رواية دلال و الشيخ الفصل الثامن عشر 18 - بقلم شيماء سعيد
الحلقة الثامنة عشر
...........
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
كسر القلوب لا يصدر صوت لكنه يترك صٖرخات من الألم والوجع بداخلنا كل شعور تكتمه يأخذ من عافيتك فصراخ القلوب لا يشعر به إلا من يتألم به........ أحذر من كسر الخواطر..... أحذر من كسر القلوب.... أحذر من كسر النفس
...........
لم يتحمل أحمد صدمته فى دلال بعد أن رآها قد قُبض عليها فى شقة منافيٖة للآداب
فأخذ يلوم فى نفسه ويعاتبها: إزاى شيخ يحب فتاة ليل.
ثم أخذ يستغفر كثيرا: استغفر الله ، استغفر الله
ثم شاهد سيارة الشرطة قد بدئت فى التحرك أمامه .
فشعر أن قلبه قد تحرك معها وبدون إرادة منه وجد نفسه يتبعها وكأن قلبه الذى يسيره وليس هو .
أما دلال فكانت تبكى بقهر لإحساسها بالظلم الواقع عليها ولا تدرى كيف ستخرج من هذه الأزمة التى وقعت بها .
ثم تذكرت المنياوى ذلك الرجل الذى كان لطيفا معها واوصاها بالإتصال به إذا واجهت اى مشكلة، فابتسمت على مضض وقالت: ايوه مفيش غيره الباشا هو اللى هيخرجنى من الأزمة دى .
فبادرت بالأتصال به ولكن للأسف كان هاتفه مغلق، فأعادت الإتصال به كثيرا ولكن فى كل مرة تجده مغلق، وهكذا حتى يئست واستسلمت للأمر الواقع .
......
عاد آدم إلى منزله كعادته فى موعده فقبل يد والدته وسئلها عن يومها وصحتها ثم سئل عن دلال .
فتجهم وجه والدته وقالت بقلق: قلبى يا ابنى وكلنى عليها قالت من ساعة إنها نزلة تجيب شوية حجات ونزلت ومرجعتش للأن.
وخايفة يكون حصلها حاجة، اتصل بيها يا ابنى وطمنى .
أنت عارف إنى مش بعرف أتصل على حد .
فدب القلق قلب آدم وقام على الفور والتقط هاتفه واتصل عليها .
ليأتيه صوتها الباكى قائلة:
آدم ألحقنى يا آدم.
آدم بفزع: مالك يا حبيبتي ، حصل ايه ؟
دلال: ابراهيم ثم بكت وتابعت بصوت شجن .
مش قادرة أشرحلك فى التليفون، لو سمحت أنزل دلوقتى وتعال بسرعة قسم مدينة نصر بسرعة يا آدم أرجوك .
اندهش آدم وقال: قسم ..!!
أنتِ عملتى ايه عشان يخدوكِ القسم يا هانم .
دلال: والله ما عملت حاجة، تعال بس وانا أشرحلك الموضوع.
آدم بغضب: طيب جى .
ثم أغلق الخط وهتف بنفور: على آخر الزمن أنا ادخل أقسام
والدة آدم: فيه إيه يا ابنى طمنى ؟
آدم بدهشة: مش عارف يا أمى، الهانم بتقول إنها فى القسم وجابت سيرة ابراهيم .
مش عارف إيه جمعهم، ثم فجأة صاح بغضب:
يعنى ايه، معقول كانت بتضحك عليكِ وهى نازلة تقابله .
اه الخاينة ، كويس إنى كشفتها على حقيقتها قبل ما أدبس فيها .
عقدت والدته حاجبيها وقالت بسخط: مش كده يا آدم حرام عليك ، متظلمهاش من قبل ما تسمع منها وتتأكد بنفسك .
لا يستحيل دلال تعمل كده، يستحيل .
آدم بإنفعال: أنتِ لسه بتدافعى عنها، الأمر واضح زى الشمس .
ومش بعيد كمان يكونوا اتقفشوا مع بعض وعشان كده اتمسكوا .
فرددت والدته: استغفر الله العظيم يارب ، يابنى متقولش كده .
من غير بينة حرام .
آدم: طيب انا هروح بنفسى القسم وأمرى لله وهثبتلك انى اللى بقوله صح.
ماهى وحدة جاية من الشارع وأمها ماتت فى السجن، عايزاها تكون ايه يعنى !!
ثم خرج آدم غاضبا.
فأخذت تردد: لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يهديلك نفسك يا ابنى .
على قد ما أنت فيك صفات خلوة كتير لكن عصبى ومتسرع.
........
كان قلب شفيق يتراقص من السعادة كلما تقدم من غرفة نومه بصحبة أسماء حيث كان يحلم بتلك الليلة معها منذ فترة .
ولكن اسماء كلما تقدمت من تلك الغرفة إرتجف جسدها وتخشبت قدميها وأعلن قلبها من شدة نبضاته الطوارىء وكأنها أصبحت على مشارف الموت .
فتلك الغرفة كانت شهيدة على الجرم الذى قام به شفيق نحوها واسٖتباح به جسدها دون وعى منها ومن ثم على أثره ضاعت كل أحلامها وأصبحت زوجة له وهى التى كانت لا تطيق حتى ذكر اسمه أمامها .
فولجت معه الى الغرفة رغما عنها وقد تسارعت أنفاسها وتجمد جسدها خوفا .
حتى أنه لاحظ ارتجاف وبرودة يدها فرفعها إلى فمه وقبلها بحب ثم وقف أمامها وقال: مالك يا حبيبتي، ايدك ساقعة ليه كده، أنتِ خايفة منى ولا ايه .
متخفيش لإنى اكتر واحد فى الدنيا دى بيحبك وعمرى ما هقدر أذيكِ وكمان هكون حنين عليكِ جدا متقلقيش خالص .
فابتسمت أسماء وقالت ساخرة: أنت لسه هتأذينى يا شفيق .
انت خلاص أذتنى والسرير ده يشهد على اللى عملته فيه .
وبسببه قبلت إنى أتجوزك .
تلون وجه شفيق بالحرج وحاول إخراج صوته المكتوم وقال مازحا: ميبقاش قلبك أسود يا سمسمة.
أنا عايزك تنسى اللى فات وخلينا فى النهاردة ومش عايزك تفتكرى غير إنى بحبك وبس ومستعد أعمل اى حاجة أنتِ عايزها المهم ترضى عن العاشق الولهان شفيق .
ثم غمزها وتابع: وتراضينى أنا كمان عشان مشتقلك اوى اوى يا قلب شفيق .
فهمت أسماء ما يرمى إليه فعلمت أن هذا الأمر سيكون بداية إنتقامها منه ولن يطول منها شعرة واحدة .
لذا ابتعدت عنه وقالت: بقولك ايه يا شفيق، أنا تعبانة وعايزة أنام، سبنى الليلادى والأيام جاية كتير .
فكاد أن يخرج بؤبؤ عين شفيق من الصدمة وازرق وجهه وردد كلماتها: تعبانة وعايزة تنامى فى يوم زى ده .
لا مش ممكن .
أسماء هى ترفع أحد حاجبيها بجمود: لا ممكن وممكن كمان تشوفلك أوضة تانية تنام فيها عشان مبعرفش أنام جمب حد .
فصاح شفيق بغضب: أنتِ واعية بتقولى إيه يا أسماء !!
ده اليوم اللى كنت بحلم بيه من فترة كبيرة إزاى تقولى كده. .
أسماء ببرود: عادى مفيش مشكلة لما نأجل الحلم ليوم كمان، هى الدنيا هتطير، يلا يا حبيبي خد هدومك وروح نام فى أوضة العيال .
شفيق بعصبية : لا شكلى حد باصصلى فى الجوازة دى .
اه اكيد أمى هى عشان مش راضية عن الجوازة .
ربنا يسامحك يا حجة .
ثم أخذ ملابس نومه بإنفعال وذهب لغرفة الأطفال.
وهنا ابتسمت أسماء وقالت بتشفى: احنا لسه فى أولها يا شفشفق، خلى بالك طويل امال .
أما زينب فكانت تدور حول نفسها، بأنفاس متصارعة، تحمل فى صدرها قناٖبل مشٖتعلة من الغضب قد تنفجٖر فى اى لحظة .
لا تصدق أن ابنها المدلل قد انقلب عليها بسبب ابنة ألد اعدائها .
وأخذت تفكر كيف ستتخلص منها سريعا قبل أن تسيطر عليه بالكلية وتفقد مكانتها التى حافظت عليها سنين عدة .
........
وصلت دلال إلى قسم الشرطة وزج بها العساكر هى ومن معها إلى الداخل بعنف مع وابل من الألفاظ البذيئة، فانفجرت فى البكاء وأصبحت دموعها كشلال ماء لا يتوقف وأحمد يراقبها ومع كل دمعة تسقط منها كانت تسقط على قلبه فتمٖزقه .
وأخذ يردد: ليه تعملى فى نفسك كده وتهنيها بعد ما ربنا سبحانه وتعالى كرمها، تقومى أنتِ تعملى كده فى نفسك .
ليه يا بنت الناس، حرام عليكِ نفسك وحرام عليكِ أنا .
ايوه يا دلال تصورى أن الشيخ احمد اللى بقول قال الله وقال الرسول أحب واحدة زيك .
ااااه مش قادر حاسس انى هموت من الحسرة والقهر.
ثم ترجل من سيارته وولج من خلفها ولكن من على بعد حتى لا تراه، ليعلم كيف سيئول بها الحال .
فوجدها تقف ترتجف، تحاول الثبات ولكنها تفشل فتميل يمينا تارة ويسارا تارة حتى فقدت توازنها وسقطت لتجلس على أرضية القسم .
فطالعها بحزن شديد ولمعت الدموع فى عينيه، وود أن لو ذهب إليها وانتشلها من الأرض واجلسه فى قلبه لتطمئن بوجوده .
وما هى لحظات حتى لاحظ شاب يدخل القسم وتعابير وجهه قاسية يتمتم بكلمات غير مفهومة ولكن الواضح أنها غاضبة ..
ثم توقف ليسئل أحد العساكر، فسمعه يذكر اسمها.
فنبض قلبه بشدة وتعلق بصره به، وازدادت حيرته وتسائل من هو ما يقرب لها ؟
ثم وجده يقترب منها، فاقترب أيضا أحمد ليستمع إلى حوارهم معا .
وكانت دلال مازالت تجلس فى الارض وتضم قدميها إلى صدرها مكنسة الرأس حزينة .
ثم اسمتع إلى هذا الشخص وهو ينطق بإسمها بحدة: دلال .
فرفعت رأسها وابتسمت ابتسامة لم تتعدى ثغرها، ابتسامة واهية مصحوبة باستغاثة فوقفت على الفور وقالت بلهفة:
_ آدم الحمد لله انك جيت.
أرجوك يا آدم فهمهم انى مظلومة وان ابن خالتك هو اللى وقعنى فى المصيبة دى .
خليهم يمشونى يا آدم مش متحملة اقعد هنا ولو ثانية واحدة كمان .
آدم بعيون تطلق شرار دون ذرة رحمة: مظلومة.!
طيب ممكن تفهمينى إيه جمعك عليه يا مظلومة ؟
وعندما فتحت فمها لتتحدث وجد ابن خالته من ورائه يقول: هقولك أنا يا ابن خالتى .
فالتفت آدم يطالعه بغضب وصاح: وصلت بيك الحقارة إنك تكلم خطيبتى من ورايا ويا ترى حصل ايه خلكوا تشرفوا هنا .
استمع أحمد إلى كلمة خطيبتى، فتألم قلبه حتى أنه وضع يده عليه، وأغمض عينيه بقهر وتسائل: خطيبته !
يعنى ايه ، يعنى حبيته وحبها .
يعنى أنت كنت عايش فى وهم يا أحمد وهى مش على بالها أنت خالص ونسيتك .
وعاشت حياتها واتخطبت وهتجوز .
كده أظن خلاص مليش مكان وأظن تمشى وكفاية وجع وقهرة لغاية كده، ولازم أفوق لنفسى وأعرف ان فعلا إحنا متنفعش لبعض.
وعندما هم ليغادر استمع الى سخرية إبراهيم، فشده الفضول لمعرفة الحقيقة .
ابتسم إبراهيم ابتسامة ساخرة واستطرد: كل خير يا ابن خالتى .
وصراحة يعنى أن البت اتخطبت ليك غصب وهى عينيها منى من أول شافتنى وهى صراحة كانت عجبانى اوى .
وعشان كده أول بس ما لمحت ليها وقولتلها نتقابل، سابت كل حاجة وجتلى فى الشقة، معلش هو الحب كده نٖار .
لم تتحمل قدم أحمد ما استمع إليه، فتهاوت قدمه واضطر إلى الإستناد سريعا على الجدار الذى بجانبه حتى لا يسقط .
وكان ما سمعه كان كسٖكينا يمزق فى جسده بلا رحمة .
وقال: معقول يا دلال ، أنتِ إنسانة بشعة للدرجاتى وخاينة .
وهنا التفت آدم إلى دلال وصرخ فى وجهها وقال ساخرا: وبتقولى مظلومة وعايزة تخرجى، لا يا هانم .
ده أنا لو اطول يحكموا عليكِ بالأعدام .
فصرخت دلال بهيسترية,: أنت بتقول ايه يا آدم، اوعى تكون صدقته، ده كداب وحقير .
ثم بكت بقهر واستطردت: والله مظلومة، حرام كفاية ظلم لامتى الدنيا هتظلمنى، أنا تعبت تعبت .
فسخر آدم: قالوا للحرامى أحلف قال جالك الفرج .
ثم تابع بقسوة: بصى يا بنت الناس، هى كده خلصت سواء كنتى مظلومة ولا مش مظلومة معتدتش تهمينى .
وكفاية إنى على آخر الزمن دخلت قسم بوليس اللى انا كنت بس متحملش أشوفه من بره .
فأنا صراحة ميشرفنيش إنى أتجوز وحدة زيك ولا تربيلى ولادى .
لأن هيكون شكلهم إيه بين الناس لما يعرفوا أن أمهم استغفر الله العظيم، اتمسكت فى قضية** استغفر الله العظيم
مش قادر أنطقها .
ثم خلع دبلته وألقاها فى وجهها والتفت إلى إبراهيم وقال بحدة: ابراهيم إنسى من النهاردة أن ليك ابن خالة ولو شوفتك تعتب باب البيت عندنا تانى، مش هيحصلك طيب .
ثم أسرع للمغادرة .
لتجلس دلال مرة أخرى على الأرض تبكى بهيسترية حتى فقدت الوعى .
فغضب العسكرى وصاح بها: قومى فزى يا بت وبلاش تمثيل.
عاملة فيها إنسانة وبتحسى اوى، مكنتيش عملتى اللى عملتيه .
هتقومى ولا هجيب جردل المية اللى بنضف بيه وادلقه عليكِ عشان تفوقى .
وهنا لم يتحمل أحمد أكثر من ذلك رؤيتها بهذا الشكل بعد أن فقدت وعيها، فهو لا يتخيل مهما حدث منها أن يفقدها ولو للحظة واحدة .
فأسرع إليها وأقترب منها وانحنى قائلا والدموع تتلألأ فى عينيه: دلال، دلال .
استمعت دلال لصوته وظنت إنها تحلم فلم تفتح عينيها ولكنها همست بصوت خافت: أنت فين يا مولانا، ألحقنى يا أحمد .
أنا محتاجك اوى .
فابتسم أحمد لذكرها اسمه ولكنه عاد سريعا لعبوسه عندما تذكر خطيبها فامتلك قلبه بالغيرة وقال بحدة: فوقى يا دلال .
فوقى .
ففتحت عينيها دلال لتجده أمامها فأخذت تفرك فى عينيها غير مصدقة إنه أمامها فقالت: أنت بجد قدامى يا مولانا ولا أنا بحلم .
أحمد بحزن: لا يا ستى مش بتحلمى، أنا قدامك .
ثم رمقها بنظرة معاتبة قائلا: ايه اللى رماكِ الرمية دى يا دلال ؟
ليه عملتى فى نفسك كده ؟
فبكت وقالت: أنت كمان مصدق يا أحمد، أحلفلك بايه إنى مظلومة عشان تصدقنى .
بس أنت إزاى قدامى بجد وعرفت إنى هنا إزاى ؟
لتجيب نفسها مستطردة بعشق:
أكيد قلبك حس بيه وعرف إنى فى ضيقة، اه ما أنت شيخ مكشوف عنك الحجاب صح.
وبينما تتحدث خرج الظابط من مكتبه قائلا بغلظة: ايه الصوت العالى ده، فاكرين نفسكم فين !!
ثم نظر إلى العسكرى وقال آمرا : دخلى ولاد ستين فى سبعين دول عشان نخلص من المحضر وندخلهم التخشيبة ونخلص من زنهم.
فصاح العسكرى فيهم: مش سمعتوا يا ولاد** يلا ادخلوا مكتب الباشا، دخل عليكم عزرائيل يارب عشان نخلص من أشكالهم .
ثم بدء هو العساكر الزج بهم واحد تلو الآخر .
وآخرهم كانت دلال التى كانت تستغيث بعينيها بأحمد أن ينجدها .
وعندما هم أحمد أن يدخل من ورائه، استوقفه العسكرى قائلا بغلظة: رايح فين يا اخينا هى وكالة من غير بواب ولا ايه .
ولا تكونش عايز تتروق معاهم، مع أن شكلك مش بتاع كده..
ولا تكونش اه شيخ صينى، عشان شايفك بتكلم مع وحدة من إياهم .
فاستغفر أحمد: استغفر الله العظيم.
أنا مش هرد عليك ولكن الباشا اللى جوه هو اللى هيعمل الواجب .
ثم أخرج له كرت به اسم لواء تعامل معه من قبل وأعجب بأخلاق أحمد وأعطاه كارت خاص به أن واجهته اى مشكلة فى الأمن يخرجه المسئول واسمه كفيل بإنهاء المشكلة على الفور .
فطالع العسكرى الكرت وقرء اسم اللواء سعيد مدكور فهمس بخوف: الباشا الكبير مرة واحدة.
لا حالًا هبلغ الباشا جوه واتفضل سيادتك .
فولج العسكرى سريعا عندما ناول الكرت إلى الضابط وقف وقال سريعا: دخله فورا .
فاستدعى العسكرى أحمد، فرحب به الضابط ببشاشة وقال: أهلا بحضرتك شرفتنا.
ممكن أتعرف بيك .
أحمد: أحمد الجمال .
طالعه الضابط بدهشة قائلا : معقول حضرتك أحمد الجمال صاحب سلسلة مول الشيخ وشركة الشيخ عندنا بنفسه .
اتفضل اتفضل حضرتك استريح وكل اللى تؤمر بيه أنا تحت أمرك .
أحس احمد بالحرج ولكن عندما طالع إنكسار دلال لم يتحمل ونطق سريعا: الأمر لله.
هو طلب واحد مفيش غيره وهكون منون لحضرتك .
وهو أن دلال ثم أشار إليها، تخرج معايا دلوقتى، لأن الآنسة قريبتى والأمر هيكون شائك جدا باللنسبالى لو الأمر وصل للصحافة .
زفر الضابط بضيق ولكن لم يكن بوسعه سوى القبول لمكانته ومن أجل اللواء منصور لذا قال:
_هو طبعا من المفروض أن القانون ياخد مجراه مع الأشكال دى عشان لما يتمرمطوا جوه السجن لعل وعسى يتوبوا لكن أنا وعدتك أنا هنفذ اى حاجة تطلبها .
بس غريبة أن واحد محترم زى حضرتك يكون ليه قريبة زى دى .
ياريت حضرتك تعلمها الحلال والحرام وتشوف ليها مصدر رزق بالحلال بدل ما بتبيع نفسها .
وهنا لم تتحمل دلال كلمات الضابط المؤلمة فصاحت بمرارة مؤلمة:
_أنا مش شمال ،أنا مظلومة، أقسم بالله ولو مش مصدقنى اكشفوا عليه وهتأكد ليكم الدكتورة إنى بنت بنوت وعمرى ما أفرط فى شرفى أبدا .
ده أنا معملتهاش لما كنت رقاصة، هعملها دلوقتى.
اتسعت عين أحمد بذهول وهمس: رقاصة .
يا خبيتك القوية يا شيخ احمد، بتحب رقاصة ..!!
وكمان بتقوليها على الملأ كده..خسئتى يا دلال .
هو أنا اه بحبك يا دلال، لكن أنتِ محتاجة إعادة مصنع من اول وجديد، وهربيكِ على أيدى.
بس يارب أقدر ومضعفش، لأن سحر عينيكِ بيدمر اى إنسان يقرب منك، عشان كده لازم أحصن نفسى كويس .
بذكر الله وغض البصر والاستعانة والثقة فى الله.
ثم خرج من شروده على صوت الضابط يقول: تقدر حضرتك تخدها وتمشى .
بس ممكن قبل ما تمشى أقترح على حضرتك حاجة، وأظن هتوافق لإنى زى ما بسمع بتحب الخير .
ابتسم أحمد ولمعت عينيه بالفضول وأكد: اكيد أمرنى .
الضابط: الأمر لله .
الضابط: طبعا ضميرى مش هيسمحلى أخرج واحدة وتسيب الباقى، أما الرجالة فللأسف القانون كده بيخرجهم بدون عقوبة لكن عقوبتهم عند الله أشد والسكتات للأسف هى بس اللى بتتعاقب بالسجن .
احمد: للأسف مع إن الإتنين واحد فى الذنب .
الضابط: اه بس يمكن عشان الراجل لو ملقاش اللى تجر رجله مكنش عمل الذنب ده، عشان كده القانون والمجتمع بيحمل الست الذنب الأكبر.
أحمد: ممكن بس لازم يتغير القانون وهو كمان يتحبس لعل وعسى ميرجعش الذنب تانى .
الضابط: ياريت ودلوقتى بما أن حضرتك ربنا فتحها عليك، ياريت تشوف شغلانة تناسب البنات دى، يمكن لما يدوقوا حلاوة القرش الحلال، ينسوا الحرام .
وياريت كمان مكان يجمعهم ويباتوا فيه، لان لو سبت كل وحدة لوحدها ممكن الشيطان يوزها ترجع تانى، لكن كده يسندوا بعض .
ابتسم أحمد وأومأ برأسه: غالى والطلب رخيص، اعتبره حصل يا باشا .
ثوانى بس أعمل مكالمة، ليقوم بالاتصال بشيكو .
شيكو: ايه يا صاحبى كل ده مجتش، اتأخرت ليه ؟
أحمد: لما أجى هحكيلك عن كل حاجة.
بس دلوقتى جيبلك فرصة حلوة وحِجة تكلم الحب.
هى ياسمين عندها مشغل صح ومأجرة شقة للبنات اللى بتشتغل يناموا فيها .
شيكو: ايوه .
أحمد: طيب تمام، أنا دلوقتى قدامى تلاتة بنات .
فضحك شيكو: يا جامد تلاتة مرة واحدة، يا شيخ أحمد .
وهتقدر عليهم لوحدك ولا عايز مساعدة من صاحبك وحبيبك شيكو .
فحوقل أحمد: لا حول ولا قوه الا بالله، أنت فهمت ايه ؟
هو أنا بتاع الحجات دى برده .
بقولك عايزهم يشتغلوا ويباتوا مع البنات، وأنا اللى هدفع مرتبهم وأجرة الشقة .
فضحك شيكو: النية عندى فى ذمة الله وماشى يا مولانا علم وينفذ يا مولانا، هكلمها وربنا يستر متسمعنيش كلمتين فى جنابى .
أحمد: لا كلمها وقولها من طرفى وأنا نص ساعة هكون قدام المشغل، تستلمهم .
شيكو: ماشى يا مولانا .
.......
أتصل شيكو على محبوبته ياسمين
فأجابت بجمود: نعمين، متصل ليه فى الوقت المتأخر ده ؟
شكلك فاضى، اه ما أنت بقيت راجل أعمال وناس زى الرز بتعملك اللى أنت عايزه.
وفكرنى أنا وحدة منهم توديها وتجبها بفلوسك، لا يا حبيبي فوق لنفسك، الغنى غنى النفوس ودور على حد غيرى .
أبعد شيكو عنه السماعة وهو يطبق على شفتيه بغيظ ، فهو يكاد يحفظ تلك الكلمات التى تمليها على مسامعه كل فترة .
ويتمنى أنه لو عاد فقيرا مرة أخرى لينعم بكلماتها الحنونة مرة أخرى .
وعندما انتهت ياسمين من كلماتها المعتادة قالت: ساكت يعنى وده معناه أن عندى حق صح ؟
فصاح شيكو: لا مش صح يا ست ياسمين ومش أنا اللى طالب منك خدمة ده الشيخ أحمد، عايز يشغل بنات عندك فى المشغل .
فابتسمت ياسمين واستطردت، طيب مش تقول .
يأمر الشيخ أحمد وأنا أنفذ.
فشعر شيكو بالغيرة تأكل قلبه، فقال: والله يعنى الشيخ أحمد يأمر براحته وأنا إيه يا ست ياسمين شوال درة !!
كتر خيرك ، وبقولك قبل ما أقفل عشان عايز أتخمد.
زمانه جى دلوقتى عندك ومعاه البنات.
يلا سلام، فشعرت ياسمين بالندم وعاتبت نفسها
ليه ديما كده وقفاله على الوحدة وبتصديه وأنتِ عارفة إنه بيحبك ومنتظرك من سنين وأنتِ كمان بتحبيه .
حرام عليكِ العذاب ده ليه ولنفسك .
ثم استطردت: أعمل إيه ما أنا ورايا كوم لحم ولو اتجوزته، ممكن يبعدنى عنهم .
بس هو وعدك أنه عمره ما هيعمل كده .
وأنا ايش ضمنى ، يعالم زى ما بيقولوا يتمسكن لغاية ما يتمكن.
طيب على الأقل، راضيه بأى كلمة .
لذا قالت: استنى يا جدع، هو ايه اللى تقفل ده على طول، مش بكلمك .
شيكو: عايزة تقولى إيه اكتر من اللى بتقوليه وتنكدى عليه يا ياسمين، حرام عليكِ والله .
مستنيكِ بقالى سنين عشان بحبك وعشان متأكدة انى بحبك عمالة تدوسى عليه براحتك وفكرانى هستحمل لا يا بنت الناس أنا جبت أخرى خلاص وبقولهالك اهو لو موفقتيش نتجوز .
أنا هشوف وحدة بنت حلال اتجوزها عشان ألحق أجيب حتة عيل بدل ما أموت من الهم.
فصعقت ياسمين من حديثه وخافت أن يكون صادق تلك المرة فقالت بغضب: طيب أعملها كده يا شيكو وأنا هخليك أرمل فى يوميها بعون الله.
قال تجوز قال، شوفت بقا أن عينيك فارغة .
فابتسم شيكو بعد أن أستشعر غيرتها عليه .
شيكو: مش هتنيل على عينى يا ستى بس وافقى.
منى بتردد: بس واخواتى .
شيكو: قولتلك الف مرة أنا اللى هكون مسئول عنهم وهنخدهم كمان يا ستى يعيشوا معانا ومش هيخرجوا منها إلا على الجواز.
ولو تحبى أبصم على كلامى ده أنا موافق .
فضحكت ياسمين، فقال شيكو: بدال ضحكت يبقى قلبها مال .
الله ينصر دينك يا شيخ أحمد .
ثم استمعت ياسمين لصوت عربية احمد تقف أمام الباب.
ياسمين: طيب أقفل دلوقتى ، الشيخ وصل .
شيكو: مش هقفل غير لما أسمع كلمة موافقة .
ياسمين : يوووه وبعدين .
شيكو : قوليها وريحى قلبى .
فقالت ياسمين بخجل: موافقة ثم أغلقت الخط فى وجهه.
فأخذ شيكو للحظات شارداً غير مستوعب ما قالته ، ثم فجأة قفز من الفرحة قائلا: وهتجوز، وهتجوز .
........
نزلت فتاة تلو الأخرى من السيارة وعندما همت دلال بالنزول من ورائهم استوقفها احمد بقوله: .....
يتبع
يارب تكون الحلقة عجبتكم ومتنساش نضغط لايك وتعلق بكومنتات كتير عشان نرفع الحلقة
وياريت فى جروبى محبى الكاتبة شيماء سعيد نعمل ريغيوهات عن الحلقة
دمتم في حفظ الله
نختم بدعاء جميل عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية