رواية عشقت إمرأة خطرة الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم ياسمينا احمد
نزلت على الدرج بخطوات. واثقه وواقع أقدامها يرن فى الأجواء وأخرس الأفواه نظرت بتمعن فى عين كلا من نهى ووالدتها وعمتها وإبتسمت بدهاء لقد أوصلت رسالتها بوضوح وأثبت من هى صاحبة المنزل ومن هى مالكة قلب زيد التى لا تنافس وصلت اليهم سريعا واستعدت للجديد
هتفت بثينه بانزعاج وإدعت تأففها من رائحتها التى التقتطها أنفها من على بعد :
-أف اف إيه دا فى واحده ست بيت شاطره تدخل تعمل الاكل وريحة البرفان بتاعتها فايحه كدا دى تكرف على الاكل .
اتسعت عين "صبا" وتحدثت ببلاهه متعمده :
- معقول هو انا هطبخ فى الصباحيه يا عمتو البركه فيكى وفى نهى ونبقى نردهالها فى صباحيتها إن شاء الله انا هقف اتفرج عليكم وأتعلم منكم .
ردتت بثينه بغضب من تملقها :
- ياسلام يعنى احنا جايين نخدمك بقى ياست صبا
حركت رأسها نافيه وهى على نفس البرود:
- لا طبعا لو عليا هبعت أجيب دليفري لكن إنتى بتعملى لباباكى يا عمتو معقول هتقصري فى باباكى فى ظرف زى دا
صرت "بثينه"على اسنانها فهذه الافعى تاخذ أسلوب ملتاعا كالذى كانت تتأخذه أمها ورغم أن سنها صغير لكنها كانت تجيد التملق بحرفيه وليس له علاقه بالسن و يبدوا أنه أمر بالدم .
تدخلت والدة" نهى " معتمده على ان تتمُيز إبنتها أمام صبا فى شي وتسبقها بخطوه :
- ما تزعليش نفسك يا ام عامر احنا هنساعدك دى بنتى نهى عليها حتة صنية مكرونه بالبشاميل ما أقولكيش على حلاوتها
غيرت "بثينه"نظرتها وربت على كتفها قائله بانبهار:
- ياماشاء الله يا ماشاء الله عروستنا زينه وست بيت بصحيح
مطت "صبا"شفاها وانتظرت حتى تبدأ مسرحيتهم ،توجه للمطبخ وتبعتهم "صبا" بخطوات مائعه تحرك كتفها برقصه
شاعره بالانتصار المبدائي ،بدؤا بالعمل وجلست صبا فوق الطاولة التى تنتصف المطبخ تشاهد عملهم وهى تحرك قدمها بالتبادل نادتها بثينه بضيق من وجودها الذي كعدمه :
-ما تقومى تغسلى الطبقين اللى فى الحوض اهو نستفاد منك بحاجه .
رفعت اصابعها نصب عينها مجيبه بإهتمام:
- والمناكير بتاعى يبوظ يرضاكى يا عمتو دا زيد كان يزعل اوى
شهقت "بثينه" مصدومه ونهرتها بشده :
- اتحشمى يا بت زيد مين اللى يزعل على مونكير ولا مين قالك إنه بيطيقوا اصلا
قاطعتها دون اكتراث:
- جوزى ، وقالى انه بيحبه عليا انا بس حاجه تزعلك يا عمتو
همت "بثينه"لتقذفها بما بيدها من اونى لكنها تراجعت مهدئه نفسها:
-اللهم طولك ياروح انتى يابت انتى عايزه تشلينى اخلصى واعملى معانا حاجه خلى اليوم يعدى
مطت فمها مجيبه ببرود :
- حاضر
مالت "نهى"الى والدتها بعدما رأت وسمعت كل شئ وهمست لها بصوت خفيض:
-اي رايك فى التهزيق دا ياست ماما انتى جايبنا نخدم البت دى .
وكزتها امها بخفه وهى تعد الاغراض الخاصه بالطعام وهمست هى الأخرى:
-مالكيش دعوة بيها شوفتى عمتها مش طايقها ازاى؟اصبرى وبينى مواهبك انتى اللى هتكسبى دى عيلة وفرحانه بنفسها اتفرجى بقى عليها لما يفرحوا بأكلك
ويكسفوها .
اقتربت "صبا"من نهى وظلت تتابعها فى كل حركاتها وكأنها تخزن أفكار وتحاول التعلم ،اربكت نهى التى تحيرت بما تفعل هل تفتخر بما تجيده أم تحفظ أسرارها لنفسها لكن عين صبا كانت بالمرصاد مهما أخفت فهى تجد طريقتها لرؤية ما تفعل ضحكاتها كانت تعلو على أتفه الاسباب حتى وإن أسقطت معلقه على عكس المتوقع صبا فعلت ما يغيظهم أصبح النار تحمى فى قلوبهم لقد قررت إن اجتمعوا على إحراقها ستحرقهم معها .
""بعد ساعات""""
سمعت صرير سيارة "زيد"على بالقرب مما يعنى أنه فى ساحة القصر توقفت صبا ونظرت باتجاه الباب بترقب حضوره رأته يمضي بخطوات واسعه بإتجاه غرفة جده يبدوا عليه التعجل تحركت خلفه دون تفكير حتى دون أن تعرف ماذا ستفعل إن واجهته كانت تتأخذه وجهه للهرب من جحيمهم تركتهم يصروا على اسنانهم دون مغلاه ،إقتحمت الغرفة بقوة أثارت ريبته كان يميل الى المكتب ويسند يده الى سطحه وبيده الاخري يسحب بعض الاوراق من الدرج ،لوى عنقه ونظر بإتجاهها وتعابيره كلها منزعجه من هذا الاقتحام الأشبه بالعاصفه وإغلقت من بعدها الباب سأل بدهشه:
-مالك داخلة عليا كدا ليه؟
توترت فعليا مما فعلته ثم لملمت نفسها لتجيب وهى تجهه صوبه :
-انا جاية أشوفك لو عايز حاجه
تمعنت بوجهه حتى تتأكد من أنه صدقها،لكنه ا عاد النظر لما بيده وهتف دون اكتراث:
-لاء مش عايز حاجه انا جاى أخد ورق وماشي على طول
جدي ما بيحبش حد يدخل مكتبه من غير إذنه
عبث قليلا بما على سطح المكتب بملل يبحث عن شئ ما، لاحظ استمرار وقوفها فعاود النظر باتجاهها وسأل :
- واقفه ليه قولتلك ماشي على طول
ازاحت ما أمامها من أغراض ووثبت لتجلس على سطح المكتب بإصرار على البقاء إعتدل فى وقفته ونظر لها بتمعن وقال بشكل مزاح رافعا أحد حاجبيه:
-إنتى مش جايه تشوفينى عايز حاجه!! إنتى عايزه حاجه
رفعت حاجبيها معا ومطت شفاها بتبلد لتقول بإصرار:
-مش هخرج غير معاك
ضيق عينه محاولا فهم غرضها من الاستمرار ،واخير ارتخت عيناه عندما فهم السبب انها تهرب وتنتقم من نهى التى معهم تأفف من رأسها الذي لا يتوقف عن العمل عاد الى جمع ما يحتاجه ثم اتجه صوبها متظاهرا بالا نشغال اصتدم بها فانتفضت ودق قلبها بسرعه كبيره وضع يده الى جوارها فهمت بنزول عن المكتب فسرعان ما إحتجزها بين يديه وثبت نظره على عيناها
ليسألها بهدوء خطر:
-لابسه كدا ليه؟!
