Ads by Google X

رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الثامن عشر 18 - بقلم اميرة احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الثامن عشر 18 - بقلم اميرة احمد

نبضات لاتعرف المستحيل
الفصل الثامن عشر:

أستيقظت حنين في الصبح علي صوت أنين عمر، كان يأن من الألم في نومه، أقتربت منه لمست ذراعه برقة و همست: عمر.

فتح عينيه ببطء، نظر لها بوجه متألم، فهمست: حاسس بألم؟

عمر بصوت بالكاد مسموع: كتفي واجعني أوي.

اقتربت منه، ساعدته أن يسند ظهره علي قائم السرير، ناولته قرص من المسكن و كوب الماء.... تناول عمر القرص منها، لكنها تركته و خرجت من الغرفة، غابت لدقائق قليلة و عادت تحمل في يديها صينيه بها أطباق الفطور وكوب لبن.

ضحك عمر حين رأها و قال بمرح: أوووه... أنا لو أعرف ان الأهتمام بيا هيبقي كده و أنا تعبان كنت تعبت من بدري.

جلست بجواره وهي تضع صينية الطعام أمامه و قالت بمرح: أنا طول عمري نفسي أعمل لحد الفطار في السرير بس مكنتش بتيجي فرصة.

ضحك عمر علي كلماتها، حاول أن يمد يده إلي الطعام لكنه تأوه من ألم كتفه، أقتربت منه حنين بلهفة وقالت: أستني أنا هأكلك.

قال عمر بدهشة ممزوجة بالمكر: بجد.... هتأكليني؟

لم تعقب، أمسكت حنين قطعة من ساندويتش الجبنه وقربتها من فمه بيد مرتبكة، أبتسم عمر وهو يفتح فمه كطفل صغير، قال و يهو يمضغ الطعام: تعرفي أن أول مرة الجبنة تبقي حلوة كده.

ابتسمت حنين بخجل و قالت: يمكن علشان كنت جعان.

نظر لها عمر بحب و قال: لأ علشان من أيدك.

صمتت وهي تضع لقمة أخري في فمه، تنظر إليه بخجل من حين إلي أخر، ثم قالت محاولة كسر الصمت بينهما: نمت كويس بالليل؟

عمر: كنت تعبان أوي، نمت من غير ما أحس.

صمتت حنين قليلا، ثم قالت وهي تضع قطعة من الخيار في فمه: أنا ما نمتش، كل شوية أصحي أطمن عليك.

نظر لها بعمق وقال: ليه يا حنين؟ ليه قلقتي عليا أوي كده؟

زاد ارتباكها، أخفضت عينيها تحاول أن تبتعد عن عينيه وقالت: يعني.... طبيعي أقلق عليك... حصلك حادثة.... وأحنا لوحدنا هنا....

قاطعها بصوت هادئ: مش بس كده... أنا شفت في عنيكي نظرة أمبارح... حسيت بحاجة مشفتهاش فيكي قبل كده.

صمتت حنين قليلا، قلبها يدق بسرعة داخل صدرها، لكنها همست بنبرة مرحة: هو مش أنت جوزي ولا أيه؟

مد عمر كفه وأمسك بكفها، نظر إلي عينيها و قال: قوليلي يا حنين... ابتديتي تحبيني؟

ابتلعت حنين ريقها بصعوبة، أغمضت عينها وقالت بصوت هامس: كل اللي عارفاه أني اتوجعت أوي لما شوفتك بالمنظر ده.

أبتسم عمر بحنان وقال: وأنا كفاية عليا اللي أنتي حساه ده.

مدت يدها بالمحرمة لتمسح شفتيه وقالت وهي تحاول ان تغير دفة الحوار: هاعملك قهوتك حالا.

ابتسم عمر وهو يشاهدها تبتعد عنه حتى خرجت من الغرفة، سمع صوت بعض النقر على الفناجين، دقائق وعادت جنين تحمل بين يديها فنجان قهوة، وضعته علي الطاولة بجوار سريره بابتسامه وقالت: قهوة مظبوط زي ما بتحبها.

ابتسم عمر: انا كده ممكن أخد على الدلع ده.

ربتت حنين علي كفه: انا مستعدة أعمل كده كل يوم بس تبقي كويس.

نظر لها عمر بابتسامة وقال: كده كتير عليا.

اخفضت حنين عينيها وهمست: محتاج حاجة تانية.

نظر لها عمر بعمق وهمس: لو قولتلك اللي انا عايزه هتعمليه؟

حركت حنين رأسها بعدم فهم، فأردف: انا لو قولتلك ان حضنك امبارح اكتر حاجة ريحتني ممكن تحضنيني تاني؟

اخفضت عينيها و احمرت وجنتيها، لاحظ عمر التوتر الذي ظهر علي ملامحها فهمس بضيق: خلاص مش مهم.

اقتربت منه ببطء، لفت يديها حول عنقه من مسافة ليست بقريبة او بعيدة، لكنها حافظت علي وجود مسافة بينهما، بينما هو لف ذراعه السليمة حول خصرها و جذبها إليه اكثر... جذبها حتي لم تكن هناك مسافة بينهما، أغمض عينيه و تنهد ببطء ثم همس في أذنها: ده مفيهوش مشاعر بس انا راضي.

أخيرا ابتعدت عنه بهدوء، تمتمت بصوت متوتر: انا هاخرج و لو احتجت حاجة ناديلي.

نظر إلي عمق عينيها و قال: ليه عاوزة تهربي مني؟

اخفضت عينيها و قالت: انا مش باهرب، هاعمل حاجات في البيت.

امسك يديها و قال: كل حاجة ممكن تتأجل، خليكي جنبي دلوقتي.

جذبها لتجلس بجواره علي السرير، ابتسم و قال: احكيلي

حركة رأسها بعدم فهم و قالت: احكيلك عن ايه؟

خفتت ابتسامته، لكنه قال بصوت دافئ: عن حياتك في الكام سنة اللي كنت مسافر فيها و بعيد عنك.

تغيرت ملامحها وقالت: مفيش حاجة يتحكي عنها.

ابتسم عمر وقال: طيب أحكيلي عن صحابك، مالك وجميلة ولارا...... احكيلي عنهم كلهم.... أكيد وحشوكي

ابتسمت حنين وقالت: جميلة أكتر واحدة وحشتني.... مش متخيلة بجد ان أخيرا هي و مالك ارتبطوا ببعض.

لمعت عيني عمر واتسعت ابتسامته و هو يشاهدها بشغف تحكي عن اصدقائها وحياتها القديمة في الفترة السابقة، علي الرغم من تلك الغيرة التي ظهرت في عينيه لأنها لم تذكر شادي عن عمد في حديثها....

-------------------------------

بعد حفل زفاف عائلي صغير في منزل والد جميلة، دخل مالك وجميلة الي شقتهما.... نظرت جميلة حولها، المنزل هادئ، كل شيء يحمل طابع مالك في كل تفصيله، ابتسمت رغما عنها... بفستانها الأبيض الرقيق، و طرحتها التل، وقفت جميلة تتأمل مالك بهدوء.
اغلق مالك الباب بينما وقفت جميلة علي مقربة منه باستحياء، عيناها علي الارض... خلع جاكيته والقاه علي اقرب مقعد وفك اول ازرار قميصه.... همس باسمها و هو يفتح ذراعيه، رفعت عيناها اليه و دون تردد القت بنفسها بين ذراعيه.
لف ذراعيه عليه بإحكام، ضمها إلي صدره و كأنها شيء ثمين يخشي ان يفقده، همس لها دون وعي: بحبك يا جميلة.

اخيرا ابتعد عنها ببطء، نظر اليها ، حاوط وجهها بكفيه و همس لها و هو يمرر ابهامه علي بشرتها بحنان
: انا عارف انك كان نفسك في فرح كبير ، بس انا عارف انتي كان نفسك في فرح ليه.... قال كلمته الاخيرة و هو يبتعد عنها ليدير مشغل الاغاني... مد اليها يده و هو يهمس: انا عارف انك كان نفسك نرقص سوا...
حاوط خصرها بذراعيه، بينما وضعت هي كفيها فوق كتفيه في رقة، راح يراقصها علي صوت انغام " sway" تمايلت بين ذراعيه في رشاقة، لفها حول نفسها عدة مرات ، مال بها الي الخلف و هو يسند ظهرها بيده، ثم طبع قبلة رقيقة علي شفتيها.... ضحكت و هي تهمس: مكنتش اعرف انك مجنون يا مالك.
ابتسم لها، ابعد يده عنها ببطء، انخفض علي ركبته و هو يخرج من جيبه علبه صغيرة، فتحها و اخرج منها خاتما و هو ينظر لها بابتسامته التي تسحر قلبها، مدت اليه كفها فوضع الخاتم في اصبعها.
صاحت بسعادة و هي تهتف باسمه و تقفز من السعادة كالأطفال
ضحك و هو يضمها الي صدره: بس بس.... أنس تحت يقول علينا ايه.
همست في اذنه بدلال: هيقول اتنين بيحبوا بعض.
نظرت الي الخاتم في اصبعها و صاحت من جديد بسعادة طفوليه: حلو اوي يا حبيبي.
وضع قبلة علي خدها وهمس: نفسي اقدر اجيبلك الدنيا كلها.
نظرت الي الخاتم في اصبعها بسعاده: أنت عندي اغلي من اي حاجة في الدنيا.
اقتربت منه و وضعت قبلة رقيقة علي خده: شكرا يا حبيبي.
لف ذراعه حول خصرها و ضمها الي صدره و هو يهمس لها: انا مش باعرف اقول كلام رومانسي... مش باعرف اعبر عن حبي بالكلام...
نظرت الي عينيه بحب و همست: بس انت عرفت كل ده ازاي؟ كل حاجة كان نفسي فيها حتي بنفس الشكل.
ابتسم مالك، نظر إلي عينيها كأنه يسترجع الماضي: كل رسالة كنتي بتبقي قاصدة تبعتها للبنات ومن حماسك كنتي بتبعتيهالي بالغلط و بعد شوية تمسحيها علي طول، كنت باشوفهم و احفظهم في قلبي..... ثم أردف كما لو كان يتلو جملا يحفظها عن ظهر قلب.
" نفسي ارقص مع مالك في فرحنا علي sway" ""

"عارفين لو نزل علي ركبته زي الأفلام، انا ممكن يجرالي حاجة"
" بصوا الخاتم ده حلو أوي"
ترقرقت دمعة في عين جميلة و همست: بحبك... انت ازاي بتعمل كل الحاجات اللي بحبها كده..... انا دلوقتي ندمانه علي كل يوم مكنتش معايا فيه.

ابتسم مالك و هو يمسك السلسال المعلق بصدرها و تحمل نبض قلب : بس انا نبض قلبي كان دايما معاكي يا جميلة.
نظرت له جميلة بعدم فهم فأردف: كنت محتار اجيبلك ايه في عيد ميلادك، بعدين افتكرت انك كان نفسك في سلسلة بالشكل ده، روحت علشان اعملها سألوني تحب تعملها بنبض قلبك انت، و فعلا عملتها بدقة قلبي.... يعني طول الوقت قلبي كان معاكي يا جميلة.
فرت دمعة من عينيها المتلألئتين بالحب و همست و هي تقترب منه: انا بحس ان الحب اللي بحبهولك قليل عليك.
ضمها إلي صدره اكثر، دفن رأسه بين خصلات شعرها و هو يملأ صدره من عبيره و همس: حب الدنيا كله مش كفاية عليكي

قرب وجهه من وجهها ليطبع قبلة على شفتيها المكتنزتين، لكن قبل ان تلمس شفتيه شفتاها رن هاتف مالك.

أخرج مالك الهاتف من جيبه، ضحك عندما رأي الشاشة تضئ باسم أنس:

أجاب بنبرة ساخرة: أيه يا باشا... كنت أطلع خبط علينا أسهل.

جاء صوت أنس من الطرف الأخر ضاحكا: أتمنى أني أكون اتصلت في وقت مناسب.... حبيت بس أطمن عليك.

ضحك مالك: أنت متصل دلوقتي علشان تطمن عليا؟ انا سايبك تحت من ربع ساعة ملحقتش تقلق عليا.

أنس: انا غلطان أني بسأل علي أخويا و مرات أخويا.

مالك بسخرية: طيب إيه رأيك تطلع تكمل السهرة معانا بدل ما أنت قاعد لوحدك.

ضحك أنس: لأ لأ... محتاج أنام.... وياريت تقللوا الدوشة شوية علشان أعرف أنام.

مالك بحزم مفتعل: أنت متصل ليه يا أنس؟

أنس: بصراحة... أنا كنت متصل علشان أعترفلك بحاجة مهمة..... ضميري واجعني أوي يا مالك مش هاعرف أنام.

مالك: وياتري ايه الاعتراف المهم اللي محتاج تعترفه دلوقتي و ميتأجلش.

أنس: انا طلعت شقتكوا الصبح من وراكوا.... أنا أسف.

ضحك مالك: أقفل يا أنس.

ضحك أنس: لأا بجد... انا كنت عاوز أقولك أني الصبح هسافر علي الغردقة ان شاء الله.

بهدوء مصطنع قال مالك: تروح وترجع بالسلامة.

أنس: بس قبل ما أسافر كنت عاوز أقولك علي حاجة، أنت محجزتش شهر عسل في أي مكان صح.... فانا فكرت يعني ......

قاطعه مالك بفزع: أوعي تقولي نروح الغردقة.

ضحك أنس: في ظرف على البوفيه، أخدت بالك منه؟

أجاب مالك وهو يبعد يديه من حول خصر جميلة التي تشاهده باستغراب واتجه نحو البوفيه و قال: أه فعلا في ظرف بس لسة واخد بالي منه.

أنس: أنا حجزتلكوا أسبوع عسل في لبنان.... هتلاقي في الظرف التذاكر وحجز الفندق وكل حاجة هتحتاجها والبرنامج بتاع الرحلة كامل.... و السفر بعد 3 أيام.

ضحك مالك وهو يفتح الظرف وقال بمرح: وده مكنش ينفع يتقال الصبح.

ضحك أنس: قول شكرا يا مهزأ.... واضح ان مكالمتي قاطعت لحظات الحب الوليدة، أنا أسف.

ضحك مالك: شكرا يا أنس... ولو علي المكالمة فهتترد ليك قريب ان شاء الله.

صاح أنس بمرح:اااه اهو ده اللي انا معملتش حسابه.... عمتا يلا بقي اقفل علشان انا لازم احضر شنطتي وأنام علشان هاتحرك بدري اوي.

قال مالك بامتنان: شكرا.

أنس: مبروك يا عريس.

أغلق مالك الهاتف، وتوجه ناحية جميلة التي كانت واقفة تشاهده باستغراب، أقترب منها و لف ذراعه حول خصرها وهمس في أذنها: كنا بنقول ايه؟

ضحكت جميلة و هي تبعد وجهها عنه قليلا: أنس كان عاوز أيه؟

رفع حاجبه: مش وقته.

اقتربت منه أكثر وهمست بدلال: علشان خاطري.

ابتسم مالك: كان عاوز يقولي أنه حجزلنا سفرية للبنان.

صاحت جميلة بحماس: بجد.

ضحك مالك وهمس: بهدووووء.... أنس باشا شكله مركز معانا أوي.

ابتسمت جميلة بخجل ..... في خفة وضع ذراع اسفل ركبتيها و حملها حتي غرفتهما....
صرخت وهي متعلقة في عنقه: نزلني يا مالك.
ضحك و هو يحكم قبضته عليها: انتي كان نفسك اشيلك لحد اوضتنا... فا متقوليش نزلتي بقي.
ضحكت بدلال: ايوه كان نفسي... بس دلوقتي خايفة توقعني.
أنزلها علي قدميها أمام السرير وهو يهمس: تخافي و انتي معايا.

نظرت له وهي تحاول أن تستوعب اللحظة... تشعر وكأنها في حلم... حلم انتظرته طويلًا، لكنه أجمل مما تخيلت.

جلست علي طرف السرير بهدوء، أقترب منها و جلس إلي جوارها مد يده يعبث بخصلة من شعرها بين أصابعه، تأمل ملامحها التي يعشقها... حرك أصابعه على وجنتها بلطف، ثم همس: جميلة.

رفعت عينيها إليه، نظرتها كانت مزيج من الحب والخجل، ولكنهما كانا يفهمان بعضهما دون حاجة للكلمات، أمسك كف يدها و طبع قبلة علي باطن يدها

ابتسمت بخجل وقالت ممازحة: على فكرة، مكنتش أعرف إنك رومانسي كده.

ضحك و هو ينظر لها بحب: علشان انا مش رومانسي.... أنا بس بحبك.

أبعدت وجهها عنه تحاول ان تداري ابتسامة خجولة ظهرت علي وجهها، لكنه أمسك بذقنها، رفع وجهها ليواجهه، أقترب أكثر وهمس لها قبل أن يضع قبلة رقيقة طويلة علي شفتيها: وهأفضل أحبك علي طول.

في تلك الليلة، لم يكن بينهما كثيرا من الكلمات، لكن كل نظرة، كل لمسة، كانت تقول ما تعجز الكلمات ان تبوح به، فتلاقا قلبيهما في صمت وكأن الكلمات لم تعد تعبر عما بخاطرهما. 

•تابع الفصل التالي "رواية نبضات لا تعرف المستحيل" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent