رواية تقاطع طرق الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم اميرة احمد

 رواية تقاطع طرق الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم اميرة احمد

الفصل الخامس والعشرون
غفت ندي واستيقظت على ميعاد العشاء.. راسلت أدم لتلاقيه عند باب حجرته حيث انها في الطريق إلى المطعم... تناولا طعامهما سريعا وتوجها إلى الحفلة لكن استوقفهما حسن وجني في طريقهما إلي لحفلة.
قال حسن بتهكم: يارب تكونوا انبسطوا و انتوا لوحدكوا، اصلنا مشفناكوش من امبارح.
حاول أدم ان يحافظ علي هدوءه قدر المستطاع وقال بهدوء: مش عارف ليه كلامك فيه أسلوب مش عاجبني بس عمتا اه الحمد لله انبسطنا، أي مكان بنكون فيه مع بعض بننبسط فيه.
حسن: مكنتش اعرف انكوا طالعين رحلة شهر العسل... مش رحلة تبع الجامعة و مقرطسينا كلنا.
جني: مكنتش أعرف أنك كده يا ندي.... حسن شافك امبارح... بطلي وش البراءة اللي انتي لابساه ده
أعتري الغضب ملامح أدم وأمسك حسن من تلابيبه وقال من بين اسنانه: انت عارف انت لو كنت راجل كنت ضربتك على اللي انت قولته ده، بس للأسف مبضربش عيال صغيرة، بس انا بحذرك.... ابعد عن ندي و ملكش دعوة بيها لا هنا و لا في الجامعة، و لو عرفت انك قولت عليها كلمة واحدة انا هاعرف اجيبلها حقها منك كويس اوي.
سحب أدم ندي من يديها وانصرف، كانت الدموع تتراقص في مقلتيها لكن أدم همس لها بحزم: اوعي تعيطي او تباني ضعيفة قدام حد... الغلطان بس هو اللي بيبقي ضعيف، و انتي مغلطيش، اوعي تخلي حاجة زي دي تأثر عليكي.
قالت ندي بضعف: انا عاوزة ارجع الاوضة يا أدم، مش عاوزة اشوف حد.
أدم: لأ غلط... لو اتداريتي عن الناس يبقي انتي عاملة حاجة غلط ومكسوفة منها... هتدخلي الحفلة و انتي رافعة راسك و هتنبسطي و تضحكي و تهزري زي عادتك و هنرقص سوا كمان.
ندي: أدم ، هما شايفني دلوقتي بنت مش كويسة، هما فاكرين ان حصل بينا حاجة... انا فعلا غلطت وانت كان عندك حق مكنش مفروض اعمل كده.
أدم: انتي اتصرفتي بعفوية من غير ما تحسبيها كويس، بس مش معني كده اننا نصلح غلط بغلط وندفن راسنا في الرمل و نأكد كلامهم... الناس لما تشوفنا بنتعامل عادي هيعرفوا انهم كدابين و ان حسن ده بيقول أي كلام، لكن لو شافوا انك خايفة و قلقانة هيفهموا انك خايفة علشان سرك انكشف و الناس عرفت... فاهماني يا ندي.
هزت رأسها في قبول.. ثم همست بضعف: بس الظلم ده حاجة بشعة.
أدم: للأسف الناس ليها بالمظاهر.... بيبصوا من بره وينظروا على الناس و هما ميعرفوش ايه اللي بيحصل، في ناس بتحب تبين عيوب في اللي قدامها و تشاور عليها، بيبقوا فاكرين ان هما بكده يبقي مفيهمش عيوب او الناس مش هتشوف عيوبهم، الناس كلها سنة السكاكين لبعض من غير ما تفهم .
سقطت دمعة من عين ندي رغما عنها، مسح أدم دمعتها بأنامله ثم ربت على وجهها بحنان... رفع ذقنها عاليا بكفة وامسك يديها ودلفا إلي الحفل.
أدم: ممكن تضحكي وتنبسطي يا نوني .... انتي هنا علشان تكوني مبسوطة وبس.
همست ندي: غصب عني يا أدم.
أدم: طيب لو قولتلك علشان خاطري؟
ابتسمت ندي رغما عنها.
أدم: تشربي قهوة؟
ندي: لو من فنجانك
أدم: تحبي تجربي نوع جديد؟
ندي: ممم لو حاجة انت بتحبها ماشي اجربها.
نظر أدم إلي النادل وهتف: ممكن واحد فلات وايت.
لحظات ووضع النادل كوب القهوة امام أدم الذي ناوله ل ندي.
أدم: اشربي انتي الأول وانا هاشرب وراكي.
ابتسمت ندي وهي تحتضن الكوب بيدها وارتشفت منه رشفة وناولته ل أدم.
أدم: عجبتك؟
ضحكت ندي وهي تقول: شكلك مش هتشرب كوباية قهوة لوحدك بعد كده.
ضحك أدم: هتشاركيني حياتي كلها جت على كوباية القهوة.... ثم همس لها: بعدين كفاية عليا أنى هاشرب مكان شفايفك.
احمرت وجنتي ندي خجلا وابتسمت.
أدم: طيب اقولك على حاجة تضحكك، عارفة لما كنت في الجامعة، كنت دايما قاعد في الكلية عند أحمد و علي، كان في بنت واحد صاحبي معجب بيها، و علي فضل يقوله يا عم روح قولها هتخسر ايه، طبعا هو طول عمره البنات بتحبه مش بيحتاج يروح يقول لواحدة انه معجب بيها، بس صاحبنا التاني ده لخمة شويتين، سمع كلام علي وراح وبدل ما يقولها كلمة عدلة، قالها الشراب اللي انتي لابساه ده حلو اوي، ردها بقي اللي كان غريب، قالتله و انت بتبص علي رجلي ليه؟ قام ضرب لخمة و معرفش يرد و سابها ومشي... عارفة صاحبي ده مين؟
ضحكت ندي ببراءة وقالت بدهشة: متهزرش أحمد؟؟
اومأ أدم رأسه بإيجاب.. فعلي صوت ضحكتها أكثر... نظر لها أدم بابتسامة وعيون مليئة بالحب.: كده تحرميني من الضحكة الحلوة دي طول اليوم، معاش ولا كان اللي يزعل حبيبتي طول ما انا موجود.. تحبي اروح اضربلك الواد الملزق اللي اسمه حسن ده؟
ضحكت ندي: لأ يا حبيبي بدل ما تتشلفط وانت مش ناقص.
ذم أدم شفتيه وقال: وايه لزمتها حبيبي لما هييجي بعدها تتشلفط... انتي مش واثقة اني اقدر اضربه و لا ايه؟
ندي: لأ واثقة، بس لما تضربه وتتعور وأحمد يسألك اتعورت في ايه هتقوله ايه؟
أدم: أحمد لو عرف إنى ضربته هيفرح على فكرة.
نظرت ندي إلى الأرض في خجل واردفت: ممكن متقولش لأحمد على اللي حصل.
أدم: مين قالك إني كنت هاقول أصلا... أحمد لو عرف ممكن ميتفهمش الموضوع، و هو مكنش معانا فعمره ما هيصدق ان محصلش حاجة، و بصراحة عمر ما حد هيصدق ان واحد و خطيبته اللي بيحبها قضوا الليل كله لوحدهم في اوضة مقفولة عليهم، و هو حتي محسش بوجودها جنبه.... بس اوعدك المرة الجاية اللي هنكون فيها مع بعض في اوضة مقفولة علينا مش هتعدي كده خالص.
صاحت ندي: لأ يا أدم انا عمري ما هكون معاك في مكان لوحدنا ابدا.
رفع أدم حاجبه وأشاح بيديه: ايه اللي عمرك ما هتكوني معايا في مكان لوحدنا؟ امال هنتجوز ازاي؟
همست ندي بدلال: انا كنت أقصد قبل الجواز يعني.
ابتسم أدم بمكر: وانا اقصد بعد الجواز يا بيبي.
حاولت ندي ان تغير دفة الحوار فقالت بتوتر: بعد الجوز بقي نبقى نشوف الموضوع ده لسة بدري.... انا هارجع الاوضة عاوزة انام وانت كمان المفروض ترتاح.
احترم أدم رغبتها... فقد كان هو الأخر يشعر بالإرهاق و التعب.
-----------------------------------------------------------------
اما في القاهرة كان العمل على قدم وساق للتجهيزات لفرح علي و سارة.. الذي لم يتبق عليه سوي عدة أيام... فكانا لا يفترقان سوي للنوم... صباحا في منزل علي لاستكمال التجهيزات و مساءا يبحثان عن مستلزمات الفرح
وفي منزل دكتور عمر، تجمعوا جميعا لتناول وجبة العشاء بعد يوم طويل و مرهق.
هتف دكتور عمر وهو يلوك الطعام في فمه: على فكرة يا علي، الرقاصة اللي قولتلي عليها انا خليت حد يتفق معاها و هتيجي الفرح.
نظر له علي بدهشة وعدم فهم: انا!
صاحت سارة: ايه ده انت قولتلي أنك مبتحبش الرقاصات يا علي.
غمز له دكتور عمر و هو يقول: انت نسيت يا علي و لا ايه لما قولتلي علي الرقاصة دي، كانت برازيلية اظن.... انا حتى نسيت اسمها.
ابتسم علي وقد فهم دكتور عمر: اااااه معلش يا دكتور نسيت انت عارف المشاغل بقي.
صاحت دكتورة سهام باشمئزاز: بس مش بيئة اوي جو الرقاصات ده، كنا جبنا مطرب أحسن.
علي: معلش بقي يا دكتورة خليها عليكي، علشان صحابي بيحبوا الحاجات دي، و بتعمل جو حلو برضه في الفرح.
د سهام: اللي تشوفوا يا حبيبي طالما دي رغبتك.
مال علي على دكتور عمر وهمس في اذنه: لما تحب تلبسني حاجة ابقي رسيني الأول، قلشت منك دي يا دكتور.
د عمر: ما انا لو قولتلها انا اللي عايزها هتفتحلي محضر.
ضحك علي: المهم حلوة الرقاصة دي.
قال د عمر متغزلا: وزة، هتعجبك اوي.
اقتربت منهما سارة وهمست: هو انتوا بتقولوا ايه مش عايزنا نسمعه؟
علي: مفيش يا حبيبتي دكتور عمر بس كان بيقولي اناوله السلطة.
ردت دكتورة سهام و الشك يطل من عينيها: كل ده للسلطة، خد يا حبيبي، مش مستاهلة الوشوشة دي كلها... قالت كلمتها الأخيرة وهي تناول طبق السلطة لدكتور عمر.
د عمر: شكرا يا حبيبتي... ثم مال على علي و همس: شوفت اللي انا فيه.
ضحك علي وهمس: ربنا يكون في عونك.
انفجر الاثنان ضاحكين.
قالت سارة بغيرة: على فكرة انا حاسة إنك بقيت بتحب بابي اكتر مني.
مال علي على اذنيها وهمس لها: انا مبحبش حد في الدنيا دي غير سارة.
ابتسمت سارة وهمست: وانت حبيب قلب سارة.
صاحت دكتورة سهام بحدة: انا مش عارفة ايه الحكاية النهاردة كله بيتوشوش.
علي: ابدا، انا بس كنت بقولها تتعلم منك ازاي تعمل أكل حلو كده.
د سهام: والله يا ابني ربنا يكون في عونك، دي مبتعرفش تعمل اومليت حتى... عمرها ما دخلت المطبخ، ولما كنت باقولها تيجي تتعلم عمر اللي كان بيدلعها.
نظر د عمربتحدي ل علي و قال مازحا: ليه هو انت جاي هنا تتجوز بنتي ولا عاوز طباخة؟
ضحك علي: كده يا دكتور وانا اللي باقف جنبك، متقفش معايا.
د عمر: عمتا يا حبيبي اللي انت تعوزه في الأكل قول عليه وسهام تعمله على طول وتبعته ليكم على البيت.
قالت سهام مناكفة ل عمر: ليه يا عمر، هو انت لما اتجوزتني كنت جاي تتجوز ولا كنت عاوز طباخة؟
حاول دكتور عمر ان يمتص غضبها: يا حبيبتي انتي فول اوبشن، كل حاجة فيكي... امال انا اتدبست و اتجوزت صغير ليه، علشان كنت خايف القمر ده يروح مني.
ضحكت دكتورة سهام بدلال: خلاص سامحتك.
علي: لأ ده احنا نسيبكوا لوحدكوا بقي.
صاح دكتور عمر: عيب يا ولد
سارة: يا بابي ما احنا فعلا كلها كام يوم و هنسيبكوا لوحدكوا.
تغيرت ملامح دكتور عمر وقال بتأثر: انا مش عارف هييجي يوم ازاي وادخل البيت و ملاقكيش فيه يا عفريتة انتي، مش عايزين تغيروا رأيكوا و تيجوا تعيشوا معانا هنا؟
مال علي على أذن دكتور عمر وهمس: طيب ترضاها ليا؟
د عمر: الصراحة لأ ، انت حبيبي برضه...
ثم أردف د عمر بصوت مسموع: خلاص سيبوني انا لوحدي هنا.
رفعت دكتورة سهام حاجبها وقالت بحدة: انت مش عايز تقعد معايا لوحدك؟
هتف دكتور عمر مازحا: ربنا من عليا يا حبيبتي ب 27 سنة الحمدلله مقعدتش فيهم معاكي لوحدي، هأطلب أكتر من كده يبقي طمع.
هتفت دكتورة سهام بتهكم: لأ ما انا عارفاك يا حبيبي بترضي بقليلك.
قال علي موجها كلامه لسارة: طيب يلا يا حبيبتي علشان احنا كده هنتأخر.
د عمر: رايحين فين يا ولاد؟
سارة: هنختار نوع الكيك اللي هيكون في الفرح يا بابي.
د عمر: و الله يا بنتي على ايامينا مكناش بنختار حاجة، كنا بنروح القاعه نتفاجأ احنا و المعازيم... بلاش دلع يا سو و متقليش عليه
علي: ده يومها يا دكتور وتعمل فيه اللي هي عايزاه.
ربت دكتور عمر على كتف علي بحنان: ربنا يخليكوا لبعض.
خرجت سارة و هي تتأبط ذراع علي في سعادة.
-----------------------------------------------------------------------
في منزل خالد لم تكن الأمور على أفضل حال.... فكان التوأم لا ينامون إلا قليلا ويبكون كثيرا.. مما اثار جنون يارا.
صاحت يارا بانفعال: خالد بجد مش هينفع تسيبني وتنزل، انا مش هاعرف اتصرف مع الاتنين لوحدي.
خالد: حبيبتي انا قاعد معاكي بقالي 3 أسابيع، لازم انزل الشغل. بعدين انتي معاكي مامتك والناني عايزاني انا ليه بقي؟
يارا: علشان انت ابوهم.
اقترب منها خالد: أبوهم لازم يشتغل علشان يجيب فلوس ويعرف يأكلهم و يشربهم و يدفع للناني اللي بتخلي بالها مهم.
قالت يارا في دلال: انت خلاص بقيت مركز مع الولاد و ناسيني انا خالص.
اقترب منها خالد و لف يديه حولها و هو يهمس: ولا أقدر... طيب تحبي ننزل انا و انتي بالليل سوا لما ارجع من الشغل نتعشي بره؟
يارا: والولاد نسيبهم مع مين؟
ضمها خالد إلي حضنه: نكلم ماما تيجي تقعد مع مامتك و معاهم الناني، و هما ما هيصدقوا.
يارا: موافقة، انا أصلا عاوزة اشتري حاجات كتير أوووي علشان الفرح بتاع علي.
خالد: خلاص هاكلمك لما أخلص شغل اجهزي وننزل سوا، و انا هاتصل بماما تيجي تقعد مع الولاد.
طبع خالد قبلة حانية على جبين يارا وانصرف إلي عمله، كان طوال النهار يفكر فيها و في اطفاله، يفتقدهم.. يتمني لو كان بإمكانه ان يبقي معهم إلى الأبد و ألا يضطر ان يتركهم و لا حتي للذهاب إلي العمل... في المساء عاد خالد إلي المنزل بكل حماس و شغف ، لكنه وجد يارا تغط في بحور النوم.
اقترب منها خالد و ازاح عنها الغطاء و هو يقول: يارا حبيبتي انا جيت، يلا علشان ننزل؟
قالت يارا و هي لا تزال مغمضة العين بصوت ناعس: خالد انا بقالي 3 أسابيع مش بنام، ارجوك سيبني انام.
همس خالد: طيب و الشوبينج، و الفرح، و العشا.
ردت عليه وهي تضع الغطاء فوقها: ولا أي حاجة هانااااااام.
خالد: طيب الولاد نايمين، مش عاوزة تستغلي الفرصة ونخرج؟
يارا: انا باستغل الفرصة أحسن استغلال و انت كمان مفروض تستغلها زيي و تنام، انت عارف معني انهم نايمين دلوقتي ايه؟ هيصحوا طول الليل.
خالد: لأ معاكي ربنا انا هانزل انا.
يارا: هتروح فين؟
خالد: اشوف علي وأحمد ننزل نعمل أي حاجة.
انتفضت يارا: لا خلاص استني انا هاقوم ألبس وننزل.
خالد: ما كان من الأول، لازم اهدد أني هانزل لوحدي يعني.
يارا: بس لو صحيوا بالليل انت هتصحي معايا.
خالد: حبيبتي انتي بتصحي البيت كله، بعدين بنتك ما شاء الله عليها طالعالك صوتها سارينة اسعاف بتصحي اللي في اسوان مش هتصحيني.
وكزته يارا في صدره: بقي كده يا خالد.
هتف خالد متصنعا الألم: ااااه يا قلبي، كده تخبطيني في قلبي.
تدللت يارا عليه و هي تقول: سلامة قلبك.
خالد: انتي كسرتي قلبي واللي كان كان بقي.
قالت يارا في ضيق: بقولك ايه انا هلاقيها منك و لا من ولادك متجننونيش، هتنزل و لا انام؟
خالد: البسي يا حبيبتي وانا مستنيكي تحت، هي الجنونة حضرت خلاص.
كان خالد على الرغم من فرحته بأطفاله، إلا ان حياته الجديدة بوجودهم كانت موترة... دائما يشعر بالتقصير تجاههم وتجاه يارا، التي كانت بدورها تشعر بالتعب والإرهاق والمسؤولية تزداد على عاتقها.
---------------------------------------
وعلى ضفاف النيل بأسوان.... جلس أدم وندي يتطلعان إلي النهر الخالد وقت الغروب... كانت الأجواء ساحرة، لكن أدم لم يستطع ان يخفي الضيق الذي كان يحيط به.
هتف أدم بضيق: انا مش مصدق ان بكرة هنرجع القاهرة، انا اتعودت إنك معايا طول اليوم.
قالت ندي بتأثر: تخيل يا أدم هارجع اشوفك مرة كل أسبوع بس.
أدم: أوعدك هحاول اشوفك أكتر من مرة في الاسبوع، علشان انا مش هاقدر على مرة واحدة دي.
كان يري أدم الحزن الدفين بين مقلتي ندي، فحاول ان يخفف عنها... فغير دفة الحوار
أدم: مش هتوريني الفستان اللي هتلبسيه في فرح علي وسارة؟
ندي: لأ مش هاوريهولك، علشان عارفة هتقولي ضيق عليكي .
أدم: انتي اشتريتي فستان ولا لسة؟
ندي: لسة، بس انا في شكل في دماغي عاجبني عاوزة اشتريه.
أدم: طيب ما توريهولي كده، مش يمكن يعجبني.
ندي: اممم هافكر اني اوريلك صورته.
أدم: طيب اقولك على حاجة أحلي، ايه رأيك ننزل نشتري الفستان سوا اول ما نرجع؟
ترددت ندي: انا عمري ما اشتريت حاجة مع راجل، كنت بانزل مع ماما الله يرحمها قبل ما تتعب، بعد كده بقيت انزل لوحدي.
أدم: عادي انا عمري ما اشتريت حاجة مع بنت، وتبقي حاجة جديدة نجربها سوا، يمكن ذوقي يعجبك.
ابتسمت ندي: هيعجبي أكيد.
أدم: خلاص و انتي كمان تختاري معايا حاجة ألبسها في الفرح.
ندي: انتوا أصلا لبسكوا سهل، هتجيب بدلة سودا وخلاص، أصلا لو روحت باي بدلة من عندك محدش هيلاحظ.
تصنع أدم الغضب: كده يا ندي؟ يعني انا لبسي وحش؟!
ندي: لا مقصدش.. انت شيك اوي، بس اقصد لبسكم سهل.
أدم: يعني مش هتختاريلي حاجة على ذوقك؟
ندي: لأ طبعا هاختارلك.
أدم: خلاص يبقي زي ما هالبس اللي هتختاريه، تلبسي اللي هاختاره.
ندي: ماشي موافقة...انت بتوقعني بس ماشي.
أدم: انا أحب اشوف مراتي لابسة الحاجة اللي تعجبني ولا ايه؟
ابتسمت ندي: ماشي خلاص مش هاقدر أتكلم.
صمت أدم قليلا ثم قال بحزم: ندي انا عايز اطلب منك طلب... ممكن متتكلميش مع اللي اسمه حسن تاني.
ندي: انا أصلا مكنتش باتكلم معاه، لما شفته في القطر كانت اول مرة اعرف ان ده حسن اللي كلمني في التليفون، انا حتى لما بلاقي فرح وجني واقفين مع شباب زمايلنا بامشي، انا فعلا مستغربة من تصرفاته جدا، وزعلانه اوي من جني، كنت فاكراها صاحبتي.. لقيتها بسهولة صدقت اللي اتقال عليا.
أدم: اللي ميعرفكيش كويس ويصدق عليكي اللي مش فيكي ميبقاش صاحبك يا ندي.
ندي: عندك حق، فرح مصدقتش وهزأتهم، لكن جني صدقت.
أدم: صدقت علشان هي عايزة تصدق مش علشان ده الحقيقة.. ابعدي عنها أحسن انتي متعرفيش هي ممكن تأذيكي بعد كده ازاي.
توترت ندي و قالت بحزن: هي ممكن تعمل حاجة تأذيني بيها؟
أدم: اه عادي، هي من الواضح انها من الأساس مكنتش صاحبتك... ممكن تتكلم عليكي في الجامعة، ممكن تعمل مؤامرة مع الحيوان ده عليكي.
اومأت ندي برأسها: حاضر هاخلي بالي و مش هاعرفها تاني... و السنة اللي فاضلالي في الجامعة مش هاتكلم فيها مع حد خالص، مش هانزل الجامعة أصلا.
أدم: لأ مش لدرجة أنك متروحيش الجامعة... مش هتضيعي مستقبلك علشان كلمتين ملهمش لازمة اتقالوا... هتحضري محاضراتك عادي، ولو حد فيهم كلمك نص كلمة اتصلي بيا و انا هاعرف اجيبلك حقك كويس اوي.
نظرت له ندي بامتنان: ربنا يخليك ليا يا أدم.... وانا معاك بجد بحس ان مفيش حاجة في الدنيا ممكن تيجي عليا او تزعلني.
ابتسم أدم بحنان: وانا ممكن اعمل أي حاجة في الدنيا بس علشان اشوفك مبسوطة.... طيب خلي أي حد يضايقك كده وشوفي انا هاعمل ايه.
راوغته ندي قالت: حتى لو أحمد؟
ضحك أدم: بالذات أحمد.
قالت ندي بدلال: طيب انا طلبت من أحمد إني اتعلم السواقة واجيب عربية أكتر من مرة و بيرفض، بيقولي اني لسة صغيرة.
حك أدم مؤخرة رأسه بيديه وقال: هو في دي عنده حق، بس اوعدك بعد ما نتجوز انا اللي هاعلمك السواقة و اجيبلك عربية كمان.
ندي: لو كده ماشي موافقة.
أدم: يلا يا نوني علشان منتأخرش بقي، و علشان تلحقي تجهزي شنطك علشان ميعاد القطر.
ندي: حاضر
انصرفت ندي مع أدم و هي تفكر كيف انقضت الأيام الحلوة سريعا، بينما أدم كان ممتن جدا لهذه الرحلة، و يقول في قرارة نفسه إذا كانت 5 أيام مع ندي بهذه السعادة، فكيف يكون عمره بجوارها.
---------------------------------------
عاد علي إلي منزله باكرا، كان يشعر بالإرهاق الشديد فلم يستطع ان يكمل يومه في العمل، صعد إلي غرفة نومه، خلع قميصه و القاه على إحدى المقاعد، لكنه سمع صوت يأتي من الممر المؤدي إلى إحدي الغرف، تتبع علي الصوت في حذر، فوجد سارة ترتب ملابسها بالداخل ، صرخت هي ما ان رأته وألقت الملابس من يديها في كل مكان.
صاحت سارة بفزع: انت بتعمل ايه هنا؟
ضحك علي وقال بهدوء: انا عايش هنا!
سارة: ايه اللي جابك بدري؟؟
ابتسم علي: حظي الحلو... ثم أردف متسائلا: انتي هنا لوحدك؟
سارة: اه، اتفضل امشي.
علي: انتي بتطرديني من بيتي! امشي اروح فين؟
سارة: بجد يا علي امشي، بابي لو عرف أنك هنا وانا هنا لوحدنا هتبقي مصيبة.
اقترب منها وحاصرها علي بذراعيه فالصقها في خزانة الملابس، كان يستنشق عبيرها، وهو يراقبها أنفاسها المتلاحقة و همس لها: وهيعمل ايه يعني لو عرف اننا هنا لوحدنا؟ هيجوزنا ! حبيبتي فرحنا كمان كام يوم.
دفعت سارة بصدره العاري بعيدا عنها و قالت مفتعلة الجدية: انت قولت اهو، كلها كام يوم.... يلا سيبني بقي خليني أخلص.
ابتسم علي: هو انتي بتعملي ايه أصلا؟
سارة: برتب هدومي.
قال علي بمكر وهو يقترب منها مجددا: طيب ما تفرجيني.
قالت سارة بحزم: لأ
راوغها علي قائلا: هو انتي مش جايبة الحاجات دي ليا؟ ايه المشكلة لما تفرجيني عليهم؟
ردت عليه بحدة: انا ماشية والدولاب كله عندك اتفرج براحتك.
تغيرت نبرة علي إلى الجدية وقال: خلاص متزعليش ، خلصي اللي بتعمليه، انا رجعت بدري علشان تعبان.
قالت سارة بقلق واضح في صوتها: حاسس بإيه يا حبيبي؟
علي: زوري واجعني ومرهق جدا، خليكي وانا هانام في اوضة تانية.
سارة: مامي دايما بتقول اللي زوره يوجعه لازم يشرب شوربة سخنة وليمون، انت اكلت حاجة النهاردة؟
علي: لأ مش قادر أكل خالص، مليش نفس.
سارة: طيب خلاص نام في اوضتك، وانا هانزل أخلص حاجات تحت.
استسلم علي لسلطان النوم فكان يشعر بإرهاق شديد، لم ينم جيدا طوال الليالي الماضية نظرا لتجهيزات الفرح، وانشغاله ببعض الأعمال في الشركة يجب عليها انهاءها قبل الزواج.
استيقظ علي على صوت سارة تهمس بإسمه، كان يشعر كأنه في حلم، فتح عينيه بصعوبة
همست له سارة بحنان: قوم يا حبيبي علشان تاكل... انا طبختلك.
فتح علي عينه و ابتسم: طبختي!! انا لسة نايم وبحلم ولا ايه؟
قالت سارة بصوت مليء بالحنان: مقدرتش امشي واسيبك تعبان، دورت على الانترنت و عملتلك فراخ و شوربة خضار.
ابتسم علي: مش قادر اصدق نفسي.... تململ في سريره وقال، حاضر هاغير هدومي واجي وراكي.
دلفت سارة إلي الأسفل وتبعها علي فوجد السفرة معدة مسبقا بالطعام.
علي: ده انتي مدلعاني بقي.
سارة: يارب بس يطلع طعمه حلو، انا لازم احذرك انا اول مرة أجرب اعمل أكل.
جلس علي على طاولة الطعام، وجلست سارة إلي جواره، تناول ملعقة من الشوربة، وابتسم لسارة بحب وأمسك يدها وقبلها.
علي: تسلم ايدك يا حبيبتي.
نظرت له سارة بتفحص: حلو؟
لازالت الابتسامة تعلو ملامح علي وهمس: حلو علشان انتي اللي عاملاه بايدك.
تذوقت سارة الطعام، بلعته بصعوبة وقالت بخزي: طعم الشوربة غريب شوية.
ضحك علي: انتي حطيتي ايه عليها؟
سارة: بصراحة مش عارفة، هو في الفيديو قال نحط بهارات، وانا معرفتش انهي واحدة فيهم اسمها بهارات فا حطيت من كل حاجة شوية.
ضحك علي: علشان كده طعمها زي حمص الشام.
تغيرت ملامح سارة للحزن واخفضت رأسها وقالت: انا اسفة، متاكلش الأكل طعمه وحش.
علي: لأ ، طعمه حلو، عادي دي اول مرة تعمليه، مش لازم يطلع مظبوط اوي، بعدين كفاية انك عملاه مخصوص علشاني.... شكرا يا حبيبتي.
سارة: شكرا ليك انت إنك أكلت الأكل ده، و الله كان نفسي اعملك أكل طعمه حلو
علي: كفاية إنك حاولتي، المرة الجاية نبقي نطبخ سوا، وانا اعلمك.
ابتسمت سارة: بحبك يا علي.
علي: وانا كمان بحبك.
ابتسم علي و هو يحاول بلع الطعام في فمه، كان يشعر بداخله بفرحة عارمة لمحاولة سارة إرضاءه بشيء حتي لو بشيء قليل، و إن لم تتوفق فيه، فيكفيه محاولتها.
بقلم: أميرة أحمد

•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية

تعليقات