رواية عشقت إمرأة خطرة الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم ياسمينا احمد

 رواية عشقت إمرأة خطرة الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم ياسمينا احمد

"الرابعه والعشرون"

"صبا&زيد"

المشاعر المتبادلة بينهم والشوق الجارف لتنعم بالحب هو من دفعهم لنسيان من يسيطر على الآخر أولا من يكون سيد القرار فلتذهب كل القرارات إلى الجحيم وليحيا معا جحيم هذه اللحظات التى لن تتكرر .
‏لهث وهو يقترب منها ويخلع عنه عباؤئه ترجعت خطوة فتبعها كالمغناطيس كانت تجذبه نحوها ولا يعرف سبيلا للفرار وضع يده خلف ظهرها ليتحسس موضع سحابة الفستان فهمست بحرج وهى تعض شفاها :
‏-زيد ..
اذراء ريقه من ايقافها له ولم يقف طويلا عند حرجها وهدر بسخرية يشوبها بعض الملل:
-صباااا ما تقوليش اسمى بالشكل دا تانى كد مش فى مصلحتك

تبسمت وابتعدت عنه لتشير له بطرف اصبعها برجاء:
- ادينى بس عشر دقايق
ثوان محي المسافته بينه وبينها ليقول بتشبث:
‏-خمسه بس
أومات بالقبول وهى ترد:
-خمسه بس

تحلل من أزار قفطانه ليعود لتسرعه:
- خمسه كتير خليهم اتنين
تراجعت بعيدا عنه ليتبعها لتهتف بتعجب :
- لا كتير خليهم دقيقة ونص

أجاب مشيدا باقتراحها:
-انا بقول كدا برضو دقيقة حلوة خالص

كانت استدرجته الى باب الحمام الملحق لتدخل إليه وتغلق الباب من خلفها فثوان إختفت من أمامه لينصدم بالباب الذي أغلق بوجه بغته صر على أسنانه وأغمض عيناه متمتما بغيظ:
-الصبر من عندك يا رب

""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"""

"فى منزل شاكر "

غفيت "مريم"بالطريق ورغم تحذير "ونيسه" من اخذها معها لكن هى أصرت حتى تعد"مريم"نفسيا لكره "صبا"
وأصرت على ضمها إلى أحضانها كى تمهد لدخول نهى المنزل على ارض صلبه،وصلت الى منزلها والتقطتها "نهى "على الفور :
-كل دا تأخير
لوت والدتها شفاها وهى تجيبها:
-احنا كمان مشينا قبل الفرح ما يخلص
اتسعت عيناها وكأنها كانت منتظره العكس سألت بصدمه:
-هو الفرح اتعمل ؟!

نظرت والدتها بدهشه وسألتها :
-مالك يا نهى انتى كنتى مستنيه أيه؟

اشاحت بوجهها لتخفى أثر دهشتها وردت بارتباك :
- ولا حاجه

همت بالعودة الى غرفتها وهى تحمل مريم بين أحضانها
لكن منعتها والدتها مصره على معرفة ما كانت تنويه فهى متأكده من ان وراء ذلك شئ آخر :
- انتى هتخبى عليا ما تقولى كنتى ناويه على ايه ما انا كمان عايزه مصلحتك

ظلت مكانها متردده فى الاحابه لا ينبغى أن تفصح عن الحدائق التى تحترق بداخلها ألم النفس عورة لابد سترها اليوم أهان زيد كرمتها ودعس قلبها أسفل قدمه وما فعلته بفستان زفاف صبا لم يكن شيئا أمام وجعها حاولت إفساد هذا الزفاف لكن لم تنجح جهودها ،لم يكن التأخر الزواج سببا لفعل ذلك لكن انتظار شخص بعينه وتركه لها هو من كان دافع لفعل هذا وأكثر بل لحرق مدينه كاملة، انتظار الاشياء التي لا تأتى أكبر وجع.
استكملت طريقها للعوده راضيه بحضن مريم هذه الليلة ولترك حبيبها لحضن صبا.

""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"""
"فى مكتب فايز"

كان يجلس"عماد" بوجه والده الذي يتحدث اليه بجديه ويسأله عن نتائج ما كلفه به:
-عرفت مين اللى دخل اوضة صبا وقطع الفستان

كان عزيزا على نفس "عماد" أن يعترف بالفشل لكن ما باليد حيلة فهو لم يصل لشئ :
- لا ما عرفتش يا حاج

ابتسم نصف ابتسامه هازئه واشاح بوجه بإنفعال وهو يقول:
- اهو دا اللى بأخده منك

اشطاط عماد من زجره وهتف بضيق:
-هو انا كنت ساحر الببت انهارده كان فيه فوق الخمس تلاف نفر هعرف ازاى ؟!

لوح له فايز وصاح متسع العينان :
- هما يعنى الخمس تلاف نفر كلهم مشكوك فيهم صفيهم يا ابنى اتعلم حاجه قبل ما أموت نفسي اشوفك يعتمد عليك فى حاجه

لم يفهم" عماد" والده ولم يهتم بفهمه يوما كل ما يريده هو ان يكون الكبير بما ان الامنيه هذه إجتثت فلن يهتم بأي شئ بما انه اختاره أن يكون ضمن القطيع المساق تحت إمارة زيد فلن يجتهد فى شئ سوى بوصوله إلي منصب نائب الدائره ،قال متأثراً:
-تعتمد عليا بعد ما خليت ابن أخويا كبير العيلة ومن قبله كنت مختار" نادر" انا شفاف بالنسبالك

نظر له فايز وقد سئم شعوره هذا رغم انه لم يقصر أبداً فى محبته بل اوضح حبه اكثر عندما تغاضى عن جملة أخطاؤه وتمسك به بعد كل ما يفعله ،مال بجسده على المكتب ليهتف بصوت خفيض وحاد:
- انا مش عارف ازاى شايف نفسك عندى كدا ؟يا ابنى انت اللى اتعمل معاك ما اتعملش مع غيرك فى حد قدر يوصل لدرجة اخطائك وفضل موجود بينا فى حد معروف وسخته وديلة النجس وسايبه ياكل من أكلى إنت وصل فجرك إنك طعنت إبن أخوك وسبته فى المزرعه بينزف بين الحيا والموت يعنى عملت جريمة كاملة ومع ذلك لسه عايش معايا واتسترت عليك وامرت زيد يخبى حتى على امه ولحد اللحظه اللى انت قاعد فيها قدامى دى بتغلط واللى يغيظ بصحيح إنك شايف نفسك مش غالى عندى

وجه "عماد"تلون بالسبع ألوان لم يعرف اين يرمى نظره بعيدا عن نظرة والده الثاقبه ،سكت محتارا بما يجيب لكنه قرر نفض ما فى قلبه حتى ينتهى سأله بحزن:
-اومال ليه بديت زيد عنى ومن قبله نادر ،انا الوحيد اللى ما اخدتش حقى حتى وانا شاب حكمت عليا اتجوز واحده ومعاها عيل انا اتذليت معاها ما ارتحتش معاها لحد هذه اللحظه انا...

قاطعه والده محتدا:
-انا انا انا ...هو ايه انت مش شايف غير نفسك ونيسة مين اللى مش عاجباك دى ضفرها برقبتك اوعاك تكون مفكر إنى ما كنتش عارف إنك كنت عايز تكوش على كل حاجه تخص نادر حتى مراته ،اوعاك تقلل منها ونيسه متربيه فى بيتى وزيها زى بنتى ،انت ما كنتش تحلم بيها اصلا ولا كنت هدخل بيتى واحده زيها لحد ما تموت كونك ما ارتحتش معاها فدا منك من معاملتك انت مش لاى حد يد فيها انت اللى مش عارف تصون النعمه .
اضاف بضيق اكبر وكأنه سيقتلعه من مكانه:
-صحابة النبى كانوا بيتسابقوا على الزواج من الأرامل مين انت عشان تعترض على ارملة ،ونيسه دى الحسنه الحلوة اللى ف حياتك

اهتز بغضب من وابل الكلمات القاسيه التى رجمها به والده وأخرسه يفهم كل ما قاله ويعيه لكن النفس لها آراء وتحليلات مختلفه عن الورقه والقلم النفس أمارة بالسوء
زفر ليهدأ قبل محادثته قائلا بتعب :
- خلاص كدا يا ولدى ولا عايز تضيف حاجه تانيه

لوح بيده بيأس والده لن يتغير وياليته فقط لم يتغير بل يخشي ان يتوحش ويكون سبب فى تفكك العائله فهتف باقتضاب:
-تصحى الصبح تروح مكان زيد فى المعرض امسك الشغل لحد ما ينزل هو أجازه

رفع احد حاجبيه متعجباً ليسأل:
- وانا كمان الحملة بتاعة الانتخابات بتاعتى قربت
رمقه ابيه بتحدى وهو يهتف:
-و لو ما شفتش شغل المعرض مش هتلاقى تمويل لحملة الانتخابات بتاعتك
تهجم وجهه من هذا التقيد وكظم غيظه ،ليستأنف والده حديثه بشئ من الرفق :
- زيد مش هياخد اجازة اكتر من اسبوع ،عنده معرض فى القاهرة مفتوح وعايز يتقفل .

حرك "عماد"رأسه بالقبول رغما لم يفهم ابدا حب والده الغريزى له دوما يشعر بالنبذ على الرغم من ان والده يعرف إمكانياته ويحاول التصرف على قدرها .

""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"""
جلس زيد منظرا خروجها لكن رأسه إنشغل بكل ما قاله له جده سابقا وكأنه انتصب أمامه ليحذره من جديد من الاستسلام الكامل تحت إمرة صبا أخرج سيجارة لينفث ما به من ضغوط جالسا فوق كرسي كبير فى منتصف الغرفه منتظر الخطوة التالية التى ستقربه من نعيم صبا لازال يفكر فى كل ما مضي وقلبه ينبض بقوة خشية من تنهدم كل فرحته على صخرة الخداع ماحدث سابقا من رياض لم يكن له سوى دليلاً واحد بقى القليل ليعرفه ،نهره نفسه لشكه بها لكن كما قال جده لا حياة تبنى على ضفة الشك الشك موجه عالى وسيعصف بأي جدار يقام على ضفافه فى أى لحظه،لن ينكر أنه يخشي ان تكون خدعته ولن ينكر أن قلبه الاحمق قد يبتلع كذبتها وخداعها لأجل تعلقه الطفولى بها .
اشتدت انفاسه وراح يغرق اكثر فى دخانه حتى كاد يختنق الطبول تقرع فى عقله مستعده لهذا بدا يخشي الصدام ويخاف الاقتراب منها ويتضاد مع ذلك عقله الذي يحدثه بأن يبتر الشك من جذوره ويتقبل النتيجه كما تكون.

اخيرا خرجت "صبا " فخرج من غمرة افكاره على وجهها الحسن تخلت عن كامل زينتها وخرجت ترتدى ملابس جديده منامه بيضاء ذات أكمام طويلة لا ينقش بها سوى حروف بلغه أجنبيه فوق الجيب بمعنى "برنسيسه" منحته ابتسامه خفيفه وجلست امام المرآة رائحة الخوخ الطازج كانت تنبعث من جانبها رائحه ذكيه جعلت لعابه يسيل ،جاهد البقاء مكانه والتريس فليترك لها الحبل قليلا حتى تأتى بقدمها وتمسك بالصبر قليلا حتى لا يضيع هيبته أمامها ،استمرت بوضع المركبات من اللوحه التى امامها لم تترك صنف الا واستخدمته .
هتف ممازحا وهو يشير الى احد الجوانب :
-لسه فى واحد هناك ما حطتيش منه

اشارت نحو اشارته وهتفت تتصنع البراءه:
-قصدك دا .. لأ دا بتاع الصبح

زفر من ثقلها وتعمدها الواضح فى إشعاله وتشويقه لكنه كان أهدأ لقد مرت سنوات وهو وحيدا فلا يضر ابدا بإنتظار ساعة أخري رغم ان هذا كان صعب على نفسه
أمام هذا التشويق الذي يعيشه معها من أشهر ،استمرت هى بالتزين وأمسكت بأحد العبوات لتضع طلاء الاظافر على اظافرها سألها زيد بتذمر :
-بتعملى ايه ؟
اجابت وهى منهمكه فيما تفعل بتركيز:
- بحط مانكير
امتعض وجهه وسألها هازئا:
-وأنا هعمل ايه بضوافرك يا صبا ؟
اجابته متصنعه البراءه:
- الله مش لازم ابقى حلوة عشان جوزى

سألها وصبره يكاد ينفذ:
- مش كانت الماكيره حطالك اصلا
هتفت بجدية ولازالت تنظر الى أصابعها بدقه:
- لا مش لايق على البجامه
هب من مكانه وهو يقول :
-اللهم طولك ياروح ،انتى كدا بتستهبلى بقى وانا هعرفك ازاى تستهبلى عليا

نظرت الى انعكاسه فى المرآه وقبل أن تتفادى أى شئ كان فوق رأسها يحملها بين يديه صرخت عاليا :
-المناكير لسه ما نشفش هيوبظ الدنيا

نظر لها وهو يحملها بين يديه مضيقا عينه :
- وهينشف إمتى ؟
اجابة برقه:
-على طول
أمرها بحنق:
-هاتى ورينى صوبعك
استجابت لترفع يدها امام ناظريه فنفخ بلطف انفاسه تجاهها وهو يحملها بين يديه ،كانت تنجرف له بقوة لكن تود التمهل حتى تحصل على ما تريد ،وما تريده هو أكبر أحلامها "زيد "ملكا لها ولها وحدها لن ترضى بأى شخص شريك فهى عشقته وهى فى العشق أنـانـيـه .
انتهى بأن وضع قبلة على يدها وهو يسألها :
-نشف
أومأت بالايجاب فإبتسم ابتسامه واسعه وخطى متقدما ،هتفت هى متعجله:
-استنى بس عايزه أقولك حاجه
تجاهل هتافها وتحرك صوب وجهته وهو يقول محركا حاجبيه:
-عندنا ليلة طويلة نبقى نتكلم طول اليل
تجاهل رنين هاتفه تماما وسقط معها على الفراش وحاصرها واقترب منها يحدق لها بتمعن اتضح عليها الارتباك وتلون وجهها عندما شعرت به يميل صوبها رفعت يدها لتحرك اطراف اناملها على وجنته وهى تعلق عينها بسوداوية عيناه و تحدثت برقه :
- زيد ،إوعدنى أكون لوحدك فى قلبك

مال ليقبل وجنتها وهو يقول :
- ما انتى كدا فعلا
دفعته برقة مجدداً لتعيد الكره :
- لأ أوعدى الاول انى هبقى انا وبس

انزعج من اقصائها له ودقق النظر كي يصل الى ما تفكر به ،فسألها :
- تقصدى ايه ؟!
اجابت وهى تحاول اقناعه :
- اقصد ما تجوزش غيري يا زيد
تبدلت ملامحه واتضح بشده استيائه وهدر بإنفعال:
-يعنى إيه إنتى بتساومينى
تنحي عنها ليسقط جوارها وقد إشتد ضيقه كانت حركة غبية منها أن تطلب منه طلب كهذا فى توقيت مثل هذا لم يعهدها مستغله ولم يتوقع منها هذا وكيف يعاهدها بما اتفق عليه سالفا ،استدارت باتجاه وخشية فقدانه نظرت له وتأكدت ان زيد خرج تماما من سيطرتها فهمت بإعادته ومسحت على وجنته بلطف قائله بحنو:
-زيد حبيبى ،انت زعلت
امسك بيدها ودفعها بعيدا عنه فأسرعت بالتودد له قبل أن تفقده كليا:
-خلاص يا زيد ما توعديش مش عايزه منك وعد قول انك هتحاول بس
زحف ليلتقط هاتفه ويقرأ الرسائل المتواليه على شاشته ،اغلبها كان من نهي :
-مريم بتعيط وعايزه تكلمك
نظر باتجاه"صبا"وسألها بدهشة:
-هى مريم فين؟!
مطت شفاها وعصرت رأسها لتذكرها لقد نسيتها فى غمرة المشاعر التى عاشتها معه واجابت:
-مش عارفه انا شفتها مع طنط ونيسه آخر مره
التف الى هاتفه وشرع بالاتصال ب"نهى" والتى لم تغب فى الرد ،سألها مباشرا:
-فين مريم؟!

أجابته بصوت لائم :
-مريم فى حضن خالتها عيطت كتير قبل ما تنام كان نفسها تسمع صوتك
اذداد ضيقا من وصول ابنته لها وصاح بانفعال:
-اي اللى ودى مريم عندك يا نهى بنتى مش بتبات غير فى حضنى
تباردت تماما وهى ترد على سؤاله بسؤال:
- والله انت متأكد إنك لو خدتها هتنيمها فى حضنك اليله

ازاى بعد ما جبتلها مرات أب وفضلتها على خالتها اللى هى أمها التانيه
انزعجت"صبا" من محادثته لها بهذا التوقيت واشتعلت نار الغيرة بعد سماع هذا الحوار سحبت الهاتف من يده لترد بحنق وقوة:
- مريم مكانها محفوظ سواء اتجوز أو لأ يا ست نهى أما بالنسبة لمكانك انتى فدا اللى مش متأكده منه عشان كدا بقولك إشبعى من مريم انهارده على قد ما تقدري لأن بعد كدا مريم مش هتعرفك تانى أه و ابقى غطيها كويس .
اغلقت الهاتف دون انتظار إجابه منها بعدما أفحمتها

وأغضبتها بشكل كافى ،ظل زيد ينظر لها مدهوشاً كيف لتلك النمرة الصغيره كشف مخالبها بهذه السرعه نظرت هى الاخرى باتجاه ورفعت حاجبيها بتحدى فهتف بإعجاب
‏-دا ايه اللى انا شايفه دا القطة بقت بتعرف ترد و تخطف التليفون منى وتخربش
أشارت بأصابعها لتقول مازحه:
- ولو اعترضت هخربشك انت كمان
ضحك ليخطفها الى أحضانه هاتفا بإستنكار:
- و القطه هتخربشي بالمناكير دا
ضحكت على مزاحه لتجريه بالمزاح:
- أغير اللون لو مش عاجبك
اوقفها متوسلا بدراما :
-ابوس ايدك كفايه كدا الليلة هتضيع على صوابعك
قهقت معه وساد بينهم حالة من الانسجام والضحك ،رغم ان زيد لم يترك مريم تنام بعيداً عن أحضانه ولا مرة لكنه كان يفكر جدياً فى الذهاب لبيت جدتها وجلبها بعد الانتهاء مع صبا ،صوت هرجلة واقدام متلاحقه خارج الغرفه جعله يتوقف يضم حاجبيه متسائلا:
-إيه الصوت دا ؟
وقبل ان تسمع صبا ما يسمعه ،طرقات الباب وندائات متواليه بإسمه جعلت صبا تنتفض فزعا وثب هو الآخر عن الفراش ليقول هازئا:
-عليا النعمه المونكير بتاعك دا اللى غفلقها

استمرت الطراقات فتحرك صوب الباب ليجيب الطارق المتعجل :
- فى ايه انا جاى أهو

فتح الباب ليجد أخيه بلال بوجهه يخبره بصدمه:
-إلحقنا يا زيد ماما تعبانه جدا واغمى عليها

لم يتوقف مكانه ركض صوب غرفتها سماع أن والدته فى خطر أنساه الدنيا وما عليها ،دخل إليها ليجدها مغمضة العينين وجبهتها تقطر عرقا وشفاه زرقاء قاتمه حاول افاقتها لكنها تلتقط انفاسها بصعوبه زعق محتدا:
-كلموا الاسعاف بسرعه
اجابه "يحيي"والذي انخرط بالبكاء:
-كلمناه وجاى

اتجه نحو غرفته ليرتدى ملابسه ويأخذ اغراضه ويستعد للرحيل معها عاد الى صبا والتى كانت تقف مرعوبه ومشتته لا تعرف ماذا يحدث ولملم اغراضه اقتربت لتسأله :
-فى ايه يا زيد؟
اجاب وعيناه تكاد تزرف الدموع:
-امى مغمى عليها وطلبنالها الاسعاف
استدار وخرج من الغرفه وتركها واقفه متحيره لا تدرى ماذا تفعل اتذهب ورائه أم تنتظر عودته لوت فمها بانزاعاج وقالت:
-انتى هتعندى من اولها يا ونيسه

"ونيسه"
خرجت من القصر بين الحياة والموت القصر الذى دخلته ابنة السادسه عشر زوجه ل نادرالواصل وكنه لفايز الواصل وزوجته فلم يتخيل أحد أنها ستعمر فى منزل كهذا خاصتا والمعروف عنهم بالشده الصرامه وخاصتا بسن كهذا ،نجحت ونيسه بالاستمرار فى العيش رغم تحكمات أم زوجهاورغم النار التي اشتعلت بعد حضور بشري وزيادة المشكلات فى فترة من الفترات تجاوزت هذا ، لكنها فقدت قواها بالكامل عندما شعرت بعودة زمن وشعورها بضياع إبنها وأى ضيعه أنه ضاع فى غيابات "إبنة عدوتها" الليلة كانت أصعب من تحملها، خرج من خلفها الجميع لم يبقى أحد خلفها سوى "صبا" وحدها فى القصر لم تركض خلف زوجها ولا أمه بقيت وحيده فى قصر كبير ،لم يذكرها احد ولا حتى زيد فأمه سلبت كل تفكيره ومحت كل شيء قاد سيارته وعينه متحجره قلبه يتفتت أمه هى اهم ما يمتلك لقد تربى يتيما ورأى بعينه حياتها المعذبه ورأى إهانتها المتكرره برغم انه كان يحاول الدفاع عنها لكن ابدا لم يشعر انه أعطاها حقها أو دافع عنها وحماها كما يجب، ربته بصعوبه وحاولت أن لا تدخله فى مشكلاتها تحملت من أجله وتمسكت به هى الوحيدة التى كان يشعر أنها تريده لم ترفضه كالبقيه هى كانت أمانُه شريط حياته مر امام عينه من وقت ما تركه والده فى عمر الثامنه يذكر جيدا يوم وفاة ويذكر اصرار جده على الوقوف فى بداية الصف واخذ العزاء الكل كان منهار وفاة كانت مفاجأة صادمه بعد مدة لم تزيد عن سنه قرر جده زواجها من عمه عماد لم يُخفى عماد نبذه ل زيد أو يحاول معاملة بلطف بعكس عمه حسين تماما الذى انفصل عنهم بعد وفاة ابيه ،عماد كان دوما يعنفه دون داعى ويضربه بقسوة على أتفه الاسباب ونالت والداته ضعف ما ناله لم ينسي اليالى التى كان يسمع صوت آلمها وصراخها
عانت كثيرا تحت سقف هذا القصر وقد كان خيرا شاهدا

وصل الى المستشفى

وتمت الاسعافات سريعا لكن الحالة كانت متأخره للغايه وعلى الفور دخلت الى العنايه المركزه بين الحياة والموت

لاء احد يعلم السبب القلب يوشك على التوقف والنفس شبه مقطوع ،كل هذه الأعراض التى ظهرت فجأة جعلت

"زيد" يوجه اصابع الاتهام إلى زوجها وعمه "عماد" الذي يقف بالطرقه،هرول باتجاه وامسك بتلابيه بعنف وصاح من بين أسنانه بغضب عارم :
-عملت فيها ايه ؟! عملت إيه ؟!

نفس التوتر السائد بين الجميع كان يسيطر على عماد حاول التخلص من يده وهو ينهره:
-انت اتجننت يااد انت بتمد ايدك عليا

ابي "زيد"تركه وتشبث به اكثر وهو يزمجر بعنف:
- دا انا لو اتاكدت ان اللى هى فيه دلوقت بسببك هنهيك أقسم بالله ماحد هيرحمك من إيدى

دخل معه عماد فى عراك ووالديه امامه يحاولا فض هذا الاشتباك ورد عليه عماد بتعصب:
- انت مفكر نفسك مين يا عيل انت، دى مراتى عندى منها والدين وإذا كان على اللى حصلها ماشكتش ليه ان انت السبب فيه وسبب جوزتك حد يقدر يعاقبك على جوازتك دى يا سي زيد ولا انت تقدر تسيب مراتك عشان أمك ولا انت مش فالح غير فى انك تبوظ حياة غيرك .

توقف زيد عن مشاجرته وتصنم مما قاله وتركه يوكزه بصدره الموجوع ،يالت قلبه يتوقف الآن عن النبض ياليت يغادر الحياة بأكملها الحياة التى لم يعيشها كما يجب ولا يتمنى .
دقائق وإمتلاء الرواق بالناس "حكيم وعامر وبثينه " التى تصيح بنواح :
-ونيسه يا اختى يا حبيبتي مالها الغاليه مالها اختى اللى ما جابتهاش أمى .

قابلتها مها بسرعه لتحتضنها وتربت على كتفها و انهارت فى البكاء،واسي حكيم عماد وكذالك زيد الذي يقف
متجمد فى مكانه :
-قلبى عندك يا زيد
سأل عامر بفضول :
-ايه اللى حصل احنا سايبنكم كويسين
لم يكن لزيد علم أو حتى إجابه ظل كما هو متجمدا

سألت بثينه بنشيج:
-مالها ونيسه مين زعلها ؟!
رفعت مها كتفيها وهى تجيبها :
-ما اعرفش احنا سيبناها هى وابو بلال طالعين سواء
وبعد ما خلاص كل واحد دخل اوضته سمعنا عماد بيزعق وبينادى على بلال كلنا روحنا لاقينها واقعه من طولها وحالتها وحشه أوووى

كففت "بثينه "عينها بالمنشفه الورقيه الصغيره ونظرت حولها لتتأكد من شئ ما :
- هى فين المزغوده اللى فرستها وقهرتها وخلتها تطب ساكته

ضمت مها حاجبيها ثم تذكرت ان صبا ان تظهر ابدا والواضح جدا انها لازالت منسيه فى القصر فأجابتها:
- ايه دا شكلها فى البيت لوحدها

استنكرت هذا بثينه :
- اخص عليها ما تجيش وراء حماتها

شردت "مها"وضيقت عينها وكان رأسها يحسب حسابات أخري غير التى تتم الآن امسكت هاتفها وأرسلت رساله عبر احد التطبيقات لاخيها رشدى :
- فاتتك حتة حفله البت فى البيت لوحدها

عادت "بثينه"تسأل :
-ابويا وحسين فين ؟
التفت لها "مها" واجابتها بارتباك من ان تكون رأت ما كتبت:
- تحت فى الاداره بيخلصوا الإجراءات
رفعت وجهها لترته قادم فى اول الممر فأشارت:
-اهم جم
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
"فى بيت شاكر "

بكاء هستيرى افتعلته" مريم " وقلبت المنزل رأسا على عقب حاولت "نهى "تهدئتها لكن لا فائده استيقظت دون مزاج لأى شي كل ما كانت تنادى به ببكاء حار:
-عايزه بابا ،بابا ،صبا
هتفت "نها" مهدئه:
-ما انا معاكى يا مريومه اهو
لم تهتم بما تقول وكررت ببكاء دون تفاهم :
-‏ انتى مش بتحبينى انتى كدا وحشه

انهارت اكثر واذدات فى البكاء تصرخ بحرقه مناديه :
-بابا بابا صبا صبا

دخلت اليها والدتها على أثر صوتها الذي أيقظ المنزل بأكمله :
-مالك يا مريومه
اقتربت منها لتحضتنها برفق وهى تذكر اسم الله:
-بسم الله عليكى مالك ؟ مالها يا نهى ما كانت نايمه فى أمان الله

تحدثت "نهى "بضجر:
- صحيت لوحدها انا مش عارفه مالها
استسلمت "مريم"لحضن جدتها لكن استمرت بالبكاء متمسكه بقولا واحدا:
- بابا عايزه بابا وصبا
هتفت جدتها مدعيه الرعب :
-يا امه بنتى حبيبتى اوديها للبت الوحشه صبا دى تاكلك دى خدت بابا خلاص وبعتك هنا خليكى عند ستو حبيبتك
تحميكى منها خليكى معايا لما طنط نهى تروح معاكى عشان تحوش عنك ،صبا هتشد شعرك وتضربك وتحرقك بالنار
كانت تلقن بكلمات سامه تلون وجه "مريم" بخوف حقيقى تحت انظار نهى المدهوشه من قدرة والدتها على تهدئتها عام الهدوء قليلا حتى اذدات "مريم"رعبا وانتحبت بشدة لكنها لم تتخلى عن نداء واحد:
- بابا ،بابا ،بابا
نادت "والدتها"بصوت عال :
-يا ياسر تعال وديها يا قلبى عليكى يا مريم هتضربك صبا وتقطع شعرك الحلو دا
قدرة مريم على الاستيعاب كانت ضعيفه و تصديقها جدها فكانت تنتفض وتطلب والدها بهمس مرتجف خائف تريده وتصدق بشدة جدتها بأن صبا وحش ستبتلعها هى ووالدها

دخل "ياسر" يسأل :
-فى ايه ؟مريم بتعيط ليه؟
احابة والدته وهى تغمز له :
-مريم عايزه تروح لباباها وباباها معاه صبا ،يا نارى من صبا صبا هتعضها
وضعت قبله على رأسها وحملتها موضحه تأثرها :
- روحى يا مريم بس لو جات جانبك صبا صوتى يا حبيبتي عشان ننقذك من اللى هتعملوا فيكى

كانت ترتعش وتبكى رغما عنها كانت تريد والدها الرعب الذى بثته "جدتها"بنفسها لن يذهبه إلا أمان والدها حملها ياسر بين يديه وربت على ظهرها بحنو :
-بس يا حبية خالو بس
همست والدته وهى تلوح له:
-خدها لفتين فى الشارع كدا وارجع تانى
استجاب "ياسر"غير مبالا بما قالت كان مهتم بمريم قلقا عليها همه الاول والاخير هو ان تهدأ

خرج ياسر وبقيت نهى تنظر لها بغرابه فهمت والدتها سبب نظراتها فهتفت مبرره:
- لازم تبعد عن البت دى انتى لازم تتبتى فيها بايدك وسنانك

زمت شفاها بيأس وقالت متأثره:
- انا حاسة ان كل حاجه ضدى ،البنت قالتلى اشبعى بيها
وحسستنى ان زيد بقى فى اديها

انتبهت والدتها للحديث واتسعت عيناها وهى تستمع لها ثم سأل دون تصديق:
-إيه؟بتقولى اي انتى كلمتيها
اجابتها نهى بحرج :
-ايوا اتحججت بأن مريم عايزة تكلمه

استنكرت فعلتها وصاحت وهى توبخها:
-إيه اللى عملتيه دا ؟ يا مرارتى من غبائك تتصلى بيه في يوم زى دا وكأنك بتقوليها بصراحه أنا غيرانه وكمان بحجه زى دى يا لهووووي انتى ما بتفهميش
سألتها متزمره:
-جرى ايه يا ماما انا عملت ايه ؟
اجابتها غاضبه:
- عملك منيل زى مخك ،انتى خالة مريم لما تبقى معاكى مريم يبقى بتنسي معاكى ابوها ودا لمصلحتك لو مريم سبب دخولك قصر الواصل يبقى مريم اللى هتدخلك قلب زيد يا نن العين اتنيلى على خيبتك بقى واتعلمى

" جميع الحقوق محفوظه الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

فى المستشفى

رنين هاتف "زيد "لم يتوقف تجاهله دون اهتمام حتى اتى الطبيب والتف الكل حوله قال برسميه شديدة:
-حضرتكم وقفتكم دى مالهاش اى داعى الحالة فى العناية المركزة وممنوع الزيارة ياريت كلكم تتفضلوا
سأل فايز بقلق :
-طيب طمنا يا دكتور وكلنا هنمشي
هتف الطبيب :
-الحالة هتحددها الإشاعات والتحاليل احنا حاليا بنحاول نحافظ على حياتها هنفحص مرة واتنين وتلاته
دلوقتى ياريت كلكم تمشوا وتيجوا فى مواعيد الزياره

تركهم الطيب وغادر والتف على اثر ذلك ليأمر الجد بتماسك:
-يلا عشان نروح الصبح كلنا نيجى
بلال ويحى كانوا فى صدمه اقدامهم لم تعد تحملهم انصاعوا لحديث الجد رغم ان الامهم على ترك امهم والعودة دونها تضاعفت لكن ما باليد حيلة هموا بالمشي عبر الممر تحرك الجميع تباعا وكان اخرهم زيد لو غادورا الجميع لن يترك هو باب الغرفة ولو احترقت المشفى بمن فيها لن يستمع لأحد لن يدخل القصر دونها ولن يميل رأسه على الوساده وهى هنا التف جده عندما لاحظ ثباته وناداه :
-زيد انا قولت ايه يلااا تعال
حرك رأسه بالنفي بعدها صدح صوت هاتف جده بالرنين
رفع الهاتف على أذنه واتسعت عيناه انها صدمه أخرى وكارثه جديده حلت على رأسهم بل على رأس عائلة الواصل بأكملها .........يتبع


•تابع الفصل التالي "رواية عشقت إمرأة خطرة" اضغط على اسم الرواية

تعليقات