رواية تقاطع طرق الفصل السابع عشر 17 - بقلم اميرة احمد
تقاطع طرق
الفصل السابع عشر
استقر ادم بسيارته تحت البناية التي بها شقة احمد وندي..... عدل كرسي السائق لوضع مريح ، ثم امسك بالهاتف و اتصل ب ندي... التي اتاه صوتها الرقيق الحاني متوتر وخائف.
هتف ادم بحنان مجرد ان سمع صوتها: طمنيني عليكي انتي كويسة؟؟
ندي: اه الحمد لله.. ثم اردفت في تخوف من أجابة سؤالها: هدي عاملة ايه دلوقتي؟
ادم: الحمد لله ....فاقت بس نفسيتها متدمرة ومنهارة
ندي: ربنا يكون في عونها موقف صعب
ادم: خلي بالك من نفسك يا ندي
ندي: متخافش انا باعرف اتصرف
همس ادم بحب: انا جنبك لو احتاجتي حاجة
ندي: ربنا يخليك ليا
ادم: محاضراتك بكرة الساعه كام؟
ندي: عندي ٢ بس ، واحدة الساعه ٩ و التانيه الساعه ١
هتف ادم بحزم: طيب هاوصلك الصبح ان شاء الله وكل يوم هاجي اوصلك و اجيبك
ندي: لأ يا ادم ملوش لزوم
ادم: انا خايف عليكي و اظن ده من حقي انا أصلا مش مبسوط و انتي بايته لوحدك كده
ندي: بس انا مش صغيرة علشان تخاف عليا كده
ادم: انا مش بخاف علشان انتي صغيرة بعدين ما هدي اهي مش صغيرة وحصل اللي حصل
ندي: بس انت كده بتتعب نفسك بزيادة علشاني
ادم: ندي انا لو اقدر كنت اخدتك تباتي عندي النهاردة بس احمد ممكن يقتلني فيها
ضحكت ندي بخفة: مش احمد بس انا كمان ..... ابات عندكوا ازاي و احنا مخطوبين؟
هتف ادم بخبث: كنتي هتنامي في حضن ماما مش حضني انا.
اعتري ندي الخجل، وهتفت بنبرة متوترة : متقولش كده لو سمحت
أردف ادم متصنعا البراءة: مقولش ايه؟ اني هانيمك في حضني؟
صرخت ندي بخجل: ادم ....ممكن تسكت.
هتف ادم مفتعلا الحزن: انتي حتي مش عاوزاني أقول.
ندي: متقولش الكلام ده، و يلا تصبح علي خير علشان الحق انام.
ادم: لا نامي وسيبي التليفون مفتوح.
هتفت ندي بارتباك: ليه؟ لا مش هينفع.
ادم: علشان أكون مطمن عليكي
قال ندي بحزم: ادم ،انت كمان محتاج تنام
ادم: لا مش هنام هافضل صاحي لحد اما اطمن انك وصلتي جامعتك الصبح
ندي: ادم متهزرش اقفل دلوقتي و هاكلمك لما اصحي ان شاء الله
صاح ادم بحزم: لا يا ندي مش هاقفل... هتفضلي فاتحة الخط بينا لحد الصبح علشان أكون مطمن عليكي و انتي لوحدك.
همست ندي بتوتر: طيب ما انا هابقي ساكتة
ادم: هاسمع صوت نفسك و أكون مطمن عليكي
استسلمت ندي أخيرا لطلب أدم وظلا يتحدثان حتى قرب الفجر
كانت تشعر ندي بخوف حقيقي في صوت أدم عليها... تمنت لو يعلم ان مجرد صوته كان بالنسبة لها امان.
في الصباح استعدت ندي للذهاب للجامعة و لا تزال تتحدث مع أدم
ادم: هتنزلي تلاقيني واقف بالعربية تحت مستنيكي
ندي: بس انا مسمعتكش بتجهز ولا تنزل و لا حتي بتسوق العربية
ادم: قولتلك امبارح اني جنبك انتي كنتي فكراني بقول كلام و خلاص
ندي: جنبي ازاي يعني انت عملت ايه يا مجنون
في هذه اللحظة كانت ندي خرجت من باب البناية ووجدت أدم يقف بسيارته امام الباب و قد استلقي في مقعده في وضع شبه نائم و ما ان رأته حتي هتفت باسمه في حنان
اقتربت ندي من سيارته وهمست بحب وهي تفتح باب السيارة: أااادم انت هنا من امبارح؟!
