رواية انا لك ولكن الفصل الثالث 3 - بقلم سارة بركات

 رواية انا لك ولكن الفصل الثالث 3 - بقلم سارة بركات

الفصل التالت
رواية/ أنا لك ولكن  .. بقلم / سارة بركات
آية استقرت وراه على الموتوسيكل خلاص ..
أدهم:" امسكي فيا كويس عشان متقعيش"
وبتردد حاولت انها تلف دراعاتها حوالين وسطه عشان تمسك فيه كويس بس اتحرجت وقررت إنها تمسك في الموتوسيكل وخلاص .. أدهم لف وبصلها وعقد حواجبه ولقاها بتقول:
"أنا تمام كده."
رجع بص قدامه وبدأ يتحرك وسرعة الموتوسيكل كانت قوية لدرجة إنها من خوفها سابت الموتوسيكل ومسكت جامد في الجاكت الجلد اللي هو لبسه من شويه وبالفعل اتحرك وطلع على الطريق السريع .. 
كان بيفكر كتير وبيسأل نفسه هو ليه قرر يساعدها وهو ميعرفش غير إسمها بس! .. دول لسه متعرفين من ساعات هو اه شيء مش طبيعي ومش منطقي بس من مظهرها يدل انها مش لاقية مأوى ده غير إنها مش معاها مليم .. شكلها في كارثة أو هربانة من حاجة ده اللي استنتجه من توترتها وردود أفعالها بس من ساعة ماعرف إن ليها علاقة بعيلة المحجوب وهو حاسس بمشاعر مضطربة .. بين الخوف والقلق والتوتر  .. التلت إخوات كانوا على باله ..
يحيى الأخ الأكبر للعيلة دي هو شخص كويس نظرًا للمعرفة السابقة بينهم وبهاء الأخ الأوسط نفس الكلام شخص جاد بيحب شغله زي يحيى لكن الخوف الأكبر من أخوهم الأصغر عمر وخاصة بعد ما اغتصب بنت حتى الموت! 
آية كانت حاسة إنها تجربة حلوة لانها اول مرة تركب موتوسيكل شعرها كان طاير وراها والهوا كان جميل  .. كانت مبسوطة جدا وكانت حاسة إنها في مغامرة جميلة وبعد فترة بسيطة كانوا بيقربوا من منعطف صغير من خلاله هيروحوا على بيت المزرعة اللي ادهم خافظ عنوانها عن ظهر قلب بس محبش يبين لآية إنه يعرف العنوان عشان متخفش منه وبالفعل الموتوسيكل بطأ لما وصلوا للطريق ده..
" المفروض إني هنزل هنا."
ده اللي قالته لنفسها ولكنها استغربت لما لقته بيكمل وبيدخل الطريق الضيق ده بصت حواليها على الاشجار وكانت مرتاحة نفسيا بسبب إنها هتعيش في مكان حلو زي ده وده لانها مش متعودة على جو المُدُن والزحمة .. يادوب المكان ده هادي شبهها مفيهوش زحمة مجرد أشجار وبيت صغير وسط الأشجار دي .. أدهم وقف بالموتوسيكل قدام البيت الخشبي البسيط .. 
" بعيد زي ما أروى قالت .. بس مفيش مشكلة هتصرف"
حاولت تقوم من على الموتوسيكل معرفتش ازاي .. 
أدهم: "تسمحيلي؟!"
منتظرش انها ترد ومسك إيديها بيساعدها تنزل من على الموتوسيكل .. وبعد ما نزلت نزل هو كمان، شال شنطتها من رف الشنط بعد مافك الرباط إاللى كان رابطها بيه وحطها جمب الموتوسيكل ع الأرض ، آية قلعت الخوذة من على راسها وهو بيلف بجسمه الضخم نحيتها وادتهاله..
آيه بإبتسامه:"أنا مش عارفة أقول إيه لحضرتك يا دكتور على المواصلة دي بس شكرا جدا."
أدهم بإبتسامه:"العفو، وبعدين لو معندكيش مانع ممكن تقوليلي أدهم بدل دكتور دي بما إننا بره الكليه ، أنا حابب نكون أصدقاء ولا إنتي رأيك إيه؟"
آيه بتلعثم:"تمام... يا.. أدهم."
أدهم ابتسملها بطيبه قبل مايبص حواليه على المنطقه بإهتمام وبعد كده لف لآيه ..
أدهم بإستفهام:"آيه، هو إنتى إسمك إيه بالكامل؟"
لاحظ إنها متردده وبتعض ف شفايفها من التوتر قبل ماتبص للأرض..
آيه بتوتر:"هو ده لازم يعنى؟"
أدهم:"يعني مثلا بما إنك بقيتي بتشتغلي معايا أنا حابب يكون عندى خلفية عنك."
لاحظ إن توترها الزايد عن حده كان الإجابة عن سؤاله إللى هو إنها هربانه من حد ومش حابه حد يعرف مكانها بس مكنش يعرف مين، آية اخدت نفس عميق وبتسأل نفسها:"هو ده هيأذيه لو أنا قلتله طيب، يعني من بين كل الأشخاص إللى هنا أكيد هو عارف والدي كويس لإنه ذكر قبل كده ف محاضره النهارده عن الناس إللى بيتاجروا ف الآثار بس مقالش أسامى، يحيى محجوب عارف مين والدي ووثقت فيه لإنه جابلى المكان ده، طب هل أقدر أثق فى دكتور أدهم؟ ، حقيقي مش عارفه."
بصت لأدهم إللى كان مستنى رد على سؤاله منها كان بيبصلها وبيبتسملها باطمئنان مما خلاها تثق فيه وتقوله إسمها بالكامل..
آية: "آية إبراهيم المنياوي."
لاحظت إن أدهم بمجرد ماسمع إسمها بالكامل عقد حواجبه بتفكير، اتأكدت إنه هو أكيد يعرف والدها كويس، أدهم فضل يكرر الإسم ف دماغه كذا مره "آيه إبراهيم المنياوى، إبراهيم المنياوى!"، رفع حاجبه بدهشة إزاي يقدر ينساه! ده اسمه محفور في الذاكرة عشان هو اللي قتل أغلب زمايلة لمجرد إنهم كانوا بيحاولوا يكشفوه والسبب الأساسى إللى خلاه يشتغل دكتور فى القاهره ويبطل يدور عليه، بس اللي مخليه مش مستوعب الموضوع ويحاول يفتكر الاسم إنه في موقف غريب وهو ان في بنت واقفه قدامه  بتقول انها بنت إبراهيم المنياوي قدامه! سأل نفسه كتير " هى بتعمل إيه هنا؟، هو أبوها باعتها عشان تشوف مين إللى لسه بيدور وراه؟ أو هل أبوها باعتها عشان يراقبني!!! هي تعرف أنا مين أصلا؟! ولا باعتها عشان تراقب عيلة المحجوب وخاصة انهم وقفوا ضد والدها كتير في أعماله المشبوهة." آيه ملاحظه تفاجؤ أدهم واستغرابه وهو بيبصلها، وقالت لنفسها:"هو أنا لازم أبررله؟"
آية لآدهم:"أنا شايفة إنك تعرف والدي كويس."
آدهم رجع خطوه لورا وبصلها بشَك،آية فكرت إنه عايز يمشي بس على عكس ماتوقعت فضل واقف قدامها.
آية وهى بتبص ف عيون أدهم:" أكيد الموضوع مش زى مانت شايفُه، أنا سبت كل ده ورايا لما جيت هنا ، أنا مكنش عندى نيه إنى أتورط أو اخطط إللى حصل قبل كده بما فيهم إنت ده لو والدي آذاك في شيء، الموضوع حصل صدفه مش أكتر صدقنى، لو انت مش حابب إنى أكمل شغل معاك قولي وصدقنى أنا هتفهم الموقف وهعذرك." 
كان قلبها بيوجعها وهى بتقوله الكلام ده ، بس كان لازم تقوله لإنها مش حابه تشوفه مقلق منها ده غير إنها عاوزه تعرفه إنها مش تهديد ليه أو لغيره.. أدهم بيدرس مادته تبع منهج معين لكن آية شايفه إن معلوماته خاصة بالواقع مش مجرد منهج وخلاص، كانت بتسأل نفسها:"هل ياترى فعلا هو وراه حاجه ومخبي حاجات كتير ومنهم إنه يعرف كل حاجه عنى وعن بابايا ولا هو بس يعرف كل ده لمجرد إنه دكتور مادة التاريخ والحضارة؟"
أدهم كان واقف قدام آيه وبيقيم كلامها وشايف إنه بالرغم من سمعة والدها السيئة جدا ، هو شايف إنها صادقه ف كلامها لما قالت إنها سابت كل ده وراها،كان بيتابعها بعيونه وهى بتشيل شنطتها جنبه من على الأرض عشان تحطها جنبها ، كان منظرها بيوحى إنها بتدور على ملجأ ليها ينقذها من إللي هي فيه ، أدهم وهو بيكلم نفسه:"أكيد فعلا سابت كل ده وراها بسرعه وده السبب إللى منعها تجيب حاجات كتير معاها."  ماقدرش يفسر الرغبه الرهيبة إللى جواه من نحيتها بإنه لازم يحميها بالرغم من إن عقله بيقوله إن ده مش أمان ليه ... غمضت عينيها لإن نسمة الهوا إللى جت من خلال الأشجار حواليهم خلت شعرها البنى الفاتح يترفع بخفه مما خلاها تتأمل الهواء النقى وتستمتع بيه، ولما فتحت عينيها، أدهم إتأسر بعينيها الزرقاء وحارب رغبة غريبة جواه واتكلم بهدوء:
"لا يا آية، إنتى معاكى وظيفتك لازم تحتفظى بيها، أتمنى بس تكوني عارفة إنتي بتعملي إيه بإنك تنقلى هنا يعنى."
آيه بإمتنان:"ماتقلقش يا أدهم، أنا جيت هنا عشان أبدأ من جديد،أتمنى إننا نفضل أصحاب حتى بعد ماعرفت أنا مين."
أدهم لنفسه: "هى هربت من إللى فات بس لو باباها عرف هى قاعدة فين أكيد هتبقى ف خطر حتى الشرطة مش هتسمح بكده ممكن يقبضوا عليها لإنها بنت إبراهيم المنياوى إللي قتل ظباط كتير وإللي كان هيقتلنى أنا كمان في يوم من الأيام."
أدهم لآية بإبتسامة:"أكيد طبعا يا آية اعتبريني صديق ليكي ، أنا موجود فى أي وقت ومش هتأخر عنك ، محتاجة أى حاجة قبل ما أمشي؟"
آيه بصت للبيت بقلق ....
أدهم بإبتسامة وهو واخد باله من نظراتها للبيت:"إيه رأيك أدخل جوه واطمن إن كل حاجه تمام وبعد كده اسيبك مع نفسك إنتى والبيت؟"
ماحستش بنفسها غير وهى بتبسمله بإحراج وبعد كده حطت وشها ف الأرض عشان مايلاحظش إحراجها ظه .. كانت مستغربة جدا قد إيه هى مرتاحه لمجرد وجوده معاها، حست إنها مينفعش تخاف منه وإنه هيساعدها كتير ف حياتها الجاية.
آية بإحراج ملحوظ:" شكرا."
أدهم مد إيده نحيتها..
آيه بإستغراب وهى بتبص لإيده:"هاه؟"
أدهم بابتسامة:"طب ممكن تدينى المفتاح ولا هقول للباب إفتح ياسمسم وهو هيفتح من نفسه؟"
آيه بإحراج:"أه آسفه جدا،اتفضل."
أدهم بإبتسامة جميلة :"ولايهمك عادى."
راح نحية باب البيت وآية متابعاه بعينيها واختفى جوه البيت شويه وبعد كده طلعلها.. 
أدهم بتنهيدة:" كل حاجه تمام، بس من الواضح إن أصحاب البيت منضفوش البيت كويس لإن شكل ماحدش دخل فيه من زمان ولا أي حاجة فيه اتلمست بس مافيش حد جوه ماتقلقيش."
كانت الشمس بتغرب ف الوقت ده وأدهم بيقرب من آيه وبيبص ف عينيها، كانت نظرته ليها قوية جدا لدرجة إنها مكانتش قادره تبعد عينيها عن عينيه،حست إنها كويسه طول ماهو معاها ،حست إنها عاوزه تفضل معاه بأى طريقة.
أدهم بإبتسامة وبيديها المفتاح ف ايدها:"طب إيه؟"
آية بسرحان:"هاه؟"
أدهم بإبتسامة:"أشوفك بكره؟"
اكتفت بإبتسامه وهزت راسها بالموافقه وده لإنها مكسوفة من الموقف ده وأخدت منه المفتاح، أدهم بعد عنها وراح للموتوسيكل بتاعه ولبس الخوذه وركب الموتوسيكل ، وابتسم ليها آخر إبتسامه قبل مايلف حواليها ويدخل ف ممر الخروج بتاع المزرعه، حست إنها ندمانه إنها سابته يمشى، ليه؟ ماتعرفش وبصت على البيت الضلمة إللى مستنيها تدخله، شالت شنطتها من ع الأرض ومشيت ببطئ نحية الباب ودخلت جوا بيتها الجديد.
آرائكم؟

•تابع الفصل التالي "رواية انا لك ولكن" اضغط على اسم الرواية

تعليقات