رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم اميرة احمد
نبضات لاتعرف المستحيل
الفصل الخامس والعشرون:
علي اعقاب المنزل...بعد ان فتح بوسف باب الشقة وقبل ان تدخل لارا استوقفها يوسف وهمس لها: تؤتؤ.... مش هتدخلي على رجلك.
وفى خفة وضع يده اسفل ركبتيها والأخرى حول خصرها وحملها بين ذراعيه... تشبثت بعنقه ودفنت رأسها بوجه أحمر في تجويف عنقه.
دخل بها الي الشقة ودفع الباب بركله ليغلقه خلفه.... بهدوء انزلها على الأرض لكنه لم يفك يده من حول خصرها، لف يده الأخرى حول خصرها يقربها منه... نظر الي عيناها وهمس: انا مش مصدق.... مش مصدق ان خلاص انتي في حضني.
ضمها الي صدره أكثر لكنها لم تتحدث بكلمة، كانت تسري قشعريرة في جسدها و وجنتيها احمرت حتي كادت ان تحرق قميصه من حرارتها.
ابعدها عن صدره للحظة... نظر الي وجنتيها المتوهجتين من الخجل.... تحسسهم بأنامله وهمس بابتسامة: لارا..... انتي مكسوفة؟!
لم تجب.... توترت أنفاسها اكثر... ضحك بخفة: بس لارا اللي اعرفها مبتتكسفش مني.... عمتا خلينا نكسر التوتر ده.
اخرج هاتفه وفتح الكاميرا.... هتف بمرح: تعالي نتصور اول صورة في بيتنا كزوج وزوجة.
ابتسمت لارا... ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بنبرة متوترة: يلا.
اقترب منها ورفع هاتفه استعدادا للتصوير... نظرت الي الكاميرا بابتسامة، لكن يوسف لف وجهه فجأة ووضع قبلة رقيقة فوق وجنتها.
ابتعدت عنه وهي تضحك بخجل وهتفت: يوسف... وبعدين.
ضحك يوسف: على فكرة كنت بصور فيديو.... علشان تفضلي فاكرة دايما اول بوسة بينا.
ابتسمت لارا ومالت تلملم أطراف فستانها الكبير واتجهت ناحية غرفة النوم... تبعها يوسف فتوقفت فجأة و التفت اليه وقال بنبرة متوترة: ممكن تخليك هنا لحد اما اغير هدومي؟
رفع يوسف حاجبه بمكر وقال: طيب افرضي احتاجتي مساعدة.
ردت باقتضاب: لا شكرا مش هاحتاج مساعدة.
واتجهت مسرعة في الممر الطويل المؤدي لغرفة النوم.
بعد ما يقرب من الربع ساعة فتحت الباب وخرجت.... ترتدي منامة طويلة من الستان الأبيض بأكمام طويلة... شعرها مربوط إلي أعلي..... خرجت الي غرفة المعيشة وجدت يوسف يجلس علي الأريكة يشاهد التليفزيون و جاكيت بدلته ملقي الي جواره ، رفع عينيه اليها وهي تقف عند مدخل الغرفة وقطب جبينه وتسائل بسخرية: ليه يا لارا؟
حركت رأسها بعدم فهم وقالت: ليه ايه؟
قال يوسف بسخرية وهو يقوم من مكانه: ليه يا حبيبتي ليلة فرحنا لابسالي بيجامة بكم ورابطة شعرك.... حبيبتي انتي بتخرجي في الشارع بنص كم وفكة شعرك... في البيت ويوم فرحنا ولابسة مقفول وبكم.
قالت لارا بارتباك بدي واضح على نبرة صوتها: بس كده مريح أكتر.
اقترب منها يوسف وهمس قرب اذنها وهو يلف ذراعيه حول خصرها: مش مهم... حلوة برضه وزي القمر.
مال ليضع قبلة على شفتيها فابتعدت عنه بارتباك وتشنج جسدها وقالت بصوت متحشرج: مش هتغير هدومك؟
ابتعد عنها واتجه الي غرفة النوم لتغيير ملابسه، دقائق قليلة وعاد يرتدي منامة مريحة.... جلس الي جوارها، لف ذراعه حول ظهرها، ومال على اذنها وهمس: أخيرا قاعدين مع بعض في بيتنا.
اومأت رأسها بالإيجاب دون ان تتحدث... أنفاسها المتلاحقة وصدرها الذي يعلو ويهبط كأنها خرجت للتو من سباق جعلت يوسف يدرك توترها.... اقترب منها أكثر ومرر كفه على ذراعيها محاولا طمأنتها، لكن كلما اقترب كانت ترتجف اكثر لقربه.... مال ليلامس شفتيها بشفتيه لكن زاد ارتجافها ودفعته بكفها في صدره ببطء.... ابتعد عنها قليلا، وجهه يواجه وجهها من مسافة ليست بقريبة.... عقد يوسف حاجبيه وهتف: لارا هو انتي خايفة؟!
ابتلعت ريقها بصعوبة واومأت رأسها بتوتر.
امسك كفها بين راحتيه وهمس: خايفة مني؟!
بعينين زائغتين وصوت متوتر قالت: لأ.... يعني.... أصل.
ابتسم يوسف وأمسك جهاز التحكم وصاح: تحبي نتفرج على فيلم في التليفزيون... انا مش جايلي نوم.
ابتسمت لارا أخيرا وقالت: ماشي.... بس بلاش الأفلام اللي كلها ضرب اللي بتحبها دي.
ضحك يوسف وهو يتصفح الأفلام على التليفزيون: لأ ضرب ايه بس.... هاجيب فيلم فيه قتل على طول.
ضحكت لارا وقالت: يوسف بجد بلاش.... بخاف من الحاجات دي.
نظر اليها بطرف عينه وقال بمكر: ما دي الخطة.... علشان لما تخافي تيجي في حضني على طول.
ضربته على ذراعه بخفة وقالت: بس يا يوسف.... هات فيلم حلو
اخذ يوسف يبحث بين الأفلام حتى استقر على فيلم رومانسي.... بدأ الفيلم ومع مرور الوقت بدأت لارا تستلقي بتكاسل على الاريكة....
حين مر الوقت... وبدأت لارا تستسلم لسلطان النوم... اضجع الي جوارها يوسف وضمها الي صدره وراح في ثبات عميق.
في الصباح.... حين دخلت اشعة الشمس الأولي ونسمة الهواء العليل دخلت تداعب الستائر الشفافة.... فتح يوسف عينه في تكاسل، ابتسم حين وجد لارا نائمة كطفلة صغيرة بين ذراعيه... مد انامله برقة يزيح خصلة من شعرها سقطت على وجهها.... فتحت لارا عينيها ببطء..... نظرت الي يوسف وهمست بارتباك: صباح الخير.
ابتسم يوسف وهو يضع قبلة صغيرة على وجنتها: صباح النور.
احمرت وجنتي لارا وهمست بارتباك: هو احنا نمنا واحنا بنتفرج على الفيلم؟
ابتسم بحنان وهمس بالقرب من شفاهها: اه يا حبيبتي.... نمتي زي الأطفال.
لم ترتجف لارا هذه المرة لكن احمرت وجنتاها بخجل.... اقترب يوسف أكثر ووضع قبلة رقيقة على شفتيها.
سحبت لارا نفسها بهدوء من بين ذراعيه، وجلست على طرف الأريكة وهي تضبط خصلات شعرها بتوتر، كأنها تحاول تشغل نفسها عن ارتباكها.
نظر إليها يوسف بعينين مغمورتين بالحنان...... قامت لارا من الاريكة و هتفت: انا هاقوم اعمل قهوة...... تحب اعملك قهوتك معايا؟!
ابتسم يوسف: القهوة اللي هتعمليها من ايدك هتبقي احلي حاجة دوقتها في حياتي.
دخلت لارا الي المطبخ وعلى وجهها ابتسامة من كلماته..... دخل يوسف خلفها. اقترب منها، وقف خلفها، لمس كفها برقة، وقال:
ــ أنا عارف إنك لسه مش متعودة... ولسه فيه رهبة، بس انا اقصد نقرب من بعض واحدة واحدة. إحنا مش في سباق يا لارا.
استدارت له، بعينين ناعسة من أثر النوم، وقالت بخجل:
ــ أنا مش خايفة منك... بس يمكن خايفة من حاجة جديدة مش متعودة عليها.
ابتسم يوسف ولف ذراعيه حول خصرها وقال: دي حاجة جديدة برضه بالنسبالي...... مش متعود اصحي الاقي واحدة زي القمر في حضني و تقوم تعملي القهوة كمان.
ابتسمت لارا، فضمها أكثر بين ذراعيه لم تبتعد لارا.... بل اكتفت بابتسامة خجولة.... وكأنها كانت إشارة ليوسف ليتجرأ أكثر ويقترب أكثر...... حتي سقطت جميع الحواجز بينهما في صباح مميز سيظل في ذاكرتهم للأبد.
-----------------------------
في الصباح بعد أن قامت نور بصلاة الضحى، دخلت غرفة حياة بعد ان استأذنتها، فتحت الباب بهدوء وجدت حياة تضع بعض الملابس بحقيبة سفرها، وقفت نور عند الباب وهتفت: مش محتاجة تاخدي هدوم قديمة معاكي... بابا قبل ما ينزل ساب فلوس علشان ننزل نشتريلك هدوم يا عروسة.
حياة بعدم اكتراث: مش مهم.
جلست نور على حافة السرير تتابعها بعينيها ثم قالت: انا عارفة انك زعلانة مني.... وعارفة ان اللي عملته امبارح كان غلط.... بس انتي يا حياة كنتي دايما مختلفة.... مبستحملش اشوفك انتي بالذات بتغلطي.
تركت حياة ما بيدها ونظرت إلي والدتها بعتاب وقالت: ليه؟ ليه انا بالذات.... معصومة من الغلط؟
تنهدت نور بألم وقالت: علشان انا وانتي زي بعض يا حياة.... بشوف فيكي نفسي....
اتسعت حدقتي حياة، كبلتها الصدمة فلم تجد كلمات... فأردفت نور بنبرة ضعيفة: يوسف دايما بيغلط محتاج اللي يوجهه، لكن انتي يا حياة من وانتي صغيرة بشوف فيكي نفسي.... دايما محددة اهدافك، عارفة انتي عايزة ايه.... تنهدت نور ثم أردفت: حتي في العيوب يا حياة.... انتي زيي بالظبط.... ضعيفة قدام الحب...... سامحتي فارس بسهولة بعد ما سابك وسافر، زي ما انا سامحت زياد برضه بعد ما سابني واتجوز...... بتعصب عليكي علشان مش عايزاكي تقعي في نفس اخطائي....
كانت حياة تستمع لها ودموعها تنهمر فوق خديها، اخيرا قالت حياة: ليه يا ماما عمرك ما قولتيلي الكلام ده؟ عمرك ما كنتي صاحبتي او قريبة ليا؟
ترقرقت دمعة في عيني نور وقالت: لسة بقولك عارفة انك يعتمد عليكي، بتعرفي تتصرفي... انما اخوكي كنت باجري وراه في كل مكان.... اه كنت بهتم بيوسف اكتر علشان غلطاته اكتر....
بكت حياة بشدة وعلا شهقاتها وقالت بحسرة: بس انا برضه كنت محتجاكي جنبي.
فتحت نور ذراعيها لحياة تضمها بشدة ثم قالت: انا أسفة.
بكت كلاهما، ثم اخيرا تكلمت نور: انا كنت فاكرة اني بكدة بقويكي أكتر.... بخليكي تعتمدي على نفسك أكتر.... مكنتش عارفة اني بحرمك من حقك فيا..... انا فعلا اسفة.... بس ياريتك كنتي فوقتيني من الاول.
ربتت حياة عليها بحنان ولم تعقب.... الجرح بداخلها كان كبيرا لكن الحب كان أكبر.... لم يستطع قلبها أن يقسو على من وهبتها الحياة.
مسحت نور دموعها بخفة، وقالت محاولة ان خفف عن حياة: يلا يا عروسة بقي علشان ننزل نجيب الحاجات اللي نقصانا مفيش وقت.
رفعت حياة عينها وقالت: طيب واللبس اللي هنا ده يا ماما؟
ضحكت نور: انتي عروسة يعني لازم لبس جديد في جديد، ثم غمزت لها وقالت: كمان عايزين نشتري لبس العرايس ولا عايزة الواد فارس يزعل مني.
احمرت وجنتي حياة ووضعت كفها علي فمها تداري ضحكتها.
حياة: حاضر يا ماما هاجهز وننزل على طول.
نور: يلا انا كمان هاروح اجهز.
وقفت نور قبل ان تخرج من الباب والتفت لحياة وقالت: على فكرة كنت قلقانة عليكي امبارح.... كنت خايفة وعايزة اطمن عليكي بس لما شوفتك كويسة قدامي اتحول كل القلق لعصبية انك اتاخرتي ومكنتيش بتردي عليا.
لما تنتظر نور منها رد بل خرجت واغلقت الباب خلفها وتركت حياة تعيد ترتيب افكارها كما ترتب حقيبة سفرها.
------------------------------------------------
فتح عمر باب المنزل ودخل بهدوء، عاد من عمله مبكرا حيث انه يشعر ببعض الإرهاق، المنزل هادئ يكاد لا يسمع فيه صوت، خلع جاكيته ووضعه علي اقرب مقعد، اقترب من غرفة النوم و سمع نحيب حنين من الداخل، فتح باب الغرفة وقلبه يكاد يخرج من ضلوعه من القلق...... وجد حنين تجلس علي طرف السرير تمسك بيدها صندوق صغير به سلسال فضي يحمل قلب به حرف S
ذهل عمر من بكائها، تجمد مكانه ينظر لها و قد بدأت ملامحه تتغير للحدة.
حين شعرت حنين بوجوده رفعت عينيها، اتسعت حدقتيها حين رأته ووقع السلسال من يدها وصرخت بضعف: والله يا عمر مش زي ما انت فاكر.... انت فاهم غلط.
اقترب عمر منها وقال بحدة: ليه يا حنين؟!
تمتمت حنين بنبرة ضعيفة: انت فاهم غلط.... انا....
قاطعها عمر: فاهم ايه؟ فاهم أنك بعد كل ده لسة بتحنيله؟ بتعيطي عليه بعد كل اللي عمله فيكي!! افهم ايه؟!
شعر عمر بالنار تأكل في قلبه، صرخ فيها بحدة: كل مرة كنت باقنع نفسي إنك نسيتيه، أنك بتتحسني، لكن واضح أنك عايشة في ذكرياتك.
همست حنين بصوت مبحوح من كثرة البكاء: عمر.
قال عمر بنفس الحدة والعصبية: لحد امتي هتفضلي مش شايفاني، مش حاسة بيا.... لحد امتي هافضل حاسس إني بتنافس علي قلبك معاه؟؟
قالت حنين بصوت مرتبك ودموعها تنهمر فوق خديها: عمر... انا مش قصدي.... انا بس مش قادرة اتخيل انه مات....
قاطعها عمر بأنفاس متصاعدة من الغضب: انا تعبت... تعبت يا حنين وانا حاسس اني مش كفاية علشان تحبيني.
اتجه عمر مندفعا ناحية باب الشقة مرة اخري، اخذ جاكيته وفتح الباب... انطلقت حنين خلفه تهتف باسمه لكنه لم يجيبها، صرخت تستجدينه ان ينتظر، نظر اليها وهو يغلق الباب خلفه وقال بحدة: انا هاخرج علشان مقولش حاجة اندم عليها بعدين.
اغلق الباب خلفه وانطلق كالإعصار، جلست حنين علي الأرض تبكي بحرقة وهي تضع راسها بين كفيها...
بعد منتصف الليل..... حنين تجلس في غرفة المعيشة، عيناها متورمتين من أثر البكاء، قلبها يعتصره الألم من خوفها علي عمر، خوف من ان تفقده، او يبتعد عنها... خوفا من ان يصيبه مكروه وهو على هذه الحالة.
أخيرا شعرت بمفتاح عمر يدور في الباب.... وقفت مسرعة على باب الغرفة، دخل عمر من الباب بهدوء، لم يعيرها أي اهتمام... توجه مباشرة نحو غرفة النوم... ملامحه يبدو عليها الإرهاق، رابطة عنقه غير مرتبة، و يحمل جاكيت بدلته علي ذراعه.
دخل عمر غرفة نومه، بدل ملابسه سريعا، واستلقي على طرف السرير، دخلت حنين الغرفة بهدوء وجدته مستلقي علي السرير يدير لها ظهره، وقفت امام السرير في تردد تفكر، رفعت طرف الغطاء بهدوء و استلقت بجواره.
عيناها معلقتين على ظهره، عضلاته تبدو مشدودة من شدة غضبه.... مدت حنين كفها ببطء ولمست ظهره....... لم يتحرك، همست باسمه فلم يجيبها.
همست حنين بصوت مرتبك حزين ودموعها تسيل على وجنتيها: انا اسفة... اسفة يا عمر مكنش قصدي اجرحك... مش عايزاك تبقي زعلان مني.
لم يجيبها عمر... بقي على نفس حالته، اقتربت منه حنين أكثر، ضمته من ظهره، لفت ذراعها حوله حتى امسكت بكفه بين يديها، ضغطت على كفه وهي تقول من بين دموعها: سامحني يا عمر ومتسيبنيش.... انا مقدرش أعيش من غيرك.
شهقت حنين من بين دموعها، التف عمر لها ببطء، ضمها الي صدره بحنان دون ان يتكلم.
همست حنين وهي تدفن راسها في صدره: عمر انا عايزاك تصدقني... مفيش غيرك في قلبي... انت دنيتي كلها يا عمر... انا سيبت اهلي وحياتي وجيتلك انت... انا بس... هو صعبان عليا مش اكتر.... مش عارفة اصدق لسة انه مبقاش موجود... وبرضه مش عارفة اصدق انه عمل فيا كده.... احداث كتير حصلت مكنتش مستوعباها ... مكنتش بعيط علشان لسة بحبه... كنت بعيط وجع.... حاسة أنى انا السبب في اللي حصل... وانا السبب انه مات...
احكم عمر قبضته حولها وقال بصوت مبحوح: اوعي تقولي إنك انتي السبب... انتي ضحية... مجني عليها... وموته كان قضاء وقدر.
بكت حنين في حضنه كما لم تبك من قبل، علي نحيبها، ارتعشت بين ذراعيه من شدة البكاء... كان عمر يربت علي ظهرها بحنان برغم الألم الذي يعتصر قلبه... يحاول ان يجبر كسر قلبها، وقلبه مكسور منها.
أخيرا بدأت حنين تهدأ، تأخذ نفسها بانتظام، رفعت عينيها الي عمر وهمست بصوت ضعيف: عمر... سامحني.
ابتسم عمر بألم وقال: حنين.... انا بس نفسي مرة أحس إنك بتحبيني.... أنى فعلا في قلبك... نفسي تنسي الماضي بكل اللي فيه و تبتدي حياة جديدة معايا..... انا جنبك يا حنين و مش هاسيبك ابدا... بس انا انسان... طبيعي ازعل واضايق واضعف.... بحتاج أحيانا كلمة منك تقويني.
دفنت رأسها في صدره أكثر وهمست: خليك دايما جنبي يا عمر... وانا مش عايزة ابعد عنك ابدا.
اغمضت حنين عينيها في هدوء وراحت في سبات عميق... وكذلك عمر، لف ذراعه حولها وأغمض عينيه المجهدتين، غفا كل منهما في حضن الاخر يلتمس فيه دواء لأوجاعه، ألم يكسر قلب كل منهما، جرح كبيرة وغفران أكبر.