رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل السابع عشر 17 - بقلم اشرقت
روايه__ ولنا فى كل عناق حياه__ (✿)˙❥˙ البارت السابع عشر، بقلمى__ أشرقت 💫
✍️...في ركن من أركان المشفى، كان الصمت أشد من الصراخ، والوجع أكبر من أن يُقال.
جلس باران على الأرض وقد خارت قواه... شاحب الوجه، زائغ النظرات ولا يصدق ما نُقل إليه.!
تمتم بصوت مكسور : مستحيل... ديلان لا يمكن أن ترحل هكذا..💔
والدة ديلان أط-لقت صرخة هزت المكان، والعم أحمد يُحاول تهدئتها وهو يبكي بحرقة... أما مراد، فقد اختبأ بين ذراعي والده... لا يفهم سوى أن أمه ذهبت ولن تعود مجددآ.
داريا وقفت في الخلف، تنظر إلى باران بارتباك... تراه ينهار فى صمت موجع.
الدموع تملأ الأرجاء، الوجوه شاحبة والقلوب تئن من وطأة الفقد.
__&__وبعد أن ھدأ كل شئ... كان باران جالسآ بالمنزل، حينھا رن هاتفه، فألتقطه ليرد.!
داريا : ألو، باران... كيف حالك؟
باران بصوت مبحوح : أنا بخير.
داريا : أعلم جيدآ كم كنت تحب ديلان... لكن هذا هو قدرها، ولا حيلة لنا في الأقدار.
قبض باران على يده بقوة، ثم أردف : نعم... هو قدرها.
قالت داريا : يمكنني المجيء إن كنت بحاجة إلى شيء.! أريد أن أكون إلى جانبك في محنتك... وأيضآ لأعتني بمراد.
رد باران بنبرة قاطعة : مراد مع الخالة قدر، وهي تعتني به جيدآ... ومنه، أُفضل أن أبقى وحدي.
داريا : ولماذا مراد مع ھذه السيدة؟! أنا أستطيع العناية به أيضآ.
باران : هو يحبها كثيرآ، ولهذا اختار البقاء هناك... والأن، يجب أن أُغلق الخط.
¤..وبعد أن أنهى اتصاله، أسند رأسه إلى الخلف مغمضآ عينيه وغارق في شروده... يتذكر ما حدث قبل ساعات..!!
(الجزء الذي كان مفقودآ من البارت الماضي)
عندما عاد هو وديلان ومراد إلى المنزل، وأخبرها أنه تلقى مكالمة مهمة... بتتذكرو.!
حينها، اتصل بـكرم ليُطلعه على أخر التطورات... بدأ يسرد عليه ما دار بينه وبين داريا، ما قالته له وما كشفت له من معلومات.
انصدم كرم، وسأله بقلق : وماذا تنوي أن تفعل الأن؟
باران : لا أعلم بعد... لكن شكوكي نحوها تزداد شيئآ فشيئآ. حديثها يحمل جزء من الحقيقة.
كرم بتحذير : باران، لا تثق بتلك المرأة... من المحتمل أن تكون هي الشخص الذي نبحث عنه.! وربما غايتها الوحيدة أن تُبعدك عن ديلان... لذا، كن حذرآ.
باران : أعلم أن ثقتي بها يجب أن تكون محدودة... لكنها تعلم شيء لا أعلمه.! ولأجل ذلك سأُجاريها.
كرم : وهل لديك خطة واضحة؟
باران : نعم، لدي خطة... سأُخبرك بكافة التفاصيل حين نلتقي.
وعندما اجتمع مع كرم في مكتبه بالشركة... بدأ يشرح له ما يجب فعله لكشف هوية هذا العدو الخفي.!
باران : لكن علينا أن نُخبر خالتي قدر والعم أحمد بالخطة... سنحتاج مساعدتهما.
كرم : وماذا عن ديلان؟
باران بحزم : لن أخبرها في الوقت الحالي، أريد حمايتها فقط.
_في اليوم نفسه، توجه باران إلى منزل والدة ديلان، حيث كان العم أحمد في انتظاره ھناك أيضآ.
جلس معهم، وأخبرهما بخطته كاملة... انف-جرت قدر بالبكاء، وقالت بصوت مكسور : لكن هذا سيكون قاسيآ جدآ على ابنتي يا بني؛ لن تتحمل!
باران بنبرة حازمة مطمئنة : لا تقلقي يا خالتي، فقط ثقي بي... يجب ألا تعلم ديلان بأي شيء الأن.! نحتاج أن يكون كل ما يحدث حقيقي في نظر الجميع حتى ينجح الأمر.
أفاق باران من شروده... فتح عينيه بطئ، وتنهد ثم أمسك هاتفه واتصل على الفور : ألو كرم... طمئني، هل ديلان بخير؟!
...{ مفاجأة 😌 }
كيف صدقتم أني ممكن أفرط فيها وفى حبھم!
__رد كرم مطمئنآ : لا تقلق يا أخي، هي بخير تمامآ.
باران : أحسنت، اعتنِ بها جيدآ إلى أن أتي.
_&_كان كرم داخل غرفة القبو بالقصر... أمامه صندوق كبير، وما إن اقترب، حتى سمع صوت تمتمة خافتة من داخله.
فتح الصندوق بهدوء، لتظهر ديلان وقد أفاقت للتو، تمسك رأسها بارتباك، ويبدو أن الرؤية لم تكن واضحة بعد في عينيها... قالت بصوت متقطع وضعيف : أين أنا..؟
أسرع كرم بمساعدتها على النهوض قائلآ : حمدآ لله على سلامتك يا ديلان.
ديلان بدهشة : ماذا حدث لي؟ ولماذا أنا هنا؟!
كرم : نحن في القصر، باران أمر أن نأتي بكِ بهذه الطريقة السرية... أعتذر إن كان الأمر مزعجآ.
ديلان بدھشة وارتباك : أنا لا أفهم شيء
كرم مطمئنآ : لا تقلقي، ھو سيأتي ويشرح لكِ كل شيء بنفسه.
☆..في وقت متأخر من الليل، وصل باران إلى القصر، وكان كرم في انتظاره عند المدخل.
استقبله قائلا : أهلآ بكَ يا أخي... هل أنت بخير؟
أجابه باران بسرعة : أنا بخير... أين ديلان؟ وكيف حالها؟
كرم : هي بخير، وتنتظرك.
__ودع كرم باران وخرج، بينما توجه الأخير نحو الغرفة السفلية تحت القصر، تلك التي أمر بتجهيزها بأفضل شكل لتليق بحبيبته.
وعندما دخل الغرفة، رأى ديلان جالسة بالسرير وتحتضن قدميها إلى صدرها... كانت ترتجف والدموع تغمر عينيها.
رفعت رأسها نحو خطواته، وما إن التقت عيناها بعينيه، حتى رمقته بنظرة عتاب مؤلمة... شعر بها وكأن خن-جرآ غُرس في قلبه... امتلأت عيناه بالدموع، وهو يتذكر ما مرت به، ونظراتها التي كسرت قلبه...
نادى باسمها : ديلان..♡
نهضت ببطئ تمسح دموعها، وھي تتجنب النظر إليه.!
اقترب منها، وحاول أن يمسك بذراعيها برفق... لكنها صاحت بصوت مكسور : أتركني!
رد باران بتوسل : رجاءآ اهدئي... دعيني أشرح لكِ.
خانها جسدها... كادت تنزلق من بين يديه، لكنه عانقها بقوة.
في البداية لم تبادله العناق، لكنها لم تعرف ماذا تفعل بقلبها الممزق.!
ضمتهُ بحنوآ بالغ، وھي تعاتبته بمرارة : لماذا فعلت بي هكذا..؟!
همس باران : هششش... سأخبرك بكل شيء، لكن يجب أن تهدئي أولآ.
__حاولت أن تلملم شتاتها..، وبدأ باران يروي لها القصة من البداية..!!
كيف حاولت داريا الاقتراب منه، ومجيئها خلفه عندما علمت بمغادرته الفندق... وكيف طلبت منه أن ينفصل عنھا ليتزوجها ھي، لكي تخبره باسم ذلك الشخص الخفي... وختم حديثه قائلآ : أردت أن أسبقها بخطوة، لأنني شعرت بأنها قد تؤذيك أو تحاول أن تبعدك عني مجددآ... لذا وضعت خطة مع كرم وصديقي الطبيب الذي كان له فضل كبير في مساعدتنا لنصل إلى هنا.
__انهارت ديلان وهي تصرخ بألم : لماذا لم تخبرني يا باران؟!
هل تدرك ما الذي عشته في الأيام الماضية..! كلما تذكرت أنك تخليت عني، أنك تركتني!
رد باران ونبرة صوته تمزق الصمت : لأنني أعلم… أعلم أنكِ لو كنتِ تعلمين، لكنتِ فضلتِ المو-ت إلى جانبي، على أن تتركيني وحدي.
ارتجف جسدها، ودموعها لم تتوقف... همست بصوت مكسور : لماذا؟! لماذا يحدث معنا كل هذا؟ لماذا يريد القدر أن يفرق بيننا دائمآ؟!
ابتلع غصته، وحاول أن يهدئها وهو يمسك بكتفيها برفق، لكنها تابعت بانكسار : منذ طفولتي وأنا أُعاني...
بعد وفاة والدي، حاول أعمامي أن يأخذوني من أمي بالقوة، هربنا من مكان لأخر، تربيت وحيدة… مشتتة.
ثم أمسكت بمعصميه، ونظرت في عينيه بعينين غارقتين بالدموع، وھي تقول بحنوآ عميق : سرقك القدر مني سابقآ… بقيت في حضن أخرى، بينما أنا… أنا من كان لها الحق بكَ. وعندما التقينا أخيرآ، يحاول أن يأخذك مني مجددآ!
أنا لم أفعل شيء… فقط أحببتك، فقط أردتُ أن أعيش هذا الحب… هل هذا كثير علي؟💔
تفتت قلبه لحروفها التي مزقت أعماقه... عانقها وهو يحاول تهدئة انهيارها، يهمس لها مطمئنآ : أنا هنا معكِ... ولن أترككِ يا حبيبة قلبي وروحي.
جلس على فراشهما، وأجلسها بين ذراعيه، يُمسد على رأسها وظهرها برفق، حتى استسلمت للنوم بين يديه من شدة التعب
•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية