رواية زوجتني اختها (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم اسماعيل موسى
رواية زوجتني اختها الفصل الاول 1 - بقلم اسماعيل موسى
يا باشا انا نضفت القصر ومسحت الأرضيات وغيرت الزيت للقناديل ذى ما حضرتك أمرت والحطب إتقطع ومرصوص جنب المدفأه حضرتك تأمر بشي أخر ؟
دون أن يرفع عينيه المحدقه بالكتاب همس البيه، لا يا عبد العاطى تقدر تمشى أنت ،لكن متنساش وانت خارج تسقى الزرع !!
اوامرك يا باشا حاضر !!
رفع عبد العاطى حقيبة القاذورات التى تحوى داخلها بقايا طعام البيه أمس فوق كتفه وخرج نحو الحديقه التى قص اشجارها قبل اسبوع ثم القى نظره على شرفات القصر القديمه قبل أن يبداء سقاية الأشجار والزهور ،من بعيد خلف الحديقه كانت أصوات الفلاحين والفتيات الاتى يجنين الفاكهه من المزارع تتعالى وأمين العزبة يصرخ من على حماره الهمة يا بنات، الشمس قربت تغرب، جلس البية فوق مقعده فى فمه سيجاره مرتدى بذته الزرقاء ونظارة شمس سوداء واضعا قدم فوق قدم يرمق الآفق من على سطح القصر، كانت شمس الشتاء تتسحب خلف الأشجار تاركه خلفه شفق احمر قانى والفتيات الشابات منحنيات داخل الحقول تلاعب الريح الاشربات التى يغطين بهم شعرهن ،يمسحن العقرب من على جباهن رغم برودة الجو
ثم صرخ الخولى خلاص خلصنا النهرده، اصطفت الفتيات فى صف طويل يتلقين الاجره من امين العزبة واضعا فى كف كل واحده منهن قرش او قرشين ومحذرا بصوت صاخب إى فتاه
تكون سرقت حبة فاكهه وخبأتها تحت ملابسها
ثم انطلقت كبرتتة امين المزرعه فى الطريق الترابى نحو منازل القريه والفتيات يركضن خلفها ،أشد اللحظات التى يكرهها البيه عندما تختفى الأصوات وتحل بة الوحده ولا تتبقى الا اظلال القمح والنخيل والاشجار الشبحيه
وكاد ان يغادر مكانه عندما لمح فتاه تمشى بمفردها خلف الجماعه متباطأه فى سيرها ،كانت الشمس اختفت من جو السماء وحلت غبشه من سواد، كانت تسير ببطيء حذر حتى اختفت اخر ظلال اقرانها ،استدارت يمين ويسار ثم من تحت عريش كركديه نبت على طرف قناية ماء سحبت لفة مربوطه بأشرب ووضعتها فوق رأسها ،ابتسم البيه فى سخريه
فلاحه خبيثه وهو يتابعها ترحل
عندما عبرت الفتاه القصر القت نظره مطوله على شرفات القصر ،نظره غير مألوفه ووقفت دقيقه كأنها تتحدث مع نفسها ثم رفعت طرحتها وغطت وجهها وتابعت السير حتى اختفت فى الظلام.
عندما وصل عبد العاطى القصر فى صباح اليوم التالى
حمل القهوة للبية الذى يتصفح الجورنال ويدخن السيجاره
القهوه يا محمود بيه !
حطها هنا يا عبد العاطى
تأمىر بحاجه تانيه يا باشا؟
لا يا عبد العاطى شوف شغلك انت
عبد العاطى ؟ همس البية وهو يقلب أوراق الجورنال
انا عايز خدامه
ابتسم عبد العاطى كأنه نال حظوة او جائزه غير متوقعه
انا قولت كده يا باشا وعرضت الموضوع عليك اكتر من مره لكن حضرتك كنت رافض تماما التعامل مع أهل القريه
شفلى خدامه كويسه ياعبد العاطى وتكون امينه ومش رغايه
حاضر يا بيه
رفع الباشا يده منهيآ الكلام وحارما عبد العاطى من الاستغراق فى ابداء تفانيه المبتذل
دا يوم السعد يا باشا ،مين يطول يخدم محمود بيه بجلالة قدره ؟
امشى يا عبد العاطى انا مش عايز صداع....
احضر عبد العاطى أكثر من فتاه ليختار منهم محمود بيه خادمه، وقفت الفتيات فى الحديقه تحت أنظار محمود بيه الواقف فى الشرفه مرتدى بذته الرسميه كالعاده
دقق محمود بيه النظر لدقيقه تأمل ملابسهم المهترئه وجووهم الشاحبة الشمراء التى صبغتها الشمس ،قسمات البلاهه الباديه على ملامحهم ، لم يجد داخله اى رغبه فى وجود واحد منهم فى مكان يتواجد فيه بأستمرار، هز رأسه باعتراض
بعدها صرخ عبد العاطى يلا يابنات كل واحده تروح على بيتها وهو يشعر بالخزى والتقصير لأنه لم ينجح فى المهمه التى اوكلها اليه الباشا،عندما يتحدث إليك البيه او يطلب منك امر ما هذا أمر لا يحدث كل يوم، منذ وصول محمود بيه وقد حفظ عبد العاطى كلماته القليله ،شكرآ يا عبد العاطى ،اسقى الزرع ،حطها هنا ،تقدر تروح يا عبد العاطى ثم
ان عدنان بيه وزوجته ،وفارس الدرملى مفتش الصحه
ومأمور القسم كل واحد منهم لديه خادمه حضرت معه من القاهره ومحمود بيه اردا يشرف قريته باتخاذ خادمه منها
انتظر عبد العاطى آمام باب القصر يده خلف ظهره مطرق لحضور الباشا الطاغى
خرج الباشا محمود بيه واضعا يده فى جيب بنطالة واليد الأخرى تدخن سيجار
ركض عبد العاطى ومشى جواره لكن متأخر عنه خطوتين
اسمع يا عبد العاطى، البنت إلى انا عايزها مش لازم تكون مميزه، لكن مش لازم تكون اى بنت تلاقيها فى وشك
انا ليه نظام ومزاجية وطقوس والاختيار مش هيكون سهل آبدآ، مش عايز اى واحده فلاحه تتلف الكتب او تلعب فى دفاترى واغراضى من غير ادراك، انا هديك فرصه تانيه
لكن المره دى كن حريص انك متفشلش ثم أطرق البيه مطلقآ بصره تجاه الحقول المزهره ونفخ دخان سيجاره
هى البنات إلى بتعمل فى الحقول دى ميصلحش منهم خادمه ؟
دى بنات وش شقى يا بيه واديهم ورجليهم مقشفه وميعرفوش يتعاملو غير مع المواشى
اعتقد مفيش واحده من بنات القريه تحسن القرأة والكتابه يا عبد العاطى ؟
قرأه اية لا سمح الله يا باشا ،احنا الفساد لسه مدخلش عندنا الحمد لله ومفيش راجل يتجراء يدخل بنته المدرسه
همس الباشا الظاهر انى هطلب من رأفت بيه يشوفلى خادمه عن طريقه
متشغلش بالك يا محمود بيه، بكره الصبح هيكون عندك اكتر من خدامه ينالو رضاك ان شاء الله
تأمل محمود بيه بيوت القريه من فوق سطح قصره
الحطب الذى اشعلوه آمام المنازل لصنع الشاى والتدفئه
تخيلهم يجلسون مع اسرهم فى الهواء الطلق واطفالهم يلعبون من حولهم ،وزوجاتهم داخل المنزل تعد الجبن القديم او العدس والخبز ،انها الحياة التى لم يختارها يوم وفرضت عليه ،بعد أن كان اسمة ماركه مسجله فى حانات حى الجماليه وبين القصرين تلك الحياه التى لم يشعر فيها بالملل
•تابع الفصل التالي "رواية زوجتني اختها" اضغط على اسم الرواية
