رواية اسياد الحب والحرب الفصل العاشر 10 - بقلم ياسمينا احمد
تسلق احدى المواسير وبدأ الزحف لأعلى وبهدوء شديد وحذر وصل الى الغرفة التى توقع وجودها فيها
والتى كان يقف على بابها رجلان ضخام الجثة بأسلحه وبمهارة وهدوء ينم عن رجل اعتاد تلك المخاطرة و الامر سلس بالنسبة له
...سقط خلفهم وبحركة سريعة جذب احداهم من عنقه واستند الى الاخر بقدمه فى جزء من الثانية كان الرجلان ارضا
هتف هو بسخريه
- معلش يا حبايبى مجرد كسر رقبه بسيط ..تقوموا بالسلامه
فتح الباب فى اليه تامه وبحث عنها بعينيه تقف فى منتصف الغرفة
فى حالة سيئة للغاية حيث اثار الدماء على وجهها المختلطة بالدموع وركض نحوها فى قلق
ونادها :
- فرحه ...انت كويسة؟
رفعت بصرها نحوه ،لتصدق ماسمعته أذنيها وارتخت قسماتها اثر رؤيته امامها من جديد
بدء يفك قيدها فى عجل وما ان إنتهي حتى سقطت فى احضانه وانتحبت بشكل هستيرى واشتكت له بألم :
- زين ...اهئ اهئ اهئ ...خدوا القميص
احتضنها زين بإشتياق ولوى فمه بسخرية :
- والنعمة مجنونه ... وربت على ظهرها بحنو
- معلش حبببتى هجبلك غيروا
جذبها تحت ابطة وسار بها الي الخارج وبدء التسلل للخروج ...
وهو يتوقع الاسوأ أخرج من وراء ظهره مسدسان وامسك كف فرحه ووضع احداهم فى راحت يدها فرحة ودفعها خلف ظهره
اتسعت عينيها ببلاهه وهتفت برعب :
- اعمل بيه دا ..
لوى فمه بإمتعاض وهو يجيبها:
- سلكى بيه سنانك ....هتكونى هتعملى بيه ايه ...احمى ضهرى ...يلا
ودفعها نحو ظهره ارتعشت يدها وهى تمسك هذا الشيئ العجيب ، حاولت جمع شتات نفسها وامسكت به كما شاهدت بالتلفاز من قبل وصوبت المسدس نحو ظهره بيد مرتعشة
التفت زين فى توجس اذا شعر بفوهة المسدس ملتصقة بظهره وما ان وجدها حتى فرك وجهه بعصبية وهتف :
- كدا هتموتينى انا
صرخت عاليا برعب:
- اعمل ايه اعمل ايه؟
دفعها نحو ظهره مجددا وبسرعة وهتف وهو يشهر سلاحه للامام :
_ احمــي ظهـــري
اطلاق النيران على عدد من الافراد بحرفية عالية وبلمح البصر
ادار وجهها للخلف والتصق بظهرها ليكونوا رجلا واحدا بوجهين
كانت فرحة تغلق عينيها بقوة اثر اطلاق النيران المتبادل والتصقت بظهره وتبعته اينما خطا
خرج بها من وسط اعدد من الجثث المخلفة من ورائه لتصرخ هي:
- ماتوا كلهم ...ماتوا
هدر هو بدهشة وسخط :
- يا بنتى انتى قربيتهم ولا ايه ولا ابوكى حانوتى ..اسكتى
وقفت بوجه وامسكت بتلابيبه وهتفت برعب
- خرجنى من هنا ...بالله عليك
نظر الي عمق عينها وهتف بعنف :
- هتسمعى الكلام ...
حركت رأسها بسرعة وبخوف بادى على قسماتها:
_هسمع ..حاضر ..
عاود السؤال بجديه :
- هتثقى فيا ؟!
صاحت برعب وبدون وعي :
- ايوة ...ايوة
دس يده فى جيبه واخرج حقنة فإلتفت الى ما بيده وقبل ان ينبث فمها بالسؤال ،غرسها فى جانب عنقها ،اغمضت عينيها بألم وبدأت تشعر بالبرودة تدب فى اوصالها تشبثت بملابسه و
هتفت بصوت متقطع :
..ليه ...عملت...ك...د..ه ؟
علق بصره بها وتفحص تراخى عضلات وجهها بينما هي وقعت بين احضانه فاحتضن خصرها بقوة واسبل عينيه فى قلق
*************************************************************
في الصعيد
وقفت زينات من جديد على اقدامها وتمسكت بقوتها للدفاع لاخر نفس عن ابنتها امام عمها وهدان القناوي
الذى تحدث بغضب:
- بتك فضحتنا وحاطت راسنا فى الطين ، وانتى تجولي لا بتى شريفة وابصر ايه ادينى دليل واحد على انها شريفة
هتفت مدافعه :
- بتى اشرف من الشرف هى هربت ايوة مش هنكر بس هى كانت خايفة من ابوها ايوة عمره ما عاملها كويس عشان تحب صنف راجل هي وبت خالتها اتعقدوا من صنفهم مستحيل تهرب مع حد او تثق في حد
لوح بيدة بغير اهتمام :
- احنا ما نفهمش الكلام دا ،احنا فى مصيبة اللى نعرفه ان بتك غفلتكوا كلكوا وركبت عربية مع راجل غريب قصاد عين ولاد عمها ،كانها بتجلهم اها اللى عشجته خلصنى من اديكم
كان عزام يستمع الى الحديث بغضب جم فأنتفض من مكانه مسرعا نحو الخارج
زفر برهام بتأفف:
- اديكي شايفة اها عملت اية فى سيد الرجالة زينة شباب البلد ، خلت الكل يلسن علية وعلى هروب عروسته وياريتها غريبه دى بت عمه ،ولدى اللى كان كييف السبع يعدل المايلة بنظرة قضيت عليه
جف حلق زينات وفرغت التبريرات وهتف اخيرا:
- طيب ساعدونى الاقيها ،واوعدك هاخدها وابعد عن هنا ومش هتجيلكم من ورانا اي مشاكل
اعتدل فى جلسته وزمجر بتعصب :
- احنا عارفين نلاجوها ، وان لاقيناها ما لهاش دية غير الجتل
ركعت تحت قدمه بحزن وتواسل :
- ابوس رجلك ياحاج انا ماليش غيرها فى الدنيا دى اخر حاجة فاضلالي فى الدنيا لو قتلتها يبقي قتلت اتنين مش واحدة ، انت حاجج بيت الله وانا نحلف عن بتى انها شريفة وكانت وزة شيطان
ابعد قدمه وسحبها من يدها ليوقفها وهتف بجمود :
- لو مش الموت هيبقي فيه الاوعر من الموت
شخص بصرها وهى تخمن من نظرات عينيه القاتمه ما هو ولكن فشلت ،هتفت بتوجس وريبة:
- ايـــه ،هـــو ؟!
ترك يدها وتحدث بنبرة مميته اقرب للفحيح :
- الدخلة تبجي بلدى وبعديها تطلج ، سواء طلعت شريفة او لا
وقفت امامه فى تحير تام ، وفرغ فاها من الكلام حيث انها تخبطت ما بين الدعاء لها بالعودة ام بالبعد عن هنا
وقف ياسين ببنطال كافيه يناسب قامته الطويلة وتيشرت اسود بدون ياقه يرتدى نظارة سوداء ببرواز معدني فى نقطة فارغة فى وسط الصحراء يتابع ساعة يده بقلق وتوتر
عقد ساعديه واسند الى سيارته فى ملل فى انتظار رفيقه .
الذى ظهر بعربة جيب عالية تناسب البيئة الرملية التى تحيط بهم . اعتدل سريعا ووقف فى انتظاره .ترجل من السيارة سريعا واتجها نحو الباب الاخر تعجب ياسين من تصرفه
ونظر من تحت نظارته بإهتمام ،اذا بدا لة شيئا مهما بعد كل هذا التاخير
التقطت فرحة الغائبة عن الوعي ،وحملها بين يديه يتطاير شعرها الاسود مع الرياح كاليل اتي فى ضوء النهار
اتسعت عين ياسين وهتف بتعجب :
- ايه دا ؟!
اجابة زين وهو يقترب منه بجمود :
- دي فرحة فتح الله القناوى
صك اسنانه فى غضب وهدر بضيق :
- إنت اتجننت أنا لازم أكلم اللى معانا ،عشان يعرفوا جنانك
دا وصل لحد فين ،ودس يده الى جيبه واخرج هاتفه وشرع فى ضغط الازرار
قاطعه فى ذلك زين بغضب :
- انتوا مش كل اللى يهمكوا العملية ،هتم باى طريقة ودى واشار الى فرح ماحدش لي داخل بيها انا اللى اقرر مصيرها لان مصيرها بين ايدى وبس
وكزه ياسين فى كتفه بتعصب:
- انت غبي من الاول لما وقفت ليها ع الطريق ،وبغبائك دا فتحت العين عليك واديك لسة بتكمل فى اللى هيقضى عليك وعليها انت مش مسافر تصيف انت مسافر لجهنم الحمرة رايح للموت برجليك وياعالم ترجع تانى على رجليك ولا لا
لم يغضب منه زين لان ما قالة هو الحقيقة التامة
اقترب ياسين منه ووضع يده اسفل ظهر فرحة من بين يديه وهو يروضة:
- هاتها يازين هرجعها لاهلها
ابتعد بها لخطواتين للخلف وازاح يده بها بعيدا عن يده :
و اجاب بقوة :
- لا ،هتفضل معايا
عندها هدر ياسين بغضب:
- يعنى اية ؟!هى لعبة دى بنى ادمة يا زين ،وشغلنا كله تحت النار وجودها معاك خطر عليك وعليها ،زمان الدنيا كلها مقلوبة عليها ، قبلك انت ومفكرين انها تخصك ونقطة ضعفك ،احنا فى شغلتنا دى ما ينفعش يبقالنا نقطة ضعف
قبض جيدا على رسغ فرحة الغائبة عن الوعى
وحدق لصديقه بتحدى :
- وانا بقا هعمل العكس وهوريكوا كلكم انى قادر احمي نقطة ضعفى
ضيق عينه ليأسه من اقناع ذلك العنيد المتهور ،واقتحم المكان صوت مروحيه تهبط بإتجاهم حول نظرهما معا اليها
*********************************************
فى سيناء
هتف ياسين محذرا :
- كدا اللى بتعمله غلط ،وهتأذى نفسك
لم يستمع له اندفع نحو المروحيه بثقة وهو يحمل تلك المغيبة عن العالم بين يديه تحرك من ورئه ياسين فى محاولة اخرى
لتغير قرارة ،وامسك كتفه :
- يابنى ،اسمعنى هضيعنا كلنا العمليه كلها هتبوظ بسبب البت دى وياريتها هتنفع ،دانت هضيعها معاك
ابتلع ريقة بقلق واحتدت عيناه وهو يهدر الى صديقه بحدة، احكم قبضته على ذراع فرحة :
- مش هسيبها الا اما اتاكد انها فى امان ، انت عارف كويس انها اتشافت معايا والدنيا كلها هتقلب عليها
اجابة ياسين بنبرة جافة :
- وانت مالك ،مهتم لي ؟!
توتر قليلا وهتف بجديه :
- انا مهتم بيها
لو ى فمه ياسين واجابة بسخريه:
- انا قولت انت مهتم بيها
تأفف زين من مراوغته صديقه وهتف بجديه:
- انا ماشي
باغته ياسين بنظرة حادة ،وهتف بضيق :
- ابقي خلى بالك عليها ،وبلغنى اول باول بالجديد
اتجه زين نحو المروحية وصعد اليها ،وزفر بارتياح ونظر الى فرحة التى بين يديه وتأمل سكونها ازاح خصلات شعرها المتناثرة على شعرها وهتف بهدوء:
- مـــاتـــخــافـــيش ، انتى معايا فى امان
********************************************
الصعيد
كانت زينات تقف فى ردهة المنزل الكبير الذى يطل على الحديقه المزدهرة
ولازلت بقايا الصدمة التى القاها برهام على مسامع زينات عالقة بذهنها ،جعلتها فى عالم اخر من القلق والخوف ، تريد ان تحتضن ابنتها تريدها الى جوارها ولكن لاتريد لها مصير مظلم كذلك الذى تعانيه زفرت بالم :
- اااه ....يا فرحة ،يارب استرها عيها ،يارب انت عالم بحالي وغنى عن سؤالي
اقتحمت صابحة المكان وهى تهتف ساخرة :
- ادعيله ياخدها ، احسن
تشنجت قسمات زينات عند سماع صوت صابحة وتذمرت وهى تهدر :
- يا ختى حرام عليكي ،سبينى فى اللى انا فيه
اقتربت منها وهدرت ساخرة :
- اللى انتوا فيه ولا اللى احنا فيه ،جيتوا وجبتوا الخراب وياكوا
استدارت زينات لها بغضب:
_ مالك قرشة مالحتى من وقت ما جيت لي ، عايزة ايه يا صابحة سبتهالك مخضرة من سنين حلى عن دماغى وسبينى دلوقتى فى اللى انا فيه
حركت صابحة راسها بطريقة شرسة وهدرت :
_ انا مش قارشة مالحتك يا ختى انا عايزة اجرشك انتى بين سنانى ، رجعتوا انتى وجوزك ليه مش خدتم جاسمكم ورحتوا مصر ما بقالكمش هنا لا بيت ولا ارض رحتوا اتمرمطوا
وسفيتوا التراب اشكال والوان واما شبعتم فقر جيتى رسمتوا على جوازة بتكم اهنه تانى بتزرعلكوا هنا سجرا (شجرة)عشان تنعموا فى خيرها ،،وما تووجعش ميلة البخت الا على ولدى زينة الشباب يتعمل فيه اكدة ،اللى كان يمشى كيف السبع ،كل البنته تمنى التراب اللى تحت رجلة.....بتك انتى تهرب منه قبل فرحها بسبوع
هتفت زينات بمرارة :
_يا ستى حرام عليكي ،احنا مش عايزين كدا منه لله فتح الله هو اللى اتفق وياكوا من ورانا احنا جابنا على عمانا ، وبتى بس تيجى وهعرف منها كل حاجة
لوت فمها بسخريه :
- ايوة ايوة اعملوهم علينا ، مش عايخيل علينا كهن البندر انتى عارفة انى بت الحاج سعفان وانتى يا سلفتى قيمتك مش جمتى عشان تجعدى تتحدتى معايا على الفاضية والمليانه ،انا من الاول جولتلهم الجوازة دى ما هتجبش غير الخراب يلا خليهم كلهم يشربوا من مجايبهم
*********************************************************** عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية