Ads by Google X

رواية من نافذة قلبي الفصل الحادي عشر 11 - بقلم مروة نصار

الصفحة الرئيسية

 رواية من نافذة قلبي الفصل الحادي عشر 11 - بقلم مروة نصار

الفصل ١١

غادر سيف البناية وتوجه إلي مكتب المحامي الخاص به ، عرض عليه الأمر وطلب منه أن يقوم بعمل بعض الأجراءات ، ثم قام بالأتصال بحازم ، ليطلعه علي عنوان صلاح ، وبمجرد أن رِن هاتفه معلناً عن قدوم الرسالة ، قرأ سريعاً محتواها ، ثم قاد سيارته متجهاً إلي هناك .
أستطاع سيف أن يستدل علي العنوان المرسل إليه بسهولة ، وبمجرد أن رأي رقم المنزل أمامه ، توقف سريعاً بالسيارة بدون حتي أن يهتم بأيقافها بشكل صحيح ، كان طوال الطريق يحاول أن يتمرن علي ضبط النفس ، وان ينهي هذا الموضوع بدون أي خسائر ، ولكن بمجرد وصوله ، شعر أنه قد وصل إلي أقصي درجات من الغضب .
أسرع سيف إلي البناية واستقل المصعد ، حتي وصل إلي الطابق الصحيح ، ثم طالع الأبواب حتي وجد أسم صلاح علي واحداً منهم .
وقف يفكر ماذا هو بفاعل ؟ ، كيف يستطيع أن يقنع صلاح بما يريد ؟، ثم وجد نفسه يطرق الباب بكل قوة ، وما هي سوي دقائق حتي قام صلاح بالأيجاب .
لم يكن في حسبان سيف أنه بمجرد أن يري وجهه القبيح سيفقد أعصابه ويقوم بتسديد عدة لكمات له ، ولكنه لم يستطيع المقاومة ، لم يهدأ الا عندما وجده يتكوم أرضاً .
أغلق سيف باب المنزل وتقدم من صلاح قائلاً : اهلًا بسيد الرجالة .
تحسس صلاح وجهه من شدة الألم ثم قال : أنت مجنون ، أنت أزاي تعمل كده ، وايه اللي جايبك عندي أصلاً .
ضحك سيف ثم جلس علي أقرب مقعد قابله ، ووضع ساقاً علي أخرى وقال : مش عارف إيه اللي جابني ؟، حركاتك الواطية هي اللي جابتني .
نهض صلاح من علي الأرض وجلس في مواجهته وقال بحدة : تقصد ايه أنا مش فاهم حاجة ، أتكلم علي طول .
أخرج سيف الصور من سترته وألقاها في وجه صلاح ، فسقطت أمامه وأفترشت الأرض ، ليحدق بها وهو لا يعي ما يحدث ؟.
نظر سيف إليه بأشمئزاز وقال : مالك ، مكتوم ليه ، أيه أتصدمت لما شفت الصور .
شعر صلاح بالأرتباك وحاول أن يظهر عدم رؤيته لتلك الصور من قبل ، فأجاب : عايزني أقول أيه ، أنا مش مصدق اللي أنا شايفه ، مكنتش أتوقع أنها بالحقارة دي ، الحمد لله أن ربنا نجاني منها .
كان سيف يستمع له وهو يشعر بأنه قد وصل حد الغليان ثم قال : يا أخي أنا اللي مشفتش في حياتي حد أحقر منك ، أنت فاكر أن الحركة الخايبة اللي أنت عملتها دي حتدخل عليا ، ليه شايفني غبي زيك ، صحيح متأمر وأهبل .
نظر له صلاح وقال بأرتباك : حركة ايه .... أنت ... أنت تقصد ايه .
فأجابه سيف بصوت به الكثير من القوة والكثير من الثقة : بص يا صلاح من غير لف ولا دوران ، أنا عارف ومتأكد أن أنت اللي بعت البت اللي جاتلي الصبح ، فبلاش تمثل دور البراءة دا كتير ، عشان أنت برئ منها ومش لايقه عليك .
فنظر له صلاح وقال بصوت متقطع : وأنت جايب .. الثقة دي منين .
فأجابه سيف بحزم : تحب أدخل أجيبهالك من أوضة النوم عشان تعرف أنا جايب الثقة دي منين ، والا المزة مش بتتكشف علي صنف الرجالة ، بتتكشف علي صنفك بس .
زاد أرتباك صلاح وبدأ يتصبب عرقاً ثم قال : أيه الكلام ده ، وبعدين ما تحسن ألفاظك ، وتشوف أنت بتكلم مين .
فتحدث سيف بمنتهي البرود : شايف قدامي واحد حقير ، واطي ، زبالة ، عيب حتي أني أقول عليه كلمة راجل ، ثم نهض من مكانه وأشار إلي أبواب الغرف وقال : أي واحدة أوضة النوم عشان أدخل أجيبهالك من جوه ، ثم توجه إلي غرفة ، وهم أن يفتح بابها ولكن سبقه صلاح وأمسك بالمقبض وأغلق الباب ثم قال : وأفرض أننا اللي بعتها ، ده بدل ما تشكرني ، جاي تهزقني .
نظر له سيف ثم قال وهو عائد إلي المقعد مرة أخري : ااه ، جينا بقا لمربط الفرس ، عارف يا صلاح يلي مالكش أي نصيب من أسمك ، أنا ليه بعمل كده ، عشان متأكد أن الصور مزيفة .
حدق به صلاح وقال بتسرع : وعرفت أزاي ؟ ، ثم حاول تدارك ما قاله ، فقال : أقصد ، ليه بتقول كده .
فضحك سيف وقال : مش بقولك متأمر وأهبل ، أنا حأقولك عرفت منين ، بمجرد ما عيني جت علي الصور وشفتها عرفت أنها مزيفة ، عارف ليه ، عشان مفيش راجل محترم يبعت صور زي دي علي أم بنته حتي لو كانت حقيقية ، الراجل المحترم كان أتصرف تصرف تاني ، كان أحترم أن دي سمعة أم بنته اللي لازم يحافظ عليها ، علشان مصلحة بنته ، وعشان الرجالة المحترمة مش بتختار الطرق القذره دى، لكن انت مش راجل ومش محترم فاخترتها ، شفت بقي عشان كده بقولك متأمر وأهبل ، لأنك أخترت خطة هبلة أي راجل بيفهم حيكشفها علي طول ، ده غير أنك رحت أخترت واحدة من عينتك ، لا يمكن أي حد عنده شوية عقل يصدق أنها ليها علاقة بميس .
صمت صلاح بعد أن أستمع لكل ما قاله سيف ، وهو يشعر بالحقد الشديد من فشل خطته ثم قال : وأنت عايز أيه دلوقتي ؟.
سيف بهدوء : كده تعجبني ، تعال بقي نتكلم بجد بعيد عن كل الأفلام دي ، أنت عايز أيه يا صلاح من ميس ؟ ، وأوعي تقولي خايف علي بنتي ، عشان أنا عارف وأنت عارف أن مريم مش في دماغك خالص ، فهات من الأخر وأتكلم وقول الصراحة . نظر صلاح له وهو يشعر بأن الحقد ينهشه من الداخل وصرخ بما يريد : عايز مراتي ؟ ، عايزها ترجع تاني .
فقال له سيف : يعني أيه عايز مراتي ، أولاً هي مبقتش مَراتك ، ثانياً هي مش عربية عايز ترجعها دي بنى أدمة ، ثالثاً هو اللي عايز حد وبيحبه وعايز يرجعه يتصرف التصرفات دي ، أنت مش بتحب ميس يا صلاح ، يبقي عايزها ليه ، ممكن أفهم . فأجاب صلاح بعصبية : عايزها وخلاص ، حاجة كانت بتاعتي ، وأنا مش بحب أسيب حاجتي ، دي مراتي أم بنتي ، يعني مكانها الطبيعي معايا ، وبعدين مش صلاح اللي واحدة ست تخلعه .
فقال سيف بحزم : اااه قول كده ، عرق الرجولة نقح عليك ، أنت يا بني جنس ملتك أيه ، أنا مش مصدق أن في رجالة تعمل اللي أنت بتعمله ده ، أنت أتحطيت تحت خانة الرجولة غلط ، هو أنت فاكر أنك لما ترجعها غصب عنها ، كده كرامتك رجعتلك ، طيب مكنتش راجل ليه معاها من الأول وعاملتها صح عشان متطلبش الطلاق ، او لما الحياة بينكم بقت مستحيلة ، ليه استنيت لما خلعتك ، ما طلقتهاش ليه لما طلبت .
أجاب صلاح عليه بأستخفاف وقال : انا حر ، أطلق أو مطلقش أنا حر ، لكن هي لا .
نظر له سيف وقال : اه هو الموضوع كده ، طب بص يا عّم صلاح عشان ما أقومش أتهور عليك ، وخسارة أني أودي نفسي في داهية عشان حشرة زيك ، قدامك حل من أتنين ، يا تفضل منشف دماغك وتتصرف التصرفات الواطية بتاعتك دي ، أو تعقل وتشيل ميس من دماغك وتمضي علي أنك متنازل عن أي حقوق ليك في حضانة مريم ، حتي لو مامتها أتجوزت ، حتفضل في حضانة أمها . ضحك صلاح بشكل هستيري وقال : وأنا بقي أيه اللي يخليني أوافق علي الكلام ده .
فأبتسم سيف وقال بسخرية : أسكت هو أنا نسيت أقولك .
شعر صلاح بالقلق وقال : تقول ايه .
فأجابه سيف : مش الحوار اللي بيني وبين السنيورة بتاعتك متسجل صوت وصورة .
فضحك صلاح وقال : وايه يعني مفيش حاجة تربطني بيها .
فقال سيف : لا ما أنا نسيت أقولك كمان ، ان حضرتك متراقب ، وفِي صور ليك مع السنيورة بكذا لقطة ، وخصوصاً وأنتم مع بعض في العربية ، طبعا فاهمني ، لا والأهم بقي ، أن أصل الصور اللي أنت مركب عليها وش ميس معايا ، اصل صور السنيورة بتاعتك متعلقة علي لوحة الشرف في الديسكو ، بس يا سيدي فالموضوع بسيط اننا نربط بينكم ، ونخليها تعترف ، ودي من أول قلمين حتبيع أبوها ، وتتجرجر علي القسم وتتحبس فيها يا حلو ، أمال ايه أنت فاكر أن قذف المحصنات حاجة كده سهله ، وتقعد بقي في السجن تغني ظلموه . أخفض صلاح بصره ، وظل صامت ، فهو الان يشعر أنه محاصر ولا يعلم ماذا يفعل ؟، ولكن سيف لم يمهله وقت للتفكير ، أراد أن يستمر في طرق الحديد وهو ساخن ، فأخرج عقد التنازل من سترته ونظر إليه بأحتقار وقال بلهجة آمرة : أمضي .

كان حازم بعد أنتهاء التحقيق مع البواب يجلس شارداً ، لا يستطيع التركيز في العمل ، لا يعلم لماذا لا تريد صورتها مفارقة خياله ، كانت أمامه لا تريد الغياب ، كأنها تتحداه ، ظل هكذا عدة ساعات ، حتي نفذت جميع محاولاته فى التركيز ، فلم يكن أمامه سوي حل واحد .
نهض حازم وأخذ مفاتيحه وعلبة سجائره ، وغادر المكان ، ولَم يمضي سوي عشرون دقيقة وكان يقف علي باب المكتب الخاص بدينا وميس ، ويقوم بالطرق علي الباب ، ولَم تمضى سوي دقيقة ووجد دينا أمامه ، واقفه تنظر إليه قائله : خير ، ايه اللي جابك تاني ، حصل حاجة تانية .
شعر حازم بالأرتباك فهو لا يعرف كيف يجيب عليها ؟ ، فنظر اليها وقال وهو يتوجه للداخل : هو مش المفروض ده مكتب ديكور ، يعني المفروض الباب يبقي مفتوح ، مش مقفول كده علي طول ، أنتم كده بتطفشوا الزباين وتخلوهم يرجعوا . فنظرت له وأجابت بسخرية : مهو يا اذكي أخواتك من ساعة اللي حصل واحنا بنقفل الباب عشان الأمان ، وبعدين هو أنت جاي للبقال ، احنا شركة محترمة يعني الزباين هايكونوا ؤاخدين معاد قبل ما ييجوا ، هي مش طابونة .
فأجابها حازم : اااه قلتيلي بقي ، طيب ، ثم أشار علي باب من الأبواب التي أمامه وقال : ده مكتبك . فنظرت له وأجابت بنفاذ صبر : ايوه .
فقال وهو يتوجه إليه : طيب أعزميني بقي علي فنجان قهوة وتعالي نشربه في مكتبك ،
وقفت دينا تنظر إليه ثم حدثت نفسها قائلة : ايه الواد المجنون ده ، يا ربي هو أنا حظي دايما كده ، ميقعش في طريقي الا المتخلفين عقلياً .
توجهت إلي المطبخ وقامت بعمل القهوة ، ثم عادت ووضعت القهوة علي المكتب وجلست وهي تقول بصوت حاد بعض الشئ : اتفضل .
فنظر اليها قائلا : مترميها في وشي أحسن . أغمضت دينا عينيها وقالت : اللهم طولك يا روح ، ثم أضافت : عايز ايه يا حازم ، جاي ليه .
نظر لها حازم محاولاً أن يرى في وجهها أي شئ يشجعه علي الحديث ولكنه لم يستطيع فقال بدون تفكير : أنتي مرتبطة يا دينا ؟.
فأجابته بعيون مستديره متفاجأه من سؤاله : وبتسأل ليه ؟.
فقال بصوت به قليل من العصبية : أنتي هاتستظرفي ، لما أسالك تجاوبي .
فأجابته وصوتها بدأ يعلو : ليه أن شاء الله فاكرني متهم قدامك ، والا عسكري شغال عندك ، أنا أجاوب بمزاجي ، وبعدين أنت بتسأل ليه ، مالك أنت مرتبطة والا مش مرتبطة أنت هاتناسبني . فأجاب حازم بدون تفكير : اه هاتنيل ... فقالت دينا بتسرع : ايه هاتتنيل دي ، انت البعيد مش بيعرف يتكلم ، ثم حدقت به في ذهول ، بعد أن أدركت ما قاله وتلعثمت الكلمات علي فمها فقالت : أنت ... أنت ... تقصد ... أنت تقصد ايه بالكلمة دي . فأجابها حازم ببرود : أقصد أني هأتنيل وأناسب سيادتك .
فقالت ببلاهة : في مين ؟ .
فأجاب وقد فقد صبره : أنتي عندك مين ينفع أتجوزه ؟ .
فأجابت بسذاجة : في ندا أختي اللي أصغر مني ، وفي مني بنت خالتي ، وجنا بنت عمتي .
فقال حازم : بس بس يا ماما ، ايه ده أنتي هاترصي العيلة كلها ،هو انا جاى مكتب خاطبه ! أنت غبية يا بنتي ، وأنا أعرف دول منين عشان أتنيل وأتجوزهم .
فأجابت بحنق : مش أنت اللي سألت مين عندي ينفع ؟.
فقال : ما شاء الله ، واشمعنا السؤال ده اللي جاوبتي عليه علي طول ، خلصيني يا دينا الله يرضي عليكي ، لما أسالك مرتبطة والا لا ، وأقول عايز أناسبك ، يبقي عايز أتجوز مين .
صمتت دينا وعلت الحمرة وجهها ، فقال حازم : ايه ده لا مش مصدق ، احنا بنتكسف والحركات دي ، الحمد لله في أمل يعني ، وبعدين صحيح ، المنظر اللي شفته الصبح ده مش عايز أشوفه تاني ، عايز عبد الصمد علي طول ، مش عايز حد يشوف الجمال ده غيري .
نظرت له دينا وقالت : أنت عبيط يا بني ، أنت خلاص فاكر نفسك بقيت خطيبي والا حاجة .
فقال بتعجب : تقصدي ايه .
فأجابت : يعني مالكش كلام معايا ولا تسألني في أي حاجة .
فقال لها : ليه بقي أنشالله .
فأجابت : لما تيجي وتكلم بابا الاول ، وبابا يقول موافق ، وقتها تبقي تكلمني ، غير كده توريني عرض أكتافك .
فقال : ماشي يا عبد الصمد ، لما أشوف أخرتها معاكي .
أثناء ذلك رِن هاتف حازم وكان المتصل سيف ، فقام بالرد سريعاً : الوووو ايوه يا سيف .
.......
حازم : طب طمني كله تمام .
...... حازم : مش فاهم حاجة منك .
..........
حازم : فين المكان ..........
حازم : خلاص اتفقنا ، سلام .
أغلق حازم المكالمة وقال لدينا : فين ميس . فأجابت : في مكتبها .
فنهض حازم وقال : طيب روحي بلغيها أن سيف عايزنا كلنا في موضوع مهم ، الظاهر في تطورات ، وهو مستني في كافيه ، وعاوز نروحله ، أنا هانزل أستناكم في العربية ، خلصوا بسرعة وانزلوا .
هبط حازم ، وجلس في السيارة ينتظرهم ، مرت عشر دقائق حتي راهم قادمين ، واستقلوا السيارة ثم بدأ حازم في التحرك ، وبعد خمسة عشر دقيقة وصل حازم إلي المقهي الذي ينتظرهم فيه سيف ، وعندما أصبحوا بالداخل ، بحثوا عنه حتي رَآه حازم .

التفوا جميعاً حول المائدة ، وظلت عيون الجميع متعلقة بسيف في أنتظار سبب هذا الأجتماع الطارئ ، ثم بادر حازم بالكلام : خير يا سيف ، في حاجة حصلت .
فأجاب سيف بأبتسامة : خير أوي أن شاء الله ، بصوا بقي أنا جيبتكم هنا عشان نحتفل مع بعض بمناسبتين ، ثم نظر إلي ميس واقترب منها وأمسك بيدها وقال : ميس حبيبتي أنا وعدتك أني هاحميكي أنتي ومريم ، ومش هاسمح بأي حاجة تحصل لكم ، وأتمني أن ربنا يقدرني وأكون عند وعدي ، وأول خطوة في تنفيذ الوعد ده أتمني أكون نجحت فيها ، ثم قام بأخراج عقد التنازل من سترته وأضاف قائلاً : أتفضلي ، بنتك محدش حيقدر في يوم من الأيام يأخدها منك ، حتي لما تبلغ السن القانوني ، خلاص مبقاش ليه حقوق عليها .
أمسكت ميس بالعقد ، وظلت عيونها تجري علي الكلمات المكتوبة والتوقيع ، وهي لا تستطيع أن تصدق ما تراه أمامها ، ثم نظرت إلي سيف وقالت ودموع الفرح تطل من عينيها : سيف أنا مش مصدقة ، مش قادرة أستوعب اللي أنت عملته ، أنت رديت لي روحي ، ربنا يخليك ليا يارب .
نظر لها سيف بحب كبير ، ثم مرر أصابعه علي وجنتيها ليجفف دمعها وقال : ويخليكي ليا يا حبيبتي ، عشان أنتي روحي ، ثم صمت قليلاً و أضاف وهو يخرج شئ صغير ويضعه أمامها : دي أول مناسبة ، والمناسبة التانية اللي أتمني أنك تسعديني وتوافقي عليها ، ممكن تقبلي أنك تكوني حبيبتي ومراتي لأخر يوم في عمري ، ثم فتح العلبة الصغيرة وأخرج منها خاتم وقال : ممكن توافقي . نظرت له ميس ثم نظرت إلي الخاتم وهي تشعر بسعادة بالغة ، سعادة لم تكن تعرف أنها موجودة ، سعادة لم تشعر بها من قبل وقالت وهي تحرك رأسها علامة علي الموافقة : طبعا موافقه ..موافقة جداً .
ابتسم سيف لها وأمسك يدها ووضع الخاتم في أصبعها ، ثم أنحني مقبلا يدها قائلا : أنا دلوقتي أسعد أنسان في الدنيا ، وأوعدك يا ميس أن سعادتك انتى ومريم هاتبقي أول أولوياتي ..
كانت دينا وحازم جالسان كالمشاهدين لفيلم رومانسي ، ثم مالت دينا علي حازم وقالت له بصوت منخفض : شايف الرجالة اللي بتفهم ، شايف بيتقدم لها ازاي ، مش ناس تانية رايحة تقول عايز أتنيل أتجوزك .
فأجابها حازم بصوت منخفض : بذمتك يا شيخة ، أنتي ينفع معاكي النظام ده ، يعني لو كنت عملت زيه وعملت الشو ده وقدمتلك خاتم كنتي حتعملي ايه .
دينا : كنت هارميه في وشك علي طول .
فقال حازم : شفتي ، مش بقولك .
فنظرت له وقالت : تصدق وجهة نظر بردوه ، ثم نظرت لصديقتها وقالت : ألف مبروك يا ميس ربنا يتمم لكم علي خير ويسعدكم دايما .
ثم هنأ حازم صديقه وقال : مبروك يا أبو السيوف ، ألف مبروك ربنا يوفقكم ، ويلّا عشان نعمل خطوبتنا وفرحنا سوا .
فتسائل سيف قائلاً : أنت خطبت ؟.
فأجابه حازم : اه سبقتك وأتخبطت في مخي ، واتقدمت للهانم اللي جنبي ، وان شاء الله نعمل كلنا فرحنا سوا .
فقالت له دينا ببرود : ده علي أساس أن أنا وافقت وأهلي وافقوا ، والحياة حلوة وكده .
فأجابها حازم بنفس البرود : متخافيش يا حبيبتي هاتوافقوا ، ولو موافقتوش بالذوق ، يبقي تحت تهديد السلاح ، أنا جربته قبل كده ، بيجيب نتيجة كويسة .

بعد مغادرة سيف ، كان صلاح قد جن جنونه وبدأ يحطم كل شئ يقابله ، خرجت غرام من الغرفة ووقفت تشاهد ما يفعله وبمجرد أن توقف عن تحطيم الأشياء قالت له : الكلام اللي سمعته ده حقيقي ، أنت عايز ترجع لمراتك .
نظر لها صلاح بغضب شديد وقال : مالكيش فيه . فقالت : يعني أيه ماليش فيه ، ووعدك ليا .
فضحك صلاح بسخرية : وعد ايه يا روح أمك ، أنتي صدقتي نفسك يا بت وأفتكرتي نفسك بنى ادمة بجد ، حد قالك أن صلاح بيلم زبالة غيره .
نظرت له غرام والدموع في عينيها تأبي النزول وقالت : عندك حق ، بس الزبالة دي علي الأقل من حقها تختار نوع الصفيحة اللي تترمي فيها .
قالت كلماتها وهمت بالخروج من المنزل ، ولكنها وجدت صلاح يجذبها من شعرها حتي أسقطها أرضاً وبدأ يسحبها وهو يقول : انا صفيحة زبالة ، يا واطية ، يا سافلة ، أنا صلاح تقوليلي كده ، أنا هاربيكي دلوقتي وأعلمك تتكلمي معايا ازاي ، واستمر في سحبها حتي غرفة النوم وهي تصرخ وتحاول أن تتخلص من قبضته ولكنها لم تستطيع . دلف بها صلاح لغرفة النوم ، وقام بحملها وإلقائه علي السرير ، ثم شرع في تمزيق ملابسها وخلع حزامه وأنهال به علي جسدها العاري ، وهي تصرخ وتحاول المقاومة ، ولكنه لم يرحمها أو يستمع لها ، كان يضربها كأنه ينتقم من سيف وميس فيها ، ظل هكذا حتي خارت قواه ، فتوقف عن الضرب ، ولكنه لم يتوقف عن العقاب ، فقام بأغتصابها بمنتهي الوحشية عدة مرات ، ظلت غرام تصرخ في البداية وتحاول أن تقاوم ، ولكن بعد فترة من الأعتداء ، سكنت ولَم تعد تتحرك أو تقاوم ، سكنت ودماؤها قد سالت من أثار الضرب والتعذيب والأغتصاب .

ما هو مصير غرام ؟ وما الذي سيفعله صلاح ؟ انتظروني مع القادم . 

•تابع الفصل التالي "رواية من نافذة قلبي" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent