رواية دلال و الشيخ الفصل التاسع عشر 19 - بقلم شيماء سعيد
والشيخ
الحلقة التاسعة عشر
................
الحب هو الراحة التي يسعى إليها الجميع، فهو العطاء دون مقابل، والأمان دون مأوى، وهو أن تشعر أنّ هناك من هو قريب رغم بعده، أن تستشعر وجوده رغم كل ما يفصل بينكم من مسافات، وأن تُضحّي من أجله رغبة بإرضاء نفسك وإرضائه
...................
نفذت أسماء إنتقٖامها من شفيق الذى قتٰل روحها عندما أغٖتال برائتها فأقسمت ألا تعطيها نفسها وتجعله يذوق مرارة الحٖرمان ويتعذب بٖنار الشوق
وعندما طردته من غرفته منكسرا إلى غرفة الأطفال ألقى بنفسه على التخت يزفر بضيق وكأنه على وشك الإختناق .
فقال بمرارة: لا أنا لو فضلت صاحى كده هيجرالى حاجة، أنا هحاول أنام أحسن .
ولكنه لم يستطع النوم ولم يغمض له جفن وأخذ يتقلب على فراشه كثيرا كأنه ينام على جمرات من النٖار .
فقال بسخط : لا أنا كده هتجنن بجد، إزاى بعد ما اتجوزها تحرمنى منها وأنا اللى كنت بحلم باليوم ده .
و كمان تحكم عليه أنام فى أوضة تانية أنا شفيق الجمال ، اللى كلمتى بتمشى على أكبر شنب فيكِ يا بلد .
ماشى يا أسماء بس أتمكن منك وبعدين همشيكِ على العجين متلغبطوش.
........
أما زينب فكانت الأخرى تتلوى كالحيٖة على فراشها حتى قفزت من التخت فجأة وقالت: لا مش قادرة أنام وبنت إبتهال تاخد منى ابنى أنا لازم أعمل حاجة أكسٖر فيها فرحتها الليلة .
ثم ابتسمت بمكر وأخرجت مفتاح شقة شفيق وقررت أن تصعد إليهم وتفاجئها بوجودها فى غرفة نومها .
وبالفعل صعدت للشقة ووضعت المفتاح فى الباب، فاستمعت أسماء لصوت المفتاح حيث كانت فى طريقها للمرحاض فدق قلبها سريعا من الخوف وأسرعت للباب لترى من هذا الذى يفتح عليهم الباب فى تلك الساعة، فرأت زينب من العين السحرية.
فأطبقت على شفتيها بغل وهمست: بقا كده يا حماتى .
عايزة تفهمينى إنك الكل فى الكل وممكن تدخلى عليا اوى وقت براحتك ، طيب ماشى.
فأسرعت إلى غرفة شفيق .
وعندما رآها تهلل وجهه بفرحة وقال: كنت عارف إنى مش ههون عليكِ.
تقدمت منه أسماء وقالت بدلال وهى تجلس بجواره وتمسح على شعره بحنو: اه طبعا يا حبيبى مقدرتش أبعد عنك .
فحاوطها شفيق بذراعيه واستسلمت له للحظات.
حتى تفاجىء شفيق بوالدته فوق رأسه تقول: مش كفاية مسخرة يا بت إبتهال وتتخمدى وتسيبى شفيق يستريح عشان يشوف أشغاله الصبح .
إبتعدت أسماء عن شفيق سريعا وقالت بتغنج: رد يا شفيق على الحجة أمك اللى دخلت علينا أوضة نومنا فى يوم دخلتنا .
أنا مشوفتش قلة حيا للدرجاتى .
بس العيب مش عليها عليك يا شفيق عشان سايب ليها المفتاح .
فاعتدل شفيق من نومته وأطلقت عينيه جمرٖات من نٖار وصاح فى زينب: إيه جابك يا حجة، يصح كده برده .
أنا غلطان إلى ديتك المفتاح.
.................
نزلت فتاة تلو الأخرى من سيارة أحمد وعندما همت دلال بالنزول من ورائهم استوقفها أحمد بقوله: استنى عندك رايحة فين؟
دلال بحرج: هنزل مع البنات، مش قولت هنشتغل وهنلاقى مكان نبات فيه.
مفيش أحلى من كده، وتشكر يا مولانا .
فزفر أحمد بضيق وقال بتهكم: تشكر..!
ثم أستطرد :
_دلال أنتِ مش هتنزلى معاهم، انتِ هتيجى معايا الفيلا بتاعى .
رفعت دلال حاجبيها وقالت بصدمة: لا إلا أنت يا مولانا، أجى معاك أعمل إيه..!
أوعى تكون لسه مصدق إنى كنت بيبع نفسى .
لتجهش بالدموع واستطردت بقهر: أقسملك بالله ما حصل وأنا انخدعت والله .
نزلت دموع دلال على قلب أحمد كجٖمرات حارقة لم يحتملها ويعلم أن قلبه يصدقها ولكن ما سمعه ورآه منها يكاد يصيب عقله بالجنٖون وما يثير غيرته هو خطوبتها لذلك الجاحد كيف كانت وما كانت تقوله له ويقوله لها، هل أحبته .
لاااا قلبى المتيم بها لا يستطيع تحمل هذا، فهى لى حتى وان ظاهرى وعقلى يرفض هذا ولكن ليس على القلب سلطان الا الهوى.
فهتف أحمد بألم يشق صدره لبكائها وقال بصوت حاد يخالف ما يشعر به: أصدقك ولا مصدقكيش مش هتفرق .
كل الحكاية أن ليكى دين فى رقبتى عشان انقذتينى يوم الحادثة .
وعايزة أرده مش اكتر .
فطالعته دلال بعتاب تطل من عينيها بكسرة وقالت: أنت شايف كده يا مولانا، كل اللى ليه عندك دين عايز ترده، لكن مفيش يعنى حاجة كده ولا كده مستخبية هنا ولا هنا .
نبض قلب أحمد وجاهد حتى يخفى بسمته، فكيف يقول لها أنه مُتيم بها وهو الشيخ وهى راقصة.
كيف تجتمع السماء والأرض وبينهما كل تلك المسافة .
لذا اكفهر وجهه وقال: حاجة ايه انا مش فاهم، أنا قولتلك دين وهسدده، ومتخفيش الفيلا أنا مش لوحدى فيها.
فيها عمتى وأمى ، بس لازم تعرفى حاجة عن أمى إنها ست كبيرة وللأسف مش طبيعية، يعنى عقلها زى الأطفال .
همست دلال: شوف أنا بكلمه فى ايه ويقول إيه .
هيفهم إزاى ده إنى بحبه، ده البعيد لوح .
وقال بيقول أمه عقلها عقل عيال، عشان كده طالع زيها مش بيفهم .
بس ماشى هروح معاه، أعمل إيه بحبه وبموت فيه، يكش يفهم بالتدريج ..
يختى جماله حلو، بحبك يا مولانا .
ليقطع حديثها الخافت أحمد بحدة قائلا: هتفضلى تبرطمى كتير كده..!
ها قولتى ايه هتيجى معايا ؟
فأطلقت دلال عينيها تتأمل تفاصيله بحب حتى شعر أحمد بالحرج وأخفض رأسه واستغفر: استغفر الله العظيم.
طلعتلى منين دى، أعمل إيه فيها دلوقتى ؟
هتجننى ومش قادر أنا كمان أبصلها واحفظ ملامحها.
لتقطع شروده دلال: هو أنا أقدر اقولك لأ يا عم الشيخ، توكل على الله يلا، وانا معاك .
فابتسم أحمد ثم انطلق بها نحو الفيلا، وعندما وصل وولج للداخل وجد عمته تمشط شعر والدته .
فألقى السلام: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
فالتفت عمته عفاف وقالت: وعليكم السلام يا ابنى .
أخيرا جيت، دى أمك طول النهار مش على لسانها غيرك .
ليه بتطول كده يا ابنى، وامتى هتيجى تعيش معانا وتسيب بيت عمك، مش كفاية كده !!
فحمحم أحمد بخجل واقترب من والدته وقبل رأسها، فأخذت تحركها كثيرا وتضحك فرحا برؤيته ، ثم قبل رأس عمته وقال: معلش الظروف يا عمتى .
ودلال تراه من بعيد فلم يأذن لها بالدخول بعد فهمست: ما أنت حبوب وحنين اهو يا مولانا، امال منشفها عليه ليه كده ؟
عفاف بإستغراب: ظروف ايه يا ابنى اللى مقعداك ضيف هناك وسايب ملكك هنا، ده أنا سبت بيتى عشانك وعشان الغالية أمك وحتى تميم رأسه ناشفة زيك ومرضاش يجى يعيش معايا هنا .
أحمد بصوت خافت: يا عمتى خايف إمشى، يقولوا ما صدق هرب من جوازة أشجان.
ثم صمت للحظات وتبدلت ملامحه للحزن واستطرد: وده مينفعش، أنا لازم أوفى بوعدى عشان عمى ومراته اللى بتعاملنى زى ابنها واكتر .
لازم أرد الجميل .
فصاحت عفاف بغضب: يعنى هو لازم رد الجميل إنك تجوز واحد مطلقة يا ابنى وأكبر منك.
وهنا سمعت دلال كلمة زواج أحمد، فضربت على صدرها وقالت: يا مصيبتى يجوز، يعنى بعد ما لقيته يجوز ويضيع منى .
لاااا مقدرش على كده، فأسرعت إليه ووقفت أمامه وهدرت بصوت حزين: الكلام اللى سمعته ده صح..!
أنت هتجوز يا مولانا؟
ابتلع أحمد غصة مريرة فى حلقه وهى تتوسل إليه بعينيها أن ينفى ذلك.
فقد رأى بعينيها شىء يجهله، هل هو حبا حقًا ام مجرد إعجاب .
فإن كان حبا فلما ارتبطت بشخصا غيره..؟
فأغمض عينيه بألم وهمس: تعبنى حبك اوى يا دلال.
ولا عارف أعيشه ولا عارف أنساه ..
واخرتها ايه يا بنت الناس، إحنا فعلا مننفعش لبعض حتى لو مفيش فى قلبى غيرك ..
وعشان كده وجد نفسه يقول: ايوه هتجوز بنت عمى يا دلال .
مفيش مبروووك .
فارتعشت شفتيها بمرارة ودمعت عينيها وقالت: مبروووك .
ودلوقتى أستأذن أنا يا مولانا ومتشكرين لغاية كده .
واعتبر الدين اللى فى رقبتك إتحل خلاص .
لتلتفت سريعا قبل أن تسمع رده، وتخطو خطواتها للخارج .
فصاح بها ليستوقفها: إستنى عندك .
فتوقفت متخشبة فى مكانها، وقد شحب وجهها ودموعها لا تتوقف .
فأسرع إليها ووقف أمامها وجزع عندما رآها على هذا النحو .
وود أن لو اعترف بعشقها وضمها لصدره ليطمئنها أن ليس فى قلبه سواها ولا يرغب بأحد سواها ولكن كما لديها دين فى رقبته،فدين عمه أقوى وأولى بالسداد .
وعليه أن يوفى كلمته وعهده فالمسلمون على ما هادوا.
وليس هو من يقطع عهده ولو على رقبته .
دلال بحدة: نعمين..؟
عايز منى ايه تانى يا سيدنا الشيخ، ما خلاص فضناها وقولت حليتك من الدين اللى فى رقبتك ليه .
فخلينى أرجع لحياتى وبيتى.
فغضب أحمد وقال ساخرا: حياتك وبيتك .
ايه حنيتى للرقص والمجٖون اللى كنتِ عايشة فيه تانى .
فعقدت دلال حاجبيها وهدرت قائلة: لا أنت المجنون ، بقولك ايه متشتمش عيب عليك يا مولانا .
فابتسم أحمد رغم عنه .
فحدقت به دلال وهمست: بقا الضحكة الحلوة مليش نصيب فيها وهتروح لغيرى، يبختها .
_ملكش فيه يا مولانا أرقص أغنى، دى حياتى وأنا حرة .
وسبنى فى حالى وروح أتحكم فى المحروسة اللى هتجوزها ..
احمد بصرامة : قولتلك مش هتمشى من هنا، هتقعدى مع أمى وعمتى وهجبلك كل طلباتك عايزة ايه تانى.
فهمست دلال: عايزاك أنت يا مولانا.
أنا بحبك بس أنت مبتفهمش .
دلال: لا مش عايزة تغور اللقمة اللى بتيجى بكسرة النفس .
أنا ماشية.
وعندما حاولت المغادرة مرة أخرى، اضطر أن يمسك بمعصمها بقوة، ثم دفعها من ورائها.
وأخذت دلال تصرخ وعمته تصيح قائلة: فيه إيه يا أحمد ومين دى د؟
وليه يا ابنى بتكلمها كده وبتجرها وراك ليه ؟
أحمد: هفهمك كل حاجة يا عمتى بس مش دلوقتى
ثم صعد لأحد الغرف وفتحها ودفعها بها قائلا: أنتِ مش بتسمعى الكلام، وعشان كده هحبٖسك أنا لغاية ما تتعلمى الأدب يا دلال .
وعلى فكرة الأوضة دى فيها حمام، وعمتى هتطلع ليكى الأكل .
وهجبلك لبس على ذوقى .
فصرخت دلال: أنت باى حق تعمل معايا كده ..
أنت تعرفني ولا حد قريبى يا جدع !!
أنا هبلغ عنك البوليس وأقول خطفنى .
فضحك أحمد: البوليس اللى لسه جايبك منه .
اسكتى يا دلال واقصرى الشر عشان غضبى وحش .
ويلا هسيبك ترتاحى وتنامى وهيكون ليه معاكِ كلام تانى .
ولم يدع لها الفرصة للرد وقام بأغلاق الباب بالمفتاح وهبط على السلم .
فاستقبلته عمته وعلى وجهها معالم الغضب: أنا مش مصدقة اللى بتعمله ده يا شيخ أحمد، وايه كمان جايب بنت فى إيدك .
هو فيه إيه بينك وبينها يا شيخ أحمد ؟
فلمعت عين أحمد بالدموع وهو يجاهد أن يبوح بما تجوبه نفسه فقال: الشيخ أحمد يا عمتى فُتن للأسف ووقع فى الحب .
وحب مين البنت اللى شفتيها دى وتعرفى كانت بتشتغل ايه..
فاتسعت عين عمته بفضول، ليلقى على مسامعنا القنبلة
كانت رقاصة .
فضربت عمته على صدرها قائلة: يا مصيبتى .
انت إتجننت يا أحمد، حصلك ايه بس .
لا دى عين وصابتك يا ابنى.
رقاصة ايه وبتاع ايه، فوق لنفسك يا ابنى وارجع لربك واستغفر .
ده أنا قولت هتاخد بنت شيخ المسجد المنقبة وحافظة القران.
فبكى أحمد حتى فاضت عيناه، فأشففت عليه عمته وقالت بحزن: لا حول ولا قوه الا بالله.
قد كده بتحبها يا ابنى .
احمد: اه للأسف، ومش عارف اعمل ايه؟
عفاف بثقة: تعمل ايه، تجوزها طبعا على طول يا ابنى، عشان اللى بتعمله ده حرام وغلط، تكلمها وتكلمك من غير صفة، ودى بداية خطوات الشيطان، هوب من غير ما تحس تلاقى نفسك واقع فى كبيرة من الكبائر والعياذ بالله .
اتسعت عين أحمد وقال بذهول: اتجوزها ..!!
إزاى بقولك كانت رقاصة ولسه استغفر الله العظيم جيبها من ..
لا مش قادر أكمل عشان قلبى بيقول مظلومة .
ده غير إنى خاطب بنت عمى .
اتجوزها إزاى قوليلى؟
عفاف: عادى يا مولانا، ما أنت اكتر واحد عارف الشرع وان ربنا محلل أربعة .
وانت هتجوز أشجان عشان عمك مش حب، فحق قلبك عليك تراضيه هو كمان وتجوز اللى بتحبها.
أما عن ماضيها يا ابنى، فأنت برده عارف إن ربنا غفور رحيم .
المهم هى تكون بتحبك وتسمع كلامك وتتوب لربنا وتكون إنسانة تانية زى ما كنت بتمنى .
فتنهد أحمد بحرارة وأمسك برأسه وحركها كثيرا ثم قال بتأنى: مش عارف بجد أعمل إيه، أنا محتار وخايف لو عملتها أظلم أشجان لإنى قلبى مع دلال .
عفاف: يا حبيبى القلب مش عليه سلطان وعشان كده حبيبنا النبى قال لربنا" هذا قسمى فيما أملك فسامحنى فيما لا أملك"
يعنى كان بيعدل بينهم فى المبيت والكلام الحلو والمعاملة الطيبة لان ده حق لكن كان بيميل للسيدة عائشة وبيحبها .
فكل اللى عليك انك تراضى أشجان لان البنت اتظلمت كتير يا حبة عينى من شفيق ومستنية منك عوض ربنا .
أما الغلبانة اللى فوق فمن عصبيتها ودموعها لما سمعت انك هتجوز فهى بتحبك اوى وأكيد هتغير بس بعقلك وحكمتك هتقدر تمتص الغيرة دى وتتحملها بقدر الأمكان .
فابتسم أحمد وقبل جبينها وقال: ربنا يكرمك يا عمتو، مش عارف من غيرك كنت عملت ايه.!
هونتى فعلا عليه الموضوع بس لازم أصلى صلاة استخارة الاول .
ودلوقتى هروح اشترى شوية لبس لـ دلال وعايز من حضرتك تطلعى ليها الأكل .
وياريت تحولى تكلمى معاها وتفهميها وحدة وحدة الأصول اللى تربينا عليها والدين .
فابتسمت عفاف: حاضر يا ابنى من عينيه .
ثم غادر أحمد وتوجه بسيارته نحو أحد المحلات القريبة واشترى لها ما يلزمها من ملابس بيتية وخروج ولم ينسى إسدالا للصلاة .
ثم عاد بأدراجه إلى الفيلا وناول ما أشتراه إلى عمته وقال: أنا هبات عند شيكو الليلة، يعنى هكون قريب لو حصل اى حاجة كلمينى يا عمتو، هيجيلك فورا .
عفاف: حاضر يا ابنى متقلقش، روح واطمن وان شاء الله خير .
ليغادر أحمد ولكن تلك المرة بقلب غير القلب، حيث غزى قلبه الفرح لأول عندما أدرك أنه على وشك الوصول إلى مبتغاه وستكون حلاله فى أقرب وقت، وتقر عينيه برؤيتها عن قرب دون خجل .
ولكن سرعان من قطب جبينه وهمس: بس مش هقدر أخدها فى حضنى، لا لسه بدرى حتى لو مشتاق ليها اوى .
مش هينفع تكون مراتى بالفعل غير لما اتأكد إنها اتغيرت ونست كل الماضى عشان نقدر نفتح صفحة جديدة.
....
أعدت عفاف بعضا من الطعام من أجل دلال وحملت ما ابتاعه لها أحمد ثم صعدت به إليها .
وعندما اقتربت من غرفتها سمعت بكاؤها وشهاقتها التى لا تتوقف فرددت: لا حول ولا قوه الا بالله.
البت دى صعبانة عليه اوى .
ثم سمعتها تهمس بغصة مريرة: كده يا أحمد يعنى يوم ما أشوفك تضيع منى وتقول هتجوز .
دى اخرتها يا مولانا وأنا اللى كنت بحلم باليوم ده وبتمناك فى كل لحظة.
حرام والله حرام، بعد الحب ده كله.
وكمان هان عليك تحبسنى، ليه فكرنى ايه .
أنا لازم أتصرف وأهرب من هنا، بس ازاى ..ولو حتى هربت بجسمى، أعمل إيه فى قلبى اللى هيفضل معاك يا مولانا .
وبينما تبكى سمعت طرق على الباب فهتفت بحدة: اهو رجع اكيد مهونتش عليه، وهيرجع فى كلامه ويقول أنه بيحبنى ومش هيجوز غيرى
طيب أعمل ايه اول ما يقول كده، اقوله أنا كمان بحبك واحضنه العسل ده ولا أتقل شوية برده عشان ميقولش عليه مدلوقة .
بس أتقل ايه، ده انا بموت فيك يا مولانا .
ثم أسرعت إلى الباب وهتفت: أحمد أنت رجعتلى صح،افتح يا أحمد .
انا عارفة انى مهونتش عليك، افتح يا مولانا.
ثم سمعت صوت المفتاح يتحرك فنبض قلبها بشدة وارتسم على ثغرها ابتسامة، للتبدل الابتسامة إلى شهقة عندما وجدت عمته .
التى بادرت بقولها: هتفضلى متنحة كده كتير، خدى يلا الأكل من ايدى، عشان اعرف أجيب كيس اللبس اللى جبهولك أحمد.
ابتسمت دلال لذكر أحمد، ولاحظت ذلك عفاف وهمست: بتحبه أنا متأكدة .
ثم أحضرت الكيس ووضعته على التخت .
وأشارت إليها: اهو يا بنتى الحاجة، كلى الأول وبعدين شوفيهم وإلبسى اللى يريحك .
فصاحت دلال: أنا مش عايزة أكل ولا ألبس أنا عايزة امشى من هنا .
عفاف : ليه يا بنتى هو فيه حد منا ضيقك وحتى لو أحمد يعنى شد عليكِ شوية فهو لمصلحتك، عايزلك الخير وعايز تعيشى حياة كريمة وفى آمان وهيوفرلك كل اللى تطلبيه .
فهتعوزى ايه تانى ؟
فلمعت عين دلال وقالت بقهر: مش هيكون ليها الحجات دى كلها طعم من غيره .
أعمل إيه بيها وهو بعيد عنى وهيروح لغيرى، ده انا كده هتعذب اكتر .
وعشان كده لازم إمشى يمكن لما أبعد أقدر أنساه .
ثم نظرت إلى الباب المفتوح والى عفاف التى فهمت من نظرتها إنها تريد الهرب ولكنها اصطعنت عدم الفهم .
ثم وجدتها تسرع نحو الباب، لتلقى عليها ما جعلها تتجمد فى مكانها .
_هتهربى وتسبيه وهو هيجيب المأذون بكرة ويكتب عليكِ_.
هذا ما قالته عفاف لتتجمد دلال فى مكانها غير مستوعبة ما تقوله وتتسائل: أحمد عايز يتجوزنى .
مولانا عايز يتجوزنى..!!
معقولة دى ، طب ازاى ..!
ثم التفتت إلى عفاف وقالت: اللى سمعته ده صحيح، الشيخ أحمد عايز يتجوزنى، بجد ولا بتضحكى عليه عشان ممشيش .
عفاف: استغفر الله العظيم وانا هكدب ليه يا بنتى .
ايوه هيتجوزك .
دلال بفرحة: مش مصدقة، طيب اقرصينى كده عشان أحس إنى مش بحلم .
معقولة يعنى بيحبنى زى ما بحبه.
وصرف نظر عن بنت عمه وهيتجوزنى أنا .
لتطلق زغرودة مطولة لن يقطعها الا قول عفاف: مصرفش نظر عن بنت عمه مينفعش طبعا ده وعد ولازم يوفيه.
جحظت عين دلال لتشهق بشدة ثم تحاول السيطرة على نفسها لتقول بصدمة: ايه ؟
يعنى ايه الكلام ده ؟
هو هيجوز بنت عمه، امال عايز يتجوزنى ليه ؟
يكونش عايز يخدنى فوق البيعة، ثم اخفضت صوتها وقالت بمرارة: إظاهر لسه فكرنى رخيصة .
لا يا مولانا أنا مش رخيصة وغالية فى نظر نفسى اوى .
أنا ماشية وقليله ألف مبروك على بنت عمك وينسى أنه عرفنى فى يوم من الايام .
......
ولج أحمد إلى شيكو الذى كان فى انتظاره فرحب به ببشاشة .
تعجب أحمد من ببشاشة وجهه فسئله: شكله مبسوط اوى، مش معقول عشان شوفتنى يعنى عشان أنا معاك كل يوم وبوزك بيبقى شبرين .
شيكو: أنا برده، ده أنا اللى مستحمل تكشيرتك اللى تسد النفس وبقول زى بعضه يا واد يا شيكو إتحمل مكنش أنت تتحمل صاحبك مين هيتحمله .
فضحك أحمد: لا جدع يا صاحبى.
بس قولى إيه مالك بجد ؟
شيكو: خلاص فرجت ووفقت نتجوز وكانت شغلانة البنات اللى بعتها دى وش السعد عليه .
ياريتك كنت عملتها من زمان .
فرح أحمد لفرح شيكو واحتضنه بحب قائلا: الف مبروك يا صاحبى، ربنا يتمم بخير .
شيكو: عقبالك يا شيخنا، بس انت يعنى مصمم تجوز بنت عمك..
هو أنا عارف إن المطلقة إنسانة زينا وليها حق تجوز تانى وتعيش حياتها مقولناش حاجة بس انا حاسس بيك يا صاحبى أنها مش داخلة دماغك ولا بتحبها عشان كده ديما مهموم ..
فاطلق أحمد زفيرا حارا وقال: ده مكتوب يا شيكو والمكتوب مفيش منه هروب .
شيكو: بس القلب برده يا أحمد، كان نفسى تجوز وحدة تحبها عشان تسعدك .
وفى تلك اللحظة وجد عمته تتصل عليه ..ففتح سريعا
فوجدها تقول: ألحق يا ابنى دلال لسه نازل حالا .
احمد بتوتر: طيب أنا هشوفها .
فقام أحمد مسرعا ليستوقفه شيكو: هى مين دى يا أحمد .
فالتفت أحمد برأسه وابتسم وقال بعشق: دى القلب اللى لسه كنت بتكلم عنه.
فاتسعت عين شيكو ثم ضحك بهيسترية: يا لعبك يا مولانا .
ايوه كده، ربنا معاك يا صاحبى .
بس لما ترجع تحكيلى بالتفصيل ماشى .
احمد وهو يتخطى البوابة بخطى مسرعة وبصوت عالى: ان شاءالله.
ثم عبر الطريق الى الفيلا التى يقطن بها واختبىء وراء جدار حتى يراها وهى تخرج وما هى إلا لحظات حتى وجدها تخرج من البوابة، تدور عينيها حولها بارتباك وما أن خطت خطوات خارجها حتى تجمدت مكانها عندما استمعت لصوته الرجولى الخشن .
_ على فين العزم يا دلال هانم .
.......
يارب تكون الحلقة عجبتكم والاقى تفاعل ومنكسلش ندوس لايك ونبعت اى كومنت والأحلى طبعا والأهم تكتبى احساسك عن الأحداث .
نختم بدعاء جميل
*يا رب، كما نجّيت يونس من بطن الحوت، نجّني من همي وكربي، وافتح لي باب الفرج من حيث لا أحتسب..*
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية