رواية تقاطع طرق الفصل الخامس عشر 15 - بقلم اميرة احمد
الفصل الخامس عشر
مضت أيام المستشفى ثقيلة لكنها مضت... وما ان استرد علي صحته حتي أخذ ميعاد من دكتور عمر.
جلس دكتور عمر وزوجته دكتورة سهام في استقبال علي الذي ارتدي قميص باللون الأبيض و بنطلون باللون الكحلي وبعد أن ترك لحيته كان يبدو اكثر وسامة... فسبحان من زين وجوه الرجال باللحي... دخلت سارة ترتدي فستان من الستان باللون الكحلي اظهر جمالها ورقتها و زين وجهها الحياء........ ابتسمت عيني علي حين وقعت عليها...... سرح في جمالها وكأنه يراها لأول مرة.... اطال النظر لها، لم يقطع نظرته سوي صوت دكتور عمر الرخيم.
حين هتف مشيرا له ليجلس: اتفضل يا بشمهندس.
ابتسم علي: شكرا يا دكتور.
أشار دكتور عمر لدكتورة سهام الجالسة بجواره: دكتورة سهام والدة سارة بتدرس علوم الإحصاء في الجامعة.
نظر لها علي بابتسامة: اهلا يا دكتورة.
د سهام: منورنا يا بشمهندس.
ساد الصمت لحظات.. كان فيها علي متوتر لا يعلم ماذا يجب عليه ان يقول لكنه لابد ان يتكلم.
علي: دكتور عمر انا باطلب منك ايد سارة.
ابتسمت سارة بخجل... بينما نظر دكتور عمر لزوجته نظرة فهمتها على التو
قامت دكتورة سهام من مكانها وأشارت لسارة: تعالي يا سارة نشوف العصير اتأخر ليه.. عن اذنكوا.
انصرفت سارة مع والدتها.. وبقي دكتور عمر يجلس مع علي.
د عمر: بص يا ابني.. انا معنديش اعتراض عليك ولا على شخصك.... بس انا معنديش في الدنيا غير سارة... هي بنتي الوحيدة وانا صاحبتها من يوم ما عرفت تتكلم لحد النهاردة و هي بتحكيلي كل حاجة.... لما سبتها يا علي سارة تعبت اووي.... كانت في حالة انا مكنتش عارف اخرجها منها ولا احب اشوفها تاني فيها.
علي: انا بحبها يا دكتور واوعدك اني مش هازعلها ابدا.
د عمر: انا عارف انك مش هتزعلها تاني لأني انا مش هاسيبك تزعلها تاني...
صمت دكتور عمر للحظات صعدت فيها روح علي السماء و ردت في جسده مرة أخري حين قال.
د عمر: انا موافق.
تنفس علي الصعداء.. لكن قبل ان ينطق بكلمة واحدة قال له دكتور عمر.
د عمر: موافق انكوا تتخطبوا مش اقل من سنة... واهي فرصة يا علي إنك تتأكد من مشاعرك و متبقاش متردد.
صاح علي: انا عمري ما كنت متردد في سارة يا دكتور ومشاعري انا متأكد منها كويس.
هتف دكتور عمر بحزم: سنة يا علي.
قال علي باستسلام: اللي حضرتك تشوفه المهم انا وسارة نكون مع بعض.
ابتسم له والد سارة وهاف مناديا على ابنته.
د عمر: سارة حبيبتي مش تيجي تقدمي العصير لعريسك.
ظهرت سارة بطلتها الأخاذة وهي تحمل صينيه العصير ومن خلفها والدتها توجهت نحو علي بخطوات مهزوزة...ومجرد ما اقتربت منه وقف علي و أخذ منها الصينية، نظر لها بابتسامة كلها حب و همس لها من دون صوت "مبروك". جلست سارة الي جوار والدها الذي أشار لها.
د عمر: اقعدي جنب عريسك يا سارة.
ابتسم له علي ثم قال: نقرأ الفاتحة يا دكتور؟
ضحك دكتور عمر وقال مازحا: مش نسأل العروسة الأول يمكن مش موافقة.... قال كلمته الأخيرة ونظر إلي سارة.
ابتسمت سارة وقال بخجل: اللي تشوفه يا بابي.
قال د عمر بجدية: انا اتفقت يا سارة مع علي ان الخطوبة تكون سنة.
هتفت سارة باندفاع وهي تنظر لعيني علي: سنة!!
نظر لها علي بابتسامة واومأ رأسه في موافقة.
اخفضت سارة رأسها وقالت بصوت هامس: اللي تقول عليه يا بابي انا موافقة عليه.
د عمر: نقرأ الفاتحة.
شرع الجميع في قراءة الفاتحة داعيين الله ان يجعلها زيجة مباركة.
سلم دكتور عمر على علي وضمه لصدره في حنان وقال بأبوة: مبروك يا ابني من النهاردة بقي عندي بنت و ولد.
ربت علي على ظهره في تأثر، ولمعت دمعة في عينيه فكم تمني لو ان والده بنفس حنان وحكمة دكتور عمر.
صاحت د سهام بسعادة : مبروك يا علي ، عيلتنا تتشرف بيك.
علي: الشرف ليا
اما سارة فجلست إلى جوار علي الذي احتضن اصابعها بين راحتيه وضغط عليها في حنان وحب.
علي: استأذنك بس يا دكتور بكرة أخد سارة تتفرج على البيت و تشوف لو حابة تعيش فيه او تغير حاجة.. لو مش عاجبها ممكن اجيب واحد جديد... انا عايش في البيت دلوقتي وفيه كل حاجة بس لو في حاجة مش عاجباها خلاص نغيرها.
صاح دكتور عمر بحدة.: نعم!!!
ازدرد علي ريقه وقال: لأ حضرتك فهمتني غلط.. انا اقصد يعني حضرتك والدكتورة تكونوا معانا.
د عمر: ااه.... إذا كان كده مفيش مشاكل.
علي: خلاص تمام.. وممكن بعد كده نعدي نشتري الشبكة.
د عمر: الصبح تمام مفيش مشكلة.. الشبكة ممكن سارة تاخد مامتها هي بتفهم في الحاجات دي.
علي: اللي حضرتك تشوفه... أعدي علي حضرتك الساعه 4 كويس؟ علشان الصبح هاستلم العربية.
نظر دكتور عمر إلي زوجته: مناسب الميعاد يا دكتورة؟
د سهام: اه طبعا مفيش مشكلة.
هتفت سارة بحماس: اخيرا هتستلم العربية بكرة؟ انت جبت نفس الموديل؟
علي: لأ جبت واحدة تانيه أحدث شوية.
د عمر: كويس إنك كنت مأمن على العربية.
علي: اه الحمد لله، للأسف بعد الحادثة مكنتش تنفع تتصلح.
د سهام: الحمد لله انكوا خرجتوا منها بخير يا ابني.
ابتسم علي بألم: الحمد لله.
وفي الميعاد توجه علي إلي منزل سارة و تبعه دكتور عمر و زوجته بسيارتهما... بينما ركبت سارة الي جوار خطيبها.. توقفت سيارة علي بداخل أحد ارقي المجمعات السكنية المعروفة..
بل انه من ارقي المجمعات السكنية بالقاهرة بأكملها.. دلف علي وسارة و تبعهم والدها و الدتها.
انبهرت سارة حين وضعت قدميها بداخل المنزل بينما صدم دكتور عمر... فكان منزل علي مكون من طابقين المعروفة باسم دوبليكس.. به حديقة ليست بالصغيرة وحمام سباحة صغير... اما من حيث الأثاث فكان اثاثها مبهر باللونين الأبيض والرمادي على الطراز الحديث.
لم يستطع دكتور عمر كبح فضوله أكثر من ذلك فاستغل فرصة ان سارة والدتها في الدور العلوي و انفرد ب علي
د عمر: سامحني في السؤال يا علي... بس انت جبت الفلوس دي كلها منين؟ انا عارف ان الشركة شغاله كويس الحمد لله... بس صعب شاب في سنك يبقي كده.
علي: والله يا دكتور والدتي اتوفت وانا عندي 16 سنة كانت سايبالي فلوس كويسة.. كنت عايش في مستوي كويس.. بس من حوالي 10 سنين والدي اتوفي، ولقيت المحامي بتاعه بيكلمني بيطلب مني اسافر كندا علشان استلم الميراث بس انا رفضت.. كنت في الجامعة وعندي امتحانات وقتها.. قالي افتح حساب بالدولار وابعتلي رقم الحساب و هاحولك الفلوس... عملت كده فعلا.. بعديها جاتلي رسالة من البنك ان تم إيداع 10 مليون دولار في الحساب...قدرت إني بعد ما اتخرج افتح الشركة بتاعتي و الحمدلله كبرت الثروة اللي ورثتها... والدتي الله يرحمها علمتني قيمة الفلوس وازاي احافظ عليها.
ربت دكتور عمر على ظهره بحنان: وانت متعرفش حاجة عن والدك؟
هز علي رأسه بالنفي وقال بنبرة منكسرة: انا حتى معرفش اذا كان ليا اخوات او لأ...... انا لو شفت صورة ليه مش هاعرفه... سايبني و انا عندي 3 سنين يمكن كان مفكر ان الملايين دي هتعوضني.
ربت دكتور عمر علي كتف علي"في حنان ابوي، كان علي يظهر عليه التأثر والألم كثيرا و هو يتحدث عن والده.
ابتسم دكتور عمر برزانة: انت عارف انا وافقت اجوزك سارة ليه؟ علشان انت راجل بمعني الكلمة، بتتحمل المسؤلية، و انا هاكون مطمن علي سارة معاك.
علي: يارب أكون عند حسن ظنك وأكون زي ما سارة بتتمني.
دخلت سارة:
هتفت سارة بدلال وهي تقترب من والدها: بابي سيب علي كفاية استجواب.
علي: عجبك البيت؟
سارة: حلو اووي.
علي: بصي انا بفكر بس نغير في الدريسنج اللي في اوضة النوم شوية علشان يبقي في مكان لحاجتك.
هتف د عمر مازحا: ايوه دي مخلصة فلوسي على الهدوم.
علي: بعد اذنك يا دكتور اشرحلها انا اقصد ايه.
جذب علي سارة من يدها واتجه بها نحو غرفة النوم في الدور العلوي دون ان ينتظر ردا من دكتور عمر.
اقترب منها علي وهمس: عجبك البيت؟
سارة: اه حلو اوي، ذوقك حلو يا حبيبي.
اقترب علي منها وطبع بمباغتة قبلة سريعة على خدها: طول عمري ذوقي حلو.
ابتعدت سارة عنه في حركة تلقائية وعي تدفعه بصدره وصاحت: وبعدين يا علي... عيب.
غمز لها علي: هو انا لسة عملت حاجة...
صاحت سارة: لأ مش هاستني لما تعمل اكتر من كده.... بعدين بابا لو شافك هيعمل منك بطاطس محمرة.......ها قولي عاوز تغير ايه؟
شاور لها علي جدار من الغرفة: بفكر افتح الحيطة دي علي الاوضة الفاضية وتبقي دي دريسنج ليكي.
سارة: هتبقي فكرة حلوة.
اقترب منها علي وهمس: عاوزة تغيري اوضة النوم؟
سارة: لأ، شكلها دافي كده.
همس لها علي: هانيمك في حضني كل يوم.
همست سارة بخجل: ان شاء الله.
تنهد علي بنفاذ صبر وحرك عينيه لأعلي وصاح: الله يسامحك يا دكتور عمر، مش كان زمانا هنتجوز خلاص.
قال علي كلمته الأخيرة وهو يقترب من سارة أكثر.. التي ابتعدت عنه وجلست على حافة الفراش.
صاحت سارة كما لو كانت تذكرت شيئا: هو ايه موضوع سنة ده؟؟ انت ليه عملت كده؟
علي: والله مش انا.. ده كان شرط باباكي علشان يوافق على الجواز.
اشهرت اصبعها في وجهه محذرة: خلي بالك يا علي بابي بيغير علياا جداا وخصوصا منك.. وانا متهيألي انه قال سنة دي علشان هو لسة مش مستعد إني ابعد عنه.
ضحك علي بخفة: لأ ما انا اخدت بالي... بس لو دي حاجة هتريحه معلش هاستحمل انا السنة دي وامري لله.
نظرت سارة حولها، وعقدت ذراعيها امام صدرها وهتفت: قولي بقي في كام بنت دخلت هنا؟
علي: اوضتي ؟
سارة: اه ..... كام واحدة دخلتها بيتك؟
اشار لها علي باصبعيه السبابة والوسطي: اتنين بس.
تغيرت ملامح وجه سارة، ورفعت حاجبها: و مين التانية؟
علي: انتي وام محمد اللي بتيجي تنضف وتطبخ ... جلس علي الي جوارها ووضع يده حولها وهمس: انا عرفت بنات كتير اه، بس محبتش غير واحدة بس... واللي ادخلها بيتي لازم تدخل قلبي الأول.
ابتسمت له سارة بحب، فقد لمحت الصدق في عينيه.
جاءهم صوت دكتورة سهام من اسفل: سارة حبيبتي ..... يلا علشان منتأخرش، كمان بابي عند شغل.
صاحب سارة بصوت عالي بطريقة عفوية: حاضر يا مامي
عقد علي حاجبية مبديا انزعاجه من الصوت العالي: ايه ده خضتيني.
اخفضت سارة رأسها: انا اسفة، انا اخدت راحتي اوي
ابتسم علي: ده بيتك وانا مبسوط انك بدأتي تاخدي راحتك فيه من دلوقتي.
انصرف دكتور عمر إلي عيادته بينما توجه للصائغ علي مع دكتورة سهام وسارة... اختارت سارة دبلة رقيقة من الذهب الأصفر ... وخاتم من الألماس بفص مربع كبير يتوسطه، اختاره لها علي، كما اختار لها طاقم من الألماس النقي.
على الرغم من القلق الذي يشعر به علي تجاه اقترابه من خطوة الزواج الا انه كان سعيداً ..... سعادة لم يشعر بها في حياته من قبل...... يشعر وكأن دقات قلبه يختلف رتمها عن ذي قبل... رغم ان علي رفض ان يكون هناك حفل في الخطوبة واكتفي بحفل عائلي في منزل سارة يجمعهم مع الاسرة والأصدقاء فإن سعادته بلفظ "خطيبي" من بين شفتي سارة كانت تكفيه.
-----------------------------------------
وقفت ندي أمام خزانة ملابسها تنظر اليها في حيرة.. ماذا يجب عليها ان ترتدي اليوم؟؟
ألقى أحمد بتلك الكلمات في وجهها في الصباح قبل ان ينطلق إلي عمله" أدم هييجي هو و اهله بالليل" اكتفي أحمد بإلقاء تلك الكلمات وانطلق و تركها هي في حيرتها ...تريد أن تبدو جميلة ... ان يراها أدم جميلة اليوم... معجبة هي به حد الجنون... تتساءل في نفسها أمعجب هو بها؟ وترد نفسها عليها سريعا ان لم يكن معجب بها لماذا يتزوجها؟ لازالت في حيرتها ماذا ترتدي.. فستان بلونه المفضل؟ لقد قال امامها ذات مرة ان الأرجواني لونه المفضل... ام بلوزة بلونها المفضل الأسود الذي يظهر جمال بشرتها... دامت حيرتها طويلا حتى امسكت بالهاتف واتصلت ب هدي، تستنجد بها لتنقذها من حيرتها.. فاتفقا على ان ترتدي الفستان بلون أدم المفضل وستأتي هدي لتضع له المكياج في المساء قبل ان يأتي أدم ووالديه.
في المساء جلس أدم في توتر... لقد أمضي في منزل أحمد من الوقت كفاية ان يكسر حاجز الخجل.. فدائما يستقبله أحمد في بيته حتى أضحي لا يحسب كضيف.. لكنه هذه المرة شعر بأنه ضيف بالفعل في حضور أمه وأبيه والجو الرسمي الذي يحيط بالزيارة... خرجت ندي من غرفتها بعد ان أشار لها أحمد بالخروج... لم يستطع ان يزيح بنظره عنها و هي تقدم إليه العصير في خجل... كانت تبدو جميلة بذلك الفستان الأرجواني، يتذكر انه رأها يوما ما ترتدي فستان باللون ذاته فهمس لها: انتي عارفة ان ده لوني المفضل، لكنه لم يكمل جملته يومها، انه لونه المفضل عليه، مفضل حين ترتديه هي.... فاليوم هي جميلة في عينيه مرتدية ذلك اللون مجددا، أجمل من أي مرة وقعت عينيه عليها من قبل.. فهي اليوم تتزين له ومن أجله فقط... وفي عينيه هي أجمل النساء... ارتعشت يداها وهي تمد يديها إليه بالصينية وتحمل فوقها الأكواب من نظراته الفاحصة لها... هم سريعا وامسك بيديها وحمل عنها الصينية.. توترت أكثر وانتفض جسدها حتى كادت ان تسكب العصير عليه.
والدة أدم: تعالي يا ندي اقعدي جنبي يا حبيبتي.... قالت كلماتها وهي تربت علي ظهرها في حنان
والد أدم: ما شاء الله، انا مكنتش اعرف إنك كبرتي و بقيتي حلوة كده يا ندي، برافو عليك يا أدم.
والدة أدم: انا عاوزاكي من النهاردة تعتبرينا زي ماما و بابا بالظبط، ربنا يرحمهم..
أحمد: اكيد طبعا يا طنط.... ربنا يخليكوا.
والد أدم: بص يا أحمد... انت وأدم صحاب بقالكوا عمر... و اللي انت تعرفه عن أدم يمكن اكتر من اللي انا و أمه نعرفوا عنه، و انا مش هاقولك انا ابني احسن واحد في الدنيا بس انت أكيد عارف صاحبك و عارف اخلاقه و الا مكنتش هتوافق نيجي النهاردة و نقعد القاعدة دي، كل اللي بنتي ندي تقول عليه و تطلبه ان شاء الله مجاب، و انت عارف اهم حاجة في الجواز القبول، و اعتقد انه موجود.
أحمد: طبعا يا عمي، أدم عشرة عمر، و انا ملقيش لأختي راجل احسن منه.
والد أدم: طيب لو على الماديات سهلة، نقرا الفاتحة؟
والدة أدم: قومي يا ندي اقعدي جنب خطيبك علشان نقرا الفاتحة.
نظرت ندي إلي أحمد في حياء وتردد، لكنه ابتسم لها واومأ رأسه في إيجاب، فقامت على استحياء و هي تنظر إلي الأرض، تكاد تحفظ تلك النقشات المطبوعة على السجادة، و جلست إلي جوار أدم دون ان تنظر إليه، رفع الجميع ايديهم داعين إلي الله بفاتحة الكتاب.
اطلقت هدي زغرودة مدوية بعد قراءة الفاتحة... نطر لها أحمد بحدة واتسعت عيناه، اخفضت رأسها بخجل.
بينهما قالت والدة أدم: سيبها يا أحمد خلينا نفرح.
اتفقا على موعد الخطبة بعد حفل خطبة علي و سارة بأسبوع... على ان تكون في منزل أحمد احتراما لرغبة ندي التي لم يمضي سنة علي وفاة والدتها.... كان قلب أدم يرفرف من السعادة وهو يمسك بيديها ويضع حول اصبعها خاتم الخطوبة الذي يعلن للجميع بانها ملكه هو فقط.
------------------------------------------------------
بينما كان أحمد يجلس في منزله في شرود.... يفكر لما تتكرر اتصالات مريم له في الأيام الماضية.... فاليوم فقط اتصلت به فوق العشر مرات لكنه لم يجب عليها... لم يخرجه من شروده سوي ندي التي دخلت عليه.
صاحت ندي لتخرجه من شروده: معقولة محستش بيا و انا باخبط علي الباب كله ده.
أحمد: معلش كنت سرحان شوية.
ندي: مريم اتصلت بيا، كانت عايزة تكلمك... لما قالتلي انها كلمتك اكتر من مرة وانت مرديتش عليها قولتلها انك نايم، و اني هابلغك.
أحمد: معرفش عايزة ايه دي كمان
ندي: كلمها وافهم منها، هي كان صوتها جد اوي، و بتلح انها عايزة تكلمك.
أحمد: تلاقيها عرفت أنى خطبت فغيرانة.
ندي: اعتقد ان الموضوع أكبر من كده، تفتكر عايزة ترجعوا لبعض؟
أحمد: انا عمري ما هارجع لمريم تاني، انا وهي مننفعش نعيش مع بعض... عمتاً هابقي اكلمها اشوف عايزة ايه.
خرجت ندي من الغرفة وتركت أحمد غارق في أفكاره من جديد... لحظات و وجد هاتفه يضيء معلنا وجود مكالمة واردة من مريم... أمسك الهاتف بتململ و ورد عليها.
صاح أحمد: عايزة ايه يا مريم؟
قالت مريم بنبرة هادئة: أحمد ممكن نتقابل... محتاجة أتكلم معاك في حاجة ضروري.
أحمد بحدة: مفيش حاجة بينا علشان نتقابل او نتكلم فيها يا مريم... لو عايزة تقولي حاجة قوليها على التليفون.
مريم: للأسف يا أحمد في حاجة بينا، ومش هينفع الكلام يتقال على التليفون.. قابلني مرة واحدة بس هاقول اللي عندي علشان اريح ضميري قدام ربنا.
أحمد: انا مش فاضي ل الاعيبك يا مريم.
مريم: انا مش بالعب عليك و انت عارف انا مش بتاعة الحاجات دي، انزل قابلني النهاردة يا أحمد انا عارفه انك اجازة، او لو عاوز انا ممكن اجيلك البيت.
أحمد: لأ متجيش البيت، قابليني كمان ساعة في الكافيه اللي جنب بيت والدك.
مريم: ماشي متتأخرش.
اغلق أحمد الهاتف، و وبدأ في ارتداء ملابسه استعدادا للقاء مريم، استوقفته ندي عند الباب.
ندي: انت هتنزل؟
أحمد: اه هاروح اشوف مريم عايزة ايه، مصرة اننا نتقابل بشكل غريب.
ندي: هتقول ل هدي؟
أحمد: مش هاقولها حاجة دلوقتي لحد اما اشوف مريم عايزاني في ايه.
انطلق أحمد في طريقه للقاء مريم، وهو في شك وحيره من أمره.... وصل إلي المكان قبلها... زفر دخان سيجارته في الهواء، تجمدت الدماء في عروقه، حين وجد مريم تدخل عليه و تحمل بين ذراعيها طفلة صغيرة تشبهه إلي حد كبير....
بقلم:أميرة أحمد
•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية