رواية اقدار لا ترحم الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سيليا البحيري

 رواية اقدار لا ترحم الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سيليا البحيري

فصل 11
في فيلا زاهر الحسيني – والد هايدي
هايدي (بتحدف شنطتها على الكنبة وبتقعد بعصبية):
– مازن الحقير! 
كسرلي قلبي و ساب امه تغلط فيا و تقولي كلام زي السم 
– أنا اللي ادّيته اسمي وعمري و… وهو يرميلي كلمة كده؟!
صافي (بتبصلها بحدة):
– هايدي! خفّي صوتك شوية!
– إنتِ اللي كنتي بتكلميه بأسلوب جارح كأنكِ بترفديه!
– نسيتي إنه هو السبب اللي مخلي عيشتنا مترفّهة كده؟
هايدي (باحتقار):
– سبب؟ أنا السبب!
– أنا اللي استحملت نفسيته ونفسية أهله!
– وأمه؟ أمه بتكرهني، بتعاملني كإني عار في حياتهم!
ساندي (بتهزر وهي حاطة رجل على رجل):
– غريبة… لو أنا مكانك،
– كنت دلّعته وخلّيته يدوب فيا كل يوم!
– وأصلاً… لو كنت مراته، كان زمانه بيحبني أكتر منك!
هايدي (بعصبية):
– بس إنتِ مش أنا يا ساندي!
– إنتِ لسه عيلة… ما تعرفيش حاجة عن الجواز!
زاهر (من ورا الجرنال، بنبرة باردة):
– كفاية لعب عيال.
– مازن هو أماننا.
– حطّي مشاكلك على جنب.
– لو خسرنا ثقته… هنخسر أكتر مما تتخيلي.
صافي (بتقوم وبتتكلم بحزم):
– بكرة، أول حاجة تعمليها؟
– تروحي له وتتصرفي كإنك أحنّ زوجة في الدنيا…
– دلّعيه، ابوسي إيده حتى لو مضطرة!
– فاهمة؟
– مازن كنز… وممنوع نضيّعه بسبب غبائك وغرورك!
هايدي (بتكزّ على سنانها وبتخفض صوتها):
– كنز… وأنا السجّانة!
– طيب… زي ما أنتو عايزين، هرجعله.
ساندي (بابتسامة فيها مكر):
– وخلي بالك يا هايدي…
– الكنوز دايمًا بيسرقوها ناس أذكى مننا 😉
نظرة نارية من هايدي… وسكوت تقيل في الأوضة
*****************
هايدي (وهي بتعدّي إيدها على شعرها بعصبية وبتكتم غليانها):
– المشكلة مش مازن بس…
– المشكلة في حماتي، مدام هدى…
– عمرها ما قدرتني!
– شايفاني دخيلة… كإني شبح سِوِد في حياتهم!
صافي (رافعه حاجبها ومتفاجئة):
– هدى؟
– أم سيف؟
هايدي (بمرار):
– أيوه!
– عاشقة ياسمين، مرات إيهاب!
– كل يوم تتغزّل فيها كأنها ملاك نازل من السما…
– وأنا؟ كأني وصمة عار في نظرها.
ساندي (بتضحك بسخرية وهي بترشف من العصير):
– يعني بصراحة، معاكي حق يا هايدي…
– لو أنا مكانها، غالبًا ما كنتش حبيتك برضو 😏
هايدي (بتبصلها بنظرة مولّعة):
– مش وقت الهزار يا ساندي!
زاهر (بيتنهّد من ورا الجرنال، من غير ما يبص):
– هدى ست تقليدية… بتحكم على الناس من أول نظرة.
– بس مش مهم… إحنا مش رايحين نكسب ودّها،
– إحنا داخلين ناخد نصيبنا من العيلة دي.
صافي (بحزم):
– بس لازم تكسبيلها رضاها لو عاوزة خطتنا تكمل…
– لعبي دورك صح، وخلّيها ترضى بيكي غصب عنها.
– وخلي ياسمين دي تنزل من فوق عرشها شوية…
– لو قدرتي.
هايدي (بتمتم بسخرية وعينيها مولعة حقد):
– ياسمين؟ دي هتشوف بعينها…
– الطيبة اللي بتتباهى بيها؟ هطيّحها من على القمة قريب.
ساندي (بغمزة خبيثة):
– بس بسرعة بقى… قبل ما يطيّحوكِ إنتِ الأول 😌
نظرة قاتلة من هايدي… والمشهد يخلص على جو تقيل كله غل وتحريض
*******************
في مكتب المأذون – الساعة ٤ العصر
الكل كان موجود…
سيف، سيلين، إيهاب، مازن، الوالد سليم، أمينة، والطفلة تاليا.
الجو كان هادي… فيه رهبة اللحظة، بس كمان فيه دفء وإصرار باينين في العيون.
سيف قاعد جنب سيلين في بدلة سودا شيك، ساكن وراسي كعادته.
سيلين لابسة فستان أبيض بسيط وراقي، ووشها هادي ومحترم.
سليم قاعد قدامهم، بيبص عليهم بحكمة وسكوت.
إيهاب ومازن بيوقّعوا كشهود.
المأذون (بابتسامة رسمية):
– إن شاء الله يكون زواج خير وبركة.
– نبدأ الإجراءات؟
سليم (بصوت هادي فيه وقار):
– قبل ما نبدأ، عايز أقول كلمتين.
– أنا معرفش تفاصيل اللي حصل في الماضي يا بنتي…
– بس أنا راجل بشوف الناس بعيوني، مش بكلام الناس.
– ومن أول ما شوفتك، حسّيت فيكي احترام ووجع…
– ويمكن الوجع ده هو اللي هيخلي بينكم تفاهم.
سيلين (بكل احترام):
– شكراً ليك يا أستاذ سليم…
– أنا مش عايزة غير أعيش في سلام مع بنتي…
– والجوازة دي… بداية جديدة.
– مش للحب، لكن للعدل.
تاليا (بفرحة وهي ماسكة إيد سيف):
– أنا فرحانة أوي علشان هنعيش مع بابا سيف… صح يا ماما؟
أمينة (وعنيها بتدمع وابتسامتها دافية):
– ربنا يديم الفرح ده عليكم يا حبايبي…
– إنتِ يا سيلين ما تستاهليش غير كل خير.
إيهاب (بمزاح خفيف وهو بيمضي):
– يعني في الآخر أخونا الكبير قرر يسبقنا بالعقل!
– أنا وياسمين اتجوزنا حب…
– وإنت اتجوزت تخطيط… بس باين كده هتوصلوا لنفس النهاية.
مازن (وهو بيمضي وبيضحك):
– ربنا يسعدكم يا سيف…
– أنا فرحان إنك لاقيت اللي تشاركك الطريق…
– حتى لو الطريق مش سهل.
سيف (بهدوء وثقة):
– المعركة لسه مخلصتش…
– بس سيلين مش لوحدها دلوقتي.
المأذون:
– على بركة الله… نبدأ؟
سيلين تبص لسيف… لحظة صمت، بس كلها قوة ورضا جوا عنيها.
سيف بيرد النظرة بنفس الثبات.
المشهد بيخلص على توقيع عقد الجواز…
تاليا بتسقف بفرحة بريئة، وأمينة بتعيط من الفرحة،
والوالد سليم بيهز راسه بإشارة رضا
**********************
فيلا حسام – الساعة ٥ العصر 
فيه توتر تقيل في الجو…
سُكون مخيف كأن العاصفة على الأبواب.
نوال قاعدة على الكنبة، ماسكة موبايلها وبتتصفح حاجة بزهق…
فجأة حسام بيخش زي العاصفة، باين عليه طالع من مكالمة قلبت دمه.
حسام (صوته بيرتجف من الغضب وهو بيقفل الموبايل بعنف):
– اتجوزت!
– الوغدة دي فعلاً اتجوزت!!
– سيف البحيري يا نوال! عند المأذون!
نوال (بترفع راسها بذهول وبتقوم بسرعة):
– إيه؟!
– إنت متأكد؟
– اتجوزت سيف البحيري؟! هو دا اللي شوفتها معاه في المطعم؟!
حسام (ماسك نفسه بالعافية وبيتمشى رايح جاي):
– عماد بنفسه شافهم…
– الاتنين عند المأذون، ومعاهم إخوات سيف…
– يعني الجوازة رسمية، مش لعبة ولا تمثيل!
نوال (عنياها بتتسع من الصدمة، وبعدين لهجتها بتتحول لسم):
– اتجوزت علشان تحمي البنت…
– يعني الكاميرات كانت شغالة!
– وشافت وسجلت كل حاجة قلناها عن الحضانة!
حسام (بيمسك مزهرية غالية ويكسرها على الأرض):
– مش ممكن!
– كانت دايمًا بتبصلي بنظرة تحدي… بس عمر ما جه في دماغي إنها توصل لكده!
– دي كانت تحت رجلي!
– كنت فاكرها هتفضل ضعيفة… مذلولة…!
نوال (مسكة دراع الكنبة وبتعصره):
– ولسه بتكلمك من فوق…
– كأنها أقوى منك حتى بعد اللي عملته فيها!
– إزاي رجعت على رجليها؟ واتجوزت واحد زي سيف؟!
حسام (بيبص لها بجنون):
– دا مش أي حد يا نوال… دا سيف البحيري!
– أغنى مني، أنضف مني، أقوى مني…
– وكل الناس هتصدقها… مش أنا!
نوال (ببرود شيطاني):
– يعني خسرنا أول جولة.
حسام (يضرب على الترابيزة):
– الحرب لسه مخلصتش!
– اللي بنيته في سنين مش هتهده جوازة في يوم!
– أنا هاخد البنت…
– وهخليها تدفع التمن… مش هسيبها ترتاح لحظة!
نوال (بصوت هادي بس عنيها مولعة):
– بس المرة دي… نلعبها بعقل.
– مش هنسى شكلها وهي فرحانة قدام المأذون…
– بس قريب… هتشوف.
المشهد بيقفل على وش حسام المتولّع غضب…
بيبص على صورة عائلية معلقة…
وفجأة يضحك ضحكة قصيرة… مجنونة… كلها قهر وخذلان
*********************
بعد دقايق من نوبة غضبه
حسام واقف في نص الأوضة، أنفاسه تقيلة من كتر الغضب…
نوال بتحاول تهديه، لكن فجأة…
موبايله بيرن.
الاسم اللي ظاهر عالشاشة: "سيلين"
نوال (بتزعق):
– مين بيتصل في وقت زي دا؟!
حسام (بيبص في الموبايل، عروقه بتنتفخ):
– هي…
– هي اللي بتتصل!
– سيلين!!!
(بيضغط على زر الرد بعصبية، ويحط الموبايل على السبيكر)
🎧 سيلين (بصوت ناعم، ساخر، وهادي بطريقة تخوف):
– مساء الغضب يا حسام…
– سمعت إنك بدأت تكسر في البيت؟
– حد قالك إن الغضب عمره ما نفع معايا؟
– أنا دايمًا… بطلع فوق.
حسام (ينفجر):
– اتجوزتيه؟!!
– فاكرة إن الجوازة دي هتحميكي؟!
– والله العظيم لو آخر حاجة أعملها في حياتي… هاخد منك تاليا!
– وهخليكي تندمي على كل نفس بتاخديه برا السجن!
🎧 سيلين (بتضحك ضحكة هادية وساخرة):
– أووف… لسه بتعيد وتزيد في نفس الأغنية القديمة؟
– على فكرة… نسيت تشيل الكاميرات يا عبقري!
– والأوراق اللي ناوي تودّيها المحكمة؟
– اتحرقت قبل ما تتطبع حتى.
نوال (بهمس وهي وشها شاحب):
– إزاي؟! مستحيل…
🎧 سيلين (بتحدي هادي):
– كنت فاكراك أذكى من كده… بس كالعادة خيّبت ظني.
– آه، على فكرة… معايا مفاجأة ليك.
(لحظة سُكون… وفجأة صوت سيف يدوّي)
🎧 سيف (بصوته الرجولي الحازم):
– حسام…
– أي خطوة تانية تجاه سيلين، بنتها، أو حتى الدادة أمينة…
– هتلاقيني واقفلك بنفسي.
– وصدقني… مش هتستحمل اللي جاي.
حسام (يتلخبط، وبعدين يصرخ):
– إنت متعرفنيش! أنا…
🎧 سيف (يقطعه ببرود مرعب):
– أنا عارفك أكتر ما إنت عارف نفسك.
– سارق… كداب… وغبي.
– والأسوأ من ده كله؟ جبان…
– عشان حتى مش قادر تواجه اللي ظلمتهم برجولة.
– اللعب خلص يا حسام…
– من دلوقتي… إنت بتلعب على أرضي.
(المكالمة تقفل… وصمت تقيل يسيطر على المكان)
نوال (بصوت مش مصدقة):
– قالك… اللعب خلص.
حسام (بيرتجف، ساكت ثواني… وبعدين ينفجر):
– أنا حسام!!!
– محدش يهددني!!!
– دي حرب… وهنزل فيها بكل اللي عندي!
المشهد بيقفل على حسام وسط الخراب اللي حواليه… نوال واقفة مصدومة، والموبايل مرمي على الأرض… والغضب مالي الأوضة.
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*

•تابع الفصل التالي "رواية اقدار لا ترحم " اضغط على اسم الرواية

تعليقات