Ads by Google X

الروايات كاملة عبر التلجرام

رواية هيلين الفصل العاشر والاخير 10 - بقلم هنا محمود

الصفحة الرئيسية

 رواية هيلين الفصل العاشر والاخير 10 - بقلم هنا محمود

أتسعت عيناها بدهشة و هي تعيد كلماتة بتقطع ..:
_جمب أبوة؟!...
رفرفت بأهدابها و هي تُطالع محياه القريب مِنها..:
_تُقصد ايه؟...
ابتعدت عنه بعدما ادركت مقصدة ، استقامت و هي تعيد خصلاتها بعُنف ..:
_انتَ هو ابو روبين الحقيقي صَح؟...ازاي ؟....كُنت بتخون اخوك مع حبيبته؟!....ازاي مفكرتش فِيه ؟...شوفتها امتي اصلًا؟...
كلماتها مُبعثرة عقلها لا يستوعب الصدمة ...وقف امامها و هو يُحاول الإقتراب منها لتهدئتها ..:
_انتِ كُنتِ عارفة منين انه مش ابن وليام؟...
نهرته بسخط ..:
_ملكش دعوة كُنت عارفة منين ؟ ...جاوب عَليا..
لم تدعة يجيبها فقد تابعت بإنفعال و هي تربط الخيوط ببعضها..:
_وليام الي قَتلها صَح؟...هو عرف ان روبين مش ابنة عشان كده اتغير معاها !...يعني انا اختي ماتت بسببك انتَ....
لم تعطية الفرصة للدفاع عن نفسة ، دفعته بصدرة بقوة و هي تتحدث بصراخ..:
_انتَ السبب في موتها ....ازاي قدرت تعمل كده في اخوك ؟....و اتجوزتني ليه ؟....عايز مني ايه انا كمان؟....
سمح لها بالتفريغ عن غضبها مُتحملًا ضربتها التي كان بعضها مؤذي له ، حاوط ذراعها ليعيق حركتها اسفل مقاومتها ليُجيب بثبات..:
_عايزة تعرفي الحقيقة يبقا تسمعيني...
بروده لم يعفل شئ سوي انه أشعل نار غضبها أكثر ، احتدت مقاومتها ترغب في سحب يدها و هي تشرزة بسخط..:
_ايه البرود الي انتَ فيه ده ؟...انتَ أتسببت في موت حد فاهم يعني؟... دخلت ليه في حياتي تاني ؟..
عاق حركتها و هو يحتضنها ، جَلس بها أرضًا ليُحيطها بساقية و ذراعة مُسيطرًا علي حركتها ، يَعلم كم هي عنيدة ...صاح بها بقوة مما أجفل بدنها ..:
_بس خلاص اهدي و اسمعي...
هو خائف من فقدانها ، خائف الأ تُصدقة ....، اردفت بضيق و هي تسعي للتحرر من عناقة..:
_ازاي قدرت تسيب ابنك كُل ده ؟...انتَ ايه يا أخي؟...
شد علي عِناقها غير مكترث لحركتها..:
_من ٩ سنين ماما قررت تدي روما منحة لألمانيا كشكر لچيسكا عشان ربتك ....سكنها كان قريب مني مكنتش تعرف حد هِناك  كُنت بعتبرها اختي الصُغيرة اي حاجة بتحتاجها كنت ببقا معاها فيها ، لحد ما قالتلي ان حد بيطاردها من الجامعة و اتعدي علي سكنها ...
رطب شفتاه و تابع بغيظ من ذاته..:
_الوقت كان اتأخر اضطريت اخليها تبات الليلة دي عَندي بعد ما جاتلي ، اليوم دي جدي رفض للمرة التالتة اني أرجع البلد تاني حالتي كانت وحشة كُنت بكسر و بشرب مش شايف قُصادي لحد ما بدأت اغيب عن و عي ....
استد بجبينه علي كتفها يبتعد عن عيناها مُسترسلًا حديثة..:
_و لما صحيت أدركت الي حَصل ، وقتها اعترفتلي انها بتحبني و كانت قاصدة ان ده يحصل بينا عشان أجبر اكون معاها  .... أنا عارف روما بتحب السُلطة و النفوذ حسيت وقتها انا بتلوي دراعي و بتجبرني ، طردتها من البيت و خليت ماما ترجعها تاني ....
عيونها كانت مُستنكرة لحديثة كيف له ان يطردها !...اجابها علي سؤالها الصامت ..:
_ روما مكنتش زي ما انتِ فاكرة ، انا مش اول حد في حياتها هي بتسعي للسُلطة حبت تنتقم مني لما رجعت قربت من وليام و خلته يحبها و بلع هو الطُعم ...لما عرفت خبر حملها عملت فضيحة في البلد عشان تتجوزة و تلحق نفسها 
رفع عيونة ليعناها لثواني من الصمت مُردفًا بهدوء..:
_انتِ عارفة روما و عارفة شخصيتها ، معرفش ايه الي حصل بينهم بعدها بس تقريبًا شك انه مش ابنه ...و بعدها وليام عرف انة مش ابنه الحادثة كانت مُدبرة  ...
أردفت بتشكك..:
_و انتَ عرفت منين انه وليام؟...و عرفت منين ان روبين ابنك؟..
ابتسم بثقة محتفظًا بجزء لنفسة..:
_نسيتي اني بقيت چنيرال الأعمال ؟!....عرفت من ماما روما كانت كاتبة في في مُذكرتها قبل ما ت..موت و لما جيت اتأكدت بنفسي...
عيونها تائهه و عقلها مُرتبك لا تستطيع تقبل الحقيقة !..:
_طب هتقول لوليام ايه؟...استحالة يبسبلك روبين ....
_روبين بقا بأسمي خلاص...دي فايدة السُلطة ...
رفعت كفها بعدما حرر قيدها تعيد خصلاتها خلف أذنها ..:
_انتَ اتجوزتني ليه ؟...ليه عملت كده ؟...انتَ مش محتاجني في حاجة كُل حاجة حلتها لوحدك...
رفع يدة ليُداعب وجنتها بلمسات حنونة يُجيبها بهدوء..:
_اربع شهور ، انا رجعت من اربع شهور ....شوفت واحدة لابسة فُستان صيفي مشجر لايق عَليها و فردة شعرها كانت بتجري وسط الناس و هي بتضم كُتبها ليها ، خبطت فيا و اعتذرت من غير ما تلاحظني !...
فك عقدت حاجبيها بإبهامة و هو يبتسم بخفة ..:
_قعدت في مخبز قريب لنفس الشارع بالصدفة و قبلت نفس البنت و هي بتطلب قهوة و بتقعد لوحدها و هي بتراجع دروسها و بتبتسم ببشاشة للناس ...الصدف زادت و هي ملاحظتنيش ولا مره !...وسط انشغالي كنت بروح نفس الشارع عشان اشوفها ...
تابع حديثة و هو يتأمل عيناها..:
_فضولي بقا ليها مش عارف اوصل لطرف خيط ، كُنت بدور بنفسي من غير مُساعدة حد ...انشغلت عَنها فترة بسبب الشُغل و لما رجعت شوفتها في جنينة بتنا !.،قربت مِنها بفضول كانت بتقطف تفاح من الشجرة ....استغليت الفرصة وقربت منها عشان تلاحظني بس عرفت انها مخطوبة لقريبي  !...
اتسعت عيناها بعدما فهمت انها المعنية بالحديث ، ابتلعت ريقها شاعرة بثقل اثر كلماتة ... عيناه تقص الكثير ..:
_انتَ تُقصد ايه؟...
_الصدف جامعتنا اكتر طلعت بتشتغل في القصر و اقرب حد لابني و بقيت بقرب ليها اكتر دون ادراك كُنت عايزه تلاحظني رغم اني و شوفت علاقتها بأبني و حنيتها علية و هِنا حسيت بقد ايه انا أناني كُنت عايزها ليا أنا لوحدي ، مكنتش فاهم مشاعري غير اني عايزها تبقا معايا كُل ده وقف لما افتكرت هي مين ....البنت الي كانت السبب في نفي من البلد و اتهامي بالمُتحرش ...الغضب سيطر عليا لكني اكتشفت بعد كده ان غضبي مكنش منها كان من نفسي و من اهلي ....
تابع حديثة بخفوت ..:
_مكنتش اتخيل اني في يوم من الايام احب الي كانت السبب في نفي من بَلدي الطفلة الي كبرت علي ايدي...
سند راسه علي جبينها و هو يتشرب انفاسها ..:
_مكنش عامل حسابي اني اعمل عيلة و احب حد لكن للقدر رأي تاني ، اتجمعنا في زمن مُختلف و حبيتك من غير ازاي و ليه ؟....انا بَحبك يا هِيلين ...
اعادت رأسها للخلف تُطالعة بصدمة عيناها امتلئت بالدموع غير مُصدقة لحديثة !...هو يُحبها كَيف ذلك أيعني ما يقول...
حُلم طفولتها قد تحقق !...العديد من المشاعر قد داهمتها و خاصة بعدما اخرج حروف اسمها من بين شفتاه ذكرها بماضهم ، كيف كان يشتري لما الهدايا و يحيمها من الغُرباء ...كان مَصدر أمانها الذي فقدته منذ زمن ...
لم تتحكم في مشاعرها ، كورت قبضتها علي قميصة تكمشة بين كَفها و تبكي بقهر !....
حاوطها بذراعية يمسح علي خصلاتها بحنان لتنبس بشهقات ..:
_أيدن....
همهم لها و هي يشد علي عِناقها لتتابع ..:
_ازاي ؟..، أنا حاسه اني تايهه...
تابع المسح علي خصلاتها بُحب و هو يُقبل فروتها ..:
_انا هوجهك للنور هفضل جمبك زي زمان ، ادينا فرصة...
نفت له و هي تبتعد عنه ، مسحت دموعها بقسوة ..:
_مش هينفع ، الكُل هيكون ضددنا ...الحياة هِنا مش مُريحة بالنسبة ليا ....انا عايزة امشي ، كده انا اطمنت علي روبين معاك.و ...
قاطع حديثها و هو يُحاوط كفوفها ..:
_ملكيش دعوة بحد ، وافقي انتِ و سيبك من الكُل...
نفت له و هي تستقيم من بين يدية..:
_مش هقدر معندش القدرة اني احارب و اواجهة تاني ...روبين لازم يعرف الحقيقة انا هساعدك و بعدها هيكون دوري انتهي 
_______________
حاوطت كوب القهوة الساخن امامها بين كفيها لتدفئ بدنها تستمع لحديث "چاك" الموبخ لها بعدما عَلم أنها تزوجت من "ايدين" ....
_يعني ايه؟...ازاي تعملي حاجة زي دي من غير ما ترجعيلي؟...
زفرت انفاسها بثقل لتُجيبة بهدوء..:
_كُنت لابس چاكت اسود و رافع شعرك لفوق و هي فستان لبني و فوقة بلطو بني و ماشين ماسكين ايدين بعض فرحان في حياتك مع الشخص الي بتحبه من غير ما تفكر تقولي و جاي بتعاتبني علي حاجة مكنتش بإيدي!...
ارتفع طرف ثغرها بسخرية بعدما رأت دهشة لتتابع..:
_عارف اني عنيت من تأنيب الضمير سنين و انتَ استغليت ده من غير ما تفكر فيا !...عارف علاقتنا عاملة ازاي لكنك اصريت تضغط عليا ...
يكرهه رؤية نفسه مُخطئ لا يتقبل الهزيمة...استند بمرفقية علي الطاولة متجاهل حديثها ليدس سم كلماتة ليحرز هدفة ...:
_و انتِ فاكرة بعد جوازكم ايه هيحصل؟....عمره ما هيعلنه و مجرد ما يلاقي الشخص المُناسب هيرميكي زي اي حاجة ملهاش لازمة عنده ....
استقامت تقف امامة لا تصدق ان تلك الكلمات تخرج منه هو من صديق طفولتها المُقرب من يعلم نقاط ضعفها !....
صفعته بقوة دون تفكير ، رفعت سبابتها امامة لتنهره بقوة و دموعها حبيسة عدستيها ..:
_اوعي تفكر ان كلامك ده هيفرق معايا ، القلم ده عشان تفوق لنفسك ...يخسارة يا چاك ، انا كُنت بشوفك اقرب حد ليا في الدُنيا ...
اردف انفعال ..:
_بس عُمرك ما شوفتيني زية ، دايمًا كان في بالك ...
ابتسمت بسُخرية لتواجهه بالحقيقة..:
_كُنت عارف ان ايدين ليه مكانك مختلفة عندي ، مكنتش بنام لسنين من كتر ما انا ضميري بيأنبني كُنت عايشة بذنبة و انتَ عارف ده لكنك استخسرت ده فيه كُنت عايز تاخد مكانة في كُل حاجة لانه لما سافر حتي اهلك فضلو يقرنوك بيه...
رفعت يدها امامة تمنع حديثة لتتابع..:
_اوعي تفكر تجيب الحق عليا ، انتَ الي خونت الثقة و خونت سنين صداقتنا ...
________________
تجلس امامة و هي تمسح غلي خصلاتة تُحاول شرك له الوضع بأسلوب يتقبلة ..:
_الحياك اوقات كتير بتخلينا نعمل حاجات غصبًا عننا و نقابل ناس و حشة و تأذنيتا من غير ما تهتم بوحعنا ....
تابعت حديثها و هي تري عيناها المُهتمة..:
_عارف انك بتحب وليام لكن كان نفسك يكون اب كويس زي ما بتشوف صُحابك ، مفيش اب بيقسي علي ابنة...
رطبت شفتاها تحاول تنقية كلماتها تعلم ان روبين سيفهمها ..:
_شوفتك عمك بيتصرف معاك بحب و اهتمام ازاي ؟!....عشان هو اب و الاب مش بيكرهه عيالة...
قاطعها هو بهدوء..:
_ايدين هو بابا صح ؟...سمعته بيتكلم مع بابا كان بيهدده انه هينتقم منه علي كل حاجة عملها لينا انا و انتِ....
اتسعت عيناها لتسيطر علي الموقف و هي تضمة لها ..؛
_كُل حاجة هتفهمها لما تكبر انا بس عايزاك تعرف ان ايدين بيحبك اكتر من اي حاجة ...
بادلها العناق ليقول بتعقل لا يناسب سنه..:
_انا فرحان ان هو بابا كُنت بدعي ان تحصل معجزة و بابا يحبني لكنها اتحققت بطريقة تانية ...
_________
 غادر وليام العاصمة للأبد بصمت !... لم تعود للقصر فلا محل لها به بعد الأن ....اكتفت انها ودعت السيدة "چوليا" و شكرتها عما فعلته لها طوال تِلك السنوات ...
و دعت شقيقها بالتبني ، رأت "چيسكا"  ترمقها بتقزز كعادتها ...رطبت شفتاها لتنبس بغصة..:
_عارفة انك متقبلتيش اني اكون بنتك شوفتيني بسرق شخصية إيلينا الحقيقة لكن رغم ده احب اشكرك انك احتوتيني في بيتك و محرمتنبش اني اقول كلمة ماما ، عمري ما اتمنيت اكون جزء من القصر ده ولا ادخل في حيات روما بس انتِ شوفتيني دايمًا مُذنبة ...شوهتيلي ذكريات طفولتي و اتهمتيني ظُلم و انا طفلة بحجات مفهمتهاش غير لما كبرت ...بس برضة شكرًا لانك علمتيني درس في حياتي عُمري ما هنساه ...
لانت نطرات "چيسكا" و هي تستمع لحديث الاخري و تري دموعها لتستكمل حديثها..:
_احب اقولك اني مسمحاكي ، هسيبك لضميرك ....ده اقوي عذاب للإنسان....
____________
تقرأ الجريدة تري أنجازات چينرال الأعمال مُنتظرة قدوم القطار لترحل عن تلك المدينة  تنوي العودة بعد وقت لزيارة "روبين " فلم تتح لها الفرصة لتوديعة تعلم ان ايدين لن يتركهاا...
هي تريد البقاء بمفردها لبعض الوقت لتنظم حياتها المُشتتة ، وليام قد رحل و تعلم ان أيدين السبب 
چاك انتهت علاقتها به و انتهت صداقة السنوات تركت القصر الذي ترعرت به لعلها تحظي ببعض الهدوء بحياتها 
لم تتقبل فكرة ان روبين ابن روما و ايدين لا تستطيع ان تلومة فهو المظلوم بتلك الحكاية ...تخاف ان تثق به فيتم خذلانها مُجددًا ...
______________
يجلس علي مقعدة بإهمال هي غادرت المدينة ، لا يريد اجبارها علي العودة و لا تركها ....
افاق من شروده علي دخول "روبين" و هو يسير بتردد...، وقف امامة ليسألة ..:
_عايز حاجة يا روبين ...
نفي له و هو يقترب منه ليزوم بشفتاه..:
_لا يا ...ب..ا با...
تيبست اوصالة لا يصدق ما سمع ..:
_انتَ قولت اية؟...
اقترب منه ليجثو علي ركبتاها امامة ، ليسأله بدهشة..:
_انتَ عرفت ؟...
همهم له "روبين" قائلًا..:
_ايلينا قالتلي ، انا مش زعلان منك هي قالتلي لما اكبر هفهم الحقيقة ...بس انا مش عارف هي راحت فين هي مشيت يا بابا؟!...
احتضنة بقوة و عيناه قد أغرورقت بالدموع ، هو يعلم انة والدة قد نفذت وعدها قبل مُغادرتها ...
لا يصدق تلك المشاعر التي اصابتة بعدما نعته بأبي !...قبل فروته بحب ..:
_ايلينا ممشتش هي بس سافرت عشان الجامعة و هترجع تاني...
_____________ 
أسبوعان قد مرا عَليها و هي بمُفردها ، لم تستطيع نقل اوراق جامعتها لكنها وجدت مقهي للعمل به و جوارة شقه صغيرة تسع وحدتها ...
لفت وشاحها حلو رقبتها و هي تضم معطفها تقيها من برودد الثلوج  تحاول العودة بسُرعة ...
تبضعت بعدما اخذت جزء من راتبها لتشتري ما تحتاج ، هروت بخطواتها شاعرة بالبرد ليوقفها صوت طفولي..:
_ايلينا!...
التفت بفزع لتندهش لرؤيتها "روبين" يجلس بالسيارة صُحبة "ايدين" ....اقتربت منه بسرعة تحاول منعة من النزول لبرودة الجو لكنه لم يهتم ركض لها مُعانقًا اياها بقوة ..:
_و حشتيني ...
تركت ما بيدها لتعانقة بسرعة تحمية من برودة الجو ، لفتها صوتة لم يكن مُعاتبًا بل سعيدًا ...
_و انتَ و حشتني اكتر ...
ابتعد عنها و هو يبتسم ..:
_مع اني زعلان منك عشان مسلمتيش عليا بس عارف انك سافرتي بسرعة عشان الجامعة
اردفت بتعجب..:
_الجامعة!...
همهم لها و هو يُتابع ..:
_ايوا باباايدين قالي انك مسبتيش انتِ مشيتي عشان الجامعة و هترجعي تاني بس انتِ طولتي اوي 
و هُنا قد تلاقت عيناهم  ...هو مُشتاق و هي خائفة !..
ابتسمت بسعادة بعدما لاحظت انه نعته ب "بابا"..
احتضنته بقوة و هي تحمل حقائبها بعدما ازدادت برودة الجو ..:
_طب يلا ندخل بسرعة الجو بَرد ...
تابعهم هو بصمت ليدلف خلفها ، عاين منزلها كان غرفة واحدة و مساحة للطعام صغيرة بها المظبخ و المرحاض و رغم ذلك كان دافئ مثلها...
جلس علي الاريكة بصمت لتقاطعة هي بهدوء ..:
_هعملكم حاجة دافية عشان تشربوها ....
دقائق قد مرت لتضع المشروب الدافئ علي الطاولة امامهم اشعل هو المدفئة ليجلسة في جو عائلي هادئي....
اقترب "روبين" منها و هو يحتضنها بإشتياق لينبس بعفوية..:
_انا دلوقتي عايش مع بابا لوحدنا  ، انتِ ليه بقا مش قاعدة معانا ؟...مش انتِ و بابا اتجوزتو المفروض تبقي معانا احنا كده عيلة
سعلت بقوة متفاجئة من حديثة لتشتغل وجنتيها بحمرة الخجل مُبعدها عيناها عنه لتسأل الصغير..:
_مين قالك كده؟...
اشار علي عمة بهدوء..:
_بابا قال كده ...
همهمت له و هي تتجنب سؤالة مقربة الكوب مِنه ..:
_اشرب قبل ما يبرد عشان تدفي ...
بعد وقت غط روبين في نوم عميق و هو يحتضنتها ابتعدت عنه بخفة لتضع الغطاء فوقة تُحاول بث الدفئ له ....
_محتاجين نتكلم ...
حاولت السيطرة علي رجفة كفها اثر سماعها صوتة الغليظ لتقف جوارة امام الشرفة يتابعة تساقط الثلوج...:
_مشيتي ليه ؟....
فركت كفوفها لتُجيب..:
_انا متلغبطة مفيش حاجة مترتبة في حياتي ....
التفت له يُناظرها بهدوء..:
_و انا قولتلك هرتبلك كُل ده بس افضلي معايا ، كُنتِ فاكرة اني مش هلاقيكي...
نفت له بهدوء..:
_انا عارفة انك هتلاقيني انا بس كُنت محتاجة وقت لنفسي..
_و اخدتي وقتك ؟....
كادت ان تجيبة لكنه سألها مجُددًا..:
_انتِ عايزة تبقي معايا و لا لاء ؟...بتحبيني؟...
سؤالة قد شُل حركتها هي لا تعرف الجواب لا تدرك مشاعرها أ هو  تعلق منذ الطفولة أم حُب نمي بداخلها  ، رطبت شفتاها لتجيب بتباطئ..:
_انا خايفة ، مش هقدر اتحمل وجع تاني ...
نبس بهدوء..:
_مش واثقة فيا ؟...
طال صمتها لتجيب بعد لحظات ..:
_واثقة انك تقدر تحميني انا و روبين لكني مش واثقة ان مشاعرك تفضل ليا انا مريت بحاجات كتير اوي مش هقدر اتحمل وجع تاني 
همهم لها ليتوجة للباب و هو يسحب معطفة ..:
_روحي نامي و انا شوية و هرجع
اسرعت له و هي تنفي ..:
_لاء طبعًا مش هسيبك تطلع في الجو ده ...
مسح علي خصلاتها بخفة لينبس بهدوء..؛
_متخافيش مش هبعد محتاج افكر شوية ...
تخطاها ليخرج و هو يرتدي معطفة ، راقبة من خلف الشرفة و هو يستنشق ثم لفائفة ...تري قبضة و هي تتكور بغضب و وجنتاه الحمراء اثر البرودة 
هو بحاجة لها و هي تحتاج له !...ارتدت معطفها لتلحق به لا تريد ان تكون مصدر قلق بالنسبة له ...
هرول لها و هو ينهرها بعدما خرجت ..:
_ادخلي جوا برد عليكي 
نفت له بعناد..:
_اشمعنا انتَ..؟..
زفر بقلة صبر و هو يلقي سجارتة..:
_انا هستحمل انتِ لاء ...
تجاهلت حديثة لتقول ..:
_بتفكر في ايه ؟...انا بس قولت الي جوايا ....
ابصرها لثواني اربكتها ، يتأملها بصمت كسرة بقولة..:
_انا أسف ...
اتسعت عيناها لكلماته المفاجئة تابع ..:
_اسف لاني مش عارف و معرفتش احسسك بالأمان من نحيتي ، حقك تخافي بس عايزك تعرفي اني هحاول عشانك 
اقترب خطوة مِنها ..:
_انا مش صغير و مريت بحاجات كتير في حياتي تخليني اقدر احدد مشاعري من غير تفكير انا بحبك و عايز اكون معاكي ، اوعي تفتكري اني بحاول اخليكي جمبي بسبب روبين ..انا بس طمعان ان  لمستك الحنونه و الانثوية دي تكون في حياتنا ...
رفع كفة البارد ليحاوط و جنتاها مردفًا بحنان ..:
_عايزك بس توافقي تكون جمبي و انا هحارب عشان املك قلبك وافقي انتِ بَس ..
هزت رأسها بالموافقة دون تفكير هي تسحق فرصة للعيش بسعادة ، عانقها بقوة و هو يستنشق خصلاتها نابسًا قرب اذنها ..:
_اوعدك اني هعمل المُستحيل علشانك ، متفكريش في حد من بكرا هعلن خبر جوازنا ...
ابتعد عنها و هو يتحسس و جنتها ..:
_حياتي بقت عبارة عنك و عن روبين بَس...
ضرب ارنبة انفها بمشاغبة ..:
_مش ناوية تقوليلي حاجة كده و لا كده ؟..
نفت له بخجل و هي تبتعد عنه بعدما فتح ذراعية ليعانقها مُجددًا ...لتنبس بطفولية كما في ماضيهم ..:
_هنشوف الموضوع ده لما تمسكني الاول ...
ركضت امامة بصعوبة لوجود الثلج ...كان يتابعها ببسمة واسعة و عيون لامعة متذكرًا مغامرتهم في الماضي ، هو ناضج منذ مراهقة لكن بها شئ يجبره علي التخلي عن كُل شئ فقد لرؤية بسمتها !....
نسي هوية و مكانة في البلاد ليركض خلفها و هو يستمع لصراخاتها تخاف ان يُمسك بها ...
حاوط خصرها و هو يرفع عن الارض اختل توازنة ليسقطة فوق الثلج ، اعتدل  ليدغدغدها مستمتعًا بصوت ضحكاتها ..:
_اعترفي يلا و قوليها انك بتحبيني ...
_خلاص خلاص هقول ...
اوقف حركت اصابعة يسمح لها بأخذ انفاسها لتدعي التفكير لتقول بخبث..:
_بحب نفسي اكتر ...
صُدم من اجابتها مما جعلة يدغدغها بغيظ..:
_لسه خبيثة زي ما انتِ ...السنين مغيرتكيش..
_و انا كمان يا بابا عايز العب معاكم ...
التفت للصوت ليجدة روبين يرتدي معطفة و وشاحة يدفئ نفسة جيدًا و يبصرهم بأعين لامعة بالحماس ...
استقام "ايدين" و هو يلحقة ليحملة و هو يدور به في الهواء ..:
_تعالا انتَ كمان ....
وضعة قربها و هو يداعب معدتة مؤديًا لظهور ضحكاتة الصاخبة 
____________
مر عامًا كاملًا تقف الان لتسلم شهادته تخرجها ...
تسير ببعض الثقل هي بشهرها الرابع الأن اخذت شهادتها...
تناظرهم من اعلي المنصة تري زوجها يجلس و قربة روبين الذي اصر علي حمل باقة الزهور لها تحسست معدتها بحُب ...
 عاونها زوجها علي نزول السلالم ليقدم "روبين " الزهور لها ..:
_مبروك التخرج ايلي...
قبلة وجنته بحب قائلة بسعادة..:
_الله يبارك فيك يا حبيب ...
تدخل "ايدين" بضيق ..:
_اشمعنا هو ؟!...ما أنا باركتلك مرتين؟..
تحسست وجنته بحب و هي تُقبل وجنتة ببسمة واسعة لتنبس قرب اذنة..:
_هو ابني و انتَ حبيب قلبي...
ابتسم لها مظهرًا صف اسنانة الامامي يحمل روبين و هو يمسك يدها..:
_يلا نروح بيتنا عايز اقعد مع عيلتي شوية....
و هُنا قد تكون انتهت قصتنا جمع القدر ثلاثتنا لنعوض بعضنا ..
"قد تُدفن الهويّة في ركام الذاكرة، لكن الحب الحقيقي يُعيد بناء الإنسان من جديد... نحن لم ننسَ الألم، بل اخترنا أن نكون دواءً لبعضنا البعض."
تمت ....

يتبع روايات جديده وحصريه اضغط هنا

•تابع الفصل التالي "رواية هيلين" اضغط على اسم الرواية

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent