرة فقيرة تتكون من أم وثلاث أولاد وزينات وامينه الصغيرة كان يتمتعان الأختان بجمال متنوع كانت زينات تشبه والدها من حيث العيون السود والبشرة البيضاء والشعر الاسود تصغرها أمينه بعام واحد كانت عينيها زيتونيه يخالطها بعضا من العسلى تماما كوالدتها كما كان نصيبهم فى الجمال الوافر كان لهم أيضا نصيبا من الآسي الوافر ايضا كانت كل منهما يعملان عملا شاقا
يفوق قدرتهن وطاقتهن من أجل مساعدة اهلهن على أعباء الحياه توفى عنهم والدهما واصبحن تحت تصرف أخيهم الاكبر ....الذى كان متزوج ولدية أسرة اخرى إلى ان جائهم من ينقذهم من هذا التعب ويريح كاهلهم
زفرت بهدوء وتمالكت نفسها وتحدثت بصوت حزين وقلب يبكى على حالتها :
- ابوكى جه اتقدملى واخويا رحب بيه قوى وكان طاير من السعادة انى جانى عريس مقتدر وطبعا هيعيش اهلى
فى نعيم وكان فتح الله أهلوا مبسوطين وقولت اخيرا هرتاح من الخدمه وأعيش حياتى بقى ،وبعديها اتجوزت أمينه أختى عبد المجيد ودا كان ابن كبير البلد وقولت هى كمان هترتاح والباقى انتى عرفاه
حركت رأسها فرحة بآسى ...
استرسلت زينات :
- اتجوزت وعيشت فى بيت العيلة وكنت مرتاحه ما انكرش ،لكن ابوكى كان مش بيرضى بنصيبه ابدا وديما مش عاجبه حاله طلب من ابوه يديله فلوس وينزل يشتغل فى مصر ابوه غضب عليه واتخنقوا وبرده نفذ اللى فى دماغه وخدنى معاه ونزلت مصر ،هنا خلفتك وبردوا اما خلفت ما كانش عاجبه انك بنت كان عايز ولد ،بعديها شلت الرحم اتقلبت حياتى جحيم وبقي يقولى ياناقصة ويعايرنى إستحملت عشانك انتى ورضيت بكل البهدلة معاه من فقر لذل ،اخدتك في ايدي ورجعت البلد وحدى كان حصل اللى حصل لامينه اختى وبقت بنتها فى رقبتى زيها زيك رجعتلوا تانى عشان اقدر اربيكوا خصوصا بعد اما اخواتى قفلوا بابهم عليهم بعد ما حنفية الفلوس اللى كانت بتجلهم من وراء أمينه ومن ورايا .....سكتت وبدئت وكانها تذكرت شيئا ......بس أمينه كانت بتحب عبد المجيد انا عمرى ما حبيت فتح الله .....
وهامت فى ذكرياتها البعيدة المؤلمه عندما كانت تعشق جارهما وتواعد على الزواج ولكن كان فتح الله نصيبها وفاز بها من أجل حالة الميسور ورفضوا ذلك الفقير
إنتظرت فرحة ان تحكى لها المزيد ولكنها أطالت الصمت وبدت جسدا بلا عقل غائبة ذهنيا ربتت فرحة على كتفها لتواسيها لقد عانت تلك المرأة لتصل بهم الى شاطئ الامان وهى تعلم مصيرها انها ستقف هناك وحيدة بلا عون تعلم ان والدها صبر طوال السنوات على تحقيق ما أراد الا الفقر وضيق المكان ليس الا .. مالت فرحة على كتف أمها بتعب وقد بدوا كإمرتان بائستان استسلمتا للواقع وسلبتهم الحياة ابسط حقوقهن عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية