رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل العشرون 20 - بقلم اشرقت
✍️...في الجانب الأخر! كانت داريا قد اتصلت بشيار وأخبرته بكل ما حدث، ليجيبها بنبرة باردة : لم يتبقَ سوى خطوة واحدة لإنهاء باران كارابي.
تجمدت داريا مكانها، وقالت بدهشة : لم أفهم... ألم نتفق أننا لن نؤذيه؟!
شيار : لن نؤذيه جسديآ... كل ما أريده هو ابنه فقط.!
داريا بارتباك : ماذا تعني بكلامك هذا؟!
شيار : ساعديني في الدخول إلى القصر، أعتقد أن وجودك هناك أصبح طبيعي الأن.
داريا مصدومة : شيار، لا تفعل! اتفقنا أن هدفنا الوحيد هو كشف وجه حسن فقط!
رد شيار بهدوء مرعب : وهل تظنين أن حسن لم يُخبر باران عن وجودنا؟! هل أنتِ بهذه السذاجة؟!
سرت قشعريرة في جسد داريا، وهمست : لا... مستحيل!
شيار بتهديد : إن لم تساعديني، فسأخذ روح زوجك المستقبلي بيدي هاتين.
قالت داريا بصوت مرتجف : لكن... كيف أفعل ذلك؟ الأمر ليس بهذه السهولة!
شيار بحسم : إذن دعي الأمر لي... وسأفعله بطريقتي.
__&__كان أحد رجال شيار قد تسلل إلى طاقم حراسة القصر، مما سهل عليه عملية التسلل إلى الداخل دون أن يثير الشكوك.!
صعد شيار إلى الطابق العلوي وهو يهمس لنفسه : لابد أن صغير كاراباي نائم في غرفته الأن... اقترب موعد انتقامي.
توجه بخطوات ثابتة نحو غرفة مراد، وجهه يكسوه الظلام، وقلبه لا يعرف للرحمة طريقآ.
قال : وأخيرآ... سأمزق قلب باران كما مزقني..!! سأجعله يتذوق مرارة الفقد بابنه الوحيد!
فتح باب الغرفة بخفة، فوجد مراد يلعب وحده، التفت الطفل ببراءة ظنآ أن القادم والده... لكنه لم يكن سوى شبح حاقد، لا يحمل في عينيه سوى الغدر.
مراد ببراءة : من أنتَ؟
ابتسم شيار بسخرية : إذآ... أنتَ مراد!
أخرج هاتفه من جيبه، وبدأ يطلب رقم باران. عازمآ على بدء لعبته القذرة...
طفل بريء يقف في مواجهة رجل دنيء، لا يعرف الرحمة ولا يعرف الله... طفل، كل ذنبه أنه نُسب إلى باران كاراباي.
__&__لا يزال باران غارقآ في صدمته... جالسآ في القبو إلى جانب زوجتة التي لم تفارقه بعينيها القلقتين.
رن هاتفه فجأة.! تناولته ديلان بسرعة وأعطته له، فتح الخط ورد بتوتر : ألو... من المتحدث؟
شيار : أنا الشخص الذي تبحث عنه منذ وقت طويل.!
رد باران بتوجس : ماذا تعني؟
شيار : أنا السبب في معاناتك! شريك عمك في كل ما حدث...
باران بانفعال : من أنت؟!
شيار ببرود : إن كنت ترغب برؤيتي، تعال إلى غرفة ابنك... سأكون هناك بانتظارك.
اتسعت عينا باران في ذهول : غرفة مراد؟!
لكن شيار أنهى المكالمة دون رد...
نهض باران فجأة كمن لدغته النار، التفت إلى ديلان قائلآ برجاء : أرجوكِ، ابقي هنا... مهما حدث لا تخرجي!
شعرت ديلان وكأن أحدهم قبض على قلبها بعنف، أرادت الركض خلفه، لكن كلمات باران كانت كالسلاسل تكبل خطواتها.
ارتجفت فجأة... شيء ما في صدرها كان يخبرها أن كا-رثة توشك على الحدوث.!
لم تستطع الانتظار، فصعدت بخطوات متجمدة خلف باران، تقودها أنفاسها الثقيلة وقلقها المتصاعد.
كانت تراقب من بعيد، تُطل بخوف من زاوية الممر... لكن ما رأته جمد الد-م في عروقها.
ذلك الرجل، يقف أمام مراد ويوجه السلا-ح نحو صدره الصغير!
صُعقت، شهقت دون صوت... كيف وصل إلى هنا؟! تساءلت بذعر، وعيناها تملؤهما الدهشة والدموع.
من هذا الشيطان الذي يجرؤ على الوقوف أمام طفلنا بهذا الشكل؟!
تقدمت خطوة، ثم تراجعت الأخرى...
كانت عالقة بين شجاعتها كأم، وخوفها من كشف وجودها في تلك اللحظة الحرجة.
أما شيار، فابتسم بنظرته الماكرة وهو يلتفت نحو باران : آه يا سيد باران... أخيرآ أتيت.! لطالما تمنيت رؤيتك، وحين علمت بأنك تبحث عني... قررت أن أتي بنفسي إليك.
حدق باران في المشهد المروع، قلبه يخفق بعنف وعينيه تتسعان وهو ينظر إلى ابنه تحت تهد-يد السلا-ح.
من هذا...؟! لماذا؟! لماذا بجانب ابني؟! ماذا يريد منه؟!
ارتجفت يداه، وتسارعت أفكاره، كأن كل خساراته الماضية تنهض من رماد الذاكرة : يا الله، لا تختبرني بهذا مرة أخرى... لا تضعني مجددآ أمام فُقد جديد.! لقد ارتشفت مرارة اليُتم، ولا زلت أتجرعها حتى اليوم... لا يمكنني أن أفقده، إنه حياتي ووصية والدته لي..💔
ردف شيار ببرود قا-تل، وبصوت يحمل نشوة الانتقام : باران كارابِي... لقد أتيت، وأخيرآ... تعلم يا سيد باران؟ متعتي باتت أعظم وأنا أراك تشاهد بعينيك كيف سأسلبك أعز ما تملك... كيف سأنتزع روح ابنك من أمامك، وأحرمك منه للأبد... أه، كم انتظرت هذه اللحظة.
باران يتقدم بخطوات مرتجفة، يتوسل بحرقة : لماذا؟! لماذا تفعل هذا بي؟ ما الذي فعلته لك؟!
ابتسم شيار بسخرية حاقدة : الثأ-ر يا باران...!! الثأ-ر قديم بين والدي ووالدك!
كان والدك يتربص بأبي دائمآ، يلاحقه ويحطم صفقاته بحجة أنها غير قانو'نية... دفع به إلى الس-جن ولم يراعى مرضه، ولا ضعفه، حتى ما-ت هناك مكسورآ! ومن يومها... أقسمت أن أدمر-ك. ضممت عمك إلى جانبي، ليساعدني على تنفيذ وعدي، وحتى أراك تنهار وحيدآ، متألمآ وبلا سند.
وفجأة... دوى صوت ديلان من الخلف بانهيار وصرخة حادة : هـــــــــاير!! لا... لا يمكنك أن تفعل هذا!
التفت باران نحوها مصدومآ، ثم هتف بشراسة : إياك!! إياك أن تلمسه!
صاح شيار بصدمة : من أنتِ؟!
لكن صوت مراد المرتجف جاء أولآ، والدموع تملأ عينيه : أمي ديلان، هل عدتِ؟!
ارتبك شيار، ذُهل : ديلان؟!! حقآ لا أتعجب... أعلم أن باران كارابي رجل ذكي، لكن لم أتوقع منك هذه الخدعة يا باران...
اقترب باران أكثر، وقلبه يحترق : إن كنتَ تُريد الانتقام، فخذ روحي أنا... ابني لا ذنب له، دع الصغير وشأنه... مشكلتك معي أنا، وأنا أمامك الأن وسلا-حك في يدك... أفرغه في صدري واترك مراد حيآ.........يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية