رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم اشرقت
✍️...في صباح اليوم التالي، فتحت ديلان عينيها ببطئ.
نظرت إليه بحزن... فابتسم ھو وهمس : صباح الخير.
أجابته بصوت ھادئ : صباح النور.
قال برقة : كيف تشعرين الأن؟ هل أنتِ بخير؟
طمأنته قائلة : بحالآ أفضل.
اعتدلت في جلوسها وسألته : باران، أين مراد؟ لقد انشغلت بحالي ولم أسألك عنه.!
أمسك بيدها وقال : هو بخير، ومع والدتك الأن.
تنهدت ديلان قائلة : اشتقت إليه كثيرآ.
رد باران وهو يربت على يدها : فقط ليهدأ الوضع قليلآ، وسأحضره إليكِ... ليراكِ وترينه.
نظرت إليه بإستفھام : وكيف ذلك، وأنا في نظر الجميع ميـ*ـتة؟
أجابها : والدتك والعم أحمد على علم بخطتنا، أما مراد فلم نخبره بشيء… فعندما أخبرنا الطبيب بالوفاة، قولنا له أنكِ بخير... فقط لديكِ عملآ في مكان بعيد، وستبقين هناك لبعض الوقت.! لم أُرد له أن يعاني ألم فراقكِ.
قالت بذهول : أحقآ ما تقول يا باران؟
أخذ يديها وقبلهما بحنو : نعم، حقآ يا روح باران.
نظرت إليه بدمعة خفيفة وقالت : أتعلم!! لم يُصدق قلبي ابدآ أنك لا تريدني… حتى اللحظة الأخيرة، كنتُ أنتظر أن توقفني وتقول لي : لا تذهبي.
تنهد بحرقة وهو ينظر في عينيها : أعتذر… أعلم أنني قسوتُ عليكِ، لكن كان لا بد أن أفعل كل ما بوسعي كي تبقي بخير.
عانقته بقوة، وهمست بأنفاس مرتجفة : باران... كيف أتحمل غيابك؟!
أجابها مطمئنآ وهو يربط عليها : أي غياب هذا؟! سأختلق حجة وأتي إلى القصر لأبقى هنا قريبآ منكِ دومآ... تعلمين أنني لا أستطيع الابتعاد عنكِ... لكن يجب أن تبقي في هذه الغرفة ولا تخرجي تحت أي ظرف. وعندما أكتشف من هو ذلك الشخص.! سأمسك بھاتين اليدين، وأخرج بكِ أمام الجميع.
ابتسمت بحنو بالغ لكلماته، ثم سألته بتردد : وماذا عن داريا..؟! ما الذي ستفعله معها؟!
قال بجدية : سأحاول أن أجعلها تثق بي.
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت بغيرة خفيفة : وهل... ھل ستسمح لها أن تكون بقربك؟!
ضحك مداعبآ أنفها بلطف : هل تغارين؟!
أطرقت رأسها خجلآ وهمست : يعني.
رفع وجهها بأنامله وهمس : لنصبر قليلآ، فقط حتى تنجلي الحقيقة... والأن، يجب أن أذهب.
قالت وهي تُمسك يده وتتوسله بعينيها : انتبه لنفسك جيدآ، أرجوك... أكملت بصوت متهدج : أحبك كثيرآ يا باران... أنا لا شيء بدونك، ولا يطمئن قلبي إلا حين أراك بخير... فكن بخير لأجلك أولآ، ثم لأجلي... ولأجل طفلك..¤ نظرت إليه برجاء : أعلم أن ما بدأته لم يكن سهلآ، لذلك… اعتنِ بنفسك جيدآ يا حبيبى.
قَبل باطن يدها برقة، ثم همس إليها بحنان : حبيبتي… أماني، وطني وبيتي، حياتي، ماضي وحاضري ومستقبلي… أعدكِ أنني سأعتني بنفسي جيدآ... وسأكون بخير لأجلكِ قبل كل شئ. ثم طبع قبلة دافئة على جبينها، وعانقها بقوة قبل أن يهم بالخروج.
نظرت خلفه بعين دامعة وهمست بوجع : يا الله… لا تختبرني به ولا تحرمني منه، فأنا لم أكن مستعدة لعيش يوم واحد بدونه مجددآ... لا أريد أن تؤذيني به، أريده بخير وكفى.
__&__عاد باران إلى القصر برفقة مراد، متحججآ بأنه لم يستطع البقاء في المكان الذي جمعه ذات يوم بديـلان... طلب من الخالة قدر أن تأتي للعناية بالصغير، حتى لا يبقى وحيدآ في ظل انشغاله المستمر بعمله.
داريا اعترضت في البداية؛ فكيف يمكنها العيش في نفس المكان مع والدة زوجته السابقة؟! لكن باران أقنعها بأنها فترة مؤقتة فقط، إلى حين يتم الزواج، وبعدها سيجلب مربية يثق بها لتتولى المهمة.
,,كما حاول باران مرارآ وبكل الطرق أن ينتزع من داريا اسم الشخص الذي يبحث عنه.! لكنها كانت ترفض في كل مرة، وتكتفي بقولها : لننتظر الزواج، وبعدها أعدك أن أخبرك بكل شيء.
وفي إحدى المرات، وأثناء نقاش محتدم بينهما، انف-جر باران غضبآ وضرب المكتب بقبضته قائلآ : إلى متى هذا الغموض! ألا تثقين بي؟!
ارتبكت داريا من انفعاله، وردت بتوتر : باران، أنا لم أقصد... فقط إن علمتَ من يكون، ستسارع بالا-نتقام، ولن توافق على إتمام زواجنا.
تساءل بحدة : من هو إذآ؟!
تنهدت قبل أن تجيبه : سأخبرك... لكن بعد أن نُعلن خطبتنا رسميآ، وانتهاء فترة حداد زوجتك.
تنهد باستسلام قائلآ : حسنآ... كما تشائين.
&__عاد باران إلى القصر؛ كان مراد يجلس مع الخالة قدر منشغلآ ببعض الالعاب... ألقى التحية وقبل رأس صغيره، بعدھا هتفت قدر بابتسامة حزينة : سأُحضر العشاء يا بُني.
لاحظ باران الحزن الذي غلف ملامحها، فنهض خلفها إلى المطبخ، قائلآ بنبرة قلقة : خالتي، ما بكِ؟ هل أنتِ بخير؟
سقطت دموعها فجأة وهي تهمس بصوت مكسور : اشتقت لابنتي كثيرآ، قلبي يعتصر لفكرة وجودها وحدها في ذلك المكان... أرجوك يا بُني، أريد أن أراها، أين هي؟!
اقترب منها، واضعآ يده فوق كتفها ليطمئنها : أعلم كم هو صعب عليكِ، ووالله ما نفعله ليس سهلآ علي أيضآ... لكن لا أحد من حولي محل ثقة، أشعر أحيانآ أننا مراقَبون... هل تظنين أنني أتحمل رؤيتها وحيدة ھكذا؟! لكن لو لم أفعل هذا، لكنت خسرتها إلى الأبد.
أومأت قدر برأسها بحزن : أفهم يا بُني، وأقدر ما تفعلونه... لكنني لا أطلب الكثير، فقط أريد أن أراها مرة واحدة.
ابتسم باران وهو يربت على يدها : تمام، سأخبرك بمكانها وأدعكِ ترينها... لكن ليس الأن.!
سألته بلهفة : متى؟!
أجابها مؤكدآ : قريبآ جدآ، أعدك.
ارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تقول : شكرآ لك يا بُني.
_وبعد العشاء، صعد باران مع مراد إلى غرفته، لعب الصغير لبعض الوقت، ثم بدأ يشعر بالنعاس... أمره والده أن يخلد للنوم، فاستلقى بجانبه، وضمه إلى صدره بحنان... أخذ يسرد له قصة من قصص الأطفال بصوت دافئ حتى غط في نوم هادئ..
ذهب باران إلى غرفته ليبدل ملابسة... لكن قلبه أخذه حيث تسكن روحه… إلى غرفة القبو، حيث تنتظره حبيبته.
دخل بهدوء، ليجد ديلان تحضر بعض قطع الفاكهة، منهمكة بما بين يديها، وعلى وجهها ملامح انتظار دافئ.
اقترب منها دون صوت، ثم عانقها من الخلف وهمس قرب أذنها بنبرة شوق : اشتقتُ إليكِ كثيرآ.
التفتت إليه ديلان وقد شع وجهها بالحنين : وأنا أيضآ كثيرآ
سحبها برفق بين ذراعيه وقال مبتسمآ : وماذا تفعل زوجتي الجميلة؟
أجابت وهي تعاود تقطيع الفاكهة بهدوء : كنتُ في انتظارك، وحين تأخرتَ قررت أن ألهي نفسي قليلآ.
أمسك يدها برفق ورفعها ليطبع قبلة عليها وهو يقول باعتذار : أعلم... سامحيني، مراد لم يغمض له جفن حتى وقت متأخر.....يتبع)
•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية