رواية تحت سماء البيبي بلو (كملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم نور عماد
رواية تحت سماء البيبي بلو الفصل الاول 1 - بقلم نور عماد
صوت العصافير كان بيتسلل من شباك الغرفة الصغيرة ذات الستائر البيضاء الخفيفة، والنسمة الباردة بتداعب خصلات شعرها البني الطويل. ليان، تلك الفتاة التي لا تعرف للحزن طريقًا، كانت نايمة على سريرها الكبير المغطى بلحاف ناعم باللون البيبي بلو، اللون اللي كانت بتشوف فيه كل معاني الصفاء والبراءة.
فتحت عينيها بهدوء، وغمرتها ابتسامة واسعة من غير سبب، كأنها واحدة من الأميرات اللي بيصحوا في القصص الخيالية. مدت إيديها للسماء، وتاوبت برقة طفولية، وبصوت ناعم خرج منها همس: "صباح الخير يا دنيا..."
لسه ما قامتش من السرير، وفجأة رن موبايلها اللي كان مرمي جنبها على الكومودينو. قلبت نفسها على بطنها، وسحبت الموبايل بسرعة وهي بتضحك بخجل طفولي. ضغطت على زر المكالمة وقالت بنبرة كلها دلع:
– "ألووو...؟"
رد صوت تمارا، صاحبتها الأقرب، بنبرة متوترة:
– "ليان! قومي بقى يا حبيبتي، إحنا متأخرين على السيكشن!"
غمغمت ليان وهي بتدفن وشها في المخدة:
– "آه يا تمارا... حلمت حلم حلو أوييي..."
تمارا ضحكت وقالت بنفاد صبر ممزوج بخفة دم:
– "يا ساتر يا رب! هو في وقت للأحلام دلوقتي؟ مش هنخلص منك بقى."
ليان رفعت راسها من على المخدة، وابتسمت وهي بتغني الكلام بدلع:
– "كان حلم جميييل يا تمارا... كنت هناك، في بستان كله أزرق... أزرق زي السما وقت الغروب... وكان في حد... جه وخدني من إيدي."
سكتت لحظة وهي بتبص حوالين أوضتها، ولما وقعت عينيها على السرير والفرشة البيبي بلو، اتسعت ابتسامتها أكتر:
– "وكان فستاني... أزرق بيبي بلو... زي اللي تحتيا دلوقتي."
تمارا شهقت بسخرية وقالت:
– "ليان! يا بنتي انجزي، مش وقت فساتين وألوان. هنتأخر والله!"
قهقهت ليان بخفة:
– "حاضر حاضر، هقوم دلوقتي."
قفلت المكالمة، وقعدت على طرف السرير، وبصت لنفسها في المراية اللي قدامها. ضحكت وقالت لنفسها: "يا ترى الحلم ده صدفة... ولا إشارة؟"
قامت بسرعة على غير عادتها، غسلت وشها بمية باردة خلت خدودها تحمر، وسرّحت شعرها الطويل بخصلاته اللامعة، ولبست فستان كاجوال بسيط لكنه بنفس نغمة الألوان اللي بتحبها، الأزرق الفاتح. حطت لمسة خفيفة من الكحل اللي زود عيونها سحر، ونزلت السلالم بخطوات سريعة.
بره، لقت تمارا واقفة، بتبص للساعة بغيظ:
– "وأخيرًا يا أميرة بياض الثلج."
ضحكت ليان وقالت:
– "يختي عليكي، دا أنا جهزة في أسرع وقت!"
تمارا مسكت إيدها وبدأوا يجروا:
– "يللا يا ليان، الجامعة مش هتستنانا."
ليان بصت ليها وقالت بلهاث:
– "بالراحة يا تمارا، أنا مش بعرف أجري بسرعة!"
تمارا انفجرت ضحك:
– "مش مهم، أهم حاجة نوصل قبل ما الدكتور يقفل الباب."
وأخيرًا وصلوا بوابة الجامعة. زحمة الطلبة كانت عاملة دوشة كبيرة، الكل بيتكلم، بيضحك، أو بيجري عشان يلحق. ليان وقفت لحظة تبص على البوابة العالية بزخارفها القديمة، قلبها دق أسرع. كأنها أول مرة تدخل الجامعة، وكأنها مش داخلة مكان عادي، لكن داخلة جنة البيبي بلو اللي حلمت بيها من شوية.
ابتسمت لنفسها وقالت في سرها:
– "ااااه لو الحلم يتحقق ...."
•تابع الفصل التالي "رواية تحت سماء البيبي بلو" اضغط على اسم الرواية