ادم: مقدرتش اروح و اسيبك لوحدك و أحمد مش في البيت.
نظرت له ندي بعينين يملؤها الحب: شكرا
اذابت نظرتها قلب أدم، همس لها: هو لازم يعني تروحي المحاضرة؟! ما تيجي نروح نفطر سوا.
ضحكت ندي وقالت مازحة: انت عايزني اسقط و أحمد يقول انك انت السبب؟
رفع ادم كفه باستسلام: لا ارجوكي بلاااش بدل ما يقولي مفيش جواز ولا يأجل سنة ده مجنون انا عارفه.
اخفضت ندي عينها: يبقي احضر المحاضرة وامري لله.
صاح ادم بتمرد كالأطفال: ما انا مش هافضل كده مفيش خروج غير مرة في الأسبوع ده لو حصلت يعني.
همست ندي: غصب عني الامتحانات قربت.
ادم: طيب خلينا نعدي نجيب حاجة ناكلها في الطريق.
ندي: ماشي
ابتسم ادم: شوفتي بتحلوي ازاي لما بتقولي حاضر وماشي
عقدت ندي حاجبها وقالت بدلال: اخس عليك و لما بقول لأ بابقي وحشة
ادم: لا انتي حلوة على طول يا كتكوتة، بس اقصد بتبقي أحلي.
ندي: كتكوتة!
أدم: اه... كتكوتي أنا.
أحمرت وجنتي ندي: ماااشي
ادم و قد راق له وجنتاها الحمر: بس عارفة لما بتتكسفي بتبقي قمرر
صاحت ندي منبه اياه: هنتأخر كده على المحاضرة.
ادم: مش مهم، الملكات دايما بيوصلوا متأخر
ندي: بس انا لو اتأخرت الدكتور مش هيدخلني
صاح ادم بحدة: متسربعه على المحاضرة ليه ؟ هتخليني اقولك مفيش محاضرة و مفيش دكتور بإصرارك ده... قوليلي هو الدكتور ده حلو؟ صغير يعني؟
هتفت ندي ضاحكة: الدكتور عنده تقريبا ٦٠ سنة
عقد ادم حاجبه: بجد ولا بتقولي كده بتسكتيني؟
ندي: لا والله بجد ده رئيس القسم
ادم: خلاص يا ستي احنا قربنا نوصل... اوعي تكوني بتكلمي حد من زمايلك الشباب وتهزري وكده
ندي: ادم هو السؤال ده بتاع كل يوم مبيتغيرش؟
ادم: لأ مش هيتغير و طول ما انتي بعيدة عني انا هافضل اغير عليكي
ندي: انت عارف اني مش بحب أصلا أتكلم مع شباب في الجامعه و شايفاهم كلهم عيال صغيرة... يبقي ملوش لازمة السؤال ده كل يوم.
ادم: انتي يا نوني شايفاهم عيال صغيرة لكن هما شايفينك بنت جميلة وزي القمر.
اخفضت ندي عينيها وهمست بخجل: بس غيرتك دي ملهاش معني و انت عارف انهم ميملوش عيني
تطلع لها ادم بحب : هافضل اغير عليكي طول ما انتي مش في بيتي ولا في حضني.
احمرت وجنتي ندي اكثر و سري في جسدها قشعريرة حلوة من كلام أدم
فتحت ندي باب السيارة وخرجت: باي يا أدم
ادم: هاستناكي هنا الساعه ٣ علشان اروحك
ندي: هاكلمك لما اخلص.
دلفت ندي وسط زميلتها الي داخل الحرم الجامعي... بينما أدم وقف يشاهدها ويتعجب كيف لتلك الصغيرة ان تحرك مشاعره الي هذه الدرجة ... هو من تخطي الثلاثين عاما لكن معها يكن في السادسة عشر... مراهق تحركه مشاعره دون سلطان من عقله.
وفي الميعاد المحدد.. الساعة الثالثة عصرا.... كان يقف أدم بسيارته في انتظار ندي بلهفة
فتحت ندي باب السيارة وجلست إلي جوار أدم وهمست: اتاخرت عليك؟ معلش بس الدكتور طول في المحاضرة
رد ادم بابتسامة يملؤها الحنان: انتي تتاخري براحتك
ندي: ممكن توديني اطمن على هدي؟!
ادم: كنت هاخدك على المستشفى كده كده بس خلي بالك احمد حالته النفسية وحشة اوي كمان في هناك بوليس وحراسة على اوضة هدي فمتتخضيش.
صرخت ندي بقلق: حراسة؟! ليه حراسة؟!
هتف ادم بارتباك: اللي عمل كده ......
وقبل ان ينهي ادم جملته رن هاتف ندي وكان المتصل رقم غير مسجل بالهاتف
رفع ادم حاجبه وقال بحدة: مين؟؟
ندي: معرفش رقم مش متسجل عندي
ادم: طيب هاتي أرد انا.
ندي: لا بلاش لتكون واحدة من صحباتي و لا حاجة
ادم: طيب ردي و افتحي الاسبيكر
ندي: حاضر
فتحت ندي المكالمة ووضعتها على مكبر الصوت فأتي صوت ذكوري.
- الو ندي ازيك؟؟
جن جنون ادم حين يسمع الصوت لكنه أثر الصمت، لكن ملامحه بدي عليها الاستياء
ندي: مين معايا
المتصل: ندي، انا حسن معاكي في الجامعه كنت اخدت رقمك من جني صاحبتك.
ندي: حضرتك اخدت رقمي ليه؟ في حاجة اقدر اساعدك فيها؟!
حسن: انا اسف لو بازعجك بس جني قالتلي ان معاكي الشيت اللي الدكتور نزلها النهاردة و انا للأسف مش لاقيها فا لو لسة موجودة في الجامعة ممكن اخدها منك و اصورها .
ندي: معلش انا مشيت ممكن تشوف أي حد تاني معاه الشيت الدكتور ساب ١٠ نسخ والنسخة اللي معايا انا صورتها و سيبت نسخة في مكتبة الكلية ممكن تاخدها منهم لو عايز.
حسن: شكرا ليكي و اسف لو بازعجك.
ندي: العفو
اغلقت ندي الهاتف وبدأت ثورة أدم
صاح ادم بغضب وحدة: مين ده و بيكلمك ليه أصلا
ندي: اظن انت سمعت المكالمة
ادم: وهي صاحبتك دي ماشية توزع رقم تليفونك علي الشباب في الجامعه عادي كده؟
هتفت ندي بحدة: انا معرفش أصلا هي ازاي تعمل كده و لما اشوفها هاتكلم معاها
ادم: و بعدين ليه معلش انا مشيت هو لو انا مش موجود او انتي لسة في الجامعه كنتي هتقابليه؟!
ندي: في ايه يا ادم انا مبعملش حاجة غلط انا مش هاقابله، انا لو كنت موجودة كنت هاديله الشيت يصوره و امشي.
أوقف ادم السيارة مرة واحدة بغضب حتي دوي صرير الفرامل بصوت عال
رفع ادم حاجبه وقال بحدة: طيب خلاص تعالي نرجع طالما انتي عايزة تقابليه بقي.
بدأت الدموع تتجمع في عيني ندي، لكنها قالت بهدوء: ادم انا مقولتش اني عايزة اقابله متفسرش كلامي غلط انا بقولك لو كنت موجوده هاديله الورق يصوره.
ادم: انتي قولتي انك سيبتي نسخة في المكتبة يبقي تقابليه و تديله النسخة اللي معاكي يصورها ليه؟
ندي: عادي هو لجأ لي وده زميل عادي يعني و انت شفت هو بيتكلم بكل ادب و احترام و انا رديت عليه بكل ادب و احترام.
لا يزال ادم علي نفس الحالة من الغضب ويصيح بحدة: هو انتي كنتي مستنياه يقل ادبه كمان؟ بعدين هو اكيد في عشم بينكوا علشان يكلمك كده
ندي: انا و الله معرفهوش و لا عمري شفته
ادم: لا ماهو واضح من الطريقة اللي بيكلمك بيها.
ندي: هو فعلا مقالش حاجة وحشة انا مش فاهمة انت زعلان ليه.
ادم: لا فعلا مش من حقي ازعل و في شباب بتكلمك على موبايلك و انا قاعد
صاحت ندي بانفعال: ايه يا ادم اللي انت بتقوله ده انا مسمحلكش، عمتا ممكن نتحرك بقي علشان الحق اطمن على هدي و اروح البيت.
تنهد أدم بضيق، ثم قال بنبرة لينة: انا مقصدش ازعلك انا بس....
قاطعته ندي بحدة: انا مش عايزة أتكلم دلوقتي يا ادم ممكن توديني المستشفى او لو مش عايز انا ممكن انزل اخد تاكسي
امسك ادم بكفها بين راحتيه وهمس: ندي متزعليش مني انا......
قاطعته ندي بحزم: أدم ...هتتحرك بالعربية ولا انزل؟
هتف ادم في استسلام: حاضر
صمت ادم طوال الطريق وحين وقف السيارة في موقف السيارات الخاص بالمستشفى فتحت ندي الباب دون ان تنتظر ادم وبدأت تتحرك ناحية الباب بينما أسرع ادم خلفها و امسك يدها بقوة
قال ادم بحزم: استني يا ندي حتى لو زعلانة مني مينفعش تمشي لوحدك.
صمتت ندي ولن تعقب، لكنها وقفت مكانها كتمثال من حجز
ادم: استني هاقفل العربية واجي معاكي
اغلق ادم سيارته وامسك بيد ندي في حنان
همس ادم: هتلاقي في بوليس كتير جوه ممكن متتكلميش مع حد نطمن عليها ونمشي على طول
هتفت ندي بنزق: حااضر
دلف الاثنين الي المستشفى وحين وصلا الي غرفة هدي وجدا احمد يقف امام الباب وبجواره احد افراد الشرطة
ادم: ايه الاخبار يا احمد طمني
احمد: هي فاقت الحمد لله حالتها الصحية أحسن بس نفسيا مش كويسة خالص
هتفت ندي بقلق: احمد انا عايزة اطمن عليها
ربت احمد علي كتف ندي بحنان: الظابط عندها جوه بياخد اقوالها علشان المحضر وكمان مانعين الزيارة علشان التحقيق
ادم: هما قبضوا عليه؟!
ندي: هما عرفوا مين؟!
احمد: لما راجعوا الكاميرات اللي في مدخل العمارة و الشارع طلع انه جارهم، كان مراقبها من فترة و استغل ان والدتها سافرت و كان مفكر انها سافرت معاها بس للأسف هي رجعت و هو اتخض لما لقاها خاف تفضحه فا طعنها
ندي: منه لله
احمد: الحمد لله قبضوا عليه و رجعولها حاجتها اللي سرقها بس لسة المحضر و التحقيقات
ادم: ليه تحقيقات طالما قبضوا عليه؟!
احمد: علشان يتاكدوا انه ملوش شريك او ان حد محرضه عليها
توجه احمد بكلامه لندي: روحي انتي يا ندي دلوقتي الظابط هيطول، و هي كويسة متقلقيش بس معلش انا مش هينفع اروح النهاردة كمان .
هتف ادم بنبرة مرتبكة: احمد... ممكن ندي تيجي تبات عندنا في البيت. مش عاوزها تبات لوحدها.
تنهد احمد بألم: والله ولا انا عاوزها تبات لوحدها بس مش هينفع اكيد تبات في بيتك... انا ممكن اشوف خالد لو يارا تقدر تروح تبات معاها رغم انها مبطليتش عياط من امبارح من قلقها على هدي.
صاح ادم: لا بلاش يارا هتجيبلها اكتئاب ....خلاص انا هاعرف اخلي بالي على ندي كويس.
أمسكه احمد من ذراعه وصاح: هتعمل ايه؟ ما انا عارفك مجنون هتقولي اروح ابات معاها.
حرك ادم رأسه بالنفي: لا طبعا مش هاعمل كده... انا هامشي اروح أوصل ندي واروح انام شوية علشان منمتش من امبارح و هاعدي عليك بالليل.
اقترب احمد من ندي وضمها إلى صدره وهمس: خلي بالك من نفسك يا ندي،واقفلي الباب عليكي كويس.
اقترب ادم من احمد ومال على أذنه: طيب ممكن اطلع ندي لحد باب الشقة علشان ابقي مطمن؟
احمد: ماشي يا ادم.... بس باب الشقة بس متدخلش.
ادم: حاضر.... يلا يا ندي
ندي: خلي بالك من نفسك ومن هدي يا احمد.
