رواية اسياد الحب والحرب الفصل الثامن عشر 18 - بقلم ياسمينا احمد
فتعجبت من كون فراشة مرتب وكأنما لم يمسسه احد فإنتابها القلق وخرجت فى سرعه
وهى تهتف بصوت عالى :
_ابو عزام ،،ابو عزام
واتجهت الى قاعة المجلس بالاسفل ،،اجابها وهدان بعنف :
_اية يا ولية ، عتصرخي عليا لي
التقطت انفاسها الاهثة وهى تهتف بقلق :
_ولدى ما جاش من امبارح
صمت قليلا ليستوعب ما قيل ...وسرعان ما تشنج وجه بضيق :
_يعنى اية تلاجية رجع متاخر ،وخرج بدرى
اجابته نافية :
_لع ،،،سريرة ما اتلمسش ،،ولدى ما جاش ،،اتصرف جلبى واكلنى عليه
هتف وهدان نطمئننا :
_تلاجيه ،نزل يجيب سماد ما انتى عارفه عوايدة دى
لم تهدء صابحة بهذا الاحتمال ، لانها كانت لا تألف تصرفاتوا فى الفترة الاخيرة فوضعت يدها على صدرها وهى تتحدث بألم :
_لع ،،انا جالبى ولكلنى علية
دس وهدان يدة الى جيبة وهدر بانفعال :
_ خلا ص ياولية ،،هتنوحى لي هنتصل بية
اخرج هاتفة الخلوى واخرج رقمه وضغط زر الاتصال وانتظر الايجاب
وضع وهدان الهاتف على اذنه وانتظرة الايجابة بفارغ الصبر ،،،،
حتى اجاب عزام بصوت متعب :
_ايوه يا ابوى
اجابة وهدان فى سرعة بينما امسكت صابحة فى يدة بقلق
_ انت فين يا ولدى
سحب وهدان انفاسة الاهثة وهدر بتعب ؛بعدما قضى طوال اليل بين المستشفى والاسم
_ اني فى الجسم (القسم)يا ابوى
فرغ فاة وهدن وهتف بدهشة :
_جسم اية يا ولدى حوصل اية
بينما شهقت صابحة :
_جسم ..ولدى
اجابة عزام بإنهاك :
_حادثة بسيطة يا ابوى
هدر وهدان بقلق :
_حادثة اية ؟!
عندها صرخت صابحة :
_ يا مصبتى ولدى ....
وكزها وهدان فى كتفها وهو يهدر بعنف :
_يا ولية اسكتى خالينى نستفهم منية ،،،،انت فين يا ولدى نجيلك وفيك حاجة والا لع
نفخ عزام فى ضيق :
_انى كويس يا بوى ،، ما تجلجش انا خبطت حد بالعربية
نادة وهدان فى سرعة :
_جوالى على مكانك اجيلك
*********************
أخرج زين الرصاصة بإحدي الادوات
ووقفت فرحة تتابع ما يفعله زين فى كتفه بقلق وتقزز
انهى زين عملة سريعا
وطلب منها وهو يمد يده إليها بزجاجة مطهر :
- خدي طهريلى الجرح
رمشت بعينيها عددة مرات لتستوعب ما قاله وتعلثمت قبل ان تهتف :
- ااا....اانا
حرك رأسه بالايجاب وهو يرمقها بجدية :
- ايوة ،،امال مين ؟!
ابتلعت ريقها وهتفت بتوتر :
- انا ....معرفش
اعتدل قليلا وهو يشرح لها بسيطة :
- الموضوع بسيط خالص ،،بالمقص دا هتمسكى القطنه دي وتحطيها فى المطهر دا
وتخيطي بعد كدا مكان الجرح وتقفلى ،،الموضوع بسيط مش بقولك اعملى عمليه
فتحت فرحه فمها واتسعت عينها وبدت كالبلهاء فى عينه وحركت راسها فى نفي :
- انااا هعمل كل دا
اجابها بضيق وايجاز :
- ايوة ،ولا اموت انا
لوت فمها وارتسمت على وجهها لا اراديا تكشيرة طفولية
وتحركت لتحاول ان تفعل اي شيئا مما قاله
امسكت الجيفت بأصابع مرتعشة والتقطت به القطنه
ومن ثم غمستها فى المطهر وبدأت تتابع من بعيد
تكاد لا تلمس الهدف من الاساس
باغتها زين بحركة فجائية حيث امسك يدها وبدأ يتابع هو
تحريك يدها بالجفت ،،،وكادت فرحة ان تنهار من لمست يدة
واقترابه الوشيك والخطر الى هذا الحد ،،،
بينما هو حاول تجاهل الوضع وانهى العمل فى سرعة ودفع يدها ،ليبدأ فى التقاط احدى الإبر الخاصة بالخياطة المعقمة فى احدى الاغلفة وبدء العمل وتأوه لتدير فرحة وجهها بعيدا عنه وتتألم فى صمت، انهي سريعا وطلب منها اخيرا ان تغطية جرحة فحاولت ان تتعلم منه اي ما يقول ،،لتنجح فى الامر ولا تحتاج الي قبضة يده،،،
تعالت انفاسها وفقدت السيطرة على انفاسها الاهثة
كل شيئا كان يثير توترها. اقترابه بهذا الشكل ،صدره العارى وتناسق جسده تحديقه اليها يدها التى لامسته جسده عددة مرات من اجل تغطية الجرح كانت تجربة سيئة للغاية ،اختبار مدى قوتها وثباتها امامه رفعت عينها الى بنية عينيه الساحرة وعلقت بهم فانكشف عنها عشقها واصحبت تخبره بعيناها انه فتى أحلامها والبطل الخارق المغرمة به واصبح فى حياتها
( حبا يفوق عمرها )
- كان زين يرى كل شيئ بوضوح فى عينيها فما فى عينيها لا يحتاج الى تفسيرا ارتسم الجمود على وجه وحاول عدم ابداء اي مشاعر تذكر ليبدي رجلا غامضا مختلفا عن ما عرفته من قبل ،ليس ذلك الذى كان غيور الى حد الجنون وجاهد فى دفع العديد من الرجال الذين يفوقوه حجما لكي ينقذها
هتف بجمود :
- مستنية اية مش خلصتي امشي يلا
لم تحيد نظرها عنه وظلت تحدق إليه فى دهشة من نبذه بهذة القسوة
صاح مجددا :
- يـــلا
ابتلعت ريقها فى توتر وابتعدت عنه وهى متعجبة من فظاظته التى لم تعهدها انطلقت نحو الغرفة وصفقت الباب من خلفها بقوة تاركة النيران تأكله وكأنما يعاقبها عندما ظهر عشقه لها رغما عنه يجاهد دائما كبح رغبتة الشديدة فى تحرك قلبه وعقله نحوها عشقا ابتسامتها طفولتها جنونها وحتى عنادها،ولكن عليه ان يقاوم كل ذلك لانه هو اكثر شخص يعرف نفسة جيدا ، ويعرف مدى صلاحيته لذلك الحب
*********************************************************
جلست فرحة فى طرف الفراش لا تصدق ما فعلة زين بها ، وفظاظته فقد رأت فى عينه شيئا من الندم بعد فعلته ولكنه اخفاه ببراعة عنها كان من دقائق تستشعر فى قبضته الحديدية عشقا لا يمكن وصفه رأت فى عينه هناك قلقا وخوفا من فقدانها ودفاعه المستميت عنها شيئا غير طبيعا ما فعله ويبدو ان الطلقة الناريه اثرت على عقلة او افقدته
اعطته فرحة مئات الاعذار فهى اعتادت دوما الاستماع الى قلبها ولا تعير عقلها الاهتمام،،ساعات طويلة قضتها وهى تحاول النوم ولكن لا فائدة
تحركت نحو الباب ووضعت اذنها لعلها تستمع الى اى شئ ولكن الجو كان هادئ للغاية
ابتعدت فى يأس ...وهمت لتستدير
ولكن استمعت لانين خفيف ميزته سريعا انه لزين
وزاغ بصرها بقلق وترددت قبل ان تمسك المقبض وتاخذ القرار فى الخروج
تحلت بالشجاعة وفتحت الباب وتحركت نحوه بخطوات مرتجفه خوفا من ان يفهمها خطاء او يصفها بوصف سيئ او حتى محاولة تكرار ما حدث ونهرها وصلت الى الاريكة ،التى يتمدد عليها زين
مالت بجذعها اليه واسندت يداها لركبتيه ،، لتحقق من نومه
وبالفعل كان زين يتصبب عرقا ويأن بصوت خفيض
فنادته بهلع :
- زيــن ،،زيــن ،،زيــن
لم يستجب زين لندائها فرفعت يدها بتردد قبل ان تلطم وجهه بخفة وهي تتمتم :
- دا لو صحي هيبقي اخر يوم في عمري
وعلى اثر لمستها ادركت حرارته المرتفعه
اتجهت الى الحمام بسرعة والتقطت الشرشف وغمرته بالمياة واتجة اليه وراحت تكمد راسه وتتحسس وجنتيه بقلق بالغ
********************************************************
في الصعيد ؛؛؛؛؛
تجمع كل من وهدان وامين وعثمان واسماعيل امام غرفة المستشفي وهم يتحدثون الى عزام
هتف وهدان بضيق :
- ليه ياولدى السرعة بس
اجابة عزام بنفاذ صبر :
- يا بوى جلتلك هي طلعت جدامي فجاة
بينما امسك كتفه عمة امين مهدئا:
- خلاص يا ولدي ،المهم البنية دى بت مين
زفر عزام وهتف :
- مخبرش
ليسأله اسماعيل :
- ماعهاش اى حاجة ،، تثبت هويتها ولا حتى بطاقة سخصية (شخصية)
حرك عزام كتفه بخفة :
- ما خبرش ،ودخلتلها معرفتهاش
هنا تدخل طيب ليهدر بضيق وغضب :
- اتكلموا بعيد عن هنا ،هنا فى مرضي ،ما يصحش الدوشة دى
ليجيب عثمان بضيق:
- حاضر يا دكتور
تحركوا بعيدا واستجابوا بهدوء ،،،
***********************************************
فى ايطاليا ؛؛؛؛
استيقظ زين ونظر حولة لم يجد سوى فرحة الجالسة بالارض تسند رأسها الى الاريكة المتمدد عليها
وتغدوا فى نوما عميق
اعتدل فى نومته بهدوء حتى لا يزعجها واكتشف ان على رأسه شرشف مبلول
فازاحة فى دهشة ثم وجد قنينة ماء و ابتسم
تأمل ملامحها المتعبة ومال بجذعه ليحملها بين يديه برقة ونعومه وكأنما يحمل احدى القوارير يخشى ان تنكسر وتحرك بخطوات بطيئة نحو الغرفة .... ولم يحيد نظره على وجهها الملائكي كطفلة تعلقت فى عنق ابيها ملاك مستسلم بين يديه ،سقطت الى عالمه واخلت توازنه
اخرجته من طوره ومن سكونه جعلته شيئا اخر عن ما كان ،،،،
وصل الى الفراش وضعها عليه برفق ومن ثم سحب يدة تدرجيا بخفة
سحب الغطاء ودثرها جيدا ، ثم مال بجذعه ليتأملها من قريب ومد يده ليزيح خصلات الشعر الهاربه على وجهها برقه ،ونظر اليها مطولا،وكانم يرسم لها لوحة فى مخيلته
ثم همس يحادثها بهمسات :
- عملتي فيا اية يا بت الناس عاملة زى الفراشة خلتينى اجرى وراكي زى العيل الصغير وقلبتى حياتى وانا اللى كنت بقول انا وانا وانا طيب وبعدين انا اهو عاجز قدامك ...انـ اااا
وهما ليلتقط شفاها ليلثمها لثمت قوية تشرح ما عجز عنه اللسان ولكنه تراجع فجأة
وتأمل استسلامها الى النوم العميق
فهتف بضيق :
- اية اللى هعملوا دا ، من امته اصلا وانا بضعف
لا يا قلبي التاني انتى غالية وغالية اوى كمان يستحيل ابدا استغل وجودك معايا تحت سقف واحد
وعمرى ما هأ.ذيك.....ي يا فرحة ولو لينا نصيب فى بعض يبقي قدام الدنيا كلها ومش هيكون بال.......ط..ريقة دى..
..
زفر بهدوء ودار على عقبيه وخرج اغلق الباب جيدا
وقف زين فى شرفة الفندق فى شرود قاطعه الهاتف
تنحنح قبل ان يجيب :
- اااحممم ...ايوة يا عمار
- ازيك ..انت فين يابنى انت ،اخبارك
تنهد بضيق :
- بشتغل يا طيار
باغته عمار بخبث:
- واخبار البنت اللى معاك
هنا لمعت عين زين وكأنما تذكر شيئا مهما وبإهتمام بالغ :
- اسمعني كويس يا عمار....
اجاب عمار بحنق :
- قول ....... هو انا ورايا غير انى اسمع كلامك واروح فى داهيه
حرك وجه بضيق :
- تؤ ..اسمع بقي ..
بضيق مماثل :
- قول يا صقر ،،،،،،
.....................................................................................
في الصعيد ،،،،
استيقظت زينات على صوت صراخ وعويل بالاسفل
ساورها القلق ونهضت عن فراشها وهى تهتف :
- يا ساتر يا رب ،خير
نهضت فى عجل وجذبت عبائتها السوداء ارتدها فى عجل ومن فوقها
الطرحة ونزلت فى سرعة وقلق
لتجد حشدا هائلا من النساء متجمعين فى ردهة المنزل بمظهر مخيف
وضعت يدها على صدرها ونزلت وهي تحذر
كل ما دار فى ذهنها هو ابنتها الغائبة ان اصابها مكروه
امسكت ذراع هنية وهتفت بنبرة قلقة :
- في اية حصل اية ؟
لتجيبها هنية وهى ترفع رأسها وتلوى فمها بتكبر :
_ فوجتى اخيرا ،بس البعيدة ما بتفوجش الا على المصايب
نفخت زينات بضيق وهدرت بتأفف :
- انتى هتبكتينى بجولك فى ايه
لتجيبها هنية بسخط :
- عزام عمل حادثة
اتسعت عينها بصدمة وهتفت بخفوت :
_ايه،
لم تسعها الكلمات لتهدر منها المزيد وصمتت تماما وتحركت ببطء فى عدم وعي نحو الجمع النسائى والذى عند وصولها سكتت تماما وصارت الوجوه مرعبة كلا منهم يحدق بها بتفاوت فى اللوم اما شامت اما حاقد اما ساخط ،،،،كلهن لا يرحمن
كانت صابحة تنحب بشكل هستيرى ...على رغم علمها ان ولدها بخير الا انها لم تتاكد الا برؤيته نصب عينها
وبدأت الهمهمات الجانبية
- البت هربت وامها لسة جاعدة هنا
- ايوة جابتلهم العار والشؤم بجيتهم
- كل من تحت رااسها
- الفاجرة
- بتها لو شريفة ما كانتش هربت
- تربية عوجه
- خلت فضيحتهم بجلاجل
كانت زينات تستمع لكل الفئات من حولها تتحدث عن ابنتها وعنها بسوء
ولم يردد قلبها الا دعوة واحدة خالصة :
- يارب يا فرحة يا بتى يسترها معاكي وتشرفينى قدام كل دول ،يارب ترجعى سليمه يا نن عين امك
- *****************
تململت فرحة في فراشها بتعب ورفعت رأسها قليلا عن الوسادة لتجد نفسها على فراشها رفعت يدها الي رأسها لتذكر ما حدث امس واعتدلت قليلا وهي تعتصر رأسها ،،،،الى ان نفخت فى ضيق بعدما تذكرت ما حدث وانها كانت تطيب زين وبالطبع غفت ولم تدرى ما حدث بعد ذلك
لعنت سلطان نومها الذي احبط محاولاتها فى الاهتمام به وعوضا عن ذلك هو استكمل وحملها الي فراشها ودثرها وهي لا تدري ماذا حدث او حتى تستفيق ازاحت الغطاء ونهضت عن الفراش لتمشي بخطي سريعة نحو الخارج لتطمئن علية
واستدارت وعادت الى المراة لتهندم ملابسها وشعرها وابتسمت الي نفسها في رضاء واستدارت مرة اخرى حتي وصلت الى الباب وفتحته
خرجت من غرفتها نحو الصالة ولكنها لم تجده مكانه فارغ والغرفة خالية تماما لوت فمها بسخط وغضب من نفسها انه خرج فى مثل حالته الحرجه كما انه اهتم بها وهي لم تهتم به
************************************************************ عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية