Ads by Google X

رواية تقاطع طرق الفصل الحادي عشر 11 - بقلم اميرة احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية تقاطع طرق الفصل الحادي عشر 11 - بقلم اميرة احمد

الفصل الحادي عشر
بينما ابتعد علي عن اصدقائه وقعت عيني أدم على ندي... التي كانت ترتدي فستان من الشيفون بلون وردي فاتح.. ووضعت القليل من مستحضرات التجميل فأضفى على جمالها جمالا.. نظر اليها فامعن النظر ووجد نفسه يتساءل كيف ومتي كبرت تلك الصغيرة التي كان يأتي بها من المدرسة مع صديقة وأصبحت امرأة جميلة فاتنة الجمال... ولم يخرجه من شروده سوي صوت هدي الذي أتي من خلفهم.
هدي: بعد اذنكوا يا شباب تسيبولي خطيبي شوية.
انصرف الجميع بين الضحكات والمزاح، وبقيت هدي مع أحمد
نظر أحمد إلي عينيها اللامعتين وهمس: حلوة خطيبي دي.. بس عارفة ايه الأحلي منها.... جوزي.
احمرت وجنتي هدي وهمست: ان شاء الله.
أحمد: طيب ما احنا فيها نبعت نجيب المأذون وبدل الخطوبة يبقي كتب كتاب واهو الناس كلها موجودة.
ضحكت هدي بدلال: اعقل يا أحمد مش كده.
اقترب أحمد منها وهمس بالقرب من أذنها: هو حد يشوف الجمال ده ويعقل برضه.
ابتعدت هدي خطوة وقالت بنظرة مرتبكة: أحمد الناس بتبص علينا..
أحمد: طبيعوا يبصوا علينا... مفيش حد يشوف الجمال ده و ميبصش عليه.
ابتسمت هدي في خجل.. مما جعل أحمد يزداد تغزلا بها و بجمالها.
انسحب أدم من الجمع بعد أن طلبت هدي الانفراد بأحمد وذهب هو ل ندي التي سرقت نظره منذ اللحظة الأولي التي رأها فيها.
أقترب أدم من ندي بخطوات مدروسة وقال: شكلك حلو اوي النهاردة.
ابتسمت ندي بحياء واحمرت وجنتيها وهمست: شكرا
أدم: انتي كبرتي واحلويتي كده امتي؟ انا حاسس كأنه كان امبارح باجيبك من المدرسة.
ندي: أدم انا عندي 19 سنة مش صغيرة، هاتخرج من الكلية كمان سنتين و هابقي محاسبة قد الدنيا.
ابتسم أدم: طيب وفي محاسبة زي القمر كده؟
أحمرت وجنتي ندي: ده بس علشان الخطوبة... لكن في العادي انا مش كده خالص.
أدم: في العادي أجمل بكتير.
احمرت وجنتي ندي أكثر ونظرت إلي الأرض بخجل.
ضحك أدم بخفة: ايه ده انتي بتتكسفي؟ امال فين البنوته اللي كانت بتتخانق في المدرسة و بيجيلها استدعاء ولي أمر... وتعيط لأحمد علشان يروح بدل بابا.
قالت ندي بحنقة: يوووووه انت مش هتنسي ابداا الكلام ده كان من 10 سنين.
انفعلت ندي وضربت الأرض بقدميها فتعثرت قدميها فكادت ان تسقط... امسك أدم بذراعيها في محاولة منه ان يمنعها من السقوط.
نظر أدم إلي عينيها وهمس: خلي بالك، انتي كويسة؟
ارتبكت ندي من لمسة أدم، ازدردت ريقها وهتفت: انا كويسة الحمد لله ... بس منمتش بقالي يومين... ادي اخرة ان أخويا وخطيبته يبقوا صحابي.
همس لها أدم بحنان: طيب تحبي تقعدي؟
ندي: لا لا انا كويسة... هاشرب حاجة مسكرة وابقي تمام،
همت أن تنصرف وهي تهتف: هااروح ارقص مع العروسة.
استوقفها أدم: استني بس تروحي فين... مش هينفع.
عقدت ندي حاجبيها وهتفت: ليه بس انا بقيت كويسة.
أدم: كويسة ايه؟ مش فكرة كويسة بس في شباب كتير وكده.
هتفت ندي مازحة: هو حد قالك أنى هاطلع ارقص بلدي.. لا انا مش متعهدة الفقرات النهاردة .... انا بس هاهيص مع العروسة واصحابي.
عقد أدم حاجبيه وهتف باستنكار: ترقصي بلدي!!! انتي تجيبي الحاجات دي منين..... انا هاسحب كل كلامي اللي قولته قبل كده انتي لسة مجنونة وشقية زي ما انتي ... انا اسف روحي هيصي .... بس خلي بالك من نفسك.
ابتسمت له ندي ثم مضت تهرول نحو اصدقاءها بمرح.... بينما ظل أدم يتتبعها بعينيه في صمت. 
وفي إحدى اركان الحديقة ... وقف علي يحاول ان يتحدث مع فتاه.. وما ان رأي خالد هذا المشهد حتى توجه إليهم.
جذبه خالد من ذراعه وهتف بحدة: علي... تعالي انا عايزك.
أشار له علي بيديه: ثواني يا خالد و هاجيلك.
خالد: لا عايزك دلوقتي...
 جذبه خالد مبتعدا عن الفتاة وصاح: انت بتعمل ايه يا علي؟
رفع علي كتفييه ببراءة وقال باستهتار: عادي باتعرف علي ميار.... دي طلعت جارة هدي.
هتف خالد بحدة: بتتعرف علي ميار ازاي يعني؟؟ طيب وسارة؟
تنهد علي محاولا أن يحافظ على هدوئه وقال بلا مبالاة مصطنعة: عادي يعني.
خالد: هو ايه اللي عادي... بنات الناس مش لعبة يا علي...مين ادالك الحق أنك تعمل كده... انا كنت فاكر أنك بتحب سارة.
أخفض علي رأسه وقال بألم: انا فعلا بحبها... بس انا مش هاقدر أكمل معاها... مش هاعرف اكون الزوج اللي في خيالها واللي تستحقه.. لازم ابعد عنها لمصلحتها.
صاح خالد بحدة: تفكيرك ده غلط.... لو بتحبها متعملش فيها وفي نفسك كده.
قاطعهم صوت رنين هاتف علي
نظر علي إلي الهاتف وقال: شفت اهي جت على السيرة.
ابتعد علي ليتلقي المكالمة.. جاءه صوت سارة غاضبا من الطرف الأخر ..
هتفت سارة بحدة: علي... هو النهاردة خطوبة أحمد وهدي؟
اجابها علي بنبرة هادئة: اه
صاحت سارة: طيب ومقولتليش ليه؟ مطلبتش مني أنى اجي معاك ليه؟
علي: علشان هما مش عازمين ناس كتير اهله وأهلها و احنا ال 3 وخلاص مش عازمين صحابنا كلهم.
همست سارة بنبرة يملؤها العتاب: طيب حتي معرفتنيش يا علي أنك رايح... ينفع اعرف من الاستوري اللي انت منزلها.
قال علي بلا مبالاة: عادي يا سارة مش لازم تعرفي عني كل حاجة.
همست سارة بحزن: انا مش قادرة اصدق الطريقة اللي بقيت تعاملني بيها... هو انت مبقيتش تحبني.
تنهد علي بألم، ثم قال: سارة معلش انا مش سامعك كويس من صوت المزيكا.. لما ابقي في البيت هاكلمك، سلام.
انهي علي المكالمة دون ان ينتظر ان يتلقى ردا من سارة... كان يعلم جيدا ان أي كلمة سيقولها ستزيد الوضع سوء لذلك فضل ان ينسحب من الموقف.
---------------------------------------------
كان أحمد وهدي يقضيان كل وقتهما في إجراء بعض التعديلات على شقة أحمد... فهي ستكون عش الزوجية لهما.. وكان بالطبع خالد وأدم وعلي يساعدان أحمد في التجهيزات واجراء الصيانات.. وفي أحد الأيام كان من المفترض ان يأتي أحمد بالعمال لعمل بعض التعديلات في الإضاءة وفي نفس الوقت كان لدي أحمد موعد لإجراء صيانة لسيارته.. فطلب أحمد من أدم ان يأتي إلى شقته ينتظر العمال بينما يذهب هو مع علي لمركز الصيانة.
وبينما أدم يجلس وحيدا في منزل أحمد،غارقا في صمت طويل.... إذا بطرقات متواصلة على الباب افزعت أدم الذي أسرع للإجابة... وما ان فتح الباب حتى وجد ندي تقف امامه وعلى وجهها علامات الذعر.
هتفت ندي بتوتر: معلش يا أدم... انا اسفة.... أحمد فين.
أدم: نزل مع علي.
بدأت الدموع تسيل من عينيها كطفلة صغيرة وهمست بصوت مرتعش: موبايله مقفول... وماما مش بترد عليا وجسمها متلج.
شعر أدم بالذعر يتملكه، وكأن الهواء قد سحب من حوله: متقلقيش ، انا هاجي معاكي واتصل بالدكتور.
ركض معها إلى شقتها ... فتح الباب، وما ان وقعت عيناه على والدة أحمد حتى تراجع خطوة للخلف، السكون التام الذي لف جسدها، والشحوب لم يجعل له مجال للشك، فعلم ان أمر الله قد نفذ.... لكنه أصر أن يتصل بالطبيب حتى يتأكد مما هو على يقين به... سحب ندي من يديها خارج الغرفة واغلق خلفه الباب.
جلسا في انتظار الطبيب وما هي الا خمس دقائق وكان الطبيب قد وصل
 .. دخل الطبيب إلي الغرفة وتبعه أدم بعد أن طلب من ندي ان تنتظرهم بالخارج ... تفحص الطبيب والدة أحمد للحظات ثم ألتف إلي أدم يبث له التعازي، 
غادر الطبيب مسرعا... بينما أرسل أدم رسالة نصية ل علي يخبره بما حدث ويطلب منه ان يمهد الأمر لأحمد قبل وصوله..
 وجاء وقت الاختبار الصعب.. عليه ان يخبر تلك الصغيرة المنتظرة بالخارج بقلب وجل بوفاة والدتها.. ما ان خرج أدم من الغرفة حتى أسرعت إليه ندي.. تهتف بنظرات متوسلة وعين دامعة:ماما مالها يا أدم؟ .... هتبقي كويسة؟
صمت أدم لثوان، يتمني لو أنه يستطيع الكذب... لكنه أثر أن يصدمها بالحقيقة رغم قسوتها: ندي..... انا عاوزك تهدي و تتمالكي اعصابك.. إنا لله وإنا اليه راجعون .. ماما...
وقبل ان يكمل أدم جملته حتي القت ندي بنفسها بين ذراعيه،  تبكي بحرقة ، هتفت بألم " ماما ماتت.... ماما ماتت يا أدم"....
انصهر قلب أدم لبكائها الحار فلم يجد بدا سوي أن احتضنها بقوة، مسح بيده علي ظهرها بحنان محاولا تهدئتها.. كانت تبكي ندي بكاء يذيب القلوب... في هذه اللحظة تمني أدم لو يستطيع أن يحتويها للأبد.... لو امكنه إبقاءها بين اضلعه.... تمني لو ان يحمل عنها كل هذا الألم ويحتفظ به لنفسه.... ظل أدم يحكم ذراعيه حولها بقوه، وتبكي هي بحرقة بين ذراعيه مما جعلت دمعة تفر من عينيه لم يتمكن ان يكبحها.
لم يعلم أدم كم من الوقت مضي وهما على هذه الحالة.... فقد شعر وكأن الوقت قد توقف منذ ان القت هذه الصغيرة بنفسها وهمومها بين ذراعيه.
في هذه اللحظة.. كان أدم أكثر رجل هش في العالم.
في هذه الاثناء ... حين تلقي علي الرسالة تغيرت ملامحه للحظة، لكنه أمتص الصدمة بصمت.... ثم قال لأحمد بصوت متماسك: يلا نرجع.. أنا نسيت حاجة في البيت.
وما أن وصلا أمام الباب، وقف علي يمنع أحمد من الدخول
علي: أحمد.... انت راجل مؤمن بالله، وعارف ان الموت علينا حق.
تجمد أحمد مكانه للحظة، ونظر إليه بعينين تتغرغر فيهما الدموع ....
أردف علي بصوت مختنق وهو يربت على ظهره: البقاء لله يا صاحبي... شد حيلك.
شعر أحمد بأن العالم بأكمله قد اهتز من حوله، فتح الباب مسرعا و وجد ندي أخته لاتزال تبكي داخل أحضان أدم، الذي يحتضنها بقوة وكأنها طفلته الصغيرة ا... اتسعت عيني علي من الصدمة، لكن أحمد تقدم بهدوء غريب برغم الغضب الذي كان يشتعل داخل عينيه.....  كانت نظراته تجاه أدم حادة، تكاد أن تحرقه في مكانه أقترب أدم الذي لم يشعر بتواجده وببطء فك ذراعيه عن ندي وضمها إلي صدره برفق وهو يهمس: خلاص يا ندي أهدي
صرخت ندي من بين دموعها: ماما راحت يا أحمد.
همس أحمد بصوت جامد: اجمدي يا ندي انا جنبك.... ماما كده ارتاحت..... ادخلي اغسلي وشك وغيري هدومك.
دفعها بلين إلى غرفتها وأغلق الباب ... ثم التف إلى أدم الذي كان يقف في مكانه مطأطأ الرأس، وكأن الحزن والخجل قد اجتمعا معا عليه.
نظر له أحمد نظرة مليئة بالغضب والخذلان... تدخل علي سريعا، محاولا تدارك الموقف، فقد خشي أن يفتك أحمد بأدم فقد كانت نظراته لا تنذر بالخير أبدا... 
وضع علي يده فوق كتف أدم وسحبه بعيدا قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.
علي: طيب هانزل أنا وأدم نخلص الإجراءات والتصاريح والحاجات اللازمة ..... خالد و يارا جايين في الطريق.... شد حيلك يا صاحبي.. 
 قال جملته الأخيرة وهو يسحب أدم من يده، دفعه في صدره ناحية الباب، خرج وأغلق الباب من خلفه.
وما ان إغلق الباب حتى سقط أحمد على إحدى المقاعد باكيا دافنا رأسه بين راحتيه.
بينما في سيارة علي، كان علي غاضبا من صديقه....
صاح علي بغضب: انت اتجننت يا أدم .... ازاي تعمل كده؟
أخفض أدم رأسه بخزي، وقال مدعيا عدم الفهم: عملت ايه؟
صاح علي بحدة: متستهبلش.... انت عارف أحمد كان ممكن يعمل فيك ايه؟ كان ممكن يدفنك مكانك بس لولا الموقف اللي هو فيه.
فرك أدم كفيه بخزي وقال: انا فعلا معرفش عملت كده ازاي.... انا اول ما الدكتور خرج وانا قولتلها الخبر لقيتها اترمت في حضني وبتعيط جامد.... 
قاطعه علي: حتي لو هي اللي عملت كده... هي صغيرة وفي موقف ضعف مينفعش أنك تستغل ضعفها بالشكل ده.
حرك أدم رأسه بضعف، وقال بنبرة مكسورة: معرفش بقي، انا حسيت اني مش عايز اسيبها... كنت عايز اعمل أي حاجة بس مشوفهاش بتعيط كده.... حسيت للحظة انها جزء مني... وأنى ممكن اعمل أي حاجة بس مشفهاش موجوعة كده.
نظر له علي، ثم هتف: انت عبيط يا أدم..... ده انا كنت بقول عليك انت العاقل اللي فينا.... مفكرتش أحمد ممكن يعمل فيك ايه؟ انت المفروض تعاملها زي أختك الصغيرة.
زفر أدم بحدة: معرفش يا علي.... هو موقف لما اتحطيت فيه اتصرفت كده.. بعدين هي مبقيتش صغيرة هي بقت أنسة جميلة.
علي: فوق يا أدم انت كنت بتيجي معايا انا واحمد نجيبها من المدرسة بعد ما نخلص جامعة... انت فاهم فرق السن.... بعدين هو ايه اللي أنسة وجميلة!!! هو انت معجب بيها ولا ايه؟
أدم: معرفش...
اعتري الضيق ملامح علي وصاح بغضب: قبل ما تفكر انك معجب بيها او لأ.... فكر ازاي هتوري وشك لصاحبك.... ازاي هتبص في عينه بعد ما خنت الأمانة... أحمد كان سايبلنا كلنا مفتاح شقته علشان بيثق فينا وعارف ان احنا هنخلي بالنا من أهل بيته... مش انه يرجع يلاقيك حاضن أخته.. ده انت حتى محترمتش انه دخل عليك وفضلت حاضنها.... انت من امتي بقيت غشيم اوي كده.
أدم: احلفلك بإيه انا فعلا محستش انكوا جيتوا... كل اللي كنت حاسس بيه دموعها اللي كانت نازلة تحرق صدري زي ماية نار.. كان تفكيري كله مع أنى ازاي اسكتها.
تنهد علي بألم: خلينا نخلص من الموقف اللي احنا فيه ونشوف أحمد هيتصرف ازاي معاك..... وابقي فكر بقي هتقول لأحمد ايه... و ياريت تتقبل أي رد فعل منه ناحيتك.
صمت أدم والخزي يملئه مما فعله للتو مع ندي ومما اقترف في حق صديق عمره... سرح في كلمات علي التي اوجعته كثيرا وأظهرت له حقيقة الأمر دون مشاعر.... لكن كيف له ان يترك من استنجدت به واختارته هو دونا عن الناس اجمعين لتلقي له بأحزانها... والاعجب كيف يرونها جميعا فتاة صغيرة ويراها هو امرأة جذابة مكتملة الانوثة!
 تعجبه كثيرا... ضحكتها.. براءتها ... طفولتها.... شرد وهو يسأل نفسه هل تعثرت قدماه فسقط في سهام الحب؟ ام انه فقد يريد ان 
يداوي جراحه.
في منزل أحمد بعد ان انتهت إجراءات الصلاة والدفن... جلس الجميع في صمت.... تصاعد صوت المنشاوي يتلو سورة البقرة... خالد.. علي... أحمد .... أدم..... وبعض من افراد العائلة والأصدقاء يتوسطون غرفة الاستقبال وبين الحين والأخر يأتي شخص او ينصرف أخر و في غرفة صغيرة انزوت الفتيات.. ندي تبكي في صمت وتضمها هدي وتبكي لبكائها بينما يارا تجلس في صمت تقرأ من مصحفها الصغير.
كان أحمد ينظر حوله بصمت ويسأل في نفسه اتحزن الأماكن لفراق أصحابها؟ أنه يشعر ان كل ركن في المنزل يبكي أمه ويشتاق إليها كما يفعل هو.... حتى تلك النجفة الصغيرة المتدلية فوقه أبت ان تبعث بنورها كامل وانطفأت إحدى لمباتها.... ساعات مرت كالدهر عليه وهو يستقبل التعازي والمواساة ولم يستوعب بعد مدي فقده لأمه... لم يتخيل أن الألم بداخله سيستمر معه إلى الأبد.
انصرف الجميع وبقي الأصدقاء الأربعة وندي ويارا وهدي.
هتف خالد: يلا يا جماعة نمشي ونسيبهم يرتاحوا شوية... كان يوم طويل ومتعب...
قال كلماته ثم توجه حيث الغرفة التي تجلس بها الفتيات، وهتف: يلا يا يارا انتي و هدي خليهم يرتاحوا
نظرت هدي إلي أحمد بعينين دامعتين وهمست: أحمد .... ممكن أخد ندي تبات معايا النهاردة... مش عاوز اسيبها لوحدها في الحالة دي.
أحمد: مش هينفع يا هدي معلش.... خليها هنا وانا معاها.
أمسكت هدي معصمه بحنان: طيب لو احتجت حاجة كلمني... وانا الصبح هاكون عندكوا.
هم الجميع بالانصراف وهم يبثون كلمات التعازي الحارة لأحمد والدعاء لوالدته بالرحمة و المغفرة... وعلى الباب لم يستطع ان ينصرف أدم دون ان يطمئن علي تلك الباكية المنتحبة التي يأتيه صوتها من خلف الجدران.. فتوقف فجأة واستدار لأحمد و قال باندفاع و دون تفكير، وباهتمام كان واضحا على نبرة صوته:هي ندي كويسة دلوقتي؟.. اقصد يعني لسة منهارة؟
———

•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent