رواية اسياد الحب والحرب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ياسمينا احمد

 رواية اسياد الحب والحرب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ياسمينا احمد


- اخترت دا
التقطته منها وهو لا ينظر الي ما بيده كان ينظر لها والى عينيها تحديدا وهى محدقه امامها تنظر الى الفراغ
دفع زين ثمن المشتروات
وخرجا معا ....
كانت فرحه طوال الطريق تتذكر يوم اشتركت فى شراء الفستان مع حنين وسقطت دمعة حارة رغما عنها حقا اشتاقت لها
تضاربت افكارها عن ما حدث لها اخذها الحنين بعيدا الى اوطانها الى حضن امها الدافئ والى مزاحها مع حنين ،حتى غضب والدها الدائم على كل شئ وزحف الحزن الى قلبها
كان زين يتابعها بطرف عينه وهى تمشى الى جانبه
شعر بها رغم سكونها و ارتعشت يداه فى جانبه قليلا قبل ان يمدد يده الى يد فرحه ،التقط اطرفها الباردة واطبق عليها ،لشعوره انها تحتاج الى ذلك الآن ....
اتسعت عينها اثر لمسة الى اطرفها وادارت رأسه نحوه كى تتاكد مما تشعر ،وجدته جامد التعبير يحدق امامه ويبدوا انه فى غير وعية او يتقنع البرود ولكنها كانت فى اشد الاحتياج الى ذلك
لذا لم تعارض واستسلمت لتلك القبضة الحانية بلا سبب
وصارت معه مسلوبة الارادة لا تعلم اين وجهتها
شعورها بالامان والسكينه هدأ من روعها وجذبت تفكيرها الى عالم اخر من الاحلام اليقظة
**********************************************************
فى الصعيد
كانت هنية تتحدث الى زوجها امين وهو يبدل ملابسه
هدر بضيق :
- يــااا ...هنية بجى ، خلاص راسى اتخوتت
ناولته جلبابا اخر واخذت منه الاخر ودرت :
- يوه ..هو انى جولت حاجه ،مش بجول الحج
التقط عباؤة و نفخ فى ضيق :
- عايزنى نجولها اية نكرشها من البيت كانك اتجنيتى
وضعت طرف اصباعها تحت طرف ذقنها وهدرت مستنكرة :
- ليه وهى كان ليها حاجة اهنه ، مش خادوا حجاتها وفارجوا من سنين وادى الجوازة اللى كانت هترجع تسبت بيها رجلها باظت ،فاضل اية تانى جاعدة ليه
جلس الى طرف الفراش واعتلا ملامحة الضيق بينما اثر الهدوء وهو يهتف :
- ام عثمان ،ما تخليش ام عزام تلعب بدماغك هى مش طايجاها عشان جوازة ولدها اللى باظت ومن جبل سابج
عشان هى اجل منيكم ،فامتعميش على عومها والتفى لحالك ولولدك
عاودت الكلام وهى تجلس الى جواره :
- اصل انا كنت بجول لازمتها اية جاعدتها طالما ما فيش جواز وجوزها كمان مشي
احتدت نبرته وهدر بتعصب :
- اخويا سابها وهى عيانه واستندل معاها ،اية نجل احنا بأصلنا اوعى لروحك ولولدك
صابحة ما تجدرش تجول اكده لوهدان عشان اكدة سلطتك عليا وانا بجولك اها ما تجلبيش مزانى وخليكى فى حالك
لوت فمها فى اسف اثر محاولتها الفاشلة فى تغير قرارة ***********************

دخل زين الى فرحة
وجدها تغفوا كطفل برئ تعب من اللعب ونام مكانه دون وعى
سحب الغطاء ودثرها بعنايه ،وقف جوارها للحظة ينظر الى وجهها الهادئ الحسن
وخرج هدوء
يخطوا فى الردهه ابملل واتجها نحو الشرفه
وهو يحدث نفسه بصوت رنان :
_وبعدين معاكي يا بنت الناس ،لفيت بيكي ومش عارف اسيبك لي ،عامله زى اللعنة مش عارف اخلص منك وقلبى مش طاوعني اسيبك ....حبس انفاسه وزفرها دفعة واحده ،بس هانت هرجعك سليمه لأهلك تانى ...لازم ترجعي لأهلك

*****************************************
تململت فرحة فى فراشها بكسل بينما تذكرت انها نامت كما هى من فرط التعب ثم ابتسمت عندما رأت الغطاء وامسكته واتسعت ابتسامتها عندما وصل الى انفها رائحة عطره المميز
اذ من البديهي انه دلف اليها ودثرها بالغطاء
وحركت يدها على شعرها بسعادة حيث ان مشاعرها اتضحت لها كما انه رأت جانب جديد فى شخصيته التى اعجبت بها من الوهلة الاولى وازدادت اعجابا به الان عندما اكتشفت حنانه ورقت قلبه
همست بخفوت دون وعي :
- بحبك ....
تجسد سريعا انعكاسها امامها كنسخة مكرره
- كدا اتجننتى رسمي
دفعت الفراش وهى تزفر بضيق :
- ايوة اتجننت....بحبه عندك مانع
- دا عين الجنان بجد
هتفت معاندة :
- بالعكس دا انا عقلت ،زى ما تقولى كدا ثبت جنانى
بينما تبرمت الاخرى :
- اشمعني
اعتدلت فى نومتها وقالت بحماس :
- تعالى اقولك .....شهم وجدع وحنين وشديد الاتنين مع بعض فاهمه ....عامل زى الاتنين فى واحد
ظابط ...محترم ...غير انه وسيم وكيوت ..حاجه كدا ..حركت يدها لتستدل على معني ....يصف مدى انبهارها به
لم تجد فهدرت بضجر :
- تؤ طعمها حلو زى حاجتين فى عكس بعض طعمهم لذيذ لما اتجمعو مع بعض .....شديد وحنين وهى الست عايزة ايه غير اللى يشكمها بس بحنيه
التفت وجدت صورتها اختفت
فنهضت فى عجل لتبحث عن سوبر مان خاصتها
*************************************************************
وخرجت بحث عنه فى الارجاء
اتسعت ابتسامتها عندما رأته يتمد الى الاريكة يغط فى نوم عميق تأملت وجهه وتمنت ان تملك الحق فى الاقتراب منه اكثر دون خجل او تردد او حتى خوف من العواقب
وجدت طاولة الافطار التى اتت من الفندق فشرعت بتنظيمها وهى تختلس اليه النظر بسعادة وسيطرة على تفكيرها شيئا واحد هو ان تعيش ما بقى من حياتها معه تحت سقفا واحد فى الحلال
استيقظ زين وافرج عن بندقية عينيه الساحرة خاصة فور استيقاظه نهض وهو هو يحك خلف راسه ونظر للطعام واعتدل واستعد
رمقته فرحة وهتفت بإستفسار :
- ايه هو فى حد يصحى يفطر
لم يبدى اهتمام وشرع فى فى فرد الجبن على التوست
وهو يحدثها بخدر:
- اومال بيصحى يعمل ايه ؟!
سحبت منه التوست الذى كان يقترب من فكيه يتأهب لقطمه
وهدرت بمرح :
- بيغسلوا وشهم وسنانهم يسرحوا شعرهم
لم يهتم اليها زين وبدأ فى المتابعه
فجذبته من يده عنوه وسحبته خلفها كطفلا صغيرا
ادخلته الحمام وامسكت الفرشاة والمعجون وجهزت الفرشاه
بينما هو تابعها بتعجب ،وقدمت له الفرشاه التى يعتليها المعجون ،وهى تهتف بهدوء:
- اتفضل
هتف هو بسخرية :
- ما تغسليلى سنانى بالمرة ،اصل انا ما اعرفش
لكن هذا لم يجعلها تتوقف بالفعل شرعت بتعليمه وراحت تشير بيدها ببطء
- الموضوع سهل الصف الفوقانى من فوق لتحتيه والصف التحتانى من تحيه لفوقيه
تابع زين برتم سريع وهو يسخر منها :
- اة وبكده لا بتلوث اسنانى ولا تسوس على اساس انك استاذة صفاء ابو السعود ، يلا يابت المجانين من هنا ،واقفه فين !
هتفت معلله :
- يا زين ااا..
قاطعها بحركة فجائيه وخرجت تركض ،اذ حاول قذفها بالصابونه
***********************************
فى الصعيد ،،،،
توابع الصدمات على رأس زينات جعلها تهذى فى عالما اخر من الخيبات عالم مظلم سيئ لا يعرف رحمة او تهاون
كيف يفعل بها ذلك ذلك الذى قاست معه فى الحياه تلك التى صبرت وذاقت الويلات كانت تتوقع غدره لكن فاق كل التوقعات تركها تعانى وحيدة فقدان ابنتها غير مبالى بحياتها او بحياة ابنته فقط ارضى نفسة وفعل ما برأسة دون الالتفات الى ما خلفة عنفه وعدم رضاه بما قسم له،وضعت يداها اعلى رأسها وصرخت اخيرا لتبوح بألام صدرها الذبيح :
- يالهوى ،،،منك لله يا مفترى ، منك لله
اندفعت اثر الصوت صابحة وبهية فى قلق
وعند وصولهم اليها لم تتحمل زينات الصدمة وسقطت ارضا
***************************************

جلست فرحة فى الشرفة التى اصبحت مكانها المفضل وتابعت حركة السير فى اهتمام انضم اليها زين الذى ينساق اليها دائما ولا يقاوم وجودها دائما تدفعه قدمها نحوها دفعا،استنشق الهواء العليل براحة ثم زفره على مهل
انتبهت فرحة الى وجوده واعتدلت فى جلستها لتسألة :
- احنا هنعمل اية فى صالة اللورد اللى انت قولت عليها ؟!
التف اليها زين واولاها اهتمامه وهتف :
- هنقابل حد مهم نعرفوا ان الميكروفيلم لسة موجود معايا وبالتالى هنصطاد الباقين عن طريقه
اومأت :
- اممم ،، طيب انا هأعمل ايه ؟!
استند الى الدربزون بمرفقه ورفع حاجبيه وهو ينفى :
- ولا حاجه
اعتلي وجهها الدهشة وتسائلت :
- يعنى ايه ؟!
اجابها هو بثبات :
- انتى هتبقى صاحبتى قدامهم وغطا عشان ادخل بيكى الصالة
ثم اشهر اصبعه محذرا واسترسل :
- واوعك تتكلمى لا عربى ولا انجليزى ولا اى حاجة خالص
ازدادت تعجبا وقبل ان تنطق قاطعها هو
- هقول انك من روسيا وما بتعرفيش الايطالى والا الانجلش
وانا الوسيط لو حد حب يكلمك تمام
تسائلت بتعجب وهى تردد:
- روسيا ،،،اشمعنا روسيا
ابتسم زين وهتف مشاكسا :
_ فيكى شبه من روسيا
صاحت بضيق:
- يـــا ســـلا م ، بتتريق حضرتك
اتسعت ابتسامته على نجاحه الدائم فى استدرج مشاكستها وهتف بصدق وهو يعتدل :
- بجد والله فيكى شبة من الطلقة الروسي
نهضت هى وعقدت ذراعيها وتسئلت بتافف:
- نعــــم ،،،،، ؟
اسبل عينيه وهو يحاورها بدلال :
- عنيكى،شعرك ،شفايفك ، خدودك ،،كل حاجة فيكى طلقة روسي
ارتجفت اوصالها من وصفه لها وبتت وكانها تسبح فى اعالى السحب الورديه من عشقته يغازلها الان يالها من لحظة رائعه بالنسبة لها
بينما استرسل هو بجدية :
- بالظبط زى الطلقة الروسي (((لو ما قتلتيش بتشلي )))
ضيقت عينها من استفزازه المتواصل لها وسخريته التى بالغ بها ووكزته بعنف فى صدره
ليتأوه هو :
- اااه ،،،ااه ،،انتى بتضربى القائد بتاعك والله لاكدرك
لم تبالى بل قد بلغت ذروة الغضب من تصرفاته وصاحت وهى تلكمه
- انت مستفز ،وووووو بـارد ،يا بـــارد انت مين اصلا عشان تضايقنى كدا
التقطت معصميها وجذبها نحوه فى قوة حتى التصقت بصدره وتلاشت المسافة بينهما
فتوترت فرحة واغمضت عيناها بشدة بينما هو امال الى اذنيها وزفر انفاسة بهدوء وهتف بأنفاس لاهثة :
- قولتلك هــ ــكــ ــد ر كـ
لم تعد تسيطر على انفاسها المتلاحقة او تهمس حتى بحرف واحد
بينما تأملها زين وهتف بصوت ناعم :
- فتحي عنيكي
فتحت عينيها ببطء وعلقت بصرها ببنية عيناه فى عشقا يقفز من عيناها بينما هو حبس انفاسه وزفرها على مهل وحرك رأسة ببطء وبنبرة هادئة ناعمه جعلتها فى عالم اخر :
- اعمل اية معاكى ؟
لم تنبث شفاها بحرفا واحد وظلت متعلقة بعينيه تذوب عشقا فى صحراء عينيه ابتسم لها ابتسامة ساحرة جذابة ومال الى ثغرها وبدت هى مستسلمة ولكن شعر بإهتزاز هاتفه
فترك يدها ببطء وابتعد عنها ونفض عن راسة ما نوى فعلة اذا شعر انه كان مسحورا او ما شابه
ودار على عقبية الى الداخل بينما وقفت فرحة تلوح بيدها نحو قلبها بعد ان كادت تفقد الوعي
وهى تهمس بإعجاب :
- قمررر ،،من قريب يا زيزو
***************************************************************** عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية

تعليقات