رواية اقدار لا ترحم الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم سيليا البحيري

 رواية اقدار لا ترحم الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم سيليا البحيري

فصل 23
نوال (وهي بتمشي حوالين الترابيزة بنظرات كلها مكر، شايلة كوباية عصير وبتوشوش صحبتها):
"فضل خطوة واحدة بس… لو خطفنا البنت، سيلين هتتكسر. قلبها هو نقطة ضعفها، وهتركع لنا أول ما تسمع إن تاليا في خطر."
الصحبة (بتضحك بخبث):
"بس نخلي بالنا، سيلين مش سهلة خالص. عينيها فـ كل حتة."
نوال (بثقة):
"حتى لو... أنا ظبطت كل حاجة. العربية جاهزة، والسواق من رجالة حسام اللي بيموتوا فيه. اللي فاضل بس إن البنت تخرج من المدرسة."
(بيضحكوا ضحكة شيطانية، مش واخدين بالهم إن ورا الستارة التقيلة، واقفة ريما الشغالة، وبتتنفس بصعوبة وهي بتحاول تكتم شهقة خوفها)
ريما (في سرها وهي عنيها بتسرح من الرعب):
"يا نهار أبيض… عايزين يخطفوا تاليا! لازم أوصل لـ مدام سيلين… قبل ما يفوت الأوان!"
(ريما تتحرك بهدوء من الباب اللي ورا، وبعدين تجرى أول ما توصل لباب الفيلا اللي ورا)
(المشهد يقطع بسرعة – عربية سودا ماشية بسرعة، جواها ريما بتنهج وهي ماسكة موبايلها)
ريما (مرتبكة وبتكلم نفسها):
"ردّي يا مدام… ردّي بقى، دي بنتك في خطر كبير!"
(بتظهر شاشة الموبايل: "اتصال جاري... سيلين")
**********************
برّه الحضانة، جوه عربية سيلين
سيلين كانت واقفة بالعربية قريب من بوابة الحضانة، بتبص من الإزاز لجوا، وهي شايفة تاليا بتلعب مع ريان. قلبها كان بيتقطع وهي بتشوف الضحكة البريئة على وش بنتها. ابتسمت شوية، لكن فجأة شهقت لما تليفونها رن.
سيلين (بتنهيدة وهي بترد):
"ألو؟"
ريما (بصوت واطي ومرعوب):
"مدام سيلين، لازم أقولك بسرعه... سمعتهم، نوال والسكرتيرة الجديدة... كانوا بيتكلموا عن إنهم هيخطفوا الآنسة تاليا!"
سيلين (شهقت وعنيها وسعت):
"إيه؟! إنتي متأكدة يا ريما؟"
ريما:
"والله العظيم! قالوا هيساوموكي بيها... وإنها آخر كارت في إيديهم... لازم تتصرفي بسرعة!"
سيلين بصت تاني من الإزاز على تاليا، بس المرة دي عنيها كانت مولعة بالغضب، خدّت نفس عميق وعيونها كانت نار.
سيلين (بصوت هادي لكن يخوف):
"خليكي مكانك، ما تتحركيش... أنا هتصرف دلوقتي."
بعد دقايق – جوه الحضانة
دخلت سيلين بثقة، قربت من تاليا وضمّتها جامد، بعدين نادت على ريان وابتسمت له وهي ماسكة إيده.
المُربية:
"مدام سيلين، مكنّاش في إبلاغ إن حضرتك هتاخدي الأطفال النهاردة..."
سيلين (بصوت ناعم بس كله قوة):
"حصل ظرف طارئ. النهاردة إجازة ليهم... أنا هاخدهم معايا شوية."
بصّت سيلين على جنب القوضة، لمّا شافت وليد، ابن نوال وحسام، قاعد لوحده وساكت، شكله حزين وفيه علامة كدمة صغيرة على إيده.
عنيها وسعت، ومشيت ناحيته بهدوء.
سيلين (برقة):
"يا حبيبي... وليد؟ تحب تيجي معانا النهاردة؟ نروح نلعب سوا؟ تاليا و ريان جايين كمان."
وليد بص لها بتردد، بس بعد لحظة أومأ براسه بهدوء، كأنه لقى نقطة دفء كان محتاجها.
المُربية (بتردد):
"بس... وليد مفيش حد يقدر ياخده غير باباه أو مامته..."
سيلين (بصوت حازم كأنه أمر رسمي):
"معايا أوراق وصاية مؤقتة من المحكمة. لحماية الولد من أي أذى... أنا مسؤولة عنه دلوقتي. ولو حابة، اتصلي بمحامي العيلة."
طلعت ورقة من شنطتها، إدّتها للمربية اللي قرتها وعنيها كلها دهشة، وبعدها هزّت راسها باستسلام.
قدّام العربية
سيلين فتحت الباب الخلفي للعربية، وركّبت التلات أطفال، وبعدها قعدت ورا الدريكسيون وبصّت في المراية.
سيلين (بهمس لنفسها):
"لو نوال وحسام فاكرين إنهم بيلعبوا بالنار... يبقوا مستنيين يتحرقوا بيها."
*********************
فيلا حسام – مساءً
الصالة الرئيسية – الأجواء متوترة، الساعة تقارب السابعة مساءً.
حسام يدخل الفيلا بخطى متسارعة، نزع سترته بحدة وهو ينادي بانفعال:
حسام (بعصبية):
نوال! فين وليد؟ ليه ما رجعش من الحضانة لحد دلوقتي؟!
نوال (شاردة، تنتظر مكالمة على أعصابها):
ها؟ وليد؟... آه... نسيت... أكيد في طريقه مع السائق، مش مهم دلوقتي.
حسام (يتقدم نحوها):
مش مهم؟! ابني مش مهم؟! إنتي من الصبح مركزة على تاليا ومخططك المجنون وناسيه ابنك فين؟!
نوال (بتوتر):
أرجوك حسام، خليني أركز! المفروض توصلني مكالمة من رجالتنا دلوقتي... البنت لازم تكون في إيدينا خلال دقائق!
حسام (يمسك هاتفه يتفقده بقلق):
رجعت اتصلت بالسائق، ما بيردش! والمربية كمان موبايلها مغلق!
(لحظة صمت ثقيلة)
رن الهاتف فجأة – اسم المتصل: المحامي الشخصي لحسام.
حسام (يرد وهو يتنفس بعنف):
أيوه، اتفضل؟
المحامي (بصوت هادئ لكنه حاسم):
أستاذ حسام... حبيت أبلغك أن المحكمة أصدرت القرار النهائي بخصوص قضية الحضانة...
حسام (يتجمد):
قضية إيه؟ أي حضانة؟ إحنا ما عنا أي قضية حالياً!
المحامي:
لا، هي الدعوى اللي رفعتها السيدة سيلين منذ أسبوعين بخصوص الوصاية على الطفل وليد... لقد قدمت مستندات وشهادات تثبت الإهمال وسوء المعاملة، وتم قبول الطلب بشكل مستعجل نظراً لحالة الطفل النفسية.
حسام (ينفجر):
إنت بتقول إيه؟! سيلين؟! ووصاية على ابني؟!!
المحامي:
أنا آسف، لكن تم منحها الحضانة المؤقتة الكاملة منذ يومين، وتم إعلام المحكمة بأن الطفل سيكون معها ابتداءً من اليوم... أي محاولة لاسترجاعه الآن تعتبر خرقاً قانونياً.
حسام (ينظر لنوال بصدمة مرعبة):
هي خدت وليد... وهي معها دلوقتي...
نوال (يعلو صوتها بغضب):
لا لا لا! هذا مستحيل! إحنا اللي خططنا نأذيها، مش العكس! إحنا اللي نتحكم!
حسام (يضرب الطاولة بقبضته):
انتي سبب كل ده!! بدل ما تركزي على ابنك، رحتِ تلعبين بلعبة انتقام قذرة! دلوقتي مش بس فشلتي، ضيعتي ابني بإيدك!
نوال (تصرخ):
مش ممكن! أنا ما كنت أعرف إنها كانت بتراقبنا... ولا إنه عندها أوراق! كيف قدرت تعمل كده؟!
حسام (ببرود متجمد):
لأنها أذكى منك... وأذكى مني.
(صمت مطبق – تُسمع في الخلفية ضحكة طفل عبر رسالة صوتية على هاتف نوال... تفتحها لتسمع صوت تاليا ووليد يضحكان وهما يقولان: "ماما سيلين جابتلنا آيس كريم!")
نوال (تنهار على الأريكة):
هي خدت كل حاجة... كل حاجة...
حسام (ينظر من النافذة وعيناه مليئة بالغليان):
الحرب بدأت فعلاً... وسيلين هي اللي أعلنتها.
المشهد يختتم على ملامح نوال وهي تتلاشى بين الذهول والانهيار... بينما حسام يرفع الهاتف ويتصل بشخص غامض قائلاً:
حسام:
جهز الخطة البديلة... ما عاد فينا نخسر أكتر
****************
حسام كان ماشي زي التايه في الصالة، بيتمشى زي التور المجروح بعد ما سمع المكالمة من المحامي.
نوال كانت ماشية رايحة جاية، مستنية تليفون من رجالتها يطمنها إن "تاليا" اتخطفت.
لسّه مش عارفة إن ابنها "وليد" مش في البيت.
وفجأة... التليفون رنّ. رقم مش مسجل.
بصّت على حسام، وبعدين ردّت بتردد.
نوال (بتوتر):
"ألو؟"
سيلين (بصوت بارد وساخر):
"مساء الخير يا نوال... ولاّ أقولك، مساء الجنان! عاملة إيه؟ أكيد مشغولة في تنسيق عملية الخطف، مش كده؟"
نوال (بتتجمد):
"سيلين؟!!"
سيلين (بتضحك):
"أيوه يا روحي، سيلين... خصمتك اللي كل مرّة بتطلعي منها خسرانة."
حسام (من بعيد):
"مين؟ بتكلمي مين؟"
نوال (بصوت بيترعش):
"سيلين..."
سيلين (بهدوء يخوف):
"كنت بس حابة أبلّغكم خبر صغير... تاليا بخير، ريان بخير، وحتّى... ابنكم الحبيب وليد، تمام التمام، وبيضحك دلوقتي وهو بياكل شوكولاتة لأول مرة في حياته."
نوال (بتصرخ):
"إنتي بتقولي إيه؟! وليد؟!! إيه دخله هو؟!"
سيلين (بضحكة انتصار):
"آه صحيح... نسيتوه وانشغلتوا ببنتي، بس أنا ما نسيتش. وليد دلوقتي تحت وصايتي، والورق كله رسمي. المحامي كلمكم، صح؟"
حسام (بياخد التليفون من نوال بعصبية):
"سيلين!! إيه الهبل ده؟! وليد ابني!"
سيلين (ببرود):
"كان... لما كنت تعرف تربيه. لكن القسوة اللي عاملتوه بيها؟ المحكمة شافت اللي يكفي... وهو دلوقتي مع ناس بتحبه، وبتحضنه."
نوال (بجنون):
"إنتي مش هتفَلتي! والله ما هتفَلتي يا قليلة الأدب! أنا هـ..."
سيلين (بتقاطعها ببرود):
"آه، على فكرة... بلّغي سلامي للعقربة هايدي، مرات مازن. كانت فاكرة نفسها ذكية؟ قولي لها تجهز، لأن اللي جاي أكبر من خيالها. إنتو كلكم عرايس ماريونيت... وأنا اللي بشد الخيط."
ضحكت سيلين ضحكة عالية، فيها مرارة بس كلها انتصار.
سيلين:
"كسبنا الجولة يا نوال... بس الحرب؟ لسه بادْية."
وقفلت المكالمة.
نوال (رمت التليفون وصرخت بجنون):
"آآآآآآه!!! مش ممكن!!! أنا هاقتِلها! هاقتِلها!!"
حسام قعد على الكنبة، دفن وشه في إيديه، مش مصدق اللي بيحصل.
حسام (بصوت مكسور):
"كل حاجة راحت... حتى وليد... ما بقاش عندي حاجة خلاص..."
**********************
في جنينة فيلا البحيري – بعد الضهر
نسمة هادية، وشمس دافية بتلمس وشوش العيال بلطف
أُرجوحه متعلقة بين شجرتين، وترابيزة خشب صغيرة مليانة آيس كريم وشوكولاتة بألوان،
تاليا واقفة على الكرسي بتاخد "كوكيز" من الطبق، وريان بيضحك وهو بيجري ورا فراشة،
أما وليد، فقاعد جنب سيلين، بياكل شوكولاتة وكأنه بيشوف الدنيا لأول مرّة.
تاليا (بحماس):
"مااااااااااما! بصّي! أنا عملت البوظة على شكل قلب!"
سيلين (بتضحك بحنية):
"شُطرة يا روحي! بس إلحقي كليها قبل ما تدوب، الشمس أقوى منك النهاردة."
ريان (بينادي من بعيد):
"تالياااا! تعالي شُوفي! في نملة بتاكل حتة كيكة!"
تاليا (بتصرخ):
"لاااا! دي الكيكة بتاعتييي!"
سيلين (بتضحك وهي بتبص عليهم):
"يا ربّي... لحظة زي دي تنسيني الدنيا كلها."
وليد (بخجل وهو بياكل):
"طنط سيلين..."
سيلين (بتبص له بلُطف):
"أيوه يا حبيبي؟"
وليد (بصوت واطي):
"أنا... أنا مبسوط هنا... مش عايز أرجع البيت..."
سيلين (وشها كله حنية، وقعدت جنبه على النجيلة):
"يا وليد... إنت مش لازم ترجع تاني لمكان يوجعك. من النهاردة، ده بيتك...
وأنا... بوعدك، مش هسمح لحد يزعلك تاني أبداً."
وليد (بصّ لها وعيونه بتلمع):
"بجد؟"
سيلين (حطت إيدها على راسه بحنان):
"أيوه يا قلب ماما... وعد شرف."
وفجأة، جرس الباب بيرن...
سيلين (قامت بهدوء):
"شكله وصل..."
تاليا (بفضول):
"مين جه يا ماما؟"
سيلين (بابتسامة وهي رايحة على الباب):
"ضيف قديم... زي ما أنتو غيرتوا حياتي، هو كمان... هيغير الباقي."
سيلين فتحت الباب بهدوء،
لقَت ياسر واقف قدامها، أنيق كالعادة،
نظراته فيها ثقة وغموض، وابتسامة خفيفة مرسومة على وشّه...
ياسر (بسخرية خفيفة):
"العيال بيضحكوا، والحلوى متوزعة... شكلي جيت متأخر؟ المعركة خلاص خلصت يا سيلين؟"
سيلين (نظرة كلها نصر وهدوء):
"لأ يا ياسر... دي لسه بتبدأ."
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*

•تابع الفصل التالي "رواية اقدار لا ترحم " اضغط على اسم الرواية

تعليقات