رواية تقاطع طرق الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم اميرة احمد
الفصل الثالث والعشرون
كانت الأيام تمضي بطيئة ثقيلة على يارا وخالد.. الذي كان كلما نظر إلى وجهها شعر بالألم وارثي لحالها... كانت تزداد ضعفا يوما بعد يوم.. وجهها يزداد شحوبا.. وتحيط بعينيها تلك الهالة السوداء... كان خالد يحرص على ان يتبع تعليمات دكتور عمر..... كان الحمل ثقيلا على يارا التي كانت تجاهد ان تظهر انها بخير من أجل خالد.. حتى كان ذلك اليوم التي استيقظ فيه خالد على صرخات متتالية من يارا.. التي حاولت ان تخفي ألمها لساعات لكنها لم تستطع كبح ألمها أكثر من ذلك.
أسرع خالد بها إلي المستشفى بناء على طلب دكتور عمر... الذي تبعهم إلي المستشفى في عجالة.
هتف خالد بفزع مجرد ان رأي دكتور عمر: طمني يا دكتور يارا عاملة ايه.
د عمر: للأسف يا خالد هي عندها ولادة مبكرة.
صاح خالد: ازاي دي لسة في السابع.
د عمر: اهدي يا خالد ... هي حالتها مش كويسة اه ، بس ده عادي في حالة التؤام متقلقش اوي كده.. الأحسن اننا نخليها هنا في المستشفى الكام يوم دول.. انا بحاول اأخر عملية الولادة على قد ما اقدر.
خالد: ان شاء الله خير.
د عمر: وجودها هنا أحسنلها.. هتاخد الرعاية اللي محتاجاها.. ونقدر نتابع حالة الأطفال كمان..
كان خالد القلق يأكله حيا...في الصباح حضر علي للاطمئنان على صديقة الذي كان في حالة يرثي لها
اقترب علي من خالد ،الذي كان اشعث الشعر، ذقنه غير مهذبة، وملابسه غير مهندمة: ايه يا خالد امسك نفسك انا عمري ما شفتك في الحالة دي
همس خالد بضعف: مش قادر حتى ابص في وشها وهي تعبانة كده، وانا حاسس اني انا السبب في اللي هي فيه.
علي: علشان انت يعني أصريت على موضوع الحمل وكده... ما ده عادي و ده حقك.. وكل المتجوزين بيحملوا عادي هو بس نصيب.
فرت دمعة من خالد وهمس: هي تعبانة علشان هما اتنين.. انا لو اعرف ان الدكتور هيعمل كده انا مكنتش هوافق ابدا... صمت خالد قليلا ثم أردف شاردا كأنه يحدث نفسه: لأ كنت هوافق...دي كانت فرصتي الوحيدة علشان أكون أب... انا مش هاقدر اعمل عملية كل يوم...... انا اللي اخترت ده وهي كانت راضية متكلمتش... بس انا كان صعب عليا اوي اتقبل إني مش هاكون أب.... انا مش هاقدر اسامح نفسي لو جرالها حاجة.
قال خالد كلماته الأخيرة ولم يستطع كبح دموعه أكثر من ذلك.. فانهمرت على خديه... ربت علي على كتفه.. صدم مما سمعه من صديقه للتو و رثي لحاله.
هتف علي مطمئنا اياه: متعملش في نفسك كده... يارا هتبقي كويسة ان شاء الله والولاد هييجوا بالسلامة متقلقش.
خالد: بجد يا علي ممكن تقوم بالسلامة؟؟.
علي: ان شاء الله... خلي عندك ثقة في ربنا... وانا سألت دكتور عمر وطمني.
خالد: بصراحة دكتور عمر دايما بيطمني بس انا لما باشوف التعب على وشها بانهار.
علي: بالعكس انت مفروض تكون جنبها و تطمنها .. هي أكيد قلقانة على نفسها و على الأطفال اللي في بطنها... حاول تخفف عنها يا خالد و عن نفسك، اللي انت بتعمله ده غلط عليك و عليها.
أومأ رأسه: هحاول حاضر.
جذبه علي من ذراعه: قوم تعالي معايا روح اغسل وشك واشرب حاجة تفوقك كده و ارجعلها طمنها و هزر معاها.. متسيبهاش لافكارها يا خالد.. الستات مش زينا، هما بيفكروا كتير وبيقلقوا أكتر.
انصاع خالد لكلمات علي.. فقد أدرك انه يجب عليه ان ينحي مشاعره جانبا ويكن قويا لأجل زوجته التي تعاني الكثير لأجله.
-----------------------------------------------
اتصلت سارة ب علي في منتصف الليل، مما اثار قلقه، أجاب عليها سريعا فاتاه صوتها باكي.. كانت تبكي وتنتحب.
هتفت سارة باكية: علي.... ممكن اشوفك دلوقتي
صاح علي بقلق: في ايه يا سارة انتي كويسة؟
سارة: اه بس عاوزة اشوفك دلوقتي.
علي: طيب بابا و ماما كويسين؟
صاحت سارة بحدة: كلنا كويسين يا علي ممكن اشوفك دلوقتي.
علي: طيب فهميني في ايه يا حبيبتي و انا هاجيلك الصبح حاضر.
هتفت سارة بحزم ولازالت تبكي: علي... قولت دلوقتي يعني دلوقتي.
هتف علي باستسلام: طيب حاضر هاجيلك
صاحت سارة: لا بلاش البيت تعالي ننزل.
هتف علي بنزق: هنروح فين دلوقتي يا حبيبي بس الساعة عدت ١٢
سارة: معرفش نلف بالعربية شوية .. او تعالي نقعد في العربية.
لم يجد علي بد سوي ان ينصاع لرغباتها، و بالفعل بعد اقل من ١٥ دقيقة كان يقف بسيارته في انتظارها... ركبت سارة ولا تزال دموعها تنهال على خديها في صمت؛ هال علي منظرها و دموعها تنسال فوق وجنتيها دون توقف ، اقترب منها و مد كفيه يمسح دموعها... لم تتكلم فقط ناولته هاتفها المحمول لتريه رساله جاءتها على احدي مواقع التواصل الاجتماعي ... نظر في الرسالة قليلا ثم انفجر ضاحكا.
علي: هو انت مصدقة الهبل ده؟! شوية الصور اللي معمولين بالذكاء الاصطناعي دول هما اللي مخلينك تعيطي كده؟
هتفت سارة باكية : يعني ده مش بجد يا علي؟
رفع علي حاجبه وهتف: انتي شايفة ايه؟؟
هتفت سارة بحدة: معرفش... و انا مفروض اعمل ايه لما تجيلي صور ليك بالمنظر ده... مفروض اضحك زيك لما تجيلي صورتك و في حضنك واحدة تانية؟
علي: عادي يا حبيبتي ده اكيد واحدة من اللي كنت اعرفهم عرفت اننا اتخطبنا وعاوزة توقع بيني وبينك.
همست سارة من بين دموعها: كان في صور ابشع من كده كمان بس انا مستحملتش اشوفهم مسحتهم على طول.
امسك علي يدها وهمس: انا مش هاقولك إني عمري ما عملت كده مع واحدة، رغم انه فعلا عمري ما عملت كده، بس بذمتك لو واحدة عملت كده هتوافق تتصور، وتفضح نفسها و تبعتهالك كمان؟
زفرت سارة بحدة : انا عارفة ان الصور مش حقيقية.. زي ما انت قولت باين انها متركبة بس انا اتخضيت لما شوفتها.....مقدرتش اتخيل انك تكون مع واحدة تانية.
اقترب منها علي ومسح دموعها وهمس: خلاص بقي بطلي عياط ... انا مبستحملش اشوف دموعك.
نظرت له وهو لا يزال ينظر لها بتلك الابتسامة وعينين لامعتين.
علي: بس شكلك حلو حتى وأنت بتعيطي.
وكزته سارة في كتفه: بس بقي انت السبب... لو مكنتش تعرف بنات كتير مكنوش ضايقوني كده.
علي: عارفة انا عرفت بنات كتير فعلا في حياتي .... من و انا في المدرسة بس مش عارف هتصدقيني و لا لأ ، انا عمري ما قلت لواحدة بحبك غيرك انتي... اكتر واحدة عرفتها لمده ٦ شهور ، كنت بازهق بسرعه و اعرف غيرها... محسيتش ال spark
دي مع واحدة غيرك، أي واحدة تانيه عرفتها دايما كنت بحس ان في حاجة ناقصة، حاجة غلط... الإحساس اللي حسيته معاكي محستهوش ابدا مع واحدة تانية... حتى لما سيبتك كنت مفكر انه عادي هاعرف واحدة تانية وخلاص..
صمت علي للحظات ثم أردف: انتي عارفة انا يوم خطوبة احمد اتعرفت على واحدة واخدت رقمها بس مقدرتش حتي اتصل بيها... من وقت ما عرفتك معرفتش اكلم واحدة تانية حتي و احنا مش مع بعض.
كانت سارة تستمع له بإنصات ، ثم تكلمت بشرود و كأنها تحادث نفسها: يوم خطوبة احمد انت اتعرفت على واحدة؟!
هتف علي بسذاجة: اتكلمت معاها دقيقتين مش اكتر واخدت رقم تليفونها بس مرجعتش كلمتها تاني.
عقدت سارة حاجبيها وقالت بدهشة: بس يوم خطوبة احمد احنا كنا مع بعض يا علي!!!!! مكناش سبنا بعض... انت اتعرفت على واحدة تانية قبل ما تسيبني؟!
كان علي يرقب ملامح وجهها التي تتحول إلي غضب ... ويقول في نفسه أي فخ قد أوقع نفسه فيه بثرثرته هذه.. كان يحاول ان يخرج نفسه من هذا المأزق بأقل الخسائر.
امسك علي بيدها وهمس: حبيبتي انا بقولك معرفتش أتكلم حتى مع واحدة غيرك... انا كنت وقتها بحاول اقنع نفسي ان زيك زي غيرك و اني اقدر اعرف واحدة تانية... بعدين انا عرفت غلطي و إني مقدرش استغني عنك ابدا.
سالت دموع سارة من جديد وقالت بحدة: مهما قلت يا علي انا مش هسامحك إنك عرفت واحدة تانية او حتي اتكلمت مع واحدة تانية زي ما بتقول.
قالت سارة كلمتها الأخيرة وهي تترجل من السيارة وبسرعة البرق اختفت داخل البناية غير مهتمة لنداءات علي المستمرة.
اتصل بها مرارا وتكرارا لم تجب... ارسل لها رسالة نصية" انا اسف.. اعمل ايه علشان تسامحيني؟"
اجابت عليه " لو جبت نجمة من السما مش هسامحك"
"اهون عليكي"
"لا"
"حقك عليا...بحبك... هاجيبلك الشيكولاته اللي بتحبيها"
"بس انا لسة زعلانه"
"طيب يصالحك اننا الصبح نفطر سوا في المكان اللي كان نفسك تروحيه؟"
"افكر"
"هاعدي عليكي الساعه ٩.. بحبك"
"وانا كمان بحبك"
في الصباح كان علي يقف بسيارته في انتظار سارة التي كالعادة تأخرت عليه... لكنها أخيرا ظهرت متأنقة كعادتها.
قال سارة بحدة: صباح الخير.
علي: صباح الخير!! ساعة يا سارة واقف مستني؟ لو اتأخرتي عليا بعد كده مش هاجي اخدك من البيت تاني.
هتفت سارة بدلال: انت بتزعقلي كمان بدل ما تصالحني؟
تناول علي من المقعد الخلفي صندوق مليء بالشكولاتة وناوله لها: اتفضلي يا ستي.. خلاص مش زعلانه؟
اخذت سارة الصندوق في سعادة وضمته الي صدرها: لا خلاص سامحتك.... بس اقسم بالله يا علي لو عرفت انك فكرت تبص حتي على واحدة غيري مش هاعديهالك.
علي: خلاص بقي يا حبيبتي.... بعدين بجنانك امبارح ضيعتي على نفسك مفاجأة كنت عاملهالك.
سارة: طيب قولها دلوقتي.
علي: لآ خلاص بقي ابقي خلي دكتور عمر يقولك.
همست سارة بدلال: علشان خاطري يا علي متبقاش رخم.. قولي ايه هي المفاجأة.
قال محاولا استفزازها: هو انتي خلصتي الفستان بتاع الفرح و لا لسة؟
صاحت سارة: ايه علاقة ده بالمفاجأة؟ عمتا خلاص قرب يخلص.
علي: ما هي دي المفاجأة.
نظرت له سارة في عدم فهم.. اقترب منها علي وأمسك يديها بحنان
علي: أخيرا و بعد إلحاح كتييير ، دكتور عمر وافق اننا نتجوز الشهر الجاي.
هتفت سارة بسعادة بالغة: بجد يا علي؟؟
ابتسم علي وهمس : بجد يا قلب علي.
سارة: بعد شهر!! طيب ايه رأيك نعمل فرحنا في ليلة رأس السنة؟
علي: perfect
ثم أردف بجدية: بس انا عاوز أتكلم معاكي في حاجتين مهمين.
سارة: يارب متكونش حاجة تضايق طالما اتكلمت جد كده.
علي: اولا للأسف مش هينفع نسافر بعد الفرح نعمل هاني مون... انا عندي شغل مهم جدا و هيبقي صعب نسافر بس اوعدك بعد ما اخلص الشغل هاعوضك و نسافر مكان ما تحبي.
كسي الحزن ملامح سارة لكنها حاولت ان تخفيه وقالت: ماشي مش مهم، طالما هنبقي مع بعض... والحاجة التانية؟
ازدرد ريقه وقال: الأطفال يا سارة....انا مش عاوز أطفال... او على الأقل مش اول ما نتجوز ممكن نأجل 5 سنين مثلا.
صاحت سارة: لأ انا مش موافقة... انا أصلا عاوزة اتجوز علشان يبقي عندنا أطفال.. انا عاوزة 10 ولاد شبهك و10 بنات شبهي.
ضحك علي حتي بلغت ضحكته عنان السماء: 20 مرة واحدة .... هنعمل بيهم ايه دول.. عاوزة فريق.... هو واحد او اتنين بالكتييير لو حصل يعني.
قالت سارة باصرار: لأ هتوافق يا علي... انت أصلا هتبقي بابي حلو جداا.
أردف علي بجدية: لأ مش هابقي... مش هاعرف أربي و اشخط و ازعق.. و أقول الصح من الغلط... و بعدين يا حبيبتي انتي أصلا طفلة، في طفلة بتربي أطفال.
سارة: بيتهيألك يا حبيبي.. وقت الجد هتعرف و هتبقي أحسن أب في الدنيا.
علي: لو انتي مصرة كده يبقي على الأقل نستني شوية.. كام سنة كده.
رفعت سارة حاجبها: ليه؟
علي: حبيبتي الأطفال مسؤولية... انتي لسة صغيرة.. بعدين علشان نخرج براحتنا و نسافر و نسهر..هنربط نفسنا ليه بدري كده.
سارة: لأ يا علي هنسيبها بظروفها... مش هنتشرط على ربنا و نقول احنا عاوزين بس كمان شوية... سيبها زي ما تيجي تيجي... ولو علي التربية مكلش دعوة بيهم انا هأكل و اغير و اعمل كل حاجة بس يبقي عندي ابن او بنت منك.
قال علي محذرا: انا مش هاعرف اعمل حاجة... هاصرف عليهم بس.
هتفت سارة بتحدي: موافقة.
تنهد علي ثم قال: خلاص يبقي نسيبها بظروفها بس على الأقل نستني اول سنة.
سارة: خلاص ماشي... رغم اني متأكده ان كل دي أوهام في دماغك.
علي: معلش استحملي.
هتفت سارة مازحة: ماشي يا أخرت صبري.
رن هاتف علي ،أجاب عليه سريعا ثم هم بالتحرك.
هتف علي وهو يدير محرك السيارة: يارا بتولد.. تحبي تيجي معايا؟
سارة: اه طبعا يلا بينا.
في المستشفى.. في غرفة يارا.. كان علي وسارة أخر الواصلين و كان الجميع هناك... بعد أن خرجت يارا من غرفة العمليات.. كانت لاتزال تحت تأثير المخدر والمسكنات... كانت هدي تجلس إلي جوارها... بينما خالد كان يحمل صغيره بين ذراعيه و يشعر أنه في عنان السماء من فرط السعادة .. كانت السعادة تكسو كل جوارحه.. كان ممتن ليارا على تحملها.. ولنفسه على محاولته.. وللظروف والأيام القاسية السابقة التي جعلت فرحته اضعافها.
هدي: طمنيني يا يارا الولادة متعبة.. انا خايفة اوي.
أحمد: متخافيش يا هدي.. كل تجربة غير التانية.
قالت يارا التي لازالت تحت تأثير المخدر: مش هتحسي بحاجة بتبقي واخدة بنج... دكتور عمر كمان حنين اوي.
عقد خالد حاجبيه وهتف: والله؟
ضحك الجميع.
أحمد: عديها عديها تحت تأثير البنج متركزش.
في هذه الاثناء، دهل عليهم علي و سارة...
هتف علي بسعادة: حمدالله على السلامة.
خالد: الله يسلمك يا صديقي.
سارة: الله كيوت اوي.. ما شاء الله ...... هتسموهم ايه؟
خالد: يحيي وياسمينا.
علي: مبروك يا حبيبي يتربوا في عزك.
كانت الصغيرة تبكي بلا توقف، فقالت يارا التي كانت لاتزال تحت تأثير المخدر: سكتوا البنت اللي بتعيط دي.
نظر خالد إلي علي وقال: شيلها يا علي متخافش.. انا مش هاعرف اشيل الاتنين... كفاية انا شايل يحيي، واحمد مش هيلمس ولادي طول ما ريحته سجاير
اقترب علي من مهدها وحملها بين ذراعيه فتوقفت عن البكاء وهدأت وبدأت تغفو عيناها... شعر وقتها علي بشعور غريب ومشاعر متضاربة لم يكن يشعر بها من قبل... هذه هي المرة الأولي التي يحمل فيها طفل صغير بين ذراعيه.. واختارته دون عن الناس لتهدأ بين احضانه.
ضحك أدم وقال من بين ضحكاته: يالهوي يا علي كل البنات بتحبك حتى الطفلة اللي عمرها ساعتين... كلنا حاولنا نسكتها و معرفناش.
هتف أحمد: ربنا يكون في عونك يا سارة والله مش عارف هتلاقيها منين ولا منين.
نظرت سارة إلي علي وهو يحمل الصغيرة بين احضانه بابتسامة تم همست له: هتبقي أحلي بابي.
خالد: انت هتيجي معانا البيت ان شاء الله... البنت بتعيط حرفيا من ساعة ما اتولدت مسكتتش غير لما شيلتها... انت كنز يا ابني مش هنسيبك.
قال علي مازحا: دي حاجة اسمها حنان انتوا مسمعتوش عنها قبل كده.
ندي: خلي بالك يا هدي.. تجيبلنا بيبي حلو كده.
أحمد: ان شاء الله هيطلع حلو زي مامته.
دلف دكتور عمر للاطمئنان على يارا التي ما ان رأته هتفت ل هدي: هو الأمور ده اللي بقولك عليه.
شعر خالد بالغيرة ودكتور عمر بالحرج.
ضحك دكتور عمر بحرج وقال: عاملة ايه دلوقتي يا مدام يارا؟
قالت يارا وهي تنظر له في وله: حلوة... حلوة اووي.
خالد: هو انت ليه اديتها بنج كلي يا دكتور.
د عمر: هو انت مش عارف مراتك، رغاية اوي بصراحة.. صدعتني أسئلة في اوضة العمليات وانا بحب أركز.
تنحنح خالد: طيب و الفضايح دي هتستمر كتير؟ هتفوق امتي؟
ضحك دكتور عمر: هي فايقة... بس واضح انها مخديتش بنج كلي قبل كده فا تقدر تقول مع المسكنات هي عاملة دماغ.
هتف خالد ضاحكا: يعني مراتي محششة دلوقتي.
ضحك دكتور عمر: حاجة زي كده.
خالد: ربنا يستر.
هتفت سارة بسعادة: انت عارف يا بابي دي اول مرة اشوفك وانت بتشتغل.
د عمر: انتي مقولتليش أنك جايه يعني.
ارتبكت سارة وقالت: انا كنت مع علي يا بابي وجيت معاه.
د عمر: طيب حبيبتي انا عندي مريضة كمان هاشوفها ونروح.
سارة: بابي ممكن تروح انت وتسيبني ارجع مع علي؟
نظر دكتور عمر إلي علي في غضب، فرفع علي يديه في الهواء باستسلام وقال: انا مقولتش حاجة... عايز تاخدها معاك خدها.
د عمر: انت مش اقنعتني وكلها كام يوم و تاخدها مني.. سيبهالي بقي اشبع منها.
هتفت سارة بدلال: علشان خاطري يا بابي علشان عاوزة اروح اشوف معاه حاجات للفرح.
نظر دكتور عمر إلي علي بحدة : انت لحقت كمان تنزل تشوف حاجات للفرح ده انا موافق من كام ساعة... متخلينيش ارجع في كلامي.
مال خالد علي أذن أدم وهمس: شوفت مش انت لوحدك اللي بتتكدر اهو.
أدم: انا عايز افهم مين اللي قال الخطوبة دي أحلي فترة.
هتفت سارة بدلال: بابي بليز.
ضمها دكتور عمر الي صدره بحنان وهمس: ماشي يا حبيبتي متتأخريش.. ارجوكي متسيبنيش مع مامي الوقت ده كله لوحدي،
ثم وجه كلامه إلى علي: في اوتيل حلو اوي حضرت فرح فيه من فترة.. ممكن تروحوا تشوفوه ولو عجبكم احجزوا الفرح.
علي: اللي تشوفوا يا دكتور، انا مبتكلمش اهو.
هتف دكتور عمر مازحا: هو انت عايز تاخد بنتي مني وتتكلم كمان.
همست يارا : زي القمر... ودمه خفيف كمان.
قال خالد وهو يجز على اسنانه: اسكتي بقي يا حبيبتي كفاية.
شعر دكتور عمر بالحرج فقال: استأذنكوا انا ولو احتاجت حاجة يا بشمهندس خالد كلمني.
خالد: متشكر يا دكتور.
-----------------------------------------------------
اتصلت ندي ب أدم وهي متوترة.... كانت تعلم ان ما هي على وشك سؤاله من أدم سيرفضه وبشدة،
لكن عليها ان تحاول بأي حال.... ما إن اتاها صوته عبر الهاتف حتي هتفت بدلال: دومي انا عايزة اطلب منك طلب.
أدم: طالما قولتي دومي تبقي عاوزة حاجة عارفة اني مش هوافق عليها.
قالت بدلال: هو انت سمعت انا عايزة أقول ايه...
أدم: طيب قولي يا ندي عاوزة ايه؟
ندي: الجامعة عندنا مطلعة رحلة ل الأقصر وأسوان وكل اصحابي رايحينها
قاطعها أدم بحزم: لأ يا ندي مفيش سفر لوحدك.
همست ندي في دلال: هو انا قولت اسافر لوحدي؟ انا عاوزاك تيجي معايا...
صدم أدم من سؤالها، لكنه كان سعيد في قرارة نفسه، قال بارتباك: انا!! انتي عارفة أحمد مش هيوافق... بس انا اوعدك بعد الجواز اوديكي أي مكان تحبيه.
ندي: هي الرحلة تبع الجامعة وكل اصحابي رايحين و انا نفسي اروح اوي... انا بجد مبروحش في أي مكان.. أحمد مشغول عني ب هدي و لو قولتله نسافر أي مكان مش هيرضي علشان الحمل، و انا حاسة اني بقيت وحيدة.
همس أدم بحب: بتقولي وحيدة وانا موجود؟ متقوليش وحيدة دي طول ما انا عايش لما اموت ابقي قولي انك وحيدة.
هتفت ندي: بعد الشر عنك، بس انا باشوفك يوم في الأسبوع و دايما في ال 50 شغلانة اللي بتشتغلها ولما بتبقي فاضي بتروح تشوف العمال و التشطيبات في الشقة و مبقيتش معايا خالص.
همس أدم بنبرة معاتبة: يا حبيبتي وانا بأعمل كل ده علشان مين؟ أنا باشتغل ال 50 شغلانه اللي بتقولي عليهم دول علشان أقدر اخلص الشقة بسرعة و تبقي زي ما انتي عايزة....
همست ندي بدلال: يعني الشقة أهم مني؟
أدم: يا حبي الشقة دي المكان اللي هيجمعنا ونكون مع بعض.
ندي: يعني انت مش عايز تسافر معايا؟ خلاص سيبني اسافر لوحدي طالما الشغل أهم مني.
أدم: حبيبتي انا مقولتش الشغل أهم منك ده اول حاجة.... ثانيا انا مقولتش مش عايز اسافر معاكي.. أكيد عايز، عمتا سيبيني أفكر ممكن اقنع أحمد ازاي....... الرحلة دي أمتي؟
ندي: بعد أسبوعين.
أدم: خلاص اوعدك هتكلم مع أحمد وان شاء الله يوافق.
ندي: بجد يا دومي هتقنعه؟
أدم: انتي عارفة بعد دومي دي مقدرش غير إني أقنعه... انا هاقابله بالليل هابقي أتكلم معاه.
ندي: ماشي وقولي وافق و لا لأ.
أدم: اعتبريه وافق... هي الرحلة كام يوم؟
ندي: 5 أيام نايل كروز.
هتف أدم ساخرا: ابقي جهزيلي تلج بقي علشان لو اخوكي اتهور واداني بوكس في وشي ولا حاجة.
ضحكت ندي: لا متخافش هابقي اعالجك.
أنهي أدم المكالمة وظل يفكر كيف له ان يقنع أحمد بالسفر مع ندي.... تسيطر على جوارحه تلك الصغيرة فلا يرفض لها طلبا...يخشي على قلبها الصغير من الحزن إن رفض لها طلبا.. او قسي عليها في شيء.. فيجد نفسه رغما عنه هين لين معها.
-------------------------------------
أما أحمد وهدي.. فكان موعد زيارتها للطبيب للاطمئنان على صحتها وصحة الجنين... فاجأهما الطبيب انه ذكر.
هتف أحمد: مبسوطة يا ستي.. اهو طلع البيبي ولد زي ما كان نفسك.
نظرت له هدي بعينين لامعتين وهمست: هانبسط أكتر لما يطلع راجل زيك.
أحمد: المهم يا حبيبتي تقومي بالسلامة... انا هاوصلك و ارجع اسهر مع الشباب شوية بقالنا كتير متقابلناش.
هدي: ماشي يا حبيبي.. و انا هاسهر مع ندي ابقي عدي عليا لما تيجي.
اعتري أحمد الحزن وقال: انا عارف و الله احنا مقصرين مع ندي الأيام دي من وقت جوازنا.. بس اللي مطمني ان أدم معاها و جنبها.
هدي: شوفت يا حبيبي ان قرار إنك توافق علي خطوبتهم كان صح.
أحمد: انتي عارفة انا بحب أدم قد ايه... وهو راجل قد المسؤولية.. بس انا كنت خايف انه يكون لسة بيفكر في ليلي... بس هو اثبتلي انها ملهاش وجود في حياته.... تخيلي انه كلمها قدام ندي وهزأها.... انا كنت في الاوضة بس سمعتهم من غير قصد.. بس الحقيقة الطريقة اللي احتوي بيها ندي.. خلاني ابصله بنظره تانية خالص.
هدي: ربنا يسعدهم مع بعض يا حبيبي.. و كفاية انك هتكون مطمن عليها.
أحمد: فعلا انا مش هلاقي راجل زي أدم في شباب اليومين دول.
وفي المساء اجتمع الأربعة يلعبون العاب الفيديو في منزل علي.
صاح خالد: شباب انا مش هاقعد كتير هو ساعة واحدة بس علشان ماما قاعدة مع يارا والولاد وانا مش ناقص جرعة النكد والهرمونات من يارا.
ابتسم علي: حبيبتي الصغيرة عاملة ايه؟
خالد: علي .....انت مش شفتها الصبح... انا متجوز من 5 سنين ، دخلت بيتي في ال5 سنين دول حوالي 3 مرات.. بس من ساعة ما أستاذة ياسمينا شرفت كل يوم و التاني عندي.
ضحك علي : انت هتغير من دلوقتي.. انا حبيتها اوي يا خالد... ربنا يخليهملك.
ابتسم خالد: واعتقد واضح انها بتحبك... مبتسكتش بجد و لا بتنام على ايد حد غيرك.. حتى أنا ويارا.. لو عاوزة تنام يبقي لازم في سريرها.. إلا انت اول ما تشيلها تنام على طول.
أحمد: والله انت هتبقي أب لذيذ اوي يا علي.
علي: لأ شكرا... كفاية انت... ها هتلعبوا و لا ايه؟
أدم: لأ العب انت وخالد وانا و أحمد بعديكوا.
علي: ما تيجي يا رخم نلعب كلنا سوا
أدم: لأ انا عايز أحمد في حاجة.
أشار أدم بيديه لأحمد انه يريد ان يحادثه على انفراد فابتعد أحمد بدوره عنهم.
أحمد: عايز ايه؟
هتف أدم بنبرة مرتبكة: عاوز اطلب منك طلب.
ضحك أحمد: ايه عايز تستلف فلوس؟ انا عارف اكيد ندي خلصت فلوسك على الشقة.
أدم: لا يا ظريف مش فلوس.. بس هو ليه علاقة بندي.
صاح أحمد بحزم: لأ يا أدم مفيش جواز قبل ما ندي تخلص الجامعة.
ضحك أدم: انت بتلكك على فكرة علشان انا مجبتش سيرة جواز.
زفر أحمد بضيق: امال عايز ايه؟
هتف أدم بارتباك: انت عارف الفترة الأخيرة انت مشغول مع هدي علشان الحمل و شغلك طبعا ربنا يعينك و انا كمان مشغول بالشقة و التشطيبات، و حتي مبشفش ندي غير يوم في الأسبوع بالعافية.. فا ندي كانت زهقانة والجامعة عندهم كانت مطلعة رحلة للأقصر واسوان.. هي كان نفسها تروحها.. بس بصراحة انا مش عايز انها تروح لوحدها، و لما قولتلها لأ زعلت.. هي حاسة انها لوحدها يا أحمد و للأسف ده حقيقة... حتى لو هدي بتبقي معاها طول اليوم فا هي بتبقي طول الليل لوحدها... بصراحة لما لقيتها مصممة اوي كده ونفسها تروح، فكرت اني اخد إجازة و اروح معاها....
قال أدم كلماته الأخيرة في تردد وهو ينظر لصدي كلماته على ملامح أحمد و يحاول ان يتبين أي رد فعل منه.... اما احمد فأخذ يفكر في كلماته .. يعلم ان ندي غير راضية بوجودها وحدها.. تفتقد أمها كثيرا هذه الأيام.. وتبكي كل ليلة في المساء.. الرحلة ستكون خروج لها من تلك الحالة حتى و ان كانت مؤقته... صمت أحمد قليلا ثم أردف و هو يزفر: موافق.
صاح أدم بسعادة: بجد؟!
أحمد: ايه يا ابني فرحة العيال الصغيرة دي.. امسك نفسك شوية البنات متحبش الراجل المدلوق كده.
أدم: انت مالك هو انا مدلوق عليك انت، دي ندي هتفرح أوي.
عقد أحمد حاجبيه وضيق عينيه وقال: هي مجتش طلبت مني ليه؟ بتطلب اللي هي عايزاه منك انت دلوقتي؟ّ
كان أحمد يقول كلماته وهو يشعر بالغيره على ندي من أدم.. لكن تصرف أدم بذكاء.
أدم: هي أكيد هتقولك وتطلب منك.. بس هي كانت خايفة انك ترفض..مستخدماني كوبري يعني علشان انت توافق مش أكتر.
ضحك أحمد لكلماته ثم أردف: بس خلي بالك يا أدم منها.. واوعي تعمل أي تصرف غبي... انا وافقت علشان انا متأكد انك هتخلي بالك منها كأني موجود بالظبط.
أدم: متخافش ندي في عنيا وقلبي.
صاح أحمد بحزم: لأ خليها في عنيك بس دلوقتي.. وقلبك ده بعد الجواز ان شاء الله.
هتف أدم يحاول استمالته: طيب مش عايز تغير رأيك ونتجوز؟
رفع أحمد حاجبه وقال بحدة: هتتجوزها فين؟ عند أمك؟؟ هو الشقة خلصت؟
ابتسم أدم بهدوء: لأ اتجوزها عند أمك انت... أأأقصد يعني شقة أمك يعني.
صاح أحمد بحدة: اظبط نفسك يا أدم احسنلك... هي كلها كام شهر وتخلص الجامعة... ايه مش قادر تصبر على بعادها.
هتف أدم ضاحكا: هو انا لو قولتلك أه هتتعصب؟
صاح أحمد وهو يتوعده: هاكسر دماغك كمان.
ابتعد عنه أدم قليلا ثم هتف: طيب أه... بس مش مشكلة بقي خلاص هاستحمل.
صاح أحمد بحدة: كلمة كمان و هاقولك مش موافق.. متقلقنيش منك.
أدم: خلاص خلاص.. هاروح أكلم ندي اقولها انك موافق.
أحمد: هي مكالمة متزيدش عن 3 دقايق، لو اكتر هاجي أخد منك التليفون.
أدم: و الله العظيم ابويا مكنش بيقولي كده و انا في المدرسة... عيب دي خطيبتي.
أحمد: انت اللي عيب..... احترم انها أختي.
أدم: عارف ، انت العيب الوحيد اللي في ندي.
أحمد: هاااا.. هتخليني أقوم ازعلك.
أدم: خلاص خلاص 3 دقايق وامري لله.
ابتعد أدم قليلا واتصل بندي التي جاءه صوتها متلهفا.
أدم: يا كتكوتي قولتي الرحلة امتي علشان أخد إجازة
صاحت ندي في سعادة طفوليه: بجد وافق يا دومي؟؟
همس أدم بحب: قولتلك لما بتقولي دومي دي مبيبقاش قدامي غير أنى اعملك اللي انتي عايزاه.
ندي: ربنا يخليك ليا... هاروح الجامعة احجز بكرة الصبح.
تردد أدم... ثم أردف: متأكده انك عايزاني معاكي؟
ندي: مش عايزة اروح لو انت مش هتبقي معايا.
تنهد أدم: طيب انا هاقفل دلوقتي علشان أحمد هيقفش فيا، و هاكلمك لما اروح البيت.
ندي: هاستناك.
•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية