Ads by Google X

رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم اميرة احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم اميرة احمد

نبضات لاتعرف المستحيل

الفصل السابع والعشرون:

دخلت حنين الغرفة، وجدت عمر يقف امام خزانة ملابسها، في يده حقيبة سفر صغيرة يضع بها بعض من ملابسها.... هتفت حنين: عمر .... هو احنا مسافرين؟

انتفض عمر حين سمع صوتها وكأنه لم يكن يتوقعها ان تأتي في هذا التوقيت، لكنه أبتسم لها وقال باقتضاب: لأ مش مسافرين... 

هتفت حنين: طيب ليه بتحضر الشنطة؟

وضع عمر الحقيبة من يده واقترب منها أمسك كفها بحنان وهمس: انا حاسس اننا متوترين زيادة الأيام الأخيرة فا قولت ليه منطلعش رحلة صغيرة سوا... كنت حابب أعملها مفاجأة بس واضح أني فاشل في المفاجأت.

ضحكت حنين: فعلا فاشل في المفاجأت ....يعني لما تاخد هدومي من دولابي مفكر أني مش هاخد بالي.... بس أنا اتفاجأت برضه.

رفع عمر كتفيه باستنكار وقال :معرفش ده اللي فكرت فيه... عمتا جهزي الشنطة زي ما أنتي عايزة و متنسيش تاخدي الباسبور بتاعك.

هم ان يخرج من الغرفة لكن استوقفته حنين: استني بس... مش تقولي هنروح فين؟

ابتسم عمر: طيب خلي دي مفاجأة.

ضحكت حنين بطفولة وقالت: طيب هنخرج بره البلد؟ يعني ليه يبقي معايا الباسبور؟

عقد عمر حاجبة وقال: مش أوي يعني بس هنعدي الحدود لدولة تانية.

حنين: طيب هو مكان عامل ازاي؟

عمر: هيعجبك وخلاص... مصممة تبوظي المفاجأة.

حنين: طيب ده مكان فيه بحر صح... انت حاطط المايوهات في الشنطة.

ضرب عمر كف بكف باستسلام وقال: مفيش فايدة.

لم تكن الرحلة طويلة، لكنها كانت كافية لتنسج بينهما شيئًا جديدًا... بسيطًا، دافئًا، يشبه الموج حين يلامس الرمل ويعود في هدوء.

وصلوا إلى الفندق الصغير المطل على البحر في ساعة مبكرة من الصباح... طوال الطريق كانت حنين صامتة اكتفت ان تتابع الطريق في صمت ، بينما عمر كان يسترق النظر لها من حين الي الاخر بابتسامة.

دخلا الي الغرفة الصغيرة المطلة علي البحر.... وقف عمر في الشرفة ينظر الي الأمواج المتلاطمة والحدائق المحيطة بالغرفة، هتف الي حنين الوقفة بجواره: الجو هنا يرد الروح.

ابتسمت حنين بهدوء..... نظر عمر لها بابتسامة وهمس وهو يلف ذراعه حول كتفها: تعالي ننزل نفطر الأول بعد كده نشوف تحبي نعمل ايه.

هزت حنين رأسها بالموافقة.... 

بعد الإفطار، خرجا يتمشيان على الشاطئ... كانت المياه الزرقاء تمتد أمامهما بلا نهاية ونسمات الهواء العليل تملأ المكان من حولهما.... أمسك عمر يدها يتمشيان جنبا الي جنب .... كسر عمر الصمت وهتف: تحبي ننزل الماية؟

ابتسمت حنين واومأت بالإيجاب

دخلا الي المياه معا... ... حين لامست المياه قدمي حنين شهقت شهقة بسيطة، صحبتها بضحكة خفيفة وصاحت: الماية ساقعة اووي.

ضحك عمر وبدأ يرش المياه عليها: بس كده هتتعودي عليها بسرعة.

ضحكت حنين وقالت بدلال وهي تبتعد عنه: بس يا عمر.... الماية ساقعة بجد.

 كانت ضحكات حنين العالية تملأ قلب عمر بالسعادة.... وبين ضحكاتهم ومزاحهم، وجدوا نفسهم فجأة في منتصف المياه..... وقفت حنين للحظة تحاول ان تعدل من طرحتها وتخفي خصلة من شعرها فرت هاربة..... اقترب منها عمر وهمس: استني.

امسك بخصلة شعرها بلطف وساعدها في تعديل حجابها... مرت لحظة دافئة بينهم تنظر له حنين بشعور مختلف بداخلها.... همست حنين وعينيها معلقة بعمر المنشغل بتعديل حجابها: انا مبسوطة اوي.

رفع عمر عينيه لتتلاقي مع عينيها وللحظة قرأ مشاعرها في عينيها فاقترب منها اكثر وهمس: انا كل هدفي في الدنيا أنك تبقي مبسوطة.

صمتت حنين للحظة وقالت: عمر..... انا بحاول... لسة مش قادرة بس بحاول اكون كويسة.

ابتسم عمر بخفة وقال: وانا كفاية عليا انك بتحاولي.

ببساطة لفت يدها حول عنقه ووضعت قبلة سريعة علي وجنته، ثم تركته وابتعدت عنه وصاحت بطفولة: تسابقني؟!

ضحك عمر: بس لو كسبتك هتعزميني علي ايس كريم.

ضحكت حنين بدورها وهتفت: موافقة لأنك في الحالتين انت اللي هتجيب الايس كريم.

حين بدأت الشمس تختفي بخجل في السماء.... وبدأ الليل يسدل ستائره علي الكون... خرجا من المياه بجسد مرهق وقلب سعيد.... جلسا علي الرمال الناعمة امام البحر، قال عمر بمرح: فاكرة يا حنين لما كنا صغيرين وجينا البحر وانتي توهتي.

نظرت اليه ابتسامة حزينة وهمست بنبرة ضعيفة: ايوه.... كنت صغيرة وانت دورت عليا ولقيتني.

ترقرقت دمعة داخل عينيها وهمست: دايما بتلاقيني يا عمر لما بتوه.

اكتفي عمر بالابتسامة ردا علي كلماتها.... حين اسدل الليل ستائره كاملة على الكون، هتف عمر: نرجع اوضتنا بقي؟!

اومأت حنين رأسها بالإيجاب.... عادا الي الغرفة، وبعد ان خرجت حنين من الحمام، جلست على مقعد صغير بالشرفة... ثم تبعها عمر وجلس الي جوارها... لاحظ ارتجافها فاقترب منها ولف ذراعه حول كتفها، اسندت حنين رأسها فوق كتفه بتلقائية... همس عمر لها: بردانة؟

ابتسمت حنين بهدوء وقالت: كنت... بس دلوقتي لأ.

نظر كلاهما الي البحر الأسود امامهما، همست حنين بأسمه، اجابها: همممم.

حنين: عارف.... انت دايما بتحسسني بالأمان.

قبل عمر جبينها في صمت فأردفت: انا لما بافتكر أيام زمان بحس اني كنت غبية..... انت كنت دايما موجود.... كنت دايما معايا وجنبي وبتخاف عليا... وانا مكنتش واخدة بالي.

عمر: ودلوقتي؟!

حنين: دلوقتي انا مش عايزة غير انك تفضل جنبي.

ضمها الي صدره أكثر وهمس: انا جنبك وهافضل جنبك لاخر يوم في عمري.

ساد الصمت بينهما لكنه كان صمت مشحون بمشاعر لم تقال بعد، كلمات تبادلاها دون كلمات.... واعترافات لم تقال بعد...شيء ما تغير بينهما هذه الليلة لكنهم لم يدركاه بعد.

---------------------------------

جلس أنس مع اصدقاءه في إحدى المقاهي المطلة علي البحر، أحد اصدقاءه يتحدث بحماس عن سهرة المساء 

صديقه: مش عايز تيجي ليه يا أنس؟

رد أنس باقتضاب: انت عارف انا مبحبش الأماكن دي.

صديق اخر: تعالي بقي اقعد شوية صغيرين، مش كل يوم يعني حد مننا بيترقي و بنحتفل.... بعدين المرة دي بنحتفل بيك أنت... خلاص هتسيبنا وتتنقل القاهرة.

أنس: ماشي بس هاجي ساعة واحدة بس.

وفي المساء دخل أنس إلي الملهي الليلي، الانوار الخافتة، الموسيقي الصاخبة، رائحة الكحول ... جميع الأشياء تشعره بعدم الانتماء للمكان، فقد جاء فقط من اجل اصدقاءه.

جلس على طرف الطاولة مع اصدقاءه يحتسي مشروب الطاقة، بينما الجميع يحتسي مشروبات كحولية..... تجمدت الدماء في عروقه حين وقعت عيناه عليها، أبصر ليلي تجلس على طاولة امامه، تشرب مشروب غازي وتضحك مع مجموعة من الفتيات، ترتدي بلوزة من الستان الأسود باكمام قصيرة وبنطلون اسود و شعرها مسترسل خلف ظهرها... دون ان يدري شعر بالضيق لتواجدها في مكان كهذا، توجه اليها علي الفور... اتسعت حدقتها حين راته يقف امامها ويقول بحدة: انتي بتعملي ايه هنا؟

ابتسمت له بسخرية وقالت: زيك بالظبط... جيت اسهر مع اصحابي.

اعتري ملامحه الضيق، اقترب منها اكثر و قال بنفس الحدة: المكان ده مش مناسب ليكي يا ليلي، قومي امشي.

نظرت اليه بتحدي وقالت: ومناسب ليك؟ انت ملكش حق تتحكم فيا بالطريقة دي و تقولي اعمل ايه ومعملش ايه.... واعتقد انت شايف انا قاعدة مع اصحابي كلهم بنات وقاعدين في حالنا.

نظر لها أنس طويلا بحدة ولم يعقب، بل انصرف عائدا الي طاولته مع اصدقاءه، لكن عيناه لم تفارق ليلي.

كانت عينيه تراقبها ويكاد يخرج الشرر منهما، حتي لاحظ احد الشباب يقترب من ليلي و يحاول يتحدث معها، كانت تصده بأدب و لباقة حتي تجرأ وامسك يدها، لم يستطع أنس ان بتحكم في اعصابه اكثر من ذلك، فانطلق من مكانه كالطلقة، وقبل ان يدرك الأمر كان قد سدد لكمة لذلك الشاب اسقطته أرضا........  سحب ليلي من يدها بقوة يخرج بها من البار وسط نظرات الدهشة من اصدقائها واصدقاءه، صاح أنس في ليلي: عندك حق المكان ده لا مكاني ولا مكانك.

دفعها بقوة نحو سيارته الفارهة، صاحت فيه بحدة: أنس انت اتجننت؟

صاح بحدة: اه... اركبي.

لم تعقب ليلي علي ردة فعله، فتحت باب السيارة وجلست علي المقعد بهدوء..... أدار أنس محرك السيارة وانطلق بسرعة مجنونة، صاحت ليلي بحدة: انت ازاي تجرني كده قدام الناس؟

زفر أنس وهو يشعل سيجارته ولم يعقب، فأردفت ليلي بصوت اقل حدة: علي فكرة انا مكنتش عارفة ان المكان ده بار... صاحبتي قالت ان ده مكان حلو معرفش انه كده، و لو كنت قولتلي امشي معاك بالراحة كنت مشيت.

صاح أنس بحدة: لو كنتي مشيتي معايا من الأول مكنش ده حصل.

قالت ليلي بنبرة حادة وقد فقدت اعصبها: انت بتزعق كده ليه؟ مين ادالك الحق تقولي اعمل ايه و معملش ايه؟ 

نظر لها أنس بعصبية وعينين يخرج منها الشرر ولم يعقب فقط نفث دخان سيجارته في الهواء، فأردفت ليلي بعصبية ونبرة أعلي: انت عملت كده ليه؟

صاح أنس بعصبية وقد فقد أعصابه: علشان بحبك.

ساد الصمت بينهم للحظة......ليلي تنظر اليه بعينين متسعتين وعلى وجهها علامات الصدمة، اخيرا اشاحت ليلي بوجهها عنه تنظر الي نافذة السيارة تحاول ان تداري ابتسامة خجل ارتسمت علي وجهها.... ساد بينهما صمت ثقيل ممتلئ بالمشاعر.

ألقى أنس سيجارته من النافذة وهو يحرر أخر نفس فيها ونظر الي ليلي وقال بصوت دافئ ونبرة هادئة: بخاف عليكي يا ليلي..... بخاف عليكي من الناس والدنيا.... بخاف من نفسك وتصرفاتك الطايشة، ماشية في الدنيا فاتحة صدرك لكل حاجة ومش هامك أي حاجة.

صمتت ليلي، تاهت الكلمات داخلها، كانت تتفادي النظر الي أنس، حاولت ان تتحدث وقالت بنبرة هادئة عكس ما تظهره دائما من قوة: انا... اقصد.... انا ....

صمتت ليلي من جديد، ساد الصمت بينهما لدقائق، أشعل أنس سيجارته من جديد، نظرت له ليلي وقالت وهي تضحك: بس انت ضربت الراجل جامد اوي.

نطر لها أنس ونفث دخان سيجارته بوجهها وقال بعصبية: كنتي عايزاني أعمل ايه يعني وانا شايفه بيلمسك، احمدي ربنا انه لسة عايش أصلا.

ضحكت ليلي، فنظر لها أنس بتعجب: مبسوطة من اللي حصل؟

قالت ليلي وهي تشيح بوجهها عنه: بصراحة، سمعت حاجة النهاردة بسطتني.

رفع أنس حاجبه وقال بنبرة هادئة: كان لازم تخرجيني عن شعوري؟ 

ابتسمت ليلي ونظرت اليه: واضح ان في حاجات مبتخرجش منك غير لما بتخرج عن شعورك..

لم تنتظر منه ردا، كان قد أوقف سيارته امام الفندق، فتحت باب السيارة وترجلت منها وهي تقول بمرح: تصبح علي خير.... وعلي فكرة انا مسافرة الصبح.... أشوفك في القاهرة بقي.

غابت ليلي داخل مدخل الفندق وتركت خلفها أنس يطالعها حتى اختفت من امامه وابتسم وهو يقول لنفسه: عرفت تستفزني وتخرج مني اعتراف بحبها.

----------------

وقفت جميلة أمام المرآة تعدل من حجابها، بينما صاح مالك وهو يقف على باب الغرفة

مالك: جميلة هنتأخر علي أنس وهو مش بيحب يستني كتير.

هتفت جميل وهي تضع عطرها: خلاص انا جاهزة يلا بينا.

وقف مالك يتأملها بعينين لامعتين وهمس وهو يضع قبلة على وجنتها: زي القمر.

ابتسمت جميلة واحمرت وجنتيها.... حملت حقيبتها واتجهت نحو الباب، وقفت إلي جوار مالك وهو يستعد للخروج وهمست: بس غريبة أنه يعزمنا على العشا ويعزم ليلي معانا.

مالك: عادي احنا كلنا أصحاب.

نظرت له جميلة بمكر: أصحاب... ماشي.

ضحك مالك بخفة وهو يغلق الباب خلفه: بقيتي سوسة اوي.

في إحدي المطاعم الفاخرة علي ضفاف النيل، جلس مالك وجميلة وليلي وأنس سويا..

هتف مالك في سعادة: لو هتعزمنا دايما في مكان حلو كده يبقي يارب تترقي كل يوم.

ضحكت جميلة: واضح ان الترقية فيها زيادة كويسة.

ابتسم أنس ونظر إلي ليلي التي كانت تجلس هادئة علي غير عادتها وقال: الترقية فيها الأحلي من الزيادة.... فيها أني هتنقل القاهرة.

رفعت ليلي عينيها لتتلاقي مع عيني أنس وهمست بنبرة هادئة: مبروك.

نظر مالك وجميلة إلى بعضهما البعض، نظرة يعرف كل منهما معناها جيدا وهتف مالك: خير يا ليلي، مش متعودين عليكي هادية كده.

هتفت ليلي: عادى.

جميلة: غريبة يعني سايبة أنس في حاله.

ابتسمت ليلي وهمست: خليه بس هو يسيبني في حالي.

ابتسم أنس ولم يعقب، حاولت أن تغير جميلة دفت الحوار فقالت: خلاص طالما هتستقر في القاهرة يا أنس، ملكش حجة أنك تيجي خطوبة محمد أخويا الأسبوع الجاي.

ابتسم أنس بهدوء وقال: هاجي ان شاء الله.

مالك: جميلة أكتر واحدة متحمسة أنك ترجع القاهرة.... عاوزة تحس أن في حد قاعد معانا في البيت تقريبا.

جميلة: انا مش هاسيبك أصلا تقعد تحت غير على النوم.... 

نظر أنس إلي ليلي وقال: جميلة بس اللي متحمسة أني هاعيش هنا.

اخفضت ليلي عينيها بخجل ولم تعقب... بينما هتف مالك: لأ طبعا كلنا مبسوطين أنك خلاص رجعت.

جميلة: هتتنقل هنا من أمتي بقي؟

أنس بهدوء: من الشهر الجاي.

صمت الجميع وبدأوا يتناولون الطعام.... نظرات متبادلة بين أنس وليلي تكسر الصمت بين الحين والأخر.... كان الصمت الغير معتاد بينهم كفيل ليشعر كل من جميلة ومالك بالتوتر السائد بينهم.

---------------------------------------------------

في حفلة خطبة أخو جميلة... وقف أنس يراقب ليلي في صمت، كانت تتحرك بعفوية ونشاط، تسلم علي الجميع ببشاشة، وتتحاشي النظر إلي أنس.... كانت ليلي ترتدي فستان باللون الأسود ينساب على جسدها بطريقة تبرز أناقتها، ورفعت شعرها إلي أعلي مما زاد من أناقتها...

 اقترب منها أنس ونظر لها بابتسامه وكبرياء وهتف مشيرا بذقنه ناحية طاولة بجلس عليها بعضا من افراد العائلة: مين فيهم باباكي؟ 

عقدت يديها حول صدرها: اشمعني.

رفع حاجبه وهتف بكل ثقة وهو يضع يديه في جيب بنطاله : روحي قوليله أنس باشا المصري عاوز ييجي يتكلم معاك.

وضعت يديها حول خصرها وهتفت بحدة: ده على اساس ان ملناش بيت.... لو عايز تتكلم مع بابا تعالي اتكلم في بيتنا.

خبطها بسبابته بين حاجبيها: ما انا عاوز اروح اخد منه معاد علشان اجيلكوا البيت..... ثم عقد يديه حول صدره: ولا انتي مش عايزة؟ 

زفرت ليلي: بابا اللي قاعد هناك لابس بدلة كحلي.

تركها أنس تقف بشرود وتحرك ناحية والدها، بينما جاءت جميلة تقف الي جوارها فمالت ليلي علي اذنها وهي تشير ناحية أنس الذي يقف يتحدث مع والدها: شايفة الجنان الرسمي.

ابتسمت جميلة وهي تضم ليلي الي صدرها: مبروك يا لولا.

اقترب منهما أنس وهو يضع يديه في جيبه ومال علي اذن ليلي و همس بصوت كله ثقة: الفستان ده ميتلبسش تاني... ضيق اوي و انا بغير.

رفعت حاجبها وهتفت: و ده بأمارة ايه ان شاء الله.

ابتسم أنس باستفزاز: ده بقي حقي دلوقتي... و كلامي هيتسمع كده كده.

ابتسمت وهي ترفع حاجبها باستنكار: ابقي قابلني.

قال أنس بهدوء وبساطة: انا اتفقت مع باباكي هاجي البيت الاسبوع الجاي، وبعديها نكتب الكتاب والفرح.

اتسعت حدقتي ليلي: ايه ده مفيش خطوبة؟

عقد انس حاجبيه وقال بثقة: لأ.... انتي عاوزاني اوديكي سينما وأمسك ايدك علي الكورنيش؟؟... ناقص تقوليلي اجيب دباديب!.

عقدت ليلي ذراعيها: طيب انا مش موافقة.

اقترب أنس منها أكثر، نظر في عينيها بعمق وهمس: انتي الخسرانة.

زفرت ليلي وهي ترفع حاجبها: واثق في نفسك اوي.

ابتسم أنس ولم يعقب، بل نظر الي جميلة الواقفة الي جوار ليلي تشاهدهم باستمتاع وقال: خلي بالك منها يا جميلة، علشان هتيجي تقعد معانا في البيت قريب.

لم تستطع جميلة ان تكتم ضحكتها، بينما زفرت ليلي وهي تعقد ذراعيها، هم انس ان ينصرف لكنه عاد مرة اخري بنفس الثقة، ووجه كلامه لجميلة: جميلة، بلغيها الفستان ده مش هيتلبس تاني، علشان ملفت اوي و انا مبحبش حد يبص على مراتي.

انصرف انس وعلي وجهه ابتسامة انتصار، بينما نظرت ليلي الي جميلة بحنقه: شايفة يستفزني ازاي.

ابتسمت جميلة: والله بيحبك و انتي كمان بتحبيه يا ليلي ما تنكريش.

ابتسمت ليلي وهي تداري خجلها: ايوه بحبه يا جميلة، بس مش كده، مش ييجي يقولي انا الأول انه عاوز يتجوزني.

ضحكت جميلة: يا ستي هو مش بيحب يلف ويدور.

ابتسمت ليلي وهي تشاهد انس يقف مع مالك: مستفز... بس بحب استفزازه.

•تابع الفصل التالي "رواية نبضات لا تعرف المستحيل" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent