رواية جنوني بك الفصل الثاني والاربعون 42 - بقلم شيماء فيصل

 رواية جنوني بك الفصل الثاني والاربعون 42 - بقلم شيماء فيصل



لم تستمع لكلمات احد ولم تتحرك من مكانها تجلس جوار الغرفه الموجود بها عينيها متعلقه عليها بأمل ودموعها تتساقط على وجينتها بقهر لما ذهبت و تركته لما لم تظل جواره من المؤكد أنها السبب فيما اصابه...اسدها حبيبها الان بالداخل بسبب عنادها معه كتمت اااااه متآلمه بداخلها تريد الصراخ والبوح بها ولكن يكفى ما به بناتها ف ليلى جالسه بجانب بعيد عن الجميع تبكى بنحيب وصوت عالٍ تردد بعض الكلمات التى تجعلها تزيد من آلامها و ريماس واقفه أيضاً بجانب حالتها يرثى لها لا تتقبل فكره ان يصيب والدها مكروه بجوارها اسد الذى يحاول أن يهدأها ولكنها تبتعد عنه كل البعد رافضه أن يقترب منها

جلس ايهم جوار ليلى ممسك بيدها بحنان : ممكن تهدى بقاا ياليلى أهدى يا روحى صدقينى كمان شويه الدكتور هيطلع ويطمنا

نظرت له تمسح دموعها بأمل : بجد يا ايهم بابى ممكن يصحى ويرجع زى الاول

مسح باقى دموعها بعشق : بجد يا حبيبة ايهم كفايه عياط و روحى جمب طنط سيلا وخليكى معاها

ابتسمت له بحب وعينيها تلمع بالعشق ليقابلها بنظره عشق ثم ابتعدت عنه واقتربت من والدتها الباكيه لتمسح دموعها بحنان ثم تضمها وتقبل جبينها
اقتربت ريماس منهم تضمهم الاثنان داخل احضانهم تكتم شهقات بكاؤها يكفى انهيار والدتها تشعر بقلبها يكاد يتوقف عن نبضاته خوفاً من فقدان اعز مالديها

اقترب ايهم من والده الذى لم يتحرك ولم ينطق بحرف فقط يمسح تلك الدموع كلما خانته ونزلت
....تنهد بحزن لا يعرف كيف يواسيه ولا كيف يتحدث معه ولكن هتف بصوت هادئ : أن شاء
الله عمى اسد هيخرج ويبقى كويس

رفع نظره تجاه ابنه يهز رأسه بصمت تام ثم نظر تجاه فراس وشادى الذى يقفوا بصمت لم يستغربه

_ بعد مرور ساعه

خرج الطيب يتنهد ليقفوا الجميع حوله متسائلين بقلق وخوف شديد هتف الطبيب بهدوء : الحمد لله قدرنا نسيطر على الحاله كمان ساعه هننقله وتقدروا تشوفوه

اغمضت سيلا عينيها براحه وتنهيده متعبه تشكر ربها أنه أصبح بخير الان مرت تلك الساعه كأنها ساعات طويله....فتح عيناه بتعب وخمول ليراهم جميعاً حوله ولكن ليلى كانت الاسرع فى الاقتراب منه بشده لتهتف بدموع وصوت مختنق : حمدالله على سلامتك يا بابى كنت هموت لو كان جرالك حاجه

مسح دموعها بأيدى مرتجفه مبتسم له بحب : كفايه عياط يا حبيبتى انتى مش عارفه ابوكى ولا اى يا ليلو

قبلت يده بابتسامه مرهقه لينظر تجاه ريماس الواقفه بجانب بعيد عن أنظار الجميع تسمح
دموعها كلما خانتها وسقطت....اخفضت نظرها أرضاً بمجرد أن رأت والدها ينظر تجاهها ليشاور لها بحنان
: تعالى يا ريماس

خرجت شهقه من شفتيها وهى تقترب منه لتجلس جواره من الجانب الآخر رفع يداه ومسح دموعها بحب : اى يا حبيبتى هتفضلى تعيطى كدا ومش عايزه تطمنى علياا

رمت نفسها بين ذراعيه ليكتم آلمه داخله وهو يحاوطها بيده همست بصوت متقطع : انا...ااا
اسفه يا بابى....احنا من غيرك ولا حاجه

ابتسمت سيلا بحب وهى تمسح دموعها ولكن اختفت ابتسامتها عندما ابعد نظره عنها وكأنها شفاف أمامه لا يراها شعرت بآلم يعصف بها من هذا التجاهل فقط كانت ستركض الان بين أحضانه متمسكه به الا يتركها ويظل جوارها

نظر اسد تجاه اياد الذى كانت عيناه مصوبه فى اتجاه بعيد عنه يعرف أنه يهرب منه ولكنه هتف بصوت مهزوز وهو يهم بالرحيل : حمدالله على سلامتك يا اسد

حاول اسد أن يعتدل من نومته منادى عليه بغضب : خد هناا يا اياد رايح فين وسايب صاحبك

مرر يده بخصلاته بتوتر : هخرج اجيب اى حاجه عشان تاكل انت دلوقتي محتاج الاكل

_ انا مش محتاج غير صاحبى يا اياد

ظل واقفا مكانه لا يتحرك ولم يتحرك الااا اثر دفعه قويه من فراس و شادى الذى ذهبوا به تجاه اسد نظر له اسد بغضب وهو يضمه بقوة : شغل العيال الصغيره دا والقمص دا مش عايز اشوفه تانى انت سامع

هز رأسه بابتسامه وهو يبادله عناقه بحب شديد مرت نصف ساعه والجميع جواره يتحدثون معه الااا سيلا التى جلست على الأريكة تتابعه بأعين دامعه وقلب منفطر حتى أتى الطبيب وأمرهم جميعاً بالخروج حفاظاً على سلامته

بالخارج....نظرت ليلى حولها باستغراب اين ذهب لم يدخل معهم للإطمنان على والدها والان لا تراه بالخارج إلى اين ذهب وتركها نفخت بضيق وغضب من تصرفه وهى تبتعد عن أنظار الجميع كى تتحدث معه

نظر اسد الايوبى لهم وهتف بهدوء : بابا خد امى وعمتى وريماس وروحوا روحوا ثم نظر تجاه فراس واياد وهتف : وانتوا كمان انا هقعد هنا مع خالى اشوفه محتاج ابقوا تعالوا بكرا شوفوه

هزت سيلا رأسها بنفى قاطع : لا مش همشى انا هفضل هنا مش هسيب اسد عمرى

اقترب اسد منها بحنان : مش بقولك سيبيه يا عمتى روحى ارتاحى وابقى تعالى مع بابا تانى

هزت راسها بنفى لتنظر ريماس له بضيق : احنا مش محتاجين حد معانا انا ومامى هنفضل هنا واللى بابى يعوزه احنا معاه وهنعمله ثم نظرت تجاه ريتال : بس انتى روحى يا عمتو عشان أسر لوحده هناك

هزت راسها بتفهم لتذهب مع شادى و اياد و فراس ولم يتبقى سواهم زفرت ريماس بضيق من تواجده معها بنفس المكان لا تتحمل رؤيته ولا النظر له أبدا

_ بحديقه المستشفى

اجابته بضيق وحزن ظهر على ملامحها : وهما الخمس دقايق اللى كنت هتقعد فيهم وتطمن على بابى كانوا هيأخروك اوى كدا يا ايهم

زفر باختناق من حديثها ليهتف بنبره حاسمه : ليلى انا مش قولتلك عندى شغل ومش فاضى وبعدين ماانا كنت جمبك ومعاكى واطمنت من الدكتور أن عمى اسد بقى كويس....ثم هو اصلا مش بيطيق يشوفنى عاوزانى ادخل اشوفه ليه

هزت راسها بنفى : مين قالك كدا على فكره بابى بيحبك هو بس مش عاوزنى اتجوز دلوقتي يا ايهم

_ خلاص ياليلى خليكى جمبه وبلاش تتجوزى

_ انت قصدك اى بالكلام دا

_ قصدى اللى فهمتيه ياليلى انا كلمتك وقولتلك تعملى اى وتاخدى موقف وتتكلمى معاه وانتى ولا
اى حاجه ولا عملتى اى حاجه عشانى

همست بصوت منخفض واعين تلمع بالدمع : انت عاوز تسيبنى يا ايهم عاوزنا نبعد عن بعض اللى انت قولته حاولت اعمله لكن مقدرتش اعمل كدا انا مقدرش اقف قدام بابى ولا اعمل اللى انت عاوزه

_ يبقى تيجى معايا ونكتب الكتاب ونتجوز ياليلى
لو كنتى بتحبينى بجد

هتفت بعصبيه مفرطه : انا قولتلك مستحيل اعمل كدا مش كل مره تقولى كدا....هدأت قليلا ثم أكملت بقهر : انت لو عايز تسيبنى براحتك عشان انا تعبت انت محملنى كل الذنب يا ايهم وانا عاوزه ابقى جمبك ومعاك لكن مش بإيدى

_ ليلى انا....نظر للهاتف بصدمه ليراها أغلقت المكالمه بوجهه تنهد بعذاب : مجنونه دى ولا اى اسيبها!!!!....
دا انا مصدقت رجعتلى

نظرت سيلا تجاه ابنتها التى مازالت غاضبه على اسد تتحدث معه بضيق شديد وكأنها أصبحت لا تطيقه هزت راسها بنفى من عناد ابنتها ألم يكفيها مرور هذا الوقت بينهم ألم يكفيها ما فعلته وأخذت بحقها منه ولكنها استغلت انشغالهم عنها ودلفت بهدوء داخل غرفه اسد

ترك هاتفه بمجرد أن دخلت واقتربت لتتجمد ملامحه ببرود عندما سحبت الكرسى وجلست ثم سحبت يده واحتضنتها بحب تنظر له بدموع تهدد بالنزول : اســد

لم يجيبها ولن يجيبها مازال غاضب منها بسبب تركها له وابتعادها عنه....تنهدت بحزن شديد وهى تنظر داخل عيناه : انت كلمتهم كلهم وضحكت معاهم وجاى عليا انا يا اسد حتى حرمنى من صوتك ومن انك تتكلم معايا انت ليه قاسى عليا كدا ليه بقيت كدا انا كنت هموت من خوفى عليك لما الدكتور قال انك فوقت كل اللى كنت بفكر فيه انى ادخلك تاخدنى فى حضنك وتطمنى انك معايا ومستحيل تسيبنى أبدا

لوى شفتيه بسخريه وتحدث بنبره لاذعه : وانتى كنتى فين قبل كدا....مشيتى وسبتينى ولا سألتى عليااا حتى ريماس قوتيها علياا يا سيلا وعايزانى انسى اللى عملتيه بسهوله كدا

_ يعنى اى انت

قطع حديثها بهدوء : انا تعبان وعايز ارتاح سيبنى واطلعى يا سيلا لو كنت اهمك بجد ماكنتيش سبتينى ومشيتى

مسحت دموعها بإيدى مرتجفه وهمست بصوت مختنق : انت عارف كويس انك تهمنى وانك اغلى حاجه عنى بلاش تبقى بالقسوه دى علياا حرام عليك....لتكمل بوجع : انت كل اللى كنت زعلان معاهم كلمتهم اشمعنا سيلا يا اسد ولا انت مش عاوز تشوفنى وعايزنى امشى من حياتك....انت اللى زعقتلى وحتى لما قولتلك انا همشى سبتينى امشى بالليل ولوحدى يا اسد وبعدها ولا سألت عليا ولا اطمنت انا وصلت ولا حصلى اى وجاى تكملها بقسوة قلبك اللى بقت مش بتطلع غير ل سيلا و بس ربنا ياخدنى ويريح الكل منى طالما تعباكم اوى كدا

نفخ بغضب وضيق من كلماتها فقد عادت تلك الطفله من جديد فا دائما عندما تحدث بينهم مشكله تبكى وتتحدث كالطفله الصغيره وتصرخ بأن تبتعد عنه وتموت ويقابلها هو بصراخ ينتهى وهى بين ذراعيه اغمض عيناه وهتف بصوت حاول جعله هادئ ولكنه خرج قاسى و حاد : انا كام مره اقولك ما تدعيش على نفسك يا سيلا انتى مش هتكبرى بقااا ومش هتبطلى حركات العيال دى انا زهقت منك

لم تهتم لقوة نبرته لتكمل ببكاء : ماانا عارفه انك زهقت منى ومش طايق تشوف وشى بس انا هريحك منى خالص انا اطمنت عليك وانت الحمد لله بقيت كويس اهو انا همشى وارجع عند شادى واريحك منى خالص و لو عايز تطلقنى طلقنى ماانا مابقيتش فارقه معاك ولا بقيت تحبنى اصلا

_ اصلا يا سيلا.....قالها وهو يحاول أن يعتدل من نومته ليمسح دموعها بحب و حنان....نظرت له بعتاب ليقابلها بنظره عشق مقبل يدها المحتضنه ليداه بحب : انا بطلت احبك يا سيلا انتى شايفه كدا

هزت راسها بنفى ليكمل هو : اومال ليه بتقولى كدا

همست بصوت متحشرج : عشان انا زعلانه منك

زاد اقترابه منها ومن شفتيها ليهمس بشغف :
وانا مااقدرش على زعلك يا نور عيونى انتى

فتحت ريماس الباب وهى تصرخ بصوت عالى : ماااامى.....باااااا

ولكنها صمتت بخجل شديد والتفت تجاه اسد الذى كتم ضحكته بصعوبه.....نظرت سيلا لهم بخجل طفيف وجز اسد على أسنانه بغيظ من ابنته وهذا الواقف جوارها ليغمز اسد الايوبى له بعبث : حتى وانت تعبان يا خالى ارحم نفسك شويه

زمجر اسد بحده وغضب : انتوا اى مافيش اى ادب خالص مش فى زفت تخبطوا عليه

ابتلعت ريماس ريقها بحرج وهى مازالت قريبه من هذا المستغل الذى استغل اقترابها منه ولف يداه حول خصرها ثم سحبها معه للخارج ناظراً تجاه خاله بابتسامه : نسيبك احنا بقاا يا خال على راحتك

بمجرد أن خرجوا نظرت سيلا له بخجل : شوفت اخر عمايلك يقول علينا اى دلوقتي

نظر لها بذهول : يقولوا....انتى اتجننتى ولا اى يا سيلا انتى مراتى يا بت

برقت بعينيها باتساع وذهول من كلمته : بت انت بتقولى يا بت انت من امتى بتتكلم كدا ولا بالطريقه ازاى تقولى كدا

كتم هذا الحديث وأنهاه بقبله ملتاعه ومشتاقه لقربها منه وأنها الان بين أحضانه بعد عده ايام بعدت عنه وهجرته

بالخارج.....“

نظرت ريماس له بضيق : عاجبك كدا يعنى

هز كتفيه ببراءه مزيفه ومازالت يده محاوطه لخصرها مقربها منه بشده تحركت يداه بحريه على جسدها وهمس لها بحب : وانا عملتلك اى

أبعدت يداه عنها ولكنها فى مرور ثانيه كانت بين يداه يحملها بين ذراعيه شهقت بصدمه من فعلته لتصرخ به بشده : انت بتعمل اى نزلنى بقولك دا انت شكلك اتجننت باين

جز على أسنانه بغيظ من تصرفاتها الذى بات يمقتها : ايوه فعلا اتجننت انى سايبك على مزاجك وانتى ناسيه انك لسه مراتى هتيجى معايا دلوقتي غصب عنك وهنرجع بيتنا

مازالت تنتفض بين يداه تحاول النزول والابتعاد عنه ولكنه كان يتجه بها لخارج المشفى : ابعد عنى والله اصوت وألم عليك الناس واقول انك خطفنى

حذرها بأعين غاضبه : طب جربى بس تعمليها كدا

كانت ليلى فى طريقها للدخول وتمسح باقى دموعها المختلطه على وجينتها بقهر لترى اسد وهو يحمل ريماس التى لا تكف عن انزعاجها وتصرخ به

اقتربت منهم بلهفه : فى اى انتوا بتزعقوا كدا ليه وشايل ريماس كدا ليه يا اسد هى كويسه

_ ناوى اعقلها ياليلى عشان اختك اتجننت خالص ومخها طق منها

ضيقت عينيها لولهه : انا مخى طق

اتجه بها إلى سيارته هاتفاً بصوت شبه عالى :
سلام ياليلى أما اشوف صرفه مع اختك المجنونه
دى

أطلقت ليلى ضحكه خافته وهى تتابعهم لتنتفض بفزع عندما استمعت لصوته يهمس جوار أذنيها بشغف : امتى يجى اليوم اللى اخدك فيه ياليلتى ونروح لبيتنا امتى ياليلى

التفتت له بحزن وكادت أن تبتعد وتتخطاه ولكنه منعها من التحرك ينظر داخل عينيها بحنان : عارف انك زعلانه بس انا مستحملتش انك تبقى زعلانه ياليلى وجيت وسيبت كل حاجه ورايا عشان اصالحك

رفرفت برمشوها عده مرات ثم هزت كتفها بحزن منه وهتفت بعتاب : بس انا مش هتصالح يا ايهم مش كل مره تزعلنى وعايز تصالحنى بسهوله كدا

عقد يداه أمام صدره وهتف بتساؤل : كل مره
معنى كدا انى على طول بزعق معاكى يا ليلى
ومزهقك اوى

ابتلعت ريقها بتوتر لتبعد عينيها عن عيناه المثبته عليها بنظرات أهلكت قلبها وجعلتها تريد الارتماء بين ذراعيه تريد أن تشعر بالراحه والأمان التى لا تشعر بهم الااا بين أحضانه ولكنها نفت تلك الأفكار من رأسها وهزت راسها بنفى : انا مش قصدى كدا

اقترب منها ورفع وجهها له ينظر له بعشق جارف واعين تلمع بالحب ليهتف : اومال قصدك اى ياليلى

توترت من اقترابه وتنفست باضطراب : خلاص مافيش حاجه انا هطلع عشان اشوف بابى و اطمن عليه

مسك ذراعيها قبل أن تغادر من أمامه ليجعلها تقف أمامه مجدداً : خدى هنا هو انا مش بتكلم معاكى
تنهد وهو يهتف بنبره هادئه : انا اللى هطلع ياليلى هطلع اشوف عمى اسد واطمن عليه انا عارف انك زعلتى لما انا مشيت وماشوفتوش والكل كان دخل بس انا كنت مستنى أما كله يمشى عشان اعرف اتكلم معاه

_ وليه ماقولتليش كدا

قبل جبينها بحب شديد لتغمض عينيها لولهه ثم ابتعد عنها ناظراً داخل عينيها بابتسامه مداعب أنفها بإصبعه : انا بحبك يا ليلى بحبك اوى

انتفض قلبها بعنف وكأنها تستمع تلك الكلمه لاول مره منه كلما يهتف بها تشعر بسخونه جسدها وانتفاض قلبها بعنف داخل ضلوعه ابتلعت ريقها وهمست بعشق : وانا بحبك يا ايهم مش بس بحبك انا بموت فيك يا حبيبى

_ الصبر من عندك يارب ربنا يهدى ابوكى ويحنن قلبه علينا عشان انا تعبت انا عاوز نتجمع انا وانتى فى بيت واحد ياليلى

________________________________________

_ يعنى اى هتسافر يا فارس ازاى يا بنى المره اللى فاتت كانت خمس شهور وكنت هموت وانت بعيد عنى دلوقتي عاوز تسافر وماترجعش تانى ليه كدا يا حبيبى.....هتفت تولين كلماتها بصوت مختنق واعين تلمع بالدمع

تنهدت جورى بوجع ثم نظرت تجاه فارس على أمل أن يغير رأيه ويستمع لحديث والدته ولكنه خالف توقعاتها كما يفعلها دائما واحتضن أيدى تولين بحب : مين قال كدا انا كل فتره هنزلك هنا واقعد معاكى لحد ما تزهقى منك خالص وهكلمك كل يوم بالساعات يا حبيبتى

هزت راسها بنفى وبدأت دموعها بالسقوط لتهتف :
لا خليك جمبى افرض حصلى حاجه او موت اموت وانت بعيد عنى من غير ما اشوفك يا فارس ليه بتعمل كدا

زفر باختناق من كلماتها التى أصابت قلبه لا يريد سماع تلك الجمله يكفى ضغط عليه يكفى أنه سيكون وحيداً بغربته ليس جواره أحد لما تحمله فوق طاقته لمعت عيناه بآلم : بعد الشر عليكى يا امى بس عشان خاطرى بلاش تضغطى عليا اكتر من كدا كفايه اللى فيا يا امى....قالها وهو يرمق جورى بنظره معاتبه على تركها له وتخليها عنه

نظرت تولين تجاه جورى وهتفت : انتى هتاخدى روفان وتسافرى معاه يا جورى

اخفضت نظرها للاسفل ودموعها تساقطت على خديها بعذاب....تفاجأت تولين من بكاؤها وهمست بحزن : انتى هتسبيه لوحده يا جورى

جلست جورى على تلك الأريكة متنهده بوجع لتهتف بقهر : انا اتحايلت عليه ميسافرش قولتله لا هو اللى مصمم مع إن احنا مش محتاجين كل دا ليه نسافر ونتغرب كل ما أكلمه يقول حلمى وانتى عارفاه وانا قولتله مش هسافر وهو مش شايف غير نفسه

تحكم باعصابه بأعجوبه مستهزاه به وبأحلامه اغمض عيناه كى يهدأ قليلاً ثم هتف بنبرة حادة : انا مش محتاج حد معايا يا امى خليها هنا وبنتى انا هنزل كل شهرين واشوفها

_ بنتك....هتنزل بس عشان بنتك وانا اولع بجاز مش كدا انت كدا وهتفضل طول عمرك انانى ومش بتفكر غير فى نفسك انت عارف بعد ماكنت خلاص فكرت وكنت ناويه اروح معاك بس خلاص يا فارس روح انت وعيش حياتك لوحدك بعيد عننا وبنتى انا هربيها

صرخ بصوت عالٍ ونبره دبت الرعب بقلبها : جووووورى خدى بالك من كلامك واعرفى انتى بتقولى اى

صرخت تولين بهم بغضب : في اى مالكم مافيش اى احترام للى قاعده معاكم دى اى اللى جرالكم

بكت تولين بشهقات عاليه : فى انى تعبت منه ومن طباعه اللى عمرها ماهتتغير على طول يعلى صوته عليا ويزعق ويشخط فيااا انا بشوف عز بيعامل ليان ازاى وأيهم بيخاف ازاى على ليلى وعلى زعلها وبيعمل المستحيل عشان يتجوزها وأسد اخويا بعد كل اللى حصل بينهم عمر حب ماقل لريماس وبيحاول يرجعها بأى طريقه ومستحمل دلعها عليه وكل حاجه بتعملها فيه عشان بيحبها إنما أنا مش زيهم انا اللى يوم فرحى اللى مفروض يكون احسن يوم فى حياتى كان اسود يوم فى حياتى كدب عليا وفهمنى انى....انى.....لم تقدر على نطقها واكملت بنبره مهتزه : خدنى الفندق وكان عاوز يغتصبنى عشان يذلنى ويقهرنى ولولا انى اغمى عليا كان زمانه عمل كدا سامحته على اللى عمله بس ما نسيتش ولا قادره انسى قسوة قلبك حتى قبل مانتجوز كان دايما قاسى علياا ويزعق ويشدنى من شعرى لما اتكلم كنت ضعيفه اوى قدامه عشان بحبه بس خلاص انا تعبت منه وجبت اخرى.....انا لما بشوف اونكل فراس بيعاملك ازاى وبيخاف عليكى قد اى بستغرب اوى ازاى فارس ابنه ليه مش زيه ولا زى عز ليه قلبه حجر كدا هنا لما بزعل انا هو بروح عند ماما وبروح ساعات لليان لكن لما نزعل هناك هيكون مين معايا فارس متسرع اوى ومش بعيد يمد أيده علياا ماهو عملها قبل كدا كتير انا مش عاوزه اسافر ولا عايزاه يسافر

سقطت دموع تولين وتذكرت عذابها هى أيضاً مع فراس وكم عانت معه حتى أصبح بهذا الهدوء والحنان ف فارس نسخه مصغره من فراس يشبه تماماً بكل شىء ولكن عز مختلف عنهم ليس به طبع القسوه أبدا فارس متعجرف و مغرور مثل فراس سابقاً والأهم من ذلك قسوة قلبه الذى ورثها من والده

ابتعدت عن فارس الذى نفخ بضيق من كلمات جورى وظل هادئاً تماما حتى لا يسوء الأمر بينهم أكثر لم يعد يريدها أن تذهب معه بعدما كان متمسك ويتمنى ذهابها معه أصبح لا يريدها تبقى جواره سيبتعد هو عنها سيحقق أحلامه ويعرفها جيداً كم تستهزئ به مره اخرى

جلست تولين جوارها ثم نظرت لفارس بالانصراف لينفخ بضيق وهو يخرج صافعاً الباب خلفه بحده هزت تولين راسها بنفى واحتضنت جورى بحب لتهتف بابتسامه باهته : شايفه فارس دا نسخه من ابوه يا جورى صدقينى فراس زمان كان اكتر من فارس بكتير نفس اللى حصل معاكى حصل معايا بالضبط....لمعت عينيها بعذاب : حتى فراس زمان حاول يعتدى عليا برضوا بس لما اغمى عليا فاق من اللى كان فيه زى فارس كدا فراس زمان كان مانعنى من الخروج من البيت كان عصبى اوى ومتملك بطريقه فظيعه استحملت منه كتير اوى عشان كنت بحبه عارفه ريتال كانت صاحبتى من واحنا صغيرين كانت دايما تزعقلى وتقولى انى ماعنديش كرامه بس كنت بستحمل عشان بحبه عشان مش بقدر اعيش من غيره لحد ما ربنا هداه لياا اتغير خالص عن الاول مابقاش يستحمل يشوفنى زعلانه فهم واتغير بمرور الوقت يا جورى عايزاكى تصبرى وتتحملى انا عارفه ابنى و عارفه طباعه بس والله طيب ومافيش احن منه خليكى جمبه و ماتخربيش بيتك انا عارفه انك بتحبيه ومش هتقدرى تبعدى عنه وهو بيحبك بس قسوته دى وعصبيته بتخليه واحد تانى خليكى معاه و استحمليه يا جورى

ابتعدت عنها تنظر لها بعدم تصديق لا تصدق ما تسمعه ف فراس ليس بشبيه لابنه هو حنون بشده ويخاف عليها لا تصدق أن ماحدث معها حدث مع تولين بالماضى....قطع حديثهم دخول فراس الذى ألقى السلام على جورى واقترب من تولين بحب مقبل جبينها بعشق : وحشتينى يا تولى عامله اى يا روحى خدتى علاجك يا حبيبتى

هزت راسها بابتسامه : ايوه يا حبيبى الحمد لله المهم اسد بقا عامل اى

تنهد وهو يجيبها بهدوء : الحمد لله كويس انا هدخل اغير عشان هنروح ليه انا واياد دلوقتي انتى خلى بالك من نفسك وبلاش تتعبى نفسك عشان خاطرى يا تولى

ابتعد عنهم لتنظر تولين لها بنظره وكأنها تخبرها أن تتحمل كل شىء فالصبر مفتاح الفرج هزت جورى راسها بتفهم ونظرت لها بهدوء : حاضر انا همشى دلوقتي الاا فارس يمشى ويسبينى هاروح اشوف خالو واطمن عليه وروفان معاكى اهى خلى بالك منها يا ماما

خرجت جورى وتركتها تدعو لهم بأن يريح الله قلبها ويهدى صغيرها.....وجدته يجلس بالسياره لتجلس جواره بهدوء انطلق بالسياره دون الحديث بحرف ظلت تنظر له بحزن وتغمض عينيها بآلم من الواضح أن طريقها معه أصبح صعب عليها أكثر من السابق

________________________________________

_ حمدالله على سلامتك يا عمى الحمد لله انك بقيت بخير....هتف بها ايهم وهو يقف بالقرب من اسد الذى سمح له بالجلوس متنهداً بابتسامه : الله يسلمك يا ايهم اقعد يا ابنى انت واقف كدا ليه

انشرح قلبه بابتسامه واسعه وسحب الكرسى جالساً أمامه ليبتسم اسد على مظهره ولكنه هتف بمداعبه : الكلام دا من قلبك يا ايهم ولا جاى عشان ليلى مش عشانى انا

هز رأسه بنفى : لا والله أبدا انا جيت عشان اطمن عليك وقبل ماامشى كنت اطمنت عليك من الدكتور
....تنحنح وهو يكمل بحزن : انا مادخلتش معاهم هنا عشان عارف انك مش بتحبنى ولا بتطيق تشوف وشى بس جيت برضوا تانى عشانك اشوفك واطمن عليك

عقد اسد حاجبيه باستغراب شديد : انا بكرهك انت مين قالك الكلام دا انا عمرى ما كرهتك يا ايهم انت زى ابنى وكمان ابن صاحبى و اخويا اكرهك ازاى....تنهد وهو يجيبه بتفهم : لو بتقول كدا عشان موضوع ليلى فاانت غلطان

نظر له بأعين تلمع بالأمل : طب رافض ليه انا بحب ليلى مستعد اعمل اى حاجه عشان حضرتك توافق انا مااقدرش اعيش من غيرها محدش فاهم ليلى بالنسبالي اى

جز اسد على أسنانه بغيره واضاف بضيق : ما تفضلش تقول قدامى كدا انك بتحبها بدل ما اتقفل منك تانى

لوى شفتيه بسخريه ولكنه رسم ابتسامه مصتنعه على وجهه حتى يتمكن من إقناعه لينظر اسد له بتساؤل و قلق : بجد بتحبها و هتصونها يا ايهم ليلى انا مقبلش حد يوجعها حتى لو بكلمه تجرحها

اجابه بتلهف ونفى سريع : عمرى والله عمرى
ماازعلها ليلى هتبقى جوا عيونى يا عمى هعيش ايامى عشان أسعدها ليلى غاليه اوى عندى

ابتسم وهو يضع يده بأيدى ايهم الذى استجاب له على الفور لا يصدق أخيرا حصل على موافقته اخيرا ستصبح تلك الصغيره ملكاً له ستصبح بين أحضانه سيتمكن من ضمها فى اى وقت و اى لحظه احتاج لها تنفس باضطراب من دقات قلبه العاليه ليلى تلك التى بات يحلم بأن يجمعهم منزل واحد أخيرا يتحقق هذا الحلم صعب المنال ستعيش صغيرته بين أحضانه تنهد بضحكه ساخره كيف له أن يحزنها أو يجرحها بكلمه كيف لليلته أن تحزن وبسببه لا سيفعل ويتحمل اى شىء يحدث بينهم حتى لا تحزن

كانت أعين اسد تتابع لهفته ابتسامته حتى شروده باهتمام شديد مازال خائفاً عليها ولكنه يعلم جيداً بحبها له وافق الان عندما تأكد من هذا الحب الواضح بعيناه لن يحرم صغيرته من أبسط حقوقها يكفى عذاب وحزن لليلى تلك الصغيره التى ظلت بجواره رغم تخلى الجميع عنه لمعت عينيها بدموع حاول عدم إظهارها لا يريدها أن تبتعد عنه كيف يمر يومه دون رؤية ابتسامتها التى تشرق يومه وتضيئه ولكنه يريد اسعادها وسعادتها بجوار هذا الايهم

________________________________________
كل سنه وانتوا طيبين وبخير وسعاده يارب ♥️
أن شاء الله المواعيد فى رمضان كل سبت و تلات
اشوفكم يوم السبت أن شاء الله ✨❤️ عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية جنوني بك" اضغط على اسم الرواية

تعليقات