Ads by Google X

رواية دلال و الشيخ الفصل السادس عشر 16 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية دلال و الشيخ الفصل السادس عشر 16 - بقلم شيماء سعيد 

الحلقة السادسة عشر
..................
كثيرا ما أوجع النصيب أشخاص وكثيرا ما أفرح أخرون، فالحياة لم تكن أبدا على وتيرة واحدة، ولكن حين يكون النصيب على غير الهوى يؤلم جدا ويجعل الأشخاص يشعروا بعدم الأمان وعدم الراحة لأنهم في أماكن غير التي تمنوها.
النصيب أبكانا، وجاء بخير هوانا
..................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
لم تصدق دلال ما يفعله آدم معها، وتسائلت لما ولماذا؟
فهو شاب شديد الطباع وصارم نوعا ما معها، فكيف تبدل حاله هكذا فجاة وما سر تلك النظرات التى فى عينيه ولم تعهدها عليه من قبل .
هل أحبها حقا!
ولكن متى؟ وما عساها أن تفعل الآن .
هل توافق، ويضيع عليها حلم الإرتباط بمن تمنته فى أحلامها.
أم ترفض نعمة أكرمها الله بها من أجل حلم تعلم جيدا أنه بعيد المنال .
فتأوهت بصمت: اااااااه يا مولانا لو بس أضمن ولو واحد فى المية إنى شغلت عقلك وقلبك زى ما أنت شاغل عقلى وقلبى، كنت أستناك ولو لأخر العمر.
لكن أنا عارفة كويس إنه لا يمكن أكون على بالك،انت فين وأنا فين بس .
أنت عايز ملاك زيك وانا...
ليخرجها من شرودها آدم بصوته الرجولى الخشن: ها قولتى ايه يا دلال؟
فحاولت دلال ترطيب جوفها الذى جف من الصدمة والتحدث ولكن باغتتها كلمة والدة آدم:
_متكسفهاش بقا يا آدم ما أنت عارف السكوت علامة الرضا .
ثم أطلقت زغرودة وقالت: تعالى فى حضنى يا مرات ابنى الغالية .
فتحركت دلال تجر قدميها عنوة، وقد تزايدت نبضات قلبها ومع كل خطوة كانت تتخيل أحمد أمامها يطالعها ويبتسم لها، فابتسمت دلال لا إراديا ففرح آدم وظن إنها تبادله نفس الشعور وفرحت بعرض الزواج .
أحمد: دلال يا فرحة أيامى الجاية ويا عمرى اللى ابتدى من يوم ما شوفتك .
بحبك يا دلال .
فابتسمت دلال وأخذت تهمس: وانا بحبك يا مولانا.
أحمد، أحمد .
أنت فين بس يا أحمد .
ثم وجدت أم آدم تحتضنها بحب قائلة: ألف مبروك يا بنتى، ربنا يسعدكم ويتمم بخير..ثم ابتعدت قليلا عنها واستطردت:
_حبيبتى يا دلال متصوريش أنا فرحانة قد ايه بيكِ
وحسيت النهاردة إن ربنا مش بس رزقنى آدم، لا رزقنى بنت كمان حلوة اسمها دلال وبتمنى اليوم اللى أشيل فيه ولادكم .
وان شاء الله مش هيطول، هو شهر واحد بس نجدد بيه الشقة وتشترى اللى يعجبك وتجوزوا ..
فجحظت عين دلال مرددة: شهر !!
فطالعها آدم بعشق وقال: كتير صح، أنا أصلا رئيى، أروح اجيب المأذون دلوقتى وتجوز ونبقى نجدد على مهلنا..
فاخفضت دلال رأسها وهمست: إلحقنى يا مولانا.
أنا بضيع منك، يا كل عمرى، وكل كُلى، وفرحة أيامى.

وفى تلك اللحظة فى مكان أخر عند أحمد عندما كان فى طريقه للخروج لمباشرة أعماله، شعر بنغصة تجتاح قلبه ..حتى أنه وضع يده على قلبه واغمض عينيه وهمس دون شعور: دلال يا ترى فين أراضيكِ وعاملة ايه ..؟
_مش عارف ليه قلبى وجعنى، يمكن عشان عارف إنك مجرد حلم مكنش ينفع إنى أحلمه أو أفكر فيه .
وادينى فى النهاية هاخد أشجان اللى كانت آخر وحدة ممكن أفكر فيها .
لكن فى النهاية كل قضاء ربنا رحمة حتى لو مش شيفنها .
بس أتمنى يا دلال انك تكونى فى حال غير الحال اللى شوفتك عليه، وصدقينى أنا على العهد وبدعيلك ديما .
....
شهقت زينب عندما وجدت شهيرة تدخل عليها وبيدها حقيبة ملابسها وعينيها قد تلونت بالحمرة من كثرة البكاء .
وبجانبها شفيق يزفر من الضيق .
فقالت باستفهام: مالك يا بت، وايه الشنطة دى ؟
ثم همست: يكونش جوزها عرف أن شفيق خلاص مش عايز أخته، قلب عليها اللى ما يتسمى وقال وحدة بوحدة .
ثم ابتسمت بخبث واستطردت: بس ماشى مش مشكلة، المهم إنه حصل وساب البت القرشانة دى .
وأنا هعرف إزاى أجيبه على وشه ابن إبتهال تانى .
فزفر شفيق بضيق قائلا: بتك عندك اهيه يا حجة، عقليها عشان ترجع لجوزها.
فصرخت شهيرة: أنت بتقول ايه يا شفيق !
عايزنى أرجع ليه إزاى بعد ما سمعت بودانك أنه مش عايزنى .
وسبنى إمشى ولا كأنه يعرفنى..
إمتعض شفيق قائلا : لحظة شيطان يا شهيرة متكبريش المواضيع، وأكيد هيراجع نفسه.
اه خصوصا إنى مش عايز مشاكل مع أبو نسب عشان تكمل جوزتى من أسماء الحب يا بت .
إحتقنت الدماء فى جسد شهيرة فصاحت شهيرة: اه أنت كل همك ست الحسن والجمال وأنا أختك من لحمك ودمك مهمكش فى حاجة .
وهنا ضربت زينب على صدرها بقوة وقالت: جوزتك .
تانى يا شفيق عايز تجوز الحرباية دى .
شفيق بتصميم: ايوه بحبها وهتجوزها ومحدش ليه عندى حاجة .
تجمدت الدماء فى أوصال زينب وأزرق وجهها وهمست: إزاى لسه، يعنى العمل معملش حاجة ، اه يا حرقة الدم ودينى لاخد فلوسى من حباب عينيكِ يا ثريا .

ثم أشار شفيق الشهيرة بقوله: بقولك ايه يا شهيرة روقى كده وانسى وأنا عارف سفيان طيب وابن حلال وهيجى يرجعك بنفسه .
ثم أمسك شفيق برأسه وقال: مش عارف ايه الصداع اللى مسكنى من الصبح ده .
ما تدخلى يا شهيرة تعمليلى فنجان قهوة بدل اللى شربه منى جوزك .
وهنا جحظت عين زينب ووضعت يدها على رأسها عندما أيقنت أن ما فعله سفيان كانت نتيجة شرب القهوة الذى وضعت به النقاط .
فهمست: يا ميلة بختك يا زينب، العمل جه من نصيب بتك وهتقعد فى أربيزك وكمان هتيجى بت ابتهال تكمل عليه .
أعمل ايه دلوقتى، هى دى اخرتها مهو الطيب كده فى الزمن ده.
بس لازم أكلم الست تشوفلى صرفة تبطل العمل المهبب ده، والبت ترجع لجوزها أنا مش ناقصة خوتة.
المهم عندى شفيق وبس .
........
تفاقم الغضب فى قلب سليمان مما فعله سفيان مع زوجته وابنة عمه فولج إليه، فوجده على فراشه يتألم وممسك ببطنه ويتصبب عرقا .
ففزع وأقترب منه ووضع يده على كتفه وقال بحنو: ايه يا ابنى مالك، حاسس بإيه ؟
سفيان بألم: مش عارف يا حاج من بدرى عندى مغص وبيزيد لغاية ما حاسس بطنى بتتقطع من جوه .
سليمان: سلامتك يا ابنى، ألف سلامة .
هخلى أمك تغليلك شوية كمون يريحوك على طول .
بس انا زعلان منك اوى يا سفيان على اللى عملته فى بنت عمك وتخرجها من بيتها قلبها مكسور كده .
عقد سفيان حاجبيه وقال بضيق: بس يا حاج متجبليش سيرتها، أنا مش طايقها ويمكن وشها العكر ده هو اللى جيبلى المغص .
فضرب سليمان كفا بكف وحوقل: لا حول ولا قوه الا بالله.
أنت فيك إيه يا إبنى، قلبى حاسس انك مش طبيعى لإنى عارف انك بتعشق بنت عمك وعمرك ما زعلتها أبدا تقوم فجأة كده تقول مش عايزها وكرهها .
لا ده أمر ميسكتش عليه أبدا.
قولى يا ابنى أنت شربت ولا أكلت ايه النهاردة ومن ايد مين ؟
سفيان: أنا ماكلتش حاجة من الصبح هو بس فنجان قهوة عزم بيه شفيق عليه، وكان بتاعه أصلا جى بيه من بيتهم .
فاتسعت عين سليمان وحرك شفتيه باسم زينب .
كده فهمت كان قصدها ايه .
فظهر على وجهه الألم وقال: مفيش فايدة فيكِ يا زينب، عمرك ما هتتغيرى أبدا والشر مليكِ من ساسك لراسك .

وسبحان الله كنت عايزة تصيبى ابنك عشان يكره أسماء اكيد، اه عشان عارفة إنها مش طيبة وهبلة زى أشجان وأنهار وطالعة قوية تشبهك .
جت فى سفيان وكره بنتك يعنى سبحان الله ( ويمكرون ويمكر الله هو خير الماكرين).
بس انا صعبان عليه شهيرة غلبانة زى أشجان بالظبط، ومتستهلش كده .
عشان كده لازم أتصرف واكلم الشيخ مسعود هو بيفهم فى الحجات دى ..
......
رن جرس الباب لدى آدم فزفر بضيق قائلا: مين اللى جى السعادى بس، ده أنا مصدقت خلاص أخيرا خطبتها ومحتاج أقرب منها واتكلم معاها شوية .
والدة آدم: شوف مين يا آدم على الباب ولو إنى حاسه إنه ابراهيم هو اللى بيحط ايده على الجرس كده زى العيال الصغيرة ميشلهوش .
آدم بنفور: ابراهيم ده إنسان غتت اوى، مش عارف خالتى مستحملاه إزاى .
والدة آدم: عيب يا ابنى تقول على ابن خالتك كده واسرع يلا أفتح الباب .
فتسارعت دلال بقولها: هقوم أنا افتحله يا ماما الحجة وعندما همت للوقوف .
أستوقفها آدم بغضب: خليكِ عندك رايحة فين !
أنا مش عايزك تتعاملى خالص مع الإنسان السفيه ده ولا تكلميه أنتِ فاهمة .

فتجمدت دلال فى مكانها واومئت برأسها وقالت فاهمة يا آدم بيه .
فامتعض آدم وأحس بالذنب لانه فزعت منه وعمل ذلك حاجز بينهم لدرجة إنها تناديه بآدم بيه وهو الذى كان يريد أن يقترب منها أكثر .
فسخط على إبراهيم وذهب لفتح الباب ليرى ابتسامته السمجة فقال: أهلا .
إبراهيم بمرح: أهلا بيه طبعا فى اى وقت مش كده ولا ايه يا باشمهندس .
آدم: اه طبعا اتفضل.
ابراهيم: أنا قولت أجى أونسكم شوية وأسلم على خالتى وبالمرة أفطر معاكم .
أطبق آدم على شفتيه بغيظ ليستمع إلى صوت والدته: تعال يا إبراهيم ده انت جيت فى وقتك .

فولج إليها ابراهيم ولكن عينيه كانت على دلال فأخذ يحدق بها من أول رأسها حتى مخمص قدميها بأعجاب وهمس: يخربيت جمالك ، مفكيش غلطة وكإنك خدتى الجمال لوحدك .
وصراحة هموت عليكِ بس إزاى أوصلك وأنتِ مكتفة كده بين خالتى وآدم ، بس لازم أتصرف .
يستحيل الجمال ده يكون لغيرى ، لازم تكونى ليه فى أقرب وقت .
ثم توجه إلى خالته وقبل يدها قائلا : حبيبتى يا خالتو والله أنتِ الوحيدة اللى مقدرانى عشان كده بحبك أجى أقعد معاكى
والدة آدم: وأنا بحبك يا ابنى ، ويلا بارك لأخوك آدم وأختك دلال على الخطوبة..
فاتسعت عين ابراهيم وقال بجمود: خطوبة بالسرعة دى .
آدم: اه عند حضرتك مانع .
ابراهيم: لا ألف مبروك ربنا يتمم بخير .
والدة آدم: عقبالك يا حبيبى .
ابراهيم: يارب بس لازم تكون حاجة حلوة كده زى دلال .
فصاح آدم بغضب: ابراهيم ألزم حدودك .
فاصطنع ابراهيم البرود رغم أنه من الداخل يتآكل وهمس: عايز تكوش على كل حاجة يا آدم، الناس بتحبك وشغال وظيفة محترمة وأم بتقدرك مش زي حالاتى ديما تكدر فيه وتستهزء بيه وكمان عايز تجوز حتة الجاتوه دى لا أنا لازم أخدها منك الاول وأقهرك عليها ولو عايزها مستعملة بعد كده مفيش مانع ..
ثم ابتسم وقال بداعبة: أنا ملتزم أهو بالحتة الواقف فيها متحركتش يا هندسة بره حدودى زى ما بتقول، بس لو ممكن أتزحزح شوية وأقعد على الكنبة واريح يبقى كتر خيرك .
وايه مش هتفطرونا ولا ايه .
والدة آدم: حالا يا ابنى، ثم إشارات إلى دلال وقالت بحنو: ادخلى يا حبيبتي حضرى فطار من ايديكِ الحلوة دى .
فاومئت دلال برأسها واتجهت مسرعة نحو المطبخ وتركت آدم الذى تحول إلى جمرة نار مشتعلة تكاد تحـ.رق كل ما حولها من فرط الغيرة .
ولكنه لم يتوقف على هذا وتبعها إلى المطبخ واقترب منها حتى شعرت بانفاسه الحارة تلفح عنقها.
فالتفت تناظره بجمود وهى تبتعد عنه بقدر الإمكان: فيه حاجة يا باشمهندس، محتاج حاجة معينة ..
حدقها آدم بنظرات عشق وقال بخفوت: محتاجك أنتِ يا دلال .
ومش عايزك تزعلى منى بسبب أسلوبى الحاد شوية بس غصب عنى مش طايق حد يبصلك أو يكلم معاكِ، فاستحملينى .
وياريت متطلعيش طول ما البنى آدم ده هنا .
أنتِ مش شايفة بيبصلك ازاى ..!
حاولت دلال اصطناع الهدوء رغم النٖار التى بداخلها، فهى تريد الصراخ بأعلى صوتها لتقول: أنا مش شيفاك أصلا ولا شايفة حد، أنا مش عايزة غير أحمد، أنت فين بس يا مولانا .
أرجوك أظهر وانجدنى منهم ، أنا مش عايزة غيرك من الدنيا .
ولكنها استطردت بهدوء: ماشى يا باشمهندس زى ما تحب ثم التفتت لتكمل إعداد طعام الإفطار قائلة : ثوانى وهيكون الأكل جاهز تقدر حضرتك تاخده وتخرج بيه .
امتعض آدم من جديتها فى الحديث معه، فوجد نفسه يجذبها من يده لتصطدم بصدره العريض قائلا بخفوت: أنا آدم بس يا دلال، من غير حضرتك أو باشمهندس .
خجلت دلال وافترشت بنظرها الأرض وابتعدت عنه مرددة: أرجوك ميصحش اللى بتعمله ده وقربك منى بالشكل ده غلط .
من فضلك أخرج بره دلوقتى خلينى أحضر الفطار ولما اخلص هنادى عليك .
جعد آدم حاجبيه وقال بصوت رجولى خشن: تنادى ايه، مش عايزه يسمعك صوت كمان .
إتفضلى قدامى خلصى وأنا هستنى هنا هخده منك .
فهمست دلال: لا ده شكله مجنون رسمى وهيتعبنى، أنت فين بس يا مولانا .
...............
لمع أسمع أحمد فى السوق وكون علاقات متينة من جهات مختلفة وأصبح الكثير يتمنى التعامل معه لما سمعوا عنه من دماثة خلقه ونجاحه .
واستطاع إمتلاك فيلا حديثة الطراز فى مدينة الشيخ زايد وبجانبها فيلا صديقه شيكو .
الذى وضع يديه على كتفه قائلا: وبعدين يا مولانا، كل حاجة بقت وربنا وسع علينا من كلنا لكن لسه البال محتار وبسئل نفسى الفيلا الطويلة العريضة دى امتى الجماعة هينوروها ويملوها عيال وأكون بقا ابو العيال .
وانت يا عينى عليك هتاخد وحدة مش على هواك وجاهزة بالعيال كمان .
يعنى هتربى فى غير ولدك، ده مرار طافح يا خويا .
إمتى هنفرح من قلبنا .
أطلق أحمد زفيرا حارا وأخذ يتمتم: كل أمر ربنا خير يا شيكو.
ولى شايفه مش على هوانا ده اكيد خير بس إحنا مش شايفنه دلوقتى وأكيد ربنا ليه حكمة فى كده وهنعرفها مع الوقت .
شيكو: عارف يا صاحبى بس القلب نعمل فيه إيه ؟.
فوضع أحمد يده على قلبه الذى نبض باسم دلال وابتسم لتذكره مشاكستها ونظراتها الجريئة له.
وقال: الحمد لله أن اللى فى القلب محدش شايفه ولا حاسس بيه غيرنا والا كنا اتفضحنا .
فخلى فى القلب لربنا وهو وحده قادر يدوايه .
شيكو: مش قادر يا أحمد، وأنا كل يوم بشوفها قصادى ومش طايلها قلبى بيتعذب، وهى طور بعيد عنك ولا هممها .
مع انى دلوقتى اقدر أتجوز بدل الوحدة أربعة واقهر قلبها بس مش قادر أو مش شايف غيرها .
ابتسم أحمد واستطرد: كل شىء بآوانه ومعلش اعذرها فى رقبتها مسئولية متقدرش تتخلى عنها .
شيكو: ما قولتلها أشيل عنك بس هى رأسها والف سيف إنها تشيل شيلتها لوحدها.
أحمد: والله البنت دى بمية راجل وجدعة وتستاهل انك تصبر عشانها .
إمتعض شيكو وقال بمرح كعادته: هصبر لحد امتى ده أنا خلاص ريحتى طلعت، والقلب داب .
فضحك أحمد: لا ده أنت حالتك صعبة اوى يا صاحبى .
شيكو: اوى اوى ،منك لله يلى تنشكى .
.......
أحضر سليمان الشيخ إلى سفيان الذى أدرك أنه تعرض الى سحر مأكول فقرء عليه بعض الآيات على كوبا من الماء ثم شربه سفيان ليشعر بغثيان أدى إلى تقيؤ ما فى بطنه، فمكث فى المرحاض بضعا من الوقت .
ثم خرج يعلو وجهه ابتسامة قائلا: الحمد لله ده أنا كنت حاسس إنى هموت وفيه حاجة طبقة على صدرى وبطنى بتغلى .
فابتسم الشيخ وحمد الله أنه كان سبب فى شفائه .
سفيان: طيب بعد اذنكم يا جماعة أنا طالع لمراتى وهنزل الولد لماما عشان خارجين أنا وهى مشوار ساعتين زمن .
فابتسم سليمان وقال بمكر: فين المشوار ده يا سفيان؟
سفيان بخجل: هو انا لازم أجاوب يا حاج .
فضحك سليمان: لا مش لازم بس مراتك مش فوق يا سفيان .
سفيان بتعجب ممزوج بالغضب : راحت فين من غير ما تقولى؟
اندهشت ابتهال من سؤاله: أنت يا ابنى مش حاسس عملت ايه معقول تكون نسيت بالسرعة دى .
فاستطرد الشيخ بإيضاح: اعذريه يا ست أم سفيان، هو مكنش مدرك بيعمل ايه ودلوقتى فاق .
فكلموه بهدوء كده عشان يعرف هيعمل ايه معاها وربنا يهدى سرهم ويسعدهم.
واستأذن أنا يلا السلام عليكم.
فردد الجميع وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..
طالعهم سفيان بدهشة قائلا: هو فيه ايه أنا مش فاهم حاجه.
ابتهال: اقعد يا سفيان عشان أقولك اللى عملته فى المسكينة مراتك وشوف هتصلحها إزاى .
فجلس سفيان متوتر يضع يده على قلبه وأخذت تقص عليه ابتهال ما حدث فانفعل سفيان ووقف وقال بعدم تصديق: أنا قولت كده لشهيرة، إزاى، دى حياتى كلها وقلبى اللى عايش بيه .
لا يستحيل لسانى يقول حاجة تزعلها ده أنا عمرى ما عملتها .
ابتهال: ما أنت يا ضنايا مكنتش فى وعيك، والمقصود بالسحر ده شفيق عشان يكره أسماء بس النصيب جت فيك
فردد سفيان: لا حول ولا قوه الا بالله، طيب أقولها ايه دلوقتى، منك لله يا مرات عمى .
ده أنا مهما اقول مش هقدر أداوى كسرة قلبها وهى ماشية دموعها على خدها منى .
فقامت ابتهال ووضعت يدها على كتفه قائلة: متحملش نفسك ذنب يا ابنى أنت كنت مش فى وعيك وبكلمتين حلوين هتلين قلبها وأنا واثقة إنها هتسامح عشان قلبها طيب وبتحبك .
سفيان: ياريت يا أمى .
أنا رايح ليها دلوقتى .
ابتهال: وأنا مستنية الغالى ابن الغالى وانت خدها مشوراكم وانبسطوا براحتكم .
فرفع سفيان يد والدته وقبلها وقال بإمتنان: مش عارف من غيرك يا أمى كنت عملت ايه، ربنا يخليكي يا غالية .
ثم تركها وذهب مسرعا حبيبة قلبه شهيرة .
وكانت فى ذلك الوقت شهيرة كانت انتهت من طعام الغداء مع أنهار التى حاولت بكل الطرق أن تخفف عنها حزنها فقالت:
_أنا مش مصدقة أن اخويا سفيان يعمل كده يا شهيرة ، ده بيحبك اوى وبيتمنالك الرضا .
شهيرة والدموع فى عينيها: إظاهر الحب عنده خلص يا أنهار ولا ممكن يكون كان تمثيل ورجع لطبيعته أنا عمرى مهسامحه أبدا .
أنهار: لا متقوليش كده يا حبيبتى، وسبيلى أنا الموضوع ده ، أنا هكلمه .
شهيرة: لا يا أنهار لو بتحبينى بجد وأنا فعلا عندك زى أسماء وأشجان متكلمهوش، أنا مش هشحت منه الحب والحنية .
أنهار: لا حول ولا قوه الا بالله، ربنا يهديك يا اخويا ويرجعلك عقلك.
شهيرة بحزن : أقفلى على الموضوع ده يا أنهار ودلوقتى أنا خلصت الأكل هاخده لأمى وأنتِ إغرفى لجوزك وبنتك.
ثم ذهبت به إلى والدتها وعندما اقتربت من الباب سمعتها تتحدث عبر الهاتف: يعنى ايه يا ولية أنتِ متعرفيش تفكى السحر امال تعرفى تعمليه بس .
بقولك جه فى البت مش فى ابنى والبت بنها هيتخرب وهتقعد جمبى .
فاتسعت عينيها بصدمة وارتجفت يدها فوقعت صينية اطعام منها، فصاحت زينب بفزع: ايه اللى وقع بره يا معدولة.
من أولها كده، لا أنا مش هستحمل فعاد البت الهبلة دى هنا .
لتنهمر دموع شهيرة على وجنتيها من القهر ثم انحنت تلملم الطعام، ليعلن صوت رنين الباب عن مجىء زائر فأسرعت لتفتح لتجده سفيان أمامها .
سفيان بنظرة عشق: شهيرة حبيبة القلب وضى العين سامحينى يا حبيبتى، وصدقينى اللى حصل كاااان ...
ولم يتم كلمته وتفاجىء بها تلقى بنفسها بين أحضانه وتبكى قائلة بنحيب: أنا عرفت كل حاجة يا سفيان .
عشان سمعتها بتكلم مع الست اللى عملت السحر فى التليفون ربنا يسامحها.
فشدد سفيان من احتضانها وهمس : اهدى يا حبيبتي.
شهيرة من بين شهقاتها، خدنى من هنا يا سفيان، أرجوك أنا مخنوقة اوى .
_أنا هنا عمرى ما حسيت إنه بيتى، بيتى وحياتى كلها معاك .
سفيان: وأنا حياتى متنفعش من غيرك .
بس ثوانى عقبال ما تحضرى حاجتك وتجيبى الولد، هدخل للست أمك .
فأمسكت شهيرة بذراعه قائلة: بلاش يا سفيان، الكلام ملهوش اى فايدة معاها، مفيش فى ايديا غير الدعاء لإنها مهما كان أمى .
سفيان: على الأقل تعرف ان السحر ربنا زاله ورجعت أخدك .
فاومئت شهيرة برأسها .
فولج للداخل وقال بصوت عالى أمام غرفتها: دستووور يا مرات عمى .
فزفرت زينب بضيق وصاحت : جى ليه يا ابن ابتهال، مش مكفيك اللى عملته فى البت، ده أخرتها اه ما العرق دساس وانت ابن ...
فاقتحم سفيان عليها الغرفة وقال وعينيه تطلق شرار: لو كملتى مش همشى غير وأنا واخد روحك بإيديه .
لكن أنا عشان ابن اصول صابر عليكِ لغاية ما ربنا يسترد امنته وهو هيحاسبك على ماضيكِ الو..سخ ، يا شيخة اتقى ربنا شوية ده أنتِ رجلك والقبر ومفيش فايدة فيكِ جبروت .

رفعت زينب حاجبيها بدهشة من جرئته عليها وقالت بإنفعال: هى حصلت بتهددنى يا ابن ابتهال، ودينى لأخلى شفيق يعلمك الأدب والبت تطلقها ومش عايزة أشوف وشك هنا تانى .
سفيان: لا يمكن أسيب مراتى وأنا جى عشان اخدها .
اه صح نسيت اقولك ما هو السحر اللى كنتِ قاصدة بيه شفيق جه فيه بس ربنا كبير واتفك عشان عالم بحالى .

وعايز كمان أقولك انسى من النهاردة أن عندك بنت اسمها شهيرة خالص مش هخليها تعتب باب بيتك تانى عشان متستهلهاش .
بس هجبلك بدلها أسماء ثم ضحك بانتصار وغادر .
لتصبح زينب بغيظ وخوف: لااا البت دى لااا .
أعمل إيه فيك يا شفيق عشان تسيب البت دى .
.....
انتظر شفيق مرور الشهر بفارغ الصبر ومع كل يوم يمر تزداد فرحته بإنه على وشك امتلاك صغيرته التى بدلت حاله وأصبح عاشق متيم لها، ينفذ كل ما تأمره به دون نقاش .
أما أسماء فامتلك الحزن قلبها، شفيق ليس فتى أحلامها الذى كانت تحلم به، فهى لا تحبه بل تكرهه وتشعر كلما دنى موعد زفافها عليه أنها قد اقتربت من الموت .
نعم سيدفن قلبها فى ذلك اليوم، لذا أقسمت أن تجعله يندم على ما فعله بها لكى يجبرها على الزواج منه .
وليس حال زينب بأحسن منها بل أشد حزنا بعد أن شعرت أن هيبتها ومكانتها قد اهتزت فى قلب شفيق وستيسطر عليه تلك الشيطانة الصغيرة .
فما عساها أن تفعل بها ..؟؟

نختم بدعاء جميل ❤️
‏﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد عرض أقل

 •تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية 

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent