رواية من نافذة قلبي الفصل الثالث عشر والاخير 13 - بقلم مروة نصار

 رواية من نافذة قلبي الفصل الثالث عشر والاخير 13 - بقلم مروة نصار

الفصل الثالث عشر والأخير من نافذة قلبي

أستقل سيف وميس السيارة متجهين إلي منزل نادر بمنطقة مدينة نصر ، كان سيف يسابق الريح وهو يقود السيارة ، لدرجة جعلت ميس تحذره : خُف السرعة شوية يا سيف ، كده خطر .
لم ينظر لها ، استمر في القيادة علي هذا النحو وقال : مش عاوز أتأخر علي مريم ، مش عاوزها تقعد دقيقة زيادة مع الحيوان ده .
نظرت له ميس وتأملته ، وهي تحدث نفسها ، هي تعلم من داخلها أنه ليس له أي ذنب في حقارة صلاح ، تعلم أنه فعل الكثير لها بدون أي مقابل ، أنه أحبها برغم كل ما يحيط بها ، لم ينظر لها ابدا كما يفعل الأخرين علي أنها نصف امرأة ، بل لقد شعرت معه أنها اجمل نساء الأرض في عينيه ، ورغم كل ما فعله من أجلهم ،و حمايته لها ، ،ورغم ان الذنب كل الذنب يقع عليها ، لسوء أختيارها ، الا أنه لم يجرح مشاعرها مرة واحدة ، بل علي العكس تماما ، فهو الان يتأكله الشعور بالذنب من داخله ، نعم هي تشعر به ، تري هذا في عينيه ، يشعر بأنه خذلها ، يشعر بأنه لم يستطيع أن يوفر لها الحمايه ، يالله يا سيف ، كم أنت رجل في زمن يتفاخر فيه أشباه الرجال ، هي تعلم أنها لا تستحقه ، لقد فعل من أجلها الكثير ، وهي لم تفعل من أجله أي شئ ، بل لقد حملته كل الأعباء التي تحملها ، حتي أنها تركته تحت وطأه احساسه ولَم تحاول أن تثبت له العكس ، يالله كم أنت رحيم ، أن يأتي سيف ويكون سندي بعد أن خذلني صلاح ، أن يحميني ويحنو علي قلبي ، بعد أن رأيت مع صلاح كل الأهوال ، يالله ، لقد جبرت قلبي وخاطري ، فأتم يا الله نعمتك علي بعودة روحي إلي ، لتكن أبنتي بخير ، يا الله لا ترني فيها سوء ، ولا تكسر قلبي عليها بعد أن جبرته .
كانت ميس تشعر من داخلها برغم كل الخوف والرعب الذي يتملكها علي أبنتها ، الا أنها كانت تعلم أنها ستكون بخير ، وأنها ستعود لها ثانية ، كانت تعلم ان الله لن يخذلها .
نظرت ميس إلي سيف وأمسكت بيده التي يضعها علي المقود وقالت له : متخافش يا سيف ، مريم حترجع أن شاء الله حترجع ، ربنا مش حيوجعنا فيها .
ثم أضافت : سيف شكرا لكل حاجة عملتها وبتعملها ولسه حتعملها عشاني ، أنا مهما عملت مش هاقدر أوفيك حقك ، أنت ربنا بعتك ليا عشان أعرف معاك معني الحياة ، عشان أفهم يعني ايه حب ، وأنا بحبك أوي يا سيف ، ومش ممكن أتخيل حياتي من غيرك .
نظر لها سيف وقد لانت ملامحه وقال : ياااه يا ميس أول مرة تقوليلي بحبك ، أول مرة أسمعها منك .
فأجابته : عارفة ، بس كنت عارف أني بحبك من غير ما أقول ، لكن دلوقتي أنا بقولها لأنك محتاج تسمعها مني ، وأنا محتاجة أقولهالك .
نظر سيف أمامه ولمعت عيناه بدمعة واحدة وقال : أنا أسف يا ميس، أسف أني ما أقدرتش أبقي أد كلمتي معاكي ، أسف أني معرفتش أحميكم . التقطت ميس يده وقربتها إلي شفتاها وطبعت قبلة رقيقة عليها ، ثم أعادتها مرة أخري علي المقود وقالت : أنا اللي أسفة ، أسفة أني بعذبك معايا ، أسفة انك بسببي مش عارف تعيش حياتك بشكل طبيعي من غير مشاكل ، أسفة أني حملتك مشاكل مفيش حد يقدر يستحملها ، وأنت أستحملتها كلها وعمرك ما أشتكيت ، أسفة عشان أحساسك دلوقتي اللي أنت حاسه بالذنب ، رغم أن أنت مالكش أي دخل باللي حصل ، وده قضاء الله ، سيف أنا عمري ما صادفت في حياتي راجل زيك ، أنت هدية ربنا ليا ، ربنا بعتك ليا عشان يجبر خاطري ، أوعي في لحظة تشك أني ممكن أحملك ذنب حاجة أنت مالكش أي دخل بيها ، أنت حياتي يا سيف .
أطلق سيف تنهيدة كأنه بها يزيح هم من الهموم التي يحملها قلبه ثم قال : وأنتي ومريم كل حاجة ليا ، ربنا يقدرني أني أسعدكم وأعوضكم عن أي حاجة وحشة عدت .
مرت الدقائق ثقيلة بالرغم من قيادة سيف السريعة ، حتي وصلوا إلي المكان المطلوب ، ولكن لم يجدوا أي أحد بأنتظارهم ، قام سيف بالأتصال بحازم ليعلم أين هم . سيف : الووو
حازم : ايوه يا سيف ، وصلتو خلاص
سيف : احنا واقفين مستنين تحت البيت ، أنتو فين .
حازم : خليك مكانك متتحركش ، دقيقة وحنكون عندك .
وبالفعل في خلال دقيقة وصل حازم ودينا ونادر ، وبمجرد أن رأى سيف نادر معهم ، لم يستطيع أن يكبح غضبه ، وسدد لكمه قوية له في وجهه وهو يقول : أنت واحد زبالة زي صاحبك .
أسرع حازم ووقف حائلا بينهم وقال : اهدي يا سيف ، أهدي خلينا نطمن علي مريم .
أمسك نادر وجهه وقال : والله ما أعرف حاجة ، ما أعرفش انه خطف البنت ، ثم نظر حوله وقال : العربية مش موجودة .
فصرخت ميس وقالت : يعني ايه ، يعني هرب بالبنت ، يعني بنتي مش موجودة .
فقال حازم : ممكن نهدي شوية ، ونطلع فوق ، ممكن يكونوا فوق ، يلا لو سمحتو .
صعد الجميع وقام نادر بفتح الباب ، ودلف الجميع للداخل ، ولكن لم يجدوا أحد ، أو يسمعوا أي أصوات .
وقفت ميس في حجرة المعيشة خائفة لا تعلم أين أبنتها ، أما دينا فلم تنتظر أو تفكر كثيراً ، فلقد بدأت تبحث في كل المنزل ، لم تفقد الأمل ، بدأت تفتح الأبواب وتبحث في الغرف ، حتي وصلت إلي باب ، عندما حاولت فتحه وجدته مغلق بالمفتاح ، تسرب القلق لها ، ثم أدارت المفتاح ودخلت الغرفة ، ليسمع الجميع صوتها وهي تصرخ وتقول : مريم .
هرعت ميس ولحقها الجميع إلي الداخل ، لتجد مريم نائمة علي الفراش ، وهي تضم كل جسدها بين يديها الصغيرتين ، وأنفاسها متقطعة من كثرة البكاء بالرغم من أنها نائمة ، ركضت ميس وحملت طفلتها واحتضنتها وهي تبكي وتقبلها ، ظل تقبل وجهها ويدها حتي استيقظت من النوم ونظرت حولها ، ورأت أمها ، وكأنها وجدت طوَّق النجاة ، كأنها رأت معجزة ، تشبثت الصغيرة بأمها بشدة وظلت بين أحضانها وهي تقول : مامي ، انا كنت خايفة اوي ، كنت خايفة مش تيجي ، بابي سابني لوحدي ، وضربني وقالي مش هأشوفك تاني ، أنا عايزة أشرب ميه يا مامي ، ناديت علي بابي كتير بس مش فتح ليا .
احتضنت ميس ابنتها وهي تبكي وقالت لها : عيون قلب ماما ، انا معاكي يا حبيبتي ، مش هاسيبك ولا ثانية واحدة ، متخافيش خالص يا قلبى، مامي معاكي .
أحضرت دينا المياه للصغيرة ، ثم قالت : يلا بينا ، بلاش نستني لما يجى ، بلاش البنت تشوفه تاني . حازم : فعلا يلا يا جماعة ، اتكلوا علي الله ، وأنا حأوقف تحت ضابط وعساكر عشان لما يجى يقبضو عليه .
أخذ سيف مريم من ميس واحتضنها بقوه وقبلها وقال لها : حبيبتي ، ايه رأيك نروح نشتري لعب كتير وحاجات حلوة .
فرحت مريم كثيرا ، وكأنها محت من ذاكرتها ما حدث لها وقالت : بجد ياعمو ، أنا بحبك اوي . فأجابها سيف : بجد يا روحي ، وانا كمان بموت فيكي .
غادر سيف وميس ومعهم مريم المنزل ، واستقلوا السيارة ، وأيضا دينا وحازم تَرَكُوا نادر ينتظر وصول صلاح ، وانتظروا أسفل البناية ، داخل السيارة . جلست دينا بجوار حازم في السيارة ، في انتظار وصول صلاح ، فقال لها حازم : انا مش فاهم ليه مروحتيش معاهم .
فأجابت دينا : وأسيب فرصة أني أشوفه وهو بيتحط في أيده الكلبشات ، لا يمكن .
فأضاف حازم قائلاً : صحيح يا دينا ، أنتي عرفتي منين أنه قتل واحدة ست ، احنا مقولناش خالص . نظرت له دينا وهي مذهولة وقالت : نعم ، انت بتقول ايه ، صلاح قتل واحدة ست .
فقال حازم : هي لسه عايشة ، بس حالتها خطيرة اوي ، ممكن تموت في أي وقت .
فقالت دينا : يا نهارك أسود ومنيل ، أنت أزاي متقوليش حاجة زي دي .
فأجابها حازم : منيل علي دماغك ، ما أنتي عارفة ، تقدري تقوليلي عرفتي ازاي .
فأجابته بعصبية : وأنا هاعرف منين ، أنا كنت بقول كده بس عشان أخوف الزفت اللي أسمه نادر ، وأخليه ينطق ، أصل أنا عارفه الواد ده كويس طول عمره جبان وخواف .
فتذكر حازم ما قالته من قبل وقال بحدة : اه صحيح يا هانم ، أنتي هبلة يا بت ، ازاي ابقي قاعد قدامك وأنتي قاعدة تتغزلي في سي زفت نادر ده وتقوليله يا كوكو ويا بيبي ، ايه يا هانم مش عاجبك الراجل اللي قاعد قدامك .
فأجابته وقد علا صوتها : هو كوكو وبيبي دلوقتي بقوا غزل ، هو في راجل محترم ينفع يتقاله كوكو وبيبي .
فنظر لها حازم وقال : نعم يا ختي ، يعني ايه . فقالت : يعني دول بيتقالوا للعيال السيس .
فقال له حازم : يعني ايه بقي ان شاء الله ، يعني لما نتنيل نتخطب مش حتقوليلي يا بيبي ، ولا صباح الخير يا بيبي ، ولا تصبح علي خير يا بيبي ، ولا الكلام اللي البنات بتقوله ده .
فنظرت له بأستخفاف وقالت : بذمتك ده واحد يتقاله يا بيبي، طيب ازاي ، وبعدين انا ماليش في الكلام الفاضي ده ، وبعدين انت عايز ايه دلوقتي يا حازم ، انا مَش فايقة .
فمال حازم بجذعه في اتجاهها قليلاً وقال : ليه بس الجميل مش فايق ليه ، مش ناوية بقي تحني علي اللي خلفوني ، وتقوليلي كلمة حلوة بدل الدبش اللي طالع من بوقك طول الوقت ده .
فنظرت له دينا وابتسمت وقالت : انا جعانة .
فنظر لها حازم وقال : تصدقي وأنا كمان .

وفي نفس اللحظة التي كان يغادر فيها سيف وميس ومريم ، كان هناك من يتابع ما يحدث عن بعد وهو يشعر بأن كل ما خطط له قد أنهار .
توقف صلاح بالسيارة بمجرد أن رأي ميس وسيف أسفل البناية ، أوقف السيارة في مكان بعيد ولكن يستطيع من خلاله متابعة ما يحدث ، كان في قمة غضبه ، كان يشعر بأنه لا يستطيع أتمام أي شئ يريده ، هناك دائما من يخرب عليه ما يفعل ، لم يحاول صلاح أن يتوقف مع نفسه للحظات ويفكر ، لما يحدث له هذا ، وبالتالى لم يحاول ابدا تصحيح أخطائه ، بل لقد أطلق العنان إلي شيطانه وتركه يعبث بعقله كما يريد ، ويحرضه علي أن ينهي حياة كل من عبث بحياته .
تحرك سيف بالسيارة وظل يتحدث مع مريم ويداعبها ، في محاولة منه ليجعلها تنسي كل ما مرت به ، وصل سيف إلي الطريق السريع وواصل سيره ، حتي لاحظ سيارة تأتي بسرعة شديدة من الخلف وكادت تصدمهم ، لولا انه انتبه وتفادها واستطاع ان ينتقل إلي حارة أخري ، مما أدي أن أصبحت السيارة بمحاذاتهم تماما ، التفت سيف لقائد السيارة ليوبخه ، ولكنه صدم عندما وجده صلاح ، شاهراً سلاحاً نارياً ، ويصوبه في أتجاههم . صرخ سيف في ميس قائلاً : ميس أنزلى بسرعة في الدواسة أنتى ومريم ، مترفعيش رأسك خالص ، وأتصلى بحازم وأفتحى الأسبيكر ، نفذت ميس ما قاله سيف وهي تحاول أن تتماسك من أجل أبنتها حتي لا يصيبها الهلع ، فأحتضنت مريم وقالت لها : احنا هاننزل هنا يا حبيبتي ، عشان بنلعب لعبة ، حنستخبي ، وطنط دينا وحازم يدوروا علينا ، بس مش عايزاكي ترفعي رأسك خالص عشان محدش يشوفك ، اتفقنا يا مريومة .
فأجابتها مريم وهي ترتجف من الخوف : حاضر يا مامي .
قاد سيف السيارة بسرعة شديدة ، وقامت ميس بالأتصال علي حازم وفتحت مكبر الصوت ، وبمجرد أن سمع سيف صوت حازم صرخ قائلاً : ألحقيني يا حازم بسرعة ، صلاح بيطاردنا بالعربية ومعاه سلاح ، احنا علي الطريق السريع ، والطريق كله عربيّات نقل كبيرة ، مش عارف أفلت منه ، وخايف أسوق أسرع من كده في الطريق ده ، ألحقني بسرعة .
أغلق حازم الهاتف وأنطلق مسرعاً وهو يجري اتصالاً أخر ويقوم بالأبلاغ عن صلاح ومكان تواجده ، حتي تتحرك الكمائن وتنتبه له ، وتخرج دوريات الشرطة الأقرب للمكان ، قاد حازم سيارته بسرعة شديدة وهو يقول : الزفت بيطاردهم ومعاه سلاح .
ظلت دينا تبكي وهي تقول : يا حبيبتي يا ميس ، يا حبيبتي مريم ، اكيد مرعوبين ، يارب نجيهم يارب ، ربنا يولع فيك يا صلاح ، ربنا ينتقم منك ، يارب تدخل في عربية نقل وأنت ماشي وتموت مقتول ومحروق ورقبتك مقطوعة ، يارب تولع يا شيخ دنيا وأخرة .
صرخ بها حازم وقال : بس ايه كل ده ، أسكتي شوية خليني أركز في السواقة .
فصرخت هي قائلة : أتنيل ركز في السواقة ، وسيبني أنا أركز في الدعا عليه .

كان سيف يحاول أن يسرع ، حتي لا يعطي لصلاح الفرصة ليستطيع التصويب عليهم ، وأيضا كان يحاول تفادي الشاحنات الكبيرة التي بالطريق ، كان يشعر بالقلق الشديد علي ميس ومريم ، لا يدري كيف يخرجهم من هذا الموقف ، حتي أنتبه لشئ وقال لميس : ميس أسمعي اللي حأقوله كويس اوي ، وتنفذيه بالحرف الواحد ، قومي أقعدي وقَعَدي مريم علي رجلك ، أول ما أجئ في الملف اللي تحت الكوبري عايزك تنزلي بسرعة أنتي ومريم ، أرجوكي يا ميس الموضوع كله لازم ميخدش منك ثواني ، وتحاولي تستخبي علي طول ، عشان صلاح وهو بيلف ميأخدش باله منكم .
ميس وهي تبكي : ازاي يا سيف وأسيبك لوحدك . سيف : ميس أرجوكي ، الوضع مش محتاج كلام ، عشان خاطر مريم ، واحد غير تلاتة ، وبعدين أنا كده حأعرف أسوِّق العربية من غير قلق عليكم ، استحملوني بس في الدقيقتين الجايين حأسوق بسرعة عشان أسبقه ، وتلحقوا تنزلوا ، أرجوكي يا ميس بسرعة .
وبالفعل قاد سيف سيارته بأقصى سرعة ممكنة حتي أستطاع أن يسبق صلاح ، وبمجرد أن وصل أسفل الجسر توقف سريعاً ، وهبطت ميس مسرعة وهي تحمل ابنتها ، وحاولت قدر الأمكان أن تتواري عن أنظار صلاح ، وبمجرد أن هبطت قاد سيف السيارة ، ولكن للأسف أستطاع صلاح أن يدركه ، وقام بالأصطدام به بقوة من الخلف جعلت سيف يفقد توازنه ، ثم نجح صلاح في أن يصبح بجواره ويصدمه مرة أخري من جانب السيارة ، مما أدي إلي أن تقوم السيارة بالألتفاف حول نفسها ، وأصبح سيف يمشي عكس الأتجاه ، فقام صلاح بالدوران بالسيارة ليستمر في ملاحقته .
حاول سيف أن يتفادي السيارات والشاحنات الكبيرة التي تأتي في أتجاهه ولكنه كان درب من الخيال ، خاصة مع ملاحقة صلاح له وهو يطلق الرصاص عليه ، مما أربك السيارات التي تسير في محاولة منهم لتفادي الأصطدام بهم .
وفي تلك الأثناء جاءت شاحنة كبيرة من الأمام ، وعندما رأي سائقها المطاردة التي أمامه ، وأقتراب السيارات منه ، حاول بأن يدخل بشاحنته إلي جانب الطريق ، ولكن لم يستطيع السيطرة علي الشاحنة فمالت عجلات الحمولة الخلفية للشاحنة وأصبحت في منتصف الطريق تقطعه تماما ، في نفس اللحظة التي كان سيف وصلاح يقتربان بسرعة شديدة من المستحيل معها تفادي الأصطدام .

كانت ميس تقف بأبنتها تشاهد ما يحدث ، وشاهدت سيف عندما عاد مرة أخري من نفس الطريق ، وهو يسير عكس الاتجاه وصلاح بجواره ، يحاول الاصطدام به دائما ، وللأسف الشديد كانت الشاحنة قريبة منها ، جعلتها تري أصطدام السيارتين بالحمولة الخلفية ، ثم تلا ذلك أنفجار شديد . ركضت ميس بأبنتها في اتجاه الحادثة وهي تصرخ بأسم حبيبها : سيف ... سيف .

هل رحل سيف ؟ وهل هذه نهاية صلاح ؟

انتظروني مع البارت الأخير

الفصل الثالث عشر
البارت التاني

وقفت ميس تصرخ وهي تحمل أبنتها وتري ألسنة النار ترتفع وتزداد في الأشتغال ، ظلت تصرخ وهي تردد أسم سيف ، وتحتضن أبنتها بشدة ، لم يوافق عقلها علي فكرة أن سيف قد يكون رحل للأبد ، ولَم يتقبل قلبها علي أن تكون النهاية هي الفراق ، وقفت تصرخ كأن صراخها سيعيد سيف لها من جديد .
وصل حازم ودينا في نفس اللحظة ، ورأي حازم النيران المشتعلة من علي بعد ، وأستطاع تمييز السيارات المشتعلة ، هبط حازم من السيارة ورأي ميس تقف منهارة وتصرخ بأسم سيف ، فهرع إليها هو ودينا وهو لا يعي ما يحدث : ايه اللي حصل ، سيف فين .
نظرت له ميس وهي تبكي بشكل هستيري وأشارت بيدها إلي مكان النيران .
نظر حازم وهو يحاول تكذيب ما يري ، ثم نظر إلي دينا التي تقف بجوار ميس وهي تبكي وقال لها بعصبية : الله يخربيتك يا شيخة ، أنتي دعيتي قلتي ايه ، دعوتك جابت أجل الراجل .
لم تقوي ميس علي الوقوف كثيراً ، فأعطت مريم إلي دينا تحملها ، وهرولت بأتجاه السيارات المشتعلة تبحث عن سيف ، في وسط صراخ دينا وحازم لها بأن تعود .

عودة إلي الوراء قليلاً وبالتحديد أثناء مطاردة صلاح لسيف ، كان صلاح يعلم أنه هالك لا محالة ، لقد كثرت جرائمه وهو لن يستطيع أن يعيش في السجن يوماً واحد ، وهو يعلم أن ميس وسيف يعيشوا بالخارج ويتغنوا بحياتهم وحريتهم ، ولهذا أختار أن يموت ولكن ليس قبل أن يقبض أرواحهم معه ، حتي لا ينعموا بالحياة بعد موته ، كأنه يملك في ذلك شئ ، ولا يعلم أن قابض الروح هو خالقها .
كان يخاف من العقاب في الدنيا ، لم يفكر ولو للحظة واحدة أن عقاب الأخرة أشد وأقوي ، لم يحاول أن يفعل شئ واحد ليبيض بها صحيفته ، ولذلك ظل يطارد سيف وهو يعتقد ان ميس وابنته معه ، ويحاول تارة الأصطدام به ، وتارة أخري أطلاق النار ، وبمجرد أن رأي الشاحنة التي ظهرت أمامهم في لمح البصر ، علم أنه لا مجال للتراجع ، وأن الموت قادم ، فأبتسم للحظة لأنه ليس قادم له لوحده ، ونظر إلي سيف ولكنه صدم مما رأي ، وعندما حاول الفرار ، كانت أرادة الله قد نفذت ، واصطدمت سيارته بالشاحنة ومن ثم حدث الأنفجار .

وهنا حق قول الله تعالي {الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20) ۞

هرولت ميس في اتجاه النيران ، غير عابئة بما قد يحدث لها ، كل ما كانت تفكر فيه هو أن سيف مازال حي ، وانه بحاجة إليها ، اقتربت من السيارات وهي تدعو الله أن تحدث معجزة ، رأت سيارة صلاح مشتعلة تماما ، واستطاعت ان تري جسد صلاح والنيران تلتهمه ، كانت تشعر بالخوف أن تنظر إلي سيارة سيف ، أغمضت عيونها وظلت تدعو الله الا يريها فيه أي مكروه ، ثم فتحت عيونها فوجدت السيارة تشتعل فقط من الأمام ، لكن كابينة السيارة غير مشتعلة ، فأقتربت لتبحث عن سيف ولكنها لم تجده ، ركضت ميس في المكان وهي تبحث عنه وتردد أسمه بلا وعي : سيف ، سيف ، حتي لمحت جسد سيف علي جانب الطريق ، هرولت إليه وهي تبكي ، وهبطت جالسة بجواره علي الأرض وهي تتفحصه بعينيها وتتمني أن تجده يتنفس، كان سيف مغطي بالكدمات والجروح ، من شدة الأرتطام بالأرض ، ظلت ميس تناديه : سيف ، سيف حبيبي ، رد عليا عشان خاطري ، أوعي يا سيف تسيبني ، أوعي ، حأزعل منك أوي وحأخاصمك ، أوعي تكسر قلبي بعد ما فرح ، فتح عيونك يا قلبي ، فتح عيونك عشان خاطري ، سيف حبيبي ، أنا بحبك أوي ، لا أنا بموت فيك ، أنا مش متخيلة حياتي من غيرك ، أرجوك يا سيف فوق يا حبيبي وفتح عينيك .
كانت ميس تبكي بشدة ، ثم انحنت ، ودفنت وجهها في صدرة تنتحب .
لو كنت أعرف أني لازم أعمل حادثة ، وأتبهدل كل البهدلة دي عشان أسمع الكلام الحلو ده ، كنت استفزيت صلاح عشان يعمل كده من زمان .
رفعت ميس وجهها وهي لا تصدق ما تسمع ، ونظرت لسيف وهي في حالة صدمة من شدة الفرحة : سيف حبيبي ، انت كويس ، في حاجة واجعاك ، أنت بخير يا حبيبي .
فابتسم لها سيف بألم وقال : بعيد عن أن أنا متكسر في كل حته في جسمي ، وحاسس زي اللي ؤاخد علقة موت ، بس أنا كويس عشان أنتي جنبي .

بعد أن تركت ميس حازم ودينا وهرعت في اتجاه النيران ، أخذ حازم دينا ومريم إلي السيارة ، ليجلسوا فيها حتي تبتعد مريم عن المنظر الذي أمامها ، يكفيها ما مرت به من أهوال اليوم ، ثم تركهم وأسرع إلي صديقه بعد أن قام بالأتصال بالنجدة لأرسال الأسعاف سريعا .
وصل حازم إلي ميس ووجدها جالسة علي الأرض ، وبمجرد أن وقعت عينها علي سيف ووجده حي ، تنفس الصعداء وحمد الله علي نعمه .

وصلت الأسعاف ونقلت سيف إلي المشفي سريعاً ، وتم عمل الفحوصات والأشعة اللازمة له ، وتم تشخيص الحالة بأرتجاج في المخ نتيجة الأرتطام في الأرض ، وكسر في الذراع الأيسر ، والساق الأيسر ، بسبب سقوطه من السيارة عليهم ، وكدمات وجروح متفرقة بباقي أنحاء الجسم .

كان سيف قد طلب من حازم أثناء نقله إلي المشفي ، أن يصطحب ميس ودينا ومريم إلي البيت ، ورغم رفض ميس الأ أنه أصر ، حتي تكون مع أبنتها ، يكفيها ما مرت به، هي الأن تحتاج أن تشعر بالأمان في البيت مع والدتها وجدتها ، وطلب منه أيضا أبلاغ والديه .
حضر والديه إلي المشفي سريعاً ، كان سيف في غرفة العمليات ، لخياطة بعض الجروح ، وتجبير الكسور ، ثم تم نقله إلي غرفته ، لم يكن سيف يريد أن تحضر والدته وتري ميس هنا ، كان يعلم أن هذا سيكون له وقع سئ عليها ، خاصة بعد ما حدث ، أراد أن يكون بمفرده وهو يروي لهم ما حدث بالتفصيل ، وهو علي يقين أن والدته عندما تستمع لما مرت به ميس وأبنتها ، سيرق قلبها .
دخلت أبتسام وجلال إلي غرفة أبنهم ، وبمجرد أن رأت أبتسام أبنها ، انخرطت في بكاء شديد .
فأبتسم لها سيف وقال : أمال لو شفتي الراجل التاني اللي عملت معاه الحادثة حتقولي ايه ، ده بقي فحمة .
ابتسم والده له وهو يحاول أن يخفي ألمه من رؤية أبنه هكذا وقال : حمد لله علي سلامتك يا بني ، الحمد لله أن ربنا نجاك ، ربنا يقومك بالسلامة .
فقال سيف : الله يسلمك يا بابا ، ثم نظر لوالدته وقال : ايه بسمتي مش واحشك ، مفيش بوسة ، حضن ، أي حاجة ، بس براحة عليا عشان مفيش قطع غيار تانية ، القطع بتاعتي ناقصة في السوق .
اقتربت والدته منه وهي تبتسم من وسط الدموع التي تحتل وجهها وقالت : وحشتني اوي يا حبيبي ، انت بتوحشني وانت معايا .
فتدخل جلال في الحديث وقال : ايه الكلام الجامد ده ، شكلي ماليش لزمة ، واطلع انا منها .
ضحك الجميع ، ثم قالت والدة سيف : ازاي ده حصل يا بني .
تنهد سيف ثم طلب منهم الجلوس وبدأ يروي لهم كل شئ منذ البداية ، روي المعاناة التي عاشتها ميس ووالدتها وابنتها ، روي ما حدث لمريم ، روي كل شئ ، ثم صمت وانتظر رد الفعل ، وكما توقع كانت والدته تبكي وهي تستمع لكل ما قاله .
ثم قالت : يا حبيبتي يا بنتي ، في أب يعمل كده في بنته ، يا عيني زمان البنت لسه مرعوبة من اللي حصلها ، يمهل ولا يهمل ، ربنا مش بيسيب .
ثم أضاف والده : عارف يا سيف أنا طول عمري فخور بيك وبأخلاقك وشخصيتك، بس النهارده أكتر يوم حسّيت فيه أني فخور بيك أوي وبرجولتك وشهامتك ، ربنا يا بني حيجزيك خير علي اللي عملته معاهم .
وأثناء حديثهم ، دلف حازم للغرفة وألقي التحية علي الجميع ، ثم جلسوا جميعاً معاً حتي طلب سيف من والديه أن يعودا للمنزل حتي ينعما بالراحة ، وحازم سيظل معه .
غادر والديه بعد إلحاح شديد ، وبمجرد أن غادروا الغرفة ، أسرع حازم إلي سيف وقال : ألحقني يا سيف ألحقني بسرعة ، أنا في مصيبة .
شعر سيف بالقلق وقال : في ايه حازم ، حد جراله حاجة .
فقال حازم : صاحبك يا سيدي اللي حيجراله ، انا مَش عارف أعمل ايه ، صاحبك راح في شربة ميه ، البت قاعدة جنبي في العربية تدعي علي صلاح ، مفيش مسافة السكة يا سيدي والراجل السر الالهي طلع ، لا وايه زي ما دعت بالضبط ، دخل في عربية نقل وولع ، بس لسه الطب الشرعي حيحدد ، رأسه مقطوعة والا لا ، ده أنا لو أتجوزتها وزعلتها في يوم ودعت عليا ، يبقي تقول عليا يا رحمن يا رحيم ، ولو فشكلت الجوازة ودعت عليا بردوه مش بعيد تطلعوا جثتي من الترعة ، يا دي المصيبة ، طب والعمل ، أعمل ايه سيف .
كان سيف يستمع له ، ثم فجأة انفجر من الضحك حتي شعر بالألم في رأسه وقال : حرام عليكي ، مش قادر أضحك ، يا بني أنا عندي ارتجاج في المخ .
فقال حازم : ايوه يعني أعمل ايه .
فقال سيف : خلاص يا معلم اتدبست يا نعمل فرحك ، يا نعمل خرجتك ، تختار ايه .
صمت حازم قليلا. وقال : فرحي ارحم ، أهو الحق افرح بشبابي شوية ، قبل ما تقضي عليه بنت سليم .

وبعد مرور عام ، مر الجميع فيه بالكثير ، تعافي فيه سيف تماما وعاد إلي عمله ، وتمت خطبته علي ميس ، واستطاعت ميس هي ودينا في خلال هذا العام أن تجعلا شركتهم من ضمن الشركات المعروفة في مجال الديكور ، وتمت خطبة حازم ودينا أيضا ، وقضوا الشهور الماضية في التجهيز والاستعداد للزفاف ، وتأثيث منزل الزوجية .

حتي جاء اليوم الموعود ، يوم الزفاف ، الذي اتفق فيه الأصدقاء علي ان يكون زفافهم جميعاً في نفس اليوم ، وبالفعل تم تجهيز قاعة افراح كبيرة في احدي الفنادق الكبري بالقاهرة ، لأحياء عرسين بها .
وفِي صباح يوم الزفاف ، ذهبت ميس ودينا إلي الفندق ، حيث قد تم حجز غرف لهم ، وحضر متخصصي المكياج والشعر إلي غرفهم ، وبدءوا في تجهيز العرائس ، كانت تبدو ميس كالأميرة في فستانها الابيض البراق بحمالاته العريضه كانت تحيط به هاله من الملكيه والرقي وذيله طويل تحمله لها والدتها وابنتها مريم كانت تحمل في يدها إكليل من الورد لونه ابيض كقلبها ..كانت غايه في الرقه والجمال ، وكانت تزين شعرها بتاج رقيق كتاج الأميرات ، وقد عقصت شعرها إلي الأسفل بشكل رقيق ، اظهر جمال وجهها .
أما دينا فكانت ترتدي فستان كانت تبدو فيه كعروس البحر فهو ينحني علي منحينيات جسدها من أعلي الصدر مرورا بالخصر حتي قدمها ..وبه ذيل طويل للغايه ولكنها كانت تبدو فيه كملكه متوجه واكتمل هذا المشهد الأخاذ بتسريحه شعرها والذي تدلي بغنج علي كتفها .
وبعد أن أصبحتا جاهزتين للنزول ، حضر والد دينا ليصحبها ، ويسلمها إلي عريسها ، وقفت ميس حزينة وهي تنزل بمفردها ولكنها وجدت جلال والد سيف ، يصعد إليها وتأبطت ذراعه ، حتي يوصلها إلي سيف .
هبطت دينا في البداية ، وبمجرد أن رفع حازم وجهه ورأها ، شعر أن الحياة توقفت من حوله ، ولَم يعد يري سواها ، دق قلبه معلناً سعادته ، وعندما وصلت إليه ، قبلها علي جبهتها وقال : بحبك يا دنيتي ، نظرت له دينا بحب شديد ، ثم توجها إلي القاعة .
أما سيف فكان قلبه تتسارع دقاته من قبل أن يري ميس ، كان في شوق ولهفة إليها ، كان يحاول ان يستوعب انه لم يتبقي سوي ساعات قليلة ، لتصبح ميس له ، زوجته ، ويجمعهم بيتاً واحد .
هبطت ميس مع والد سيف ، وفِي كل درجه تهبطها ، كان قلب سيف يهتز من الفرح ، حتي وصلت إليه ، ونظر في عينيها وقال : بحبك اوي .
ابتسمت ميس له وقالت : وانا بموت فيك .
لم يكتفي سيف بهذا بل جذبها برفق واحتضنها بقوة ، كأنه يعلن للجميع أنها أصبحت ملكاً له ، ثم دخلوا إلي القاعة ، لتبدأ الحفلة ، رقص العرسان رقصتهم الأولي ، كانت دينا تشعر بالخجل الشديد ، ولكن حازم لم يتركها وظل ممسكاً بها بين ذراعيه ، مرت فقرات الحفل وكان الجميع سعداء ، ثم اتفق حازم وسيف أن الحفل قد انتهي ، وأخذ كل واحد عروسه وصعد إلي غرفته ، لتبدأ حياة جديدة وسعادة جديدة ومختلفة .

وبعد مرور خمس سنوات ، اجتمعت العائلتين معا لقضاء عطلة الصيف في الساحل الشمالي ،
كان سيف يجلس مع حازم علي الشاطئ ، وأمامهم مريم ومي ويوسف أبناء سيف وميس ، ودنيا وحمزة أبناء حازم ودينا ، كان الأطفال يلعبوا بالرمال ، أما دينا وميس فكانتا في المنزل تعدا طعام الغذاء .
جلس حازم وسيف يتحدثا ، وأثناء ذلك مرت فتاتان بملابس البحر من أمامهما ، فقال حازم لسيف : شايف المزز ، يحلوا من علي حبل المشنقة .
وفِي نفس اللحظة وجد من يجذبه من ملابسه من الخلف ويقول : ده أنا اللي حأعلقك علي المنشقة يا حبيبي .
تفاجأ حازم والتفت ليجد زوجته أمامه وقال : سلاما قولا من رب رحيم ، يا بنتي مش حتبطلي شغل الجواسيس ده ، وبعدين انا كام مرة أقولك بلاش مسكة المخبر للحرامي ديه ، عيب عليكي .
فنظرت له دينا وقالت بحدة : مش لما تبقي تعرف العيب .
فقال : دينا اتلمي شوية .
فقالت وهي تنظر له بدهاء : اللهي وانت جاهي ، يا صلاح يا بن ...
ولَم يتركها لتكمل جملتها ، قفز من مكانه مسرعاً وقبل رأسها وقال : بس خلاص ، الله يسترك ، أنا عندي عيال عايز أربيها ، حقك عليا ، أنا غلطان .
فقالت : ايوه كده اتعدل .
كانت ميس وسيف ، يشاهدا المشهد وهما لا يستطيعوا أن يتمالكوا أنفسهم من الضحك ، ثم مال سيف علي أذن زوجته وقال : هو أنتي كل يوم بتحلوي ليه عن اللي قبله .
فنظرت في عين زوجها وعشقها الوحيد وقالت : أنا بحلو بيك ، السعادة اللي عايشة فيها معاك ، تخلي أي ست تحلو ، ربنا يحفظك ليا يا حبيبي.

تمت بحمد الله عرض أقل

يتبع روايات جديده وحصريه اضغط هنا

•تابع الفصل التالي "رواية من نافذة قلبي" اضغط على اسم الرواية

تعليقات