رواية تقاطع طرق الفصل التاسع عشر 19 - بقلم اميرة احمد
الفصل التاسع عشر
مضت الأيام سريعة.. سافر خالد و يارا إلي ألمانيا و بعد يومين كان ميعاد عملية خالد الأولي....وقفت يارا امام غرفة العمليات تزرف الدمع .. تتعجب مما حولها كيف لبرودة الجو ان تؤثر على برودة الاعصاب لهذه الدرجة.. مستشفى كبيرة في ميونخ وهي الوحيد الواقفة تبكي في الطرقات خوفا على زوجا الراقد تحت مشرط طبيب لا يعرفه و لا يهتم لأمره.. هو بالنسبة له حالة.. لكنه بالنسبة لها دنياها.... انسالت الدموع على وجنتيها في صمت حتي خرج الطبيب و تحدث بكلمات انجليزية ركيكة
he will be okay, he can leave after 4 hours, the surgery was successful.
شكرته يارا و تتبعت خالد الذي كان محمول على ترولي المستشفى و توجهوا به إلي احدي الغرف، كان خالد لايزال تحت تأثير المخدر .. لكنه بدأ في الافاقة.. جلست يارا إلي جواره و اخذت تقبل جبينه و خديه .. فتح خالد عينيه وتكلم بصوت حاول جاهدا ان يبدو انه بخير
همس خالد بنبرة ضعيفة مبحوحة: متخافيش انا كويس.
همست يارا و لازالت الدموع تنهال من عينيها: خالد حاسس بايه يا حبيبي في حاجة بتوجعك.
ربت خالد على كفها: و الله كويس مش حاسس بحاجة.
ابتسمت يارا: الدكتور قال العملية نجحت.
خالد: الحمد لله
يارا: قال كمان ممكن نروح بعد 4 ساعات.
خالد: مش قولتلك عملية بسيطة... بطلي عياط بقي انا كويس.
يارا: مش قادرة يا خالد و انا شايفاك نايم تعبان كده.
خالد: حبيبتي انا كويس مفيش حاجة و الدكتور قالك اهو هاروح كمان شوية لو كنت تعبان اكيد كان هيخليني حتي ابات تحت الملاحظة.
دخلت الممرضة إزالة المحلول من يد خالد وقالت بعض الكلمات بالألمانية
هتفت يارا: English please.
نظرت لها الممرضة في عدم فهم وانصرفت.
صاحت يارا: شايف يا خالد هاتجنن من برودة الناس في البلد دي.
خالد: معلش يا حبيبتي.
دخل ممرض أخر ينظر في الأوراق الطبية وهتف بالعربية بلكنة سورية.
الممرض: حمدالله ع سلامتك أخ خالد.
صاحت يارا: يا فرج الله أخيرا حد عربي في البلد دي.
الممرض: اخوكي مازن من سوريا.
همس خالد بضعف: اهلا بيك.. في ممرضة قبلك دخلت قالت حاجة كده بالالماني و خرجت.
الممرض: كانت بتقولك اخي بتقدر تشرب سوايل دافية لحد اما تفوق وتقدر تقوم تتحرك من السرير.
خالد: هو الدكتور مشي؟
الممرض: لا عنده عملية تانية و هييجي يمرأ عليك قبل ما يمشي لازم يكشف عليك بنفسه و يعطيك خروج قبل ما يروح.
يارا: ياريت تبقي تيجي مع الدكتور تترجملنا علشان الدكتور أصلا بيتكلم انجليزي بالعافية.
الممرض: تكرم عينك... هاطلبلك ينسون.
انصرف الممرض وبقيت يارا الي جوار خالد.
اقتربت يارا وهمست وهي تنسك بكتف خالد: حبيبي اشرب الينسون ...قادر تتعدل.
امتعضت ملامح خالد: تأثير البنج ابتدي يروح و حاسس بألم شوية.
صاحت يارا في لهفة: طيب اتصل بالتمريض يجيبولك مسكن.
ابتسم خالد: مش للدرجة دي يا يارا انا خارج من عملية متوقع يكون في شوية ألم.. كفاية قلق بقي.
سقطت دمعة من عين يارا: كان نفسي يكون في حد معايا من أهلنا او صحابنا يبقي واقف جنبي.. كنت هاموت من القلق عليك و انا لوحدي.
خالد: معلش حبيبتي الحمد لله العملية نجحت و انا كويس قدامك اهو.
رن هاتف خالد ونظرت يارا و وجدت ان المتصل هو علي
أشارت لخالد بالهاتف وقالت: ده علي هترد عليه؟
حرك خالد رأسه : لأ ردي انتي... لو رديت هيعرف ان صوتي تعبان و محدش فيهم يعرف اني هاعمل عملية مش عايزهم يقلقوا.
اجابت يارا على الهاتف: الو... علي ازيك... معلش انا رديت علي تليفون خالد بس هو نايم دلوقتي كنا بره طول اليوم و لسة راجعين.
علي: انتوا كويسين يا يارا انا بس كنت عايز اطمن عليكوا.
يارا: اه احنا بخير الحمد لله اول ما خالد يبقي كويس هاخليه يكلمك... قالت يارا كلمتها الأخيرة ثم ادركت انها قالت أكثر من اللازم
صاح علي بقلق: يبقي كويس؟ّ! هو خالد تعبان؟.
يارا: لا مش تعبان هو نايم بس مرهق شوية انت عارف من الصبح بنلف بنعمل شوبينج مستحملش من كتر اللف رجع نام.
علي: طيب خليه يكلمني ضروري.
يارا : حاضر اول ما يصحي لو كان الوقت مناسب هاخليه يكلمك علشان انت عارف فرق التوقيت.
علي: ماشي خليه يكلمني في أي وقت... سلام.
انهت يارا المكالمة مع علي التي اثارت في قلبه القلق علي خالد .
دخل الطبيب و معه مازن وتحدث الطبيب بالانجليزية الركيكة ، طلب منه مازن ان يتحدث بالألمانية و هو سيترجم إلي العربية.
مازن: الطبيب بيحكيلك انه حالتك الحمد لله كويسة و أخد عينة منيحة يقدر يسوي بيها تلقيح للمدام... بكرة بتفوت المدام ع المستشفى تبدأ في اول خطوة.. عم يحكي انها عملية بسيطة جدا تحتاج بس راحة تامة بعديها بأسبوعين ع الأقل وتعمل اختبار حمل و بترجع تاني لهون ع المستشفى للدكتور بعد الاختبار.
يارا: بكرة على طول كده بس خالد لسة مش كويس مش هاقدر اسيبه كده.
مازن: ما تخافي اختي على بالليل ان شاء الله بيصير زين.
همس خالد: متخافيش يا يارا انا معاكي وزي ما الدكتور قال ده اجراء روتيني سهل و بعديها هنروح ترتاحي على طول و انا هاكون معاكي متخافيش.
قال خالد كلماته وهو يربت على يد يارا في حنان.... التي كان القلق يعتصر قلبها من المجهول التي هي مقبلة عليه في بلاد غريبة لا تعرف عنها شيء سوي برودة طقسها وناسها.
وفي الصباح دخلت يارا الي المستشفى مرة أخري لإجراء اولي خطوات الحقن المجهري... سحب البويضات و من ثم تلقيحها و إعادتها أجنه مرة اخري.
كان الاجراء غير مؤلم كما أكد لها الطبيب لكنها كانت تحت تأثير منوم بسيط استفاقت منه بعد حوالي النصف ساعة و عادة مرة إخري إلي الشقة التي استأجرها خالد ليجلسوا فيها طوال مدة اقامتهم في ألمانيا.. استديو صغير من غرفة واحدة لكنه قريب من المستشفى...و بعد مرور 3 أيام عادا خالد و يارا مرة أخري للمستشفي لإعادة زراعة الأجنة التي كانت إجراء اسهل مما سبقه و كانت يارا مستيقظة تماما طوال الاجراء و بجوارها خالد يتابعان ما يجريه الطبيب و يحاولان فهم بعض الكلمات الألمانية الصعبة... لكن فاجأهم سؤال الطبيب حين قال بانجليزيته الركيكة do you want boys or girls? فهما لم يفكرا من قبل في ذلك... الاثنين نعمة كبيرة يأملان بها قال خالد دون تردد both are fine فهو لا يريد ان يختار و لا ان يختار الطبيب فترك الأمر بيد الله يهبه ما يريد فكلاهما سواسية عنده..
انتهت عملية زراعة الأجنه بسلاسة و عاد خالد و يارا مرة أخري لشقتهم في ألمانيا .. كانت تعليمات الطبيب ان ترتاح يارا قدر الإمكان.. و ان تترك المنزل للضرورة فقط حتي تمضي مهلة الأسبوعين و من ثم تعود إليه مرة أخري.... لكن خالد أصر ان تبقي يارا في السرير و كان هو من يقوم بخدمتها و احضار الطعام لها.. كان يدللها كثيرا فهو يعلم ان الحالة النفسية من اهم العوامل لنجاح العملية وكان في قرارة نفسه يعلم انها تعاني كل هذا الألم الجسدي والنفسي لأجله هو... فغيرها من النساء كانت ستتركه حين تعلم انه لا ينجب و لن تتكلف كل هذا العناء... لكنها تحبه...تريده و لا تريد سواه.
مضي الاسبوعان وكل من خالد ويارا في انتظار يوم الاختبار... كانت صوت دقات قلب خالد تصم اذنيه وهو ينتظر بلهفة نتيجة الاختبار.. اتفقا الا ينظرا الا بعد مرور الثلاث دقائق المكتوبة على الاختبار المنزلي للتأكد من صحته.... كان التوتر يظهر على خالد ويارا كانت تغمرها مشاعر لم تعرف سببها من قبل.. فهي دوما تستطيع ان تتحكم بمشاعرها... كانت أثقل ثلاث دقائق مضت عليهما، وحين حانت اللحظة الحاسمة. لم يستطع خالد ان يكبح دموعه التي انهالت رغما عنه حين رأي خطين في ذلك الاختبار المنزلي معلنا بوجود حمل... احتضن يارا وانهال عليها بالقبلات التي كانت بدورها في دوامة من المشاعر بين الفرح والخوف...
وفي زيارة الطبيب.. طمنهما على الوضع لكن يارا أرادت ان تعود مسرعة إلي مصر لترتمي في أحضان والدتها و تبث لها الاخبار السعيدة... فالفرحة تصبح أكبر و أحلي حين تجد من يشاركك فرحك.. لكن الطبيب قال بصوت رخيم.. You cannot fly unless you pass 14 weeks from today.
صرخت يارا حين سمعت كلماته 14 أسبوع!!! لكن خالد طمأنها ان الوقت يمضي سريعا وانها تعتبر هذا الوقت مجرد استرخاء و استعداد لما هو قادم.
اما في القاهرة بينما أحمد و هدي غارقان في نهر من العسل بعد زواجهما.. لم تكن أحوال علي على افضل حال.
بينما يستعد أدم للخروج رن هاتفه في الصباح.
نظر أدم لأسم المتصل، وأجاب بدهشة: علي!! غريبة مش عادتك تتصل الصبح كده.
اتاه صوت علي متوترا و قلقا من الطرف الأخر: أدم انا عايزك تسمعني و تركز انا مقبوض عليا في قسم أكتوبر اول.. متكلمش أحمد.. حاول تتصرف وتجيب محامي و تجيلي بس بسرعة يا أدم.
انتفض قلب أدم مما سمع: ايه حصل؟ انت كويس.
علي: انجز يا أدم من فضلك.
أدم: حاضر حاضر.
أنهي أدم مكالمته مع علي و القلق و التوتر يسيطران عليه... حاول أدم ان يتمالك اعصابه و بحث في سجل هاتفه عن ارقام محامين وقام بالاتصال بهم واحد تلو الاخر لكن لم يستطع ان يصل لإحد منهم.... لم يرغب أن يتصل بأحمد فرغم تحذيرات علي له إلا انه لا يزال عريس جديد لم يمض على زواجه شهر كيف يفجعه بمصيبه كهذه... فكر أدم كثيرا فلم يجد بد سوي الاتصال بدكتور عمر والد سارة.. هو يعلم ان اخوه محامي كبير و بالفعل ما هي الا نصف ساعة و كان أدم و كتور عمر و أستاذ عادل عزالدين في قسم 6 أكتوبر يبحثان عن علي الذي وجدوه يقف خارج احد المكاتب و الاصفاد تكبل يديه،
ذهل علي ما ان رأي دكتور عمر و أخيه و لم يتمالك اعصابه و وبخ أدم امام الجميع.
صاح علي بحدة : انت غبي!! اقولك تكلم محامي تتصل بحمايا يا بني أدم انت.
هتف أدم: ملقيتش محامي بيرد الصبح كده، كمان ده مش حد غريب واخوه محامي كبير.
د عمر: ايه حصل يا علي طمني يا ابني.
حرك علي رأسه بألم: مفيش يا دكتور متقلقش انا معرفش أدم عمل كده ليه.
اقترب منه دكتور عمر وربت على كتفه: مش هاقولك اعتبرني زي ابوك بس على الأقل اعتبرني أخوك الكبير، و احنا أهل يا علي انا عارف و مقدر انك مش عاوزني اشوفك في المنظر ده ... بس خلينا نساعدك.
اخفض علي رأسه في حزن: والله يا دكتور انا محبش انك تشوفني في الموقف ده، هو حضرتك قولت لسارة حاجة؟
د عمر: لأ متخافش انا مقولتلهاش علشان متقلقش.
أستاذ عادل: ايه حصل يا علي ؟؟ ليه قبضوا عليك انت عملت ايه؟
علي: انا اول ما وصلت الشركة النهاردة الصبح لقيت البوليس في كل مكان وقبضوا عليا.. بيقولوا قضية تهرب ضريبي... بس احنا كنا بندفع الضرايب بانتظام وعندي كل التحويلات.. قولتلهم كده بس بيقولوا الضرايب متدفعتش من 5 سنين ....و ده مستحيل.
أستاذ عادل: طيب انت متأكد من ان الحسابات فعلا كانت بتورد الفلوس دي للضرايب.
حرك علي رأسه بالنفي: لأ ...انا شاكك في مدير الحسابات.. من الصبح باتصل بيه موبايله مقفول هو ومحامي الشركة.
أ عادل: في الغالب ممكن يكونوا متفقين مع بعض.. خليني ادخل للظابط و اشوف في ايه.
دلف أستاذ عادل لغرفة الظابط... بينما ربت دكتور عمر على كتف علي الذي كان يقف في انكسار ينظر لتلك الاساور الحديديه المكبلة يديه في حزن لم يستطع ان يخفيه فظهر على ملامحه واضح كنور الشمس... دقائق و خرج أستاذ عادل يحمل العديد من الأوراق.
أ عادل: بص يا علي الوضع صعب... واضح ان مدير الحسابات والمحامي عندك نصبولك فخ محترم.... الأوراق بتثبت ان في تهرب ضريبي فعلا وان الشركة مبتوردش ضرايب ، و جه اكتر من تفتيش و انذار و مكنش في استجابه من ناحيتكم.
صاح علي: لأ مفيش أي انذار جه.. لو في حاجة زي دي بتيجي علي مكتبي او مكتب أحمد و مجالناش أي حاجة... التفتيش اه كان بييجي و المحاسب بيقولي الدنيا تمام... و تحويلات الضرايب كانت بتتعمل في وقتها كل شهر.
أ عادل: علشان كده بقولك نصبولك فخ... طيب تحويل الضرايب كنت بتعمله على حساب أي؟ معاك أي أوراق تثبت التحويلات دي.
هتف علي بيأس: كلها في المكتب... ومكتوب في التحويل اسم الشركة والبطاقة الضريبية.
أ عادل: حلو اوي... بتكتب البيانات دي في التحويل هتسهل علينا اننا نثبت ان كنت بتدفع الضرايب في مواعيدها.
هتف أدم: طيب لو هو بيسدد فعلا ليه قبضوا عليه؟
أ عادل: في الغالب الحسابات كانت بتقوله ان التحويل تم و بيحول الفلوس دي لنفسه.. و المحامي اكيد متورط معاه لان انه ميردش ده حاجة تخليك تشك فيه ... كمان مفروض لو جه إنذارات يبقي المحامي على علم بيها... الموضوع مش بيتحول قضية و ضبط و احضار بين يوم و ليله.
هتف دكتور عمر بقلق: طيب علي يا عادل هيحصل فيه ايه؟
أ عادل: بحاول اجيبله خروج بكفالة علشان يقدر يجيب الأوراق اللي تثبت براءته.
نكس علي رأسه في حزن.... أصبح من المجرمين الباحثين عن خروج بكفالة... لحظات و نادي العسكري على علي للدخول للتحقيق ......دلف المحامي الي غرفة الظابط مرة أخري مع علي وخرجا بعد حوالي الساعة... كان علي بلا قيود على يديه حين خرج.
اقترب أدم وهتف: ها يا علي طمني.
اخفض رأسه وقال بألم: هاخرج بكفالة لمدة يومين.
أ عادل: ان شاء الله في اقل من يومين نثبت البراءة.. بس لازم تطلع دلوقتي يا علي
تعملي توكيل علشان اقدر اتصرف.
د عمر: هاتصرف انا في التوكيل يا عادل هاخلي حد ييجي المكتب لعلي يعمله هناك.. بس دلوقتي تعالي نطلع علي الشركة نشوف موضوع التحويلات دي.
انطلق الأربعة إلي مقر الشركة.... الذي كان عبارة عن مقر صغير في إحدي المناطق المخصصة للمكاتب والشركات ... كان الموظفين قد انصرفا بعد القبض على علي في الصباح.. فلم يكن هناك أحد سواهم... بحث علي عن الأوراق المطلوبة و في أقل من 10 دقائق كان الملف الخاص بالضرائب أمام المحامي الذي القي النظر على كل ورقة فيه بتمعن و تركيز ثم قال.
أ عادل: بشمهندس علي هو انت اللي بتعمل التحويل بنفسك كل شهر؟
علي: لأ مدير الحسابات اللي بيحول و انا بس ب approve على التحويل.
هتف دكتور عمر بقلق: هو في ايه يا عادل طمنا.
أ عادل: التحويلات في أخر 5 سنين لرقم حساب مختلف عن اللي كنت بتحوله السنين اللي قبلها.
هتف أدم بذعر: يعني هو كان بيحول لحساب تاني؟
أ عادل: من الواضح ان المحاسب كان بيحول لرقم الحساب بتاعه.... و الورق ده ممكن يكون ملعوب فيه بكل سهولة متعدل أسم المستلم، خليني اكلم واحد صاحبي في البنك اعرف الحساب ده باسم مين.
بهت علي حين سمع تلك الكلمات من المحامي الذي لم يضيع لحظة وبالفعل امسك الهاتف و تحدث لاحد المسؤلين في البنك المركزي.. ثم عاد مرة أخري ل علي و سأله.
أ عادل: تعرف حد اسمه محمود سامح عبدالرحيم؟
علي: اه ده مدير الحسابات.
أ عادل: الحساب اللي بيتحول عليه الفلوس كل شهر باسمه.
صرخ أدم: طيب والحل؟ دي تحويلات بملايين.
أ عادل: الحل ان يتدفع الفلوس دي كلها و غرامتها و نحاول نثبت ان علي مكنش متورط معاه.
هتف علي بضيق وخيم الحزن على ملامحه: بس انا مش معايا ادفع الملايين دي ولا حتي نصهم.... مفيش سيولة بالمبلغ ده.
د عمر: طيب لو مدفعش يا عادل هيبقي الحل ايه؟
أ عادل: للأسف هيحجزوا على الشركة و هيتحبس و دي تهمة مخلة بالشرف... بس انا عندي فكرة ممكن ننفذها.
صاح دكتور عمر: ايه هي بسرعة مش هنسيب الولد مستقبله يضيع.
أ عادل: انت عندك هنا أوراق الموظفين؟
علي: اه موجودة في اوضة ال HR.
أ عادل: طيب هاتلي ملف الولد ده و هات ملف المحامي كمان.
انصرف علي يأتي بالاوراق المطلوبة.. بينما مال دكتور عمر على أذن عادل.
د عمر: طمني يا عادل ممكن يخرج منها؟
أ عادل: ان شاء الله خير هي الدنيا معقدة لان المبلغ كبير و هو مش معاه المبلغ المطلوب بس خلينا نحاول.
أدم: هو مينفعش يقسط المبلغ ده؟
أ عادل: دي هتبقي اخر محاولة معاهم لو معرفتش اخلي المحاسب ده يعترف.
دقائق وعاد علي يحمل الملفات المطلوبة... نظر أستاذ عادل في الأوراق ثم اخرج صورة بطاقة محمود .
أ عادل: بص يا علي و ركز معايا.. هو أكيد عرف انك اتقبض عليك.. هتروحله على العنوان ده اللي في البطاقة .. و هتسجله و تحاول تخليه يعترف.
د عمر: بس هو ممكن يكون سافر او ساب البيت.
أ عادل: معتقدش انه يلحق... خلينا نحاول.. بص يا علي هتحاول توقعه في الكلام و فهمه ان المحامي بتاع الشركة اعترف عليه قدام النيابة... و ان التحويلات كلها برقم حسابه.
علي: طيب و لو رفض يعترف و فضل ينكر.
أ عادل: دي شطارتك انت بقي يا علي انك تخليه يعترف.
صاح علي بحدة: انا أصلا ممكن لو شفته اخنقه بايدي.
أدم: لأ يا علي.. لازم تتحكم في اعصابك.. انا هاجي معاك و نحاول نخليه يعترف بس يلا لازم نتحرك بسرعة قبل ما يهرب.
في الطريق، كان علي شارد الذهن... ربت أدم على ذراعه وهمس: متقلقش ان شاء الله هتتحل.
صاح علي ولأول مرة سمح لدمعة تفر من عينيه: انت فاهم يعني ايه اتسجن زي المجرمين؟ .... انا ممكن ابيع العربية والشقة.... بس سارة! ... هاتجوزها ازاي؟ حتي لو بعت الشقة والعربية وده مش هيحصل في يوم وليلة مش هيغطوا المبلغ.
أدم: اهدي بس يا علي وسيبها على ربنا
همس علي بضعف: ونعم بالله... بس انا برضه لازم احط كل الاحتمالات.
صمت علي بألم
وبعد دقائق كانت سيارة علي تقف تحت منزل ذلك المدعو محمود ، يقطن في منطقة شعبية نسبيا.. سأل أدم عنه و عرف انه يقطن بالدور الثاني... صعد سريعا علي و أدم السلالم المتهالكة.. و بقي د عمر و أخيه في السيارة.. وقبل ان يطرقا الباب تأكد علي ان هاتفه على وضع التسجيل الصوتي.
دق علي الباب.. فتحته طفلة صغيرة عمرها لا يتجاوز الستة أعوام... سألها علي بهدوء عن محمود فاجابته:بابا جوا يا عمو اتفضل
........
•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية