Ads by Google X

الروايات كاملة عبر التلجرام

رواية دلال و الشيخ الفصل العشرون 20 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية دلال و الشيخ الفصل العشرون 20 - بقلم شيماء سعيد 


الحلقة العشرون
.......
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
"سُئل أحَدهم عن إخفاء الشَعور فقال :
كأني أضع جمٖرة في يدي ، و أدعي بأنها مكعب ثلج."!
......
دب الذعر فى قلب دلال عندما تفاجئت بأحمد أمامها يحدثها بقوله: رايحة فين يا دلال ؟
ارتجفت دلال للحظات وتحول وجهها للزُرقة من الخوف ولكنها تماسكت وأظهرت الجمود وقالت بعناد: أروح مطرح ما أروح يا مولانا، ملكش فيه .
صك أحمد على أسنانه بغيظ وتمتم بهدر: لا ليه فيه يا دلال، ودلوقتى اتحركى قدامى ندخل جوه .
نفخت دلال بضيق: مش داخلة يا مولانا .
وايه اللى ليك فيه ده، أنت مين عشان تدخل فى حياتى بالشكل ده .
أنا ولا أمك ولا أختك ولا مراتك .
فابعد عن طريقى يا مولانا، عشان أنا عارفة ومتأكدة أن طريق كل واحد فينا غير التانى .
تنهد أحمد بغصة مريرة وهمس: فعلا انا مكنتش أتخيل فى يوم من الأيام أن قلبى يميل لوحدة زى دلال، كنت بتمنى إنسانة ملتزمة منتقبة حافظة كتاب الله وماشية على سنة الحبيب المصطفى عشان تربى ولادى تربية صالحة .
لكن للأسف ربنا ابتلانى بحبها وكل قدر الله خير مش يمكن تكون زى ما كنت عايز واكتر .
صاحت دلال: سكت يعنى يا مولانا، يعنى صح كلامى ودلوقتى ممكن تسبنى أشوف طريقى وانت تعيش حياتك زى ما انت عايز.
ثم صممت للحظات لمعت عينيها بها بالدموع واستطردت بحزن: وتجوز بنت عمك يا مولانا، يلا ربنا يسعدك .
معطلكش بقا أنا ماشية.
وعندما همت لتخطوا خطواتها مرة أخرى استوقفها بقوله:
يستحيل أسيبك ترجعى للطريق اللى كنتِ ماشية فيه تانى يا دلال .
فصاحت دلال وقالت بدموع حارقة: اى حاجة هتكون أهون أن أشوفك مع وحدة غيرى يا أحمد .
صدقنى مقدرش، مقدرش والموت هيكون عندى أهون.
لإنى بحبك يا أحمد، فجحظت عين أحمد لتصريحها المفاجىء .
وارتجف للحظات ثم أطبق على شفتيه يمنعهما من قول:
_ وانا بعشقك يا دلال، مش بحبك بس .
معرفش إزاى بس الشيخ احمد فعلا وقع فى الحب وحبك يا دلال .
تابعت دلال: مالك سهمت كده يا مولانا، ايوه بحبك .
الحب أظن مش حرام ولا عيب لانه بيجى غصبا عن الواحد فينا .
وعارفة برده فى نفس الوقت انى منفعكش ويستحيل تحبنى وانك عايز تجوزنى شفقة عشان مرجعش للشارع .
بس لا يا مولانا أنا اى مكان هكون فيه هيكون أرحم من وجودى جمبك وانت بعيد عنى بقلبك.
فأرجوك يا ابن الناس سبنى إمشى ومتقلقش أنا اللى هتحمل ذنوبى مش انت .
جاهد أحمد كل تلك العواصف التى تعصف بقلبه أمامها، فهى لا تدرك إن كل كلمة تخرج من بين شفتيها تقع كالجمر على قلبه.
وكيف تظن أن زواجها منه شفقة، بل هى من ستشفق على قلبه الملتاع بنيران حبها الذى ابتلاه الله به .
ويجاهد بقدر الإمكان حتى لا يعترف به .
نعم فهو أن إبتلى بحبها رغما عنه ولكنه قادر على عدم الإعتراف بذلك الحب الضارى الذى بين ينٖهش قلبه، حتى يحين الوقت لذلك.
لم يستطيع أحمد أن يتفوه بكل ما يجيش فى صدره ولم يستطيع سوى قول: قولت مش هتمشى يا دلال واتفضلى إدخلى بالذوق .
وهنا إنفعلت دلال وصاحت بصوت عالى: ده ايه حكم قرقوش ده يا جدع، لا شوف لما أقولك أنت ملكش حكم عليه.
ابتسم أحمد بمكر ثم ذكرها بما قالته فى المستشفى عندما أنقذت حياته.
_إزاى مليش حكم عليكِ أنتِ نسيتى إنك مراتى وده اللى قولتيه بلسانك للممرضة فى المستشفى.
تلون وجه دلال بحمرة الخجل واخفضت رأسها، فابتسم أحمد وهمس: ايه ده دى طلعت بتكسف زى البنات بجد .
دلال: وأنت مصدقت ولا ايه، دى كانت كلمة كده عشان الممرضة اللى يندب فى عينيها رصاصة، مكنتش عايزة تشيل عينيها من عليك .
فقولت أقول كده عشان تلم نفسها .
وخلاص خلصنا يا مولانا، ممكن امشى بقا إلهى تنستر.
فحرك أحمد رأسه بالنفي وأشار لها بالعودة للفيلا .
انفعلت دلال وقالت بغيظ: لا كده كتير وانا أصلا باخد إذنك ليه، أنا ماشية ولى عندك اعمله.
وعندما التفتت لتغادر، استوقفها أحمد تلك المرة بكلمة جعلت جسدها يرتجف:
_ تجوزينى يا دلال .
تخشبت دلال مكانها ثم استدارت برأسها تطالعه بتيه مع ارتجاف شفتيها ثم حاولت بالكاد أن تخرج الكلمات العالقة فى جوفها قائلة بتلعثم: انت بتكلم جد يا مولانا ..؟
اومأ أحمد برأسه وقال: ايوه بكرة ان شاء الله هكتب عليكِ.
اتسعت ابتسامة دلال ورفرف قلبها بسعادة ثم سئلته السؤال الذى يتهرب منه .
_ يعنى أفهم من كده يا أحمد، انك بتحبنى ومصدق فعلا إنى إنسانة كويسة لدرجة أنك تجوزنى .
ابتلع أحمد تلك الغصة فى حلقه ولم يتحدث واكتفى بالصمت ولم بجيبها بالرغم النٖار التى تتأجج بداخله وتكاد تعلن العصيان عليها وكاد أن ينفٖجر قائلا بعشق: ااااه بحبك يا قلب أحمد .
بعشق حتى طيفك وروحك وصوتك وعنادك وكل حاجة فيكِ.
ولكنه لم يستطيع البوح بذلك، فترجته دلال بصوت مزق قلبه: أرجوك يا أحمد قولها ولو مرة واحدة بس .
قول إنك بتحبنى، وهتلاقينى دخلت معاك بكل إرادتى وهنفذ كل اللى تقول عليه يا أحمد .
المهم تريح قلبى يا أحمد وتقولها .
فزفر أحمد بحرارة وقال بجمود يخالف ما يشعر به وأبى الإستسلام لإنه ضعف باللنسبة له: أنا مليش فى الكلام ده يا دلال .
وأنا هتجوزك من أجل الستر مش اكتر .
وطبعا هيكون فيه إشهار بس بحدود عشان مش عايز يوصل الخبر لعمى دلوقتى لإنى مش عايز أجرح إحساسه هو وأشجان.
قٖذف أحمد كلماته الباردة تلك فى وجه دلال فتساقطت عليها كدلو ماءًا بارد أصاب جسدها بالإرتجاف فصاحت دلال بغضب: يعنى ايه الكلام ده !
_يعنى كل هم حضرتك إنك خايف على إحساس الهانم بنت عمك .
وانا إيه يا أحمد مش بنى آدمة زيها، معنديش إحساس .
اه ما صح أنت بتقول هتتجوزنى عشان تُستر عليه بس .
بس لا يا أحمد، أنا مستهلش منك أبدا مهما عملت فى حياتى .
وبقولهالك أهو يا أحمد أنا مش موافقة أتجوزك حتى لو بحبك وبموت فيك .
وخلى بنت عمك تنفعك، ثم رفعت يديها وأشارت قائلة: سلام يا مولانا .
جحظت عين أحمد من ذلك السيل المفاجىء من الكلمات القوية رغم الضعف الذى بها فتألم من أجلها لإنها على حق ولكن ما بيده وقد وعد عمه بالزواج من أشجان الذى يعلم جيدا إنها تحبه منذ سنوات طويلة فلن يستطيع أن يخذلها ولو على حساب نفسه .
استدارت دلال وسمحت لدموعها التى كانت حبيسة عينيها بالنزول بغزارة وقهر وأخذت تهمس: ربنا يسامحك يا مولانا مكنش العشم .
بس ماله كده سكت ومكلمش بعد ما قولت مش عايزة اتجوزه وهمشى .
هو مصدق ولا ايه .
أنا بحسبه برده هيقولى استنى ومتمشيش .
ما انا غلطانة برده مكنش لازم أحبهكا اوى ، هو حد يطول يتجوز مولانا برده .
ده انا بعشق أمه بس البعيد لوح .
وانا عارفة إنه مش بيحب بنت عمه وأنه هيجوزها عشان ميكسرش بخاطر عمه.
بس مش ده اللى تعبنى .
اللى تعبنى إنى مش عارفة بجد هو بيحبنى ولا زى ما بيقول عايز يتجوزنى عشان الستر بس .
وبعدين أعمل ايه دلوقتى وأنا مصدقت لقيته، معقول سبته كده يضيع منى تانى بسهولة وهرجع أتمرمط فى الدنيا لوحدى .
لتنهمر دموعها بغزارة واستسلمت لذلك الطريق المجهول الذى بدئت أول خطواته بنفسها .
.....
عندما انتهى تميم من عمله فى الورشة واتجه إلى شقته التى أصر أن يعيش بها رغم انتقال والدته وشمس الى الفيلا .
لانه عفيف النفس لا يريد أن يعيش فى مكان لا ينتمي إليه أو يعيش عالة على أحد، وراضى بما قسمه الله له .
وعندما وضع تميم مفتاح الشقة فى الباب استمع الى صٰراخ جارتهم أم تقى .
فارتجف ودب الذعر فى قلبه وتوجه لهم سريعا وطرق الباب .
ففتحت له أم تقى وعلى وجهها علامات الذعر والقلق وقالت بتخوف: جيت فى وقتك يا ابنى .
تقى يا ابنى وقعت من طولها فجأة وحولت أفوق فيها مش راضية تفوق .
ياريت تساعدني يا ابنى ناخدها المستشفى نلحقها.
ثم تعالى بكاؤها وشهقاتها مرددة: أنا خايفة يكون جرالها حاجة وتروح منى.
يارب خلهالى دى بتى الحيلة يارب .
أشفق تميم عليها فقال: ان شاء الله مفيش حاجة يا خالتى وأكيد شوية ضعف بس اللى خلوها تقع من طولها بتحصل عادى .
وادخلى حطى حاجة عليها واستريها وأنا هساعدك نروح بيها المستشفى.
ثم دعا الله عزو جل أن تكون مجرد إغماءة ولا تكون فاضت روحها إلى خالقها فجأة كما حدث مع كثيرين .
فاللهم نعوذ بك من موت الفجأة ولا تمتنا إلا وأنت راضٍ عنا .
فأسرعت ام تقى الى ابنتها وسترتها وألبستها الحجاب وقامت بالنداء إلى تميم فولج إليها .
وعندما رآها على حالتها تلك تمزق قلبه حزنا عليها وتسائل: معقول دى تقى اللى كانت زى الوردة المفتحة، ايه اللى حصلها ووشها بقا أصفر ليه كده .
معقول كل ده من الحزن على رفضى ليها ، بس ده كان غصب عنى كنت خايف أظلمها معايا لإنى مش بحبها وحبيت انسانة جاحدة أنانية واديها خدت جزائها اللى تستاهله ..
إنسان شبهها قاسى وجاحد ، يارب تكون مبسوطة معاه دلوقتى ، ربنا يسامحك يا أسماء .
ثم أسرع لحمل تقى واتجه بها إلى أقرب مستشفى مع والدتها .
وبالكشف عليها شعر الطبيب أن الأمر ليس بالهين وطلب عدة تحاليل على وجه السرعة خصوصا عندما وجد بعض من الكدمات والبقع الحمراء على جلدها .
ثم وجه السؤال إلى والدتها: هى دى أول مرة يغمى عليها ؟
الأم: لا مش أول مرة بس كنت بلحقها وتفوق، لكن المرة دى حولت معرفتش .
هى بنتى فيها ايه يا دكتور؟
الطبيب: خير ان شاء الله.
الأم: طيب هتفوق امتى ؟
الطبيب: فى خلال ساعة بإذن الله عقبال ما جسمها يستجيب المحاليل .
ثم نظر الطبيب إلى تميم وقال: حضرتك جوزها ؟
تحرج تميم من كلمته ولكنه لم يستطيع أن ينفى فليس هذا بالوقت المناسب فقال: اااه.
الطبيب،: طيب ممكن تتفضل معايا ندردش شوية.
فذهب معه تميم على تخوف وطلب منه الطبيب الجلوس ليستريح .
فقال تميم: خير يا دكتور، أنا شايف أن حضرتك شاكك فى حاجة .
الطبيب: للأسف الأعراض اللى شايفها كلها بتدل انها لوكيميا أو سرطان الدم والتحليل هو اللى يصدق ده او يكذبه.
فوضع تميم يده على وجهها وحوقل: لا حول ولا قوه الا بالله.
معقول ده!!
دى لسه عز شبابها يا دكتور .
الطبيب: للأسف المرض ده لعين وبيصيب اى سن .
ادعى بس لو موجود يكون فى مراحله الأولى عشان نقدر نسيطر عليه
تميم: يعنى فيه أمل تخف يا دكتور .
الطبيب للأسف المرض ده مش بيخف نهائى والمريض بيعيش على نقل الدم وعلاج كيماوى عشان ميطورش لمرحلة أصعب.
ثم ولج إليهم الممرضة تحمل فى يديها نتيجة التحاليل، فتناولها الطبيب سريعا ليرى نتيجة توقعه .
فقال بحزن: للأسف اللى توقعته كان صح .
فتجهم وجه تميم واستغفر: استغفر الله العظيم يارب.
أعمل ايه دلوقتى وهبلغهم إزاى بالموضوع ؟
دى أمها ممكن تروح فيها ، دى بنتها الوحيدة ..
الطبيب: للأسف لازم يعرفوا عشان يعرفوا يتعاملوا مع طبيعة المرض ويتقبلوا العلاج لانه هيكون قاسى ومؤلم .
حوقل تميم: لا حول ولا قوه الا بالله.
ربنا يشفيها ويخفف عنها .
الطبيب ودلوقتى اول خطوات العلاج إنها تنقل دم بأستمرار عشان تقدر تعيش لأن المرض ده بيكسر كرات الدم الحمرا وبسبب أعياء والجسم بينزل .
فاومأ تميم بحزن وردد: الله المستعان.
الطبيب: ودلوقتى هى فصيلة دمها A ، عشان تشوف لها متبرع أو تشترى من بنك الدم .

ابتسم تميم بوهن: نفس فصيلتى ، كده انا المتبرع بإذن الله وجاهز دلوقتى.
الطبيب: تمام، يلا بينا نبتدى، بس أهم شىء عشان تقاوم المرض النفسية تكون كويسة ، يعنى تشوف ديما هى بتحب ايه وتعمله وياريت محدش يزعلها .
فشرد تميم للحظات وهمس: اه فعلا هعمل اللى بتحبه، وهتجوزها على سنة الله ورسوله، لأن يستحيل أسيب قلب حبنى فى الظروف دى ولازم أراضى قلبها اللى اتعذب بسببى .
ولج تميم مع الطبيب إلى الغرفة فوجد تقى قد ااستفاقت وبجانبها والدتها .
وعندما رأته تحول وجهها المتعب الذى باللون الصفار إلى وردى من الخجل الممزوج بالحب ولمعت عينيها بالفرحة .
فهمس تميم بألم : ياه للدرجاتى أنا كنت غبى وسايب الحب ده يضيع منى.
والدة تقى: يعنى وشك نور دلوقتى يا تقى، الحمد والشكر ليك يارب .
أقترب تميم منها قائلا: حمد لله على سلامتك يا تقى .
تقى بخجل: الله يسلمك، وشكرا على اللى عملته تعبتك معايا .
تميم: متقوليش كده تعبك راحة يا ست البنات .
ثم صمت للحظات قبل أن يستطرد: أنا مش عارف أقولك ايه يا تقى بس أنا عارف انك مؤمنة بقضاء الله وبنت جدعة وقدها وقدود.
لمعت عين تقى بالدموع واستطردت بصوت منخفض حتى لا تسمعها والدتها: أنا عارفة اللى عايز تقوله يا تميم من فترة بس أرجوك متوضحش قدام امى عشان متقلقش عليها، عشان لو عرفت ممكن تموت بحسرتها عليه .
تميم بصدمة:يعنى أنتِ عارفة وساكتة ومتحملة الألم ده كله لوحدك .
إبتلعت تقى تلك الغصة العالقة فى حلقها واستطردت بألم: _ما أنا أتحملت الألم اللى أشد منه يا تميم وسكت .
عارف إيه الألم ده!
أغمض تميم عينيه بحزن لإنه يدرك ما تقصد .
لتستطرد تقى بحزن : ألم رفضك ليه، كان أصعب وأشد وحسيت روحى راحت ساعتها وماتت وادفنت خالص، ومبقاش فاضل غير الجسد اللى قدامك وانت شايفه بقا عامل إزاى وعارفة انه خلاص قرب يحصل الروح .
لمعت عين تميم بدموع الندم وقال بغصة مريرة: أنا آسف يا تقى.
آسف بجد على كل ألم سببته ليكِ بدون قصد، وصدقينى أنا دلوقتى عرفت قيمة حبك ده وبطلب ايدك للجواز ها قولتى ايه ؟
أقول مبروك .
جحظت عين تقى ولمعت عينيها بالفرحة غير مصدقة أن حبيب العمر طلب يدها للزواج ولكن سرعان ما انطفىء بريق عينيها وقالت بحزن:
أنا كنت بدعى ربنا كل يوم إنك تكون ليه بس للأسف أنت عايز تجوزنى شفقة مش حب .
فمينفعش يا تميم صعب عليه، وكمان ذنبك إيه تاخد وحدة مريضة مش هتقدر تكون زوجة بالمعنى المطلوب ولا هتقدر تخلف بسبب المرض .
تأوه تميم حزنا عليها ولكنه تمسك بها وقال: مين قلك شفقة.
لا ده أنا أمى دعيالى والله إنى أخد بنوتة قمر زيك فى طيبتك وحنانك وحبك يا تقى .
وان كان على العيال انا مش عايز، طول عمرى بزهق من زنهم واللماضة بتاعتهم وكفاية عليه أنتِ.
فابتسمت تقى وهمست: يعنى مش هتندم يا تميم .
حرك تميم رأسه بنفى: أنا فعلا ندمان على كل الأيام اللى ضاعت وأنا مش مقدر الجوهرة اللى قدامى دلوقتى بس ملحوقة بإذن الله، شدى حيلك كده واجمدى وأنا عارف إنك قدها وقدود والخميس الجى هيكون كتب كتاب ودخلة .
صاحت تقى: كده على طول، مينفعش أنا مش مجهزة حالى .
تميم: وأنا مش عايز غير تقى وبس وأنا هجبلك على قد إمكانياتى اللى تحتجيه .
أنا مش عايز اضيع لحظة واحدة تانية وأنتِ مش معايا .
ودلوقتى كمان دمى هيسرى فى دمك وهنكون شخص واحد يا تقى .
ابتسمت تقى واغمضت عينيها وشعرت كأنها فى حلم جميل لا تريد أن تستيقظ منه .
.......
قام شفيق ليواجه والدته التى تلون وجهها بحمرة الغيظ والغضب من أسماء التى تفسد دائما ما تخطط له وترد الصاع صاعين فى الحال .
شفيق بغضب: يصح كده يا حجة تدخلى علينا أوضة نومنا واحنا عرسان .
أنزلى يا حجة بيتك، الله يكرمك وبلاش فضايح وهاتى المفتاح .
قامت أسماء ووضعت يدها على كتف شفيق بدلال وطالعتها بنظرة انتصار وشماتة.
مما جعل الدماء تفور فى راس زينب وصاحت بغل وانكسار: بقا كده يا شفيق بتطرد أمك عشان بت متساوش تلاتة تعريفة .
أمك يا شفيق اللى ربتك وخليتك راجل وضيعت عمرها عشانك .
انكمش شفيق قليلا وتأثر بكلمات والدته للحظات، ولكن أسماء بادرت بما يثير أعصابه واقتربت منه أكثر تلاعب خصلات شعره وتهمس فى أذنه: ايه أمك هتفضل واقفة كتير كده، أنا عايزة أنام يا شفشق .
فطالعها شفيق بعشق وقال بحب: عيونه .
ثم رمق زينب بحدة قائلا: يووه بقا، مش كل شوية تقوليلى الاسطوانة دى يا حجة، مهو كل الأمهات بتعمل كده .
بس مش بينكدوا على عيالهم زيك كده .
إنزلى يا حجة وسبينى اتهنى مع عروستى والصلح هنزلك باذن الله .
لم تتحمل زينب الإهانة أكثر من ذلك فرمقته بنظرة حزينة وقالت: أنا نازلة يا شفيق بس حط فى دماغك أن اللى مفهوش خير فى أمه ملهوش خير فى حد .
وحرص يا ابنى من الحية اللى اتجوزتها من غير رضايا .
دى أشجان كانت برقبتها .
صكت أسماء على أسنانها بغيظ ولكنها اصطنعت الجمود وهمست إلى شفيق: شوف يا شفيق يا حبيبى بتقول أسم أشجان قدامى وانا لسه عروسة وبغير عليك يا روحى .
يعنى ينفع كده .
فحرك رأسه شفيق بنفى وقال: لا مينفعش وهى أشجان تقارن بيكِ أصلا يا قمر انت .
ثم انفعل على زينب وحدثها بغضب: متجبليش سيرتها الزفتة دى قدام مراتى تانى وتجرحى إحساسها .
ويكون فى علمك يا حجة أن كرامة مراتى من كرامتى .
وانا بحظرك اهو يا حجة لو اتكرر الموضوع تانى مش هدخلك بيت .
فعلت الصدمة وجه زينب وتغير لونها وتوقفت الكلمات فى عنقها ولم تستطع النطق وانسحبت بهدوء وهى تلعن فى نفسها أسماء وتتوعد لها أن ترد الصاع صاعين ولن تسمح لها أن تأخذ شفيق منها وان اضطرت لقتلهـ.ا .
أغلق شفيق الباب سريعا من وراء زينب ثم وقف للحظات امام المرآة يهندم من ملابسه و يمشط شعره ثم وضع بعضا من العطر وابتسم قائلا: واخيرا يا سمسمة رضيتى عنى وهتنولينى المراد، بعد ما كنت نايم دمى محٖروق وهتشل منك .
لما أدخل بقا أغرق معاها فى بحر الحب.
ليخطو بخطى سريعة نحو غرفة النوم وعندما اقترب من الباب ، وجد أسماء تغلقه بقوة فى وجهه قائلة: روح بقا يا بيبى كمل نوم فى أوضة العيال .
عشان أنا أعصابى تعبت من أمك وعايزة أنام لوحدى وارتاح .
بس متنساش تتغطى يا روحى أنا .
ووقف شفيق مصدوما للحظات قبل أن يطرق الباب برأسه من صدمته وصاح بإنفعال: تنامى !!
ده كلام برده يا أسماء .
امال كلامك وحركاتك من شوية كانت ليه .
كنتِ بتضحكى عليه وتشوقينى بس وأنتِ قاصدة تحرمينى منك .
ليه تعملى فيه كده يا أسماء .
وأنتِ عارفة انى بحبك وهموت عليكِ، افتحى يا أسماء وبردى نارى، حرام عليكِ ده أنا بحبك يا بت ومستعد أعمل كل اللى أنتِ عايزاه بس تفتحى وتراضينى .
ثم أخذ يطرق الباب بشدة وأسماء من خلفه تبتسم بإنتصار مرددة: ولسه يا شفيق هذلك ذل الكلاب أنت وأمك لغاية ما تموتوا بحسرتكم على اللى عملته فيا أنا وأختى .
......
حقق سفيان وعده إلى شهيرة والتحقت بالجامعة، فعادت لها روحها الضائعة مرة أخرى وزاد حبها لسفيان وباتت تعشقه أكثر مما يعشقها هو ولما لا والإهتمام والتقدير هما أساس الحب .
وأصر سفيان على توصيلها يوميا للجامعة ثم يذهب إلى مقر عمله قليلا ثم يعاود مرة أخرى لينتظرها حتى تخرج .
لم تختلط شهيرة بأحد من زملائها فى الجامعة وكانت ترد بإقتضاب على أى حد يريد أن يتعرف عليها .
وهذا ما لفت زميل لها " كريم " متقدم فى العمر مثلها بسبب الرسوب مرات عدة .
فحدث كريم أحد أصدقائه "عمر "
_ مش شايف إن البنت اللى اسمها شهيرة دى متعنتظة اوى وحاطه منخيرها فى الهوا ومش بتكلم ولا تعبر حد وكأنها بنت بارم ديله .
فضحك عمر واجابه متهكما: اه شايف يا صاحبى بس يعنى انت شايف انها مش صغيرة فى السن زى باقى بنات الشلة، فممكن تكون كبرت وعقلت يعنى ملهاش فى جو الشلة والصحوبية ده .
حرك كريم رأسه وقال بتصميم: على نفسها بقا العقل ده مش على كريم الحسينى .
ثم أشار إلى ذقنه وأكد: ودقنى دى هى آخرها معايا أسبوع وهدخلها مع حريم كريم الحسينى وبكرة تشوف .
عمر: بس البت دى مش حكاية سن بس هى شكلها فعلا ملهاش فى الهلس يا كرملة، مش شايف لابسة حجاب كامل ومش بتحط ميكب زى باقى البنات .
كريم: وهو ده اللى عجبنى فيها اكتر ومزود تصميمى عليها لأنى مجربتش الصنف النضيف ده قبل كده وحاسس إنه بيدخل المزاج اكتر.
فضحك عمر: يخربيت شيطانك يا اخى، مفيش فايدة فيك عايز تكوش على كل البنات حتى الحتة الخضرا الطيبة .
كريم: ده اعتبره قر ولا ايه .
ومتخفش يا عمورة أنا مبحبش اكل لوحدى وهعزمك معايا عليها .
عمر: لو كده تبقى قشطة يا عم .
بس هتجبها ازاى دى، عشان شكلها صعب اوى ؟
كريم: مفيش حاجة تصعب على كريم ابدا وبكرة تشوف ..

يتبع ..
يارب تكونوا عجبتكم الحلقة ونفسى جدا ألاقى تفاعل كبير كتقدير لتعبى .
وياريت ندخل جروبى محبى الكاتبة شيماء سعيد
/
نختم بدعاء جميل
*اللهـم قرّب لنـا الاقـدار السعيـدة والأيـام الجميلـة*
*وأبعِـد عنّـا ه‍ـم الدنيــا وضيــق الحيــاه

شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة عرض أقل

 •تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية 

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent