Ads by Google X

رواية تقاطع طرق الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم اميرة احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية تقاطع طرق الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم اميرة احمد

الفصل الثاني والعشرون
في منزل أحمد... كان القلق يعتريه على هدي التي في الفترة الأخيرة من بعد زواجهم بحوالي الشهر تشعر بالإرهاق المستمر... والغثيان.. وفي ذلك اليوم عادت من عملها بعد ان فقدت الوعي.. فأصر أحمد ان يستدعي الطبيب للكشف عليها... كان يقف أحمد في غرفة نومه وينظر لهدي استلقت في ضعف على الفراش و قلبه يكاد يخرج من بين اضلعه...
توجه الطبيب إلي أحمد بسؤاله: هو انتوا متجوزين بقالكوا قد ايه؟
أحمد: حوالي شهرين يا دكتور.
الطبيب: طيب هاكتبلها على شوية تحاليل تعملها. وممكن تتصل بس بالصيدلية تجيب الادوية دي علشان نعلقلها المحلول.
هتف أحمد بقلق: هي عندها ايه؟
الطبيب: عندها ضعف عام وهو اللي سببلها الاغماء ممكن يكون عندها انيميا.. مش هاعرف غير بنتيجة التحاليل.. انا هاعلقلها محلول دلوقتي علشان تحس انها احسن.
أحمد: كمان يا دكتور بترجع كتير جدا الصبح.
الطبيب: عمتا خلينا نشوف نتيجة التحاليل.
وبعد يومان تم اجراء التحاليل المطوبة ومجرد ظهور النتيجة ذهب أحمد و هدي للطبيب.
تطلع الطبيب في أوراق التحاليل.. وقلبها بين يديه.. ثم ناول الملف لأحمد وقال.
الطبيب: مبروك يا بشمهندس مدام هدي حامل.
ابتسم أحمد فرحا وانفرجت اساريره و احتضن يد هدي الجالسة امامه.
الطبيب: معلش بقي يا مدام هدي بس الاعراض اللي عندك دي كلها طبيعية في الحمل.. محتاجة تستحمليها شوية.. و طبعا دكتور النساء هيتابعك افضل.
شكر أحمد الطبيب... وتوجه إلي الخارج و هو يضع يديه حول هدي في سعادة و فخر.
همس أحمد بالقرب من أذن هدي: مبروك يا أحلي مامي.
هتفت هدي بقلق: احمد..... انا خايفة بجد متخوفنيش اكتر.
ضحك أحمد: خايفة من ايه بس.
هدي: دلوقتي يارا حامل ومسافرة... وانا كمان حامل... مين هيخلي باله من الشغل؟
أحمد: مش مهم.... اقفلوه شوية لحد اما تقوموا بالسلامة انتوا الاتنين.. ثم اردف ضاحكا: او غيروا النشاط اقلبوها حضانة.
وكزته هدي في صدره: انت بتتريق ما هي هتبقي حضانة... بعدين انا خايفة معرفش ابقي أم.
أحمد: حبيبتي مفيش حاجة اسمها معرفش ابقي أم... دي غريزة في كل ست... إحساس مش بتحس بيه غير لما بيبقي البيبي بين ايديها... والتسع شهور دول ربنا بيأهلك و بيأهل جسمك فيهم زي ما البيبي بيتكون بالظبط.
ابتسمت هدي: هو انت عاوز بيبي ولد ولا بنت؟
أحمد: مش عارف.. عمري ما فكرت فيها.
همست هدي: فرحان يا أحمد بالبيبي؟
أحمد: اكتر ما تتخيلي.
هدي: طيب وانت ليه لما كنت مع مريم مفكرتش تجيبوا أولاد.
توتر أحمد من سؤالها، وقال بارتباك: بجد انا فرحان بالبيبي اللي جاي ده اكتر من أي حاجة في الدنيا.
همست هدي: ربنا يقدرنا ونعرف نربيه تربية سليمة ويطلع راجل زي باباه.
ضحك أحمد: ايه ده انتي قررتي انه ولد؟
هدي: انا حاسة انه ولد.
أحمد: طيب لو طلعت بنت؟
هدي: تبقي حلوة زي باباها برضه.
ضحك أحمد: طيب لو ولد وشبهك و عنيه ملونه كده ده هيجنن البنات.
هدي: خلاص يبقي ولد وشبهي انا موافقة.. بس هنسميه ايه؟
أحمد: يطلع بس ولد وانا هاختار اسمه.
هدي: ماشي هاسيب الاسامي عليك لو ولد او بنت.
-------------------------------------------------------------
توقف أدم بسيارته امام إحدى مطاعم الوجبات السريعة ... كانت ندي تهتف باستمرار كالأطفال..
....ندي: يلا يا ادم انا جعانه انزل اطلب الاكل.
تعشق ندي مؤخرا جولاتهم بالسيارة على غير هدى في شوارع القاهرة... يتوقفان قليلا لتناول الطعام ثم ينطلقا من جديد و في الخلفية أصوات الموسيقي التي تطرب روحيهما.
ترجل ادم من السيارة وطلب الطعام وعاد منتظرا استلامه.. اخرج هاتفه من جيبه و بدأ يشير ل ندي ببعض الصور.
ادم: بصي انا شفت حاجات حلوة ينفع نجيبها في الليفينج بصي عليها كده.
ناولها الهاتف وبدأت تقلب في الصور جيئا وروحا.
ادم: انا هانزل اجيب الاكل خلي التليفون معاكي و قوليلي اختارتي ايه.
ترك أدم الهاتف في يد ندى وترجل من السيارة لأحضار الطعام
جاءت رسالة على تليفون أدم غيرت ملامح ندي كثيرا...وحين عاد أدم ناولته هاتفه في صمت و أصرت ان تعود الي المنزل و ان يعود هو معها... لم يفهم ادم ما أصابها لكنه رضخ لأمرها.... وطوال الطريق كانت صامته وكأنها ليست هي من كانت تتحدث بلهفة عن مستقبلهما.... بالفعل دقائق وكانت سيارة أدم تقف امام المنزل.
قالت ندي بحدة: معلش يا ادم اطلع معايا عند احمد انا عايزة اقولك حاجة قدامه.
عقد أدم حاجبه بعدم فهم: طيب فهميني في ايه حصل زعلك كده... لو انا زعلتك في حاجة قوليلي وانا اراضيكي بس متدخليش حد بينا حتي لو احمد.
ندي: معلش انا هاقول اللي عندي قدامه.
رضخ ادم مرة اخري لكلامها وصعد خلفها عسى ان يفهم ماذا اقترف من ذنب
اما احمد فلم يكن يتوقع زيارة كليهما... صدم حين فتح الباب. وجد ندي ومن خلفها ادم.
هتف احمد بقلق: هو في ايه رجعتوا بدري ليه؟
صاحت ندي والدموع بدأت تتجمع في مقلتيها: انا مش عايزة اكمل مع أدم.
صدم الجميع مما قالته ندي.
صاح احمد بحدة: ايه حصل يا ندي بيخليكي تقولي كده.... أدم زعلك في حاجة؟!
.....هتفت ندي بعصبية: انا مش عايزاه و ميشرفنيش اني اعرف واحد خاين كده.
صاح أحمد بغضب وصوت عالي: انتي اتجننتي؟! انتي بتهينيه قدامي وفي بيتي... اوعي تكوني مفكرة اني هاسكتلك علشان انتي اختي... انا مسمحش انك تكلميه بالأسلوب ده.... هو اللي ميشرفهوش انه يعرف واحدة تهينه بالمنظر ده.
كانت الصدمة عقدت لسان أدم، فوقف مذهولا مما يحدث أمامه.... كان الغضب يلمع في عينيه... لكنه حاول ان يتمالك اعصابه.
صاحت ندي من بين دموعها: قبل ما تزعقلي كده.....ابقي اسأله مين ليلي.... الست المتجوزة اللي يعرفها عليا الأستاذ صاحبك اللي عامل فيها محترم.
لم يستطع احمد ان يتمالك اعصابه امام إهانات ندي المتكررة ل أدم، هم ان يصفعها لكن حال بينهما أدم.
قال أدم بهدوء: من فضلك يا احمد متعملش كده.
صاح احمد: واضح إني دلعتها بزيادة علشان تقف تتكلم بالمنظر ده قدامي.
بهدوء ربت أدم على كتف أحمد وقال: معلش يا احمد ممكن تسيبني أتكلم مع ندي لوحدنا شوية.
قالت ندي من بين دموعها: انا مش هاقعد معاك ومش عايزة اسمع منك حاجة.
صاح احمد ولا يزال في حدته: لا هتقعدي و تسمعيه غصب عنك... و تتعودي بعد كده لما يكون في مشكلة بينك و بين ادم تقعدي تتكلمي معاه انتي و هو مش تهبلي بالكلام قدام الناس حتي لو انا.... لو معرفتيش تحلي مشاكلك معاه لوحدكوا يبقي أصلا مينفعش تتجوزوا و تعيشوا سوا.... و لو عمل حاجة تزعلك انتي عارفة اني في ضهرك و سندك بس لازم تكوني اتكلمتي معاه الأول.
قال احمد كلماته وانصرف الي احدي الغرف بينما ظلت ندي تبكي دون توقف... اقترب أدم منها و دون ان ينطق حرفا امسك هاتف.. وجد رسالة من رقم غير مسجل بهاتفه محتواها"ادم حبيبي انا ليلي، وحشتني اوي، انا سيبت جوزي علشانك وانت مش عايز ترد عليا"
طلب ادم رقم الهاتف الذي استلم منه الرسالة وفتح مكبر الصوت فجاء صوت ليلي بدلال: أدم وحشتني اوي
رد ادم بصوت صارم وحاد: اعتقد أنى قولتلك قبل كده من زمان اني مش عايز اعرفك تاني و اني خاطب و بحب خطيبتي.
كان ادم يضغط على كلماته و كأنه يريد ان يأكد المعني ل ندي.. التي كانت تتطلع فيه بغير فهم ولازالت دموعها تنسدل على خديها.
صاحت ليلي: لا يا ادم انت بتحبني انا.
ادم: فوقي يا ليلي انا عمري ما حبيتك بجد.
قالت ليلي بنبرة منكسرة: انا سيبت جوزي علشانك.
ادم: ليلي انا مكنتش اعرف أنك متحوزة أساسا و عمري ما قولتلك سيبي جوزك... ابعدي عني... ارجعي لجوزك لو عايزة... اعرفي حد جديد... بس ابعدي عنا انا مش عايزك.
ليلي: ادم بس
قاطعها ادم: انا بحب خطيبتي وبطلي تتصلي بيا من ارقام جديدة كل ما اعملك بلوك.
لم ينتظر ادم منها ردا.. انهي المكالمة وحظر الرقم... و توجه لندي التي لازالت تزرف الدمع.
قال ادم بنبرة هادئة: دي واحدة انا كنت اعرفها من أيام الجامعة وقربنا من بعض فترة صغيرة كنت واهم نفسي اني بحبها... كانت متجوزة و مكنتش اعرف و لما عرفت بعدت عنها... و كل ده كان قبل ما اخطبك.
همست ندي باكية: وخبيت عليا ليه؟
ادم: علشان هي مش حاجة ليها أهمية انها تكون في حياتنا... هي بتطاردني حرفيا من ساعة ما عرفت اني خطبت، اعتقد ان هدفها انها توقع ما بينا و نسيب بعض... عايزة تحققيلها اللي هي عايزاه؟
أحاط بندي الخزي من كل جانب فما عادت تعلم ماذا تقول فتمتمت: انا اسفة.
ادم: انا بحبك يا ندي وعمري ما هاخونك لاني أولا مبحبش الخيانه و ثانيا هي كانت قدامي علي طبق من دهب لو كنت عايز اتجوزها كنت اتجوزتها.
اخفضت ندي رأسها وهمست: انا مستحملتش احس ان في واحدة تانيه في حياتك.
قال ادم بغضب: انتي أهنتيني يا ندي و قدام احمد كمان... لو كنا لوحدنا كان ممكن امتص عصبيتك و احتويكي.. بس معرفش انتي كنتي بتفكري ازاي تعملي كده قدام احمد.
ندي: حقك عليا.... انا اسف.
هتف أدم بصوت عالي مناديا علي أحمد الذي لبي النداء سريعا.
قال أدم بنبرة جادة لكن هادئة: انا ماشي يا احمد... انا شرحت لندي كل حاجة و قلتلها على ليلي.. خليها تقعد وتفكر عاوزة تتجوز واحد زيي و لا ميشرفهاش.
هم بالرحيل لكن استوقفته ندي: ادم... استني متمشيش.... انا اسفة وطبعا يشرفني اتجوز راجل زيك، هو انا أطول أصلا.
التف لها ادم وعلى وجهه ابتسامة حانيه: حصل خير.
همس احمد: انا اسف يا أدم
أدم: مفيش حاجة بس برضه خليها تقعد مع نفسها وتفكر.
انصرف ادم وتوجه احمد وجلس الي جوار اخته.
احمد: ندي اللي عملتيه النهاردة مش مقبول... مهما كان الغلط اللي هو غلطه مينفعش ست تهين راجل.... ومينفعش تهيني راجل قدام راجل تاني.. أدم لو مش ابن ناس كان هو اللي مد ايده عليكي، انتي مش فاهمة انتي كده بتهيني رجولته ازاي.
ضمها احمد الي صدره وأردف: اتعلمي يا حبيبتي مشاكلكوا تحلوها سوا و متدخليش حد بينكوا حتي لو كان انا.
ندي: حاضر انا اسفة... انا بس الغيرة عمتني
احمد: متعتذريش ليا انا.. اعتذري ل ادم خطيبك
ندي اعتذرتله اكتر من مرة.
أحمد: فكري هتصالحيه ازاي.. والأهم من كده انك متغلطيش فيه تاني... ده هيبقي جوزك وأهم حاجة في أي علاقة بين اتنين الاحترام... لو مفيش احترام يبقي مفيش عيشة... انتي عايزة أدم و لا لأ؟
همست ندي: عايزاه وبحبه.
أحمد: يبقي خلاص ده دورك انك تصالحيه... و خليكي عارفة زي ما انا مقبلش انه يزعلك او يهينك انا كمان مقبلش انك تهينيه...هو صاحبي و مش هاسمحلك تزعليه.
اومئت ندي رأسها في تفهم.
أحمد: يلا اتفضلي انزلي علشان انا زعلان منك دلوقتي
ندي: طيب هدي فين؟
أحمد: نزلت تشتري حاجات.. الحمد لله انها مش هنا... كانت اتفرجت على المهزلة دي.
انصرفت ندي وجلست في غرفتها وحيدة تفكر كيف لها ان تصالح أدم و يتقبل اعتذارها
.
مضي يومان وأدم لا يجيب على اتصالاتها.
أمسكت هاتفها و أرسلت رسالة صوتيه ل أدم.. لم تتحدث فيها .. لكنها سجلت أغنية لمحمد حماقي.
ياللى زعلان مني ومخاصمني
ومش عايز تاني تكلمني
واخد على خاطرك اوي مني يا حبيبي انا اسف
سامحنى يا اللى قلبي وعيوني
مبطلوش عليك يسألوني
يا حب عمري خليك معايا
بلاش تروح وتعند كفايه
لو سمحت سامحنى المرادي
يا واحشني بشكل مهوش عادي
بقى هنت عليك للدرجة دي توبة نبعد توبة
قلبى عاشق على بابك غنى
وبيحلم يرجع للجنه
وحياه الحب اللى ما بيننا توبه من دي النوبه
بعد دقائق وجدت اتصال من أدم... أجابت ندي بلهفة وقبل ان ينطق أدم بكلمة فاجأته هي.
ندي: انا اسفة.
همس أدم: وحشتيني
ندي: حقك عليا والله مش هازعلك كده تاني.. بس متقعدش يومين متكلمنيش كده.
أدم: حصل خير.
ندي: انا عرفت غلطي والله و مش هاكرره تاني.
أدم: خلاص يا حبيبتي هو ده اللي يفرق معايا انك عرفتي غلطك و مش هتكرريه.
ندي: يعني مش زعلان؟
أدم: لأ مش زعلان.. كنت زعلان بس خلاص.
همست ندي: بحبك.
صاح أدم: اووووووووف أخيرا قولتيها... ده انا كنت بدأت أحس ان أحمد غاصبك على الجواز، قوليها بقي مرة كمان علشان خاطري.
همست ندي: بحبك يا أدم
أدم: وأدم بيموت فيكي.
----------------------------------
أما في ألمانيا.... كان خالد يجهز لرحلة العودة... التي ينتظرها بفارغ الصبر... فعلت بهما الغربة ما تفعله.. فالحنين لم يكن للوطن فقط.. الحنين للبيت والأصدقاء و الأهل و الونس و السند.
خالد: حبيبتي انا جهزت الشنط خلاص بصي كده لو في حاجة تاني نسياها.
همست يارا بضعف: معلش يا خالد انا تعبتك بس انت عارف تعليمات الدكتور متحركش كتير.
خالد: و لا يهمك يا حبيبتي.
يارا: راجع تاني كده في حد مجبنالوش هدية؟ نسينا حد؟
خالد: حبيبتي حتي لو نسينا حد احنا مكناش هنا بنتفسح...
يارا: ربنا راضانا و لازم نفرح الناس كلها....انا اول ما نرجع ان شاء الله انا عاوزة اروح لماما بجد وحشتني اوي.
خالد: حاضر يا حبيبتي... الأول بس نروح للدكتور نطمن انك بخير انتي و البيبي علشان الطيارة و الوقت الطويل في السفر و بعدين اوديكي عند مامتك... علي هيستنانا في المطار.. يضايقك لو اتفقت معاه نروح لدكتور عمر يكشف عليكي ؟
يارا: لأ بالعكس... دكتور عمر اسمه معروف في النساء والتوليد و من اشطر الدكاترة.
خالد: خلاص هاظبط مع علي اننا لما نوصل نروحه الأول حتي قبل ما نروح البيت.
يارا: خالد متقلقش كده .....الرحلة مش طويلة وانا الحمد لله الأيام دي صحتي احسن.
خالد: لأ طويلة حوالي 5 ساعات في الطيارة و ساعتين في المطار هنا و زيهم هناك.. وقت كبير عليكي يا حبيبتي و انتي الدكتور كاتبلك الراحة.
وبعد أقل من 24 ساعة وصل خالد ويارا إلي مطار القاهرة الدولي.. كان في انتظارهم أحمد وهدي وعلي وأدم.
قال علي وهو يضم صديقه إلي صدره: حمدالله علي السلامة.
هتف خالد بسعادة: الله يسلمك وحشتوني والله.
أدم: وانت كمان.
أحمد: انتوا عارفين ان دي أطول فترة منتقابلش فيها احنا الأربعة.
ضحك علي: عندك حق.
خالد: احكولي عملتوا ايه من غيري؟
قالت هدي بسعادة: انا واحمد عندنا حاجة حابين نقولها .....مخبينها عليكوا من فترة بس كنا مستنيين خالد و يارا يرجعوا بالسلامة.
ضيق علي عينيه وقال بخبث: مش عارف ليه متوقع اللي هتقوليه.
رفع أدم حاجبه وقال: هو انا عارف هتقولي ايه علشان ندي قالتلي بس مش هاقول.
ضحك أحمد: اتنين لسانهم فالت و هيتجوزوا بعض... هاقول ايه.
صرخت يارا في سعادة: متهزريش... هو انا غيبت عنك اوي كده.. انا حاسة ان فرحكم كان امبارح.
لم تستطع هدي ان تمنع دمعة فرح ذرفت من عينيها: فرحنا كان من حوالي 4 شهور.. وانا حامل في شهرين.
ضمت يارا هدي الي حضنها وبكت كلتاهما من السعادة
هتفت يارا بسعادة: ولادنا هيبقوا اخوات.
بارك الأصدقاء لأحمد.. بينما أدم مال عليهم هامسا حتى لا تسمعه الفتاتين اللتان انشغلا في تبادل تجاربهم في الحمل.
أدم: نادي المطلقين يا أحمد هيتقلب يبقي حضانة.. هو انتوا بتعملوا كل حاجة مع بعض.
علي: تصدق اول مرة تقول حاجة صح...
خالد: بس بقي الله يكرمك.. يارا لو سمعتك هتعملني شاورما هي أصلا هرمونات الحمل جاية معاها بجنان.
أدم: احسن.
خالد: بكرة تتجوز ومراتك تطلع عينك.
هتف أحمد مازحا: لا ومن دلوقتي ندي مطلعة عينه .... بس هو ابن حلال و يستاهل.
أدم: اه و الله...... خليتني عدت دهان الحوائط 3 مرات علشان مش نفس الدرجة اللي هي عايزاها.
ضحك علي: الحمد لله الذي عافانا.. يلا يا خالد علشان منتأخرش.
خالد: يلا فعلا انا مش عاوزها تفضل واقفة كده كتير.
علي: حط الشنط كلها في عربية أدم و خليه يوصلها مكان ما انت عايز لحد ما احنا نخلص.
صاح أدم: ده علي أساس اني السواق بتاع سعادتكوا.
وكزه أحمد: انجز ما انا هاخد بقيت الشنط معايا واجي وراك.
مال خالد على أذن أحمد وهمس: أحمد .....هو انت لسة مقولتلهاش؟
خفض أحمد رأسه في خزي وقال: مش قادر اقولها، كل اما أقول هاقولها، ابص في عينيها وأحس اني هاكسرها بكلامي اسكت، انا كنت هاقولها قبل الجواز، بس الحادثة خلتني استني، و بعد الجواز حصلت مشكلة علي و بعديها قولت خلاص لازم اقولها لقيتها حامل.. مش هينفع اقولها الا لما تولد، الدكتور بيقولي مش حلو الزعل عليها و انامعرفش خبر زي ده هتستقبله ازاي و هي حامل.
خالد: ربنا يكون في عونك.
انطلق علي بسيارته و خالد يجلس إلي جواره و في الخلف يارا... مال خالد على أذن علي
همس خالد في اذن علي: سوق بالراحة شوية يا علي.
علي: و الله انا مخلي بالي ومش باجري خالص.
خالد: معلش أي حركة بتخليها تتعب وترجع.
علي: لا بلاش ترجع في العربية الجديدة
قال خالد بصوت هامس مليء بالحزن: اسكت يا علي دي بترجع عليا انا.
علي: عمتا احنا قربنا نوصل اهو الحمد لله.
التف خالد إلي يا يارا : حاسة باي تعب يا يارا؟ في حاجة وجعاكي؟
يارا: لا يا حبيبي انا كويسة الحمد لله.
علي: احنا خلاص وصلنا.
ترجل خالد من السيارة و تبعته يارا و من ثم علي صعدا إلي الطابق الثاني بإحدي المراكز الطبية .. كانت السكرتيرة في انتظارهما... التي ما ان رأت علي حتى همت واقفة تستقبله في حفاوة.
ابتسم علي لها وقال برزانة: في حد عند دكتور عمر؟
السكرتيرة: لأ هو في انتظاركوا.
التف علي إلي خالد وقال: طيب ادخوا وانا هستناكوا هنا
هتفت السكرتيرة بدلال: تحب تشرب حاجة يا بشمهندس؟
ابتسم علي: القهوة بتاعتي يا قمر لو سمحتي.
انصرفت السكرتيرة تحضر القهوة.
مال خالد علي اذن علي وهمس: ارحم نفسك حتى هنا مش عاتق ... فكرتك اتغيرت بعد ما خطبت.
ضحك علي حتى بلغت ضحكاته عنان السماء: انت فهمت ايه؟ هي اسمها قمر.
غمز له خالد: بس القمر بيدلع عليك ولا ايه؟
رفع علي كتفيه ببراءة: كلهم بيدلعوا عليا.. بس الفكرة انا بدلع مين.
صاحت يارا بحنق: يلا يا خالد هتفضل واقف تتوشوش مع علي كده والدكتور مستنينا جوه.
دلف خالد خلف يارا وهو لا يزال يضحك من كلمات علي.. استقبلهم دكتور عمر بحفاوة وطلب من يارا ان تستلقي على السرير الطبي حتي يتمكن من اجراء الاشعة لها.
د عمر: انتي عارفة يا مدام يارا إنك تقريبا في اول الشهر الرابع؟
يارا: اه الدكتور قالنا.
د عمر: الحمد لله كله في السونار باين كويس و الاتنين كويسين الحمد لله.
صاح خالد بفزع: اتنين؟!
ارتبك دكتور عمر وقال: انا كنت فاكر انكوا عارفين انهم توأم!
جلس خالد على اول مفعد امامه ولم يستطع ان يحبس دموعه وهمس قائلا بصوت بالكاد يكون مسموع: كرمك كبير اوي يارب.. امبارح كنت راجل عقيم و النهاردة تمن عليا بطفلين.
لم يسمع دكتور عمر همهمات خالد لكن يارا سمعتها بقلبها ولم تستطع ان تكبح دموعها.
قالت يارا من بين دموعها: الدكتور في المانيا مكنش بيتكلم انجليزي كويس هو كان بيقول بيبيز بس انا كنت فاكرا يقصد البيبي مش انه بيقول انهم اتنين.
د عمر: طيب مش عايزين تعرفوا النوع؟
يارا و دموع الفرح تنسدل فوق خديها: خالد تحب نعرف و لا نخليها مفاجأة.
خالد: و الله بعد المفاجأة اللي لسة قايلها دكتورة عمر مفيش مفاجأة اكبر ، احب اعرف جدا.
د عمر: طيب نفسك في ولد ولا بنت يا مدام يارا؟
يارا: نفسي في ولد علشان يبقي زي خالد.
د عمر: و انت يا بشمهندس نفسك في ولد و لا بنت.
خالد: و الله كل اللي يجيبه ربنا كويس انا راضي باي حاجة.
هتفت يارا: هو بيحب البنات يا دكتور.
قال دكتور عمر وهو يحرك جهاز الاشعة على بطن يارا جيئا و ذهابا: اول بيبي يبقي بنت و التاني مش واضح اوي بس في الغالب ولد.
صرخت يارا: ولد وبنت؟
د عمر: هو عمتا لما بيبقي في حقن مجهري الدكتور بيرجع اكتر من جنين يعني 2 او 3 وبيفضل انه يرجع اجنه ذكور واناث علشان كده ربنا كرمكم بتوأم و من النوعين.. مبروك.
خالد: يارا يا دكتور على طول حاسة بتعب وترجيع.
جلس دكتور عمر خلف مكتبه وقال: ده الطبيعي في الحمل.. خلي بالك الحمل في توأم مش سهل محتاج متعملش مجهود كبير و كمان تخلي بالك من نفسك أكتر من كده.. انا هاكتبلك شوية تحاليل علشان اطمن اكتر و شوية فيتامينات علشان الحمل.
خالد: الدكتور في المانيا كان كاتبلها الأنواع دي يا دكتور كفيتامينات.
د عمر: هو نفس المادة الفعالة و التركيب بس الاسم التجاري ده مش هتلاقيه هنا.
خالد: شكرا يا دكتور تعبناك معانا و جيت العيادة مخصوص.
ابتسم دكتور عمر: انا تحت أمرك.. بعدين انت متعرفش علي غالي عندي ازاي مقدرش ارفضله طلب...
خالد: هو معانا بره.
صاح دكتور عمر: اخس عليه ميجيش يسلم عليا.
خرج دكتور عمر وترك يارا تنتهي من تعديل هندامها و خالد بجوارها.
وجه دكتور عمر كلامه لعلي الذي كان يجلس في الخارج يحتسي قهوته: كده متدخلش تسلم على حماك؟
ضحك علي بخفة: و الله كنت مستنيك تخلص يا دكتور..
د عمر: ماشي هاعديهالك.. بس عقابا ليك هتيجي تتغدي معانا النهاردة.
علي: اعفيني يا دكتور ارجوك... طنط بتعاملني كأن عندي انيميا و تفضل تاكلني ، انا تخنت 3 كيلو بسبب اكلها.
د عمر: بس متنكرش ان اكلها لا يقاوم.
علي: كان نفسي تعلم سارة والله يا دكتور.
د عمر: انت عارف انا اول ما اتجوزت سهام مكنتش بتعرف تطبخ أصلا وكانت لسة في الجامعة
بس مع الوقت بقت شيف زي ما انت شايف
علي: يعني أخلى عندي أمل.
ضحك دكتور عمر: الأمل في ربنا.. انت لو فضلت تدلعها يبقي مفيش أمل.
رفع علي يديه و ضحك: والله يا دكتور انت دلعت وانا باكمل.. ماشي على خطاك.
في هذه الاثناء خرج من غرفة الكشف خالد ويارا... انتبه علي لملامح خالد التي يكسوها مزيج من المشاعر الحزن والفزع و الفرح و الصدمة.
علي: خالد انت كويس؟
نظر علي إلي دكتور عمر عسى ان يطمئنه
هتف دكتور عمر: معلش اصله مكنش يعرف انه جايله توأم بإذن الله.
انفرجت اسارير علي: طيب ودي حاجة تزعل.. ده انت هتاخد من كل حاجة اتنين.. من الحب اتنين والدلع اتنين و الفرحة اتنين.
هتفت يارا مازحة: و من البامبرز اتنين و من اللبن اتنين و من السهر اتنين.
ضرب علي مقدمة رأسه: اوبس مجتش على بالي دي... ربنا معاكوا.
د عمر: يلا يا علي هتيجي معايا؟
علي: استاذنك بس يا دكتور هاوصل خالد ويارا الأول واجي وراك على طول.
د عمر: متتأخرش بقي الدكتورة طابخة حمام النهاردة.
علي: لو كده يبقي حاضر مش هتأخر اوصلهم و اجي على طول .
بقلم: أميرة أحمد

•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent