رواية اسياد الحب والحرب الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم ياسمينا احمد
وقفت فرحة بشجاعة زائفه امام ذلك الذي يحدق بها بغل
افرج عزام عن الكلمات بعد دحجها بنظرات مميته وهدر بغضب ملجم :
• اما تكلمي مع جوزك تتكلمي بأدب واما انا اتنازل واجي اسأل عليكي تجولي زينة ونحمده عشان انتي لساتك (لسة) مش جد (قد)غضبي سامعه ولا لع
ابتعدت عنه قليلا حتي تتفادي ردة فعله عما ستنطق به وهتفت بصوت
متماسك بعض الشئ :
_بص انا كل اللي بتقوله دا ماليش فيه ،انا مراتك على الورق ووافقت اننا نكتب الكتاب عشان اعدي الموقف وعشان الهري اللي بتقوله انما انا
هنزل اقول لعمي اني مش عايزة الجوازة دي وانا مش موافقه
حملق بها بغضب وبدت بوادر الانفجار على وجه وزمجر وهو يتقدم نحوها :
• اتجنيتي وزودتيها يا بت عمي ، جوازة اية اللي انتي مش عايزها انتي بجيتي مراتي وما عتخلصيش مني الا بموتك
كانت تتراجع من اثر تقدمة حتي توقفت اذا انتهي بيها المطاف اوقفها الجدار ،نظرت اليه بتوجس وشعرت بضيق المكان بينما هو لم يلاحظ ابدا
التلاشي التدريجي للمسافة وظل يتقدم حتي اسند يده الي الحائط واحتجزها بين يديه،وشعر باقترابه الشديد منها واتسعت عينيه بشكل مخيف كي يرعبها زيادة
سارعت فرحة واغمضت عينها وابتلعت ريقها لتحاول اخفاء رعبها المتجلي في عينها
هتف بصوت اقرب للفحيح :
• شفتي الدنيا صغيرة ازاي ،انتي بجيتى مراتي خلاص وما حدش هيخلصك من يدي واصل
كانت تنكمش تحت طولة الفارع تكاد تضيع بين يديه مال بجبينه حتي
يتلذذ برؤيتها انقباض عينيها من فرط الرعب وعرف تمام المعرفه انها كانت تتحلي بالشجاعة الزائفه وانها ترهب من اقل الاشياء كما تاكد من شيئا مهما ،،ذكره لنفسه ،،،،
ساد الصمت وشعرت ببرودة فى اوصالها واخيرا قررت ان تفتح عينيها لتجد الفراغ نظرت حولها
بقلق ومسحت الغرفة باعين لامعه فلم تجده ،كادت ان تفقد عقلها وظنت انه كان كابوسا لا اكثر
ولكن اقتحمت امها الغرفة و هرولت نحوها جعلها تتاكد انه كان حقيقيا
اقتربت منها امها ومدت يدها لتحضنها ولكنها صرخت بهستريا :
•
• لا ابعدوا عني ،انا يستحيل اتجوزه هموت نفسي هموت نفسي اقسم بالله
لطمت زينات وجنتها لطما خفيفا وهدرت بقلق :
• في اية يا بت حصل اية ؟!
انكمشت الي طرف الفراش وراحت تنتفض من هول ما رائته فكان متجلي بهيئتة المرعبة
ونجح في بث الرعب في نفسها بشكل كبير وبأبسط الاشياء
*****************************************
**************
في الصعيد،،،
تجاذبت الفتيات وزينات اطراف الحديث حديثا طويلا حتي وصلو الي تلك النقطة
هتفت حنين بحماس :
• يعني هلحق احضر الفرح ولا لا
لوحت فرحة بيدها في غضب :
• لا لا فرح اية مفيش فرح
وزعت حنين نظرها بينها وبين زينات بتعجب
فهتفت زينات وهى تلوى فمها :
• اصل مش عاجبها العريس
ضيقت حنين عينيها وهدرت :
• بت يا فرحة انتي اتكتب كتابك انتى مغيبة ولا اية ؟
عندئذ نهضت زينات معلله :
• اها ،،هسيبكم بقي يا بنات واقوم اصلي العشاء
وتحركت نحو الباب دون انتظار رد ،واغلقت الباب من ورائها
التفت حنين الي فرحة وسئالتها بشك :
• بت يا فرحة ،في اية ؟
توترت قليلا واجابتها :
• اية اللي اية ما بحبوش ،،
ابتسمت حنين ابتسامه ناعمة وهتفت :
• بكرة تحبيه ،مش انتي قولتهالي قبل كدا
حركت رأسها بأسي :
• لا مش هينفع
تشنجت قسماتها وسئالتها بجدية :
• ومش هينفع ليه ؟
لم تقاوم فرحة حزنها الذي حملته في قلبها اياما وهدرت ببكاء مرير :
• عشان انا قلبي مش ملكي
وانفجرت في البكاء وضعت يدها على فمها لتكمم شهقاتها المتتالية
تمعنت حنين في وجهها بدهشة وسألتها :
• مين دا ؟!
حاولت فرحة التوقف عن البكاء ولكنها لم تستطع كلما تذكرت جمود مشاعره تجاها ولحظات فرقاهم ازدادت بكاءا وحسرة نبثت كلمات من وسط بكاؤها سريعه :
• بحبه يا حنين هو بيحبني مرضيش يقولها او انا بيتهيألي مش معقول كان بيتهيألي دا دا كان يخاف عليا اخدني معاها سافرت انقذني ،،كنت بحس معاها بالامان
احتضنتها حنين وظلت تربت علي ظهرها حتى تهدأ لم تراها من قبل بهذا الانهيار
دخلت زينات في تلك اللحظة وهتفت دون ان تلقي نظرة عليهم ظنا منها انهم سعداء
• ابوكي تحت يا حنين وعايزك ،،،،،تمعنت قليلا فوجدت ابنتها ترتمي في احضان حنين وتبكي وبادلتها حنين البكاء
اقتربت منهم وهدرت بقلق :
• في اية ؟! عيطت تاني ليه ؟!
مسحت حنين عبراتها وهتفت وهي تنهض :
• مش عارفة ،بس شوفي حل في الجوازة دي لاحسن بشكل دا هتموت
كانت فرحة مستمرة في البكاء ولم تعي حرفا قلبها لا ينبض الا بإسمه
احتضنتها زينات وهتفت بأسي:
• ما باليد حيلة يا بنتي
القت حنين نظرة متحسرة الي صديقتها التي تعرفها حق المعرفه وتعرف انها عشقت
وهتفت في نفسها :
• عشقتي يا فرحه والعشق بيكويكي
***************************
في ايطاليا
سكن زين يحدق في اللاشيئ الا من نقطة ساكنه في شاشة هاتفه الهدوء والسكون اصبح يقودانه الي
الجنون اغلق عينيه ليهدء من لوعته ،،فقد اختل توازنه في الفترة السابقة وصار في غير سجيته
ولكنه رتب افكارة وعقد العزم علي انهاء مهمته سريعا والعودة الي حيث ترك قلبه
*********************************************************
علي الجانب الاخر
احتضنت فرحة الجاكت الخاص بزين لتستمد الامان من رائحته العالقة به كم ذرفت بحورا من
الدموع عليه واغرقته تترتجي وصاله الذي اصبح فقط في الاحلام واخيرا اغمضت عيناها وسكنت
بعد مرور ايام مرت ا
مازالت فرحة تسجن نفسها في غرفتها ولا تريد المغادرة عن فراشها
دلفت اليها زينات التي اشفقت الي حالتها التي لن تتغير منذ ان مضت تلك الورقة اللعينة المسماه بكتب الكتاب ، اقتربت منها في محاولة لتخفيف حزنها
وهتفت بحنو:
• قوامي يا قلب امك اطلعي من الخنقة دي وحتي انزلي الجنينه اقعدي وسط الخضرة وفي الهواء خلي الغمة اللي عندك دي تنكشف حرام عليكي نفسك
اجابتها فرحة بصوت حزين مرهق مما تنحبة كل ليلة :
• مش عايزة اخرج ،لو خرجت هصرخ واقول للدنيا تقف
عضت زينات شفاها ومدت يدها لتمسح علي شعر ابنتها وهتفت بهدوء وكأنها طفلة صغيرة تروضها :
•
• فرحة حببتى انتي عرفتي كل اللي حصل في غيابك واللي ابوكي عمله المفروض انك تبقي اعقل من كدا احنا ما عدش لينا مكان تاني نروحه
حدقت اليها بعينها التى اصبحت في الفترة الاخيرة مرعبة من فرط الاحمرار
وهدرت بتالم :
• مش عايزة اتجوز ، مش عايزة سبوني هنا في الاوضة دى واقفلوا عليا ليوم الدين مش هشتكي ولا اقوللكم خرجوني ،،انا ماليش ذنب ان
ابويا قالهم يجوزوني،،ماليش ذنب انه اتفق يتخلص مني معاهم حرام عليكوا كفايا كدا ظلم فيا
كادت زينات ان تنطق لها اخر ما تبقي في جعبتها واخفته عنها كي لا ترعبها
،كانت على امل لعلها تجد حالا مع عمها بعيد عن تلك الفكرة المؤلمه
اوشكت ان تهدر ان عمها سيطلقها بعد زواجها باشهر معدودة بعدما يتأكدوا بطريقتهم القديمة ، انها عذراء ،اطبقت شفاها جيدا حتي لا تهدر بحرف حتى لا تزيد الامر سوء
احتضنتها بحنان جارف وهمست في:
• يا حببتى يا بنتى
طرق الباب بطرقات متسارعة فإبتعدت قليلا عن ابنتها
ونادت بالقبول :
• ادخل
كان هو عزام بهيئته التي تبغضها فرحة صكت اسنانها فور رؤيته
بينما هو لم يكترث لامرها وهدر بنبرة جافة بها شيئا من السيطرة :
• كيفك يا مرت عمي كيفك يا بت عمي عجلك رجعلك وعرفتي عتردي عليا كيف
دفعت فرحة امها وقفزت فوق الفراش وهدرت بصوت عالي وهستريا :
• انا مش خايفة منك ، وانت مالكش عليا كلام واذا كان على والورقة الى مضتها دى بلها واشرب مايتها انا مش هبقي مراتك لو اخر في عمري
كممت زينات فمها بقلق مما ستجري به الامور بينما وجه عزام نظرات اجرامية و لمعت عينيه بنيران الغضب التى ستحرقها مؤكدا علي ماتفوهت به
زمجر عاليا وهو يقترب من فراشها الذي انتصبت علية
وهدر بصوت حاد :
• شوفتيلك شوفه يا بت عمي ونسيتى الي علمتهولك من جبل بس نعيدوه يا فرحة طالما انتى مااتعلمتيش من اول مرة
مد يدة ليمسكها ولكنها ركضت من الاخري
وصرخت عاليا ،،
****************************************************************. عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية