رواية تقاطع طرق الفصل العاشر 10 - بقلم اميرة احمد

 رواية تقاطع طرق الفصل العاشر 10 - بقلم اميرة احمد

تقاطع طرق
الفصل العاشر
ترك علي سيارته أمام منزل سارة وطلب سيارة عن طريق إحدى التطبيقات وعاد الي مكان سيارة سارة بعد ان اتصل بسيارة مخصصة ليحمل عليها السيارة إلي مركز الإصلاح لكنه فوجئ برقم غريب يتصل به.... رد ف اتاه صوت رخيم:
 بشمهندس علي ازيك انا دكتور عمر عزالدين والد سارة
علي: ازي حضرتك يا دكتور
د عمر: انا بس كنت عايز اطمن على سارة.. هي كلمتني من موبايلك وقالتلي على اللي حصلها.. هي لسة معاك؟
علي: لأ يا دكتور انا روحتها البيت.... مش هينفع تفضل في الشارع كده وهي كانت بحالة متسمحلهاش خالص.. 
د عمر: شكرا يا ابني انا هاكلمها على تليفون البيت اطمن عليه... معلش انت تعرف عربيتها فين دلوقتي علشان ابعت حد يشوفها.
علي: العربية معايا يا دكتور متقلقش... انا في مركز الصيانة هاخلصها وارجعهالها تحت البيت.
هتف د عمر بحزم: متشكر جدا يا بشمهندس استأذنك بس لما تخلص العربية ابعتلي صورة الفاتورة على الرقم ده ورقم الحساب بتاعك علشان احولك الفلوس.
شعر علي بالاهانة وهتف: لأ طبعا يا دكتور... دي حاجة بسيطة.
د عمر قال كلماته لكنها تحمل في طياتها الكثير: معلش اعذرني يا بشمهندس هو حضرتك تدفع لسارة تصليح عربيتها ليه؟ انا والدها وهي ملزمة مني أنا بس...
علي: بس يا دكتور....
قاطعه دكتور عمر: خلاص لو حضرتك يا بشمهندس محرج انك تاخد مني فلوس حضرتك تقدر تسيب العربية في مركز الصيانة وانا هابعت حد يكمل تصليحها ويدفع الفاتورة و كفايه تعبناك معانا يا لحد كده و سايب شغلك كمان.
هتف علي بضيق من رضوخه لكلمات دكتور عمر: خلاص استاذنك بس يا دكتور هاخلص تصليح العربية وارجعها تحت البيت واللي حضرتك عاوزه هيكون... 
د عمر: شكرا يا بشمهندس.
علي: استاذنك بس يا دكتور تطمني علي سارة لما تكلمها.
قال د عمر بهدوء: ليه؟
هتف علي بضيق وقد احرجه الأخير بكلماته: علشان هي كانت حالتها مش كويسة لما وصلتها البيت
هتف د عمر بحزم: لا متقلقش طالما هي في البيت هتبقي كويسة.
هتف علي وقد فاض به الكيل: اعتقد يا دكتور اننا اتكلمنا قبل كده.. واتمني أنى أكون محل ثقة عند حضرتك.. معرفش ليه بتعاملني كأني حد غريب.
د عمر: بشمهندس علي... انا معنديش في الدنيا كلها غير سارة بنتي.. هي اهم حاجة عندي في الدنيا عاوزك بس تبقي فاهم كده.
علي: وسارة مهمة عندي زي ما هي مهمة عند حضرتك بالظبط.
د عمر: ولما هي مهمة عندك كده لسة قاعدة عندي في البيت بتعمل ايه؟؟ مجيتش طلبتها مني ليه لحد دلوقتي يا بشمهندس... اعتقد ان اخر مرة اتكلمنا فيها كان من حوالي 6 شهور.
هتف علي بضيق واضح على نبرة صوته: انا اسف يا دكتور انا بس محتاج وقت اكتر اتأكد فيه من مشاعري... و أنى مستعد للخطوة الجاية
هتف د عمر في حزم: لحد اما تتأكد استأذنك تبعد عن سارة.
ظهر الضيق واضح على نبرة علي وهتف: انا اسف يا دكتور لو كنت ضايقت حضرتك...  العربية والمفاتيح هيكونوا تحت البيت كمان ساعة.
همس د عمر برجاء: ياريت سارة متعرفش حاجة عن المكالمة دي... سارة بنتي الوحيدة وانت أكيد مقدر شعوري ك أب.
علي: أكيد طبعا يا دكتور... انا متفهم ومقدر جدا.
أغلق علي الهاتف وهو يفكر في كلام دكتور عمر ... هل هو حقا مستعد لتلك الخطوة.. مستعد ان يلتزم ويرتبط بسارة برباط مقدس أبدي مدي الحياة..... خائف هو... يشفق عليها من نفسه... يخشى ان يتحول في يوم من الأيام لوالده ويتركها وحيدة تواجه مصيرها في الدنيا وحدها مثلما فعل والده بوالدته من قبل حين طلقها بعد ان انجبته بثلاث سنوات وهاجر إلي كندا ... وتركها وحيدة تصارع الحياة مع طفلها ... حتي توفت وهي في الأربعين من عمرها تاركة خلفها وحيدها في السادسة عشر عاما يتخبط في الحياة كيف يشاء.. ولم يكلف والده عناء السؤال عنه كل تلك السنوات سوي رسالة وصلته منذ 10أعوام من محامي والده يخبره فيها ان والده توفاه الله ويرسل إليه نصيبه من الميراث.
أنه يحب سارة، بل يعشقها.. لكن كيف يضمن لها ان يكن لها الزوج الذي تستحقه... كيف يمكنه ان يربط نفسه معها برباط أبدي... كيف يضمن لها ان مشاعره لن تتغير على مدار السنوات.. وان ضمن لها هو مشاعره فمن يضمن له انها لن تمل منه بعد ان تعاشره او تخفت مشاعرها....
عزم أمره وأخذ قراره..... يجب أن يبتعد.
----------------------------------------------
وفي إحدى المطاعم التي اعتاد أحمد وهدي اللقاء بها. جلس الثنائي وكان قد عزم أحمد أمره هو الاخر...
جلس أحمد أمام هدي، يطالعها بحب، ثم قال بلا تردد: هدي انا عاوز رقم أخوكي.
ارتبكت هدي وهتفت بقلق: ليه؟
رفع أحمد كتفيه ببساطة: عاوز اتقدملك.. هاخطبك يا هدي.
اتسعت حدقتي هدي وهتفت بتوتر: لا مش دلوقتي يا أحمد.
أحمد: امال امتي؟ انا مقبلش علاقتي بيكي تفضل كده.. انا عندي أخت بنت وانا بحبك و عايز اتجوزك.
تحول وجه هدي للون الأصفر وهتفت بنبرة مرتبكة: ارجوك يا أحمد افهمني... انا خايفة من الخطوة دي... انت عارف اللي حصلي قبل كده.
ابتسم أحمد بمرارة: خايفة اموت و اسيبك؟
فزعت هدي حين ذكر أحمد الموت امامها وهتفت: بعد الشر عنك يا أحمد أكيد مقصدش كده.. ممكن متقولش الكلمة دي تاني.
ابتسم أحمد: خلاص يبقي تديني رقم أخوكي... واوعدك مش هنتجوز إلا لما تكوني انتي مستعدة نفسية ...
قاطعته هدي: بس يا أحمد...
قاطعها أحمد بحزم: لو مدتينيش الرقم دلوقتي.. هسافرله بكرة الصبح و هاروح عندكوا البيت... ولا انتي مش عايزة تتجوزيني... لو ناوية ترفضي قولي من دلوقتي.
ضحكت هدي بخفة: لأ اطمن... بس حتي لو سافرت هتعرف بيتنا منين؟
أحمد: عادي هسأل يارا.
رفعت هدي حاجبيها وهتفت ضاحكة: يارا جت عندي البيت مرتين بالعافية مش هتساعدك.
مال أحمد على الطاولة أمامهم يقترب منها أكثر وهتف بحزم وهو ينظر إلى عينيها: هافضل اسأل كل واحد ماشي في الشارع في اسكندرية لحد اما أوصل لبيتكوا.
ضحكت هدي بدلال: لاااا انت كده هتعملي فضيحة بجلاجل... هديك انا العنوان أسهل... ولا اقولك خد رقم تليفون هادي اهو كلمه و اتصرف معاه.
ضحك أحمد: ما كان من الأول.
--------------------------------------------------
وفي اليوم التالي التقت هدي بيارا في مركز التجميل الخاص بهما... كانت تتشوق هدي أن تزف الأخبار لصديقة عمرها...
 جلست هدي أمام يارا وهتفت بحماس: هاقولك خبر هيفرحك.
ضحكت يارا بخفة وهتفت ساخرة: أخيرا جايبة حاجة تفرح.. كل اخبارك زي الزفت.
احمرت وجنتي هدي وهمست: ربنا فك عقدة لسان أحمد.... عاوز يخطبني
اقتربت منها يارا واحتضنتها بفرح حقيقي كان واضحا على نبرتها: مبرررروك.. 
ثم أبتعدت عنها، تنظر إلي عينيها بقلق وأردفت: بس شكلك مش فرحان ليه؟ اوعي تكوني رفضتيه.. ده انا اموتك.
ابتسمت هدي برغم القلق الواضح في صوتها وقالت: لا وافقت... بس انا خايفة.
يارا: سيبي نفسك وحبي أحمد... انتي تستحقي تكوني سعيدة.
هدي: طيب وأهل عمر اقولهم ازاي؟ أحمد اتفق مع هادي علي الخطوبة الأسبوع الجاي
يارا: عادي جداا... بعد الخطوبة هتتصلي بيهم وتبلغيهم.. وهما المفروض يفرحولك.
هدي: انا خايفة من المواجهة جداا
يارا: جمدي قلبك كده... ايه ده انتي بتقولي كمان أسبوع.. طيب وهتلحقوا تحجزوا قاعة وتشتري فستان و كده؟
هدي: لا انا مش هاعمل حفلة... هو نلبس الدبل في أي مكان وخلاص
صاحت يارا: ايييه يا بنتي ده.. انتى عروسة... لازم تفرحي
هدي: لا، كده احسن بكتيير انا مش عاوزة حفلة كبيرة.. مش كفاية أحمد عاوز يعمل فرح كبير.
وكزتها يارا بكتفها في كتفها وهتفت: حقه.. الراجل فرحان وعاوز يفرح بيكي ويفرحك..
ضحكت هدي: ومستعجل اووي.. اديته رقم هادي امبارح كلمه وخلال 3 ساعات كان قاعد في بيتنا في اسكندرية بيقرا الفاتحة وانا هنا حتى ملحقتش اروح.
نظرت لها يارا وهتفت بحركة درامية: الحب يا أمير الحب.
ضحكت كلتاهما، ثم أردفت يارا: و طبعا الحاجة ام هادي الفرحة مش سايعاها.
ضحكت هدي بشده وهتفت: ماما عمالة تزغرط من دلوقتي.. معرفش بتعاملوني على أنى حمل تقيل عاوزين تخلصوا منه.
يارا: بالعكس يا دودو احنا عاوزين نفرح بيكي.. بصي بقي يا ستي ... انا هاكلم خالد يكلم أحمد وتعملوا الخطوبة عندنا في البيت.. اهو ارض محايدة والجنينة بتاعت الفيلا كبيرة و على الأقل نعزم صحابنا ونهيص شوية.
هدي: بلاش يا يارا خلينا زي ما اتفقنا أحسن.
رفعت يارا عينيها عن هاتفها وقالت بحزم مفتعل: خلااااص صدر الفرمان وبعت لخالد رسالة و دلوقتي تلاقيه بيكلم احمد يظبط معاه.
هدي: شكرا يا يارا انتي بجد اختي اللي امي مخلفتهاش.
يارا: بطلي عبط احنا اخوات.
احتضنت الفتاتان بعض في سعادة ومرح.
-----------------------------------------------------------
في منزل أدم بينما هو يجلس وحيدا في غرفته مستلقي على فراشه سمع طرقات على الباب و ما هي الا لحظات و دلفت والدته الي الغرفة.
الأم: انت صاحي يا حبيبي.
أدم: اه يا ماما محتاجة حاجة.
الأم: في واحدة يا ابني بتسأل عليك بره انا دخلتها في الصالون مستنياك.
تغيرت ملامح أدم وهتف: واحدة مين يا أمي.. انتي متأكده انها بتسأل عليا انا.
الأم: اه يا ابني سألت عليك بالأسم .... معرفش اسمها تقريبا ليلي.
أدم: طيب معلش يا ماما تقدملها حاجة تشربها على ما اغير هدومي وتسيبنا لوحدنا بعد اذنك.
الأم: حاضر.
ارتدي أدم ملابسه سريعا وذهب إلى غرفة الاستقبال فوجد ليلي تنتظره بالداخل دلف إلى الغرفة وأغلق خلفه الباب... نظر أدم لها بضيق بدي واضحا على محياه وهتف: انتي بتعملي ايه هنا؟
همست ليلي بضعف: أدم انا بقالي شهور بحاول اوصلك.. مش بترد على موبايلك ولا المسدجات اللي بابعتهالك و انا فعلا محتاجة أتكلم معاك.
اعرض أدم عنها وقال بحزم: مفيش حاجة نتكلم فيها.
ليلي: على الأقل اديني الحق أنى ادافع عن نفسي واشرحلك الحقيقة.
هتف أدم بحدة: تشرحيلي ايه؟؟ خدعتيني ازاي؟ و لا جاية تكدبي عليا؟
لمعت الدموع بعيني ليلي وهمست: لا انا مش هاكدب عليك... انا مخدعتكش يا أدم... انا لما سافرت السعودية مع بابا واخواتي بعد التخرج.. بابا اجبرني أنى اتجوز مروان ابن عمي... انا مكنتش بحبه ورفضت كتير... بس بابا أصر و مقدرتش أنى أقوله لأ ... طول عمري بحس بوحدة وكسرة بين أهلي... اخواتي كلهم رجالة مفيش حد فيهم فاهمني وماما اتوفت وانا لسة صغيرة.... كنت حاسة ان افكاري ممكن في يوم توصلني للانتحار........ كنت حاسة دايما بعدم الانتماء............ يمكن تستغرب ازاي طفلة عندها 7 سنين بس تبقي حاسة بعدم الانتماء وانها تدرك وتفهم من وهي صغيرة ان المكان ده مش مكانها ........ كنت دايما بحس أنى مش زي اللي حواليها حتى عيلتي كنت بحس أنى مش زيهم........ و ده خلاني عايشة في وحدة من وانا صغيرة....
" هو انتي تعرفي أصلا يعني ايه وحدة؟ انتي اكيد سمعتيها في فيلم او مسلسل"
" وحدة ايه و انتي في السن ده؟ احمدي ربنا انتي حواليكي اهلك........ بكرة تحسي بالوحدة بجد لما يمشوا"
كان ده رد الفعل اللي بقابله من الناس لما باتكلم عن اللي جوايا 
لكن في الحقيقة عمر ما حد فكر فيا او فكر انا بحس بايه او جوايا ايه........
كبرت وانا على نفس الوضع........دخلت الجامعة.. وقابلتك ووقتها اتغير كل شيء، كنت صاحبي بجد، الونس اللي ملقيتهوش في البيت، و لما سافرت مع بابا كان كل أمل اني ارجع واقابلك ... لقيته بيفاجأني اأنىلازم اتجوز مروان... ووفعلااتجوزته غصب عني... عشت معاه اصعب سنين في عمري... كلها ضرب وواهانه. كنت حاسة بغربة بجد.. في بلد مش بلدي... وراجل محبنيش ولا بيعرف يحب أصلا.... لحد اما هربت من السعودية وجيت على مصر ورفعت عليه دعوي طلاق في المحكمة.... للأسف مكنتش عارفة أخد حكم لصالحي بسبب اني مش معايا ادلة كفاية... ولحد اما قابلتك تاني و رجعلي أمل ان ممكن الحياة ترجع تحلو تاني... مقدرتش امسك نفس اأنىاحبك او أني أكون معاك... لما كنت باكلمك او اقابلك يا أدم كنت بحس أنى أنا ليلي .... ليلي اللي عايزة اكونها مش ليلي اللي اتفرضت عليا اعيشها...بس للأسف مروان عرف و مسابنيش في حالي.
 انت عارف يوم ما مروان شافنا ضربني في الشارع و سحلني وبهدلني... بس الحمد لله قدرت اهرب منه وروحت عملت محضر في القسم وكان في كاميرا في الشارع صورته... وبالمحضر ده قدرت اكسب القضية واخليه يطلقني غصب عنه.... انا اتطلقت يا أدم وقسيمة الطلاق اهي لو مش مصدقني.
فتحت ليلي حقيبة يدها وأخرجت منها ورقة ناولتها لأدم الذي ردها اليها مرة أخري دون ان ينظر فيها...
هتف أدم بحدة: ميفرقش معايا إنك اتطلقتي ولا لأ، للأسف انا مش هاقدر أكون معاكي... انا مش هانكر انا كنت بحبك بس الفترة اللي فاتت انا شيلت أي مشاعر ليكي من جوايا.
قاطعته ليلي وقد سقطت دمعة من عيناها: كنت؟
وقف أدم مبتعدا عنها وقال: انا مش هاقدر أكون مع واحدة مطلقة... ولا أهلي هيوافقوا أنى اتجوز واحدة كانت متجوزة راجل تاني.... انتي مفكرتيش احساسي هيكون ايه... وانا بالمسك وعارف ان في حد لمسك قبلي.. وانا باشوفك وعارف انك كنتي ملك لراجل تاني غيري يعمل اللي هو عايزه معاكي وقت ما هو عايز... انا اسف انا مش هاقدر.... كل راجل عنده قدرة وانا مقدرش اتحمل كده.
سقطت دموع ليلي على وجنتيها بلا توقف وقالت بضعف: انت كده بتحكم عليا بالإعدام يا أدم... انا من غيرك اموت.
ابتسم أدم بألم: انتي من غيري كنتي عايشة 8 سنين في حضن راجل تاني.... هتعيشي وتنبسطي، كمان محدش بيموت من غير حد يا ليلي.
قال أدم كلماته الأخيرة واشاح بوجهه عنها.. فقامت هي من مجلسها وفتحت باب الغرفة ووجهها مبلل بالدموع ومضت الي حيث لا رجعة، بينما أدم جلس ووضع رأسه بين راحتيه في ألم... حتى انه لم يلحظ والدته التي دخلت عليه و هو على هذه الحالة.
اقتربت والدته منه بحنان... لمست كفه وهمست: مالك يا ابني و مين دي؟
رفع أدم وجهه يواجها وقال بضعف: متشغليش بالك يا ماما دي واحدة كانت معايا في الجامعة.
الأم: طيب ودي نازلة بتعيط يا أدم انت زعلتها في حاجة.
حرك أدم رأسه بألم وقال: لا يا أمي، هي عندها مشكلة كانت عايزاني احلهالها بس مش هاقدر اساعدها.
الأم: لو في ايدك حاجة يا ابني تساعدها بيها ساعدها... إلا كسر الولايا يا ابني.
أدم: للأسف مفيش حاجة أقدر اقدمهالها... معنديش حلول لمشكلتها.
الأم: ربنا يصلحلها الحال يا ابني ويوقفلها ولاد الحلال.
قام أدم من مجلسه وقبل رأس والدته بحنان وعاد إلي غرفته محاولا النوم لينسي ما حدث للتو.... لكن النوم لم يمنحه الراحة التي كان يبحث عنها... 
وبعد عدة أيام كان حفل خطبة هدي وأحمد ..... اجتمع الأصدقاء في منزل خالد.... فرحين بأن أحمد وهدي قد قررا أخيرا ان يمضيا في طريق واحد يجمعهما.... كانت هدي تبدو كأميرة من الأميرات... حيث ارتدت فستان بلون السماء، برز لون عينيها الأزرق... وكذلك أحمد بدا وسيم في بذلته الكحلية اللون.
أقترب خالد من أحمد وهتف مازحا: اوباااا يا عريس ايه الحلاوة دي.
ضحك أحمد بخفة: والله حاسس أنى باتجوز لأول مرة
هتف أدم مازحا: ايه ده انت داخل علي جواز على طول ... فوق يا حبيبي دي خطوبة بس.. هاا ركز علشان متوديش نفسك في داهية مش هتلاقي اللي يلحقك.
وكز علي أدم في ساعده وهتف مازحا: سيبه يا أدم يتهور عادي مش خطيبته.
نظر أحمد ل علي وهتف وهو يرفع كفيه للسماء: عقبالك اما تتهور انت كمان.
خفتت الابتسامة من وجه علي وقال: لا خلينا فيك انت الأول ... و شوف عروسة للواد أدم ده عاوزين نرتاح منه.
رفع أدم كفه وصاح: ملكوش دعوة بيا انا كويس كده.
نظر خالد إلي أدم وقال بجدية: محدش كويس وهو لوحده يا أدم.
ضحك أدم: انا كويس دلوقتي سيبوني كده.
غمز علي لأدم وقال: عمتا الفرح مليان حاجات حلوة.. يارا وهدي موجبين معانا على الأخر.
مال عليه خالد وهتف مازحا: عندك حق انا حاسس أنى اتسرعت شوية.
أحمد: طيب اتلم بقي بدل ما يارا تسمعك و تيجي تسرعك بجد.
علي: قولتلك اللي بيتجوز بدري زي اللي بيسيب الحفلة ويروح الساعة 8 مترجعش تندم بقي دلوقتي.....  اسيبكم انا و اروح اشوف الحاجات الحلوة دي، وقفتي معاكوا هتجيبلي الفقر.
بقلم: أميرة أحمد

•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية

تعليقات