انصرف ادم وندي متجهين لسيارة ادم الذي لم يستطع ان يصبر اكثر من ذاك.
صاح ادم وهو يضغط على يد ندي بقوة: هو انتي هتفضلي زعلانه مني كده؟
ندي: مش انت اللي بتقول حاجات تزعل.
همس ادم: انا اسف... انا قلت كده علشان مستحملتش حد يسمع صوتك حتى.
ندي: من حقك تغير بس مش من حقك تشك فيا... الغيرة ليها حدود يا ادم مينفعش تهيني وتقولي اصلي بغير عليكي.
ادم: خلاص بقي انا اعتذرتلك بعديها... انا مستحملتش احس بس ان في راجل تاني بيكلمك و يسمع صوتك
اخيرا ابتسمت ندي وهمست: ماشي
رفع ادم حاجبه: لا مش ماشي بس، صالحيني انتي كمان
عقدت ندي حاجبيها: انت اللي مزعلني
ابتسم ادم بثقة: و انتي اللي هتصالحيني
ندي: طيب اعمل ايه علشان اصالحك؟
غمز لها ادم: شوفي انتي
ضحكت ندي: لا يبقي خليك زعلان أحسن
ادم: خلاص اصالحك انا وامري لله
امسك أدم يدها في حنان ووضع قبلة رقيقة على كفها.
همس لها ادم: حقك عليا
ابتسمت له ندي و احمرت وجنتيها.
غمز لها ادم وقال بخبث: لو لسة زعلانه قوليلي اصالحك تاني.
ابتسمت ندي: لا خلاص مش زعلانه
ادم: لو عايزة تزعلي ازعلي في أي وقت عادي.
ندي: لا خلاص.
اوقف ادم سيارته وهتف: طيب يلا علشان اطلع معاكي.
قالت ندي بحرج: ادم خلاص انا وصلت بلاش تطلع لحد فوق.
ادم: لازم اطمن انك كويسة و دخلتي البيت و تقفلي على نفسك و متفتحيش الباب لحد و انا هاجي بالليل بالعربية تحت البيت زي امبارح.
هتفت ندي باهتمام: لا بجد كده تتعب، روح نام في البيت و انا اكلمك زي امبارح.
ادم: هو انا اشتكيتلك؟ بعدين انا باكون مرتاح و مطمن كده.
وصلا الي باب شقة ندي
هتف ادم بمراوغة: متاكده مش عاوزاني ادخل؟
صاحت ندي بحزم: امشي يا ادم
ادم: حاضر هامشي بس هاكلمك و خليكي معايا على التليفون لحد اما اروح و اغير هدومي و اجي تحت البيت زي امبارح.
ندي: كلمني بالليل احسن علشان احمد لو اتصل و لقي التليفون مشغول هييجي يعلقك و يعلقني من هدومنا.
ضحك ادم: اه عندك حق ..... يلا ادخلي واقفلي على نفسك مش هامشي الا لما تدخلي
ندي: حاضر
دخلت ندي وأغلقت الباب بالمفتاح من الداخل حسب تعليمات ادم واحمد... اما أدم فعاد منطلقا الي المستشفى مرة أخري.
صاح أحمد عدما وجد أدم مقبل عليه: ايه جابك يا أدم مش قولت هتروح ترتاح؟
أدم: افتكرت ان عندي شغل لو روحت مش هاعرف انام، فا قولت اجيب اللاب توب واشتغل معاك من هنا و لو احتجت حاجة ابقي جنبك.
اشار أحمد بيديه لأدم: روح يا أدم شوف شغلك و ارتاح انت من امبارح مرتحتش.
أدم: و انت من امبارح منمتش ولا قعدت حتي... روح انت نام شوية و انا موجود.
أحمد: معلش انا مش هارتاح غير لما هدي تبقي كويسة و تروح البيت.
أدم: هما الشباب مشيوا و لا ايه؟
أحمد: خالد روح علشان يارا و كمان محتاج يخلص ورق للفيزا علشان السفر, و علي بيجيب قهوة.
أدم: كويس ان أخيرا يارا اقتنعت بفكرة الأطفال واضح ان الفترة اللي قعدها عندك فرقت فعلا.. بس ليه سفر بره و عملية مش فاهم؟ حتي لو محتاجين عملية ليه مش هنا في مصر.
أحمد: انا مش فاهم بس واضح ان في حاجة خالد مش حابب يقولها.... فا احترمت رغبته و سكت... اهو علي جه اهو.
اقبل عليهم علي وقال ساخرا: ايه ده انت ايه اللي جابك يا أدم... مش قولت هتروح تنام ونرتاح منك؟
هتف أدم ساخرا: لأ انا مش هاريحك وبعدين ايه بقالك ساعة بتجيب قهوة.
علي: لأ كان معايا تليفون
أدم: طيب ما تتكلم هنا.... بتتكلم بعيد ليه؟
علي: علشان مش عايزك تسمع
أدم: علشان كنت بتتنحنح يا حنين.
علي: وانت مااااالك
صاح أحمد: خلاص بقي انت وهو على طول ناقر و نقير كده.
علي: مش هو اللي بيتدخل في اللي ملوش فيه .
غمز له أدم: اعتبرني عايز اتعلم منك.
أحمد: بقولكوا ايه، روحوا انتوا الاتنين.
ضحك علي: بنسليك بدل ما انت كده بوزك قدامك شبرين.
دفع أحمد كلاهما في كتفه: لأ مش عايز حد يسليني... بجد بقي روحوا، انت يا علي هنا من امبارح، كمان علشان لازم تروح انت بكرة الشركة انا مش هاقدر أكون موجود و انت يا أدم كمان لازم ترتاح.
علي: خلاص هامشي والله بس كمان شوية انا أصلا معنديش حاجة اعملها.
هتف أدم مستفزا اياه: عندك تليفونات.
علي: بدل ما انت غيران كده ما تروح تتكلم في التليفون انت كمان مش الأستاذ خاطب ولا ايه.
غمز له أدم: لأ انا باكلمها بالليل.
احمرت عيني أحمد وصاح مهددا أدم: اقسم بالله يا أدم لو عرفت إنك بتكلم ندي بالليل هاروح فيك في داهية... انت بتكلم اختي انا بالليل!
وضع علي كفه على فمه يخفي ضحكته وهمس: تستاهل.
أدم: ايه بس يا أحمد انت كمان ما هي خطيبتي ولا انت مش مقتنع بالدبلة اللي في ايدي دي ولا ايه!
واشار له أدم لخاتم الخطبة في اصبعه
أحمد: دبلة مش دبلة اظبط يا أدم احسنلك.
انفجر علي ضاحكا على حوار القط و الفأر الجاري امامه
تنحنح أدم: طيب انا امشي بقي احسنلي ،اروح أكمل شغل في البيت.
أحمد: ياريت.
انصرف أدم و يتبعه علي و بعدها بعدة دقائق ظهر الطبيب المعالج ل هدي.. دخل الغرفة لعدة دقائق و خرج ، لكن استوقفه أحمد.
أحمد: طمني يا دكتور.
الطبيب: حالتها مستقرة الحمد لله ... الجرح كويس ممكن نكتبلها على خروج بكرة الصبح.. و نفسيتها أحسن.
أحمد: يعني ممكن ادخل اقعد معاها عادي؟
الطبيب: اه مفيش مشكلة.
أحمد: شكرا يا دكتور.
أنصرف الطبيب و دلف أحمد إلي غرفة هدي.
اقترب أحمد من فراشها... جلس على حافة الفراش وامسك كفها بين يديه بحنان وهمس: عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي الدكتور طمني و قالي ممكن تخرجي بكرة.
همست هدي بصوت ضعيف: انا أحسن الحمد لله.. أحمد اوعي تكون قولت لماما حاجة
أحمد: متخافيش ... هي كلمتني و قولتلها انك بس عندك شغل كتير مع يارا علشان كده مش بتردي عليها و يارا كمان انا كلمتها و فهمتا تقول ايه.
هدي: انا مش عايزاها تقلق عليا.
أحمد: متخافيش هي ان شاء الله هترجع كمان يومين هتلاقيكي كويسة الحمد لله.
هدي: انا مش عايزة اقعد في البيت لوحدي تاني... ممكن اخرج من هنا على اسكندرية؟
أحمد: اللي تشوفيه يا حبيبتي انا كمان مش حابب انك تقعدي لوحدك و قولتلك ده قبل كده.
صمتت هدي للحظات ثم اردفت: أحمد انا موافقة.
أحمد: ؟؟؟؟
بقلم:أميرة أحمد
•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية