رواية صراع القاسم الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم سلوى عوض
ذكان في غلطات في بارت 29 عشان كدا عدلته"*
الخواجه: انت هتكون ليك شأن كبير يا حبيبي.
عبدالسميع: على إيدك يا خواجه. بس قولي، إنت بتتاجر في إيه بالظبط؟
الخواجه: في كل شيء يجيب أموال كثيرة.
عبدالسميع: شكلي أنا وإنت هنشتغل مع بعض كتير.
الخواجه: أتمنى.
عبدالسميع: المهندسين هيجوا إمتى؟
الخواجه: جايين بالطيارة، ساعتين وهيكونوا هنا.
عبدالسميع: أنا متشوق قوي.
الخواجه: وأنا أكتر منك يا حبيبي. مصر دي فيها حاجات حلوة كتير وتاريخ مافيش بلد عنده زيّه. أنتو المصريين مش مقدّرين قيمة بلدكم. العالم كله يتمنى يكون عنده تاريخ زي مصر.
عبدالسميع: خدوا التاريخ وادونا الفلوس.
الخواجه: تاريخكم لا يقدر بثمن يا حبيبي.
عبدالسميع: أنا أهم حاجة عندي الفلوس. آه، وهتسيبولي الزئبق عشان أرجع شباب من تاني.
الخواجه: إنت عارف تمنه كام؟
عبدالسميع: كام يعني؟
الخواجه: الجرام بخمسين مليون دولار.
عبدالسميع: يا نهار أبيض! أما خلاص، هاشتريه. أنا عايز أرجع شباب.
الخواجه: إنت هتسافر معايا بلدي، وهناك هتدخل مركز طبي كبير يخليك ترجع عندك عشرين سنة. وده كادو مني ليك.
عبدالسميع: كادو؟ إزاي يعني؟
الخواجه: هدية، حبيبي. وكمان هتتجوز بنت جميلة جدًا.
عبدالسميع: أنا مش هسيبك أبدًا.
الخواجه: تمام يا حبيبي، أنا عايز أشوف المكان.
عبدالسميع: تعالى معايا وأخليك تشوف كل حاجة بعينك.
الخواجه: تمام.
عبدالسميع: يلا بينا، واقعد معانا لحد ما رجالتك ييجوا.
الخواجه: تمام، تمام.
---
أما حمزة فكان يجلس مع نوارَه.
نوارَه: الحجني أشرف أخويا بيتصل بي، أعمل إيه؟
حمزة: ردي عليه وافتحي الاسبيكر.
نوارَه: طيب. لو قالي إنتي فين، أقول له إيه؟
حمزة: قوليلي الأول، هتتصلي بصابرين وتشوفي سأل عليها حد ولا لأ.
نوارَه: طيب يلا بسرعة.
(تتصل نوارة بصابرين)
صابرين: عايزة إيه يا فاتن؟ هو أنا مش خلصت منكم؟
نوارة: أنا نوارة.
صابرين: عايزة إيه إنتي كمان؟
نوارة: بطمن عليكي.
صابرين: اطمني، أنا زي الفل وهتجوز مهران ابن خالك.
نوارة: طيب، وجاسم؟
صابرين: اتطلقت منه. بس قوليلي، إنتي فين إنتي وأمك؟ إخواتك بيسألوا عليكي.
نوارة: أنا معرفش أمي فين، بس أنا خدت عيالك وقاعدة عند واحدة صاحبتي، عشان عبدالسميع مشانا من البيت وقال إنه هيوضبه زي ما اتفق مع جاسم. تحبي تكملي مع زياد؟
صابرين: لا، مش عايزة أكلم حد. بلا وجع دماغ.
نوارة: براحتك، بس عبدالسميع قال إن جاسم هيخرج قريب.
صابرين: وأنا مالي، يخرج ولا يقعد.
نوارة: ممكن تكون أمي راحت عند خالي.
صابرين: أنا معرفش عنها حاجة. خطيبي مهران قالي كده. سلام بقى.
(تغلق الخط)
نوارة بحيرة: يا ترى روحتي فين يا أمي؟ أكيد مستخبية في مكان. أنا لازم أروح أقول لجاسم.
حمزة: تعالي نقوله.
(يخرجون للحديقة ويقابلون دهب وقاسم)
نوارة: إزيك يا دهب؟
دهب: الحمد لله.
نوارة: جاسم، أمك مش موجودة لا في البيت ولا عند خالك.
قاسم: إزاي يعني؟
نوارة: وكمان كلمت صابرين، قالت معرفش عنها حاجة. وكمان هتتجوز مهران.
قاسم: تغور في داهية.
نوارة: أنا عملت نفسي معرفش إنكم اتطلقتوا، وقلت لها كلمي زياد، قالت لي لا.
قاسم: أنا مش عارف هحارب مين ولا مين.
دهب: إنت زعلان عشان صابرين هتتجوز؟
قاسم: صابرين إيه! أنتي سمعتيها بتقول أمك مش موجودة. يا ترى راحت فين؟
دهب: أنا هتصل على مهران يمكن يعرف.
نوارة: اتصلي، ينوبك ثواب.
(تتصل دهب بمهران)
مهران: يا أهلا بالقمر.
دهب: أهلا بيك.
مهران: فينك يا بنت، وحشتيني.
دهب: في بيتنا وخايفة من حليمة.
مهران: اسكتي، دي طفشت ومحدش يعرف لها طريق. وتليفونها مقفول. بعد ما أبويا كلمها وقال لها عايز مليون جنيه. وخلي بالك، هي عرفت إنك عايشة. عبدالسميع قال لها على كل حاجة.
دهب بخوف: يا مصيبتي! دي ممكن تموتني.
مهران: متخافيش، مش هتقدر تعملك حاجة.
دهب: طب ما يمكن بتدور عليّ.
(حمزة يشير لها أن تغلق الخط)
دهب: طيب، هشوف أمي وأكلمك تاني.
مهران: طيب.
حمزة: قولي له إنك عرفتي إن عبدالسميع بيدور على آثار في بيت قاسم.
(تتصل دهب مرة أخرى)
دهب: عايزة أقولك حاجة مهمة.
مهران بطمع: خير، قولي.
دهب: أنا عرفت إن عبدالسميع بيدور على آثار في بيت عمتي، وعشان كده مشاهم من البيت. بس أمانة متقولش إني قلتلك.
مهران: عندي فكرة. هقول له إن عيالها سألوا عليها عندنا، وإحنا قلنا ندور عليها.
دهب: جدع.
مهران: ده أنا عاجبك من زمان.
(ينظر لتليفونه، يلاقي صابرين بتتصل)
مهران: أنا هقفل دلوقتي.
دهب: مع السلامة.
(يرد على صابرين)
مهران: أيوه يا قلبي.
صابرين: أنا واقفة عند التوتة.
مهران: جاي لك هو يا حبة القلب.
---
وفي نفس الوقت كان عبدالسميع والخواجة وصلوا بيت قاسم. المهندسين بدأوا الحفر، وطلعوا على درجات سلم قديم. في نفس اللحظة وصل العمدة ومعاه عباس ومهران.
العمدة: إنت ناسي إني عمدة البلد؟ نجسم الخير سوا ولا أبلغ الحكومة؟
عبدالسميع مرتبك: لا، نجسم.
المخبر اتصل بحمزة:
"يا باشا، عبدالسميع ومعاه خواجة، وكمان العمدة وعباس ومهران موجودين."
حمزة: "تمام، خليك مراقب."
بعد ساعة وصلت القوة ومعاهم خبير آثار. شمّوا ريحة غريبة، طلعت من جثة حليمة اللي كانت متعفنة.
قاسم: دي أمي! وأكيد عبدالسميع هو اللي قتلها.
عبدالسميع: والله ما قتلتها!
الخبير: من الفحص اتضح إنها مقبرة ملكية لأسرة فرعونية عريقة.
عصام: نبلغ وزير الآثار فورًا.
حمزة: واطلب الطب الشرعي يحدد سبب الوفاة.
عصام: أنتم بتتاجروا بتاريخ البلد يا خونة. مش فارقين عن الجواسيس. حبل المشنقة يستناكم.
عبدالسميع: طاب استني ياباشا انا عندي حل زين جوي، احنا نجسمو الكنز علينا، ايه راءي حضرتك؟
عصام (بغضب): انته عايزني ابقا خاين زيك؟
عبدالسميع: ديه ملايين مملينه، وانته يعني جربت تطلع علي المعاش، يعني هيدوك مكافأة كام؟ اسمع كلامي، الهبره كبيره جوي.
عصام: ما هو للاءسف، الخائن اللي زيك بيفتكر كل الناس زيه. اللي زيك ميعرفش يعني ايه ضمير وشرف.
حمزه: وادي تهمه جديده.. محاوله رشوه للشرطه.
عبدالسميع: يا عصام باشا، هملك من اللي بتجوله ده لا بيوكل ولا بيشرب.
عصام: ياله يا حمزه، خد الناس ديه وعايز حراسة مشددة عليهم.
قاسم: شفتو آخره طمعكم، اديكم روحتو ف توكر.
عصام: خدوهم من هنا.
(وبالفعل يقتادوهم العساكر الي القسم).
حمزه: ربنا بخلص البلد من امثالكم.
عصام: روح وراهم علي القسم عشان التحقيقات، وانا هستني هنا عشان الطبيب الشرعي وكمان مندوبين وزاره الاثار.
حمزه: تمام يا افندم.
قاسم: بعد اذن حضرتك، كت عايز ابلغ خواتي باللي حصل.
عصام: تمام مافيش مشكله، بس بعد الاجراءت متخلص.
قاسم: حاضر امر حضرتك.
(اما حمزه كان قد خرج من منزل قاسم في طريقه الي القسم ليتصل بنواره).
حمزه: خلاص يا قلبي قبضنا علي العصابه كلها.
نواره: الحمدلله.
حمزه: بس فيه خبر ومش عارف اقولهولك ازاي.
نواره (تضحك): زي الناس.
حمزه: اصل يعني لقينا جثه والدتك في حاله تعفن تام وفي شبهه جنائية.
نواره (بحزن): يعني امي ماتت؟ ياريتك مجولتلي.. اه يا اما، فوتيني ومشيتي لمين يا اما.
حمزه: مش كده، وحدي الله.
نواره: لا اله الا الله.
حمزه: كلنا رايحين يا حبيبتي.
نواره: طاب جاسم فين دلوك؟
حمزه: قاسم موجود ف البيت عشان الطبيب الشرعي.
نواره: انا عايزه اشوف امي واودعها.
حمزه: للاءسف مش هينفع، البيت هيتملي ناس طب شرعي وخبراء الآثار غير الصحافة يعني ليله كبيره.
نواره: الامر لله وحده.
حمزه: عشان خاطري متزعليش نفسك، دي حال الدنيا.
نواره: ونعم بالله.
حمزه: انا هقفل معاكي عشان هتسحل وانا بحقق مع المتهمين.
نواره: طاب عشان خاطري كلك لجمه عشان تسند جلبك.
حمزه: حاضر يا روحي، بس عشان خاطري متزعليش عشان مبقاش قلقان عليكي.
نواره: حاضر.
(لتغلق نواره الخط مع حمزه لتبكي بكاء شديد).
نواره: كده يا اما هملتيني ومشيتي.. ياتري مين اللي عمل فيكي كده؟ جتلوكي يا اما.. وبعد ما كت يتيمه الاب بجيت يتيمه الاب والام.
(لتدخل دهب عليها).
دهب: مالك بتبكي ليه؟ ايه اللي جرا؟
نواره: امي اتجتلت.
دهب (بصدمه): بتجوللي ايه؟
نواره: حمزه لسه مكلمني وهو اللي جاللي، وجاللي كمان أن ريحتها طلعت، شكلها مجتوله بجالها كذا يوم.
دهب: ربنا يرحمها، بس عايزه اجولك حاجه ومتزعليش مني.
نواره: ازعل منك ليه؟
دهب: كده احسن يا حبيبتي، عشان يعني كده سرها مات معاها ومحدش يعرفه غيرنا احنا بس. اصل يعني لو كانت عايشه كانت هتتعدم وتعيشي بعارها طول عمرك. حجك علي، بس هيا ديه الحجيجه.
نواره: كلامك صح يا دهب، ربنا لطف بينا.
(لحتضنها دهب).
دهب: جوللي الحمدلله.
نواره: الحمدلله.
دهب: انا هتصل بجاسم اطمن عليه.
نواره: خليكي واجفه جاره يا دهب، اخوي جاسم عايش ف صراع من كل ناحيه.
دهب: ربنا يوجف معاه ومعانا.
(لتتصل دهب بقاسم).
دهب: البقاء لله ف والدتك.
قاسم: حياتك الباجيه، ده حال الدنيا.
دهب: شد حيلك.
قاسم: الشده علي الله، بس مين اللي جالك؟
دهب: حمزه اتصل بعمتي وجالها وهيا جالتلنا.
قاسم: يعني نواره عرفت؟
دهب: اه عرفت، بس يا روحي كانت بتبكي.
قاسم: خليكي جارها يا دهب.
دهب: نواره اختي، متشيلش هما انته.
قاسم: ربنا يخليكي لينا.
(ليغلق قاسم مع دهب).
عصام: الطبيب الشرعي بيقول إن والدتك ماتت بالسم، بس مافيش اي اثار للتعدي عليها.
قاسم: من جتل يجتل ولو بعد حين.
عصام: كمان الخبرا قالو أن الوزاره هتستلم البيت، بس ف المقابل هيعوضوكو عنه.
قاسم (بحزن): ياخدوه، انا معايزش تعويض.. البيت ديتي ملعون مشوفتش فيه غير المرار.
عصام: طيب الفيلا اللي جنبنا انا اشتريتها لدهب بنتي، قولت عشان تبقي جنبي، خدها عيش فيها انته وودلاك لغيت متتجوز انته ودهب.
قاسم: انا هجعد فيها بس بشرط.
عصام: شرط ايه؟
قاسم: ادفع حجها لحضرتك.
عصام: ازاي يعني؟ ما كل اللي مسيره لدهب.
قاسم: معلش ريحني عشان ابجا علي راحتي.
عصام: اللي يريحك، عايزك بس تجهز المقابر عشان تدفن والدتك.
قاسم: حاضر، هتصل بخواتي واعرفهم عشان يوجفو ف دفنه امهم.
عصام: اعمل اللي يريحك يا ابني.
•تابع الفصل التالي "رواية صراع القاسم" اضغط على اسم الرواية