انكمشت بخجل من قربه المميت الذي يجعل كل حواسها فى شلل تام،خاصاتا وهو يعاين منامتها الحمراء بإعجاب تعثرت فى الاجابه لكنها أجابة:
-يعنى قولت مافيش حد ولبست براحتى و...
قاطعها صوت أنفاسه العالى الذي يشتم عطرها بسكون متسائلا من جديد:
- وريحتك يا صبا مغرقه نفسك برفان لي؟
أوشك على فهم خطتها مهما حاولت أن تبدو طبيعيه وحتى لا ينهاها عن ما تفعل تعلثمت مبرره :
-ااا .....
أجاب نيابة عنها عندمافكرت كثيرا فى الاجابه:
- بتغظيهم يا صبا ؟
كشف أمرها نظرت فى عينه بارتباك فقد أصبحت أمامه كالمرايا لكنه مهما رأي لن يكتشف وجهها الحقيقي ،لجات لحيلة أخري لتشت ذهنه حاوطت عنقه بيديها وهتفت بنبرة بريئه ومثيره فى آن واحد:
- أغظهم أخص عليك يا زيزوا دى مش أخلاقى
إبتسم على تصرفاتها المتهوره التى ستسبب فى إضاعة وقتهم معا وهتف مستنكرا:
-أخلاقك دا إنتى ماشوفيش ربع ساعه تربيه
تعرف أنه يمزح لكنها تصنعت العبوس وهى ترد :
- إنت واخد عنى فكرة غلط خالص
تحدث وهو يقترب أكثر منها :
- أخد غيرها مافيش مشكلة
لايعرف كيف تسرقه من همومه وتنسيه مشاكله كالمخدر أينما وجدت علاج، مال معها على سطح المكتب ليبعثر الأشياء والأوراق ويملئ روحه بها وحدها ، يجرأ معها على اتخاذ قرارات متهوره وهى فقط ما تستطيع تحريك مشاعره .
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
بالخارج
وجه "نهي"متفحم من ما فعلته" صبا" الدقائق مرت على تواجدهم معا بداخل غرفة المكتب مرت عليها كأعوام
تشتت ذهنها عما تفعل ونابت عنها والدتها لتغطى هذا الارتباك الناتج عن غيرتها الواضحة ،انشغال كلا من مها وبثينه بالحديث فى احد الزوايه هو ماحمدت عليه ربها
حتى لا يلاحظ أحد حالتها المزريه إقتربت منها "والداتها"
وهتفت بصوت منخفض:
-يا بنت اتحركى بدل ما انتى واقفه زى الصنم كدا عمتك هتاخد بالها
نظرت نهى باتجاهها ولمعت عينها بالدموع وسألتها بتحسر:
-هما يعنى مش هياخدوا بالهم غير منى ؟وبالنسبه للى قاعده جوه معاه فى المكتب دى
وكزتها بخفه وهى تحمل بكلتا يديها الاناء:
- يا اختى ركزى انتى هنا خليكى تفلحى
تجاوزتها لتفصل المكرونه عن الماء وتبعتها "نهى"متسائله :
- أفلح انتى بعترتى كرامتى ع الآخر الأعمى هيشوف إنه بيحبها وانا مجرد جوازه والسلام
تركت والدتها ما بيدها وهدرت بانزعاج:
-خليكى مجرد جوازه والسلام ،ايه مش كنتى عايزه تتجوزى واذا كان على الحب حاولى بدل ما انتى واقفه تندبى حظك كدا هو يعنى زيد كان حب المفعوصه دى وهى واقفه بتندب حظها
التفت نهى حولها وسألتها بحيره:
-أعمل ايه انا ؟
أجابت والدتها بضيق:
-هقولك بس المرة دى بس وبعد كدا شغلى دماغك معايا
انتظرت "نهي" ما تمليه عليها والدتها لتنفذه بالحرف الواحد،تحدث "مروة" وهى تجذب أذنها اليها :
- إطلعى هاتى مريم وسلطيها على أبوها وإقطعى عليهم
القاعدة دى .
فى الجانب الآخر
كانت تتحدث" بثينه" ومها "معا والحديث طال بينهم حتى وصل الى هذه النقطة:
-وانا هروح امته يا مها انتى مش شايفه من ساعه الفرح والمصايب نازله ترف على دماغنا
هتفت "مها" بتشنج:
-ما احنا عايزين نقطع المصايب دى وتبقى مصيبه واحده على دمغها ونخلص
تريثت "بثينه"قبل الرد وفكرت قليلا :
- طيب انهاردة نعدى عليه قبل ما نروح المستشفى
عادت لتسألها بتعجل :
-المهم جبتى ايه من أطرها ؟
أجابت مها والإبتسامة تملئ وجهها :
-ايوا طبعا سلسلة ما بتقلعهاش من رقبتها جبتها يوم الفرح
ردت عليه "بثينه "بشر:
-حلو طالما بتلبسها يبقى مش هتقعد أسبوع زيها زى امها وتتكل على الله
-تغيرت نبرتها وهى تهتف بسعاده:
- وتدخل نهى تنور البيت وتنور قلب زيد ونيسة والبيت يرجع أحسن من الأول .
هتفت" مها" والتى لا تهتم بكل هذا المهم أنها تحذف صبا من قائمة عائلة الواصل وتزيحها من على رأس القائمة :
- والله دى نهى شكلها بنت حلال
زادت "بثينه"من ذكر محاسنها بتباهى:
- دى ست بيت شاطره العيبه ما تطلعش منها ياسلام عليها وعلى أختها اللى كان أخدها زيد قبلها كانت مريحها
ومهنياه الله يرحمها .
لاحظت دخول "نهى"الى المطبخ دون أن تنتبه لمغادرتها فسألتها مستنكره:
-كنتى فين يا نهى؟
أجابت" نهى "ببراءه:
-كنت بطمن على مريم
ابتسمت لها" بثينه" وهتفت بإمتنان :
- يطمن قلبك ايوا كدا أن ماكانتش خالتها قلبها عليها مين هيكون قلبوا عليها ؟
بادلتها "نهى" الابتسام وعادت للطهى وابتسامتها لا تفارقها وهى تفكر فى شكل صبا الآن عندما تقاطعهم مريم وتفسد خلوتهم .
"فى المكتب "
طرقات الباب أفزعت "صبا "واربكت "زيد "فى نفس الوقت،حاول لملمت أعصابه و ناد بصوت متحشرج :
- مين؟!
أتاه صوتها الطفولي:
-انا مريم يا بابا
زفر انفاسه وتنحى تماما عنها لتعدل ملابسها بتعجل وبدأ زيد فى تعديل سطح المكتب لكنه نظر الى ساعة يده فصاح بفزع :
-ازاى ما حستش بالوقت ؟
حمل "صبا"بين يده لينزلها من سطح المكتب برفق وقال وهو ينظر لها بسعاده:
-ممكن ترجعى كل حاجه مكانها ؟
أجابته بإبتسامه واسعه:
-ممكن بس قلبك لاء
هتف مرحبا بهذه الدعوة وضمها إليه :
- دا بالذات سبيه عندك
-بابا ،بابا ،بابا
تكرر نداء "مريم "ليفصلهم عن مشاعرهم التى تتوغل الى َحدٍ خَطر ،فأجاب وهو يرخى يده عن "صبا" قليلا :
-ايوا يا مريم جاى يا حبيبتي جاى انا اتاخرت على جدى
هتفت"صبا" وهى تبتعد عنه لتنفذ ما طلبه منها بإعادة كل شئ لمكانه :
- انا كمان إتاخرت إظاهر عليا فوت معاهم الغداء
عاد يلتقط أوراقه وسألها سريعا :
- إنتى كنتى بتطبخي ؟
منحته نصف إلتفاته وهى تقول بإبتسامه:
-انا وش ذلك برضوا
ابتسم لها وهو يرد عليها غامزا بطرف عينه :
-انتى ذالك كله
التفت اليه بكامل جسدها وحاوطت عنقه لتهتف بطفولة:
- حقيقى مش بعرف أطبخ ولا بحب واقفة المطبخ واول حاجه نفسي اعملها هنا أجيب طباخ
امسك بطرف ذقنها بأطراف أصابعه ليرد :
- ونيسه ما بتحبش كدا
زادت من دلالها لتحصل على ما تريد وهى تقول:
- بس انا بحب
يعرف انها تستغله ويعجبه ذلك فكلما حاولت كانت اكثر جرأة ،جرأة تصب فى مصلحته بالكامل وتزيده من التعلق بها وتريح ضميره من شعور النبذ والرفض الذي عان منهم :
- مش مسموحلك تحبى حد تانى غيري
رفعت احد حاجبيه وهى تنظر له بنصف ابتسامه معترضته:
-وانت كمان مش مسموحلك تحب حد غيرى
أسبلت عينها وحركت رأسها بإيماء لتقنعه بما تريد،ليزيحها من أمامه قائلا:
- كدا مش هنخرج إنهارده
لملم ما بقى من اوراقه وأغلق بالمفتاح درج المكتب ليستدير معدلا من شعره وماسحا شفاه مزيلا ما علق
من طلاء شفاها لكن لازالت رائحتها عالقه فى ملابسه وصورتها موشومه فى عقله أضاف أمرا قبل أن يغادر الغرفه تماما:
-غيري هدومك دى إحتمال بلال ويحيي يكونوا على وصول.
فورما فتح الباب وجد "مريم "امامه ليلتقطها بين أحضانه هتفت بصوت حزين:
-بابا وحشتيني انت امبارح مش موجود وانهاردة صبا تاخدك
ضمها بقوة الى أحضانه وهو يقول:
-ما حدش يقدر يأخدنى منك يا مريم
سألتها صبا التى تبعتهم وهى تحذر من وراء ذلك الحديث المستجد على لسان مريم وحاولت ان تبدو نبرتها لطيفه وهى تسألها :
- مين قالك كدا يا مريم؟!
نظرت" مريم "بإتجاهها بنظرات ممتلئ بالضيق والاشمئزاز لتخرج لسانها لها قائله:
-صبا وحشه مريم بس حلوه وجميلة
رفعت" صبا" حاجبيها متعجبه من تصرفاتها وأسلوبها الذي تغير فى ليلة واحدة وأصبح عدائيا معها فقط ،رمت نظرها الى "نهى" و"مروة"عندما لاحظت وقوفهم بالجهه المقابلة وقد إتضحت ابتسامات النصر على وجوهم فأحبت أن تحبطهم سريعا لذا قالت لزيد بهدوء:
-اااه عشان كدا زيد ما بيحبش يبيتها برا عندك حق يا زيزوا والله البنت راجعه أسلوبها وحش خالص
استدار "زيد "لينظر لها محذرا من التجاوز فى حق إبنته أو محاولة إستخدمها فى الكيد لهم :
-ما تعمليش عقلك بعقلها
نظرت اليه" صبا "بلوم وهى تسأله :
-انت مش ملاحظ إن معاملة مريم معايا اتغيرت
رفع كتفيه وهو يرد دون إكتراث:
-مريم بتغير عليا وكان غلط أساسا إنها تبات امبارح برا البيت
تحدثت" بثيته " وهى تقبل إليهم:
- زيد إنت هتروح لجدك بالاكل ولا هو هيجي ياكل هنا
اجابها وهو يحافظ على ضمه لمريم بين أحضانه :
-مش عارف الصراحه انا راجع أخد ورق وراجع تانى لو هو حابب يتغدى فى المكتب هرجع اخد أكله
هتفت بثينه :
-وعلى ايه الروحه والرجعه الاكل جهز خده معاك
عشان أنا هاخد مها ونخطف نروح مشوار ونرجع المستشفى عشان نطمن على ونيسة .
صاحت "مروة" رافع يدها للسماء:
-ربنا يشفيها ويعفيها يا رب
تدخلت "صبا "وهى تنظر لوجوهم بمشاكسه قائلة:
- خلي جدو يقول رأيه في صنية الباشميل عملهالوا بإديا
أفحمت" نهى "التى نظرت لوالدتها بصدمه ،بنفس الوقت فهم زيد مغالتها بالامر نكاية بنهى رغم أنه لم يقبل الامر إلا انه حرك رأسه وسكت ،صبا بات خطيره بالفعل والحرص منها أصبح واجب .
لم تتحمل"بثينه"مناوشاتها هذه واضافت متصنعه الحزن:
- انا عايزه أمشي يازيد ما عوتش داخلة البيت دا تاني غير لما ونيسة ترجع بالسلامه
تعجب من حزنها وسألها بقلق:
-لي بس يا عمتو بتقولي كدا
أجابته وهى تنظر باتجاه صبا بغضب:
-يرضيك صبا تقول عليا حيه؟
اتحه بصرة نحوها غير مصدقا من أنها صدر منها هذا الأمر لكن إتساع عيني" صبا "أثبت صحة ما قالته عمتها وأنها لم تتوقع الشكوى منها سارعت "صبا" بتغير ملامحها وإكتسي وجهها بالبراءة ورفعت كتفها بخفه خشية أن ينهرها "زيد" ويعاقبها أمامهم فيضعف قواها بالكامل عللت بمراوغه:
-وفي فيها إيه يعنى طيب ماهي فعلا حيه اومال هى بتكلمنا ازاى من خلال وسيط روحاني
زم "زيد"شفاه بغضب من تماديها بالخطأ حتى أمامه وانزعج من طريقتها بإتخاذ قوة حبه ودعمه لها فى إهانة من هم أكبر منهم سنا ووضعه فى موقف حرج ،زاغ بصرها أمام نظراته ثم أوضحت بابتسامه واسعه:
- اااه هي فاهمة غلط أنا أقصد إنها عايشه ، زى ما أقول نهي حيه مامتها حيه مها حيه مش حيه تسعي لاء عايشه حسك فى الدنيا يا عمتوا ولو زعلتى منى حقك عليا ما تزعليش أنا يا ستى اللى حيه
اذد ضيق من تملقها لكنه أعجب بطريقتها فى الافلات من أي عقاب بسهولة بعدما جعلت وجوه الكل يتفحم من الغضب والغيظ رسمت إبتسامة بارده لتزيدهم اشتعال حاول "زيد "أن يمرر هذه المشكلة فهي تستحق نقطه على التملق ونقطه أخري على الاعتذار نظر باتجاه عمته ورفع حاجبيه ليقول بود:
-خلاص يا عمتى صبا التعبير خانها المرة الجاية هتاخد بالها من كلامها
اضافة" صبا" وهى تستند على كتفه بمرح لانه لم يستطع إمساك شئ عليها :
-ولو ينفع ما اتكلمش معاكى تاني مش هتكلم خالص عشان ما اضايقكيش يا عمتو هو انا ليا بركه الا انتي
همس "زيد" من بين أسنانه بخفوت :
-بس كفاية كدا
وضع قبلة فوق جبين مريم وأنزلها عن كتفه وهتف بإبتسامه ودوده لها فقط :
-روحى إلعبى يا مريم انا همشي
اضاف وهو يتجه نحو بوابة القصر الداخلية:
-انا همشي وابقى ارجع بعدين اخد الاكل عشان متأخر
هرولت من خلفه "صبا " ومشيت الى جواره فأمسك بذراعها وتوقف عند المدخل ليقول لها بنبرة شبه متوسلة بشكل درامي :
- صبا إرحمي أمي العيانه مش وقته شغل الكيد دا انا مش عايز أسمع شكوي تاني
ناظراته بإستنكار ولوت فمها بأسف واجابة متأثره:
- إنت ظلمنى يا زيد هما اللى بيستفزوني أنا جويا ملاك
ضم حاجبيه ونبث فمه بإبتسامه خفيفه معجبا بإحترافيتها للتمثيل لولا أنه يعرفها جيدا لصدقها
-عليا انا بردوا الشوتين دول اومال لو ما كنتش مربيكي على ايدي
اتسع فمها بالابتسامه ووضعت يدها على كتفه لتقول بشقاوة:
-شوفت اديك ما عرفتش تربى أهو
ضيق احد عيناه وهتف متوعدا :
- ارجعلك وأفضالك وهربيكي من أول وجديد
أخفضت بصرها عنه وابتسمت بخجل فأضاف هو بإعجاب:
- حلوه وانتى مكسوفه
اضاف متعجبا كي يرغمها على استخدام أسلحتها التى تستخدمها مع الكل :
- برغم ان كل تصرفاتك تقول عكس كدا
تحولت سريعا ورفعت وجهها لتنهره على التشكيك بها وسألته بضيق:
-تقصد إيه؟
عرف كيف يخرجها عن طورها واستمتع بحمرة الغضب على وجهها مهما كانت مستفزة مع الكل أمامه هو تفقد قواها وهذا يثبت أنه الوحيد الذي يستطيع ترويضها ،اتسعت ابتسامته وهو يرد على سؤالها :
-لسه من شوية كنتى بتحاولى تجرجرينى للرذيلة فى المكتب دا جدو لو عرف هيقيم علينا الحد دا المكتب بتاعه دا جامع ممنوع حد يدخلو من غير إذنه
ارخت يدها عن كتفه ووكزته فى صدرة بضيق وما حيالتها مع اسلوبه الوقح سوي الغضب المكبوت ،هو الوحيد دون غيرة الذي يعقد لسانها صاحت به بضيق:
- طيب الحق عليا ابقى شوف مين هيعبرك غيري قليل الادب
كاد ان ينسي نفسه ويقهقه عاليا على غضبها العارم وقبضتها الطفولية التى تدفعها بصدرة تسرقه من فوضي أيامه ومشكلاته لعالم آخر لا يناسب الزمان ولا المكان
هتف بخبث:
- هشوف جدي وارجعلك نكمل حصة الادب اللى قطعتها مريم ويا أعلمك الادب يا تعلميني انتى
اشاحت بوجهها عنه وهتفت بضيق لازال عالقا من حديثه:
- ولا عمرك هتأدب
رفع يده وامسك بطرف ذقنها ليعيد وجهها الى عيناه التى تلهفت لرؤية ابتسامتها التى تشفي صدرة وتأكل حزنه وتنسيه كل همه متحدثا برضاء وقلبه يزاحمه فى الحديث :
-ولا عمري هبطل أحبك ولا عمري هفرح بجد مع حد غيرك
السعاده اللى بعشها معاكي رغم كل الضغوط اللى حوليا عمري ما عشتها فى أحسن حالاتى
انا مديون ليكي براحتى وسعادتى كان ربنا بعتك ليا هديه مكافأة بعد سنين تعب انتى جنتى ع الارض بعد ما قلبى بقى شايب وعجوز رجعتيه صـبي ،بـحـبك يا صـبـا قــلــبـى .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع
عشقت إمرأة خَطرة_سنيوريتا ياسمينا أحمد" الكاتبه"
جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد
أحلي حلقة دى ولا إيه؟!❤️😍😍😍😍 عرض أقل
وقوفهم معا تحت اعين الجميع والانسجام البادى بينهما ازعجهم كثيرا إجتنبت "مها " ببثينه وهى تقول :
-اه يا ناري شايفه زيد ما بيشلش عينه من عليها
ردت "بثينه" بضيق :
-السحر يا اختى السحر بالله عليكى تعالى نبعد الا انا هحصل ونيسة من عمايلها اللى تفرس دى
والى جانب آخر
كانت أعين "نهي" تراقب بحسرة حلمت حلم طويل وغيرها إستمتع به اجتاح قلبها الألم وهي ترى طوق النجاة الوحيد
يذهب لغيرها ترقرقت عينها بالدموع كيف ستكسب هذه المعركة الصعبة لقد باتت متيقنه أنها ستكون قطعة أثاث إضافية ليس إلاّ فى قصر عائلة الواصل وأن إمتلاك القمر أيسر بكثير من أن تملك قطعه واحده من قلب" زيد" حجزت "صبا "كل الاماكن.
تمتمت بألم لوالدتها التى تقف الى جوارها :
- شايفه اللى انا شايفاه
زعقت بها والدتها محتده وهي تدفعها للدفاع عن حقوقها حتى وان كان لا يحبها فأساس الزواج هو العدل :
-وانتى هتفضل واقفه كدا تتفرجي اجري اقطعي المسخرة دى باى حجه
تحركت كالاله لتقترب منهم مع كل خطوة كانت تحاول تجميع كرامتها المهدورة وقلبها الممزق فى شتى الانحاء
تمشي ببطء وكأنها تتحرك نحو الهاوية ،هاوية سحيقه لا تعرف لها آخر .
صوت" نهى " قاطع حديثهم المطول عندما نادته :
-زيد
التفت لها وتمتنت "صبا "فى حنق :
- اول مرة اشوف هادم اللذات بعيني
فأستأنفت قولها بـ:
- ممكن تأخدنى فى طريقك
كان يرى الحزن جليا فى عين "نهي" نعم هو ليس مجبرا على إعطاء اى مشاعر لغير ما يمليه عليه قلبه ،لكن بما انها تحت الظروف القاهرية ستصبح زوجته فمن باب العدل والانصاف قبول طلبها البسيط امام ما يعطيه لصبا ببذخ
اجاب موافقا :
-تعالى ،هستناكى فى العربية
يعلم ان وجه "صبا" الأن محتقن يراها دون الحاجة للالتفات ،بالفعل كان يبدو على وجهها الصدمه بعكس نهى التى تهلل وجهها بإبتسامة واسعه ، غادر زيد المكان على الفور حتى لا يتقابل مع شرها وجنون غيرتها بينما هي صرت على اسنانها وإتجهت صوبها عندما التفت للعوده لتعديل حجابها وأخذ حقيبة يدها، مما أتاح لها الفرصة الانفراد "بنهى " لتفرغ غضبها بها وقفت امامها لتقطع عليها الطريق مسنده يدها لحافة الباب ونظراتها المحتده تشملها من أول رأسها حتى أخمص قدمها ،صرت" نهى "على أسنانها وهمت لتجاهلها
لكن "صبا"دفعتها لتعيدها للدخل ثم إحتدت نظراتها أكثر لتقول بحنق واضح:
- إنتى أهلك ما علموكيش ماتأخديش حاجه مش ليكى
استفزت "نهي" واخرجتها عن طورها لترد بضيق:
- اهلى أنا ولا أهلك إنتى مش لسة ناسبة صنية المكرونه لنفسك.
اطاحت برأسها بملل وهى تهتف :
-شوفى انا بتكلم فى اية وانتى بتكلمى فى إيه !
عادت نظرتها للحده لتسترسل بغضب:
-إسمعي الكلمتين دول وحطيهم فى رأسك زيد ليا أنا لوحدى مافي ست فى الكون كلوا هتملي مكاني وانتى رجلك مش هتحط فى البيت دا طول ما أنا عايشه على وش الدنيا حتى لو حكمت أصور قتيل
إذرئت "نهى" ريقها بقلق طريقة إلقائها كلماتها وثقتها التى تملئها أخافتها رغم صغر سنها لكنها لم تستطيع تحملها وايضا لن تجرأ على إفراغ غضبها بها حتى لا تكون هى الضحيه وتخسر زيد للابد ،ما كان منها إلا أن جذبتها بقسوة وسحقت كلماتها وهى تقول:
- طالما كدا يبقى استعدى تخسري كل حاجه وانا حط رجلى هنا سواء كنتى عايشه أو ميته
دفعتها بنفس القوة وتجاوزتها ،أطبقت فمها بضيق ومعها اعينها لقد ظنت انها قد تخيفها لكن يبدو أنها اقوي مما تخيلتها .
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
"فى السيارة "
تركت والدتها مساحه لها لتجلس بالامام جواره وبالفعل دخلت الى جواره وإنطلقت السيارة بهم ومع صوت صرير السيارة دعس "زيد"قلب "صبا" أسفل سيارته بهذه الرحلة .
بدأت"نهي"الحديث من طرفها لقد وضعت أمر زيجتها من "زيد" أمر كالحياة والموت :
- عرفتوا سبب حريق المخزن يا زيد
زفر انفاسه المتعبه لقد عاد الهم الذي يحاول نسيانه ،أجاب اخيرا بعدما طال صمته:
- لسه ،جدى بلغ فى القسم وفى انتظار التحريات
تحدثت "نهي" برويه وقلبها يعتصر:
- حالك مش عاجبني يا زيد من وقت الجوازه دى وانت فى مشاكل مالهاش آخر
أجفل قبل أن يرد على كلامها الذي ليس له معنى :
-ما تخلطيش الأمور ببعضها يا نهى
نظرت باتجاهه بلهفه ،كانت تشتاق لنطق إسمها بين شفاه لتضمن وجودها بالحياة سألته سؤال قاتل:
- زيد هو أنا ليا مكان فى قلبك وحياتك ولا وجودى هيكون عشان خاطر مريم وبس ؟
حاول إخفاء توتره من هذا السؤال التوتر سيكون إجابة واضحة تجرح مشاعرها وكونه عان كثيرا من الظلم لا يريد ظلمها أكثر يكفي ما رأته من" صبا "ومحاولة إغاظتها رغم علمه بالحقيقة ودرايته السابقة بإشادة الكل بمهارتها فى الطبخ ،هتف مجيبا وهو ينظر أمامه :
- لو انا مش عايز أتجوزك ماحدش هيغصبنى مش عايزاسمع السؤال دا تانى وخليكى عارفه إنك مش هتنقصي عن صبا فشئ كل اللى هتاخده ليكى زيه
ماتستعجليش
يعرف أنه لن ينفذ وهذا يؤرقه يشعر وكأنه بهلوان يمشي على الحبل ويمسك العصا من المنتصف كان أكثر المظلومين وأكثرهم حبا فى العدل.
كلامه أثلج صدر والدتها التى تجلس بالخلف لتستمع كل حرف وتحلل موقف إبنتها أرضاها جدا حديث زيد لكن إبنتها عادت تتحدث بحزن وتأثر:
-لو سألت تانى إعرف إنك إنت اللى مقصر لحد دلوقتي انا ماليش وجود رسمى بينكم ولحد دلوقتي صبا هى اللى موجوده وانا ماليش وجود نفسي أحس إحساس واحد من اللى هى حست بيهم وهى معاك أقلهم الامان ،وإنك مش هتسبنى
اوقف سيارته أمام منزلهم وظل يحدق أمامه وعين نهى ترصده لتستخرج منه كلمه واحده تروى ظمها العتيق هى إنتظرته طويلا لكنه لم يأتى وعندما أتى أتى بيد أخري ليضعها بين نارين مأزق قبوله لانها إنتظارته أو رفضه وخسارة وقتها الذي أهدرته ،ليطفى هذا بكلمة واحدة الآن كلمة تطيب خاطرها الذي قضي عليه ،جاهد الابتسام وهو يلتف إليها وهتف محاولا الإمساك بذكري جيده لها إكراماً لزوجته السالفه:
- زى ما انتى شايفه الظروف مش سامحه بأى حاجه ومع ذلك احب أطمنك انتى مش سد خانه ولا حاجه انتى قدرى الاول بس قولتلك ما تستعجليش كل حاجه هتيجى فى وقتها .
إبتسمت براحه فالقليل منه يسعدها برضاء تام استقبلت حديثه وقدرت موقفه فتنحت عن السيارة وهى تقول بحماس:
-هكلمك فى التليفون وأطمن عليك إبقى رد .
أومئ بالموافقة وجاهد ليحافظ على ابتسامته التى إتخذها مع أخر كلمه قالها،انطلقت نحو منزلها وبقيت والدتها بالسيارة لتتولى هى حديثه قائله:
- زيد الله يجبر بخاطرك يا إبنى راعى مشاعرها نهى بقالها كتير مرهونه على اسمك ما تضيعهاش منى زى أختها .
اختها النصل العالق في قلبه لم ينكر أن "غاليه" اخذت جزء من روحه برحيلها يؤلمه ان الجميع يتهمه بالتسبب فى قتلها وهو أيضاً يضع جزء على عاتقه من هذا ،وتنبيه "والدتها" بهذا يعنى انه سيدمر أختا لها ولن يرد كل ما فعلته لأجله بهذا الرفض القاطع لاختها ،أجابها وقلبه يتمزق:
-ما تقليش هتفرحى بيها قريب .
ابتسمت "مروة"بسعاده داعيه ربها :
-يارب
نزلت عن السيارة وتركته يموج مع ذكراياته القديمه إنطلق
يقبض على المقود بقوة وكأنه يعتصر ذكراياته
"بالماضي"
فتح عيناه وسمع صوتها تأن بجواره فى السيارة لم يكن يقوى على الحركة لمد يده نحوها فى وسط هذه الفوضى التى حولهم ولا يذكر كيف إنفلت عقال سيارته لتنقلب رأسا على عقب جاهد لمسك يدها لتسأله "غاليه "بصوت منهك:
-إنت كويس ؟
ابتسم لها برغم حالته المزريه وبأنفاس متقطعه قال:
-إنتى ما بتفكريش فى نفسك أبدا
ارخت جفناه عن عينها الخضراء وهى تهتف بتعب :
-مش مهم أنا المهم إنت واللى فى بطنى
عندها إستجمع قواه ليخرج من سيارته لقد بات الوضع خطير مهما كان متعب فبالتأكيد هى فى خطر دفع الباب
عدة مرات ليخرج اخيرا لكن قدمه المجروحه بشدة لم تسعفه بالركض تجاهها فزحف تجاهها بما تبقى له من قوة عليه إخراجها من السيارة ومحاولة إسعافها فالطريق خالى
تماما من الماره الذين قد يكون لهم دور بالمساعدة ،وصل إليها وفتح باب السيارة من جانبها وسحبها برفق اليه ،تدمرت سيارته لكن لا يهم المهم أنه نجى هو وهي من الموت المحقق اسندها الى قدمه واخرج هاتفه ليطلب الاسعاف تحدثت هى محاولة لمس وجنته القريبه:
-زيد خلى بالك من مريم
امسك بوجنتها ليقول بجديه:
-ما تقوليش كدا إنتى كويسه مافكيش حاجه هتعيشي وتربيها معايا
ابتسمت له رغم وجهها الملطخ بالدماء:
- ربنا ياخد من عمرى ويديلك
صاح بها :
-ما تقوليش كدا
هتفت بإعتراض رغم حالتها المتعبه:
- وانا عمرى هعمل بيه إيه من غيرك
صوت سارينه الاسعاف قاطع حديثهم لينتقل المشهد هذا الى آخر انفصل الاثنان لكلا منهم حالة مختلفه زيد كسور وكدمات وهى نزيف حاد لكن لازالت محافظه على وعيها ولديها من الجهد والطاقة لتعترض امام والديها وأخيها :
-مش هدخل العمليات غير لما أطمن على زيد
صاح بها اخيها ياسر محتدا:
-يا بنتى قولتلك كويس بيعمل اشاعه على رجله وكويس
ظلت على نفس اعتراضها مانعة الكل من التعامل معها إصرار وتعند مع الجميع ،رغم نزيفها المتواصل لا تهتم بأحد سوى سلامة زيد إعتقادها الكامل بأن كل شئ يعوض إلا هو خرج "ياسر"وإتجه الى حيث تواجد زيد ليرجوه بشده الاسراع فى إقناع "غالية"بالدخول الى غرفة العمليات وبالفعل هم بالتحرك لكن الطبيب الذي يجهز لتضميده منعه قائلا:
- ما ينفعش تمشي على رجلك عندك كسر لازم يتجبس
لو مشيت دلوقتى هيحصلك مضاعفات
رغم تحذير الطبيب لم يتأخر زيد فى تلبية طلب زوجته هتف باصرار:
-هروح على كرسي بعجل
أجاب الطبيب الذي كان بدأ فى تجهيز الجبس :
-طيب نجبسك الاول وروح
تدخل "ياسر" باندفاع:
-يا دكتور اختى فى حالة خطرة ومش راضيه تدخل العمليات من غير ما تطمن عليه
هتف زيد :
-من فضلك اطلبلنا كرسي متحرك
انصاع الطبيب لتنفيذ الطلب مندهشا من هذا الارتباط القوى الذي يربط بين حالتين أسوء من بعضهم فى الاصابات .
تحرك الى زوجته وياسر يدفعه بسرعه فى الممر يحدثه بعصبيه وقلق:
- الغبية دى هتموت نفسها ،ازاى الحادثة حصلت قولى
اجابه زيد الذي إمتلي قلبه بالتوتر والقلق:
- الفرامل ما كانش في فرامل
اذدادت سرعه ياسر وهو يقول :
- انا خايف يحصلها حاجه بسبب النزيف
قلقه كان يتشاركه معه زيد لكنه كان صامت مترقب لحظة الوصول إليها ،اخيرا وصل لكنها بات خائرة القوى ساقطه فى أحد الزوايا على ركبتيه حولها بركه من الدماء تنتظر حضوره دون السماع لأحد مما يدعوها للانقاذها وإسعافها
فور رؤيتها نهض من كرسيه ليسقط الى جوارها هاتفا بإستنكار:
- لي عملتى كدا ؟
رفعت وجهها تجاه وابتسمت تحسست جسده برفق وسألته:
-إنت كويس مش كدا ؟
اجابها مغتصبا ابتسامه على شفاه ممتلئه بالحزن:
-انا اهم حاجه عندى سلامتك
هتفت براحه وهى تستعد للنهوض:
- انا ما كنتش عايزه أدخل جوه غير وانا مطمنه عليك
اجفل وهو يري حالتها تسؤء،وقال متأثراً:
- كنتى هضيعى نفسك عشانى
لم تكترث بشئ ولا حتى بحياتها يكفى ان يكون وجهه هو آخر ما تراه من الدنيا تحدثت بابتسامه راضيه :
- انا مش عايزه من الدنيا كلها غير سلامتك إنت رغم إنى عارفه إنك ما حبتنيش لكن كفاية أنا حبيتك ويارب اكون كفيتك بحبى ومسامحنى
اتسعت عيناه مما تقول بدى مصدوما من جملتها الأخيرة لم يظهر ابدا طيلة حياته معها الكره ولم يذكر أنه عاملها بسؤء فكيف عرفت أن قلبه لم يكن معها قال بصدمه:
- ازاى تقولى كدا هو انا قصرت معاكى فى حاجه
اجابته نافيه :
-عمرك ما قصرت أنا اللى كنت بحبك بزيادة عشان كدا كنت حاسة بقلبك وانى ام بنتك وبس خلى بالك من مريم وإوعى تنسانى وسامحنى لو كنت أنانيه فى حبى ليك
لم يجد سوي كلمه واحده كى ينهى هذا الوقوف ويساعدها للرحيل لغرفة العمليات قالها بهدوء :
-مسامحك
نظرات ياسر المحتقنه وعينه الممتلئة بالبكاء تراقب ما يحدث بألم أخته كانت ضحية عشقها رغم درايتها الكاملة أن زيجاتهم كانت عاديه وأن زيد تقدم لها دون رغبه من جانبه فى الزواج إلا أنها تفانت واعطته كل ما لديها من حب بل أغدقت بمشاعرها
حتى أنها نسيت نفسها وظلت تنتظره حتى اوشكت على الموت ،دخلت غرفة العمليات وقلب كلا منهم واجف "زيد"يلوم نفسه أنه لم يحب أكثر شخص أحبه كما يجب لكن القلوب لم يكن أبدا مفتاحها العقول فكم من قلب عشق من يؤذيه ومن لا يحبه مهما نفي العقل هذا وإستنكره وما سميت قلوب إلا لكثرة تقلبها ،من هذه اللحظه قرر "زيد" حب "غاليه " كما يجب منحها ما تستحقه حتى لو إنتزع قلبه وأرغمه على فعل هذا ،لكن فات الآون رحلت "غاليه"وتركته بجروحه ماضيا بخط يده على ورقة تحمله المسؤلية الكاملة عن حياتها التى إنتهت بغرفة العمليات محمله إياه ذنب كبير على عاتقه و يده تملئ بالدماء بينما قلبه أغلق نوافذ النور وبقى فى ظلام سرمدى .
""عوده""
أوقف سيارته فجأه بعنف امام مكتب جده وجهه محتقن من توارد ذكرياته المؤلمه وقلبه متأزم من هذا الانفصال الذي يخنقه سحب أنفاسه تعبا وغادر سيارته
دخل الى جده فى مكتبه فوبخه بحنق :
-كل دا تأخير كنت تعالى بكرا
تقدم دون ان يغضب لتوبيخه وجلس فى مقابله مقدما أوراقا على سطح مكتبه ،عاينه "فايز"بدقه متعجباً من حالته ازاح من امامه الاوراق وهو يقول:
- سيبك من دا كدا كدا اصحاب الورق مشيوا،انت مالك فيك إيه؟
نفض رأسه مع حركه بسيطه من يده وأجاب:
-مافيش حاجه
ظل "فايز"يحدق به منتظرا إجابه صادقه لكن زيد ظل شاردا لا يجيب ولا حتى يلاحظ تحديقه به ،كرر فايز سؤاله لكن بشكل هادئ :
-هتخبى عليا دا انا اللى مربيك
اخيرا نظر بإتجاه ليريه ما الحال الذي يرفض الحديث عنه
لم يحتاج "فايز" لتفسير "زيد " لن يكون فى مثل هذه الحالة إلا لزيارة الذكرياته المؤلمه وحياته التى تمتلئ بالالم ،عقد حاجبيه وسأله مستنكر بغضب:
-مين قلب عليك المواجع ؟
اجابه" زيد "مهموما وهو يميل للامام مسندا رأسه الى يده بتعب :
- الماضي مش عايز تقليب
ينكسر قلب "فايز"عندما يرأي حفيده بهذه الحالة يحزن بشده على حياته التى قضاها يتعذب فقط دون فرح ،بداية من حرمانه والده إلى فقدان زوجته وحتى عندما شرع فى بدأ حياة جديدة إنقلبت من بدايتها لكوارث وعقبات يصعب تخطيها ،تحدث "جده"مواسيا إياه :
- انا سيبت عماد وحسين فى القسم يتابعوا المحضر وبلال ويحيي عند ونيسه روح إنت إرتاح وما تشغلش بالك بحاجه كل حاجه هتبقى تمام
مط شفاه مبتسما ومداعبا إياه:
-شوف عروستك اللى حظها مغفلج زى حظك دى
رفع وجهه عن يداه لكنه ظل مستندا إلى كفيه وهتف بصوت منهك:
- بتجوزهالى ليه؟
ضيق الجد أحد عيناه واجاب بمكر :
- عارف مصلحتك
قال كلمته ونهض من مكانه وهو يحسه بالقول:
-قوم بينا نروح ناكل لقمه ونريح ان شاء الله تدبر تبات نار تصبح رماد ليها رب إسمه الكريم
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
فى مكان مظلم موحش كوحشة أفعال صانعيه والمتردين عليه تقدمت بثينه ومها لإرتكاب اكبر الكبائر آلا وهى الشرك بالله وإنطبقت عليهم الآيه "نسوا الله فأنساهم أنفسهم" ولم يعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ» رواه البزار بإسناد حسن، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إتيانَ هؤلاء وتصديقَهم مانعًا من قبول العمل فقال: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» رواه مسلم عن بعض أزواج النبي.
وانجرفوا نحو نفوسهم المريضه وغرقوا فى سواد قلوبهم وحقدهم .
جلسوا أمامه وناولته "بثينه"السلسال حركها بين يده بأطراف اصابعه وأجفل وهو يقرأ بعض التمائم دون صوت واضح ،زاد توترهم وهم جالسون أمامهم وتبادل النظرات
بشك هدر أخيراً بعدما فتح عيناه ونظراته تمتلئ بالشر:
-عايزنها تموت زى امها بالمرض ولا...
قاطعته "بثينه"سريعا:
-لاء ،،مش عايزين نعذبها عايزين نريحها على طول
تحدث بثقه :
- أسبوع واحد هتعب وتأذي وآخر الاسبوع وهتكون قتلت نفسها
إذدرئت" مها "ريقها بخوف نعم تكرها لكن أمر موتها السريع زاد من فزعها تحدثت متوتره :
-انت بتهزر معقول دا هيحصل
تحولت نظرته الخبيثه لشر وهو يقول مزمجرا:
-إنتى جايه لترزى يا ست إنتى أنا بشتغل مع أسيادك
تدخلت "بثينه"وهدرت بفزع:
- بسم الله دستور لاسيادنا ،ما تقصدش يا شيخ
لم يرضيه هذا الحديث فاجفل قليلا وكأنه يستدعى شخصا خفى وعلى فجأة فتح عينه ليسألها بإبتسامه خبيثه:
- أخوكى رشدي عينوا منها مش كدا
إنتفضت وكأنما لدغها عقرب وضمت يدها إلى صدرها خوفا من أن يفضح أى شئ آخر ،نظرت "بثينه"تجاهها وعينها مترقبه فزعها الذي أثبت صحة ما قاله، وجدت نفسها تهتف متوتره:
-انت عرفت ازاى؟
بالنسبه للخبيث كان مستمتعا بحالتها الفزعه بعد الانكار والتقليل من شأنه رمقها بدهاءواجاب:
- ما تسألينيش عرفت إزاى إسائلينى اقدر أعملوا إزاى
تدفعى كام وأخليها تروحلوا قبل ما تخرج م الدنيا.
"""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد""
وصل كلا من زيد وفايز الى القصر ،وتولت "صبا"مهمه غرف الطعام تنظيم السفره لهم بما أنها الوحيدة التى بقيت فى القصر
كان "زيد" يجلس ويداعب "مريم" بحب ومرح وتتحدث اليه بشأن قطتها بثرثرة وحماس:
-قطة صبا قطتى حلوة القطه تقول كدا نيو نيو وتجري
كدا وانا اجرى وراها وتاكل حته وتجري حبه صبا قطه حلوة وتعمل كدا
دارت حول نفسها وهى تقلد قتطها ضحكتها الرنانه غطت على صمت البيت الموحش بعد فراغ أهله ،استرسلت
و"صبا" تغدوا وتروح من المطبخ الى السفره:
-قطتى تاكل هم ونعمل عيد ميلاد ليها
برغم ابتسامات "زيد"المتكرره لها إلا انه لم يكن فى مزاج جيد لهذا الصخب والضجيج الذي تحدثه "مريم"أشار بإتجاه المطبخ قائلا:
-يلا إجري خلى صبا تأكل قطتك
سمعتهم "صبا"وصاحت معترضه:
- لاااا انا تعبت رايح جاي تعال إنت شيل معايا الاطباق
نهض من جلسته وهو يقول :
-لو ع الشيل أشيل بس أترحم من الصداع اللى عملتهولى مريم
تبعته مريم ولازالت على نفس حالتها الجائعه الكلام:
- أكل قطتى قطتتى جعانه
إبتسمت " صبا" وهى وتمد يدها لتأخذها معها نحو المطبخ والى جوارها زيد كان الامر ممتع مشاركته معها فى تحضير الطعام ،طلبت منه بتهذيب:
-ممكن تجبلى الاطباق من الدولاب اللى فوق
وقف أمام الطاوله المتوسطه المطبخ وسألها واحد حاجبيه مرفوع:
-وإنتى ما تجبيهاش ليه ؟
رفعت كتفها وأجابته دون تعقيد:
- مش هطول
هتف مستمرا فى عناده :
-أقفى على حاجه وهاتى لنفسك
وضعت يدها فى جانبيها وتحدثت بعناد مماثل:
-واقف لى على حاجه ما انا عندى واحد طول بعرض اهو ما أستفتدش انا منه مثلا
دوما تدفعه للتهور وتنبش فى ثنايا تعقله لتخرج جنونه ،تحرك صوبها وهو يقول بهدوء خطر:
- لأ إزاى لازم أفيدك ،أنا كدا كدا جاى عشان أشيل فهشيلك
تراجعت ولوحت بالمعلقة الكبيرة المخصصه لغرف الشوربه محذره إياه من التنفيذ:
- إياك
وعندما لاحظت تجاهله تحذيرها قررت تفاديه والهرب من امامه وهى تهتف :
- زيد بلاش جنان
أخيراً قبض على خصرها ليرفعها عن الأرض وهو يقول بإنتصار :
-بذمتك هو الجنان يتقلوا لاء
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية عشقت إمرأة خطرة" اضغط على اسم الرواية