رواية بيتنا بيت لنا الفصل الرابع 4 - بقلم ولاء عمر
ــ مش مهم تنزل يا بابا، رجلك وجعاك وماما قالت إنك محتاج ترتاح.
ــ كدا كدا هنرجع تاني.
مسكت إيده ونزلنا روحنا محل فيه ملابس الألعاب الرياضية.
ــ تعالى يا سيدي إختار بدلة الكاراتيه بتاعتك، ليك مني واحدة جديدة وشوف أنت نفسك في إيه تاني ونجيبه.
ــ أقولك نفسي في إيه بس متزعقش؟
كان بيقولها وهو متوتر فرديت عليه:
ــ قول يا سيدي ووعد مش هزعق.
ــ نفسي أنزل معاك وأقعد أنا وأنت زي ما شادي صاحبي بينزل مع باباه وبيرجع يقولي، وأقوله إن أنا كمان نزلت مع بابا علشان أنا بزعل.
ــ بس كدا؟
ــ وساجد ينزل معانا، بس مش دلوقتي بعد ما رجلك تخف شوية علشان متوجعكش بسببنا.
ــ ماشي يا .. تحب أقولك إيه يا مالك؟
ــ مالك عادي.
ــ قصدي نفسك تطلع إيه لما تكبر؟
ــ أنت بتشتغل إيه يا بابا؟
ــ مهندس ديكور.
ــ يعني إيه ؟
ــ يعني مثلاً في بيت لسة هيتبني أنا أصمم شكله من جوة يكون إزاي وترتيبه ونظامه.
ــ يعني بترسمه من جوة؟
ــ حاجة شبه كدا.
ــ أنا نفسي أطلع زيك، أنت البطل بتاعي، ماما بتقول إنك بتتعب كتير علشانا، فعلشان كدا أنا نفسي أطلع زيك.
قد إيه الواحد كان مهمل وبعيد وقد إيه هي كانت بتحاول تخليني في نظرهم أحسن واحد.
ــ يلا يا مالك، بس تفتكر نجيب إيه لماما؟ لبس برضوا ؟
ــ أنا بحب أجيب لها شوكليت من مصروفي وأفرحها.
دخلنا السوبرماركت وجيبنا شوكلاتات وشيبسي وبيبسي وحاجات كتير.
كنا قريبين من البيت فاتمشينا.
ــ بابا أنت عارف إن أنا بعرف أتكلم خمس لغات.
ــ دا بجد؟
ــ أيوا والله، ماما لما شافتني بحب أتعلم اللغات خلتني أتابع على اليوتيوب وبقيت بعرف أتكلم تركي وألماني وأسباني جنب العربي والانجليزي الأساسيين .
ــ لاء بقى أنت تسيبك من إنك تطلع زيِّ وإطلع مترجم .
ــ وأقولك على حاجة تاني؟
ــ قول يا سيدي.
ــ أنا حافظ قرآن والشيخ بيقولي إن صوتي حلو وإني لما أكبر كمان كام سنة هصلي بيهم في المسجد زيه.
ــ ماشاء الله عليك يا مالك، بس أنا مش بسمع صوتك.
ــ حضرتك بتيجي من برا متعصب مش عايز صوت فأنا بدخل أوضتي علشان متزعقليش.
ــ حقك عليا يا سيدي وأنا بعد كدا هخليك تقرأ القرآن قدامي كمان.
ــ بابا أنت عارف إن ساجد مشترك في رياضة الجري والمسابقات اللي بتكون في النادي تبع الجري بس أنا مش فاكر اسمها التاني علشان هو سريع وبيجري بسرعة.
ــ مكنتش أعرف.
قد إيه الواحد بعيد عنهم للدرجة اللي تخليه يعيش عمر فوق عمره حزين على بُعده عنهم.
ــ بابا أنت روحت فين؟
ــ معاك يا لِمض.
ــ لما نطلع البيت هوريك الميدالية اللي استلمتها وهفرجك على الصور بتاعتي وأنا بستلمها.
طلعنا وإديت لفاطمة الشنطة.
ــ شوكليت؟ ومن اللي بحبها كمان؟!
ابتسامتها إتحولت لضحكة فرح وقالت :
ــ شكراً يا حمد.
ــ متشكرنيش يا فاطمة بالعكس أنا اللي ممتن ليكي على كل حاجة عملتيها، عرفتي تربي عيالنا كويس، إهتميتي بتعليمهم، وبدينهم، وحتى مهاراتهم ورياضاتهم، وأخلاقهم، مطلعتنيش و.حش في نظرهم بالرغم من إهمالي الواضح، لو كنت سيبتي زي ما أنا سايب وقضيناها عِند كنت هخسر كتير. بس أنتِ كنتي قد المسئولية عكسي كنت مهمل إهمال كفيل يخليني اخسرهم.
لاحظت عينيها اللي إتملت فيها الدموع وسكوتها.
ــ أنا آسف يا فاطمة.
ــ الحِمل كان تقيل قوي عليا لوحدي، أنا كنت إتنهشت يا حمد أنت مكنتش بتلاحظ حتى تعبي.
ــ حقك عليا، آسف تاني .
كملت كلامها اللي أنا واثق إن بقالها سنين شايلاه جواها وساكته:
ــ مكانش ينفع أروح وأحكي مشاكلنا لحد لأننا من أول جوازنا وإحنا متفقين إن أي حاجة أو مشكلة تحصل ما بينّا لو مهما كانت متوصلش لأي حد لا من العيلة ومن الصحاب، فمكنش ينفع أروح وأقول لحد إنك سايبني وحدي كدا، الكل كان شايفنا زوجين مثاليين، أب وأم مربيين ولادهم أحسن تربية، مستواهم عالي في الدراسة، شطار في الرياضة وبيأخدوا مراكز، حافظين قرآن، متربيين.
ــ متزعليش.
ــ سيبني أطلع ولو جزء من اللي جوايا، حتى لو بعدها هنتخانق، بس أنا مش بتكلم مع حد ولا حتى عندي وقت أقعد مع حد، حياتي كلها عبارة عن البيت والولاد، بيهون عليا إن إني مأجورة، وإن دا في ميزان حسناتي، وإني لما أربيهم كويس فدا شفيع ليا، أتمنى يبقوا بارين بيا وحنينين عليا ويصبوا عليا الحنية اللي صبيتها عليهم من صغرهم، أتمنى ميجيش عليا وقت ويهملوني وينسوني زي ما أنت ناسينا كدا... كنت أتمنى الحب اللي بينَّا يفضل، بس أكيد في مودة ورحمة إن شاء الله.
قربت وحضنتها ساعتها زاد بكاها.
ــ حمد أنا كنت مميزة قوي في دراستي، وفي حياتي، وفجأة سيبت كل دول، وأنت بصيت على شغلك بس، صعبت عليا نفسي، كنت بحلم من وأنا صغيرة ابني بيت دافي مليان حب وحنان وصوت عيال صغيرة بتضحك، مش عيال بمجرد ما أبوهم يدخل يجروا يسكتوا علشان أبوهم مش بيتحمل الصوت وممكن يزعق لحد منهم لو سمعهم بيزعقوا.
ــ والله هتغير وإتغيرت يا ستي من النهاردة علشانكم، ميهونش عليا أخسركم في سبيل كام قرش زيادة كنت طمعان فيهم .
ــ يعني هتعمل إيه ؟
ــ أولاً يعني هتكملي الماجستير بتاعك، وهتكوني أحسن مترجمة ممكن أشوف لك شركة تشتغلي منها أون لاين زي ما تحبي، ثانياً أنا اللي هودي الأولاد النادي وأشوف بقى وأتابع معاهم، دا غير إن هيكون لينا يوم نطلع فيه كلنا مع بعض.
ــ أنت بتتكلم جد؟
ــ وجد الجد، دا غير إني هبدأ أخد مالك وساجد معايا وأنا نازل علشان يعرفوا الناس والناس تعرفهم.
الموضوع مكنش سهل بتاتاً، غريب وجديد عليا بس فكرة إن أنا ماشي معاهم وهما فرحانين كدا دي مفرحاني والله.
بعد كام شهر
ــ بابا النهاردة في مسابقة جري عندي إوعي متجيش، والله هزعل.
سيبت اللاب توب ورديت عليه وقولت:
ــ دا أنا اللي هوديك أصلاً قال مجيش قال! أهم حاجة يا ساجد تجري كويس.
قرب مني وحضني وهو فرحان.
ــ شكراً يا بابا إنك بقيت موجود.
جات فريدة وهي ماسكة المشط في إيدها وبتقول:
ــ بابا ماما نايمة وأنا عايزة أسرح شعري، عندي درس بعد شوية وعندي إمتحان.
ــ وأنا يعني اللي هعرف أسرح لك يا فريدة؟!
ــ يا بابا، هتأخر.
خدت منها المشط وحاولت بس كنت ببهدله أكتر فـ جه مالك وخد مني المشط .
ــ بعد اذنك يا بابا هات وأنا هسرح لها أنا بعرف كنت بشوف ماما وهي بتسرح لها.
بالفعل عرف يسرحه وبعدين باس رأسها وبعدها خدتهم ونزلنا روحنا ودينا فريدة الدرس وقعدت معاهم لحد جبناها والمغرب أذن علينا قدام المسجد فشدني مالك ودخلنا.
راح سلم على واحد وبعدين قربوا هما الإتنين.
ــ دا يا بابا الشيخ بتاعي وهو اللي قالي إن صوتي حلو في القرآن.
النهاردة مالك هو اللي صلى بينا كان الإمام، عن مدى الفخر اللي جوايا وأنا واقف بصلي وابني هو الإمام.
بعد سنة.
ــ يا ولاد، النهاردة مناقشة الماجيستير بتاعة أمكم، عايزين نحضر لها هدية، هو أنا محضرها الصراحة.
ــ إيه هي؟
ــ مش هقولكم، هسيبها مفاجأة.
بعد ما خلصت سقفنا كلنا وإحنا فخورين بيها وأنا جيبت هديتي ليها.
كان برواز فيه صورنا من زمان لحد آخر صورة لينا من فترة قريبة.
بعد فترة كان ساجد في السباق وكلنا واقفين مستنيينه وبنشجعه، طلع المركز التالت فكان زعلان وبيعيط .
ــ خلاص متعيطش، وبعدين في حد يزعل وهو طالع التالت؟ يا ابني أنت بتجري أسرع مني، دا أنا لو مشيت خطوتين رجلي بتوجعني، وأنت ماشاءالله كل ما نمشي في حتة تقعد تقولي .. يا بابا إمشي بسرعة، أنت بتمشي بُراحة كدا ليه ؟.. المهم بقى نفسك في إيه وإحنا نعمله النهاردة ؟
ـــ نروح ملاهي، كلنا نروح مع بعض.
ــ حاضر.
ــ وندخل بيت الرعب
ــ نفسي تقتنع إنك طفل وتخاف من الحاجات دي!
ــ لاء أنا قوي زي سبايدر مان وسريع زي فلاش.
أول ما روحنا لقيته حضني وهو بيقول لي:
ــ شكراً يا بابا إنك مسبتنيش النهاردة، أنا بحبك.
في الحالات اللي زي دي الواحد ممكن يكنسل كل الشغل ويحضر معاهم كل حاجة.
بعد تمن سنين.
ــ يعني مُصر تطلع مترجم زي أمك مش مهندس ديكور زي أبوك ؟ أما إنك ابن عاق بصحيح.
ضحك عليا هو وأمه فرد عليا ساجد:
ــ متزعلش يا بابا أنا هطلع زيك سيبك منه هو.
ــ حبيب أبوك أنت مش زي البأف دا.
ــ شكراً يا بابا يا حبيبي، لولا حبك ما كنت أنا.
دخلت فريدة من برة ففتحت دراعاتي ليها قولت:
ــ تعالي يا حبيبة أبوكي عايزة تطلعي إيه لما تكبري؟
ــ دكتورة يا بابا.
ــ قومي من جنبي يلا أنا محدش ابني غير ساجد، إنما إنتو ولا اعرفكم لاقيكم قدام باب جامع.
فاطمة بصت لينا كلنا وقالت بزعل:
ــ يعني مش ناسيين حاجة ؟
كلنا مثلنا التجاهل واللامبالاة وأنا سألت:
ــ هتكون ناسيين إيه يا ترى؟ متقوليش نسيتي تقفلي الغاز؟
ــ حمد، وحياة ربنا أنت بارد، بصوا أنا قايمة وسيباكوا أصلاً.
مسكت إيدها علشان متقومش وأنا بضحك وشاورت وفريدة وغمزت فـ فِهمت.
ــ تعالي ورايا.
دخلت أوضة الضيوف وهي ورايا.
ــ أنا إزاي محسيتش بكل دا؟ يعني إنتو مش ناسيين ؟
ــ لاء يا ستي إحنا كنا بنغلس بس، كل سنة وأنتِ طيبة يا أساس البيت.
طلعت علبة قطيفة من جيبي وفتحتها، كان فيها خاتم دهب وسلسلة.
ــ بس دا كتير يا حمد.
ــ دي أكتر حاجة حسيتها شبهك علشان كدا جيبتهم لك ومفيش حاجة تكتر عليكي ماشي ؟ الدنيا كلها تيجي لك لحد عندك.
ساجد ومالك قربوا وحضنوها ولاد اللذين اللي بقو أطول مني.
طلع ساجد من جيبه تذكرتين.
ــ هقول كلمة مهمة مطلوب وإجباري تسمعوها كلكم.
قال مالك:
ــ يا بارد أنا الكبير أنا اللي المفروض أتكلم.
رد عليه:
ــ خلاص متزعلش هنقسم الكلام بالنص, خلينا في المهم، دلوقتي من زمان وأنا ومالك بننزل نشتغل فكنا بنحوش بقالنا سنتين ودخلنا جمعية ....
قاطعه مالك وكمل:
ــ وجيبنا لكم تذكرتين عمرة، شوف بقى يا بابا بالرغم من إنك لاقيني قدام باب جامع إلا إني بهتم بيك زي أبويا.
ضحكت على كلامه وحضنتهم هما الإتنين.
ــ ولادي الرجالة الجدعان اللي يُعتمد عليهم منين وفين ما راحوا.
وفي الزاوية كدا فاطمة وفريدة كانوا باصين وعنيهم مدمعة.
راحوا وحضنوا أمهم وباسوا رأسها.
ــ علشان متفكريش بس إن هما اللي تعبوا لو هما جابوا هدايا وأنا مش بشتغل بعني فمعرفتش أجيب زيهم بس أنا جيبت البرفان دا علشانك وأنا اللي جهزت كل دا.
ضحكنا عليها لما زعلت إنها معرفتش تجيب فكملت أنا علشان ما أزعلهاش:
ــ فريدة هي اللي عملت كل دا وهي صاحبة الفكرة، بداية من الديكور لحد التورتة اللي من اختيارها.
ردت فاطمة وهي بتحضنها:
ــ فريدة دي سكرة البيت، ولو مكانتش جابت حاجة فكفاية وجودها.
بعد كل السنين دي وبعد كل دا كنا قاعدين في البلكونة اللي بقت مكان الحكاوي بتاعنا.
ــ شكراً يا فاطمة على كل حاجة، لولاكي بعد ربنا مكانش زماني موجود وسطكم بالشكل دا ولا علاقتنا كلنا مع بعض بقت بالحنية دي، لولاكي بعد ربنا بقى البيت بيت وبقيت بحب أقعد معاكم أكتر من الخروج، حتى الخروج مبقاش يبقى حلو إلا وساجد ومالك معايا.
متنسوش تتفاعلوا وتقولوا رأيكم وتعملوا فولو هنا ولاء عمر
لا إلهَ إلّا اللّهُ وَحْـدَهُ لا شَـريكَ له، لهُ المُلـكُ ولهُ الحَمـد، وهوَ على كلّ شيءٍ قدير، سُـبْحانَ اللهِ، والحمْـدُ لله ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ واللهُ أكبَر، وَلا حَولَ وَلا قوّة إلاّ باللّهِ العليّ العظيم. رَبِّ اغْفرْ لي.
يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية بيتنا بيت لنل دليل الروايات " لكي تظهر لك كاملة
•تابع الفصل التالي "رواية بيتنا بيت لنا" اضغط على اسم الرواية