رواية دلال و الشيخ الفصل السابع عشر 17 - بقلم شيماء سعيد

 رواية دلال و الشيخ الفصل السابع عشر 17 - بقلم شيماء سعيد 

الحلقة السابعة عشر
.....................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
أبلغ ما قيل في الظلم هو ما قاله سعيد بن جبير للحجاج حين قتٖله: " تفسد عليَّ دُنياي وأُفسد عليك آخرتك"
جلست عفاف والدة تميم تحدث نفسها بصوت مسموع، فولج إليها تميم وسمعها تهمس فأقبل إليها ثم قبل جبينها قائلا بحنو: ايه مالك يا ست الكل بتكلمى نفسك ليه كده؟
فيه حاجة مزعلاكِ، الست شمس تعبتك النهاردة ؟
خرجت عفاف من شرودها وأجابت: ياريت كل التعب فى خدمة الناس اللى على الله دول يا ابنى ده انا حاسه لو ربنا كرمنى بالجنة هيكون عشان خاطرها وربنا يدينى العمر والصحة عشان أقدر اخدمها لغاية ما تقابل وجه كريم.
فابتسم كريم واستطرد: امال مالك يا حبيبتي ؟
حمحمت عفاف بحرج وقالت: مش قادرة استوعب اللى سمعته من الست ام إحسان يا ابنى .
قطب تميم جبينه قائلا: ملها قالت ايه؟
ما أنا عرفها الست دى مش بتسيب حد فى حاله أبدا .
عفاف بسخط: ايوه عندك حق بس المرة دى صراحة كانت بتكلم وهى زعلانة من اللى حصل .
عقد تميم حاجبيه وقال بتوتر: قلقتينى يا أمى، قالت ايه الست دى ؟
نظفت عفاف حنجرتها وقالت بحرج: بتقول يا ابنى، ان شفيق ابن خالك هيكتب على أسماء الليلة بعد خلصت عدة أشجان امبارح .
وكمان ايه مش هتصدق، أحمد كمان هيتجوز أشجان بس مقلتش امتى بالظبط .
نزلت الخبر على تميم كالصاعقة حتى إنه لم يتحمل الوقوف وعاد بظهره حتى وصل إلى المقعد وألقى بجسده عليه .
ووضع يده على رأسه وقال بألم يفتك بجوارحه: شفيق !!
ليه وإزاى يا أسماااء، أنا فكرت ممكن يكون أحمد وقولت القلب وما يريد لكن شفيق ليه، ليه !!
أنا مش مصدق اللى سمعته ده، يستحيل .
حزنت عفاف من أجل فلذة كبدها وولدها الوحيد فحاولت أن تخفف عنه بقولها: شفيق ولا غيره يا ابنى هى حرة، ولا أنت لسه بتفكر فيها ؟
مش كنا نهينا الموضوع ده ؟
لم يستمع تميم إلى كلمات والدته و أسرع الى غرفته وأخرج هاتفه واتصل بها.
استمعت أسماء إلى رنين هاتفها وظنت فى البداية إنه شفيق فزفرت بضيق ولكن عندما رأت اسم تميم يضىء الشاشة فدق قلبها بشدة وتنهدت بغصة مريرة وقالت بندم: خسرتك يا تميم، يارتنى كنت رضيت بيك، أحسن من الهم اللى أنا فيه ده .
ودلوقتى أرد عليه ولا ملهوش لزوم وخلاص النصيب غلاب .
ولا أقولك أرد عليه وأسمع صوته ولو لأخر مرة .
فاستجابت قائلة: تميم إزيك ؟
تصدعت كل حصون تميم عند سماع صوتها فأجهش بحزن: قوليلى إنه مش حقيقى يا أسماء، أرجوكِ .
قولى انك مش هتجوزى شفيق، أنا مش مصدق .
حدثت أسماء نفسها بمرارة ودموعها تنهمر على وجنتيها كالشلال: أنا ذات نفسى مش مصدقة يا تميم .
ثم جاهدت لتخرج صوتها المكلوم: كل واحد بياخد نصيبه يا تميم، وده قدرى.
وعشان كده بقولك إنسانى خلاص وهدعيلك ربنا يكرمك بلى أحسن منى .
تميم بقهر:شفيق يا أسماء، ده أنا كان ممكن أسامحك فى اى حد غيره لكن هو مش ممكن أسامحك أبداا أبدا ثم أغلق فى وجهها الخط،لتجهش فى البكاء ندمٍا على حب طفولتها .
وظلت هكذا لبضع دقائق استمعت إلى صوت رسالة من شفيق يقول بها:
أنا جيلك فى الطريق يا سمسمة قلبى، بحبك يا قمري ومشتاق أشوفك فى فستان الفرح .
فزفرت أسماء بضيق وقالت: إلهى تتعمى يا شيخ .
ثم اتجهت إلى المرحاض لغسل وجهها من أثر البكاء واستعدت أسماء لتُزف إلى شفيق دون فرح كما اشترط عليه والدها على رغبة منها فى ذلك، فكيف تفرح وقلبها قد مٖات فى تلك الليلة .
بل والأدهى إنها قد تجهزت بفستان أسود اللون حدادًا على روحها.
ولكن عندما رأتها والدتها على هذا النحو ضربت صدرها وقالت بصٖراخ: ايه اللى انتِ لبساه ده يا أسماء !!
دى ليلة فرحك يا بنتى تلبسى أسود، فين فستانك اللى جبهولك شفيق؟
فلمعت عين أسماء بالدموع وجاهدت لإخراج صوتها المتقطع: ده أنا هلبسه فى فى خرجته ان شاء الله.
لكن فى دخلته دلوقتى ميلقش عليه غير الأسود .
فبكت والدتها وتقدمت منها واحتضنتها بحب قائلة: يا عينى عليك يا بنتى، قلبى بيتقطع عليكِ بس أعمل ايه نصيبك كده .
_بس كل اللى أقدر أقوله إنك تعيشى وخلاص واعرفى كويس أن قليل يا بنتى اللى عايش فى الدنيا دى مبسوط والغالب أن الناس عايشة متكدرة بس صابرة عشان العوض فى الجنة .

ثم ابتعدت عنها واستطردت بحزن:
_ أنا عارفة إن شفيق ظالم وقاسي وفيه كل العبر، بس رغم ده كله بيحبك يا بنتى وأنتِ ممكن تستغلى الحب ده فيه إنك تغيريه، وقادر ربنا يتغير ويكون إنسان كويس وساعتها يمكن تحبيه وتعيشى سعيدة يا بنتى بس حولى إنتِ وافتحى صفحة جديدة معاه وانسى اللى فات .
لم تعير أسماء كلمات والدتها إهتمام وأخرجت زفيرا حارا ملىء بالهموم مرددة: أنسى !!
أنسى إزاى كسرة نفسى وأحلامى اللى ضاعت نتيجة لحظة غدر منه .
_ده مش سرق شرفى وبس، ده سرق عمرى كله.
بس وجلال الله لأخليه يندم برده العمر كله، وحتى لو اتغير يا أمى يستحيل أنسى اللى اعمله فيه .
انا بكرهه، بكرهه.
ابتهال: لا حول ولا قوه الا بالله، ربنا يفرجها من عنده يا بنتى .
بس أرجوكِ بلاش الفستان ده وإلبسى فستانك الأبيض، عشان لو أبوكِ شافك كده ممكن يحصله حاجة، ده هو مقهور لوحده .
وشفيق كمان ممكن لسانه يطول وأخوكِ مش هقدر يمسك نفسه وهيتعاركوا يا بنتى، فعلى إيه نقصر الشر أحسن .
غيرى يا بنتى ربنا يصلح حالك ويراضى قلبك .
فاستجابت أسماء على مضض وبدلت الفستان الأسود إلى الأبيض .
.....
ووقف أحمد وسفيان أمام الغرفة ينتظران خروج أسماء لمباركة الزواج ولكى يسلمها سفيان إلى زوجها .
وكانت من ورائهم أشجان وأنهار وشهيرة وقد ظهر على وجوههم الحزن وكأنهم سيشعونها إلى مثواها الأخير .
ولكن لم تخلو تعبيرات أشجان من بعض الفرح لرؤية حبيب الروح ومنية القلب أحمد ولا تصدق إن زواجها منه قد أقترب هى الأخرى وتنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر .

لكى تسطيع النظر إليه متى شائت ولكن فى ذات اللحظة عاد إليها شجونها وغزى الخوف قلبها أن لا يتقبلها كزوجة وأن يتمم زواجها فقط على الورق فلا تستطيع أن تُلقى نفسها على صدره وتبوح بما أخفته نحوه من مشاعر دون حرج .
فهمست بمرارة:
_معقول يا أحمد نجوز ونكون بعيد عن بعض، مقدرش ألمسك أو تخدنى فى حضنك وأقولك قد إيه أنا بحبك واتمنيتك .
مش قادرة أتخيل ده يحصل وإنى ممكن أتعذب تانى حتى وهو حلالى ويكون بعيد عنى .
أنا على قد ما بتمنى اللحظة اللى أكون فيها على اسمه خايفة منه يحتقرنى بنظرة أو يقرف منى .
لا الإحساس ده هيكون بشع مش هقدر أتحمله.
ده أنت حب عمرى يا أحمد، وحلم اتمنيته سنين لغاية ما ربنا حققهولى عشان كان عالم بحالى وعالم قد ايه اتظلمت مع شفيق .
وكتمتت حبك فى قلبى سنين لغاية ما آن الأوان أنه يظهر النور .
خرجت أشجان من شرودها على صوت شفيق العالى وقد ارتسمت الفرحة على معالم وجه .
_ها يا جماعة عروستى جهزت ولا لسه ؟ .
فطالعه سفيان بجمود ولم يحدثه ثم استأذن ودلف إلى غرفة العروس .
ابتسم سفيان لرؤية أسماء وحاول إخفاء الحزن الذى ينهش قلبه نحوها فقال: زى القمر يا سمسمة.
ثم أقترب منها واحتضنها بحب قائلا: ربنا يسعدك يا حبيبتي.
فلم تتحمل أسماء واجهشت بالبكاء الذى فتت قلب سفيان فابتعد قائلا: وبعدين مينفعش عروسة تعيط كده وتبوظ شكلها والعريس مستنيكِ بره.
أسماء: مش قادرة يا اخويا غصبا عنى، سامحونى كلكم .
سفيان: المسامح ربنا يا حبيبتي،وده نصيبك فارضى بيه وهو صراحة بيحبك وده اللى مصبرنى عليه وأكيد هيحاول يسعدك .
يلا إضحكى كده، اوعى تبينى دموعك قدامه أو تحسسيه إنك ضعيفة عشان ميجيش عليكِ زى أشجان .
فابتسمت أسماء ابتسامة شيطانية لتردد: يبقى كتب بايده شهادة موٖته .
وعندك حق هضحك وهرمى الدنيا كلها ورا ضهرى، لان الحزن والدموع مبقاش ليهم فايدة خلاص .
يلا لقدر الله يا سفيان .
فخرج بها سفيان وعندما رأها شفيق حدق بها بفرحة قائلا: الله أكبر ايه الحلاوة دى يا سمسمة، ده أنا الليلة أسعد انسان فى الدنيا .
فابتسمت له بشر وهى تتوعده بداخلها، ثم ألقت نظرة على أحمد سريعا الذى همس بصوت خافت: مبارك يا اسماء .
فسارعت بطأطأت رأسها سريعا خجلا وهمست: الله يبارك فى عمرك .
لتحدث نفسها: ده جزاتى إنى اتبطرت على النعمة سواء أنت أو تميم .
اه يا تميم، ده أنا طلعت نعمة كبيرة اوى وانا محستش بها غير لما راحت منى ..
بتمنى لك السعادة العمر كله أما أنا فربنا بتولانى برحمته .
لتنزل دمعة ساخنة فرت من عينيها، ثم اتجهت مع شفيق نحو منزلهم .
.......
أخذت تدور زينب فى منزلها يمينا ويسارا وحول نفسها لا تصدق أن تلك الحيٖة الصغيرة ستكون زوجة ابنها المفضل لديها الذى كان كالرحى تقلبه كيف تشاء .
أما الأن فلن تستطيع التأثير عليه بعد أن استحوذت عليه تلك الشيطانة الصغيرة .
ولكن لا لن تدعها تفعل ذلك وسينالها ما نال أختيها أشجان وأنهار بل أكثر.
نعم ستكٖسر شوكتها ولن تدعها تناطحها ندا بند .
لذا أردفت قائلة بصوت يشبه فحيح الأفٖعى: يا أنا يا أنتِ يا بت ابتهال وهنشوف مين اللى هيكسب فى الأخر .
ثم أخذت تناظرهم من الشرفة حتى لمحت مجيئهم ، فأسرعت وفتحت الباب وقامت بمد ذراعها على الباب .
وعندما أقبلوا إليها وقفت أسماء تطالعها بجمود أما شفيق فحاول كتم غيظه وقال: ايه الدنيا يا حجة، اكيد واقفة كده عشان تبركلنا صح ؟
_فيكِ الخير والله، بس ادخلى يلا ريحى جتتك عشان متتعبيش .
زينب بسخرية: طبعا هريح يا ابن بطنى بس قولت أطمن عليكم الأول وعلى السنيورة .
ثم تابعت بخبث: بس يعنى صح هطمن على ايه وأنا عارفة اللى فيها وأنت أصلا متجوزها عشان تسترها.
كتر خيرك يا ابنى والله .

لو واحد غيرك كان شاف واحدة تانية بنت بنوت مبعتش نفسها .
فثارت الدماٖء فى جسد أسماء واطلقت عينيها بركاٖين الناٖر وكادت أن تنفٖجر بها، لأن ابنها هو الجانى وهى المجنى عليها ولولا ما حدث ما كانت تفكر به ولو كان هو الرجل الوحيد فى العالم ولكنها كتمت غيظها، فليس هذا الوقت المناسب للإنتقام بعد .
ثم سددت زينب نظرات نارية كادت أن تحٖرق شفيق خوفا من بطشها أو أن تعكر ليلته التى انتظرها منذ طويلا .
فرفعت أسماء أحد حاجبيها وقالت دون مبالاة:
_ايه يا حماتى مسمعتيش شفيق وهو بيقولك أدخلى استريحى.
مالك كده وقفلنا زى العمل الردى، ما تتدخلى يا ولية.
خلينا ندخل نستريح احنا كمان ثم تمسكت بذراع شفيق ووضعت رأسها على كتفه لتغيظ زينب وقالت: ولا أنا غلطانة يا شيفو .
راق إلى شفيق اسمه بالتدليل وقال بسعادة: أحلى شيفو منك يا قمر، وأنتِ عمرك ما تغلطى أبدا .
فتملك الغضب من زينب وصاحت: أنت بتقول ايه يا شفيق، سامعها بودانك بترد عليه بلسانها اللى عايز يتقص ده وتقولها لا مبتغلطيش، لا غلطانة ونص ولازم تتعلم الأدب من أولها .
مش هسيبك يا بت ابتهال .
ثم قبٖضت بيد فولاذية على شعرها، لتٖصرخ أسماء بألم .
ليصعق شفيق عندما رأى ذلك، فجذب يد أمه سريعا قائلا بغضب:
_إرفعى ايدك عن مراتى يا حاجة وإلا هيكون ده آخر يوم بينى وبينك وهخدها وهروح مطرح تانى متعرفهوش .
فارتجف يد زينب وأصاب قلبها القهر من كلمات شفيق ابنها المدلل التى حاربت به الجميع وظنت أنه سيكون سندا وسدا منيعا أمام أعدائها ولكن السد إنهار أمام طوٖفان أسماء .
فقالت بصوت مهزوز: هتهجر أمك يا شفيق عشان بت ابتهال اللى متسواش تلاتة تعريفة.
شفيق بتأكيد: وههجر الناس كلها يا حجة، دى الحب كله .
فنظرت لها أسماء بتشفى، لتطأطأ زينب رأسها وتتحامل بالكاد على قدميها التى أحست إنها تحولت لهلام لا تستطيع السيطرة عليه .
فهمست أسماء: العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم يا زينب ولسه دى أول جولة ولسه بنسمى ونقول يا هادى .
ثم أشار شفيق إلى أسماء : أخيرا زاحت عن طريقنا ، مش يلا بينا بقا يا حبيبتي.
رمقته أسماء بحدة وعضت على شفتيها بغيظ وهمست: مستعجل اوى، متستعجلش على رزقك يا شفشق.
......
لم تتخيل دلال أنها بعد أيام قليلة ستزف إلى آدم بعد أن ماطلت كثيرا فى تحديد يوم الزفاف.
فهى لا تنكر أن به صفات كثيرة تتمناها اى بنت ولكن القلب وما يهوى .
والقلب معلق بالشيخ أحمد الذى ملىء كيانها وعشقته بكل جوارحها، بل أدمنته حتى إنها ترى صورته أمام عينيها فى كل مكان، تتخيله أمامها يحدثها وتحدثه.
وتهمس بإسمه كثيرا كأنه معها .
_ اه من حب شيخ دخل القلب فعذبه.
مالى وشيخ مضىء كالقمر وأنا صحراء قاحله
فهل من سبيل إليك أيها الشيخ لتهدى قلبي وتعانقه
لاحظت أم آدم شرودها فقالت؛ مالك يا بنتى، فيه حاجة مضايقكِ ؟
آدم زعلك ولا حاجة، قوليلى بس وانا اتفاهم معاه ؟
نفت دلال ذلك بقولها : لا ابدًا يا ماما، مفيش حاجة ، تحبى أحضر ليكِ العشا .
ام آدم: لا يا بنتى أنا هستنى آدم لما يرجع .
ثم رن هاتف دلال من رقم غريب ففتحت الخط وقالت: الووو.
فجاء صوت المتصل: أنا فاعل خير، وعشان عارف إنك إنسانة كويسة من جوه ميخلصنيش تجوزى واحد زى آدم، عامل قصادكم ملاك وهو من جواه شيطان .
وبيخونك كل يوم مع واحدة، ولو مش مصدقانى .
تعالى حالا شوفيه فى شارع*عمارة* شقةرقم* فى الدور* .
فشهقت دلال: ايه، لا يستحيل آدم يعمل كده، ده إنسان محترم .
فضحك المتصل ساخرا: اه اوى، على العموم أنا نبهتك ولو مش مصدقة ومش عايزة تيجى براحتك، سلام يا قمر .
ثم أغلق الخط فى وجهها .
فاحتارت دلال وتسائلت: معقول آدم يعمل جه، طب إزاى وهو كل يوم بيأكد إنه بيحبنى .
هتعملى ايه يا دلال دلوقتى، افرضى كلام الراجل ده صح ؟
إزاى هتجوزى واحد كل يوم مع واحدة، يعنى مش كفاية مش بحبه، كمان يكون خاين، لا صعب .
أنا هروح ولو فعلا طلع خاين هتكون فرصة إنى اسيبه، يمكن ربنا يكرمنى وأقابل أحمد تانى .
وساعتها أنا اللى هطلب منه يجوزنى، اه امال ما أنا مش هسيبك يا مولانا أبدا، بس أقابلك يا عمرى .
ثم أسرعت لأخذ حقيبتها واستأذنت من والدة آدم بحجة إنها تريد شراء شىء خاص لها وستأتى على الفور حتى لا تفجعها فى آدم، وتوجهت نحو العنوان الذى أملاه لها هذا المتصل .
.........
فى تلك الشقة كان إبراهيم مع أصدقائه من الشباب ومع كل شاب فتاة من فتيات الليل ينعم بها فى الحرام .
أما إبراهيم فكان ينتظر دلال ولا يريد غيرها فى تلك الليلة.
فلاحظ شروده صديقه حسام فقال: ايه يا صاحبى عملت اللى فى دماغك برده واتصلت على البت اللى شغلة دماغك .
صراحة مش عارف ليه دى بالذات وعندك البنات أهو قدامك على كل شكل ولون وعيش براحتك بدل ما البت دى تعمل ليك مشكلة أنت مش قدها .
ابراهيم: مش قادر يا حسام، من ساعة ما شوفتها وأنا هموت عليها ومش هستريح غير لما اخدها ليه ولو حتى لليلة واحدة، وأشوف القهرة فى عين آدم لما يعرف إنى اخدت منه حبيبته ونولتها قبله .
حسام: قد كده بتكرهه.
ابراهيم: أنا مش بكرهه بس، أنا بتمنى أشوفه يموت قصاد عينى كل يوم وميطلهوش .
حسام: يا ساتر يارب، ده أنت قلبك أسود يا عم .
بس متأكد أن البت دى هتيجى ولا هتضيع الليلة على الفاضى.
ابراهيم: قلبى حاسس إنها هتيجى، ظبط بس أنت الدنيا وخد الجماعة وأدخل جوه، عشان متصدمش من أول لحظة كده .
خليها وحدة وحدة.
فضحك حسام وسخر قائلا: اه يا حنين .
ماشى يا أبو الصحاب ثم أشار إلى أصدقائه قائلا: يلا بينا جوه يا شباب نفتح ميوزيك وزيزى ترقص لنا ونهيص وتودع الاحزان .
فضحكت زيزى: بس كده عيونى.
فاشتغلت الموسيقى بصوت عالى حتى وصلت إلى الجيران .
فاشتكى أحدهم: هو الزفت اللى اسمه حسام ده مفيش فايدة فيه، كل يوم والتانى عامل الشقة كباريه واستغفر الله العظيم بنات طالعة وبنات نازلة وقلة أدب ومش مراعى الناس اللى فى البيت .
فرددت زوجته: اه والله عندك حق، ربنا يستر على بناتنا .
حسن: بس أنا خلاص جبت أخرى ومش هسكت تانى وهتصل بالبوليس يجيبه من قفاه ويشرف فى البورش عشان يعرف إن الله حق ويبطل
زوجته: بس يعنى ده لسه شاب يا حسن وحرام يتبهدل .
حسن : ومش حرام اللى بيعمله ده .
أنا حذرته مرة واتنين وتلاتة وهو مفيش فايدة، فخلاص جبت أخرى وهطلب البوليس .
ليمسك بالفعل هاتفه ويتصل ليبلغ عن شقة يمارسون فيها الرذٖيلة .
.......
اتصل شيكو على أحمد فردد أحمد : خير يا ابنى لحقت أوحشك مش لسه كنا مع بعض،عايز ايه منى .
فضحك شيكو: اه طبعا يا مولانا، هو فيه حد يشبع منك ولا من كلامك الحلو .
ومعلش يعنى لو مفهاش إساءة أدب، لو تيجى تبات معايا الليلة لأن الشيطان بيزن فى دماغى وهاين أروح أخطف البت ياسمين واتجوزها غصب.
وقولت مفيش غيرك يصبرنى ويهون عليه يا صاحبى .
فضحك أحمد وقال مداعبا: يا عينى على الحلو لما تبهدله الأيام .
ماشى يا عم الحبيب، أنا جى افتح الباب .
ابتسم شيكو وتمتم: مش عارف من غيرك كنت عملت ايه يا صاحبى، أظن لو عندى اخو مكنش هيعمل اللى أنت بتعمله ده .
أحمد: أنت اخويا وصاحبى وحبيبى يا شيكو وصاحب فضل عليه كمان وكل الخير اللى انا فيه ده من فضل ربنا ثم أنت .
شيكو : متقولش كده، أنا ربنا جعلنى سبب بس لكن أنت تستحق الخبر كله .
ويلا بقا أنا فتحت الباب من بدرى وانت لسه مجتش اهو وهستهوى .
فضحك أحمد: لا ميخلصنيش تستهوى ، جاى اهو على طول .
فنزل احمد وتوجه بسيارته نحو شيكو .
.......
وصلت دلال إلى تلك الشقة التى وصفها لها ابراهيم وأخذت تطرق الباب، ابتسم ابراهيم عندما شعر إنها هى وأسرع لفتح الباب فجحظت عين دلال لرؤيته قائلة: أنت .
ابراهيم: ايوه أنا يا دولى، مهو انا اللى معلمه المزاج.
أدخلى أدخلى شوفيه بنفسك جوه .
ترددت دلال قليلا قبل أن تدخل لخوفها من ابراهيم ولكن حاولت الثبات حتى تواجه آدم بحقيقته وتفسخ خطوبتها منه .
فولجت للداخل بخطى بطيئة وتسائلت بتلعثم هو فين ؟
ابراهيم جوه فى الاوضة بيمارس طقوس السعادة .
تعالى شوفيه بنفسك .
فولجت تلك المغيبة للداخل ثم فتح إبراهيم باب الغرفة، لتتفاجىء دلال إنها فارغة .
فاحتدت ملامحها وتراجعت للوراء قائلة: أنت بتضحك عليه، والأوضة فاضية مفهاش حد .
فقبض إبراهيم على معصمها بقوة ألمتها قائلا: ايوه فاضية بس أنتِ معايا فيها اهو يا دولى وآدم مش هنا.
فصرخت دلال: أنت كداب وحقير غشتنى وأنا صدقتك .
سيب ايدى أنا لازم إمشى حالا
فضحك بالساهل كده، هو دخول الحمام زى خروجه
ارتجفت دلال وقال بذعر: أنت عايز منى ايه ؟
ابراهيم برغبة: عايزك من أول يوم شوفتك فيه .
دلال بإنفعال : أنت إتجننت ده أنا خطيبة ابن خالتك وأيام وهكون مراته .
ابراهيم وهو يقترب منها: تؤتؤ أنتِ هتكونى ليه أنا, وهفكر لما أشبع منك ممكن ساعتها ترجعيله .
فصرخت دلال: إبعد عنى حرام عليك ، أبوس إيدك خلينى أخرج من هنا وصدقنى لو خرجتنى مش هقول لآدم اللى حصل .
ابراهيم: لا أنا عايزه يعرف ، عشان يتقهر وانبسط أنا لما أشوفه مقهور .
دلال: لا ده أنت شكلك مريض نفسى
لتقوم بالصرٖاخ بعلو صوتها: إلحقونى يا ناس ، إلحقونى .
فكتم ابراهيم صوتها بإحدى يديه واليد الأخرى تحاول تٖمزق ثيابها ،حتى رأى بياض جسدها .
ابراهيم تملئها الرغبة: أنتِ حلوة اوى يا دلال .
ثم ألقى بيها على الفراش لينقٖض عليها كلأسد على فريسٖته ،ودلال تبكى وتصرخ وتستغيث وترجوه أن يتركها .
ولكن فجأة سمع صوت طرق شديد على الباب، فارتجف .
ووجد باب الغرفة يفتح ليجد الخوف على وجه حسام وهو يقول: بوليس يا إبراهيم، روحنا فى داهية وسمعتنا هتكون على كل لسان .
ابراهيم بخوف: مفيش اى باب خلفى نهرب بسرعة .
حسام: لا مفيش للأسف .
ليسمعوا صوت إرتطام الباب بالأرض بعد أن كسره أحد افراد الشرطة، لينتشروا فى الشقة ويقتحموا الغرف ليقبضوا على أفرادها متلبسين بالرذٖيلة ..
كما اقتحموا غرفة إبراهيم وقبضوا عليه فقالت دلال بعفوية: الحمد لله انكم جئتم فى الوقت المناسب ده كان عايز يعتٖدى عليه، ووده فى ستين داهية .
فقال الضابط ساخراً: لا والله.
يعنى أنتِ مش منهم يا بت، بتشتغلينى .
جاية هنا برجليكِ وتقولى كان عايز يعٖتدى عليه .
يعنى مش عارفه أنت جاية هنا ليه ؟
دافعت دلال عن نفسها : لا يا باشا متفهمنيش غلط،ده هو اللى ....
ليقطع كلامها الضابط: أنتِ هتحكيلى قصة حياتك.
ابقى قولى الكلمتين دول قدام النيابة، يلا قدامى يا روح أمك .
فأمسك بها العسكرى،فأخذت تبكى على حالها بمرارة ورفعت بصرها للسماء تناجى ربها: يارب أنت عالم إنى مظلومة وعالم إنى طول عمرى بحافظ على شرفى .
فنجينى من اللى أنا فيه ده يارب .
ثم رمقت ابراهيم بنظرة حادة قائلة: منك لله يا أخى ربنا ينتقم منك.
ثم نزلوا جميعا وبدء العساكر فى الزج بهم إلى عربة الترحيلات .
وأثناء ذلك وقعت الصدفة التى كانت يتمناها أحمد وهو أن يراها ولكن شاء القدر أن يراها فى موقف تجمدت له أطرافه وكاد قلبه أن يتوقف .
عندما توقف بسيارته ليمر شيخ كبير فى السن الطريق ، ليجد دلال بملابس ممزقة يزج بها العسكرى وهو يتلفظ بألفاظ نابية إلى سيارة الشرطة .
فاتسعت عين أحمد وارتجفت شفتاه وهو يردد: لا يستحيل .
يستحيل تكون دى دلال، معقول وصل بيها الحال للدرجاتى
ثم أخذ يضرب بعنف على مقبض السيارة لينفث عن غضبه
ويصرخ: ليه ليه؟؟
اه يا قلبى إزاى تحب وحدة زى دى .
ازاى يا شيخ احمد ؟
يا ترى هيحصل ايه بعد كده ؟
توقعاتكم يا قمرات وتفاعل كبير عايزة ريفيوهات حلوة

نختم بدعاء جميل
‏الأمنية الأولى والأخيرة:
"اللهم لا تأخذني عصيًا وخذني توابًا نقيًا آينما مت وكيفما مُت."
شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة عرض أقل

 •تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات