رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل الثاني 2 - بقلم اشرقت

 رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل الثاني 2 - بقلم اشرقت

،، البارت التانى من روايه............................ ولنا فى كل عناق حياه (⁠✿⁠)˙⁠❥⁠˙
بقلمى... أشرقت..🌹
✍️...صعد باران إلى غرفته، أخذ حمامه، ثم تمدد بسريره.  
لكن النوم... من أين يأتي..؟  
كلمات نوران ظلت تطن في عقله طوال اليوم، كأنها نُقشت في ذاكرته.  
أمسك هاتفه، حدق فيه طويلآ... ثم توقفت عيناه عند صورة تحمل ملامح سكنت أعماقه منذ أول لقاء بها.  
همس بشفتيه، وعيناه شاردتان في تفاصيلها "ديلاني"  
☆___قبل عام من الآن___☆ من سنة مضت..👇
كان باران معتاد على استقبال ضيوفه في البيت الريفي بعيدآ عن القصر.  
وفي أحد أيام شهر رمضان المبارك، اتصل بصديقه كرم : ألو، كرم... هل وصلت طائرة طلال؟ الوقت يداهمنا، ولا بد أن ننتهي من التصاميم بسرعة.  
كرم : نعم، وصل. وسيبقى هنا حتى يتم طرح المجموعة الجديدة. 
باران : تمام، خذه لبيت المزرعة، وسأأتي حالآ.  
،،__وصل باران إلى البيت، ووجد كرم وطلال في انتظاره.  
بعد تبادل التحايا، جلسوا في المكتب وبدؤوا مناقشة تفاصيل العمل.  
قال باران بحزم : نريد أن تكون المجموعة جاهزة قبل العيد. هذا هو التوقيت المثالي للعرض. 
       &___عملوا كثيرآ، وانشغلوا بالتفاصيل حتى سرقهم الوقت دون أن يشعروا.. وقبل أذان المغرب، نهض باران قائلآ : سنذهب إلى أحد المطاعم القريبة لتناول الإفطار، ثم نعود لنكمل. لا يزال أمامنا الكثير، وأريد إنهاء التصميم الذي بدأت به.
،،نهض الأصدقاء، لكن ما إن خرجوا حتى فوجئوا بسوء حالة الطقس، إذ اشتدت الرياح وتساقط المطر، مما حال دون خروجهم.  
تنهد باران وقال : ابقوا أنتم في الداخل، سأحضر شيئآ نتناوله، فالشمس توشك على المغيب.  
توجه للمطبخ، بحث هنا وهناك، لكنه لم يجد سوى بعض الأشياء البسيطة التي لا تكفي لعمل طبخة.  
خرج مسرعآ يقصد بيت جارته السيدة قدر، والتي كانت تسكن قريبة منه.  
طرق الباب، وبعد لحظات فُتح الباب لتظهر أمامه فتاة شابة، جميلة الملامح، بنظرات هادئة وأنيقة... كانت "ديلان"
صمت باران للحظة كأنه فوجئ، ثم قال : هل خالتي قدر هنا؟  
أجابته بهدوء : نعم، هي هنا.
خرجت قدر لترى من الطارق، وما إن رأته حتى ابتسمت بحرارة وهتفت : إبني باران، أهلآ وسهلا بك يا حبيبي، متى أتيت؟  
باران : أتيت منذ ساعات قليلة يا خالتي.  
قالت ديلان وقد بدت ملامح الاستغراب على وجهها : إذآ أنت باران؟ أمي دائمآ تحدثني عنك.  
تعجب باران قليلآ وقال : قلتِ "أمي" لم أكن أعلم أن السيدة قدر لديها أولاد.  
قدر : معك حق، لم تلتقيا من قبل، هي ابنتي الوحيدة... ديلان.  
باران بابتسامة خفيفة : أهلآ بكِ يا ديلان، سعدت بلقائك.  
ديلان : وأنا كذلك، أهلآ بك.
قالت قدر : قل لي، هل أتيت لشيء معين؟  
باران بتردد : في الحقيقة، كنت أبحث عن شيء نُعد به الإفطار، لكن لم أجد في البيت سوى القليل.
قدر : لا تقلق يابنى، أنا وديلان أحضرنا الفطار ستتناول معنا.
باران : لا ياخالتى أريد فقط كم غرض؛ بالأساس كنت سأذهب للسوق ولكن مثل ما تري، ساء الطقس فجأة ومنه معي رفقائى لا يصح سنكون عبئآ عليكم.
قالت قدر : لا تقل ذلك يا بني، أهلآ بك وبرفيقيك. الخير وفير، والمنزل منزلكم.
ابتسم باران وقال ممتن : تخجلينني بلطفك يا خالتي، شكرآ جزيلآ لكِ.
أجابت قدر : لا يُحكى بھ يابنى، فالجار للجار، وأنت بمثابة ابني. سأرسل ديلان معك بالطعام لتتناولو هناك على راحتكم.
،،__أخذت ديلان ما أعدته مع والدتها وسارت مع باران إلى منزله.. دخلا المطبخ، وشرعا في وضع الأغراض.
التفتت ديلان نحوه وقالت برقة : سأعد العصير، ثم أجهز المائدة.
فرد باران قائلآ : دعيني أتولى إعداد العصير، وأنتِ جهزي الطاولة.
ابتسمت وقالت : حسنآ.
__وما إن انتهت من تجهيز المائدة، حتى استأذنت بهدوء لتعود وتفطر مع والدتها، تاركة وراءها انطباع أول لا يُنسى.
__رفع أذان المغرب، فخرج كرم وطلال متجهَين إلى مائدة الإفطار، ليندهشا مما أُعد عليها.
قال كرم بدهشة : أخي، متى أنجزت كل هذا؟!
وأضاف طلال مبتسمآ : أم أنك طلبت الطعام من أحد المطاعم؟
ضحك باران وقال : وما شأنكم بمصدر الطعام؟ المهم أن تشبعوا بطونكم، فهذا ما يهم الآن.
&___جلس الأصدقاء يتناولون الإفطار معآ، وأبدوا إعجابهم بمذاق الأطعمة كثيرآ. 
وبعد أن فرغوا، نهض باران قائلآ : سأُحضِر الشاي.
وما إن استدار، حتى طرق أحدهم الباب.!
هم كرم بالذهاب، لكن باران أوقفه قائلآ : انتظر يا أخي، سأفتح أنا.
تقدم وفتح الباب، فإذا بديلان تقف أمامه تحمل طبقآ من الحلوى.
قال لها بابتسامة : تفضلي يا ديلان.
فأجابته قائلة : أرسلته والدتي لكم، وتقول إن احتجتم إلى شيء، فلا تترددوا.
رد باران بلطف : سلمَت يداها، وشكري لها كثيرآ بالنيابة عنا.
غادرت ديلان بهدوء، فتبادل كرم وطلال النظرات بدهشة.
همس طلال مع ابتسامة خفيفة : ما أروعها من فتاة...!
لكن باران التقط كلماته، فرمقه بنظرة حادة وقال بحزم : طلال، اصمت.
تدخل كرم مازحآ : إذآ، هذا هو الشيف الذي أعد لنا الطعام! يا له من شيف......!!
وقبل أن يُكمل جملته، قاطعه باران وهو يشير بإصبعه نحو المكتب : هيا، إلى الداخل أمامي. لنشرب الشاي ونُكمل ما بدأناه من عمل... هيا الآن.
___في صباح اليوم التالي، كان كرم وطلال لا يزالان غارقين في النوم، أما باران فقد استيقظ مبكرآ، ارتدى ملابسه واستعد للخروج لشراء ما ينقصهم من حاجيات.  
ركب سيارته، وأثناء سيره لمح ديلان تسير على الرصيف القريب. خفف من سرعته، وما إن اقترب منها حتى أوقف السيارة وترجل منها مناديآ : ديلان.!
التفتت إليه بدهشة وقالت : باران؟ أأنتَ هنا؟  
ابتسم وقال : صباح الخير. 
ردت بهدوء : صباح النور.  
سألها : إلى أين تتجهين؟  
قالت : كنتُ في طريقي إلى السوق.  
رد بابتسامة : يا للصدفة... أنا أيضآ متجه إلى هناك. هيا، اصعدي لأوصلك.  
ترددت قليلآ وقالت : لا داعي، أحب أن أتمشى قليلآ.  
فقال بلطف : اسمحي لي بإيصالك، وأحتاج مساعدتك أيضآ، فأنا لا أجيد كثيرآ اختيار ما يلزم.  
نظرت إليه بتردد ثم قالت بابتسامة هادئة : حسنآ، هيا بنا.
&__ذهبوا معآ إلى السوق وبدأوا في شراء ما ينقصهم.... وما إن انتهو، حتى طلب باران من ديلان أن يتجولا قليلآ في أرجاء المكان.
لم ترفض، فتوجه بھا إلي ممشى قريب منھم.. وأثناء سيرهما، نظر إليھا وقال :  
ديلان، أتيت إلى هنا مرات عديدة ولم أركِ من قبل..! حتى عندما كنت آتي مع عائلتي وكانت خالتي قدر تزور أمي، لم تظهري معها!  
ردت ديلان : نعم، صحيح، كنت أدرس في مدرسة داخلية، فكنت أزور ھنا فقط خلال العطلات. وربما لم تتزامن عطلتي مع قدومك إلى هنا.  
قال : نعم، ربما هذا هو السبب.  
أكملت ديلان قائلة : لكنني كنت أعرف والدتك، قابلتها أكثر من مرة، وكنت أحبها كثيرآ. التقيت بعمي قدرت وجيهان أيضآ.  
صمتت للحظة، ثم أضافت بحزن : حزنت كثيرآ لما حدث لهم وللفراق الذي ألم بكم هكذا.  
تنهد باران بحزن وقال : لم يكن فراقهم سهلآ، لكن ماذا نفعل أمام قدرنا؟  
لاحظت ديلان نبرة حزنه، فاعتذرت : أعتذر، لم أقصد أن أذكرك بما حدث.  
ابتسم بحنو وقال : لم أنسَ ذلك ولا لحظة واحدة.....؛؛ وأشار إلى قلبه وأضاف : يبقى هنا كشوكة مغروسة في أعماقي..💔 
تبادلا النظرات للحظات، كان في صمت يحمل بين طياته شيء من الحنين والارتباك، كأن الكلمات لم تكن كافية للتعبير عما يخالج قلبيهما. قالت ديلان :  
هيا لنعود، لقد تأخرنا.  
رد باران : تمام، هيا بنا.
عاد كل منھم إلى منزله، نادت ديلان والدتها، وراجعت معها قائمة الأغراض، ثم شرعا معآ في تحضير الإفطار.
أما عند باران، فاستيقظ كرم وطلال من نومهما، فنهض باران قائلآ : هيا، لدينا الكثير من العمل في المطبخ.
نظر كرم إلى طلال بارتباك، ثم قال : أخي، أي عمل هذا؟ نحن لا نفهم شيء في شؤون المطبخ.!
أما طلال، فقال : وأنا لدي موعد مع عميل مهم في الخارج، هيا سلام، أراكم على مائدة الإفطار، ثم خرج مسرعآ.
التفت باران إلى كرم بغضب، وقال : وأنت كذالك لديك موعد!
أجاب كرم متوترا : سيارتي بها عطل وأريد أن أذهب لإصلاحها على الفور، ثم خرج هو أيضآ.
نظر باران خلفهما وهو يهز رأسه قائلآ : حسبنا الله.. 
عودة من الفلاش باك..{بالعودة لباران الذى لا يزال مستلقيآ بسريره، ينظر إلى هاتفه، شاردا بصورة ديلان ولحظاتهما معآ.
،،،______في مكان ما، كانت ديلان تجلس أيضآ بسريرها بعد يوم طويل وشاق.. تحمل هاتفها وتحدق فيه، والدموع تلمع في عينيها، تبتلع غصة وتهمس : أمير قلبي الوسيم، ليت القدر لم يكن له رأي آخر.....يتبع)

•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية

تعليقات