رواية تقاطع طرق الفصل الثامن عشر 18 - بقلم اميرة احمد

 رواية تقاطع طرق الفصل الثامن عشر 18 - بقلم اميرة احمد

الفصل الثامن عشر
دلف أحمد إلي غرفة هدي.
أحمد: عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي الدكتور طمني و قالي ممكن تخرجي بكرة.
همست هدي بصوت ضعيف: انا أحسن الحمد لله.. أحمد اوعي تكون قولت لماما حاجة
أحمد: متخافيش ... هي كلمتني و قولتلها انك بس عندك شغل كتير مع يارا علشان كده مش بتردي عليها و يارا كمان انا كلمتها و فهمتا تقول ايه.
هدي: انا مش عايزاها تقلق عليا.
أحمد: متخافيش هي ان شاء الله هترجع كمان يومين هتلاقيكي كويسة الحمد لله.
هدي: انا مش عايزة اقعد في البيت لوحدي تاني... ممكن اخرج من هنا على اسكندرية؟
أحمد: اللي تشوفيه يا حبيبتي انا كمان مش حابب انك تقعدي لوحدك و قولتلك ده قبل كده.
صمتت هدي للحظات ثم اردفت: أحمد انا موافقة.
نظر لها بعدم فهم.
همست هدي: موافقة نتجوز... مش بس نكتب كتابنا... انت كنت طلبت ده مني قبل كده وانا طلبت اننا نأجل... كنت خايفة.. خايفة تبعد عني واتوجع... بس اللي حصلي خلاني خايفة انا اللي ابعد عنك و اوجعك و انا مش هاقضي حياتي كلها خوف لانها ممكن تروح مني في لحظة و كانت هتروح مني فعلا. انا بحبك وانت بتحبي يبقي ليه نستني.
ابتسم أحمد: انتي عارفة انا دي كانت رغبتي من الأول... ثم غمز لها قائلا: هو انا أطول القمر دي تبقي مراتي.
هدي: خلاص يبقي كلم هادي وقول له نتجوز اول ما اخرج من هنا.
أحمد: حاضر بس محتاجين وقت حتى علشان ترتيبات الفرح.
هدي: انت عارف انا مش عايزة فرح و الكلام ده.
أحمد: ولا انا.. بس انا احب اشوفك عروسة... اول ما تخرجي بالسلامة روحي اختاري فستان الفرح و خلي الفرح نفسه عليا مفاجأة.
هدي: ماشي.. انا عارفة انا وانت بنحب نفس الحاجات فا اكيد هتكون حاجة تعجبني.
أحمد: بالظبط... وفرصة نلحق نعمل الفرح قبل ما يارا وخالد يسافروا.
هدي: اه يا احمد علشان خاطري مش هاعرف اتجوز ويارا مش هنا.
أحمد: هحاول اظبطها مع خالد قبل ما يحجزوا ميعاد الطيران... بس تسامحيني نأجل شهر العسل بتاعنا لحد اما ندي تتجوز... مش هاقدر اسافر و أكون مبسوط و انا قلقان عليها و هي قاعدة لوحدها.
ابتسمت هدي: لا طبعا منسيبهاش لوحدها. هي هتزعل جدا لو سافرنا و سيبناها.
ربت أحمد علي كفها بحنان: و انا اوعدك نعمل شهر عسل محصلش.
ابتسمت هدي: انا متأكدة من ده يا حبيبي.
أحمد: المهم انك تكوني كويسة دلوقتي و تقومي بالسلامة.
----------------------------------------------
مرت عدة اسابيع بعد خروج هدي من المستشفى.. وبدأ أحمد بالفعل في التحضيرات الخاصة بحفل الزفاف..
اتصلت هدي بأحمد عدة مرات لكنه لم يكن يجيب علي هاتف، وفي المرة الأخيرة اجاب، صاحت هدي ما ان سمعت صوته: أحمد، انا كلمتك كتير مبتردش عليا ليه؟ فرحنا بعد بكرة وانت مش بترد؟
أحمد: معلش يا حبيبتي كنت قاعد مع الشباب مخدتش بالي من التليفون.
قالت هدي بريبة: مين الشباب؟ خالد كان هنا مع يارا!
توتر أحمد من سؤالها، خاف ان تكتشف انه كان عند مريم ليطمئن على ورد، فاردف في توتر: كنت مع علي و أدم.
صاحت هدي: طيب ممكن لما اكلمك، حتى لو مع علي وأدم ترد عليا؟
أحمد: حاضر يا حبيبتي.
————
. في حفل الزفاف، اختار أحمد مكان هادئ مطل على نهر النيل..... حيث الطبيعة الخلابة و الخضرة تكسو المكان... بإضاءة دافئة تدلت من بين الشجيرات الصغيرة المحيطة بتلك المسماة " كوشة" .
طلت هدي بفستان أبيض رقيق يعكس جمالها الطبيعي.... كان جميع الحضور فرحين بالعروسين و بذلك العوض الذي وهبهم الله إياه بعد تجربة قاسية مر بها كل منها.
اما هدي وأحمد فكانت سعادتهم بعثورهم على تؤام الروح الذي سيصبح شريك العمر و الرحلة مختلفة...من السهل أن تجد من تحب لكن من الصعب ان تجد من يفهمك و يشعر بما يجول بخاطرك دون ان تتكلم.
أما علي فعلي قدر فرحته بصديق عمره إلا انه كان يشعر بالضيق من ذلك الدكتور عمر الذي حرمه من فرحة كتلك مع سارته.
همس علي وهو يقترب من سارة: شكلك حلو اوي النهاردة.. احلي من العروسة.
ابتسمت سارة: وانت كمان شكلك حلو.. علي طول شكلك حلو يا حبيبي.
رفع علي عينيه إلي السماء وقال بنزق: الله يسامحك يا دكتور عمر.
هتفت سارة باستغراب: ايه جاب سيرة بابي دلوقتي يا علي.
قال علي بضيق: مش هو السبب... مش كان زمان ده فرحنا.
سارة: معلش اهو عدي شهرين اهو.
علي: مش كفاية شهرين.. ما تكلميه والمأذون لسة هنا نتجوز احنا كمان.
سارة: انت عايز تضحك عليا و متعمليش فرح.
علي: هاعملك أكبر فرح بس نتجوز.
سارة: طيب مش أكبر فرح ده محتاج تجهيزات و حاجات.. تعالي نحضرله من دلوقتي مش هتحس بالعشر شهور دول.
علي: موافق.. اكتبي بس اللي انتي عايزاه و بتحلمي بيه في الفرح و انا انفذ.
سارة: بابي قال هيعملنا الفرح هدية منه.
ابتسم علي وهمس لها بحب: اللي انتي تحلمي بيه انا اعمله.
وضع علي يده في جيبه وأخرج من سترته علبه صغيرة وناولها لسارة.
علي: انا كل ما افتكر اديلك ده انسي.
عقدت سارة حاجبيها: ايه ده؟
فتحت سارة العلبة وجدت بداخلها مفتاح مربوط بشريط أحمر مزين بالورد.
ابتسم علي وهمس: مفتاح البيت... مش هو هيبقي بيتك ولا ايه؟ ينفع يبقي معكيش مفتاح بيتك.. بعدين علشان لو حبيبتي تيجي أي وقت وانا مش موجود تظبطي حاجة في البيت او تنقلي حاجة بتاعتك فيه..
ثم همس بالقرب من أذنها :او حتى لو حبيتي تيجي تزوريني..
ضحكت سارة بخفة: هاجي ازورك انا وبابي.
ضحك علي ولف يديه حول خصرها وهتف: ربنا يسامحك يا دكتور عمر.
هتفت سارة باسمه في دلال.
اقترب علي أمثر وهمس: انتي مش عارفة لما بتقولي اسمي بدلع كده بتعملي فيا ايه.
دفعته سارة في صدره: طيب ابعد شوية.
همس علي: ايه هنرقص.... مش عايزة ترقصي معايا؟
ضحكت سارة بدلال: عايزة... بس ده هناك مع الناس مش هنا.
علي: هنا او هناك... لما ببص في عينك مش باشوف ناس.
ابتعدت سارة عنه: معلش تعالي على الدانس فلور مع الناس.
انصاع علي لرغبتها ومشي خلفها وهو يتمتم بكل كلمات السباب التي يعرف معناها و التي لا يعرفها في حق دكتور عمر.
أما ساحة الرقص.. فكانت اشبه بمشهد يعود للقرن السادس عشر حيث كل أمير يحتضن أميرته ويرقص معها على انغام الموسيقي.
كان الأصدقاء الأربعة كل منهم سارح مع أنغام الموسيقي و هو يضم اميرته بين أحضانه.. كان بين الحين والاخر تتلاقي اعينهم فيبتسم كل منهما للأخر و هو يري صديقه سعيد مع شريكة حياة.. ماعدا احمد الذي بين الحين والاخر يقترب من أدم وندي و يهمس في اذن أدم بحدة: شيل ايدك من على وسطها.
أدم: ما تخليك في اللي انت فيه يا عريس.
هتف أحمد مفتعلا الحدة: شيييييل أيدك احسنلك، حط ايدك جنبك يا ادم
انفعل أدم: هو انا متذنب هارقص معاها وايديا جنبي... بعدين دي خطيبتي انا حر.
أحمد: لأ مش حر تبقي حر لما تتجوزها.
هتف أدم محاولا اثارة شفقة أحمد: طيب ما تجوزهالي بقي.
رفع أحمد حاجبه: بعينك.
نظر أدم لندي وهتف وهو يجذبها بعيدا عن أحمد وهدي: تعالي يا ندي يا حبيبتي نرقص بعيد.
ابتعد أدم وندي بينما عض أحمد علي شفتيه من الغيظ من أدم.
همست له هدي: سيبهم يا حبيبي يفرحوا ببعض متكبسش على نفسهم.
أحمد: انا عارف ان أدم محترم و مش هيعمل حاجة بس دي اختي برضه.
ضحكت هدي: طيب ما هادي واقف هناك اهو فرحان و مقالكش حاجة و انا اخته برضه.
اقترب منها أحمد: لأ انتي انتهت علاقتك الإنسانية بكل الناس النهاردة... انتي مراتي و بس....مش اخت حد و لا بنت حد .... انا و بس.
ابتسمت له هدي بحنان، فضمها الي صدره ورفعها ودار بها في الهواء وسط صيحات الفرح من الأصدقاء.
أما أدم ففضل الابتعاد بندي عن أعين أحمد.
همس لها أدم: شايفة اخوكي بيعمل فيا ايه؟
هتفت ندي بدلال: بيغير عليا يا أدم.
أقترب أدم منها أكثر وهمس في اذنيها: بحبك
أحمرت وجنتي ندي وهمست: اول مرة تقولها.
ابتسم أدم: اول مرة اقولها بلساني بس قولتها قبل كده كتيير.
ابتسمت ندي، فأردف: حلو الفستان اوي بس مش ضيق شوية.
ندي: هو الموديل بتاعه كده.
أدم: بس انا محبش مراتي تلبس ضيق كده ,الرجالة بتبص.
ندي: الرجالة مش هتبص عليا و انت معايا.
أدم: قولتلك وريني الفستان قبل الفرح مرضيتيش لو كنتي وريتهولي مكنتش هوافق تلبسيه و انتي عارفة.
همست ندي بدلال: ليه بس يا دومي، ده حلو اوي ومش ضيق زي ما بتقول.
أدم: دومي... لأ مقدرش انا أتكلم بعد دومي دي.
ندي: خلاص هاقولك دومي علي طول.
هتف أدم: لأ ارجوكي مش هاقدر أقاوم دومي من شفايفك.....ابقي قوليها بعد الجواز.
همست ندي وهي لاتزال تتدلل عليه أكثر فأكثر: اشمعني.
غمز لها أدم: هتبقي تعرفي بعدين.
أحمد: كفاية انت وهي بدل ما والله العظيم اقولك معنديش اخوات للجواز.
هتف أدم بفزع: انت جيت منين انت.. مش سايبني حتى في فرحك.. ركز يا عم مع عروستك بدل ما تزعل منك.
هدي: يا أحمد كفاية غلاسة بقي على أدم.
أحمد: علشان خاطرك انتي بس يا حبيبتي.
أما خالد ويارا... فرغم تمايلهم على أنغام الموسيقي في تناغم واضح بينهما.. إلا ان عقليهما شاردين كانا يفكران في الخطوة المقبلين عليها.
انتهت الرقصة سريعا.. وتمني كل منهما لو طالت تلك النغمات لساعات حتي يشبع من محبوبته.. لكن مجرد ان انتهت الرقصة، حتى بدأت الموسيقي السريعة و بدأ الجميع في الرقص و التمايل مع النغمات المفرحة الباعثة على السعادة و الأمل في نفوس من يسمعها.
وقرب انتهاء الحفل وقف الجميع يتسامرون.
أحمد: يلا بقي يا علي الدور عليكوا.
هتف علي بحنق: ان شاء الله... كان المفروض نكون اتجوزنا دلوقتي بس ربنا يسامحه اللي كان السبب." قال جملته الأخيرة وهو ينظر لسارة و يضحك فهما فقط من يفهمان معني المزحة"
أدم: انتوا هتسافروا امتي يا خالد؟
خالد: يوم الخميس ان شاء الله.
أدم: و هترجعوا امتي؟
خالد: مش قبل 3 او 4 شهور.
همست هدي في حزن: هتوحشيني يا يارا.... عمر ما قعدنا الفترة دي مشفناش بعض.
اقتربت منها يارا وضمتها وهمست بتأثر: انتي كمان هتوحشيني... بس مش هتحسي بغيابي اوي يعني... انتي عروسة و مش هتفكري فيا و لا في حد.
أحمد: تروحوا و ترجعوا بالسلامة.
سارة: على فكرة بيقولوا ألمانيا حلوة اوي بس الناس فيها طباعهم شديدة شوية.
علي: حبيبتي هما مش رايحين يتفسحوا.
سارة: انا عارفة بس اكيد هيبقي عندهم وقت ينزلوا يتغدوا بره يشوفوا البلد كده يعني.
علي: ان شاء الله يا خالد تروحوا و ترجعوا بالسلامة مبسوطين ان شاء الله.
خالد: ان شاء الله.
يارا: يلا يا خالد بقي علشان لسة عندي شنط كتيرة عايزة اقفلها.
خالد: يلا يا حبيبتي
تحركت يارا و عاد خالد و همس للجميع.
همس خالد: محضرة 10 شنط و لسة بتقولي في شنط كتير معرفش مين هيشيل الشنط دي كلها.
التفتت يارا و صرخت به : خاااالد.
هتف خالد: جاي يا حبيبتي اهو كنت باسلم عليهم.
انفجر الجميع ضاحكا.
علي: انا مش هاروح اوصله المطار لوحدي انا بقول اهو.. عربيتي مش هتشيل كل الشنط دي هي اه SUV بس مش هتشيل كل ده بيقولك 10 شنط و لسة رايحة تكمل.
أدم: انا هابقي اجي معاك و كمان محمود أخو خالد أكيد هييجي.
هتف علي مازحا: انت عربيتك دي هتشيل حاجة أصلا ده انت بتقعد فيها بالعافية.
أدم: هو مش علشان انت مبتحبش العربيات ال sedan هتتريق علي عربيتي .
أحمد: خلاص انتوا الاتنين انا كده كده هاجي المطار اوصله معاكوا علشان هدي عايزة تسلم على يارا.
ضحك علي: أربع عربيات يارب يكفوا شنط أستاذة يارا.
هتفت هدي ضاحكة: انا مش عايزة اصدمك بس مش هيكفوا
علي: لأ هي مش رايحة الصحرا.. لو ناقصها حاجة تشتريها من هناك.
هدي: هي مش هتقتنع الا و كل حاجتها معاها.... طول عمرها في السفر بتعمل كده.. كمان فترة طويلة فبجد هتاخد كل حاجة.
علي: لا ربنا معاها بقي... يلا يا سارة علشان الحق اروحك.
سارة: يلا يا حبيبي.
أدم :يلا يا ندي احنا كمان.
صاح أحمد: ايه يا بابا رايح فين؟ ما احنا مروحين نفس البيت على فكرة هاخد ندي معايا.
اقترب أدم وهامس في أذن أحمد: علشان اسيبك تركب انت وعروستك مع بعض لوحدكوا من غير عزول يعني.
زفر أحمد: ماشي يا أدم.. بس امشي قدامي و انا عيني عليك طول الطريق.
هتف علي هامسا لأدم: قولتله ايه خليته يغير رأيه؟
غمز أدم: قولتله علشان يبقي براحته.
هتف علي ضاحكا: ملعوبة.... ثم وجه كلامه ل سارة: يلا يا حبيبتي علشان لو اتاخرنا دكتور عمر مش هيدخلني انا البيت تاني.
ضحكت سارة: عندك حق.. .. مبروك يا هدي مبروك يا احمد.
انصرف علي وسارة و من خلفهم ندي و أدم و تبعهم العروسان أحمد و هدي
بقلم: أميرة أحمد

•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية

تعليقات