رواية اسياد الحب والحرب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم ياسمينا احمد

 رواية اسياد الحب والحرب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم ياسمينا احمد



ستعانيه اذا عادت ،لما هو القدر قاسى معها لما هو يجرعها معها مرارة الأيام ولم يتيح لها فرصة واحدة كي تنعم بحياة هادئة

قاطع شرودها طرقات باب غرفتها المنتظمة
عدلت حجابها
وهتف بهدوء :
- ادخل

فغرغ فاها حينما انفتح الباب وولج امامها عزام وساورها القلق اثر قدومه فى هذا الوقت

تنحنح عزام ،وقضب حاجبيه واقترب من زينات وجلس الى جوارها بالاريكة

لم تخفى زينات دهشتها من وجودة وايضا صمته
بينما هتف عزام بنبرة جامدة :
- ما جانيش نوم ،قولت اجى اسألك لو عايزة حاجه او ناقصك حاجه

لم تنطلى عليها محاولات اهتمامه وبدى الامر اعمق واهم من ذلك ولكنها تصنعت التصديق وهتفت بهدوء :
- لا الحمد لله ،وانا هينقصنى ايه يعنى ؟!
- بتـــــك ،هتف بها عزام وهو يرمقها بنظرات قاتمه

اتسعت عينها وبدا عليها التوتر وتعلثمت وهي تجيبه :
- ااااا....طبعا بتى ....هو ..انا ليا غيرها

بينما هو تفحص رد فعلها بإهتمام بالغ ثم هدر بجمود :
- انا مستعد اساعدك وارجعلك بتك لو انتى عايزة

امسكت ذراعه هى فى لهفه وهتفت بتوسل :
- ياريت ..انا فى عرضك

التف نحوها بجسدة كاملا و اظلمت عينيه وتابع :
- جوليلى بتك هربت مع مين ؟!

فغر فاها واتسعت عينها وهتفت:
- انت بتقول ايه؟!
اجابها فى بإصرار:
- بجولك بتك هربت مع مين مين الجدع اللى ركبت وياه

تحيرت عينها بين عينيه المظلمة وسالته:
- وانا اعرف منين ؟! مش انت اللى شوفته

امسك بكتفيها وبدء يحركها بعنف :
- الجدع دا كان متفج وياها وجالها ، وبتك سمعت كلامه وهربت وياه قوليلى اى حاجه تعرفيها عنيه وانا اجيبلك بتك لعنديكى

ادمعت عينيها وشعرت بدوار خفيف ،قد كان منذ قليل يبدو اليها مسالما يريد المساعدة كيف تبدل الى كل هذا الغضب والشراسة

دفعت يده عنها ودفنت وجهها فى كفيها وهتفت بنحيب :
- انا ما اصدقش كل اللى بتقولوه دا انا بتى مربياها على ايدى عمرها ما عملت حاجه غلط

لم يبالى بنوبت بكاؤها بل ظل يرمقها بسخط :
- لازم استغفلتك

صرت اسنانها وكتمت غيظها وهدرت بإنفعال:

- انتوا اية ؟! منكم لله كلم يا ظالمة ربنا يكشف الحق من عنده ويرجع بنتى سالمة غانمه

نهض من جوارها وهو يتمتم :
- انشاء الله

واندفع الى خارج الغرفة فى ضيق من فشل فى محاولت استدراجها والحصول على معلومات عن ذلك المجهول الذى اغوي عروسته

*************************************************
فى ايطاليا ،،،،،

طرق زين الباب الذى يفصل بينه وبين فرحه وهتف بهدوء :
_ فرحة ،صحيتى

استمعت الى صوته فإنتفضت من فراشها واجابته بلهفة:
_ايوووة

ابتسم اثر سماع صوتها وتحدث بجدية :
_ يلا بقي يا فرحة قومي البسى عشان نخرج

القت نظرة سريعه على ملابسها المعلقة هناك ولوت فمها بإمتعاض :
- امممم هفكر

هتف هو ساخرا :
_قومى البسى ،احسن من الروب اللى انتى لابسها دا

اتسعت عينها وحدقت الى ملابسها جيدا ، ثم هتفت بخفوت :
- يا ابن ال....... ،طيب يا زين
_ بتقولى حاجة يا فرحة

اجابته بضيق مختصر:
_لا
ابتعد عن الباب وهو يهدر :
- اخلصى بدل ما انزل واسيبك

ارخى جسده الى الاريكة وعقد اصابعه ووضعهم خلف رأسه ،وبدء يحدث نفسه
_ انا اية خلانى جبتها ،ليه يعنى الاصرار دا كله ،يمكن الوحدة؟ ويمكن الخوف؟

هتف مستنكرا....خوف ايه ؟ وانا اعرفها منين ؟ طب ليه وقف على الطريق لما شفتهم بيضربوها معقول ؟! لا لا اوعك يازين احنا ما ننفعش للعلاقات اى علاقة هندخلها هنخسر وهنخسر الطرف التانى معانا الا الحــــب

خرجت فرحه امام زين والذى كان يأس من انها سوف تفعلها
ارتسم ابتسامة مسليه على وجهه عندما شاهد مظهرها

وقد كانت ترتدى نظارة شمسيه كبيرة والايس كاب واختفت معالم وجهها داخل الفراء البنى الكثيف لا يظهر سوى انفها فقط

تسائل بمرح :
- ايه انتى بردانه للدرجادى
اجابته بصوت جاد :
- لا دا عشان التخفى
انفجر زين ضحكا
- تخفى دا انتى كدا هتموتى قبل ما توصلى للباب
تابعت بجدية تامه :
- ايش فاهمك انت ..كدا امان

نهض ووقف بوجهها وامسك السحابة الخاصة بالجاكت وهو يهتف بإبتسامه :

- طيب هجهز واجيلك ،كدا عشان ،ما تكمكميش
ابتسم فمها وتابعت خطواته وهو يتحرك نحو الغرفة

******************************************************
وقف امامها زين ...الحسن الطالة بمظهر ساحر جذاب جعل
فمها يفرغ وكأنها شاب فى الثانوية يريد ان يصفر لفتاه اعجبته

كان يقطر حسنا من حلته السوداء وبنيته الانيقه ،،وصدره العريض الذى يصف مدى قوته وصلابته عيناه البندقيه

وشعره البنى اللامع سحرا لايمكن تجاهله رفعت نظارتها السوداء واسبلت عينها

ابتسم هو من تسبيلها له ،.....
- هـــاااا مش يلا
هتفت فى شرود..
- يــــلا ااا ه

لوى فمه زين ضاحكا وهتف بصوت محتد بعض الشيئ :
- يلا اا ايه ؟! حددى

فاقت من شرودها ، وتنحنحت فى ارتباك

لوى فمه زين ضاحكا مغتر بنفسه ...ولفته لانتباها بابسط الاشياء لديه،،ثم رفع ساعدة فى تأهب ان تتعلق بيده

ولكنها سبقته دون ان تلتفت كا البلهاء كأنها لم تفهم
بينما هو وقف فى حالة من الاندهاش وهتف بدهشه:

_مجنونه دى ولا اية ؟!

**********************************
فى المطعم
كانت فرحة تتابع كل شي بدقه فى ذلك المطعم البسيط تلتفت يسار ويمينا ،كان المكان هادئ ولطيف

طرقع اصباعيه ببعض ليأتى اليه النادل وتحدث اليه باللغة الايطالية

وانحنى الية بإبتسامه وهو يهتف :
- صباح الخير سيدى ماذا تريد

اجابة زين باتقان الى اللغه وبثقة كبيرة :
- صباخ الخير عزيزى ،اريد بيتز اللحم ومشروب طازج
تابعت فرحة المشهد بصمت بينما كان بداخلها سعادة لوجودها

الى جواره ولم تخفى ارتياحها له منذ علمت انه ليس بمجرم
انهى النادل كتابة الطلب فى نوته صغيرة ثم دار على عقبية لتنفيذ الامر

بينما هتفت فرحة بتحفز شديد:
- هاااا ....وهنعمل ايه دلوقت

رفع بصره زين اليها بدهشه ؛ وهدر ساخرا :
- وهنعمل ايه ؟.... اسمها هعمل ايه ؟

خلعت نظارتها وتشنجت قسماتها وهدرت بضيق:
- لا انا ماليش دعوه ...انت جبتنى من مصر لايطاليا ليه ؟ وما تقوليش عشان خايف على حياتك حياتى تفرق ايه معاك ،،ماا انت قتلت كتير

حاول ان يسيطر على غضبه وفقدانه اعصابه امام صوتها العالى تحدث من بين اسنانه وهو يحرك مقلتبه يمينا ويسار

- ما تعليش صوتك ،وما تفرجيش الناس علينا ،،
اعتدلت فى جلستها بحذر وهتفت بتوتر :
- وبعدين انتى عايزة ايه ،قولتيلى خدنى بعيد عنهم خدتك ،واما شوفتينى تانى ،خدنى معاك بالله عليك ،واما خدتك

وياي مش عاجبك ،،اعملك ايه قلبتى دماغى
ابتلعت ريقها وزاغ بصرها بتوتر :
بينما استرسل هو محذرا :
- قولتى هتسمعى الكلام يبقي تنفذى اللى اطلبه وصوتك دا ما اسمعوش

هتفت بصوت متقطع :
- طيب يا كابتن خلينى مساعده ليك بدل ما انا حاسه انى عاله عليك
-
اتسعت عيناه وهتف فى دهشة :
- كابتن

وضعت يدها على فمها بفزع لتكتب شهقاتها:
- اوووه ...اقصد يا حضرت الظابط

التفت حوله ،بريبه
- هششش ،،،هتسيحلنا اسكتى ،،

ي هى بملل :
- امال اقولك ايه

- قولى اى حاجه بس بلاش حضرت الظابط دى
اغمضت عينها ببمزحه ،،

- وابقي المساعد بتاعك
ابتسم زين ،،ورفع حاجبه بتحدى :
- بتلوى دراعى ..هاااا
حدقت خلفة وانتفضت مذعوره ،،وصعدت الكرسى واخذت تصرخ برعب

_لالالالالالا...................

اقترب منها زين بحذر ووضع يده على مسدسه من تحت الجاكت فى حالة تأهب للاسوء ليكون بالقرب منها ،ويرى ما ترى

قالت وهى تضع يدها على فمها بصراخ حاد جعل االزبائن تلتف حوالها بقلق فقد كان صوت صراخها عاليا وصاخب

- اقتله ،اقتله ارجوك
ظل زين يوزع نظره اليها والى ما تنظر فى توجس وهتف متسائلا:
- فى ايه ؟ مين اللى اقتله ؟ مافيش حد ؟

اشارت بأصابع مرتعشة نحو طاوله جانبية وحرك بصره نحو ما تشير بقلق ،على ما يبدو امرا هام

وهتفت بصوت متقطع فزع :
- فــ ــ ــ ــأ ر .....

لطم جبهته بعنف بالغ والجم غضبه وهو يهتف من بين اسنانه :

- الصبر يارب ،هقتلها

ترجته بصوت مبحوح :

- اقتله ارجوك

بدء الهمهمات من حولة ،فى تساؤل الناس من حولة عن سبب هلعها الى هذة الدرجه تحدث لمن حوله بالايطاليا ليهدئ الهرج والمرج الذى حدث على فجأه

- اعتذر ،،، لديها فوبيا من الجلوس صامته !

تحرك الناس من حوله وهم ينعتوهما بالجنون ،اثر حالة التوتر الذى انتشرت بسبب صراخها،بينما امسك هو يدها وانزلها من
على الكرسى ، وهدر بنبرة متعصبه :

- اعمل فيكى ايه ؟!

تابعت بنفس نبرة الخوف
- اقتله ،ارجوك

هدر بضيق بالغ وقد بلغ الغضب لدية مبلغه :

- اقتل ايــه ؟ دا جالو سكته قلبيه منك حــرام عليكى

اخرج بطريقة سريعة الحساب ووضعه على الطاوله وجذبها خلفه بعنف ،،وتمشى بجوارها بخطوة سريعه ولاحظت فرح سكوته

تحدثت بتوتر وقلق فملامحه جاده للغايه :

- معلش اصلى بخاف من الفيران

حرك فمه بسخريه تامه ..وهتف دون ان ينظر اليها
- فيران هو احنا فى بدروم بيتكوا

تطلعت الى وجهه فى دهشه:

- اه فار هو انا مش بشوف ولا ايه

اجابها بجمــود :

_.دا هاميستر بتاع صاحب المحل ياجاهله

اجفلت عينيها لمحاولة الايستعاب ،لتهدر بتساؤل:

- مش هو اسمه ماوس بالانجليزى ؟!

نظر لها زين بجانب وجه وهو يتابع السير نظرة مستهترة :

- دا لا هو فار ولا هو ارنب نوع لذيذ وبيتربى عادى ،،واسترسل بمزحه وممكن يتاكل

اشاحت وجها وعلامات الاستياء علت وجهها :

- يععععع .....هرجع

ابتسم زين ومن ثم قهقه عاليا حتى توقف عن السير وانحنى الى الامام من كثرة الضحك وقفت معه فرحه ، ونظرت له جيدا

لمحاولات استشاف اى امر جعله منتشيا الى هذه الدرجه
وسئلته بإهتمام :

- فى ايه !!!! بتضحك على ايه ؟

تمالك نفسة وهدر وهو يحتفظ بإبتسامته :

- اصل انا مش متخيل انك عايزة تبقى المساعد بتاعى واما يجوا يعذبوكى عشان يعرفوا المعلومات يقولوك اتكلمى احسن هنحطك فى اوضة الفيران ،،وتعترفى

وضعت يدها على وجهها، واحتقنت نبرتها وهتفت:
- لا يعملوا اى حاجه غير الفيران ،انا بترعب منها فعلا

توقف زين عن الضحك ونظر لها بتعجب ،وسئلها :

- نعم ،بتقولى ايه ؟! يعملو اى حاجه

ازاحت يدها وقد تنبهت لما لفظته ،وهتفت بتوتر :

_لا مش اى حاجه اى حاجه ،انت فهمت ايه ،الا( دي ) والفيران وحاجه كمان وبلاش الضرب

كشر زين عن انيابه وهدر بسخريه
- نبقي نعملك اوبشن ساعتها ،ياما نذنبك وخلاص ،
وضيق عينه وقال فى غضب ،

- عليا النعمه انتى ما تنفعى كومبارس حتى ،انتى هتشلينى
لوت فمها بضيق وهتفت بتذمر :

- ليه كدا كنت قربت اقنعك ، منه لله الفار يارب ينقرض
زين رفع حاجابيه فى تعجب وشار بإصبعه نحوها:

- بردوا فار ..امشى يابت من قدامى

سبقته وهى تركل الارض بقدماها كالاطفال وظلت تهمهم
- بت انا مش بنت ومش بحب الفيران

تبعها زين مبتسما على تلك الطفلة المتمردة المجنونه التى ترفع ضغضه فى ثانية وتضحكه دون ادنى مجهود منها بعفوية عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية

تعليقات