رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل التاسع عشر 19 - بقلم اشرقت
✍️...ذهب باران إلى غرفته ليبدل ملابسة... لكن قلبه أخذه حيث تسكن روحه___ إلى غرفة القبو، حيث تنتظره حبيبته.
دخل بهدوء، ليجد ديلان تحضر بعض قطع الفاكهة، منهمكة بما بين يديها، وعلى وجهها ملامح انتظار دافئ.
اقترب منها دون صوت، ثم عانقها من الخلف وهمس قرب أذنها بنبرة شوق : اشتقتُ إليكِ كثيرآ.
التفتت إليه ديلان وقد شع وجهها بالحنين : وأنا أيضآ كثيرآ
سحبها برفق بين ذراعيه وقال مبتسمآ : وماذا تفعل زوجتي الجميلة؟
أجابت وهي تعاود تقطيع الفاكهة بهدوء : كنتُ في انتظارك، وحين تأخرتَ قررت أن ألهي نفسي قليلآ.
أمسك يدها برفق ورفعها ليطبع قبلة عليها وهو يقول باعتذار : أعلم... سامحيني، مراد لم يغمض له جفن حتى وقت متأخر.
تبادلا الحديث طويلآ... يحكي كل منهما للأخر تفاصيل يومه... وبينما كانت ديلان تنشغل بإعداد ما بيدها.
اقترب منها وعانقها من الخلف... د-فن وجهه بين خصلات شعرها، فذابت بين يديه كأنها قطرة دفئ في ليل بارد.
أدارها برفق نحوه، طبع قبلة على جبينها، ثم على وجنتيها، حتى وصل بشفتيه إلى شفتيها، يُطيل التلامس كأنما يسر-ق من الوقت عمرآ جديدآ معها.
__&__ومع طلوع الفجر، استفاق باران بهدوء، وسحب جسده من جانب زوجته النائمة فوق صدره.
شعرت بحركته، ففتحت عينيها بتثاقل وهمست : باران… إلى أين تذهب؟
أجاب وهو يُعدل ملابسه بهدوء : يجب أن أصعد قبل أن يستيقظ مراد.
قالت بنبرة ناعسة : لكن الوقت ما زال باكرآ.!
ابتسم وهو ينحني ليقبل يدها : والدتكِ تشتاق إليكِ… سأجلبها لتراكِ قبل أن يفيق، لا أريده أن يعلم بوجودك هنا، فما زال صغيرآ ولن يفهم الأمر.
تهللت ملامحها، وهتفت بلهفة : حقآ؟! ستريني بها؟ هل تعلم بوجودي هنا؟!
هز رأسه بحنان : لا، لم أخبرها بعد… لكن حان الوقت أن تعلم.
,,صعد باران للأعلى، تحمم وتجهز، ثم توجه نحو غرفة الخالة قدر... طرق الباب بهدوء، وما إن فُتح حتى ظهرت هي أمامه، فابتسمت قائلة : صباح الخير يا بني.
أجاب : صباح النور يا خالتي... ظننتكِ لا تزالين نائمة.
ردت : لا، استيقظت منذ قليل.
قال : حسنآ، تعالي معي.
نظرت إليه بتعجب : إلى أين؟!
قال : دقائق فقط وستعلمين كل شيء.
اصطحبها باران نحو زاوية صغيرة في مكتبه بالقصر... حيث يوجد باب خفي بالكاد يُرى..!! ظھرت الحيرة على وجه الخالة قدر، لكنها تبعته بصمت.
مرا بممر ضيق طويل، ثم نزلا عبر درج حجري يؤدي إلى باب آخر... طرقه باران، وما إن فُتح حتى ظهرت ديلان تبتسم بدموع الشوق في عينيها.
شهقت قدر من المفاجأة، ثم اندفعت نحو ابنتها تعانقها بحرارة : ابنتي الجميلة...!
انفجر-ت ديلان بالبكاء وهي تضم والدتها بقوة : أمي يا نور عيوني... اشتقت إليكِ كثيرآ.
ردت قدر وعيناها تغرقان بالدموع : وأنا يا حبيبتي... لأفدي هذا الوجه الملائكي بروحي.
...بعد مرور بعض الوقت، تنهد باران قائلآ : يجب أن نصعد الأن يا خالتي، قبل أن يستيقظ مراد.
أومأت له قدر باستسلام : حسنآ يا بُني... ثم نظرت إلى ديلان، والدموع تتلألأ في عينيها : كيف لنا أن نكون في نفس المكان، ولا أستطيع رؤيتك واحتضانك كل يوم؟!
أجابها باران بحزم : خالتي، علينا أن نبقى على هذا الحال حتى تنجلي الأمور... لا مجال لأي خطأ الأن.
تنهدت قدر وقالت : حسنآ يا بني... يكفيني أني رأيتها واطمأن قلبي عليها.
__&__مرت عدة أيام، وأُعلن عن خطبة باران وداريا بعد انتهاء مدة الحداد__
(من وجهة نظر داريا طبعآ)
لم تكن الخطبة تقليدية، بل دعاها باران إلى عشاء فاخر في أحد المطاعم الراقية، وهناك قدم لها خاتم الخطبة.
قال لها بنبرة هادئة : ها قد تمت الخطبة كما أردتِ.!
ابتسمت داريا بفرح : نعم، وقريبآ سنقيم حفل زفاف ضخم، تتحدث عنه إسطنبول بأكملها.
نظر إليها بجمود، ورد قائلآ : نعم، وسيكون ذلك قريبآ... لكن أولآ ستوفين بوعدك لي.!
ترددت قليلآ ثم قالت : الأن؟!
أجابها بنظرة ثابتة : نعم، ماذا ننتظر بعد؟
تلعثمت داريا قليلآ : لم أتوقع أن تطلب هذا اليوم بالتحديد... كنت أريد فقط أن أحتفل معك بخطبتنا.
تغيرت ملامحه فجأة، وقال بنبرة حادة : لقد تمت الخطبة، ماذا تريدين أكثر من ذلك؟!
همست : أريد أن نكمل السهرة معآ.
زفر بضيق وقد بدأ غضبه يزداد : داريا، أنا لا وقت لدي لهذه التفاهات، أنتِ تعرفين الظروف التي أمرُ بها!
أدارت وجهها قليلآ بتردد، ثم قالت : حسنآ... سأخبرك.!
صمتت لثواني، ثم تابعت بصوت منخفض : اسمه...!!! ھو... حسن كارابي.
شهق بصدمة : ماذا....؟! ھل حسن؟!
هزت رأسها مؤكدة : نعم، حسن... وهو نفس الشخص الذي كان سببآ في حا-دث والديك.
توسعت عيناه من الصدمة والذهول : عمي...؟!
أومأت داريا : نعم، هو... عمك حسن.
__وفي لحظة... اشتعل الغضب في عينيه، ونهض من مكانه بسرعة دون أن ينطق بكلمة واحدة، بينما بقيت داريا تراقبه بقلق وحيرة.
__&__وصل باران إلى القصر مسرعآ، وتوجه مباشرة إلى غرفة ديلان... أخرج هاتفه ووجهه نحوها متسائلآ بقلق : ديلان... هل هذا هو الشخص الذي ذھب إليكِ، وطلب منكِ أن تذھبي...! ھل ھذا ھو سبب فراقنا ياديلان؟
نظرت ديلان إلى شاشة الهاتف، ودموعها تلمع في عينيها، وهي ترتجف قائلة : نعم... هو... هو.!
اقترب منها أكثر وصوته يمتلئ بالحزن، يكرر السؤال : هل أنتِ متأكدة يا ديلان؟
أومأت ديلان بثقة : نعم يا باران، متأكدة... لم أنسى وجهه ابدآ.
انهار باران فجأة، وصاح وهو يرمي الهاتف على الفراش بعنف : لماذااااا...؟
ركع على ركبتيه، والدموع تنهمر بغزارة من عينيه... اهتز جسده بين البكاء والحزن.
انتفضت ديلان من مكانها، وجلست مقابله وهي تتشبث بيديه بحنو : اهدأ يا حبيبى، أخبرني ماذا حدث؛ ومن هذا الرجل؟
أمسك بمعصميها، وقال بصوت مكسور متقطع : هذا الرجل عمى... إنه عمي ياديلان.
ارتسمت الصدمة على وجه ديلان : مــااااذ..؟
تابع باران والدموع تزداد تدفقآ : نعم... عمي هو من قت-ل أبي وأمي وأخي... هو من فرق بيننا... لكن لماذا؟ لماذا يفعل هذا بنا؟!.......يتبع)
•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية