Ads by Google X

رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل الاول 1 - بقلم اشرقت

الصفحة الرئيسية

  رواية ولنا في كل عناق حياة (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم اشرقت

 

رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل الاول 1 - بقلم اشرقت

✍️...في إحدى مدن إسطنبول الكبرى، كان يعيش شاب في مقتبل العمر يُدعى باران؛ رجل أعمال ناجح، بنى نفسه بجهده وصبره. يقيم مع جدته أزاده، وابنة عمته نوران، طالبة جامعية.
كانت نوران قد فقدت والدتها منذ صغرها إثر إصا-بتها ب كانسر، وتركها والدها بعدها وانشغل بحياته، أما القدر فشاء أن تُصا-ب هي الأخرى بالمرض ذاته... 💔
كانت أزاده وباران يعلمان بحقيقة مرضها، لكنهما أخفيا عنها الأمر خوفآ من انهيارها، غير أن تعبها المتكرر أثار شكوكها، فبدأت تلاحظ الأعراض وتخاف أن يكون ما تخشاه هو الحقيقة.
وذات ليلة، كانت أزاده تتابع مسلسلها المفضل في الصالون، بينما انشغل باران في مكتبه كعادته. أما نوران فكانت في غرفتها حين داهمها ألم شديد. تناولت مسكنها المعتاد، وبعد أن هدأ الألم قليلآ، نزلت إلى الأسفل ودموعها تسبقها.
،،___نظرت إلى جدتها وقالت بصوت مختنق : جدتي... ما الذي تخفونه عني؟ ما بي ليس أمرا عابرا! أريد أن أعرف الحقيقة... أرجوكِ قولي لي!
ارتبكت أزاده وقالت بقلق : ابنتي، ما هذا الكلام؟ لا نُخفي عنكِ شيئا.
لكن نوران صرخت بعصبية : بل تفعلون! أنا أعلم أنني أحمل نفس مرض أمي، أليس كذلك؟
،،__في تلك اللحظة، خرج باران مسرعآ من مكتبه وقد سمع صراخها.. ھتف : ما الذي يحدث هنا؟! لماذا ترتفع الأصوات هكذا؟
نظرت إليه نوران بعينين دامعتين وقالت برجاء موجع : باران... أجبني بصدق. هل أنا أحمل مرض أمي؟
تجمدت ملامحه من وقع السؤال، حاول أن يتماسك، لكن نظراتها الموجوعة لم تترك له مهربآ.
قال مترددآ : أنتِ تتوهمين يا نوران. لا تفكري هكذا.
اقتربت منه بخطوات مرتجفة، أمسكت بيده وقالت برجاء باكي : أرجوك، لا تُخفِ عني. لقد تعبت من الظنون، فقط قل لي الحقيقة لأرتاح..!
كان في صوتها ما مزق قلبه. أمسك بيديها بقوة، وظھر عليه علامات الانكسار.
ساد الصمت للحظات، ثم قال بصوت مبحوح : نعم يا نوران... للأسف.. أرسلنا تحاليلك وصورك إلى أطباء كُثر في الخارج، لكن النتيجة كانت واحدة... المرض في مرحلته الأخيرة، والجراحة مستحيلة لأنها قد تودي بحياتك.
خفض رأسه وهو يتمتم بأسف : سامحيني، أنا حقآ أشعر بالعجز أمامك.
كانت أزاده تبكي بحرقة، أما نوران فانهارت تمامآ، تترنح واقفة على قدميها. أسرع باران إليها، أمسك كتفيها برفق : نوران، هل أنتِ بخير؟
تشبثت بمعصميه، وقالت بنبرة متقطعة : كنت أعلم... نفس أعراض أمي، نفس الألم... كل شيء يتكرر من جديد..!! ثم تنهدت قائلة بصوت ضعيف : أريد أن أكون وحدي قليلآ، جدتي لا تقلقي، فقط أحتاج للهدوء.
،،__غادرت الغرفة بخطوات بطيئة، بينما جلس باران على الكرسي المقابل واضعآ رأسه بين كفيه بحسرة.
اقتربت أزاده منه وربتت على كتفه بحنان : لا تلم نفسك يا بني، لقد فعلتَ ما بوسعك، لكن إرادة الله فوق كل شيء، هذا قدرها.
&_____وفي صباح اليوم التالي، كان باران يستعد للذهاب إلى عمله حين طرق أحدهم الباب..  تفضل، قال وهو يرتدي سترته.
دخلت نوران بابتسامة ھادئة وقالت : صباح الخير.
ابتسم قائلآ : صباح النور يا أميرة كَرابي الصغيرة، كيف حالك اليوم؟ كنت على وشك أن أذھب وأطمئن عليكِ.
ردت مازحة : إذن لن أذهب إليك مرة أخرى حتى تأتي أنت لزيارتي بغرفتي!
ضحك بخفة وقال : هل نمتِ جيدآ؟
نوران : نوعآ ما... لكني أردت أن أتحدث معك قبل أن تذهب.
لاحظ توترها حين بدأت تفرك يديها وتهرب بعينيها بعيدآ عنه. جلس أمامها على ركبتيه وقال برقة : هيا قولي ما في بالك.
تنهدت طويلآ ثم قالت بصوت مبحوح : باران... أريد أن نتزوج.
اتسعت عيناه دهشة، وقال بذهول : ماذا؟ ماذا تقولين يا نوران؟!
أخفضت رأسها وقالت بثبات حزين : أعلم أنك تراني صغيرة، وربما تعتبرني أختآ لك... لكنني لا أراك هكذا. أراك رجلآ أحببته منذ صغرى.. لا تتعجب من جرأتي، فليس لدي وقت للخجل... ربما لن يكون هناك غد بالنسبة لي. لذالك أريد فقط أن أعيش ما تبقى من أيامي قربك، هذا كل ما حلمت به بعد تخرجي... لم يكن لي نصيب أن أعيش حياة طويلة، فدعني أعيشها ولو لحظة معك.
قاطعها بصوتٍ متألم : ششش... لا تقولي ذلك! ستتعافين، وسأتأكد من ذلك بنفسي. سأبحث في كل مكان، وسأجد العلاج مهما كلف الأمر... فقط ثقي بي، ولا تفقدي الأمل.
ابتسمت بحزن جميل وقالت : إن لم أثق بك، فبمن أثق إذن؟
ثم نهضت بهدوء وقالت وهي تهم بالخروج : فكر في كلامي جيدآ يا باران، أنا أنتظر ردك...
،،__ظل واقفا ينظر إلى الباب بعد مغادرتها، يغمره الحزن والدهشة في آن واحد..!! كيف لم ينتبه من قبل إلى نظراتها المختلفة، إلى إعجابها الصامت؟
وفي المساء، عاد باران إلى المنزل منهكآ. وجد جدته جالسة في الصالون.. ردف : مساء الخير يا جدتي.
أزادة : مساء النور يا بني، كيف كان يومك؟
باران : مر على خير، لكن أين نوران؟
أزادة : صعدت إلى غرفتها، قالت إنها تريد مراسلة صديقتها... تعلم أنهم في عطلتهم ويشتاقون لبعضهم.
باران : حسنآ، سأصعد أنا أيضآ، أشعر بالإرهاق.
أزادة : والعشاء؟
باران : لست جائعآ، فقط أريد النوم.
،،__صعد غرفته، أخذ حمامه، لكنه لم يستطع النوم. ظلت كلمات نوران تدور في رأسه كدوامة لا تنتهي.
أمسك هاتفه وحدق طويلآ في شاشة مضيئة تحمل صورة وجه يألفه جيدآ... وجه أعاد إليه دفقة من الذكريات.
ابتسم بمرارة وهمس بصوت مختنق "ديلاني"
وتدفقت إلى ذهنه تلك الذكرى التي تعود إلى عامآ مضى......يتبع) 

•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent