Ads by Google X

رواية لطيفها عاشق الفصل السابع عشر 17 - بقلم سميه رشاد

الصفحة الرئيسية

 رواية لطيفها عاشق الفصل السابع عشر 17 - بقلم سميه رشاد

لطيفها عاشق
الطيف_السابع_عشر

"قلبي وقلبك.. وزخات المطر"

تحركت يد رقية بين مقتنيات جهازها التي ابتاعتها والدتها اليوم بسعادة جمًا، لم تكن تعتقد يومًا أن السعادة ستطرق لقلبها بابًا مع غير أحمد، لكن السعادة تفوقت في خذلان اعتقادها البائس ونفذت إلى قلبها دون مقاومة تذكر؛ فاستقبلها الفؤاد بكل ترحاب وكأنه أهلكه كل ذاك الانتظار؛ فتلهف لاستقبالها بأعين لامعة.

تجولت أنظارها على كل ما يقع أمامها من كؤوس وأدوات منزلية وملابس ناعمة تنتظر ردود أفعال مهند على رؤيتها.

 مهند! ذاك الذي باتت تنتظر رؤيته كطفل ينتظر صباح يوم العيد بعد أيام ثقيلة أمضاها في النظر إلى ملابسه الجديدة بوعد. 

مر شهر واحد فقط على خطبتهما، بل على اليوم الذي تم الاتفاق بين العائلتين وتمت الخطبة بينهما بطريقة سرية بناء على رغبة العائلتين، شردت بعقلها إلى أحمد ونظراته حينما صعد يبارك لها على الخطبة، فعلى الرغم من راحتها باقتناعها بشخصية مهند إلا أن نظراته الأخوية الفرحة بخطبتها أكدت لها أنه لم يكن ليراها غير ابنة عمه أبدًا وهي لم تكن تقبل بمكانة أقل مما يستحقها قلبها بعد كل تلك السنوات التي أمضتها في انتظار الغوص بالحب.

دلفت شقيقتها"مريم" عليها الغرفة ويداها تحتضنان بعضهما بتصقيف حار وشفتاها تتغنى بأحد الأغاني القديمة

-يلي على الترعة حود على المالح.. يلي عالترعة حود عالمالح.. عند بيت أم فاروق هاي هاي..

لترتفع ضحكات رقية على شقيقتها التي تقطف من كل أنشودة جملة، تتعجب لحال مريم، فليست هذه المبهجة هي ذاتها من كانت مقيدة بين أحضان الحزن والحسرة والشعور بالذنب، ما الذي حدث وبدل حالها إلى هذه الدرجة الملحوظة للجميع؟ أيمكن أن يكون لخطبة رقية أثرًا عظيمًا على مريم لهذه الدرجة؟ فلماذا لم تفعل إذا  حينما خطبت رحمة لكريم؟ هناك شيئًا غامضًا بالموضوع، شيء لا تعرفه رقية ولكن لا يهم، الهام في الأمر هو خروج مريم من الحالة التي كانت عليها، ولا يهم السبب.

هكذا فكرت رقية وعيناها تتفحصان ملامح شقيقتها السعيدة بصدق، ولكن أيصح لها أن تتجاهل سبب تغير شقيقتها إلى هذه الدرجة المثيرة للتفكير، شقيقتها كانت غارقة بفترة اكتئاب لا بأس بها وانتهى اكتئابها فجأة لخطبتها فماذا سيكون السبب إذا؟ وهل ستتقبل أنها كانت سببًا في سوء حالة شقيقتها النفسية كل تلك الفترة؟

-تعالى رتبي معايا الحاجات دي في كراتينها.

قالتها رقية وهي تدعو شقيقتها بحنو، لتتوقف الأخرى عن الغناء وتنضم إليها تساعدها في ترتيب محتويات جهازها بحماس، وأي حماس هذا وشقيقتها ستزف بعد فترة قصيرة وسيطرق الفرح باب قلوبهم بعدما استوطن الحزن منزلهم لفترة لا بأس بها.

- رحمة فين؟

رمت رقية سؤالها مندهشة من عدم وجود رحمة، فهي لا تفارقها أبدًا حينما تنجز أي مهمة من مهام جهازها لتجيبها مريم.

-خرجت مع صحابها، قالت واحدة جاية من السفر ومتجمعين في مطعم كلهم.

- ربنا يسعدها يارب 

رددت رقية بصدق وعينها تغيم بحنان تخص به رحمة، صغيرتها التي أرهقها الحب مبكرًا مثلما فعل معها وبالطبع لن يشفق عليها أكثر ممن مر بمثل حالها.

**********

على مسافة قريبة من مركز الدروس تمللت دنيا في وقفتها بانتظار عبدالرحمن، فمنذ دقائق قد انتهيا من الدرس الخاص بمادته وتقف بانتظاره كي يقيلها إلى المنزل كما اعتادا دائمًا، زفرت بضيق وهي تطالع ريهام التي ترافقها إلى أن يأتي عبدالرحمن فقالت ريهام باندهاش

-يا بنتي متضايقة ليه دلوقتي.. هو غلط في حاجة؟

لم تجبها دنيا، بل أشاحت بوجهها إلى الجهة الأخرى تكبت دموعًا تصر على النزول، لن تسامحه أبدًا على ما فعل اليوم أبدًا، لقد تجاهلها عن قصد منذ أن بدأ الدرس إلى أن انتهى، بل تعمد عدم النظر إليها، لن تكون مجحفة بحقه، فهو لا ينظر لأي من الطالبات وهذا ما يعرف عنه بين جميل الطلاب، يشرح وعيناه تنظران إلى الأعلى أو إلى الأسفل دون أن يوجه نظرة واحدة إلى الطالبات، ومع هذا لا تقدرن على إثارة الهرج في القاعة، فإن أخطأت إحداهن وتحدثت إلى صديقتها حين شرحه فيستطيع إحراجها بطريقة مهذبة تجعلها تود لو تنشق الأرض وتبتلعها.

رأته قادمًا من بعيد فتصنعت عدم رؤيته لتراه ريهام هي الأخرى وتودعها بوعد اللقاء في الدرس القادم، لا تعلم بمصير ينتظرها ومصيبة عظمى تفتح لها ذراعيها بترحاب شديد!

عقد حاجبيه وهو يقوم بإدارة الماتور الخاص به بينما هي تتجاهل النظر إليه على عكس عادتها في الابتسام بوجهه فور رؤيته والخوض في ثرثرة لا يمل منها، لينطق بقلق

- مالك 

- مفيش 

قالتها بامتعاض ووجه عابس أكد له ضيقها فردد مرة ثانية وهو يحرك الماتور بعدما صعدت خلفه وتمسكت بخصره جيدًا

- في إيه مالك.

-لأ وكمان مش حاسس أصلا باللي عملته.

تملكه الذهول من اندفاعها هذا، مرر على عقله جميع ما حدث اليوم ليجد أنه لم يفعل ما يضايقها ليسألها بحلم

- في إيه يا دنيا 

لم تجبه وكأنها لم تستمع إليه فلم يعلق، بل انتظر حتى يعودان إلى منزلهما فيعلم ما يزعجها ويراضي قلبها، فبالتأكيد سيكون هو الخاطيء وإن لم يخطيء، فجميع معاركهما تنتهي على اعتذاره هو وإن كان لا يرى نفسه مخطئًا ولكن ماذا يفعل بقلبه الذي يأبى أن يترك عيناه تنعمان بالنوم والراحة وهي تحمل في قلبها منه ما يحزنها.

أغلق باب الشقة خلفهما بعدما حيا والديه بالأسفل ليجدها تتجه صوب غرفتها فوقف أمامها قائلًا برفق 

- ممكن أعرف إيه مزعلك.

لم تجبه أيضًا فزفر بضيق من تشبثها بخصامها الذي يجهل سببه ثم سألها بنبرة متعبة أنهكها شرحه للطلاب على مدار اليوم

- في إيه يا دنيا

نظرت إليه بتردد ثم أجابته مشفقة على تعبه

- مش واخد بالك إنك موجهتش ليا ولا كلمة النهاردة في الدرس ولا كأني موجودة.. لأ وسألت أغلب الطلاب وأنا كأني مش هنا..

كتم غيظه بقوة، يكاد يصاب من ضغط الدم مثلها بسبب ما تفعله به وتدللها الزائد عن حده هذا، للدلال حد وهي قد اخترقت كل الحدود وما هو سوى شخص عاهد على إغداقها بكل ما تفتقر إليه، فإن لم يكن هو راوي ظمأ نواقص روحها التي تنخر قلبها فمن سيكون إذًا

ليفكر قليلًا قبل أن يقول بمهاودة

-كفاية إن عقلي مش بيوجه تفكيره غير فيكي هيكون عقلي وقلبي وكلامي كمان.

لتحمر خجلًا من كلماته، فحمد الله سرًا على خجلها الذي يستدعيه كلما احتاج إليه فمال عليها مقبلًا جبينها برفق قبل أن يتركها ويتجه إلى غرفته، نظرت إلى أثره بهيام يسيطر عليها في الأونة الأخيرة لتجده يلتفت إليها قبل أن يصل إلى غرفته 

- انقلي هدومي  في الأوضة بتاعتك..مبقاش ليه لزوم أنام لواحدي في أوضة الأطفال.

شهقت باندهاش حينما وصل إلى عقلها معنى ما أراد، أيعقل أن تنام بجواره في فراش واحد؟! بجوار عبدالرحمن! يتسامران ويتحدثان للصباح إلى أن يحايلها كي تتركه يهنأ بالنوم ليستطيع القيام إلى عمله، حقًا ستكون فكرة رائعة أكثر من كونها مخجلة.

ابتسمت بسعادة وهي تدلف إلى غرفتها بحماس كي تجهز مكانًا تضع به ملابسه، أم أنها ستضعها بجوار ملابسها كي تتعانق ملابسهما فتهيم به كلما نظرت إلى الخزانة.

كانت تنتظر أن يحدث هذا، بل كانت تتوقع بالأيام الماضية أن يقتحم عليها الغرفة ويندس جوارها في الفراش دون أن ينطق سوى بكلمات الاشتياق، وها هو حلمها قد تحقق ولكن بتخطيطه هو، فلم ينتهك حرمة خجلها ويجاورها دون أن تعتاده بل ظل يمهد لذلك في الأيام السابقة فهما في الليلة الماضية ناما متعانقان أمام كتبها في غرفة الأطفال وبالطبع استغل هو الفرصة في الليلة التالية وجاء ليطلب منها أن يستقلا بغرفة واحدة، وكم أسعدها قوله فهي كانت تضع بعقلها أن مشاركته لها فراشها سيكون دليلًا على عفوه التام عن أخطائها وكم أعجبها هذا الدليل! 

***********

ابتسمت رحمة لصديقتها بحماس وهما تنتظران صديقتهما الثالثة التي تمت خطبتها وتنتظرنها كي تفاجئنها بكعكة مزينة للإحتفال بها، كانت عيناهما تتجهان صوب باب المطعم بانتظار الثالثة دون أن تنتبهان للجالسون على بعد ثلاث طاولات منهما.

- الست دي بتبص لك أوي يا رحمة.

التفتت رحمة إلى ما تشير إليه صديقتها لتفاجأ بما ترى، فمن تتحدث عنها ليست سوى والدة كريم، تلك التي تفننت وتلونت كي تدمر حياتها وها هي وصلت إلى مرادها، صدمت عيني رحمة بكريم الذي يطالعها بصدمة، لك تنتبه إليه من البداية، فذقنه النامية وشعره الغير حليق على غير عادته غيريا من هيئته تمامًا حتى أن صديقتها لم تستطع التعرف عليه، نظرت إلى الفتاة الخجول التي تقابله في الجلوس ووالدتها التي تقابل والدته لتفهم الأمر سريعًا، فيبدو أن صمود العاشق المدعي قد انكسر وهل هو جاء كما يبدو ليتعرف على فتاة تليق به، وتليق بعقل أمه، فتاة كما يبدو عليها الغناء الطبقي المناسب له، ليس كما هي من أسرة متوسطة الحال، تعايَر بيتمها.

لم تعلم أن عينيها اغرورقت بالدموع أثر تفكيرها لتأبى الدموع الهبوط على وجنتيها، بل فرتا وسقطتا بقلبه هو ليتناسى الحضور والمكان، تناسى أنه سيضع والدته أمام صديقتها في موقف محرج ونهض يهرول تجاهها فتداركت الموقف ونهضت تحمل حقيبتها متناسية ما أتت لأجله هي الأخرى فأسرعت إلى الخارج وكأن وحشًا يلحقها.

لم تنتبه إلى أين هي، ولم تنتبه إلى الطريق الخاطيء الذي تسير به، كل ما أرادته فقط أن تعود إلى غرفتها ولكن كيف؟ وأين هي؟ لا تعلم بأي منطقة تسير فصديقتها هي ما جاءت بها إلى هذا المطعم الذي زارته للمرة الأولى ولا تعرف كيف تعود.

فكرت سريعًا كيف بإمكانها العودة، تخشى أن تلتفت كي لا تجده أمامها فيرى انهيارها ويضيع كل ما فعلته في الأشهر السابقة هباءً.. 

وجدها تشير إلى أحد الوسائل الشعبية التي تتجه إلى منطقة مغايرة تمامًا لمنزلها فأدرك أنها ضلت طريقها وتريد الهرب منه، ولكن مهلًا.. لن يحقق ما تريد.. بل بعد تلك النظرة المقهورة التي رمقته بها لن يتركها ولو وضعت حد السيف على رقبته..

هرول كي يلحقها إلى أن وقف أمامها وأضاع عليها فرصة اللحاق بأتوبيس النقل، فتهربت بعينيها منه، أرادت أن تحتد عليه ولكن كيف ونظرتها العاتبة المقهورة أخبرته بكل شيء، كيف وعيناها الخائنتان فضحتا قلبها وأخبرته بأن عشقها له لم يقل مثقال ذرة  وليس كما كانت تتغنى بكرهه في الأونة الأخيرة.

أشار لأحد سائقي التاكسي فجاء الرجل على الفور ليقف بجوار قدميها، فأمرها برفق

- اركبي..

-مش هركب معاك.

قالتها بعناد مخالف لحالتها فردد بتهديد تعلمه

- قلت اركبي مش هكرر تاني كلامي.

لم تنتظر أن ينهي جملته وكانت تستقل المقعد الخلفي، فعلى كل حال هي بحاجة العودة إلى بيتها وحتمًا ستجبره على إعادتها لتجده يخبر السائق بعنوان منزلها فزفرت براحة.

لم يوجه لها كلمة بل كان يرمقها من المرآة بين الحين والآخر إلى أن وصلا أخيرًا فنزلت مسرعة ففعل المثل بعدما أعطى السائق ما يزيد عن حقه.

اندهشت من صمته على عكس ما توقعت ولكن لا يهم، ما تريد فقط أن تعود إلى فراشها وها هي قد أوشكت على الوصول.

دلفت إلى المنزل بعدما طرقت الباب فظل هو واقفًا بعدما رن الجرس إلى أن جاءت والدتها التي تجهمت حينما وجدته أمامها ثم نظرت إلى ابنتها بعتاب لتتهرب رحمة من عينيها، 

دلف بعدما أشارت إليه والدتها فنطق بقوة بعدما دلف ووقف بجوار رحمة.

- أنا ورحمة قررنا نرجع لبعض! 

بإحدى الغرف

زفرت رقية بصبر وهي تستمع إلى كلمات مهند الموبخة لها، فهو فور سماعه لصوت الصغيرة ابنة أحمد سألها من الذي أتى بها ليجن جنونه حينما علم أنها من أخذتها من أبيها، ففي إحدى المرات ذكرت عمتها عفويًا أن رقية رفضت الخطبة من أحمد فبات الغضب يسكنه كلما استمع إلى اسم الآخر أو ما يتعلق به، كل هذا وهو لا يعلم بحب رقية السابق له، فكيف سيعلم إذا لو علم بما كان يخفيه قلب خطيبته لابن عمها لعدة سنوات.

- خلاص يا مهند حفظت بعد كدا هخلي حد من إخواتي يجيب البنت.

سمعته يحمحم بغير رضا، تعلم أن الضيق مازال يسكنه ولكن ماذا تفعل له، وماذا تفعل للصغيرة التي تتعلق بها لدرجة كبيرة وكأنها تعوض بها أمها التي فقدتها، تلك الأم التي قتلت نفسها لأن الحياة وضعت بعض العثرات في طريقها فلم تفكر بإبنتيها لحظة واحدة.

-أنا عايز أكتب الكتاب.

فجر جملته حينما استشعر صمتها لتجيبه بتوتر

- طيب نستنى شوية على ما نعرف بعض أكتر

توترها وقلقها هذا لا يروقه، لا يدري لما كلما جاء بفكرة عقد القران ترفض وتخاف هكذا، فقد كان يريد أن يعقدان مع الخطبة منذ البداية إلا أنها رفضت لينطق بما جال في خاطره

- كل ما أجيب لك سيرة كتب الكتاب تعملي كدا.. في إيه يا رقية!

تسارعت أنفاسها بقوة، فها هو الموقف الذي سيجعله يغضب عليها، هذا ما سيعترف بعده أنه ملَّ من علاقته بها ويريد الخلاص قبل أن يصاب بحالة نفسية أثر جفائها معه، لن تتركه يفعلها ويلومها الناس كما المرة السابقة، كانت تعلم أنه سيأتي يوم وسيفعل فخطيبها السابق ملَّ وفعلها بعدما رماها بالعديد من الكلمات التي يبدو أن أثرها مازال بقلبها حتى الآن، بل ابن عمها لم يعجب بها للحظة واحدة فبالتأكيد العيب منها هي ولن تتركه يتعرض لذاك الحرج المصاحب للإعتذار عن العلاقات فقالت بتسرع

-ولو زهقت مني وعايز منكملش أنا معنديش مشكلة.

ليندهش قلبه من عبارتها ويشعر بشيئًا ما ثقيلًا يجسم فوق روحه فهي تمهد لرغبتها في الانفصال بعد إعلانه رغبته في عقد القران.. يخبرها أنه يريد العقد وهي تقدم له الفرصة ليتركها الآن قد فهم سبب رفضها لكتب الكتاب، علم أنها برفضها تمهد لفسخ الخطبة وهو الذي كان يصدق حقًا أنها تريد أن تعتاد علاقتهما كما كانت تتغنى! 

************

كوبان من القهوة المذابة وطبق كبير  مليء بحبات الذرة الناضجة "الفيشار" وطبق آخر صغير مليء بأنواع عديدة من التسالي بينما دنيا تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد أفلام الكارتون وتخبيء جسدها خلف منامة من الفرو الناعم المرسوم عليها أحد الحيوانات الأليفة تناسبت مع المطر الذي أغرق الطرقات بالخارج، ابتسمت برفق وهي تلمح عبدالرحمن قادمًا إليها من غرفتها بعدما نقلت ملابسه إليها وعلى شفتيه ابتسامة حنون يخصها بها وحدها.

جلس ملاصقًا لها فاحمر وجهها خجلًا ليزيد الطين بلة ويحاوط كتفيها بأحد ذراعية فعلقت أنظارها بالتلفاز دون أن تحيد بنظرها عنه.

ابتسم بداخله وهو يشعر بخجلها، ولكن ماذا يفعل بقلبه الذي يبتغي القرب! ألا يكفيها كل ذاك البعد الذي لو كتب فيه كتبًا لنفذت الأوراق في وصف قسوته! 

حاولت التحرك متصنعة عدم الإهتمام إلا أنه أدرك ما تفعل فأحكم ذراعه على كتفيها أكثر من ذي قبل، ثم قرب شفتيه من أذنيها هامسًا بصوت أجش

- وإن أردت الهرب إلى أبعد بقاع الأرض، فلن تجدي سوي ذراعيّ تطوقان قلبك في النهاية، فلا تضنِ قدميكِ في هربٍ زائف لن تنالين منه سوى الغوص أكثر بين أبحر عشقي 

يتبع.....


•تابع الفصل التالي "رواية لطيفها عاشق" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent