رواية عبق الماضي الفصل التاسع عشر 19 - بقلم روز امين

 رواية عبق الماضي الفصل التاسع عشر 19 - بقلم روز امين

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين

الفصل التاسع عشر

بعد مرور خمسة أيامٍ أُخر
عادت الباخرة التي يعمل بها حسن و أستقرت إلي مرساها علي الشاطئ بعد إسبوع كانت قد قضتهٌ داخل رحلة نيلية تنقلت خلالها ما بين مدينتي أسوان و الأقصر

داخل غُرفتهِ المتواجدة بالباخرة،، إرتدي ملابسه بعدما إتخذ قرارهٌ المحسوم بضرورة المواجهه ، ف يكفيهِ هروبً إلي هذا الحد ،، وقف أمام مرأته يهندم من ملابسة و أمسك فرشاتة و بدأ ب تصفيف شعرة بعناية

دلف إليه أشرف الذي نظر إلية بإستغراب و تساءل مٌستفهماً بإهتمام ٠٠٠لابس و متشيك كده و رايح علي فين يا حسن ؟

نظر إلي صديقهٌ بجديه ثم أخذ نفسً عالياً و زفرهٌ بهدوء و أردف قائلاً بصلابه ٠٠٠ رايح أتكلم مع بسمه يا أشرف ،، و بعدها هروح ل بباها و جدتها علشان أتكلم معاهم و أفهمهم الوضع

سألهٌ أشرف بإهتمام ٠٠٠ هتقول لهم علي الخلاف اللي حصل بينك و بين أبوك ؟

أجابهٌ نافياً٠٠٠ لا طبعاً ،، أهل بسمه مش لازم يحسوا بأي حاجه ل حد ما أشوف حل مع أبويا

وافقهُ أشرف علي قرارة و تحرك حسن و ذهب إلي البزار الذي تعمل به بسمه و كلهٌ إشتياق و حنين إلي تلك الجميلة التي ما منعهُ عن رؤيتها إلا الضرورة القُصوي

خطي بساقيهِ إلي الداخل و بات يتلفت عليها بلهفة هُنا و هُناك حتي رأها تجلس فوق مقعدها المخصص لها ، و ما أن رأها أمامهُ و وقعت عليها عيناه،، كاد قلبهٌ أن يتركه و يٌسرع إليها ليحتضنها و يضُمها إلي صدرهِ بشدة،، و لو إستطاع إدخالها لداخل ضلوعهٌ كي يٌخبئها عن عيون البشر لفعلها و ما تأخر

إنتبهت تهاني إلي وجودهُ و أبتسمت بسعاده ثم تحركت سريعً إلي صديقتها الشارده لتُنبئها بحضور مُتيمها ، إنتفض جسدها و شعرت بقلبها سيقفز من بين أضلُعها حين ألتفتت إليه و لمحته يقف بطلته المُهلكه لقلبها العاشق بغرامهِ حتي النخاع

و برغم إشتياقها و حنينها الجارف إليةِ إلا أنها نظرت إليه بعيون حزينة لائمة ،، نظرت لمٌتيمة تركها عاشقٌها بمفترق الطٌرق لتتقطع سُبلها و تتوه بظلمة ليلها القاسي،، تركها لتواجة مصيرها المجهول و كأنها طفلة صغيرة تائهه بليل شِتاءٍ قارص البرودة بدون دفئ ، بدون أمان، بدون إحتواء

تقدم نحوها بخطوات مٌتباطئة تخشي المواجهة ، وقف قبالتها و تحمحمَ مٌنظفً حنجرته و أردف قائلاً بنبرة ممتزجه ما بين الخجل و لهفه العاشق ٠٠٠ وحشتيني

إبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة و أردفت متساءلة بإستهجان ٠٠٠ ده بجد ؟

أخرج تنهيدة يائسة تنمٌ عن وجع روحه و تشتتها ثم تحدث بأسف ٠٠٠ أنا أسف يا قلبي، ، أنا عارف إن الإنتظار طعمه مٌرّ،، و إني خزلتك و وجعتك أوي ،، بس و الله كان غصب عني

إلتمعت عيناها بدموع ممزوجة بالألم و الإشتياق معاً و تحدثت بنبرة مٌلامه مختنقة بعبرات الدموع ٠٠٠ و لما آنتَ عارف إن الإنتظار مٌرّ دوقتني مرارته و رضتها عليا ليه يا باشمهندس ؟!

صرخ داخلهٌ يأنٌ ألماً عندما لاحظ لمعات دمعاتها العزيزة و أستمع لنبراتها المٌختنقه ،، لعن حاله و ضعفه أمام عائلته ألاف المرات

ثم تنهد و تماسك و أردف قائلاً بترجي ٠٠٠ أرجوكِ يا بسمة ترحميني ،، أنا مش قد دموعك و لا حزن عيونك دي ،، الموت عندي أهون يا غاليه

نزلت دموعها و خرجت شهقة عنوةً عنها ،، أغمض عيناه مُتعمداً كي لا يري دموعها ،، و ألم إجتاح داخلهُ و بدأ يمزقه بشراهه ،، و قبض علي يده بحدة حتي أبيضت و ظهرت عروقها

نظرت إليه بألم لأجل حالتهِ،، و شعرت و كأن أحدهم غرس خِنجراً حاداً بداخل قلبها البرئ فتحدثت إليه كي تٌخفف من ألامه ٠٠٠ إزاي جالك قلب تسيبني كل ده من غير ما تطمني عليك و تطمن عليا ؟

نظر إليها سريعً و أبتلع لٌعابهُ و كأنهٌ كان علي حافة الهاوية وها هو قد عاد ،، و تحدث إليها بلهفه ٠٠٠ و غلاة بسمة عندي كان غصب عني

إبتسمت حتي آُنير وجهها و سعد داخلها حين إستمعت لقسمهِ بغلاوتها لدية ، نظر إليها و أبتسم و كأن الحياه رٌدت إليه من جديد بعد أن كادت أن تٌفارقه

و أردف قائلاً بتبرير ٠٠٠ هحكي لك كل حاجه يا سمرا ،، بس مش هينفع هنا ،، أنا هسبقك علي مكاننا و أستناكي هناك

إبتسمت له و أماءت بموافقه
تحرك هو إلي الخارج ليسبقها الذهاب،، و أسرعت إليها صديقتيها و تحدثت إليها أمنية بنبرة سعيدة متفائلة ٠٠٠ مش قولت لك إنه هيرجع ،، اللي يحبك و يقرب منك و يعرف قلبك و طيبته ما يقدرش يبعد عنك تاني يا بسمة

إبتسمت لها إبتسام ثم تحدثت إليها تهاني و هي تحتضنها بإحتواء ٠٠٠ إدخلي إغسلي وشك من أثار الدموع و أضحكي علشان وشك يبقا منور لما تروحي تقابلية

أماءت لصديقتيها بموافقة و بالفعل دلفت لداخل المرحاض و أغتسلت و هندمت من ثيابها إستعداداً لمقابلة مالك كيانها

و بعد حوالي نصف ساعة كانت تجاورة و تتحرك بجانبهِ بهدوء ،، و قد قص لها ما أبعدهُ عنها طيلة الفترة المٌنصهرة ،، و رفض عائلته لأمر زواجهِ من خارج محافظة الإسكندريه ،، و بالطبع لم يٌخبرها برفض عائلته لشخصها و شخص أبيها و فقرةِ كي لا يأذي مشاعرها و يٌوصل لها أي شعور سئ سيٌصيبها من حديثه

فتحدثت هي مُتساءلة بنبرة مُستفهمة ٠٠٠ يعني أهلك رفضوني من قبل حتي ما يشوفوني يا حسن ؟

أجابها بكذب لطيف مٌجملاً الحقيقة كي لا يأذي مشاعرها الرقيقة ٠٠٠ أهلي رافضين مبدأ إني أخطب خارج محافظتي يا بسمه ،، مش رافضينك لشخصك،، و دي تفرق كتير

تساءلت بنبرة حزينة و دموعٍ لمعت كحباتِ لؤلؤٍ داخل عيناها الجميلة ٠٠٠ طب و هتتصرف إزاي أيه يا حسن ؟

دقق النظر إليها و أجابها بقوة و صلابه إكتسبها من سحر عيناها ٠٠٠ مش هتجوز غيرك يا بسمه،، و الكلام ده أنا قولته لأبويا و لعيلتي كلها ،،

و أكمل بعيون صادقة و نبرة قوية ٠٠٠أنا ما صدقت إني لقيتك و مش هيبعدني عنك غير موتي

شهقت عالياً ثم وضعت يدها سريعً فوق فمهِ كي تمنعه من إكمال حديثهِ المؤلم الذي لم يتحمله قلبها العاشق ،، نظر لها بذهول من حركتها البريئه تلك ،، و بلحظه قَبلتْ شفتاه أناملها الرقيقه العطرة الموضوعه فوق شفتاه ،، قبلها برقه و أرتعبت هي و سحبت يدها سريعً حين وعت علي حالها و ما فعلته

فتحدث إليها بنبرة مٌتيمة و نظرة عاشقة ٠٠٠بحبك يا بسمه ،، بحبك و مش هسمح لأي ظروف مهما كانت تبعدك عني و تبعدني عن إمتلاكي لحضنك

نظرت إلية و أطمأن قلبها و أستكانت روحها الحائرة جراء حديثهُ الذي نزل علي قلبها ككأسٍ من شراب الليمون البارد في يومٍ صيفي حار فأنعشهُ و رواه

ضلا يتحركان و يتحدثان لوقتٍ لم يعلموا مداه من شدة سعادتهما و آندماجهما بالحديث المحبب لكلاهما

○○○○○○¤○○○○○○

في اليوم التالي
ذهب حسن إلي منزل إبتسام ،، و جلس بصحبة الجميع إلا من دياب الذي كان مٌسافراً إلي مدينة الاقصر ليقضي واجب عزاء في والد أحد أصدقائة ،،

شرح لهم حسن موقفه من التأخير و أخبرهم برفض والده فكرة زواجه من فتاه خارج محافظته و أخبرهم أيضاً أنهٌ سيُصرٌ علي موقفه أمام والده و يحاول مراراً معهُ و لم يهدأ لهُ بال حتي يُقنعهُ ،، و ما يطلبه منهم هو الصبر فقط و إعطاءة الفرصه لمجئ ذاك اليوم

نظرت إليه الجَده بعيون ثاقبه كاشفه لكٌل ما بداخلة بسلاسة،، و تحدثت بحكمة و خبرة إكتسبتهما عبر الزمن ٠٠٠ إسمع يا أبني الكلمتين دول زين و حطهم حلقة في ودانك ،، إنتَ لما جيت من الباب و طلبت يد بتنا إحنا إحترمناك و شفناك راجل مٌحترم و إبن ناس زرعوا فيك الأصول و التربية الزينه

و أكملت بتيقن ٠٠٠ و أنا أول ما شفتك قولت عليك راجل محترم ،، شفت البت و عجبتك جيت لباب بيتها و طلبت يدها من أهلها زي الشرع و الأصول ما بيقولوا

ثم أردفت لتُكمل بحديث ذات معني ٠٠٠ ليه عايز تغير الصورة الحلوة اللي خدناها عنك يا آبن الناس ؟

إبتلع لٌعابه و تحدث مستفهماً و الرعب يتسلل لداخله خشيةً أن تكون الجَده إكتشفت أمر حديثه ٠٠٠ تقصدي أيه بكلامك ده يا جدتي ؟

قصدي إنتَ فاهمه زين يا ولدي ، ملوش لزوم نفَتح في كلام هيتسبب في جروح واعرة ملهاش دوا ،،،كانت تلك هي جملة العجوز ذات الخبرة التي تيقنت أن عائلة حسن إستكبرت و تعالت عليهم و علي رِق حالهم


فأكملت بذكاء ٠٠٠ روح يا ولدي لحال سبيلك و سيبنا في حالنا ،، إحنا ناس غلابه و مش قدكم و لا من توبكم يا أبن الأكابر

نظر لها بيأس و عيون مٌتألمة ثم نظر إلي بسمه التي هبطت دموعها و نظرت مٌستعطفه جدتها التي اردفت قائلة بشموخ و عزة نفس ٠٠٠ بتنا غاليه ، و غاليه قوي كمان و لازمن اللي يطلبها يكون عارف قيمتها زين

إستعطفها راجياً ٠٠٠ أرجوكِ يا جدتي تحاولي تفهميني و تقدري موقفي و تديني فرصه أقنع فيها أهلي

أجابته بشموخ و غزة نفس ٠٠٠ أنا اللي برجوك يا ولدي تسيبنا في حالنا و تخلينا نحفظ كرامتنا و عزة نفسنا اللي محلتناش غيرهم

ثم نظرت إلي إبتسام التي شهقت بصوتٍ مسموع و أردفت الجده قائلة بنبرة جامدة ٠٠٠ إنسانا يا أبني و عيش حياتك بعيد عنينا ، إعتبر حالك مشفتناش و ممرناش علي بالك من الأساس

و لو ليا خاطر و معزة عندك تنسي إبتسام و ما تحاولش تقرب منها تاني ،

و تعمقت بالنظر داخل عيناه قائلة برجاء بعدما رأت الإعتراض بعيناة ٠٠٠ و حق العيش و الملح اللي كلناه سوا لتوعدني إنك مش هتحاول تقرب تاني من إبتسام

إتسعت عيناه بذهول و كاد أن يتحدث مُعترضً،، قاطعته الجَده بصرامه و رجاء ٠٠٠ إوعدني يا ولدي

حول بصرهْ إلي إبتسام التي بادلته نظرات الضعف و الوهن ثم وقفت و تحركت سريعً للداخل تحت صرخات قلبه المتألم لأجل كلاهما ،

ثم من جديد حول بصره إلي الجده المنتظرة الرد و أردف قائلاً برجوله ٠٠٠ أوعدك إني مش هعترض طريق إبتسام تاني بس أنا كمان عاوز منك وعد يا جدتي

ضيقت عيناها بإستغراب و أنتظرت باقي حديثهٌ بترقب و أكمل هو ٠٠٠ أنا عاوزك توعديني إن إبتسام مش هتكون لحد غيري، ، و من هنا لحد ما أجيب أهلي لحد باب بيتك يطلبوا إيد بنتكم حسب الشرع إبتسام هتبقا ليا علي حسب الوعد اللي حضرتك إدتهولي قبل كده إنتِ و عمي دياب

أغمضت الجَدة عيناها بإستسلام و أردفت قائلة بيقين ٠٠٠ اللي فيه الخير يقدمه ربنا ،، و اللي من نصيبك لابد يصيبك يا ولدي

وقف مستأذناً من الجده و سٌعاد الصامته بألم لأجل صغيرتها،، و تحرك هو بقلبٍ ينزف دمً علي فراق غاليته ،، و صوت يقينٍ داخله يُحدثهُ و يُطمئنة بأن لا يقلق و بأن بسمته ستبقي علي شفتاه هو و فقط

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد مرور يومان علي ما حدث،، كان ناجي يتواجد داخل مخزن سري في ضواحي أسوان بعيداً عن الأعين و المارة ، يمتلكهُ مجدي حمدان رجل الأعمال المشبوة و مالك شركة الإستيراد و التصدير الذي يختبأ داخل عباءة رجل الأعمال و الذي يتخذ من شركتهِ ستاراً ليستعملها في شحن الأثار و تهريبها خارج البلاد و ذلك بعد دفع أموالاً طائلة لبعض الموظفين المرتشين بائعي ضمائرهم للشيطان و الذين يعملون بالميناء

كان ناجي يقف مُمسك بإحدي القطع الأثرية النادرة و قربها من أعين مجدي و تحدث بإنتشاء و سعادة ٠٠٠ إتفرج يا باشا و ملي عينك بجمال عروستنا الجديدة اللي مستنيه بشوق تسافر لعريسها الغالي

إتسعت أعين مجدي بذهول من جمال ما يري أمامه ، تناول تلك القطعه من يد ناجي و نظر لها بتمعن و تدقيق،، ثم أردف قائلاً بإنتشاء و سعادة ٠٠٠ حقيقي برافوا عليك يا ناجي

و أكمل و هو ينظر إلي باقي القطع التي توضع فوق المنضدة المستطيلة و تملؤها بالكامل و تحدث بإنتشاء ٠٠٠ المجموعة المرة دي مميزة و نادرة و حبايبنا اللي برة كانوا مستنيينها تظهر بفارغ الصبر

و أكمل بعيون مُتسعة بشراهه لحب المال ٠٠٠ و هيدفعوا فيها كتير،، كتير أوي يا ناجي،،

و أكمل مُحفزاً إياه ٠٠٠ و حلاوتك إنتَ و الرجالة بتوعك اللي حفروا و طلعوا العروسة و أهلها هتبقا كبيرة أوي المرة دي

تهللت أسارير ناجي و أتسعت حدقة عيناه طمعاً و جشعً و سال لُعابهِ بشدة لعشقهِ الهائل للمال و تحدث مُجاملاً و متملقً لسيدة ٠٠٠ أنا تحت أمرك دايماً يا باشا،، و صدقني أنا كل اللي يهمني هو رضاك عليا و بس

نظر له مجدي و كأنهُ إستفاق من حالة الغرام و الذهول التي يعيش بداخلها بسبب عثورةُ علي هذه المقبرة الأثرية النادرة و رجع إلي أرض الواقع ٠٠٠ كويس إنك فكرتني بكلمة رضايا عليك دي يا ناجي،

و أكمل بنظرة حادة ٠٠٠حبايبنا اللي في القاهرة باعتين لك رسالة معايا بينبهوك فيها و بيحظروك من إنك تتهور و تحاول تضايق المهندس بتاع إسكندرية ده تاني بأي شكل من الأشكال،،

و أكمل مُفسراً ليُخيفهُ٠٠٠ الولد أهله واصلين و زي ما قولت لك قبل كده إن إبن عمه ظابط مهم في المخابرات و ليه مكانته في وسطهم،، مش عايزين نزعل المخابرات مننا و ننبهم بوجودنا يا سي ناجي


ثم نظر له مُحظراً إياه بتأكيد و هو يُمليهِ ما يجب علية فعله ٠٠٠ تنسي الولد ده و تشيلة من دماغك نهائي ،، و تسيبك من بنت عمك دي كمان اللي واضح إن مش هييجي من وراها غير وجع القلب ،، عايزين نفضي لشغلنا بقا

و أكمل بطريقة خبيثة وقحة ٠٠٠ أنا مش عارف إنتَ ليه مُصر علي البنت دي بالشكل ده ، أية،، للدرجة دي البنت جامدة لدرجة إنها تشد واحد زي الطور زيك،، طول بعرض و صحة و كمان ما تخلهوش يفكر يلمس واحدة غيرها طول السنين دي كلها ؟

غلي الدم داخل عروق ناجي و آشتعلت نار غيرة قلبه من تطاول ذلك القذر في الحديث المُثير علي من ملكت الفؤاد فتحدث بحدة بالغة غير مبالي بمكانة ذاك المجدي ٠٠٠ مجدي بااااشا،، الكلام اللي بتقوله ده تطير فيه رقاب عندنا ، سيرة بناتنا خط أحمر يا باشا و ممنوع الخوض فيها بأي تلميحات

ضحك مجدي برجوله و تحدث ناظراً إلي بديع ذاك الرجل المجاور له و الذي يلازمه دائماً مثل ظلة أينما ذهب و أردف قائلاً بدعابه و غمزة من عيناه ٠٠٠ دي شكلها تستاهل فعلاً يا بديع

إبتسم بديع بطريقة ساخرة مجارياً سيده ، ثم أكمل مجدي و هو ينظر إلي ملامح ناجي التي إزدادت شراستها و تحدث بنبرة جاده ٠٠٠ سيبك بقا من الهزار ده و أسمعني كويس يا ناجي،، الباشمهندس ده تنساه نهائي و تخرجه من حسباتك علشان ما تتسببش لنفسك في مشاكل مع الناس الكبار بتوعنا،، لان الأمر جاي لك من فوق أوي و إنتَ مش قد زعلهم و قلبتهم الوحشة ، فاهمني يا ناجي !!

أجابهُ ناجي بإبتسامة ساخرة ٠٠٠ إطمن و طمن البهوات بتوعك يا باشا،، الموضوع أصلاً إنتهي و الواد شكل أهله ما رضيوش بالنسب و إتحلت من عند ربنا لوحدها

أردف مجدي قائلاً بإطراء و نبرة دُعابيه ٠٠٠ تمام كدة أوي يا ناجي، عايزين نفضي بقا لشغلنا و ننقب في الجبل أكثر علشان نخرج المساكين اللي بقا لهم ياما تحت الأرض دول،

و استرسل حديثهُ مُحفزاً إياه بطمع٠٠٠ و كمان علشان تقبض أكثر و أكثر و تعرف تزغلل عين حبيبة القلب و تخليها تعشقك مش بس تحبك

إنتشي داخل ناجي و سال لُعابه و هز رأسهُ بموافقة ذليلة لسيدهِ

يُتبع عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية عبق الماضي" اضغط على اسم الرواية

تعليقات